الفصل السابق
التفت عدي تجاه نور التي لحقت به قبل خروجه..
توجهت نحوه بابتسامتها الحلوة : صباح الخير
ابتسم لها : صباح النور يااحلي نور
: ينفع توصلني النادي في طريقك... سيف خرج بدري وانا مش قادرة اسوق
قال بمزاحه اللطيف : بس كدة انتي تأمري يانور هانم
بالتاكيد إرادت التحدث معه دون أن تضايقه
خاصة بعد ماحدث وجعل علاقته بسيف متوترة فمنذ يومان وكلاهما يتجنب الاخر ... حاولت التحدث السيف ولكنه لم يعطيها المجال متعللا بكثرة عمله الذي تراكم تلك الفترة خلال سفرهم
ركبت بجواره ليلتفت نحوها قائلا بفطنته بأنها تريد التحدث معه : اسألي يلا
ابتسمت له باخوه : احكي انت اية اللي مضايقك من غير مااسال
تنهد مطولا قبل ان يتحدث بما بداخل صدره : سيف لسة مش واثق فيا....
لسة خايف ارجع للزفت ده تاني...مهما اعمل لسة شايفني عيل صغير
:خايف عليك مش منك.
: عارف يانور وعشان كدة محتاج انه يقف جنبي... بس خايف منه... مش قادر اتكلم معاه عن اللي انا حاسس بيه... مش قادر اقعد اتكلم معاه واقوله اني خايف اكتر منه ارجع للسكه دي تاني.... نفسي ياخدني في حضنه ويطمني انه جنبي ومش هيسيبني بس خايف... خايف اوي
عقدت حاجبيها باستفهام : لية ياعدي خايف من سيف ده بيحبك
: عارف... بس بيحبني بطريقته..سيف بمجرد اني اتاخرت امبارح شك فيا مابالك بقي لو صارحته باللي في دماغي وبمخاوفي اللي كل يوم بتزيد اني ضعيف وممكن ارجع تاني للطريق ده... مش هيسمعني اصلا فورا هيعتبرني عيل صغير ولازم يحميه
واول حاجة هيبعت ورايا رجالته تراقبني ده أن مكانش عملها اصلا... ورايح فين وجاي منين
: لا طبعا سيف استحاله يفكر كدة
ابتسامه ساخرة ارتسمت علي جانب شفته وهو يهز راسه : سيف مش بيفكر غير كدة.... بيحب ويحمي اللي حواليه بطريقته هو.... مع ان اللي انا محتاجة منه عشان يحميني مش اكتر من انه يسمعني وياخدني في حضنه...يقولي اني قوي ويحسسني بكدة.... نفسي يقولي انه شايف اني اتغيرت فعلا
اغمض عيناه للحظات ثم قال بألم : انا كان نفسي امي تبقي عايشة عشان تاخدني في حضنها لما ابقي محتاج لها... وانا محتاجها اوي...
ربتت علي كتفه برفق : ربنا يرحمها... بس انت ظالم سيف.. وانت عارف انه اكتر حد بيحبك وبيخاف عليك
انت غلطت برضه ياعدي رجعت سكران ومتأخر وقلقته عليك
: غصب عني يانور...مخنوق ومحتاج اتكلم مع حد... و مفتقد سارة اوي هي اللي دايما بتحسسني اني انسان كويس واني اتغيرت..... وكنت فاكر اني لما هشرب هنسي شوية الاحساس ده
:طيب لو قلقان من سيف مع اني مش موافقاك علي كدة طيب لية مجتش اتكلمت معايا لية
: مش عاوز اضايقك بمشاكلي
: ومين قالك اني بتضايق... بالعكس انا بعتبرك زي حازم بالظبط ... تتكلم معايا في اي وقت انا جنبك علي طول ياعدي...
انت فعلا اقوي من انك ترجع تاني للطريق ده لأنك اصلا مش كدة... عدي انت شاب كويس جدا وطيب ولطيف ومهندس شاطر انت مستنيك مستقبل وبنت بتحبك وأخ شايفك كل حياته.. كل ده يخليك عمرك ماترجع للحياة دي تاني
تغلغلت الراحة باوصاله من كلماتها التي كان بأمس الحاجة اليها ليبتسم لها بود لتبادله ابتسامته قائلة : انت بس صالح سيف عشان الطريقة اللي كلمته بيها مكنتش لطيفة
: مانا اعتذرتله بس انتي عارفة سيف زعله وحش واخد جنب مني ومش بيكلمني
التفتت له قائلة : طيب سيب ليا الموضوع ده وانا هكلمه
ركن سيارته ليلتفت اليها قائلا بامتنان:متشكر يانور علي وقوفك جنبي
: قلتلك اننا اخوات
:طيب لما تخلصي اتصلي بيا عشان اجي ارجعك علي البيت
هزت راسها :لا... انا جاية اقابل داليا وهتبقى هي توصلني
: طيب ابعتلك السواق
:لا مفيش داعي..
اومأ لها لتغادر السيارة متجهه لداليا التي كانت جالسة بأحد الطاولات شاردة..
: صباح الخير ياداليا
ابتسمت لها قائلة :صباح النور
:اتاخرت عليكي
:لا ابدا انا اللي جيت بدري،..
جلسا سويا يتبادلان الحديث لتشعر نور بوجود خطب ما مضايق داليا..
....
......
...
...
مرر جاسر يده علي شاشة هاتفه يشاهد الصور التي جلبها له أحد رجاله المكلف بمراقبه نور ليسحق أسنانه بغيظ واضح لصور نور وهي بجوار سيف وبين ذراعيه... لماذا يحصل سيف عليها وهو لا.... لقد تمناها وانتظر طويلا ليحصل عليها... شرد بأحدي صورها ليلتهم تفاصيل وجهها وجسدها الفاتن متنهدا بضيق فكم تمني الحصول عليها ولو لليلة... ليلة واحدة بين ذراعيه يشبع رغبته بها التي نشبت به فور رؤيته لها ... ليتذكر اول مرة وقعت عيناه عليها
. Flash back
كان قد بدأ تعامله مع شركة والدها عن طريق ناهد لتقع عيناه علي تلك الفاتنه التي دلفت لمكتب والدها بابتسامتها المرسومة فوق شفتيها المكتنزة والتي تمني تذوقها بتلك اللحظة... شرد بكل انش بها فقد كانت جميلة حد اللعنه لاتقاوم... ومن يقوي علي مقاومة جمال وجهها وتفاصيل جسدها المثيرة الذي يحدده ثوبها القصير الذي كشف عن ساقيها الممشوقتان ... لاحظت ناهد نظراته التي تكاد تلتهم نور لتستغل الموقف :موافق علي اي حاجة بس اطولها
وعد ناهد بتنفيذ اي طلب لها مقابل نور وعقد تلك الشراكة مع ابيها ليساعد ناهد بوضع يدها علي كل شئ ولكنه لم يحصل علي نور بالمقابل فقد كانت صعبه المنال مرت أشهر طويلة لم يحصل منها ولو علي ابتسامة... استشرست رغبته فيها فقام بخداع والدها وافلاسه ليوافق علي خطبته لها ظنا منه انها ستكون فرصته النيل منها ولكنها لم تبدي له يوما سوي الكراهية .. .. وفي النهاية حظي بها سيف البحيري...!!
Back
ابتلع لعابة بغضب وهو يتوعد سيف قائلا :ان ماخدتهاش منك وكسرتك ونمت معاها وقدامك مبقاش جاسر علام
امسك هاتفه بغضب مزمجرا : بقولك اية ياروح امك اية كل ده مش عارفة تجيبي الواد سكة تاني
:واحدة واحدة عليا ياجاسر بيه .... قاطعها بحدة : انتي هتعمليهم عليا يابت انتي... بقولك اية الواد ده اسبوع بالكتير الاقي الصور بتاعته معاكي قدامي وتكوني رجعتيه شمام تاني والا متلوميش غير نفسك فاهمه
... القي هاتفه بغضب وصاح برجله :اية يا يونس هفضل محبوس هنا كتير
: لا ياجاسر باشا خلاص احنا ظبطتنا طريقه تفلت بيها من رجاله البحيري وتروح علي المكان الجديد
...
....
عقدت نور حاجبيها بتاثر لكلمات داليا التي اخبرتها بأنها اجرت احد الفحوص واكتشفت بأن حملها ليس سهلا و أنها يجب أن تخضع لاحد الجراحات حتي تتمكن من الحمل لتدمع عيون داليا التي اكملت :انا مش عارفة اقول لكمال من وقت ماعرفت... خايفة يسبيني
:لا طبعا كمال استحاله يعمل كدة... ده بيحبك جدا ياداليا
: يبقي هيضحي ويفضل معايا واظلمه... حقه يبقي عنده أولاد
ربتت نور علي يدها قائلة :وحقك انتي كمان... انتي قلتي ان الموضوع مش مستحيل وان في امل كبير كمان يبقي تتمسكي بالأمل ده ياداليا
هزت راسها بياس : مش عاوزة اعلق نفسي علي الفاضي
: مش علي الفاضي خالص... انتي دكتورة وعارفة ان الأمل دايما موجود.. اتكلمي مع كمال واعملي العملية وان شاء الله ربنا هيقف معاكي
: بس انا خايفة من رد فعله
:مش معقول ياداليا كل ده ومش عارفة كمال طيب وحنين اد اية واستحاله يتخلي عنك ابدا
ابتسمت داليا ببطء لتربت نور علي يدها... خير ياداليا..
اومات لها قائلة : يارب
...
...
تململت سهي بجلستها لتقول وهي تتظاهر بالارهاق في ذلك الاجتماع للاتفاق ووضع خطط للعمل بين شركه النجار ومجموعه البحيري : ناخد بريك شوية ياجماعه ... خلاص تعبت
تأفأف كمال وطالع تلك الفتاه بنظراته الكارهه قائلا باندفاع : بريك اية ياانسة... احنا مكملناش نص ساعة وبعدين لو انتي تعبتي ممكن تتفضلي واحنا هنكمل مع مندوبين شركتك كدة كدة وجودك مالوش لازمه
اتسعت عيناها واحمر وجهها باحراج ليوكزة
سيف بقدمة قائلا : كمال نرتاح نص ساعة ونكمل
طالعه كمال بغيظ ليجمع الموظفين أوراقهم وينصرفوا لتقول سهي متظاهرة بالرقة : مرسي ياسيف
هز كتفه وعاد ليجلس خلف مكتبه : علي اية؟
تابعت بضحكة ناعمه : انا فعلا تعبت... مش
عارفة انتوا عندكو قدرة تشتغلوا الساعات دي ازاي... وضعت ساق فوق الاخري تطالعه بعيون تنطق بالاعجاب تنال وسامته الملحوظة عضلات صدره القوية البارزة من قميصه الأبيض صوته الرجولي.... انها تريده بشده فرجل مثله كيف لايكون مطمع النساء...
بادلها الحديث بتهذيب لاينكر بأنه يشعر بتلمحياتها تجاهه ولكنه يتجاهلها
:ياتري نور مش بتضايق ان الشغل واخدك منها
هز راسه : لا
ابتسمت بتصنع : انا لو مكانها كنت اغير واتجنن لو لقيتك بتحب الشغل اوي كدة
قال لينهي النقاش وهو يتصفح الأوراق امامه :ده حال الرجاله كلهم مش انا بس
...
...
ابتسمت نور لداليا بتشجيع ليصعدا سويا للطبيب لفهم جميع التفاصيل الخاصة بحاله داليا التي نظرت لنور بامتنان... : شكرا انا مش عارفة من غيرك كنت هعمل اية.... اية رايك بقي نروح الشركة نعمل ليهم مفاجأه
: تعرفي اني عمري مارحت الشغل لسيف
نظرت داليا بساعتها قائلة : بصي هما اكيد خلصوا شغل.... خلينا نروح ونخرج كلنا نتعشي سوا
...
...
اسرع كمال تجاه داليا التي توقفت لدي باب غرفته بلهفة : داليا...
ابتسمت له قائلة :وحشتني قلت احب اشوفك.. وجبت نور معايا
قام من مقعده.. هي نور هنا
: اه... رايحة مكتب سيف
خبط علي جبينه قائلا : ربنا يستر بقي
عقدت جبينها : لية في أية
....
...
رفعت ميرا عيناها تجاه نور التي دخلت مكتبها الانيق الملحق بمكتب سيف لتتأملها بضع لحظات لاتنكر جمال نور الذي لاحظته بحفل خطبه عدي حينما أعلن سيف زواجه بها.... انها ماتزال جميلة رقيقة بالرغم من حملها البادي عليها...
قامت من مكتبها تتهادي بابتسامة تجاه نور
قائلة :اهلا نور هانم... انا ميرا مديرة مكتب سيف بيه
ابتسمت لها : اهلا.. هو سيف مشغول
:هو عنده اجتماع بس هبلغه بوجودك
هزت راسها : لا.. هستناه
:اطلبلك تشربي اية
:ولاحاجة مرسي ياميرا
تجاذبا أطراف الحديث وطال انتظار نور لأكثر من ساعة قبل ان ينفتح الباب وتخرج منه تلك الفتاه المدعاه سهي...
خرجت سهي بابتسامه مليء وجهها لتقع عيناها علي نور فتتحول ابتسامتها بنظرات غيرة قاتله... ولا تنكر نور بأن هناك نيران نشبت بقلبها هي الاخري فور خروج تلك الشقراء من مكتب زوجها بتلك الملابس المثيرة التي تحدد جسدها النخيل...
اخذت نور نفس عميق حينما توجهت سهي ناحيتها : نور.. ازيك
اغتصبت نور ابتسامه : الحمد لله
نظرت لبطنها المنتفخ بغيرة واضحة ولكنها تظاهر بالعكس وهي تقول :مبروك علي البيبي....
:الله يبارك فيكي
: بس مستعجله لية اوي كده ده يانور مش كنتي تحافظي علي جسمك شوية من الحمل والولاده
تدخلت ميرا التي لاتطيق سهي قائلة : اتفضلي يانور هانم
تركتها نور دون قول شئ لتدخل لمكتب سيف الذي تفاجيء بها ليغادر مكتبه مسرعا بابتسامة فور توقفها امامه قائلة :ياتري عندك شوية وقت ليا...
توجهه ناحيتها بابتسامة واسعة وهو يقبل وجنتيها : انا كلي تحت امرك
احاطت عنقه بذراعيها لتقول بعتاب لطيف :بقالك يومين مشغول عني
داعب شعرها بخفة :متزعليش يانوري بس كان عندي شغل كتير
ابتسمت له ومررت يدها علي كتفه : ولايهمك ياحبيبي
دارت عيناها تتأمل باعجاب الفخامة التي نطق بها مكتبه والذي يبدو عصريا للغاية بخشب الأرض الرمادي وذلك الأثاث الاسود العصري المطعم بالاكسسوارات الفضية الانيقة وذلك الحائط الزجاجي الضخم خلف مكتبه والذي يطل علي تلك المساحات الخضراء الشاسعه
: مكتبك حلو اوي
اصطحبها لتجلس علي الاريكة الجلدية الانيقة قائلا : مش احلي منك
ابتسمت له قائلة : مش عاوزة اعطلك.. بس بصراحة كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع
: قولي يانور
: عدي....
تقلصا ملامح وجهه لتندفع : انت مش شايف ان مفيش داعي انك تعامله كدة.... يعني حتي لو هو غلط انه شرب بس مفيش داعي انك متكلمهوش وتقسي عليه كدة
: انا خايف عليه
: عارفة.. بس هو برضه شاب ويعني مفيش مشكلة انه يخرج ويسهر
: وانتي فاكراني معترض،... انا بس خايف يرجع الشلة اياها تاني.. يانور انتي متعرفش اللي حصل لعدي ده كسرني اد اية... انا مش هستحمل اني اعيش المأساة دي تاني
:ومين قالك انه ممكن يرجع.. ياسيف عجي اتعلم الدرس كويس واستحاله يرجع للسكه دي تاني... ثق فيه وحسسه بكدة
ياسيف اجيك شفت بابا ازاي عمل نفسه ميعرفش حاجة عشان ميكسرش حازم عدي كمان نفسه يحس انك نسيت وواثق فيه وجنبه
: غصب عني يانور
: عارفه ياحبيبي... بس عشان خاطري بلاش تضايقه... عدي بيحبك ومالوش غيرك.. ولاانا ماليش خاطر عندك
جذبها لاحضانه يمرر يداه علي خصلات شعرها الناعم ويقبل شفتيها بنعومه : انتي حياتي يانوري
....
...
قاطعهم دخول تلك العاصفة المتمثله بعدي : الله الله... دي مبقتش شركة
احمر وجهها خجلا ليهتف به سيف : انت اية اللي جابك
قال ببراءه : كنت جايب ورق المناقصة ميرا قالتلي ان نور عندك
اكمل بمكر : بس واضح اني جيت في وقت مش مناسب ولااية
قال سيف بغيظ : اه فعلا
اقترب منهم ليجلس بينهم قائلا بخفه : حيث كدة بقي يبقي مش ماشي غير لما تصالحني
: بطل شغل عيال
: مانا عيل طبعا
..
خرجا سويا لتناول العشاء ومضت الساعات عليهم بسعادة لتقرر داليا بأنها ستصارح كمال بتلك الحقيقة فور عودتهم...
...
باحباط بدلت نور بضع قطع من الملابس قبل ان ترتدي منامه حريرية واسعة باللون الأبيض قصيرة تكشف عن ساقيها
وتوقفت امام المرأه تصفف شعرها بعبوس ليعقد سيف حاجبيه : اية ياحياتي مالك
اشارت ببطنها المنتفخ قائلة : انا شكلي بقي وحش اوي
توقف خلفها واحاط خصرها بذراعيه قائلا :انتي زي القمر يانور
هزت راسها ولوت شفتيها فهي تأثرت بكلام تلك الخبيثه.. لا.. طبعا انت مش شايف
داعب وجنتيها الحمراء قائلا بخبث : لا مش شايف غير حاجة حلوة عاوزة تتاكل حالا
قال كلمته واخذها ليبث لها لحظات حبه واشتياقه الكبير لها والذي لا ينتهي
أجابت نور علي هاتفها لتتسع عيناها بهلع حينما اتاها صوت عدي المتعلثم : نور... الحقيني... تعالي بسرعه يانور انا مش عاوز اخد السم ده تاني...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
....رايكم.... توقعاتكم
عدي مش هيرجع تاني.... سيف هيعمل اية
نور هتروح فين
...
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك