سيف منتقم الفصل الثالث والعشرون

0


 الفصل السابق
وقفت ساندي سكرتيرة حازم بجوار مكتبه تدون بعض الملاحظات التي يمليها عليها ليتفاجيء بدخول هايدي بوجه لا يبشر بالخير

قال بقلق وهو يعتدل واقفا : هايدي... في أية. ؟في حاجة حصلت؟ 

رمقت ساندي بنظرة من راسها حتي اخمص قدميها بثوبها القصير الذي يبرز جمال سيقانها وكعب حذاءها العالي ثم نظرت له شرزا وهي تسحق أسنانها قبل ان تتوجه ناحيته قائلة بدلال : جيت اشوفك... مش مبسوط انك شفتني ياحبيبي

رفع حازم حاجبه لا يفهم شيئا ولكنه هز راسه :لا طبعا مبسوط ياحبيتي 

نظرت هايدي تجاه ساندي التي جمعت أوراقها ببطء وهي تردد : عن اذنك ياحازم بيه 

تغنجت ساندي بمشيتها وهي تغادر لتشتعل نيران الغيرة بقلب هايدي والتفتت نحو حازم الذي ابتلع لعابه بتوتر فهو هالك لامحالة فيكفي نظراتها القاتله نحوه.... :عن اذنك ياحازم بيه... ضحك حازم عاليا علي هايدي التي قلدت ساندي للتو... 

لتلكمه هايدي بغضب : بتضحك علي اية... عجباك اوي 

امسك يدها ورفعها لشفتيه يقبلها :محدش عاجبني غيرك انتي وبس 

رفعت حاجبيها بابتسامه .. حسنا استطاع ان يهديء من ثورتها قليلا.. قليلا فقط فمازالت ستقتله..! 

تراجع حازم ينظر نحو ملامح وجهها التي تغيرت وهي تقطب جبينها.. :انت ازاي تركب العربية مع البنت دي 

حاول التبرير وبالفعل نظراتها أصبحت تخيفه فلم تعد تلك الفتاه اللطيفة حبيبته وإنما اخري تغار بشراسة... :ياحبيتي كنا في اجتماع وكان لازم تبقي..... ابتلع باقي كلماته وهو ينظر للشرر الذي تبعثه من عيونها الزرقاء ليقول بتوجس :اية يا هايدي انتي هتتحولي ولااية... 

اقتربت منه وامسكته من سترته وهي تقول بتوعد :بقي كانت معاك في اجتماع

اومأ لها وهو يقول كطفل يخشي العقاب :اه والله حتي اسألي بابا 

زمت شفتيها قائلة بتحذير :انا مش قلتلك متاخدش البنت دي معاك تاني اي مكان 

:والشغل؟ 

:انا هبقي اجي معاك 

ابتسم لها قائلا :اذا كان كده ماشي 

عقدت حاجبيها : اية ده يعني موافق 

قال بهيام وهو ينظر اليها وهي قريبه منه لهذا الحد الذي لايفصل بينهما سوي انش :طبعا ياحبيبتي انا أطول تبقي جنبي علي طول 

اتسعت ابتسامتها بسعاده ولم تحلظ نظرة حازم الماكرة وهو يحيط خصرها بذراعه يقربها اليها ويسرق من جانب شفتيها تلك القبله.... 

حازم.!! قالتها وهي تبعده بقوة 

ليهز كتفه ببراءه : بصالحك ياروح حازم ..؛ 

... 

.... 

بعد قليل تفاجيء حازم بخاله همام امامه ليسرع يرتمي بين احضانه :كيفك ياولدي 

: الحمد لله ياخالو... انت عامل اية؟ 

قال همام وهو يجلس : بخير طول مانتم بخير

:احنا كويسين الحمد لله 

قال بعتاب : ولما هو كدة مجبتش نور لية وجيت زي ما وعدتني في التليفون 

: اسف ياخالو والله بس من بعد ما كلمتك وطمنتك عليا وعلي نور مسكت الشغل بدل بابا عشان انت عارف صحته تعبانه 

:الله يعينك ياولدي... وكيفها نور 

ابتسم قائلا ;بخير... حامل 

ابتسم همام بسعادة : الف مبروك... دي خالتك سامية هتفرح قوي 

بادله حازم الابتسام لتدخل ساندي وخلفها الساعي بالقهوة... ارتشف همام قهوته قائلا :وكيفه جوزها معاها زين..؟ 

: ايوة ياخالو... سيف راجل محترم بيحبها وبيخاف عليها هو بس لولا اللي حصل 

:والله ياولدي انا مقدرش ألومه انت عارف انا صعيدي ومسبش تاري ابدا يعني لو مكانه كنت دفنتك في أرضك من غير مااسمع منك كلمه الحمد لله ان الحقيقة بانت 

:الحمد لله 

اخرج همام شيك من حافظته الجلدية الكبيرة ليضعه امام حازم قائلا : ده حقك في ورث امك ياحازم 

عقد حازم حاجبيه ليوميء له همام : طبعا حقك وحق اختك وفوايده السنين اللي فاتت كلها انا كنت خايف اديه لابوك بعد مالافت عليه العيلة اللي اتجوزها.... استنيت لما تبقي راجل تقدر تحافظ عليه واديك اهو راجل ملو هدومك.... خد ياولدي 

مد حازم يده يتطلع بهذا المبلغ الضخم بالشيك ليندفع تجاه خاله يحتضنه :متشكر اوي ياخالو

:ده حقك ياولدي.. 

دلف فهمي من الباب لتمر لحظة وهو كلاهما يتطلع للآخر ففهمي يتطلع نحو همام بخجل فيما يتطلع همام نحوه بعتاب... انتهت اللحظات بصوت همام الذي قال :تعال يافهمي اتوحشتك 

ابتسم فهمي وهو يحتضنه : وانت ياحاج همام 

مرت لحظات من العتاب بينهم ففهمي قطع علاقته بهم بعد وفاه زوجته وحرم الاولاد من خالهم وتزوج بتلك الفتاه ناهد بينما همام وقف بجوار ابنه وحافظ عليه بتلك المحنه 

تطلع همام بساعته ليهم بالمغادرة.. ليسرع فهمي يوقفه : علي فين ياحاج 

: يادوب اروح اسلم علي نور وحشاني واعاود علي طول 

: تعاود فين... لا والله مايحصل تقعد معانا يومين 

: لا يافهمي ورايا اشغال

: انت لسة مش عاوز تدخل بيتي 

:لا يافهمي مادام الحرباية دي طلعت منه 

هاجي بس مرة مرة تانية 

التفت نحو حازم قائلا : تعالي معايا ياولدي عشان اشوف اختك.. 

.... 

..... 

هزت نور راسها : كفاية ياسيف بجد مش قادرة 

قرب الشوكة من فمها غير سامح لها بالرفض:معلش ياحياتي لازم تاكلي عشان تبقي كويسة 

قالت وهي تتناول قطعه اللحم من الشوكة علي مضض :مانا بقيت كويسة اهو 

هز راسه : الدكتور اللي يقول مش انتي

:انا زهقت من القعدة في السرير والاكل والنوم طول اليوم بقالي شهر علي الحال ده 

ربت علي يدها بحنان : معلش ياحبيتي هانت كلها كام شهر وتولدي

هتفت باستنكار : هو انا هفضل كدة لغاية مااولد... لا طبعا... انا بقيت كويسة

حاولت النهوض ليوقفها سيف : نور ... ارتاحي ياحبيتي 

:بقولك بقيت كويسة وزهقت من القعدة في السرير 

امسك بيدها ليجلسها مجددا وهو يقول :

ماشي ياحبيتي بكرة نروح للدكتور نشوف هيقول اية 

قالت بملل :وانا لسة هستني 

داعب وجنتها : معلش... وبعدين مانا محبوس جنبك اهو من وقت ماتعبتي 

:ياسلام.. مانت بتروح الشغل وتسيبني

:الساعتين دول بقيت بسيبك

تنهدت بضيق :اهو بتخرج وخلاص... إنما أنا زهقت واتخنقت من القعدة دي 

ضمها اليه وربت علي كتفها بحنان : معلش ياروحي هعوضك عن كل ده 

لم تجيب ليداعب خصلات شعرها وينحني تجاه شفتيها يقبلها بنعومه هامسا :متزعليش بقي 

اومات له ليعود مجددا مقبل شفتيها ولكن قبلته ازدادت شغف وجنون ليغرس يده بخصلات شعرها يقربها اليه اكثر وقد اشتعلت اعصابه ولم يعد يحتمل المزيد من الانتظار ولكن ليس بيده شئ.... ابتعد لاهثا بانفاس متقطعه لينظر اليها باحباط وهو يهمس :مش قادر ابعد عنك اكتر من كدة هتجنن خلاص 

أفلتت ابتسامتها السعيده فتلك الفترة التي قضاها بجوارها دون الاقتراب منها هو الشئ الجيد بتعبها لتتاكد بأنه يحبها ويريدها بكافه الحالات والظروف... 

نظر لابتسامتها ورفع حاجبه بغيظ :ضحكتي يعني دلوقتي 

اومات له ووضعت راسها علي صدره : متبعدش عني 

هز راسه واحاطها بذراعه قائلا : مقدرش 

طرقت الخادمه الباب قائلة :حازم بيه وخال الهانم تحت 

رددت بعدم تصديق : خالو... التفتت نحو سيف الذي سالها : اللي كان مخبي حازم 

اومات له قائلة : هتحبه اوي 

داعب ارنبه انفها : ماشي 

.... 

بالفعل سرعان مااستطاع سيف كسب حب واحترام همام الذي قال : زين مااخترتي يانور... زوجك راجل عنجد اتشرف انه يبقي جوز بنت اختي 

ابتسمت له تنظر لسيف بفخر ليجيب بتهذيب: الشرف ليا ياحاج همام 

تجاذبا أطراف الحديث ليقول همام : في أقرب وقت تجيب نور وتيجوا نتعرف علي عيلة امها 

اومأ لها وهو يحيط كتف نور بحنان : ان شاء الله ياحاج بس نور تقوم بالسلامة لان حملها صعب والدكتور مانع الحركة عنها

اومأ لها : ان شاء الله هتقوم بالسلامة وتجيبلك ولي العهد 

.... 

انصرف خالها ليقول حازم : سيف لو سمحت عاوزك في كلمتين 

دخل سيف المكتب وخلفه حازم الذي اخرج ذلك الشيك من جيبه وقدمه لسيف 

عقد سيف حاحبيه باستفهام : اية ده ؟

:دي الفلوس اللي دفعتها في عملية بابا واللي وقفت بيها الشركة علي رجلها 

هز سيف راسه قائلا بحزم : رجع الشيك جيبك ياحازم 

:بس ده حقك... وبعدين انا مش محتاجهم الشركة شغلها كويس بفضلك 

: خليهم معاك... اعتبرهم مهر نور 

:بس ياسيف.... قاطعه بحزم ; من غير بس 

... 

فركت نور يدها بتوتر بتسأل سيف فور دخوله الغرفة :ماله حازم كان عاوزك في أية 

قص عليها ماحدث بينهما لتبتسم بسعاده لاخيها الذي نضج وأصبح مسؤول... 


.... 

.... 

وقف سيف بصاله الوصول بالمطار في انتظار كمال الذي ظهر للتو يمسك بيده يد داليا من أسرع سيف تجاهه ليحتضنه باشتياق :شهر ياندل مشفكش... 

احتضنه كمال قائلا :وحشتني والله ياصاحبي 

وكزة سيف بكتفه : لو وحشتك كنت رجعت

قال كمال ممازحا :مش للدرجة يعني... 

التفت سيف تجاه داليا : حمد الله على السلامة يا داليا 

: الله يسلمك ياسيف... نور عاملة اية ؟

ابتسم لها قائلا : الحمد لله 

توجهها للسيارة ليركب كمال بجواره فيقول سيف بخفوت يمازحة :طمني رفعت راسي 

ضحك كمال قائلا : أسد ياصاحبي 

ضحكا كلاهما فيما تابعت طريقهما ليساله كمال عن أحوال العمل في غيابه وطال حديثها حتي وصلا ليقول كمال : معلش ياروحي هروح الشركة مع سيف ساعتين وارجع علي طول 

هزت داليا راسها بعدم رضا ليهمس باذنها :هصالحك لما ارجع 

ابتسمت له ودلفت للمنزل 

ليلتفت الي سيف ويغرقا بحديثهم الخاص بالعمل حتي وصلا للشركة ... 

دخلت سالي قائلة : منير بيه النجار جه حسب الميعاد ياسيف بيه 

اومأ لها :دخلية أوضة الاجتماعات وابعتي المهندس مجدي و استاذ فريد عشان العقود 

: حاضر يافندم 

لوي كمال شفتيه :برضه هتمضي معاه

:ماقلتلك ياكمال مفيش داعي نغيره

ولو علي بنته ماهي خلاص عرفت اني متجوز 

رفع كمال حاجبة : ولما هي عرفت لسة بتجري وراك لية 

:اعملها اية ياكمال.... 

: تفكك من الشغل مع ابوها وخلاص

:وبعدين بقي ياكمال ماقلتلك سيبك منها اللي بينا شغل.... ومن الآخر ولاهي ولاغيرها انا مبشفش غير نور 

ابتسم كمال قائلا :ياسيدي ده احنا اتغيرنا اوي

: اوي اوي يااخويا 

غمز له كمال : ايوة ياعم 

وكزه سيف بكتفه قائلا بغيظ : اهو قرك ده اللي جايبني ورا ومش قادر أقرب لها 

طرق كمال علي كتف سيف المعضل قائلا :ورا فين بس ماانت حلو اهو وطول بعرض وتلاقيك مقضيها 

:ياساتر... انت كمان هتقر عليا... لا ياسيدي أوامر الدكتور اتهد بقي وسيبني في حالي 

تعالت ضحكة كمال الصاخبه : ياعيني عليك ياابن البحيري 

جذبه سيف قائلا :تعالي بقي نشوف شغلنا 

بدل مااطلعه عليك.... 

....... 

.... 


في اليوم التالي... 

وضع الطبيب السائل البارد علي بطن نور التي تمددت علي الفراش ويدها بين يد سيف الذي اخذ ينظر اليها بحب فيما تتابع هي جنينها الذي يظهر علي الشاشة لينظر الطبيب تجاه سيف قائلا : ها ياسيف بيه نفسك في ولد ولا بنت 

قبل سيف يدها قائلا : الاتنين حلوين يادكتور 

ابتسم الطبيب ليعلن اخيرا : طيب مبروك جايلك ولد ياسيف بيه 

اتسعت ابتسامه سيف الذي سأل الطبيب باهتمام : المهم صحه نور كويسة 

ترك الطبيب نور لمساعدته نهي لتساعدها بارتداء ملابسها فيما تحدث لسيف قائلا : الحمد لله وضع مدام نور استقر جدا وعدت الفترة الخطيرة عشان حملها كان صعب جدا في أوله لكن دلوقتي مع دخولها للشهر الخامس اطمنك ان وضعها هي والجنين كويس جدا وخلاص تقدر تعيش حياتها عادي جدا... 

ابتسم سيف للطبيب قائلا : متشكر يادكتور 

:ده واجبي ياسيف بيه 

..... 

عقدت نور حاجبيها باستفهام حينما وجدت سيف يعطي اومره لعاليا بتجهيز تلك الحقائب فور عودتهم للمنزل لتسأله: في أية؟ هو احنا مسافرين؟ 

ابتسم لها وهو يهز راسه لتعود تنظر اليه متساءلة ليقول: متسأليش كتير وتبوظي المفاجاه اطلعي جهزي نفسك ومتعطلنيش عشان ورايا حاجات كتير عاوز اخلصها قبل مانسافر 

وجدت نفسها تنفذ كلامه دون تفكير وكأنها طفله بانتظار مفاجأه لاتريد افسادها بكثرة الأسئلة.... مرت الساعة التالية وسيف لايتوقف عن إجراء الاتصالات الهاتفيه وإعطاء الأوامر حتي لعدي الذي لم يلبث يسأل عن تلك السفرية المفاجئة...؟!

توقف عدي لدي السيارة قائلا :اية يا نانو رايحين فين من ورايا

اشارت لسيف : اسأله... انا عن نفسي هموت واعرف 

قال سيف وهو يفتح لها باب السيارة : متحاوليش..! وانت يلا ياعدي علي الشركة 

تابع سيف مكالماته وهما بالسيارة لتلتفت له نور : سيف سيب بقي التليفون شوية وقولي احنا رايحين فين 

قال ببساطة : هنسافر شهر عسل 

أفلتت ضحكتها الناعمه وهي تردد : شهر عسل اية يامجنون وانا شبه الدبدوب كدة 

داعب وجنتها : احلي دبدوب.. وضع يده علي بطنها التي بالكاد تظهر قائلا :وبعدين فين الدبدوب ده..؟ 

:سيف انا بتكلم بجد ....

: وانا كمان بتكلم جد ... 

: والفكرة دي طلعت في دماغك فجأه 

هز راسه :اول ما الدكتور قالي انك ينفع تسافري ونعيش حياتنا عادي فكرت اننا نسافر شهر عسل.. انتي مش كنتي زهقانه 

:بس... مكنش لازم 

عقد حاجبيه والتفت نحوها متساءلا : مش عاوزانا نبقي مع بعض 

:لا.. بس يعني هتسيب شغلك و... وضع أصبعه برفق علي شفتيها قائلا :مش عاوزك تفكري في حاجة غير اننا مع بعض....


... 

مازالت لاتصدق بأنها بالفعل تعيش تلك السعادة برفقته فالشهر الماضي كان كالحلم بالنسبة لها وهي تقضيه برفقته وهو يهتم بها ويدللها أثناء تعبها... ليفاجاها اليوم بتلك الرحلة التي لم تتوقعها حتي باحلامها... هل يمكن أن يتحول من ذاك الرجل القاسي البارد لذلك الرجل الرومانسي الحنون الذي يغدقها بتلك المشاعر..... اوصدت عيناها وهي مازالت غير مصدقه تلك السعادة التي تشعر بها وسط تلك الأجواء التي احاطت بها ماان حطت بهم الطائرة بتلك الجزيرة الرائعة بهاواي.. أشعة الشمس الساطعه فوق صفحة المياة الزرقاء الصافية وصوت حفيف الأشجار مع صوت الأمواج انها بالتاكيد في حلم... مازالت غير مصدقة انها تقضي شهر عسل علي احد الجزر ما كتلك الروايات او الأفلام... 

وقف خلفها يتأملها و الرياح تداعب خصلات شعرها وثوبها الحريري وتلك الابتسامه المرتسمه علي شفتيها بينما هي غارقة بالتفكير... كانت تتذكر كل لحظاتها معه منذ لقاءهم وكم كانت تتمني بالسابق ان يتغير كل شئ بينهم ويحبها مثلما تحبه لتجد فجأه امنيتها تتحقق ولكن الأمنية شئ وما تعيشه معه الان شئ اخر.... فتلك السعاده لم تكن تحلم بها حتي في أقصي أحلامها....شعرت بيداه تحيط خصرها من الخلف لتستدير اليه وقد ارتدي ثوب سباحة قصير فقط فوق جسده المكدس بالعضلات المشدودة... سرحانه في أية؟

تنهدت قائلة : لسة مش مصدقه انك اتغيرت وبقيت كدة

عقد حاجبيه بتساؤل:هو انا كنت وحش اوي كدة

لم تجيب ليقطب جبينه قائلا : واضح اني كنت وحش فعلا 

هزت راسها وهي تستدير نحوه : انت مش وحش ابدا ياسيف... 

ابتسم لها قائلا بغرور مصطنع : عارف اني حلو 

وكزته بكتفه قائلة :مغرور 

جلس علي الرمال واسند ظهرها الي صدره قائلا :انا.. ؟! 

اومات له قائلة : ايوة وبارد كمان... 

;بارد. ؟

هزت راسها :لوح تلج 

ضحك بخبث وهو يهمس بجوار اذنها :انتي اد الكلمه دي 

التفتت له باستفهام لتجد عيناه قد اشتعلت برغبته الشديدة بافتراس شفتيها التي اتهمته بالبرود...باللحظة التالية. وجدت شفتيها 

بين شفتيه يلتهمها بقبله جامحة تذوق لسانه بها كل انش بفمها و تعالت انفاسهما الممتزجة لتجده يحملها ويتجه بها للشاليه الخاص بهما وهو مازال يقبلها بلطف تاره وبعنف وجنون تاره اخري.. لتغمض عيناها وقد اشتعل وجهها بالخجل حينما شعرت بجسدها اسفله وقد أرخي جسده بالكامل فوقها وهو يقبلها... ولكن قبلاته الجامحة اتخذت مجري اخر فقد أصبحت اكثر لطفا وحنانا فوجدت نفسها تلقائيا تغمض عيناها باستسلام في متعه وسكينه بين ذراعيه.... همس بجوار اذنها بنبرته الرجولية : بحبك.. 

رفعت يداها لتحيط عنقه وتضمه اليها اكثر دافنه راسها بعنقه بخجل حينما بدأت يداه باستكشاف ملامح جسدها وكانه يفعلها لأول مرة... فهو تلك المرة لايريد فقط امرأه جميلة وأنما يريد المرأة التي يحبها حد الثماله 

وهو من كان يخبرها بأنه لايعترف بوجود شئ يسمي حب ليجد نفسه اسيرا لحبها بعد ان سرقت تلك الصغيرة عقله وقلبه.... انحني نحوها ينظر لوجهها وملامحها التي كان يحلم بها ليقبل كل انش بوجهها منتهي بشفتيها الورديتان متنفسا أنفاسها التي تشبه رائحة الجنه... نزلت شفتاه نحو عنقها يتذوقه باستمتاع افقده جنونه لتزيد وتيره جنونه ويزداد عنف أسنانه التي رسمت علامات تملكه علي كامل عنقها قبل ان يبعد ذلك الثوب عن جسدها الفاتن الذي افتقده طوال تلك الاشهر...... بعد فترة طويلة توسد راسها صدره العاري واغمضت عيناها بنشوة غامرة فتلك ليست المرة الاولي لها بين ذراعيه ولكنها المرة الاولي التي تشعر بها بتلك المشاعر... لقد كانت تلك المرة تحمل مشاعره تجاهها وليس مجرد رغبته بها... قبل سيف راسها وشدد من ذراعيه حولها هامسا :بحبك.. 

لحظات وشعرت بانتظام أنفاسه لتغمض عيناها هي الاخري وتستسلم للنوم... 


...

....

وقف جاسر لدي باب الغرفة يتطلع باشمئزاز نحو ناهد التي جثت علي الارض تستنشق تلك المادة البيضاء بلهاث كالكلاب ليلتفت نحو ذلك الرجل الضخم الذي توقف لدي الباب : اية الاخبار يا يونس؟ 

أجاب بصوته الاجش : اهي ادامك ياجاسر بيه

:يعني دخلت السكة 

: امال ياباشا ده انا بقالي شهر بحقنها بيه لغاية مازي مانت شايف كدة بقت عبده الكيف... ده احنا لما بنتاخر عليها بالجرعه بتتجنن

اومأ له : تمام يايونس عفارم عليك... كام يوم كدة وارميها بره

: اوامرك ياباشا

عاد جاسر لجلسته علي مقعده المريح وهو يتذكر حينما جاءت اليه ناهد مهدده بعد ان تركها رجال سيف و عرفت الحقيقة

كان كل مايشغله هو البقاء مختفيا عن عيون سيف التي تبحث عنه بالتاكيد وكانت تهدده باخبار سيف بمكانه ليعطيها النهاية التي تستحقها بالنهاية فهي ليست سوي امرأة رخيصة نهايتها بالشوارع...

....

....

داعبت ساره وجنته قائلة : مش ناوي تقولي مالك بقي ياعدي

هز راسه : ابدا ياسارة... انا بس محتاجك جنبي الفترة دي

قالت بحنان : انا جنبك علي طول ياحبيبي

ابتسم لها وامسك يدها بين يديه قائلا :ربنا يخليكي ليا...

.....

..

فتحت نور عيناها علي رائحة الطعام الشهيه التي اجتاحت انفها... نظرت حولها فلم تجده لابد انه استيقظ باكرا... استحمت واسبتدلت ملابسها لتنزل الدرج ورائحة الطعام الشهي تختلط مع رائحة القهوة السويسرية تعبيء المكان.... توقفت مكانها لدي المطبخ لتتفاجيء بسيف هو من يعد الطعام... 

المليونير سيف البحيري يطبخ...! 

حسنا لقد تفاجأت فهي زوجته منذ عدة أشهر ولاتعرف شيئا عنه ولكن يبدو أنها سيتعرف الكثير خلال تلك الرحلة..

انتبه لوقوفها ليمد يده نحوها لتتوجه ناحيته وماان اقتربت حتي جذبها لاحضانه يقبل وجنتيها قائلا :صباح الخير ياروح قلبي 

اجتاحت الابتسامه وجنتيها الممتلئة وظهرت غمازاتها لدلاله : صباح النور... اشارت للطعام : بتطبخ بنفسك.. مفيش شغاله

هز راسه بابتسامة: اه... مفيش غيري انا وانتي هنا ..

بالفعل لاحظت بأن لااحد سواهما بتلك الفيلا المنعزله ليستمتعا سويا بجمال الطبيعه والهدوء وكأن العالم ملك لهما وحدهما 

قبل وجنتها بخفة : يلا عشان انا مت من الجوع 

جلست الي الطاوله التي اعدها وبدات بتناول الطعام الذي كان شهيا كرائحته لتبتسم لسيف: حلو اوي

وضع الطعام بفمها قائلا : مش احلي منك 

انتهي الافطار وخرجا سويا للشاطيء... 

جلست بين احضانه وظهرها مستندا الي صدره ويداه تحيط بها.... مر بعض الوقت وهما مستمتعان بجمال الطبيعه امامها حتي بدأ الحديث بينهما... ربما تلك المرة الاولي منذ زواجهما ان يتشاركا حديث سويا.... تحدثا عن الحياة وتطرقا للعمل حيث عشق سيف الاول ليبدء بحديث وهو يعرض معلوماته عن الاقتصاد الذي لم تتخيل ان يكون شيقا ممتعا لهذه الدرجة وهو يسرده عليها... لقد كان حقا ذو خبره كبيرة اكتسبها علي مر السنين بسوق الأعمال ... اراحت رأسها الي صدره وداعبت اصابعه خصلات شعرها فيما بدأ باخبارها عن ماضيه وبدايه حياته لأول شركة استطاع فتحها لتصبح مجموعه شركات... لم يكن متباهيا بمجهوده الجبار ولا عقله الفذ بل كان يعزو كل شئ لارادته التي سخرها من أجل أخيه... كان لطيفا متفهما ذو أراء فلسفيه وحس فكاهه اجتذبت كامل انتباهها... 

استمرت يداه تداعب خصلات شعرها وهو غير مصدق انه يتحدث عن حياته بكل تلك الاريحيه وكانه يتحدث مع نفسه... أخبرها عن طموحاته واماله وايضا عن خيبات أمله وسقطاته التي عاد ليقف بعدها من جديد... 

تحثا لساعات طويلة وهي ماكثة باحضانه لاتشعر بمرور الوقت... اقتربت منه كثيرا و عرفت عنه الكثير... دفن راسه بعنقها لتشعر بانفاسة الساخنه وهو يلثم عنقها ببطء صاعدا بشحمه اذنها لتتبعثر أنفاسها لتجده يقوم ويمسك بيدها يسيران تجاه الماء... داعبت الأمواج ارجلهما فيما تجرأت نور وسألته :ندمان... 

التفت نحوها باستفهام : يعني.... علي جوازنا.. اكيد مكنش حاجة انت مخطط لها... وضع يده علي شفتيها قائلا وهو ينظر لعيونها الرمادية التي كانت صافيه من خلال أشعة الشمس :جوازنا ده احلي حاجة حصلت في حياتي... ده المكافأة اللي الدنيا اديتهالي بعد التعب ده كله 

توقفت علي أطراف اصابعها واحاطت عنقه بذراعيها : وانت احلي حاجة حصلت لي في حياتي كلها... انا عمري ماحبيت ولاعرفت يعني اية حب غير معاك انت 

شعرت باقدامها تغادر الرمال الناعمه اسفلها وتتارجح في الهواء وقد حملها سيف بين ذراعيه القوية يضمها الي صدره وشفتيه الدافئة تقبل شفتيها فيما امتزجت أنفاسه الساخنه برائحة البحر فاغمضت عيناها لاتتخيل ان تكون يوما اسعد... ترك شفتيها اخيرا لتفتح عيناها ببطء وتتفاجيء بالماء يحيط بهما من جميع الجوانب وهي بين ذراعيه..... تمسكت بعنقه بخوف قائلة : سيف احنا دخلنا جوه خلينا نطلع

:خايفة وانتي معايا

هزت راسها بدون تفكير : لا... بس خايفة علي البيبي 

شدد من ذراعيه التي تحملها وقربها منه لتحاوط عنقة بكلتا ذراعيها قائلا: امسكي فيا ومتخافيش... 

وكيف تخاف وهي بين ذراعيه اغمضت عيناها مستمتعه بالمياة حولها وبذراعيه التي تحيط بها بحنان تحميها من اي شئ... لاتعرف كيف ولامتي عادا للمنزل لتجد نفسها اسيرة ذراعه التي تحيط بخصرها بتلك النعومه فيما تتجول شفتاه فوق كل انش بوجهها تطبع قبلاته الشغوفه  ويداه تعبث بخريطة جسدها بهيام 

.... 

شهر عسل... نعم عسل 

بالتاكيد لم يخطئوا بتسميته فقد كان احلي شهر مر بحياتها لم تتخيله حتي باقصي أحلامها... 

لقد حظت بحب وحنان واهتمام من زوج كانت تتمني لو يبادلها ولو جزء بسيط من حبها له قبل بضعه أشهر... 

زوج لطيف محب مراعي... نمت بينهما الفه كبيرة لم تعهدها.. تشاركا كل شئ كما كانت تتمني... انها بالفعل تشعر الان بأنها زوجته للمرة الاولي فهما يتشاركان بكل شئ 

أصبحت تعلم كل شئ عنه وعن حياته وعن عمله... شاركته بخططه المستقبليه وباحلامه... قضيا ساعات في احاديثهما الذي لاتمل من سماعه... حدثته عن حياتها وعن ماتحب وماتكره شاركها مخاوفها وطمانها لم يتركها لحظة...شهر استحق بالفعل تلك التسميه..!! 

لم يفطن سيف لمرور هذا الشهر عليه وهي بين ذراعيه تتوق لمشاركته بكل شئ بحياته وتجذبه بحبها اكثر واكثر حتي أضحي لايتخيل لحظة في حياته بدونها.... لأول مرة بحياته يشعر بتلك السعادة التي لاتصفها كلمات

مدد الشهر عشرة أيام اخري يستمتعان بقضاء راس السنه بباريس ولكن حقا بالرغم من تلك البلاد التي سافرا اليها سويا الا ان مجرد وجودهما سويا كان هو كل المتعه بتلك الرحلة التي لاتنتسي...

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !