سيف منتقم الفصل الثالث

1

 ( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما النسخ أو نشر الروايه في أي مكان أو منصه حيث أن جميع حقوق النشر لرواياتي محفوظه ومن يفعل سيعرض نفسه للمسائله )


تراجعت نور للخلف حينما دخل سيف بقامته المديدة  للغرفة ناظرا نحوها بهذا الوعيد... خرج صوتها مذعورا وهي تقول: انت جايبني هنا لية..؟

هدر بتحذير : انا اللي هسأل وانتي تجاوبي واحسنلك تقولي كل حاجة عشان متندميش

.... تراجعت خطوتين للخلف حينما وجدته يقف امامها بجسده الضخم لتتهاوي دقات قلبها بذعر حينما جذب ذراعيها بعنف تجاهه... حاولت جذب ذراعها ولكن قبضته القوية منعتها حينما امسك بهم ومدهم نحوه ينظر فيهم بحثا عن اثار للحقن...! 

أفلت يداها من قبضته بقوة فارتدت للخلف واصطدم ظهرها بعنف بالحائط لتتألم بخفوت لم يبالي به وهو يقول بصوته الحاد : يلا قوليلي بقي.. تعرفي عدي منين..؟ 

ارتجف كل انش بها وهي تحاول الكذب 

:قلتلك كنت هناك بالصدف..... ابتلعت كلماتها حينما اطبق علي ذراعيها بقوة هادرا : فاكراني بريالة ياروح امك وهتضحكي عليا.. ازدادت قبضته علي ذراعيها وهو يقول بفحيح:واضح انك مش ضريبه وده مالوش غير معني واحد عندي وهو انك انتي اللي كنتي بتجيبي الهيروين لاخويا...

هزت راسها نافيه بقوة وقد تحشرج صوتها رعبا والما من قبضته التي اطبقها حول ذراعيها وهو يفكر بهذا الاحتمال:لا... والله لا... انهمرت دموعها بقوة ولكنه لم يبالي ليصيح بها بصوت ارعبها :احسنلك متكونش بتكدبي عشان ورحمه ابويا لو كنتي انتي ماهرحمك.. هخليكي تتمني الموت.. 

طرق كمال علي الباب بقوة ليدفعها سيف علي الارض الرخامية ويهندم ملابسه متجها بخطواته القوية ليفتح لكمال الذي كشر وجهه فور خروج سيف ليقول : تعالي عاوزك ياسيف 

أشار سيف لرجاله للوقوف امام باب الغرفة التي اغلقها علي نور واتجه الي مكتبه ليهتف كمال بحدة : انت اتجننت ياسيف.. ازاي تخطف البنت 

قال بجمود : قلتلك ليها يد في اللي حصل لعدي... 

اخرج اشياء من جيب سترته والقاها امام سيف قائلا : البنت أنقذت اخوك.. نظر نحو ذلك الخاتم الذي القاه كمال امامه وهو يكمل :سابت خاتمها الالماظ للمستشفي عشان ينقذوه.. تقدر تقولي لو ليها يد هتعمل كدة لية.. 

تجاهل سيف كلام كمال المنطقي ليتناول بطاقتها الشخصيه التي ألقاها كمال امامه لينظر بأسمها ويصمت بضع لحظات يحك ذقنه ليتناول هاتفها ويندفع بعدها تجاه الغرفة التي يحتجز بها نور... لحق به كماال وهو لايفهم شئ ولكنه يخشي علي تلك الفتاه من بطش صديقه الذي لم يكن يوما بمثل هذا الجنون والجبروت... 

أشار لاحد الرجال ليفتح الباب ويدخل فتعتدل نور واقفة و التي كانت ماتزال جالسة علي الارضيه الباردة... 

رفعت عيناها تجاهه وهو يقترب منها كالفهد الذي يقترب للانقضاض علي فريسته ليتهاوي قلبها وهو يقول : مين اللي زقك علي اخويا...؟ 

هزت راسها : انا مش فاهمه انت بتتكلم عن اية؟ 

قال بحدة : جاسر علام...؟ مش كدة 

زاغت عيناها بعدم فهم فماعلاقه جاسر باخيه ليقول وهو مازال يقترب منها : بينتقم مني في اخويا عشان خسرته شركته.... هو اللي بعتك في سكة عدي مش كدة 

كان هذا التفكير المنطقي الذي وصل اليه فجاسر يدير شركة والدها صفوان جروب والتي تتنافس بشراسة مع شركات البحيري لذا حينما وجد بأنها ابنه فهمي صفوان زادت شكوكة تجاهها..! 

ابتلعت لعابها بتوتر وهزت راسها بنفي : انا مش فاهمه حاجة... جاسر مبعتنيش لحد.. 

ازدادت دقات قلبها وطفرت دموعها وهي تخبره بماحدث تلك الليلة  : انا كنت هناك عشان حازم...! حازم اخويا صاحب عدي كنت رايحة وراه عشان امنعه ياخد السم ده... لقيت عدي هناك.. مقدرتش اسيبه في الحالة اللي كان فيها ولما وصلت المستشفي خفت اقول اللي حصل يتهمو حازم.. 

نظر اليها بعيونه السوداء المرعبه وهو يقول بجمود : حازم فين؟.. 

تراجعت للخلف مستجمعه شجاعتها : معرفش..

رفع حاجبه بسخرية من شجاعتها المزيفة ليلقي بالهاتف امامها قائلا بلهجه لاتقبل النقاش : كلميه واعرفي هو فين 

هزت راسها بقوة ليسحق أسنانه قائلا بشراسة : انا كدة كدة هجيبه.. هيهرب مني فين؟ بس الفرق انك هتنقذي نفسك لما تسلميهولي.. 

بشجاعه عرفت انها ستدفع ثمنها غاليا انحنت لتلتقط هاتفها وبلحظة كانت تلقيه تجاه الحائط ليسقط متحطم أشلاء.... ارعبتها نظره عيناه واوردته التي برزت من استعار نيران غضبه بتلك اللحظة تحاول الاتفكر برده فعله علي مافعلت لتغمض عيناها بقوة حينما اطبقت يداها علي ذراعيها قبل ان يندفع كمال نحوه بقوة يسحبه خارجا مرددا : سيبها ياسيف... سيبها واحنا هنوصله... 

زمجر براشد ورجاله : تقلبو الدنيا علي اللي اسمه حازم ده عاوزة حالا قدامي 

اومأ راشد بامتثال فيما هتف كمال : سيب بقي البنت ترجع بيتها ياسيف خلاص انت عرفت الحقيقة 

: مش قبل ماااوصل لاخوها 

: وهي ذنبها اية؟ 

: خلاص تقولي مكانه وانا اسيبها 

قال باستنكار : الرجاله هتجيبه وبعدين من امتي بتستقوي علي حريم ياسيف 

: قلتلك عشان عدي اعمل اي حاجة... 


هوت ركبتها للارض مكانها ودقات قلبها كالطبول لتترك لدموعها العنان وهي تفكر بمصيرها المجهول بين يديه ولكنها لاتهتم ان كان ذلك مقابل حياه أخيها الذي لن يتواني لحظة بقتله ان وقع بيده...! 

لتأمل ان الايصل اليه ابدا... 

وبالفعل كان حازم قد شعر بالخطر حينما ازداد سؤال حسن عن مكانه ليغلق هاتفه ويقود تجاه ذلك الطريق الزراعي وسط ظلام الليل لايدري بالمصير الذي تواجهه اخته بسبب طيشه..! 

... 

..

هتف جاسر بغضب : يعني اية يابهيم انت؟ 

قال حسن بتعلثم : يعني الواد حس اني بستجوبه راح قفل تليفونه وفص ملح وداب... حتي لما حاولت أشده بجرعه متأثرش 

هتف بين أسنانه : غبي.. غبي..! 

... اخذ نفس عميق يحرق صدره فقد ضاع تخطيطة الطويل ليحطم إمبراطورية سيف البحيري عن طريق أخيه ويحطم فهمي صفوان  عن طريق حازم ابنه وينال نور التي لن تجد امامها سواه بعد ان يقضي علي أخيها وابيها ...

اخرجه رنين هاتفه من شروده الخبيث :اية ياحبيبي انت نفذت بدري ولااية؟ 

قطب جبينه بعدم فهم : نفذت اية؟ 

زمجرت ناهد بحدة : انت هتستعبط ياجاسر... انت مش خطفت البنت 

اتسعت عيناه : انا...! 

:امال هي فين لغاية دلوقتي لو مكانتش معاك 

هتف بها بغضب : انتي بتقولي اية يامجنونه انتي..؟ 

لوت شفتيها ظنا منها انه يخدعها : اللي سمعته البنت مرجعتش لغاية دلوقتي والفجر قرب يطلع فقلت انت اكيد نفذت بعد ماخلصت علي اخوها 

.... 

التحم حاجباه بغضب واتصل بحسن هاتفا بحدة : انت وديت البنت فين؟ 

قال حسن بعدم فهم : بنت مين ياباشا؟ 

; نور..! 

قال حسن بنفي : والله ياباشا ولاشفتها ولاقربت ناحيتها... وبعدين سيادتك ولااديتني العنوان ولا الميعاد زي مااتفقنا 

القي جاسر الهاتف بعصبيه لايفهم شئ..سوي انها مفقودة.....! 


..... 

..... 

كالسهم اندفع سيف من باب المشفي حيث اتصلوه به يخبروه بتاخر حاله أخيه ليركض تجاه غرفة العناية المشددة التي نقل اليها أخيه اثر توقف احد اعضاء جسده الحيوية  هادرا باعصاب تالفه بأحد الاطباء : ماله اخويا 

تنهد الطبيب بعمق قائلا : للأسف في عطل في وظايف بعض أعضاءه الحيوية.. 

احني الطبيب راسه باسف : حالته خطيرة جدا... ادعيلة

توسعت عيناه هلعا وهو يستمع لكلمات الطبيب ليندفع نحوه مزمجرا بقوة وهو يقبض علي عنق الطبيب  : انت بتقول اية.... اعمل حاجة.. اخويا مش هيموت...! 

تدخل كمال يحاول أبعاد سيف عن الطبيب قائلا : اهدي ياسيف... اهدي عشان نعرف نتصرف... 

صاح بقوة : اهدي ايييية.... انت مش سامعه بيقول اية.. عدي مش هيموت.. لو عدي حصله حاجة كلهم هيحصلوه... 

خلص كمال الطبيب من قبضه سيف القوية صائحا : طيب اهدي بس ياسيف خليه يشوف شغله... 

كانت المشفي علي قدم وساق تجري اتصالاتها لاستدعاء اكبر الاطباء..... 

و بتلك اللحظة اندفع من الباب بسرعه رجل بشعر اشيب ووجه مهيب يخلع سترته ويلقيها لاحد الممرضات هادرا بنبرة امره: كله يطلع بره 

ظل سيف مكانه يدفع بكمال الذي يجاهد لسحبه خارجا لتقول تلك الفتاه التي دخلت في أثر ذلك الطبيب بلهجه حازمة : اتفضلوا بره... 

بقلم رونا فؤاد 

خرج سيف بخطوات مهزومه لايعي شئ من حوله سوي يأس وعجز  لم يعرفا طريق لقلبه سابقا وهو قد حارب طويلا بلا استسلام دون ذره ياس واحدة ولكن حينما يتعلق الأمر بزرعته التي سقاها بعمره طوال سنوات فهو عاجز لايستطيع فعل شئ.... ضرب الحائط بقبضته بقوة يتمني لو من دمر أخيه إمامه الان ليذيقه الويلات.. فهز كمال راسه باسف وعجز وهو يري انهيار صديقه وليس بيده شئ ليفعله....! 

كانت بضع دقائق فقط مرت علي خروج سيف من غرفة ااخيه الذي حفرت صورته وهو موصول بتلك الأجهزة التي يتعالي طنينها براسه يطغي علي اي صوت اخر... شعرها سيف كأنها ساعات طويلة لاتنتهي وهو يري ذلك الطفل الذي رباه ويمر شريط حياته امامه وهو يكبر يوما بعد يوم امام عيناه لتتحجر بعيناه تلك الدمعه الساخنه فيما يختتم ذكريات ذلك الشاب الذي اغني عمره من اجله بتلك الجثه الملقا تحت رحمه الاطباء بالداخل ..... 

وقف راشد امامه يخبره انهم لم يستطيعوا الوصول لحازم الذي اختفي...... فأندفع سيف خارج ابواب المشفي لايري سوي سحابة من الغضب والحقد دون الالتفات لنداء كمال الذي حاول اللحاق به ولكنه توقف حينما انفتح باب غرفة عدي ليتجه بلهفة تجاه تلك الطبيبه..!....... 

.... 

...... 

.. 


انتفضت نور بفزع حينما صفق سيف الباب خلفه بقوة ودلف للغرفة... اعتدلت واقفة تحاول إخفاء خوفها من هيئته التي لاتبشر بالخير وهو ينظر اليها بتلك الكراهية والغل جاذبا اياها من ذراعيها قائلا : اخويا بيموت بسبب اخوكي... 

تعلثم لسانها تحاول التحدث بقوة :حازم ضحية زي اخوك... 

:اخررررررسي هدر بها بصوت ارعبها ليهزها بعنف وشراسة : اخوكي فين...؟ 

لم ترد عليه سوي بهز راسها رافضه بانفاس مرتعبه منه وهو يبدو بتلك الحالة فيما رفضها قضي علي مابقي من تعقله الذي اختفي وحل محله غضب متوحش وهو يقبض علي فكها بعنف قائلا : لو مقلتيش مكانه هتندمي 

حاولت دفعه بعيدا عنها متألمه بشدة وهي تقول: عاوز تعرف مكانه عشان تقتله 

أظلمت عيناه بلهيب الغضب وهو يقول:الموت أهون له من اللي هعمله فيه .. 

هتفت بحدة : قلتلك حازم مش هو السبب في اللي حصل لاخوك....اخويا ضحيه 

... استجمعت كل مشاعر ذلك اليوم الفائت عليها خائفة مرتعبه منه لتهدر باشمئزاز وغضب اشوش : ولية ميكنش اخوك هو اللي جر اخويا السكة دي... هستني اية من اخو واحد حقير مجرم زيك... بيخطف بنات الناس ويهددهم... 

صفعه قوية هوت علي وجنتها جعلتها تسقط أرضا لاتري شئ سوي نظرة سوداء متوعده من وجهه بملامح قاسية راتها وهو يجذبها ويلقيها بعنف عن الفراش مزمجرا بنبرة باردة قاسية : انا بقي هوريكي يعني اية الحقارة والاجرام علي حق ... 

ارتجف جسدها وهي تطالعه مصدومه خائفة.. تلعن القدر الذي ألقاها بطريقه وتحاول التراجع بكل قوتها للخلف ولكن ذراعيه التي قبضت علي جسدها بقوة منعتها واخبرتها ان لاخلاص منه وهي تري ذلك البريق المرعب بعيناه التي تنذر بالشر وهو يقترب منها .... بدا كل شئ واضحا لها... ماذا ينوي ان يفعل بها بعد ان اعماه الانتقام بتلك الطريقة ليبدو لها شيطان وهو يهمس بجوار اذنها  بعد ان قيد جسدها النحيل بجسده الضخم... هدمرك وهدمره.. هاخدك منكم كل حاجة زي مااخدتو عدي مني... 

انهمرت دموعها تقاومه بشراسة هاتفه : انت حيوان مريض.. ابعد عني 

غرست اظافرها بوجهه وعنقه ولكن مقاومتها لم تزيد نيرانه الغاضبه الا اشتعالا فيما يغمغم بشراسة يحذرها لآخر مرة :قوليلي هو فين... وارحمي نفسك 

هزت راسها وهي تشهق ببكاء عنيف فأن كان ينتقم منها بذلك الجبروت وهي لم تفعل شئ فماذا سيفعل بأخيها وهو يلقي بكل اللوم عليه بماحدث لاخيه...زاده رفضها اخباره بمكان أخيها جنونا وشراسة ليجتاح شفتيها البريئة بعنف يقبلها بقوة ادمتها ... لتقاومه بقوة ضاريه تصرخ وتضرب فيه بجنون لم يزيده الاقسوة وخشونه خاصة وانه لم يكن يسمع ولايري الا صوت أخيه الذي يحتضر الان بسبب أخيها الذي تحميه منه ليزداد تصميمه علي تحطيمها ...!! اغمضت عيناها بقوة فيما تشعر بقبلاته العنيفه جمر يحرقها لتتحطم قوتها فيما يعمل علي تشويه جسدها باحتراف وكلماته الحقودة تحرق قلبها ليتتدمر كل شئ بلحظة تمنت فيها لو تموت ولاتشعر بهذا الألم الذي يسحق روحها المهزوم امام قوته وجبروته ..! 

.... 

.... 

اتسعت عينا كمال وتوقفت دقات قلبه للحظات فيما تتحدث تلك الطبيبة اليه تخبره بحاله عدي.. ليردد بعدم تصديق : يعني... يعني بقي كويس 

اومات له بابتسامه هادئة : بقي كويس  ووظايف جسمه اشتغلت تاني وعدي مرحلة الخطر

تنهد بارتياح يشكر الله لينظر تلك الملاك بامتنان : متشكر.. متشكر اوي يادكتورة 

قالت بهدوء : الفضل بعد ربنا لدكتور عبد العظيم 

اومأ لها : طبعا. طبعا... هروح اشكره بنفسي 

اخرج هاتفه بأصابع مرتعشه من السعاده يطلب سيف الذي فاق من غفوته برأس يطن بأصوات صراخها الذي مزق نياط قلبه وهو يحطمها بتلك الطريقة ...! 

انحني ليتناول هاتفه من جيب سترته الملقاه علي الارض ليفتحه دون قول شئ يجهز نفسه لكلمات كمال التي ستدمر حياته....! 

اتسعت عيناه وهو يسمع لصوت كمال الذي يقفز فرحا ليقول بصوت اجش.. انت بتقول اية ياكمال ؟ 

قال كمال مؤكدا : اللي سمعته... اخوك عدي مرحلة الخطر وحالته استقرت.. 

ردد بعدم تصديق اسم أخيه :.. عدي مماتش.! 

قطب كمال جبينه : ايوة ياسيف انت مش مصدقني... يلا تعالي علي المستقش حالا... 

انت فين ياسيف؟ 

ابعد سيف الهاتف عنه دون قول شئ مغمض عيناه بقوة غير قادر علي النظر حوله ليري نتائج فعلته...! 

انسحب من الغرفة دون النظر نحوها تاركا كل شئ خلفه ليجر قدماه لغرفته واقفا أسفل المياة الباردة يتمني الا يكون ماحدث اكثر من حلم..! 

.... 

....... 

تصبب العرق البارد من جبهه فهمي وهو يردد : انتي متأكدة ياناهد انهم خرجوا؟ 

هزت كتفها : ايوة ياحبيبي هما الاتنين خرجوا مع بعض ومرجعوش... شوف بقي راحوا فين؟ 

دلك فهمي صدره بيده اليمني يشعر بألم في قلبه لقلقه علي أبناءه..! 

.... 

...... 


اسرع ناحيه كمال الذي كان واقف ينظر من ذلك الزجاج البيضاوي حيث وضعوا عدي بغرفة العناية المشددة لمراقبه حالته... ليلتفت اليه كمال بسعاده : الحمد لله ياسيف.. 

تجمد سيف مكانه وكمال يحتضنه ويخبره بأن الدكتور عبدالعظيم البنا وصلت طائرة ساعه مبكرا عن موعدها ليكون سبب بانقاذ أخيه... ى شفت ربنا كريم ازاي ياسيف ووقف معاك 

هز راسه ومازال بحالته الجامده وصورتها المحطمه تغزو مخيلته  ليقول للطبيب : عاوز ادخل اشوفه

قال الطبيب بهدوء : بكرة هيكون فاق تقدر تشوفه وقتها ياسيف بيه 


.... انتفض جسدها وهبت جالسة حينما افاقت تضم الغطاء حولها  وقد تجمعت دموع القهر والمرارة في عيونها الجميلة وهي تطلق صرخة جريحة تبكي نفسها التي تحطمت لاشلاء علي يد ذلك المتجبر القاسي..... 


....   

قطب كمال جبينه ينظر لحاله سيف التي ظل عليها طوال تلك الساعه و لم يستطيع تفسيرها خاصة بعد تلك المعجزة ليساله بقلق : مالك ياسيف في حاجة حصلت؟ 

هز راسه وتناول هاتفه الذي تعالي رنينه ليجيب علي هدية الشغاله والتي نفذت ماامرها به بالعود لغرفتها ووضع الطعام لها ليقول بصوت اجش :في أية؟ 

قالت بتعلثم فهي صعدت منذ نصف ساعه لتجد الغرفة فارغة وباب الحمام مغلق فاستنتجت ان الفتاه بالداخل ولكن حينما طال الأمر وطرقت علي الباب كثيرا ولم تتلقي رد اتصلت به 

هز راسه ..: طيب انا جاي حالا.. 

لحق به كمال يحاول فهم شئ ولكن سيف جامد لايتحدث ليتسرب القلق لقلبه خاصة حينما اسرع سيف صاعدا الدرج تجاه غرفته..! 

طرق الباب عدة مرات ولكنه لم يتلقي رد ليدفع الباب بكتفه بقوة فيما تسمرت عينا كمال بهلع وهو يري تلك الفتاه ملقاه علي ارضيه الحمام غارقة بدماءها....! 

تراجع كمال خطوة للخلف حينما رأي جسدها محاط بغطاء الفراش الحريري يهز راسه بعنف يتمني الا يكون صديقه فعل ما يظنه 

ليدفع تلك الفتاه للانتحار..! 

استجمع سيف اعصابه التي تدمرت لرؤيتها علي تلك الحالة بصدمه وهو يري الدماء تخرج من معصمها المجروح بغزارة لينحني نحوها يشدد من لف ذلك الغطاء حول جسدها النحيل ويحملها خارجا يصيح بكمال الذي كان يتحرك بعصبيه كالنمر الحبيس يريد أن ينقض علي سيف ولكن الوقت لايسمح... هات دكتور بسرعه ياكمال 

أندفع نحوه بغضب : انت عملت فيها اييييية..؟

هدر بقوة وهو يضغط علي جرح يدها يحاول إيقاف النزيف ويحيطه بأحد المناشف الصغيرة  : مش وقته ياكمال هات دكتور بسرعه.. 

.... 

اسرع كمال يطلب الطبيب فيما اسرع سيف تجاه خزانته يخرج منها احد احد

قمصانه ويعود اليها صائحا بكمال الذي وقف لدي الفراش يتطلع لملامحها الشاحبه... اطلع برا ياكمال.. 

هز كمال راسه بقوة : مش هسيبها معاك 

زمجر بغضب : اطلع برا بسرعه خليني البسها لغاية ماالدكتور يوصل

تنفس كمال بغضب وهو يصفق الباب خلفه يحاول استيعاب الجريمة التي ارتكبها صديقه بحق تلك المسكينه... فيما مسح سيف وجهه بعصبيه وهو يزيح الغطاء من حولها ويلبسها قميصه مغلق ازاراه بأصابع مرتعشه ويدثرها بغطاء الفراش الناعم سامحا للطبيب بالدخول.... 

انتهي الطبيب من خياطة جرح يدها الغائر واحاطها بالاربطة مرددا : انا اديتها حقنه مسكنه..... بس دي حالة انتحار مش حادثة عادية.. 

اومأ سيف للطبيب الذي اضاف : يعني لما هتفوق ياريت تشوفوا اية وصلها للحالة دي وتاخدو بالكم كويس.. 

ناول لسيف الروشته قائلا : انا كتبت ليها شوية مسكنات والرابط يتغير كل يوم.. 

اومأ له سيف بجمود : متشكر يادكتور... 

ماان غادر الطبيب حتي أندفع كمال يسحب سيف خارجا يهزة بعنف : انت عملتها اية ياسيف... عملت اية في البنت حرام عليك... قلتلك ملهاش ذنب... 

ابعده سيف عنه قائلا وهو يتهاوي علي احد المقاعد... معملتلهاش حاجة... 

قال كمال باستنكار غاضب : معملتلهاش حاجة.... هي في الحالة دي وهتنتحر عشان معملتش ليها حاجة... 

صاح سيف بقوة : ايوة معملتلهاش حاجة ياكمال... 

نظر بشك لنبره سيف المؤكدة فيما اضاف وهو يغمض عيناه بقوة : مقربتلهاش...!!! سبتها في آخر لحظة...! 

نظر له كمال بعدم فهم ليخبره سيف بماحدث....اعماه غضبه وحقده وصورة أخيه المحتضر ليوجهه كل تلك المشاعر نحو نور التي كانت تقاومه بشراسة رافضه اقترابه منها وهي تصرخ بكل مااوتيت من قوة حينما غرس راسه بعنقها يقبلها تدفع وجهه بكفها بعيدا عنها.. ولكن الفارق البدني بينهما جعل التفوق من نصيبه ليمزق ملابسها بحيوانية ويبدء بتقبيل جسدها وسط ركلاتها وضرباتها لتخور قواها وتنهمر دموعها المتوسله تتوسله ان يتركها بعد ان شعرت بقوتها تنهار تحت ضغط جسده القوي..... لم يعير لتوسلاتها اي انتباه بل واصل مايقوم به مدفوعا بمشاعره الغاضبه ليشعر بكفها المرتعش يتوقف عن ضربه فيما بدأ يشعر بارتعاش جسدها النحيل البارد تحت جسده ليرفع عيناه ناظرا لوجهها الذي اختفي لونه وحل محله الشحوب وقد فقدت وعيها ....ليبتعد عنها بسرعه ويعتدل جالسا ينتفس بصعوبه وقد آفاق في الوقت المناسب قبل ان يدمرها كليا  غير مصدق مااوصله اليه غضبه ... ليتصل به كمال بتلك اللحظة...! 

كان قد ارتدي ملابسه وخرج من غرفته علي عجل للذهاب للمشفي ليتذكر ها وقد تركها غير قادر علي النظر اليها بعد مافعله بها فحتي ان لم يكمل ماانتواه فهو مازال مذنب ليسرع تجاه تلك الغرفة التي بدت وكأن اعصارا ضربها لينحني نحوها يحيط جسدها العاري بغطاء الفراش ويحملها لغرفته يضعها فوق الفراش ويأمر الخادمه بالصعود اليها بالطعام...! 

قطب كمال جبينه : يعني مقربتلهاش.. 

اشاح بوجهه قائلا بحدة : قلتلك لا ياكمال 

: امال انتحرت لية؟ 

خلل اصابعه خصلات شعره الفاحمه بعصبيه :تلاقيها افتكرت اني مسبتهاش وخصوصا انها اغم عليها ومكنتش واعيه.. 

هز كمال راسه وتنهد مطولا ينظر لسيف بعدم رضي لينظر اليه سيف قائلا بحدة:اية ياسي كمال هتسمعني طبعا محاضرة في الأخلاق 

هز كتفيه قائلا : مانا هتجنن... من امتي دي أخلاقك؟ 

: قلتلك مكنتش في وعي.. الدنيا ضلمت في وشي لما شفت عدي في الحالة دي ومكنش قدامي غيرها وهي مصممه تخبي اخوها مني

: يااخي يعني انت عملت فيها كل ده عشان خاطر اخوك ومستكتر انها تدافع عن اخوها

هدر بغضب : اخوها السبب في اللي عدي فيه

: وانت اية اللي مأكدلك ده مايمكن زي مابتقول هو كمان ضحيه 

: وهرب لية لما هو ضحيه.... بقولك اية ياكمال بطل طيبه قلبك دي.. اللي هرب عدي من المصلحة اول مرة كان صاحبه وبرضه اللي هربه من البيت صاحبه اللي هو اخوها يبقي متدافعش عنه.. 

:وهي ذنبها اية؟ 

قال بجمود :خلاص بقي ياكمال قلتلك مفيش 

هتف كمال : لا في ياسيف 

قطب جبينه ليكمل كمال ; انت لازم تتجوزها 

قال باستنكار : اتجوزها... لا طبعا.. وبعدين انا ماعملت... قاطعه كمال بغضب : حتي لو معملتش برضه انت استحليت تقرب لها واديك شفت الحالة اللي هي فيها.. 

اشاح بوجهه :  هبقي اعوضها.. 

قال كمال بتهكم : وأية التعويض في وجهه نظر سيف بيه عن كرامتها اللي دستها.. 

: هديها اللي هي عاوزاه ياكمال 

هز كتفه : مفتكرش هتقبل وخصوصا انها مش هتصدق انك سبتها... 

قال بعدم اكتراث : هي حرة بقي...

: مش عاوز تتجوزها لية ياسيف 

هتف بغضب : انا حر يااخي 

: لا مش حر.. انت لازم تتجوزها بعد اللي عملته وبعدين البنت حلوة وبنت ناس 

قال بسخرية : لا وانت الصادق اخت المدمن السرنجاتي.. 

زم كمال شفتيه فحالها لايفرق عن حاله كثيرا فاخيه ليس باعلي شأنا من أخيها..؟.! 

فهم سيف نظرة كمال وهم بالرد عليه لولا صوت تلك الضجه التي تعالت من تجاه غرفته ليسرعا نحوها.....! 

... 

.... 

.... 

فتحت نور جفناها الثقيلان تتدفق اليها الأحداث الماضيه حينما استيقظت لتجد نفسها بتلك الحالة وفي تلك الغرفة التي عرفت من رائحتها انها غرفته وبلا تفكير فهمت مافعله بها ولم تشعر الا وهي تمزق شراينها بتلك الآلة الحادة مرحبه بالموت علي عيش لحظة اخري بهذا الذل.... دارت عيناها ببطء بتلك الغرفة تتذكر انسحاب أنفاسها مع نزيف يدها تحاول تذكر ماحدث بعد سقوطها علي ارضيه الحمام لتباغتها تلك الرائحة القوية التي تكرهها لتري جسدها مغطي بقميصه المعبق برائحته لتتدفق اليها صورته وهو يغتال حياتها بتلك الوحشيه فتندفع تحطم كل ماحولها بالغرفة بعنف صارخة بألم مزق احبال صوتها.... 

ماان رأته امامها حينما فتح باب الغرفة حتي اندفعت نحوه تكيل له اللكمات غير مباليه بألم يدها المتزايد ليتركها سيف تفعل ماتريد دون أن يحاول إيقافها بينما حاول كمال تهدئتها : اهدي.. اهدي بس وسيف هيفهمك 

صرخت فيهم بقهر : مش عاوزة اسمع حاجة..... انا ضيعت خلاص.. 

زم سيف شفتيه يبعد ذلك الاحساس بالذنب عن قلبه وهو يراها بتلك الحالة المنهارة فيما 

حاول كمال مجددا التحدث اليها فهزت راسها بقوة تتلفت حولها بيأس تبحث عن منفذ تهرب منه ولكن أين المفر وهي تري رجاله واقفين خارج باب الغرفة كالاعمدة الضخمة لتقع عيناها بلحظة علي ذلك السلاح الذي وضعه احد الرجال بحزامه الخلفي لتندفع اليه بسرعه تخطفه منه فيما انتبه سيف لفعلتها ليسرع نحوها وقلبه يخفق بقوة.. صرخت به وهي توجه السلاح نحوه :  متقربش.. محدش يقرب مني 

أشار لرجاله بلهجة إمرة : انزلوا تحت 

تحدث أحدهم وهو يراها توجهه السلاح نحوه :بس ياباشا 

هدر بغضب : قلت تحت مش عاوز حد هنا 

امتثل رجاله لأمره بينما قال كمال بهدوء :اهدي...وسيبي السلاح يانور...سيف هيفهمك 

هزت راسها وقد اغروقت عيونها بالدموع : يفهمني اية.....حاول سيف الاقتراب منها بتلك اللحظة لتنتبه له وتوجه السلاح نحوها : هموت نفسي لو قربت 

تجمد سيف مكانه فيما حاول التحدث : متعمليش كدة... اوعي تعملي كدة... 

انهمرت دموعها تحرق وجنتيها الناعمه :انا مش عاوزة اعيش... انت دمرت حياتي انا بكرهك وبكره نفسي... 

اندفع نحوها بلمح البصر وقبضت يده القوية علي يدها التي تمسك بالسلاح ليلقيه بعيدا مقيدا خصرها بيده القوية يحملها ويدخلها للغرفة متجاهل ركلاتها وضرباتها وهي تصرخ باهتياج حتي تمزقت احبال صوتها..... 

تركها بالغرفة وخرج حيث أن وجوده معها بنفس المكان لايزيد حالتها الا سوءا حتي انه عجز عن التحدث بكلمه وشرح ماحدث لها ليخرج متنهدا بيأس فيقابل عيون كمال ليقول : لو ناوي تقول حاجة اسكت وحياة ابوك... كأن حياتي كانت ناقصاها.. 

ارتسمت ابتسامه علي جانب شفاه كمال لم يعرف سيف سبب لها وهو يقول : مايمكن فعلا حياتك كانت ناقصاها وربنا بعتها ليك

قال بتحذير : كماااال .... 

نظر اليه كمال ليقول ببرود : هما كام شهر واطلقها  بعد كدة 

قال كمال : بس ياريت هي توافق 

رفع حاجبه مستنكرا ليكمل كمال : طبعا وانت فاكراها هتبص في وشك بعد اللي عملته 

... 

..... 


.... 

نظرت ناهد للطبيب الذي قام بفحص فهمي قائلة : خير يادكتور 

: أزمة قلبيه  وأفضل انقله المستشفي يبقي تحت الملاحظة...


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم

 الفصل التالي




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !