الفصل السابق
هزت راسها قائلة : لا مش كفاية... المكان حلو اوي وانا مبسوطة جدا هنا ومش عاوزة امشي
داعب وجنتيها ذو الغمازات التي يعشقها قائلا : انا كمان مبسوط اوي ونفسي نفضل هنا علي طول... بس لازم نرجع.... وضع يده علي بطنها برفق واكمل : اولا بقالك شهر ونص مرحتيش متابعه الدكتور .... ثانيا وجعتي دماغي كل يوم بابا وحازم وحشوني ثالثا... اكيد كمال وعدي خربوا الشغل وانا مش موجود ومش، بعيد ارجع الاقي الشركة فلست ونشحت كلنا
دفنت راسها بعنقه قائلة بنعومه : موافقة اشحت معاك بس خلينا شوية...
اذابه نعومتها وسلبت عقله بدلالها ليحيطها بذراعيه لتزحف شفتيه تجاه شفتيها يقبلها قبله عصفت بكيانه قبل ان ياخذها لبحور عشقه التي لاتنتهي....
......
: الو.. عدي انت سامعني
قال بانزعاج : عايزة اية يانهي انا مش قلتلك متتصليش بيا ولاعاوز اشوفك تاني
قالت بدلال : اعمل اية مش قادرة ابعد عنك.... عدي انت وحشتني اوي
أغلق الهاتف والقاه بالحائط ليتحطم لألف القطع...
قطب كمال جبينه حينما دخل مكتب عدي ليجد الهاتف المحطم.... اية يابني اللي حصل
هز راسه : ابدا.. كنت متضايق شوية
: متضايق ؛...!! طيب وذنب التليفون اية
: عادي بقي...
: طيب يلا عندنا اجتماع مع الموردين
: لا معلش ياكمال مش رايق.. انا همشي
.....
......
اخذ يقود عدي سيارته بلا تركيز ومقتطفات من الماضي تعود اليه.... تلك اللعينه هي من جذبته لهذا الطريق... ليتذكر اول يوم تقربت منه بأحد الأماكن التي اعتاد السهر بها... لقد كانت فاتنه جميلة تتودد اليه بطريقة لم يعهدها... تتمايل وتنطق بالغزل الجريء لذا سرعان مااججت شهوته ليجدها سهله المنال وسرعان ماانزلق بعلاقته بها.... كانت تفعل كل مايجعله يتشبث بها..! حتي تناول ذلك المخدر فعله بعد محاولتها التي لاتكف عنها حتي تنال مرادها باي طريقة.... ضرب المقود بيده يهز راسه بيبعد تلك الصور عن مخيلته.. فهو يكره نفسه الضعيفة التي قادته لتلك القذاره...
... :ساره..
ردت بصوتها الدافيء : عدي. .. مالك ياحبيبي صوتك مش عاجبني
:ابدا... ياحبيتي بس انتي وحشتيني
تنهدت مطولا : وانت كمان ياحبيبي...
اغمض عيناه باشتياق لها فهي سافرت برفقة عائلتها منذ يومان وهو بأشد الحاجة اليها...يريد أن يتحدث معها ويشعر بالدفء والااحتواء بعيونها التي يعشقها...يريدها تمسك بيده وتبث الثقة بنفسه وتخبره بأنه اقوي من العوده لذلك الطريق المظلم
قالت بصوت لهيف : طيب قولي متضايق من اية..؟
: مش من حاجة معينه... بس جايز عشان البيت فاضي وحاسس بوحدة الفترة دي من غيرك ومن غير وجود سيف ونور
:معلش ياحبيبي انا مش مبطله زن علي بابا اننا نرجع
: ماشي ياحبيبتي
: هو سيف ونور هيرجعوا امتي ... طولوا اوي
:مش عارف.... بس انا مبسوط ان سيف اخيرا بقي مع اللي بيحبها ورجعوا لبعض... خليهم يعوضوا اللي فاتهم
:وانا كمان...نور طيبة وتستاهل كل خير
: فعلا... خلت لحياتنا طعم....
انتي مش متخيلة انا مستني البيبي ده بفارغ الصبر اد اية
ضحكت بنعومه : هتبقي احلي اونكل
...
.....
.
زفر حازم بملل وهو يدلك عنقه :اية ياروحي انا تعبت كل ده بترسميني
مالت هايدي بعنقها من خلف اللوحة التي وضعتها امامها قائلة بضحكة ناعمه : لسة يازومي
قام من مقعده يتمطيء :تعبت ياقلب زومي
بقولك اية ماتسيبك من الرسمه دي خالص وتيجي نتكلم شوية
قامت من مقعدها لييمرر عيناه علي مظهرها الطفولي ببنطالها الجينز وذلك الt shirt بالرسوم الكرتونية وشعرها المعكوص فوق راسها لتتوقف عيناه لدي عيونها الزرقاء التي أسرته ببحورها من اول وهله... تسارعت دقات قلبه من فتنه تلك الصغيرة التي يعشق طفولتها وجمالها العفوي التي لايدري لولا وجودها بحياته ماذا كان سيفعل.... ؟
توقفت امامه قائلة : معطلني عن اللوحة و عاوز نتكلم في أية يازومي
تلاقت عيناه بعيناها ليقترب منها قائلا : عاوز ردك علي اللي قولتهولك
تصنعت البلاهه لتهرب من المواجهه وهي تتراجع للخلف : اللي هو اية؟
توجهه ناحيتها لتبتعد هي للخلف حتي حاصرها ليصبح الجدار خلفها ليتوقف امامها مباشرة ينظر في عيناها الزرقاء قائلا بهمس : توافقي اننا نتجوز في أسرع وقت
ابعدت عيناها الخجوله لتفرك يدها بتوتر من اقترابه منها هكذا وهي تقول :اصل... اصل بصراحة ياحازم... يعني احنا اتفقنا بعد مااخلص دراستي و.... قاطعها وهو يقترب منها اكثر لتشعر بانفاسه الساخنه بالقرب من وجهها الناعم :مش قادر استني ياهايدي... مش قادر ابعد عنك اكتر من كدة... وافقي واوعدك اني هخليكي اسعد واحدة في الدنيا... عمري ماهزعلك ابدا
تعالت أنفاسها وبدا توترها واضحا من اقترابه الشديد منها لتضع احد خصلات شعرها خلف اذنها وهي تقول بارتباك : طيب سيبني اخد رأي ماما وكمال...
ازدادت خفقات قلبه وثقلت أنفاسه وهو بهذا القرب منها ليهمس ونظره مسلط علي شفتيها :اعتبر انك موافقه
:هفك..... لم تكمل كلماتها ليبتلع شفتيها في قبله شغوفه سلبت أنفاسها.... ابتعد عنها حينما شعر بحاجتها للتنفس ليريح جبهته علي جبهتها موصدا عيناه لتمتزج أنفاسها المتوترة بانفاسه المحترقة شوقا للمزيد
مرت عدة لحظات تحاول استيعاب مافعله للتو فقد قبلها مرة من قبل ولكن تلك القبله مختلفه جعلتها تفقد السيطرة علي دقات قلبها واعصابها لتستند الي الجدار ليدعمها : حازم... ابعد... همست ووجهها مشتعل خجلا
ليفتح عيناه وعيناه تلتهم ملامح وجهها المتشربه بالحمره ليهمس : مش قادر ابعد ياهايدي... أحاط خصرها بذراعه يقربها اليه اكثر لتفتح عيناها بصدمه هاتفه : حازم ابعد.. لو حد شافنا
:انا مستعد اتجوزك حالا
قاطعها مسرعا والتهم شفتيها مرة اخري بشغف وجنون لتحرق أنفاسه الساخنه وجهها الناعم وتزداد قبلته عمقا جعلها تدفعه بعيدا عنها لاهثة : كفاية ياحازم ارجوك... توسلته ولاتعرف بأنه فقد سيطرته علي نفسه بقربها وازدادت رغبته بالتهام شفتيها مرة اخري دون التوقف وليحدث مايحدث
قالت بتحذير حينما اقترب منها مجددا ;حازم...
ثبت يدها علي صدره : طول مانتي بتقولي حازم بتاعتك دي مش هقدر ابعد عنك
انحني نحوها ينوي تقبليها مرة اخري ليقاطعه رنين هاتفه الذي أجاب عليه بحنق شديد... : ايوة ياكمال..
:لا مش معايا.... طيب هشوف وهكلمك
انتهزت هايدي الفرصة لتبتعد عنه حينما وجدته بعبث بهاتفه لتساله : ماله كمال؟
: بيسالني عن عدي..
زم شفتيه بحنق : مالي انا ومال عدي بيه نظر اليها بمكر واكمل : وقته ده يعني.... مش كنت بتكلم معاكي في موضوع مهم دلوقتي
تراجعت للخلف وهي تهتف : بقولك اية اوعي تفكر تقرب تاني بدل ما.... كان قد اقترب منها وتوقف امامها ليهمس امام شفتيها التي ارتجفت مجددا من اقترابه :ما اية... هتعملي اية... ؟
وضعت يدها علي صدره توقف اقترابة : حازم عشان خاطري بس بقي
اومأ لها وقد غرق بعيونها التي تغرقة بزرقاوتاها... حاضر ياقلب حازم... بس توعديني انك توافقي نتجوز بأسرع وقت والا بقي استحملي النتيجه
اومات له وقد الجم الخجل لسانها لتشعر بشفتاه تطبع قبله ناعمه علي جبينها
....
.....
ابتسامة واسعه ارتسمت علي شفاه نور التي توسدت صدر سيف القوي تشعر بالامتنان لكل ماحدث لتصل لتلك السعاده.... لقد عادا صباح اليوم وقد اجتمع الجميع للترحيب بهم ليمر اليوم بجو عائلي افتقده الجميع ولم يشعرا به الا بتواجدهم سويا .. داليا كونت صداقة قوية مع نور وكمال كان سعيدا برؤية صديقة سيف يحصل علي السعادة اخيرا.... ابيها سعيد برؤية ابنه قد نضج كثيرا بسبب المحنه التي مر بها وخرج منها قوي لايقهر فقد امسك زمام الأمور بشركة والده وجعله فخور به... حازم عيناه لاتفارق تلك الفاتنه التي اسرت قلبه بزرقه عيناها الصافيه.... عدي يجاهد الاينزلق مجددا لتلك الهاوية ويخذل أخيه الذي لايستحق منه ذلك...
تبادل الجميع الأحاديث والضحكات التي تعالت حولهم وسيف يحيط كتف نور بحنان وحب لم يخجل من اظهاره لها امام الجميع....
قطبت نور الشارده تتذكر تلك اللحظات حينما تذكرت بأنها كانت ليلة سعيده لم يعكر صفوها سوي تلك المكالمة التي وردت لابيها... Flash back
لاحظت تغير ملامح وجهه ابيها وهو يتحدث بالهاتف لتتبعه حيث سار مبتعدا... بابا مالك في حاجة حصلت؟
تنهد للحظة ثم أخبرها بأنهم وجدوا ناهد ملقاه بالقرب من احد المستشفيات واتضح انها مدمنه للمخدرات
ابتلعت غصة حلقها رابته عي كتفه برفق :طيب هتروح لها
هز راسه :قلتلهم ماليش علاقه بيها
اندهشت من رد ابيها ليبرر لها بألم :متستاهلش.... انا عارف كل قذارتها تستاهل ترجع للشارع اللي جبتها منه
...
لاحظ سيف شرود نور ليداعب وجنتيها قائلا :سرحانه في أية
استندت علي مرفقها تطالع عيناه للحظات ثم سألته : انت اللي عملت كدة في ناهد
بالطبع يعلم ماحدث لناهد وعيناه لاتغفل عن جاسر ولكنه يتركه للاحقا...
هز راسه : متفكريش في اي حاجة يانور
:بس انا عاوزة اعرف ... انت اللي انتقمت منها بالطريقة دي
هز راسه نفيا وقبل جبينها برفق ثم تركها ونهض للشرفة... قامت وراءه لتقف خلفه وتحيط ظهره العاري بذراعيها وتضع وجنتيها عليه
لتلامس جسده برقة وهي تقول : مالك ياسيف؟
اخذ نفس عميق ثم زفره ببطء قائلا :مفيش
استدارت لتقف امامه نتاظر عيناه التي تعشقها :مفيش ازاي.... اية اللي ضايقك فجأه كدة
داعب خصلات شعرها بخفه قائلا : مفيش.. تعالي ندخل جوه عشان متبرديش
تبعته لسريرهما وتدثرا بالغطاء ليحيطها بذراعه ويقبل راسها بعمق لتعود متساءلة برفق : برضه مش عاوز تقولي في أية؟
ضمها اليه بقوة ثم قال : خايف...
قطبت جبينها مردده : خايف من اية ياحبيبي
: خايف عليكي وعلي ابني وعلي عدي... خايف السعادة اللي انا فيها دي تروح من ايدي
: ليه ياحبيبي بتقول كدة
: مش عارف فجأه حسيت بكدة
استند بمرفقه بجوار راسها يتطلع لوجهها الجميل ليبتسم لها بحب : انا مش عارف كنت عايش ازاي قبل مااقابلك... نوري انتي خليتي لحياتي معني وطعم... ادتيني سعادة عمري ماتخيلتها
انزل يداه ليمررها برفق علي بطنها المنتفخ ثم انحني ليطلع قبله فوق بطنها : انتي ادتيني عيله وولد وحياة سعيدة مكنتش اعرفها من غيرك ...... نوري انتي نورتي حياتي
انهي كلماته بين شفتيها يقبلها بنعومه سرعان ماتحولت لشغف وجنون
...
.....
قطب سيف جبينه وهو يطالع الأوراق التي امامه هاتفا بميرا بغضب : وهو كان فين عدي لما ال audit يبقي بالشكل ده
قالت بارتباك : الباشمهندس عدي مكنش موجود واللجنه هي اللي عملت التقرير ده وللأسف علي ماكلمت كمال بيه كانت اللجنه مشيت
صاح بغضب : روحي نادي عدي فورا
قالت بتعلثم : اصل.. اصل
هتف بحدة : اصل اية انطفي
: الباشمهندس مش موجود... مشي من ساعتين
قطب جبينه بغضب : روحي انتي
اخرج هاتفه واتصل بعدي ليزداد غضبه حينما وجده مغلق.... فرك وجهه بعصبيه ثم خرج مغادرا بغضب....!
نظر سيف لساعته التي تجاوزت الواحدة وزفر بحدة لتفتح نور عيناها وتنظر آلية بنعاس .. اية ياحبيبي انت منمتش
مرر يده علي خصلات شعرها وقبلها لينهض من جوارها قائلا : مش جايلي نوم هشرب سيجارة وارجع
تركها ونهض لتطالع ظهره العاري وقد بدت جميع عضلاته متوترة...
نفث سيف دخان سيكارته يحاول تهدئة خوفه المتزايد فعدي لم يعد حتي الآن...
تناول هاتفه ليعبث به لحظة ثم يتحدث الي راشد : عاوزك تشوف عدي فين ومرجعش لية لغاية دلوقتي.
:امرك ياسيف باشا
أغلق هاتفه وعاد ليدخن سيجارة اخري قبل ان يشعر بذراع نور تحيط بظهره
سحبها ليحتضنها بين ذراعيه يدفئها من برودة الجو المحيطة بهم : اية اللي قومك في البرد ده
دفنت نفسها اكثر بين ذراعيه : مالك ياسيف؟
هز كتفه : ابدا قلقان علي عدي مرجعش لغاية دلوقتي..... لم يكمل جملته ليرن هاتفه :عدي باشا داخل علي البيت.... أغلق الهاتف وهو يستمع لهدير سيارة عدي بالفناء
اخذ نفس عميق شعرت به نور يهديء توتره قبل ان يقول بهدوء : ادخلي يانوري في الدفا انا شوية وراجعلك
: رايح فين..؟
: هشوف عدي
أمسكت بيده وهي تعلم انه غاضب بتلك اللحظة من شده قلقه عليه : عدي مش صغير... بلاش تضايقه
اومأ لها وترك يدها لينزل تجاه عدي الذي دلف لتوه من الباب...
: كنت فين لغاية دلوقتي
التفت عدي تجاه سيف الذي توقف بمنتصف الدرج يطالعه بعيون غاضبه
:كنت مع جماعه صحابي والوقت سرقنا
التقت عينا سيف الثاقبه بعيون عدي التي اخفضها سريعا وهو يتظاهر بالنعاس ليصعد لغرفته... اوقفه سيف لدي اول الدرج بصوته القوي : عدي
ببطء توقف عدي ليتطلع سيف اليه لحظة توترت بها نظرات عدي ليسأله سيف :انت شارب
خلل عدي اصابعه بخصلات شعره قبل ان يهز كتفه لسيف دون قول شئ ليبدو الغضب جليا علي وجهه وهو يحاول ان يتحدث بتلك النبرة الهادئة التي لم تخدع عدي فهاهو يعود ليعامله كطفل
قال سيف بحدة : سألتك رد
زم شفتيه قائلا بعصبيه : اه ياسيف... شربت كاسين مع اصحابي.. عندك مانع
حك سيف ذقنه بغضب من عصبيه عدي قائلا : اتكلم عدل
كان سيف علي وشك الاكمال لولا تدخل نور التي تابعت تصاعد الموقف لتقول : خلاص محصلش حاجة ياسيف عدي اكيد ميقصدش
عقد عدي حاجبه قائلا بتراجع : انا اسف ياسيف مقصدش... انا بس متضايق عشان سارة مسافرة.. فقلت اخرج اضيع وقت
ومن خنقتي شربت...
هز سيف راسه بوجهه متجهم دون قول شئ ليقول عدي : تصبحوا علي خير
انصرف عدي لتمسك نور بيد سيف : حبيبي متضايقش عدي مكنش قصده... وبعدين مفيهاش حاجة لو سهر مع أصحابه
.... محصلش حاجة
زفر بضيق : خلاص يانور..روحي نامي
: وانت.. مش، هتنام
: هنزل المكتب اشتغل شوية
عقدت حاجبيها برجاء : خليك معايا...
ربت علي كتفها : مش هتاخر
شعرت انه بحاجة للبقاء وحده لم تلح عليه كثيرا وهو بمثل تلك الحالة التي تتفهمها فهو قلق علي أخيه من عودته لتلك الهاوية ولايستطيع نسيان ماحدث بالماضي وقله ثقته باخيه ليست جيده بتلك المرحلة فيجب ان يقف بجواره ويبثه ثقته به وبقرارته... قارب الفجر علي البزوغ وسيف يلتهم سجائره بضيق وعقله مشتت
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك