سيف منتقم الفصل الثاني

1

 

( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما النسخ أو نشر الروايه في أي مكان أو منصه حيث أن جميع حقوق النشر لرواياتي محفوظه ومن يفعل سيعرض نفسه للمسائله ) 


في اليوم التالي بأحد الكافيهات الكبيرة كانت تجلس ناهد مع ذلك الشاب الذي كان يرمقها بنظراته العابثه وهو يقول بوعيد :يعني اية اصبر..... لا انا صبرت كتير ياناهد ومفيش حاجة من اللي قلتيها اتنفذت... اية مش عارفة تليني دماغها

قالت ببرود وهي تتناول مشروبها : انا مش عارفة انت ماسك فيها علي اية..

قال باندفاع : عاجباني ياناهد...! تحولت نظراته للمكر فور ان قفزت صورتها الفاتنة لمخيلته ليردد : من ساعة ماشفتها وانا هتجنن عليها

قالت بسخرية : تتجنن..! ده انت جاسر علام اللي الف بنت تتمناه 

مرر لسانه علي شفتيه السفلي :بس انا بتمناها هي.... عاوزها ياناهد بأي طريقة... 

امال اية اللي خلاني اخطبها وانتي عارفة اني مش سكتي الجواز... انا مستعد اعمل اي حاجة  بس اطولها.. 

اخذت نفس عميق تخفي به حقدها علي تلك التي جعلت من زير النساء هذا عاشق ولهان لها لتقول بحقد : افهم من كدة انك لما تطولها هتطلقها 

غمز لها قائلا : امال فاكراني اية  هتجوزها وأخلف منها... لا ياروحي انا مش بتاع  جواز انا بس مش لاقيلها سكة تانية فقلت وماله اهو اتجوزها واتمتع بيها شوية ولما ابقي ازهق منها بالسلامه.. 

ضحكت بمياعه وهي تقول: اااه انا قلت برضه مش جاسر علام اللي يتجوز ويتلم.. 

بادلها ضحكتها الصاخبه ومرر يده علي قدمها بوقاحة قائلا : ولما اتلم... مين يلمك انتي يانونا.. 

....... 

.......

نزلت نور من غرفتها لتجد ناهد تدلف للتو من باب المنزل لتنظر اليها بنظرات متفحصة لتلوي شفتيها قائلة : انا مش قلتلك جاسر عاوز يخرج معاكي مجهزتيش لية.. 

قالت بضيق : انا مش عاوزة اخرج 

رفعت حاجبيها قائلة : وانا قلت هتخرجي 

هتفت نور بحدة : مش هخرج يعني مش هخرج ولا بالعافيه.. خرج والدها ( فهمي صفوانُ) صوتهما ليقول : في أية ياناهد؟ 

قالت بنبرة متأثرة : في ان نور مش بتسمع كلامي.... خطيبها طلب يخرج معاها مليون مرة وهي ترفض ودلوقتي اتعصبت عليا عشان بقولها ميصحش لازم تخرج معاه... وبعدين ده عاوز يفرجها الفيلا والديكور اللي اختاره... 

نظر فهمي لابنته قائلا بحنان : لية ياحبيتي مش عاوزة تخرجي من جاسر تختاري ديكور البيت بتاعكم

اشاحت بوجهها : كدة يابابا وخلاص... يعمل اللي هو عاوزة انا مش عاوزة اختار حاجة 

رفعت ناهد حاجبيها بتهكم : انا مش عارفة بتدلعي علي اية 

زجرها فهمي بخفوت : ناهد.! وبعدين 

هبت ناهد غاضبة : انا اللي وبعدين ولا بنتك اللي سايقة فيها وعاملة نفسها مش عارفة احنا محتاجين جاسر اد اية عشان الشركة متفلسش ونشحت.. 

ابتلع فهمي لغاية بعصبيه فحينما تصوغ ناهد الأمر بتلك الطريقة يشمئز من نفسه لانه يستغل ابنته من أجل مصالحة ليحاول التحدث في تلك اللحظة التي قرأت فيها نور مايدور بخلده قائلة : متقولش حاجة يابابا... نظرت تجاه ناهد قائلة وهي ترمقها بنظرات  الاحتقار : قوليله اني هبقي جاهزة كمان ساعه ... 

ارتسمت ابتسامه خبيثه علي فم ناهد فهي قريبا جدا ستكسر انف تلك الفتاه..! 

.......... 

فور مغادرة نور التفت فهمي لزوجته قائلا بحدة : وبعدين معاكي... انتي ازاي تقوليلها كدة 

قالت ببرود : امال عاوزني اقولها اية..؟ مش دي الحقيقة.. لولا شركتنا مع جاسر كان زمانا مفلسين 

قال بغضب : شراكتنا معاه هي اللي دمرت الشركة اللي طول عمري ببنيها.. مش هو صاحب الصفقة اللي خسرتني كل حاجة 

هزت كتفها قائلة : والله دا السوق يوم فوق ويوم تحت 

نظر لها فهمي بوعيد قائلا : هانت كلها سنه وحازم يتخرج ويمسك الشركة وان شاء الله يوقفها علي رجلها ومش هبقي محتاج لجاسر خالص 

سخرت بداخلها من سذاجة زوجها الذي لايعرف ان ابنه المنتظر هو مدمن مخدرات..! 

لتقول بتهكم : ان شاء الله..! 

نظر اليها بقوة قائلا : قصدك اية؟

هزت كتفها : مقصديش... هو انا اكره اليوم اللي حازم فيه يبقي زيك ياحبيبي 

نظر لها بسخرية فهو من جلب تلك الحيه لحياتهم حينما ألقت شباكها حوله وهي تعمل لدية بالشركة وهو كأي رجل رأي فتاه صغيرة وجميلة تتقرب اليه فسرعان ماابتلع الطعم وتزوجها لتسيطر علي حياته بعدها حتي ذلك العام الماضي حينما زينت له مشاركة جاسر علام بتلك الصفقة التي خسرته الكثير ليصبح تحت رحمه جاسر خاصة بعد ان اصيب بتلك الازمة القلبيه والتي منعه الآطباء بعدها من ممارسة عمله كما اعتاد ليكتفي بمراجعه بعض الأوراق من حين لآخر تاركا كل شئ تحت يد جاسر وناهد التي تتظاهر بمحافظتها علي كل شئ لأولاده....... 

.........

دخلت ناهد لغرفتها واوصدت الباب لتسرع تجاه هاتفها تطلب جاسر قائلة بلهفة : ايوة ياجاسر...يلا انا ظبطت لك كل حاجة.. اظن كدة انا عملت اللي عليا.. 

قال بمكر : طبعا ياروحي... انتي سبيي الباقي عليا.. 

قالت بحقد : عاوزاك تكسر مناخيرها ياجاسر... مش عاوزاها ترفع عينها في عيني تاني 

: متقلقيش ياقلبي هخليها مذلولة تحت رجليكي... يلا بقي اقفلي عشان هي نازلة... 

نزلت نور الدرج لتتسمر نظرات جاسر عليها وقد سلبت أنفاسه كعادتها بجمالها الساحر  وجسدها المثير الذي يقتله..! 

نظرت له بنفور من تطلعه اليها وهو يتناول يدها بين يديه : وحشتيني... 

سحبت يدها سريعا مغتصبه ابتسامه مجامله : شكرا... 

أشار لها لتتقدمه : يلا بينا 

جلست بجوراه بالسيارة تحاول ابقاء مسافة بينهما كلما تعمد الاقتراب منها ليلتفت اليها قائلا : اية ياحبيتي مالك كل مااقرب تبعدي ليه.. مش انا خطيبك برضه 

ابعدت خصلات شعرها للخلف قائلة  : اه .. بس يعني 

اقترب منها اكثر لترجع راسها للخلف فيما همس امام وجهها :اية مكسوفة مني.. 

احمر وجهها وباعدت وجهها للخلف اكثر قائلة :لو سمحت ياجاسر متقربش مني اوي كدة... 

مد يده ليمررها علي وجنتيها قبل ان تدفع يده بعيدا قائلة بغضب : هنزل من العربية 

تراجع قائلا : طيب.. خلاص.. خلاص 

زفر وهو بداخله يتوعدها فقد صبر كثيرا لعلها تكون له بارداتها ولم يعد يستطيع الصبر اكثر لذا فستكون له بطريقة اخري.... 

هدأ من سرعه السيارة ليدلف لبوابة الفيلا لتقول... استني.. 

أوقف السيارة لتشير تجاه سيارة اخري قادمة وهي تقول :سارة وصلت 

قطب جبينه بدهشه : سارة مين؟ 

قالت وهي تنزل من السيارة... دي سارة صاحبتي اختها مهندسة ديكور شاطرة جدا كلمتها تقابلنا هنا 

احتقن وجهه غضبا فقد افسدت خطته الدنيئة للتو  ولن يستطيع الاستفراد بها...! 

حاول إخفاء غيظه وغضبه قدر المستطاع فيما كانت هي واصدقاؤها يتحدثون حول تلك الديكورات طوال تلك الساعه لتعود معه ولكنه كان صامتا وقد اشتعل عقله الماكر يفكر بخطة اخري خاصة وقد اصبح الأمر بالنسبة له تحدي.!. 

لم يشغلها كثيرا صمته بالعكس فقد كان أفضل لها من حديثه معها والذي لايخلو من تلميحاته المتجاوزة.... 

أوقف السيارة لدي المدخل ولكن قبل ان تنزل باغتها بمحاولة اقترابه منها وتقبيل وجنتيها لتبعده بغضب : قلتلك ابعد ياجاسر..! 

حاول مجددا الاقتراب لتدفعه بحدة مغادرة السيارة بخطوات سريعه فيما ضرب المقود بيده بعنف... ماشي يانور انتي اللي جبتيه لنفسك.. 

..... 

زمت ناهد شفتيها بغيظ حينما أخبرها جاسر بفشل خطتهم ليبحث جاسر في أرقام هاتفه ثم يتحدث اليه الطرف الآخر .. جاسر باشااا

قال جاسر بجمود : اية الاخبار؟ 

قال بتعلثم :مفيش اخبار 

قال جاسر بغضب : يعني اية مفيش اخبار  !قال بتبرير : والله ياباشا من ساعه مارجاله اخوه اخدوه وانا مش عارف اوصله... 

قال جاسر بغضب : تتصرف ياحسن... العيال دي لازم تخلصني منهم قريب... تحاول تخرج الواد عدي ده من بيته باي طريقة وتاخده علي المكان بتاعكوا... وتديلة الجرعه الزيادة وتسيب الواد حازم معاه.. عشان يلبسها هو فاهم.. 

هز حسن راسه قائلا : فاهم ياباشا 

: عاوزك في حوار تاني كمان......... بدأ باخباره بمايريد ليقول حسن :لامواخذه ياباشا بس دي مش سكتي... ماليش في خطف الحريم 

قال جاسر بغضب : ملكش في أية ياروح امك... اية نسيت نفسك ولااية ياسرنجاتي

قال بتبرير : اصل.. ياباشا دي سكة  خطر 

قال جاسر : والسكة الخطر دي لازمها كام عشان تمشيها؟ 

ابتلع حسن لعابه : انت البرنس ياباشا وكلك نظر 

اومأ جسر قائلا : هقولك علي ميعاد نزولها وتخلص انت ورجالتك تجيبهالي علي شقة أكتوبر ساعتها هديك نص مليون... 

اتسعت عينت حسن قائلا :دي شكلها تستاهل... عموما انت تؤمر ياباشا.. 

: اتفقنا... تخلص علي العيال دي وتجيبهالي فاهم... 

: فاهم ياجاسر باشا.... 


............بقلم رونا فؤاد 


دخلت نور غرفتها ومدت يدها تفتح الانوار لتتفاجأ بوجود حازم بغرفتها يفتش بين أغراضها.... قطبت جبينها بغضب فيما التفت اليها حازم بهلع.. نوررر. 

قالت بغضب وهي تري سلسلتها الذهبيه بيده: انت بتسرقني ياحازم...... 

اقتربت منه هاتفه بحدة : تاني ياحازم... انت مش قلتلي هتبطل... 

تعلثم وبدأ العرق البارد يسيل علي وجهه :اخر مرة يانور... اوعدك اخر مرة 

وقفت امامه تحاول نزع السلسلة بقوة من يده : كدااب كل مرة بتقول اخر مرة وترجع تاني للقرف ده.... امسك بالسلسلة بين يديه قائلا :مش قااادر يانور... هموت لو مخدتش الجرعه... 

حاولت جذبها لتهتف بدموع وهي تراه بتلك الحالة : حرام عليك دي اخر حاجة فضلالي من ماما.. هات السلسلة 

ابعد يدها وازاحها من طريقة يحاول الخروج من الغرفة لتمسك نور بذراعه : مش هسيبك تخرج ياحازم... مش،هسيبك 

دفع يدها بعنف لتقع علي الارض فيما يندفع خارجا يركض الاسفل تجاه سيارته...! 

قامت نور بسرعه مقررة الاتدعه ككل مرة لتتناول مفتاح سيارتها وتركض خلفه... اوقفتها ناهد اسفل الدرج : مالك بتجري كدة ليه؟ 

لم تجب نور عليها فلاتريد ان تفقد أثر أخيها لتسرع للخارج.... كان حازم يقود بسرعه عجزت عن مواكبتها ولكنها حاولت الاتفقده وقد قررت الاقف مكتوفه الأيدي واخيها يضيع من بين يديها ستوقفه وتضعه بأحد المصحات وليحدث مايحدث...! 

...... بقلم رونا فؤاد 

.......... 

.............. 


جلس سيف خلف مكتبه عاقدا حاجبيه بتركيز ينظر في الأوراق المفتوحة امامه فيما دخل اليه راشد مسرعا ليرفع سيف راسه نحوه فيما قال راشد بوجهه شاحب : عدي هرب تاني ياسيف بيه 


هب سيف من مكانه واندفع كالاعصار يمسك بتلابيب راشد : هرب ازاي.. امال انتوا لازمتكوا اية؟ 

قال راشد بتعلثم : ياباشا غفل الرجاله وهرب... 

دفعه سيف من امامه  بعنف ; تقلب الدنيا عليه وتجيبه... ساعه الاقيه قدامي...

في تلك اللحظة دخل كمال مكتب سيف بوجه شاحب وهو يقول بانفاس متقطعه  : عدي... عدي ياسيف

صاح سيف برعب مطلق.. ماله عدي 

..؟بقلم رونا فؤاد 

......

........

............

ترجلت نور من سيارتها حينما رأت سيارة أخيها مركونة علي جانب تلك البناية لتسرع بخطاها المرتجفه للداخل تبحث عنه...

وصلت لهذا الباب الموارب لتدفعه وهي تنظر بداخله بنفس اللحظة التي استمعت فيها لتلك الأصوات التي تلتها رؤيتها لهذا الشاب ملقي علي الارض الرخامية فيما اندفع حازم راكضا من الباب الخلفي دون أن تراه ...... اسرعت تجثو بجوار ذلك الشاب الملقي علي الارض وبجواره لفافة بلاستيكية بيضاء بها اثار البودرة... الجمتها الصدمه وهي تري الحياه تفارق وجهه الشاحب فيما رأت تلك الرغوة البيضاء تسيل علي جانب فمه المرتعش...... دب الخوف باوصالها وهي تضع يدها تجس نبضات معصمه المنعدمه وبيدها الاخري المرتعشة أخرجت هاتفها لتطلب الإسعاف.....! ؟

.... 

..... 

ركض حازم بخطوات مرتجفه تجاه سيارته ليغادر بسرعه فيما يتناول هاتفه ويبحث عن رقم سيف....! 

وصوره عدي لاتفارقه... لقد دخل ليجده بتلك الحالة الخطيرة ولم يستطع ان يساعده لانه فور شعوره بوجود احد اسرع يغادر المكان وهو لايعرف بأنها كانت اخته..! 

وايضا لايستطيع ترك صديقه بتلك الحالة ليتصل بشركة أخيه لعله يستطيع انقاذه...! 

اسرعت السكرتيرة لمكتب كمال. كمال بيه في واحد بيتصل بسيف بيه وبيقول موضوع حياه او موت...! وسيف بيه مانع ان حد يدخله 

اجاب كمال بانفاس مخطوفه ليقول حازم بتعلثم : الحق اخوك... عدي بيموت...

هب من مكانه ; هو فين... انطق 

: هو في...... 

اندفع كمال كالسهم تجاه مكتب سيف ليخرجا بسرعه البرق تجاه هذا المكان وقلب سيف يكاد ينخلع من مكانه من هذا الشعور المثقل بالفقد الذي بدأ يجثو فوق صدره..! 

..... بقلم رونا فؤاد 

..... 

.... 


وصلت سيارة الإسعاف بسرعه لتحمل جسد عدي علي ذلك السرير النقال فيما اسرعت نور تركب معه سيارة الإسعاف ودموعها تحجب عنها الرؤية وهي تري هذا الشاب يفارق الحياة بصورة أخيها.....! 

... 

..... 

.. 

اندفع سيف فور توقف سيارة كمال بالمكان الذي اخبره به حازم وخلفه حراسه الذين انشروا بهذا المكان الذي امتلاء باثار تلك السموم و المخدرات والحقن ... 

كان سيف صدره يعلو ويهبط وانفاسه الاهثه تعلو وهو يبحث بعيناه عن أخيه ليهدر بصوت عنيف : فيين عدي..... دوروا في كل حته... 

اسرع راشد تجاه سيف وهو يمسك بحارس العقار المجاور هاتفا ; انطق 

قال الحارس متعلثما : يابيه والله مااعرف حاجة .... بس من شوية كان في صوت عربيه إسعاف.... 

..... 

..... 

.. 


اقتحمت سيارة الإسعاف فناء المستشفي وتوقفت بالساحة الرئيسيه امام بوابة الدخول ليسرع الاطباء نحو ذلك المحمول علي السرير النقال فيما أشار أحدهم لنور : سجلي بياناته بسرعه... 

كانت ماتزال مصدومه متعلثمه فيما سألتها الفتاة الموجودة بالاستقبال عن بيانات المريض لاتعرف ماذا تقول لتفسر الفتاه صدمتها وتقول : هاتي بطاقتك ولما تهدي هنكمل البيانات... 

أخرجت بطاقتها الشخصية بأيدي مرتعشة للفتاه لتقول : وهنحتاج عشر الاف جنيه من تحت الحساب 

رفعت نور عيناها نحوها لا تعرف ماذا تقول

:بس انا مش معايا فلوس دلوقتي... 

هزت الفتاه راسها : دي قوانين المستشفي 

: طيب خليهم ينقذوه وانا هجيب ..... قاطعتها الفتاه تهز راسها : اسفة يافندم بس انا بطبق القواعد.... 

وقعت عيناها علي يدها لتخلع بسرعه ذلك الخاتم الألماس من يدها اليمني

الذي اهداه لها جاسر بخطبتها  قائلة : ده تمنه خمسين ألف جنيه... خليه عندك لغاية مااجيبلك الفلوس

تناولت الفتاه.. : اوك يافندم هبلغ اداره الحسابات... 

قالت بلهفة ; طيب هو فين عاوزة اطمن عليه 

: في غرفة الطواريء يافندم واشارت لها نحو المكان لتركض مسرعه...

كان الاطباء يهرعون بكل مكان حول ذلك الشاب المسجي علي الفراش الطبي ووجهه تفارقه الحياة  يحاولون انقاذه لتقف نور مكانها تاركه لدموعها العنان وهي تنظر إليهم من خلال الزجاج العازل... 

.... 

.... 


كانت تلك اللحظات كساعات التي قضاها سيف ورجاله يحاولون الوصول لتلك المشفي التي اصطحبت الإسعاف أخيه اليها ليقود بسرعه جنونية فيما يلحقه كمال ورجاله الي تلك المشفي التي علم بدخول شاب اليها منذ لحظات بحالة خطيرة..... 

تراجعت نور بضع خطوات وهي تري ذلك الرجل الذي اندفع يقتحم الغرفة فيما اشتعلت عيناه بنزف حارق حينما رأي أخاه بتلك الحاله وقد اجتاح الرعب ملامحه خوفا من ان يتجرع مرارة فقد أخيه  لتصبح ملامحه مرعبه مخيفة وهو يهدر بالاطباء : اخويا مش هيموت.. اعملوا كل حاجة.. اخويا مش هيموت... 

اسرع نحوه احد الاطباء يحاول تهدئته : احنا بنعمل اللي نقدر عليه... بس سبنا نشوف شغلنا لو سمحت

بصعوبه استطاع كمال وراشد وبعض الممرضين اخراجة من الغرفة ليباشر الاطباء عملهم لتندلع ذكرياته بتلك اللحظة يتذكر موت والديه ورعايته لاخيه الصغير طوال تلك الأعوام ليشيد تلك الإمبراطورية من أجله...

! من أجل أن يوفر حياة راغدة لاخيه الذي كان يري نفسه واحلامه فيه.. 

انتفض جسده بذعر لفكرة خسارته لاخيه والتي تعني نهاية المطاف بالنسبة له وانتهاء كل شئ فهو عمل وتعب من أجل أخيه فأن رحل فسيرحل كل امل له بالحياة ..! 

اندفع سيف مجددا تجاه زجاج تلك الغرفة يحاول ان يري شئ ليقترب منه كمال مهدئا : ان شاء الله هيبقي كويس... متقلقش ياسيف دلوقتي الدكاترة تخرج وتطمنا... 

ضرب سيف الحائط بقبضته بيأس : لييييية بيعمل فيا كدة... ؟... لية بعد اللي عملته معاه... انا عايش عشانه هو حياتي مستقبلي أحلامي... لية عاوز يهدني بعد ماعشت حياتي ابنيه... انا عملت كل ده عشانه بشتغل ليل نهار حرمت نفسي من كل حاجة عشانه.... بعد كل ده يقوم يعمل كدة في نفسه   عاوز يموت ويسيبني 

اغمض كمال عيناه وقد غص حلقه متاثرا من كلام صديقه الذي عاشه معه سنوات طويلة ويعلم به.... فيما انهمرت دموع نور التي استمعت لحديث هذا الرجل وشعرت بقلبها يتمزق مع كل كلمة نطقها..... 

.... 

خرج الطبيب متنفسا الصعداء ليسرع نحوه سيف وكمال ; اية يادكتور اخويا عامل اية 

قال الطبيب بهدوء : الحمد لله قدرنا نلحقه لو كان اتأخر شوية مكناش هنقدر نعمله حاجة .... لانه كان واخد جرعه هيروين زايدة الحمد لله ان الآنسة جابته هنا في الوقت المناسب 

بتلك اللحظة التفت الجميع تجاه تلك الفتاه لينظروا لها متساءلين عمن تكون... لاحظ الطبيب دهشتهم ولكنه تابع حديثه بعمليه :  ..... انا طبعا بنصح انه يروح مركز لعلاج الإدمان بأسرع وقت بس هيفضل في العناية فترة لغاية مانعالج الأضرار اللي اتسببت فيها المخدرات له الفترة دي.. 

نظر تجاه نور واكمل :

طبعا احنا عملنا محضر بالواقع والبوليس هيجي ياخد أقوال الانسه لأنها كانت معاه وهي اللي جابته فياريت تفضل هنا لغاية ماالبوليس يوصل

اومأ له سيف بجمود ليصطحبه كمال قائلا : اتفضل يادكتور معايا نكمل باقي الإجراءات 

انصرف الطبيب بهدوء لينظر سيف تجاه تلك الفتاه التي رفعت عيناها نحوه وقد احمرت من شدة البكاء وقد تسارعت دقات قلبها وهي تستمع لحديث الطبيب بأنها ستكون موضع اتهام ... 

حاولت تنقيه صوتها قائلة وهو تفرك يدها : انا.. ..... قاطعها بصوت خشن :انتي كنتي مع عدي  لما ده حصل.. 

ابتلعت لعابها بتوتر : انا...لا مكنتش معاه. لم تسعفها الكلمات فماذا ستقول بأنها كانت ذاهبه لاخيها ليتحول الاتهام لاخيها لتحاول اختلاق كذبة واهيه : انا اصل عربيتي عطلت في المكان ده ولقيته  فاتصلت بالاسعاف 

وضع يده بجيوب بنطاله ناظرا بثبات  لعيناها المرتبكة يتظاهر بتصديقها فليس الوقت مناسب لمعرفه ماحدث خاصة وان البوليس علي وشك الوصول ليتحدث اخيرا بصوته القوي : ممم متشكر جدا انك انقذتني اخويا ... بس معتقدش ان البوليس هيصدق الموضوع اللي بتقوليه ده خالص 

نظرت اليه وقد ارتجف كل انش بجسدها ليقول بهدوء قاتل : بس طبعا انا مصدقك... وميرضنيش آنسة شكلها بنت ناس زيك تتبهدل في الأقسام... 

هل حقا يعني مايقوله... نظرت اليه وقد أشار لرجل ضخم الجثة ليقترب ; راشد... خد الآنسة... نظر اليها لتقول اسمها بخفوت :نور.. 

عاد لينظر لرجله : خد الآنسة نور... وصلها للمكان اللي هي عاوزاه ومتخليش حد يتعرضلها من المستشفي 

اومأ راشد بصمت ليشير لها لتسير امامه وبجوارها رجلان من رجاله ليتبعها سيف بنظرات المتوعده..! 

قطب كمال جبينه بدهشة وهو يري تلك الفتاه بصخبه رجال سيف ليساله بدهشه : هما واخدينها علي فين؟ تقلصت ملامح سيف بغضب ; لازم اعرف مين اللي وصل عدي للحالة دي 

قال كمال : والبنت مالها بالموضوع ده ؟ دي هي اللي انقذته

قال بتهكم : وانت صدقت..! تلاقيها واحدة ضريبه كانت بتضرب معاه هو والعيال الو.... اللي زيها 

هز كمال راسه : حرام عليك ياسيف شكلها بنت ناس 

قال بسخرية : ولما هي بنت ناس اية اللي وادها مكان زي ده.... تابع بشراسة : جت لقضاها... مش هرحمها ولاهرحم حد كان له يد في اللي حصل لعدي 

هز كمال راسه معترضا : عمرك ماكنت مؤذي ياسيف.. 

نظر اليه سيف قائلا بحقد : عشان عدي ممكن اعمل اي حاجة... الي بس يفكر يقرب لشعره منه هقتله...! 

التفت سيف تجاه كمال قائلا : المهم دلوقتي شوف موضوع المحضر ده... مش عاوز حد يعرف حاجة باللي حصل.. 

اومأ له قائلا : ماشي ياسيف... انت رايح فين 

لم يجيب ليفهم كمال بأنه انتوي الشر ليقول بهدوء : اوعي تاذي البنت ياسيف لغاية مانفهم 

قال بعدم اكتراث وهو يغادر : خلص بس انت اللي قولت لك عليه.. 

..... 

....... 

....... 

ارتبكت خطواتها وهي تغادر برفقة هؤلاء الرجال لتشير تجاه الاستقبال قائلة ى ممكن بس لحظة اجيب البطاقة بتاعتي 

قال راشد بهدوء : اتفضلي سيادتك وهبلغ سيف بيه يجيبها لحضرتك... 

نظرت له باستفعام ليبرر وهو يشير تجاه الضابط الذي دلف لتوه لتوميء له وتغادر برفقته.... 

... 

.... 


أغلق حازم الهاتف وهو يفرك يداه بعصبيه لقد مرت بضع ساعات لايعرف كيف يطمئن علي عدي وقد اتصل باخته كثيرا يريد أخبارها بماحدث لعلها تساعده خاصة حينما اتصل به حسن قائلا بهلع مزيف : يعني انت هربت وسبته 

: خوفت ياحسن 

: طيب انت فين دلو قتي؟ 

هز حازم راسه ; بلف بالعربيه لسة مش عارف عاوز اطمن عدي حصله اية 

قال حسن بتهكم : اقري الفاتحه علي روحه

قاطعه حازم بغضب : أخرس... والله لو عدي حصله حاجة لانا مبلغ عنك بنفسي 

قال حسن : وانا مالي.. 

قال بغل : مالك....! مانت السبب مش انت اللي زقيتنا في السكه دي... منك لله 

قال حسن بسخرية : وهو انا ضربت حد علي ايده.. ماهو بمزاجك ياحازم بيه 

قال حازم بعصبيه : اقفل طيب يازفت ولوعرفت حاحة عن عدي تتصل تبلغني فاهم 

هز كتفه قائلا  : الله يرحمه 

أغلق الهاتف ليتصل بجاسر المتلهف لآخر الاخبار.. ليصيح : هرب ازاي ياحيوان انت 

: حظة ياباشا... واهو برضه نص المراد تم وعدي شيع 

: انت متأكد.. 

: ياباشا انا سايبه وهو بيخلص والواد حازم هرب وسابه 

هز راسه قائلا : ماشي هنعرف...اكمل بسخرية : ماهو ده برضه اخو سيف البحيري وواجب نعزي فيه

ضحك حسن عاليا قائلا : وانت ابو الواجب ياباشا... 

.... 

...... 

نظرت نور تجاه راشد هاتفه : ده مش الطريق اللي قلت لك عليه... 

لم يجب وتابع السائق قيادته لتستشعر الخوف فتقول وهي تمد يدها لمقبض الباب  : وقف العربية ونزلني.. 

لم يعرها راشد اي اهتمام فيما وجدت السيارة مقفله لتهتاج وتخبط بكلتا يداها علي الزجاج وقد شعرت بالخطر : نزلني... وقف العربيه... 

بدأت السيارة تخفف سرعتها لتظنه سيتركها ولكنها وجدت السيارة تدخل فناء هذا القصر المهيب لتتراجع للخلف فيما امتدت يد راشد يخرجها من السيارة لتقاومه بشراسة : سيبني ياحيوان.. انت واخدني فين... اوعي 

خرمشت يده بقوة ليقبض علي ذراعيها هاتفا : لولا الباشا مش مديني أوامر انا كنت دفعتك تمنها غالي اوي... 

قال كلماته والقاها بتلك الغرفة موصد الباب خلفه ليتركها وكل دماءها قد هربت من عروقها رعبا لاتعرف ماالقادم..! ؟

.... 

..... 

.. 


ترجل سيف من سيارته ليسير بخطواته القوية تجاه راشد الذي وقف امامه قائلا : كله تمام ياباشا... 

أشار بيده لسيارتها التي احضرها احد رجال سيف من مكان الحادث : العربية سليمه مفيش فيها حاجة.... الواد الحارس بيقول انه اول مرة يشوف عدي في المكان ده وقالي ان في شوية عيال ضاريبة من أكتوبر متعوده تضرب هناك وبعت رجالتي يعرفوا مكانهم.. والرجاله نضفت المكان ومفيش اي أثر لعدي باشا هناك كله تمام 

اومأ له ليمد يده بتلك الحقيبه النسائية التي تخصها.... قائلا : اتفضل ياباشا... تليفونها جوه مبطلش رن 

هز راسه : حطها في مكتبي... 

دلف تجاه تلك الغرفة المحتجزة بها نور متوعدا...! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !