سيف منتقم الفصل الثاني والعشرون

3


الفصل السابق
 جلس سيف علي الفراش واضعا بعض الأوراق ينظر فيها امامه ولكنه لم يكن مركزا بها فقد كانت عيناه معلقه بنور التي وقفت امام المرأه تصفف شعرها غير منتبهه لعيناه التي تتابعها بنظراته المشتاقه ... فقد كانت تشعر بأنها ليست علي مايرام بسبب ذلك الدوار وتلك الانقباضات التي تشعر بها  بمعدتها ... القت الفراشاة من يدها واتجهت بخطي بطيئة تجاه الفراش ليقطب سيف جبينه ناظرا نحوها بقلق حينما رأي الشحوب يغطي قسمات وجهها : نور... مالك ؟

هزت راسها بوهن قائلة:انا كويسة.... ماكادت تكمل جملتها حتي نهض نحوها بسرعه حينما وجدها تركض للحمام فور شعورها بالغثيان... طرق الباب الذي اوصدته خلفها بقلق:نور افتحي الباب خليني اشوف فيكي اية 

قالت بصوت صغيف : انا كويسة... هاخد شاور واطلع 

قال بالحاح : طيب افتحي الباب خليني اطمن عليكي الاول 

اغمضت عيناها بوهن شديد لاتقوي علي مجادلته لتتجاهل طرقاته علي الباب وتقف أسفل المياة الباردة لعلها تفيق من ذلك الدوار.... 

بعد دقائق مرت عليه وهو مازال يطرق الباب بغضب من عنادها فتحت الباب وخرجت ليسرع نحوها بقلق شديد : نور.. مالك حاسة بأية؟ 

قالت بصوت ضعيف : مفيش كنت دايخة بس شوية 

حملها واجلسها علي الفراش برفق ثم  تناول منشفة واخذ يجفف بها شعرها لتقول  :خلاص انا بقيت كويسة 

تجاهل كلماتها وتابع تجفيف شعرها ثم اتجهه ناحية الخزانه الضخمه واخرج لها بعض الملابس.. 

اعترضت علي يده التي امتدت لينزع ثوب الاستحمام عنها لتضع يدها فوق يده توقفه وقد احمر وجهها .. لينحني نحوها قائلا بلطف:انتي لسة دايخة وهتبردي لو فضلتي كدة.. مدت يدها تاخذ منه تلك المنامه التي احضرها لها ليقول :خليني انا اساعدك 

حاولت الرفض ولكن يده كانت اسرع منها ليفك رباط الثوب وهو يحاول قدر الإمكان أبعاد عيناه عن جسدها الذي ظهر امامه بالرغم من يدها التي حاولت لفها حولها تخفيه... البسها تلك المنامه بسرعه بأيدي مرتجفه وعيناه متركزة علي وجهها الجميل المشبع بحمرة الخجل وعيناها التي اخفضتها لاتقوي علي النظر نحوه ... انتهي من الباسها تلك المنامة الحريرية ثم اقترب منها واحاطها بذراعه وارجعها للخلف لتسند ظهرها للفراش ويعدل من وضع الوسائد خلف ظهرها ... تطلع لوجهها الذي بدأ يستعيد لونه قائلا بحنان :حاسة انك احسن دلوقتي 

هزت له راسها ليقوم من جوارها ويعود بعد لحظات يحمل صينيه الطعام التي جلبتها هدية... اخذ يطعمها بيده ثم اعطاها ادويتها... 

وبعد ان انتهي جلس الي جوارها يداعب شعرها بخفة قائلا : لسة تعبانه.... تحبي اطلبلك الدكتور

هزت راسها نفيا لتقول بامتنان: مفيش داعي انا بقيت كويسة.... انا اسفة تعبتك معايا 

ابتسم لها قائلا : انا مش تعبان طول ماانا شايفك كويسة 

وضع يده برفق علي بطنها واكمل :وبعدين ابني هو السبب في تعبك ده... يعني حقك تعملي فيا اللي انتي عاوزاه 

نظرت له لتجده يتطلع لعيناها لحظات طويلة قبل ان يهمس: بتكرهيني يانور.. ؟

تفاجأت بسؤاله فهي بالتاكيد لاتكرهه ابدا   .... لم تجد ردا وباغتها سؤاله لترتبك عيناها وتخفضها سريعا ولكنها وجدت يده ترفع ذقنها نحوه برفق ليعود يسألها مجددا : بتكرهيني؟ 

هزت راسها نفيا وابعدت عيناها عنه مجددا لتجده يقترب منها ويقول بخفوت: انا جرحتك كتير اوي ومن وقت مادخلت في حياتك وانا مش بكون الا سبب في حزنك بالرغم من انك من وقت مادخلت حياتي وانتي سبب في اني اعرف يعني اية سعادة... نور انا عارف اني مستاهلش واحدة زيك بعد كل اللي عملته بس انا اسف... اسف علي كل اللي حصل... انا خفت اتعلق بيكي وانا متأكد انك هتسبيني لما تعرفي باللي عملته في حازم ...واللي كان غصب عني... مكنتش قادر اشوف عدي في الحالة دي وانا فاكر ان حازم هو السبب واسيبه.... انا مش ببرر اللي عملته انا عارف اني غلطت في حقك كتير اوي 

امسك يدها بين يديه واكمل بنبرة صادقة : بس انا بحبك يانور.... بحبك واوعدك اني هكمل حياتي وانا بحاول اعوضك عن اللي حصل مني... وضع يده برفق علي بطنها قائلا بحنان : بحبك وبحب البيبي ده عشان منك انتي... 

عارف انك مش بالسهوله دي هتسامحيني بس حاولي.. اديني فرصةو متبعديش عني وخليكي جنبي..

كانت صامته تستمع اليه ونبره صوته الصادقه وكلماته التي لم تصدق ان يقولها بيوم من الايام تدور بعقلها المذهول ومشاعرها مازالت لم تستوعب بعد كل تلك الاعترافات.... انحني سيف نحوها يقبل شفتيها برفق شديد فاغمضت عيناها تفكر بأنها بتأكيد تحلم.... بحثت عن غضبها منه ورفصها له فلم تجد شيئا وقد محت كلماته واعتذاره كل شئ سيء بدر منه... 

قبل جبينها ثم تطلع لوجهها الجميل قائلا بهيام : انتي الحاجة الوحيدة اللي طلبتها من الدنيا... نفسي تفضلي جنبي علي طول

لم يكن يكذب بكلماته فهي تعرف من عدي ان حياته كان يعيشها من أجل أخيه سابقا وأنها المرة الأولى التي يعيش بها لنفسه و هو برفقتها...! 

اسند جبينه الي جبينها قائلا بتمني : ساكته لية... مش عاوزة تقوليلي حاجة 

هزت راسها بنفي فلايوجد لديها شئ لتقوله...تريد أن تظل تستمع اليه فقط 

عاد مجددا ليقول بدهشة : اية ده يعني مش هتتخانقي معايا... ولا هتقوليلي مثلا اطلع برا مش عاوزة اشوف وشك... انت حيوان... اي كلام استاهله 

أفلتت منها ابتسامه رقيقة وهي تهز راسها ليرفع حاجبه :  ولا هتضربيني ألم تاني 

زادت ابتسامتها علي مزاحه ليقترب منها قائلا بمكر وهو يضع يده علي خده الذي صفعته عليه من قبل... تعرفي ان ايدك جامدة اوي 

نظرت ليدها الناعمه ثم لوجهه قائلة باستنكار :انا..! 

اومأ لها وهو يقرب خده منها قائلا : حتي شوفي 

اقتربت منه لتري مايشير اليه ليفاجأها بأن لف راسه والتهم شفتيها بقبله عصفت بكيانها... طالت قبلته بشغف وجنون حتي شعر بحاجتها التنفس فابتعد عنها بانفاس لاهثة.... حاول تهدئه انفاسة وضربات قلبه التي تعالت بقوة وقد التمعت عيناه بالاشتياق اليها ولكنه كبح جماح نفسه فهي ليست بحال تسمح لها بتحمل جنون عاطفته وهو لايريدها ان تتاذي.... 

أخذها بين ذراعيه مكتفي بشفتيها التي لم يرتوي منها طوال الليل فيما قبعت نور بين ذراعيه وقد توقف عقلها عن العمل ليجتاح قلبها ومشاعرها ذلك الشعور بالسعادة والأمان والاحتواء بين ذراعيه فلما ترهق عقلها بالتفكير فيما مضي وتترك تلك المشاعر التي تعيشها برفقته بعد ان ندم واعترف لها بصدق بحبه...

.... 

... 

في اليوم التالي 

أوقف سيارته لدي ذلك المستودع الذي يبقي فيه ناهد ليجد حسان يسرع نحوه... سأله وهو ينزع نظارته الشمسية : اية الاخبار ياحسان 

: كله زي ماسيادتك أمرت... حسن طلعناه من شوية 

وهي محدش جه جنبها 

اوما له ودخل بخطاه الواثقة تلك الغرفة حيث يحتجز ناهد التي هبت واقفة فور رؤيتها له... حاولت تبين ملامح وجهه ولكنه كان جامد بلا اي تعبير.... سحب احد المقاعد وجلس اليها واضعا ساق فوق الاخري ليرمقها ببضع نظرات من راسها لاخمص قدميها قبل ان يقول بصوته الاجش :ها.. هتقوليلي كدة كل حاجة من الاول ولا هتضيعي وقتي 

اندفعت نحوه قائلة : انا معرفش اي حاجة غير اللي قلتها... نور هي اللي كانت عاوزة تجهض نفسها عشان جاسر... ماتت الكلمات علي شفتيها حينما باغتها بتلك الصفعه القوية علي وجهها والتي اسقطتها أرضا ليهدر بغضب : متجبيش سيرة مراتي علي لسانك الو.... ده يابنت ال.... 

دفعها لتسقط علي الارض قائلا: شوفيلك كدبة تانية غير دي ياروح امك تنقذي نفسك بيها عشان شريكك اعترف عليكي 

قالت بتساؤل من بين دموعها : شريكي... شريكي مين؟ 

أشعل احد سجائرة قائلا بهدوء : جاسر 

قطبت جبينها ليهز راسه...اية مش مصدقاني 

... عموما براحتك 

قام من مكانه والقي بسيجارته علي الارض ودهسها بحذاؤه قائلا :شكل الوش الهادي مش نافع معاكي.... 

حسان.. هدر بقوة بصوته الاجش ينادي  حسان الذي اسرع نحوه.. : أوامرك ياسيف باشا 

قال سيف : روقهالي انت ورجالتك الليلة دي....رمقها بنظرة ازدراء واكمل :ومعتقدش انها هتمانع 

صرخت بهلع... لا ابوس ايدك ياسيف 

دفعها بعيدا عنه مزمجرا بقوة : سيف بيه يازبالة.... انتي نسيتي نفسك ولااية يابت انتي... مانا عرفت اصلك الواطي 

امسكها بقوة من شعرها وهو يقول باحتقار: بقي الراجل اللي لمك من الشوارع وخلاكي هانم تبقي جزاته منك كدة ياكلبه... رايحة ترمي نفسك في حضن واحد تاني وتسرقي فلوسه وتديهاله ... اهو غدر بيكي ورماكي ليا عشان يخلص منك 

ترك خصلات شعرها لتترنح للخلف 

وترفع اليه عيناها المصدومه فجاسر هو من غدر بها وهي تردد ; عاوزني اقول اية؟ 

عاد ليجلس علي مقعده باريحيه قائلا : نبدأ من الاول خالص.... من اول ماخططتي تودي حازم في سكه الإدمان 

ابتعلت ريقها بخوف واضح فمصيرها في كل الأحوال الهلاك بعد ان فهمت لعبه جاسر عليها..! 

..... 

هب جاسر من مكانه يفزع حينما دخل حسن لمكتبه ليهتف به ... انت اية اللي جابك هنا 

قال حسن : ماهو رجاله سيف البحيري سابتني بعد مامسكت ناهد  فجيت اطمنك

قال جاسر بغضب : ياابن الغبيه وهو معني ان رجالته سابتك تجيلي هنا... اكيد مراقبك 

هز راسه قائلا :لا ياباشا اطمن انا اخدت بالي محدش ورايا

دفعه جاسر من إمامه قائلا بغضب : اوعي من وشي ياحيوان وهو سيف غبي عشان يسيبك كدة لله في لله 

قال حسن باستنكار : وباقي حقي ياجاسر باشا 

قال جاسر بعدم اهتمام : غور من وشي دلوقتي  

ابتسم حسن لنفسه ساخرا... انت بتضحك عليا... ده انا اضحك علي بلد زيك 

حدث حسن نفسه الذي سلم جاسر لسيف حينما اخبره بالحقيقة كامله مقابل العفو عنه وحماية والدته من جاسر وبالتاكيد صفقة سيف اربح كثيرا...! 

اندفع جاسر خارج من شركته بخوف فهو بالتاكيد انكشف لسيف... أشار لسيارة حرسة بأن تتبعه فيما يتجه لمكان يختفي به عن الانظار...

....

انتهت ناهد من أخبار سيف بكل شئ لتتعالي ضحكته الصاخبه والتي لاتعرف سبب لها لتقول: هي دي الحقيقة

قال ببرود : تعرفي ان جاسر قال نفس الكلام بس عنك انتي ... انك انتي السبب في كل ده

قالت باندفاع : لا لا.. هو السبب في اللي حصل لاخوك كان عاوز ينتقم منك ... ومنكرش اني شجعته يجر حازم عشان اخلص منه.... ونور هو اللي هيموت عليها وعاوزها باي طريقة وقالي اسقطها عشان تطلقها ويحاول معاها هو تاني

امسكها بقوة من خصلات شعرها : انا مش قلتلك متجبيش اسمها علي لسانك...

قالت بخوف : انا اسفة...

ألقاها  بعنف علي الارض قائلا باحتقار : عموما انتوا الاتنين كلاب تستاهلوا بعض 

أشار لحسان ليوقفها امامه وهو يجذبها من شعرها لتقول بفزع : هتعمل فيا اية.... ابوس ايدك سامحني 

:اسامح مين ياروح امك... ده انا هندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه انتي والكلب التاني...

هزت راسها واندفعت نحوه تترجاه : لا... لا ابوس ايدك 

دفعها بعيدا عنه قائلا بتحذير : اسمعي ياروح امك... انتي حالا هتنفذي اللي اقولك عليه بالحرف ولو فكرتي تعملي حاجة كدة ولا كدة متلوميش غير نفسك 

هزت راسها بتأكيد : هعمل اللي انت عاوزة 

امسك ذراعها بعنف قائلا : انا مش عاوز حاجة يا و.... انا بعمل كدة عشان الراجل اللي ميستاهلش اسمه يتلوث بسبب واحدة زيك 

هزت راسها ليكمل :هتروحي دلوقتي ولا كأن حاجة حصلت ومن غير ولا كلمه زيادة هتطلبي من فهمي بيه يطلقك وبعدها مش عاوز اشوف وشك ولااسمع اسمك تاني ترجعي تاني للشارع اللي جيتي منه... انتي فاهمه 

قالت ببكاء : ولو مطلقنيش 

نظر لها بازدراء:هيطلقك ده ماهيصدق يخلص منك يازبالة.... 

هزت راسها بموافقة وهي تبكي : حاضر... 

أشار لحسان... تاخدها لغاية هناك وتتأكد انها ساعة وتكون برا الفيلا 

... 

.... 


ابتسم سيف بود لفهمي الذي وقف بانتظاره لدي صالة الوصول قائلا : حمد الله على السلامة يافهمي بيه 

احتضنه فهمي بحنان : الله يسلمك يابني 

صافح حازم بود ليقول حازم : ازيك ياسيف 

: الحمد لله 

قال فهمي بقلق : نور فين..؟ هي مجتش معاك

قال سيف وهو يشير إليهم تجاه السيارة:متقلقش يافهمي بيه هي كويسة... بس الحمل تاعبها والدكتور مأكد انها ترتاح فمحبتش اجيبها عشان متتعبش 

قال فهمي : خير ماعملت.. احنا هنيجي نطمن عليها 

اومأ له حازم : طبعا دي وحشاني اوي 

... 

.... 

اسرعت نور تنزل الدرج حالما أخبرها سيف بوصول حازم وابيها ومجيئهم للاطمئنان عليها ليوقفها سيف برفق... براحة يانور.. 

انتبهت انها كانت تركض ليمسك بيدها وينزل بها الدرج برفق... 

احتضنها والدها باشتياق وكذلك حازم الذي اسعده كثيرا رؤية تلك السعادة تشع بعيونها 

: وحشتني اوي يابابا انت وحازم 

: وانتي ياحبيبتي 

قال حازم : وحشتيني يانور اوي... 

وضع يده برفق علي بطنها قائلا : انا جبتلك حاجات كتير جدا للنونو 

ابتسمت له : شكرا ياحازم... 

: عرفتي نوعه 

هزت راسها : لا.. لسة كمان اسبوعين لما اروح للدكتور 

نظر حازم لسيف قائلا : طبعا عاوز ولد 

أحاط سيف كتفها بذراعه قائلا : عاوزها تقوم بالسلامه 

اتسعت ابتسامتها بعدم تصديق فسيف البحيري لايخجل من إظهار مشاعره... 

:هتجيب عدي صغير انا متفق معاها .. التفت الجميع تجاه صوت عدي المازح الذي دلف للتو 

ليقول حازم  باستنكار : ومتجبش حازم لية.... ده انا حتي دافع دم قلبي في الحاجات اللي جبتهاله

ضحك الجميع لتبدء الحرب بين حازم وعدي الذي قال : من بكرة انزل اجيبله حاجات اكتر منها... ده انا عمه 

: وانا خاله 

قال سيف بحزم :وانا ابوه وبقول مالكوش دعوة بابني 

ضحك فهمي قائلا : بيتخانفوا من دلوقتي امال لما يوصل بالسلامه هتعملوا اية 

قال سيف : وانت فاكرني هسيب ابني ليهم... نور بس تقوم بالسلامه واخدهم ونسافر فترة نغير جو بعيد عن الصداع ده 

... 

..... 

فركت ناهد يدها بتوتر قائلة : معلش يافهمي ده طلبي 

: يعني انتي مصممه 

اومات له ليقول : زي ماتحبي.... انتي طالق 

واي حقوق ليكي... قاطعته بانكسار لم يعهده 

بها : متشكرة يافهمي.. كفاية اللي عملته ليا طول السنين دي... انا ماليش حقوق عندك.. 


... بالفعل كما أمرها سيف غادرت وهو تركها لانه يعلم وجهتها بالتاكيد...! 

ردع نفسه بالتاكيد من قتلها وقتل جاسر ليدع الانتقام ينهي مابدأه.... وحرص علي عدم التسبب بأي شئ يضر فهمي الذي لن يتحمل معرفة قذارة زوجته....! 

... 

انتفض عدي من مكتبه بامتعاض حينما دلفت تلك الفتاه نهي اليه.... هتف بعدم تصديق : انتي اية اللي جابك هنا..؟ 

اقتربت منه بابتسامتها اللعوب :وحشتني... كدة طول الفترة دي متسألش عني... موحشتكش

ابعد يدها عنه بغضب : لا موحشتنيش... ولا عاوز اشوف وشك اصلا... اطلعي برا 

تجاهلت طرده لها واقترب منه بدلال : لا مش قبل ما تقولي انك هتجيلي

: اجيلك اية يامجنونه بقولك مش عاوز اشوف وشك 

ضحكت بخلاعه : طيب هوريك حاجة تانية 

دفعها عدي باحتقار :برا بدل مااخليهم يرموكي برا ... مش عاوز اشوف وشك.. 

... تهاوي عدي علي مقعده... لماذا لايبتعدون عنه ولايلبثون يحاولون العوده لحياته وتذكيرة بتلك الحياة السيئة... تلك الفتاه كانت أول من عرفته بذلك السم ودائما ماكانت تحقنه به لتسحبه لعالمها القذر وهو انساق خلفها وغرق بتلك الملذات الزائفة.... 

اختنق حينما راودته تلك الذكريات ليسرع يطلب رقم ساره لأنها اكثر شخص يريد البقاء برفقته الان ليري واقعه النظيف المليء بالحب غير ذلك الماضي القذر... 

.... 

كانت جالسة بالشرفة شاردة بحياتها التي ماتلبث وتنقلب راسا علي عقب فقد كانت واقعه بشباك جاسر وتظن بأن لاخلاص منه وبلحظة  وقعت بطريق سيف الصعب والذي كان مليء الحواجز الصعبه حتي وصلت لبر الأمان الان... انها وقعت بحبه من اول يوم تزوجته به وهي تري جانبا اخر بشخصيته تجذبها له... انه ليس بشخص كثير الكلام أو ممن يعترفون بمشاعرهم فهو قد اعتاد الحياة الصعبه والتي لاتهب شيئا فيخشي ان يتأمل بشئ وتخزله لذا يوهم نفسه بأنه لايحب ولا يتعلق..! 

ولكنه يحبها... نعم يحبها كما تحبه فهو قد قاوم طبيعته واعترف لها بحبه... لقد ثار علي شخصيته الصعبه من أجلها.. لقد اصبح زوج لطيف مهتم يهتم بمشاعرها بل ويدللها كثيرا فطوال الشهر الماضي وهو يتعامل معها برفق وحنان ويغدق عليها الاهتمام والدلال... تشعر به وهو يتعذب بقربها ولا يقوي علي الاقتراب خوفا عليها...! انه يرغبها بشدة ولكنه يرفض الاستسلام لرغبته من أجل سلامتها وليس هناك دليلا علي حبه اكثر....! 

.. تفاجأت بذراعة تحيط بخصرها من الخلف ويدفن راسه بعنقها : سرحانه في أية 

: بفكر 

ادارها نحوه لينظر اليها قائلا : بتفكري في أية؟ 

:في حياتي... وفيك.. 

عقد حاجبيه باهتمام : انا ضايقتك 

هزت راسها بنفي ; لا.. بالعكس انت بتعمل حاجات كتيرة حلوة عشاني 

رفع يدها لشفتيه يقبلها قائلا بهمس اذابها:انتي احلي حاجة في حياتي 

أفلتت ضحكتها الناعمه لتشاكسة: سيف البحيري بقي بيعرف يقول كلام حلو 

ضحك بصخب : اتجنن علي ايدك 

وقفت علي أطراف اصابعها واحاطت عنقه بذراعيها تسأله : بتحبني 

اقترب من شفتيها يقبلها بشغف :بموت فيكي

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم.... 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تحفه جدا تسلم أيدك

    ردحذف
  2. تسلم ايديكي يا رونا سيف رغم قسوته الا انها نتيجة تجارب الحياه فهو بخوفه ومراعاة وحماية من حوله هذا مايعبر
    به عن مشاعره هو الحب عنده أفعال لا أقوال وهذا ماادركته نور وادركت معه مدى حبه لها

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !