سيف منتقم. الفصل الرابع

1


( روايه بقلم رونا فؤاد ممنوع تماما النسخ أو نشر الروايه في أي مكان أو منصه حيث أن جميع حقوق النشر لرواياتي محفوظه ومن يفعل سيعرض نفسه للمسائله )

أمضي سيف تلك الليلة يدخن بشراهه يفكر بالمعلومات التي اتي به احد رجاله عنها ... بدء من زوجه ابيها اللعوب لخطبتها لجاسر علام صاحب السمعه السيئة بالإضافة لاخيها مدمن المخدرات والمتسبب بما حدث لاخيه... 

كل تلك اسباب تجعله لايقرن اسمه باسمها 

وكانها ستفرق عنهم ان كانت جميلة بهيئة ملاك كمال قال كمال ليسخر سيف قائلا :وهي هتطلع ملاك لمين؟ 

: سيف انت حكمت عليها انها وحشة من غير ماتكلمها... بطل تسرع يااخي 

قال بتهكم : وانت حكمت عليها بناء علي اية 

: كفاية موقفها مع عدي... اللي لولاها كان زمانه مات... وبعدين مفيش اي حد قال إنها مش كويسة بالعكس كلام اللي حواليها انها بنت كويسة... حتي الواد حازم ده برضه شكل في حد اللي زقه في السكه دي زي عدي...قاطعه بغضب:متدافعش عنه ياكمال.. مسيره يقع تحت ايدي وساعتها هعرفه هو غلط مع مين 

: انت لسة حاطط الواد في دماغك 

; وانت فاكرني هسيبه 

قطب كمال جبينه : ده هيبقي اخو مراتك.. 

سخر سيف قائلا : ناقص تقولي هيبقي خال ولادك 

هز كتفه قائلا : مش ده الطبيعي 

: لا طبعا ياكمال..انت مخك راح فين.. الجوازة دي لمدة كام شهر كدة وبس... واستحاله اخلف منها 

قال كمال بتهكم : وأية اللي هيخليه استحاله... انت راجل ومعندكش اي حاجة تمنعك من الخلفه وهي ست و.... قاطعه سيف : ده لو قربت من واحدة زيها اصلا 

هتف كمال  بضيق : حرام عليك ياسيف انت لية ظالمها كدة.. البنت واضح انها طيبة وكويسة اوي 

اشاح وجهه ليكمل كمال : وبعدين ماهي لو وحشة زي ماتقول ماكانت سلمتلك بدل ماعملت فيك كدة (ليشير لعنقه ووجهه المهشم بسببها).. ..

: ولما هي ملاك هتتخطب لواحد زي جاسر لية 

: اسألها

هز كتفه بعدم اكتراث مصطنع : ولا اسألها ولاتسالني.. هو كتب كتاب محدش هيعرف عنه حاجة كام شهر عشان اريح ضميري وبعدين أطلقها 

قال باستنكار : يعني اية ياسيف ... ؟! 

: يعني اللي سمعته ياكمال مجرد كتب كتاب وده اللي عندي ولاانت فاكرني هربط اسمي بواحدة زيها 

:عاوز تقنعني انك مش هتقربلها 

لم يجيب ليقول كمال لاستفزازه : دي حتي البنت حلوة اوي واي راجل يتمناها.... زمجر سيف : كماال

ارتسمت ابتسامه تسلية علي شفاه كمال قائلا : خلاص ياسيدي... براحتك اعمل اللي يعجبك بس المهم انت لازم تتجوزها بأسرع وقت ياسيف.. متنساش ان اكيد أهلها بيدورا عليها 

: انا عرفت ان ابوها في المستشفى ومش واعي لحاجة.. 

: كويس... يبقي تكتب الكتاب بسرعه وتشوف هتبلغه ازاي... واللي اسمه جاسر ده برضه لازم يعرف.. 


اخذ نفس عميق ينظر في ساعته ليجد الفجر علي وشك البزوغ ليصعد لغرفته يستحم ويرتدي ملابسه استعدادا لذهابة لعدي.... 


كانت ليلة نور كئيبه مليئة بدموع القهر والألم الذي مزق قلبها وهي جالسة علي الارضيه الرخامية تضم ركبتها الي صدرها تنهمر دموعها بصمت حتي جفت مقلتيها طوال الليل حتي بدأ الفجر بالبزوغ فانهكها البكاء وقله النوم ولم يعد لديها المزيد من الدموع فقد ذرفتها كلها لتختنق بشهقاتها المتالمه ....

دخلت اليها الخادمة بالطعام لترفضه للمرة العشرون لتحاول الخادمة اثناءها عن رفضها فلا ينالها الا صراخها بأن تخرج وتتركها...

ابتلعت عاليه لعابها بتوتر فقد أمرها سيف ان تطعمها ولو بالقوة قائلة : ارجوكي ياهانم.. كلي اي حاجة... انتي تعبانه ونزفتي كتير

قالت بقهر لنفسها :ياريتني اموت وارتاح

حاولت عاليه تقريب كوب العصير منها لتزيحة بعنف : قلت مش، عاوزة...

اومات لها قائلة : طيب انا هسيب الاكل يمكن... قاطعته بغضب : خدية واطلعي...

علي مضض حملت الصينيه لتوقفها نور :عاوزة منك طلب

قالت عالية بتأكيد : تؤمري ياهانم...

......

......

اسرع سيف تجاه عاليه التي نزلت من غرفتها بلهفه يسالها : اية... اكلت.؟ 

هزت عاليه راسها : رافضة ياباشا

زفر باحباط قائلا : طيب... شوية وحاولي تاني

اومات له ليجدها بعد لحظات تحمل شئ بيدها وتتجه للدرج... قطب جبينه بتساؤل :اية ده ؟

هزت كتفها قائلة : اصل.. اصل الهانم طلبت مني هدوم من عندي

غص حلقه وعاد ليتذكر دونيته معها.... ليشير لعاليه لتذهب فيما اتجه خارجا تجاه المشفي ...

...

.....

حاولت اغماض جفونها ولكن بلا فائدة كمحاولتها طوال الليل فكلما حاولت النوم تعود اليها تلك الذكرى فوضعت يداها علي عيناها التي ارتسمت الدوائر السوداء حولهما حينما وقفت امام المرأه العريضة تنظر لجسدها الملوث بعلاماته ورائحته التي التصقت بها لتمزق قميصه بغل وتبعده عن جسدها و تقف أسفل المياة البارده التي اختلطت بدموعها الساخنة...

... 

خرجت لتجد عاليه قد تركت لها الملابس علي الفراش لترتديها مرحبه باي شئ إلا شئ يحمل رائحته....

فكت رباط يدها الذي ابتل بالماء لتنظر لتلك القطب التي جمعت جلدها وداوت تمزقه تتساءل هل هناك شئ يمكنها يفعل المثل بجرح قلبها...! 

... 

..... 

سار بخطي متلهفه داخل غرفة العناية المشددة ليتمزق قلبه أشلاء وهو يري فلذة كبده موصل بتلك الأجهزة ليقترب منه ويضع وجهه بين كفيه الكبيرين بحنان هاتفا : عدي... افتح عينيك وكلمني....

لم يتلقي اي شئ سوي طنين تلك الأجهزة التي تخبره بأنه مازال علي قيد الحياة لينحني مقبل جبينه بحنان جارف وهو يهمس له:انت قوي ياباشمهندس.... هتفوق وترجع احسن من الاول... هتقوم علي رجليك تاني وهفتحلك المصنع اللي كنت بتحلم بيه.... 

غص حلقه واختنق صوته : عدي... انا ضهري اتكسر وانا شايفك بالحالة دي... يرضيك اني اتكسر... انا عارف انك ممكن تكون متضايق مني اني كنت مش بسمعك وبعاملك علي طول انك طفل صغير عشان كدة كنت بتتحداني... بس انا كنت خايف عليك... واوعدك اني مش هعمل كدة تاني...انا اسف علي كل حاجة ضايقتك فيها... بس كان من غير قصدي.. كنت خايف عليك...

تناول يد عدي بين يده وهو يكمل : انت مش اخويا بس.. انت ابني.. انت كل حاجة ليا في الدنيا... انا من غيرك ولا حاجة متكسرنيش ياعدي... 

فرت دمعه وحيدة من عيون سيف الذي لم يترك العنان لمشاعره سوي تلك المرة لتنساب مشاعره التي كبتها طوال اليومان الماضيان...... 

..... 

اتسعت عيناه حينما شعر بأصابع تشد علي كف يده ليرفع نظره بعدم تصديق تجاه أخيه الذي بدأ بتحريك جفونه... هرع الاطباء اليه ليخرج سيف يحاول ان يبدوا صلبا كما اعتاد.. 

... 

... 

طرق كمال باب غرفة الدكتور عبد العظيم فور وصوله للمشفي ليتابع تحسن حاله عدي... 

نظر لصاحبه الصوت الناعم التي دعته لدخول ليجدها تلك الطبيبه.... كانت فتاة بشعر اسود علي هيئة ذيل حصان بعيون جميلة مغطاة بنظاره طبيه انزلتها ونظرت آلية ليحمحم قائلا:انا اسف.. بس دي اوضه دكتور  عبد... خفق قلبه حينما ضحكت برقه قائلة : ايوة تمام... بس انا ماليش اوضه هنا فقررت احتلها

مد يده نحوها قائلا : كمال بدران 

صافحته بابتسامة : داليا البنا ... بنت الدكتور عبد العظيم 

اومأ لها بابتسامة : عشان كدة...

نظرت له باستفهام ليقول : عشان كدة احتليتي الأوضة 

ضحكت واشارت له ليجلس ليقول : انا كنت عاوز اطمن علي حالة عدي.. 

بدأت بشرح حالة عدي بعملية فهو بالتاكيد قد مر مرحلة الخطر ولكنه مازال بحاجة للكثير من العلاج لإصلاح أعضاء جسده التي تضررت بفعل تلك السموم ليمر الوقت وهم يتجاذبون أطراف الحديث حتي تعالي رنين هاتف كمال ليتناول بحنق يلعن سيف بسره الذي قطع تلك المحادثة.... ايوة.. 

: عدي فاق من الغيبوبة.. 

انتفض واقفا يخبرعا لتقول: طيب يلا نشوفه 

استبقت كمال بخطوة لتدخل لغرفة العناية ليبقي كمال ينظر في اثرها بجوار سيف الذي ارتاحت ملامح وجهه كثيرا.. 

بعد برهه قصيرة خرج الدكتور عبد العظيم ليصطحب سيف و كمال لغرفته لمناقشة حاله عدي... 

.... 

....... 

......... 

فرك جاسر يده بعصبيه يهدر بناهد:انتي هتستهبلي ياروح امك يعني اية مش عارفة هي فين

وضعت ناهد يدها علي فمه قائلة بهمس وهي تبتعد عن باب غرفة فهمي التي حجز بها بالمشفى : شششسس... مش،عاوزة فهمي يعرف حاجة.... هو فاكرها مع اخوها زي مافهمته

قطب جبينه بغضب : وهي فين ؟

: معرفش ياجاسر والله مااعرف.. 

ضرب الحائط بقبضته لتقول بخبث : شوف بقي بتعمل اية بقالها يومين برا البيت 

هتف بها بحدة : اخرسي.. 

: كدة ياجاسر 

: ايوة كدة... ويكون في علمك كل اتفاقنا لاغي لو نور مظهرتش 

قالت باستنكار : لية بقي كنت انا اللي خفيتها

هز كتفه بغضب : معرفش شوفي نفسك... بس مفيش حد له مصلحة انها واخوها يختفوا غيرك 

هتفت بحدة : اخوها تلاقيه متلقح في اي غرزة والهانم تلاقيها شافت لها شوفه وانت حارق نفسك عليها 

امسك ذراعيها بعنف قائلا باحتقار : لية شايفاها زيك.. 

خلصت يدها منه قائلة : انت بتقولي انا كدة عشانها.... ولما بتحبها كدة كنت هتعمل فيها اللي كنت ناوي عليه لية   

قال بحدة : عشان تبقي ليا 

نظرت له ولم تعلق ليرمقها جاسر بنظرات غاضبه ويخرج.... 

... 

... 


خرج سيف من المشفي بعد ان اطمئن علي حالة أخيه ليتوجهه لسيارته قائلا لكمال : انا هرجع علي البيت 

: بس انت بقالك اربع ايام مش بتروح الشركة.. 

هز كتفه بعدم اكتراث : مش رايق ياكمال  ...

بس كنت عاوز خدمه من اختك 

ردد بعدم فهم : هايدي؟ 

اومأ له : اه كنت عاوزها تنزل تشتري هدوم كتير وتبعتهالي علي البيت بسرعه

نظر اليه متساءلا : هدوم؟!

هز راسه وابعد عيناه قائلا :  : هدوم لنور......  انا مش بفهم في الحاجات دي ومعرفش حد غير اختك... يعني اوصفهالها وخليها تجيب لها هدوم علي ذوقها.. 

هز رأسة بتأكيد : حاضر هكلمها.. 

أعطاه احدي بطاقاتة الائتمانية قائلا : خليها تصرف براحتها.. 

تناولها منه واتجه لسيارته ليعود سيف للمنزل 


...

جلست نور علي الفراش تغمض عيناها بقوة تتمني لو ان ماحدث مجرد حلم.... عادت الدموع تغيم بعيونها مجددا وسط سحابة الحزن التي تسيطر عليها حينما جاءلت صورة والدها بمخيلتها فلابد انه يتمزق قلقا عليها.... انها تحبه وتعذره باي فعل يصدر بناء علي رأي تلك الحرباء ولاتلومه ابدا.... فهو مخدوع بتلك المرأه وقد فات الأوان ليعرف حقيقتها لتستسلم هي واخيها لوجودها بحياتهم   .... حازم..! رددت اسمه بألم تتمني لو تطمئن عليه... لابد  انه قد فكر نفس تفكيرها حينما شعر بحاجته للأمان... حدثت نفسها بأنه سيكون بخير... نعم لقد ضحت بنفسها ليكون هو بخير....! 

قامت بخطي مثقله تطرق علي باب الغرفة لتسرع اليها عاليه وتدير المفتاح بالباب واقفة امامها بانصياع : تامري بحاجة ياهانم 

اومأت لها بخفوت : هو فين؟.. 

تساءلت عاليه: سيف بيه؟! 

هزت راسها لا تستطيع نطق اسمه.. ااه لو سمحتي بلغيه اني عاوزة اتكلم معاه 

هزت راسها : حاضر ياهانم... 

.. لا ينكر انه تفاجيء برغبتها تلك فهو كان يحضر نفسه منذ ساعتان للصعود اليها متوقع نوبة اخري من نوباتها... 

ارتدي قناعه الجليدي وصعد بخطواته الواثقة تجاه الغرفة ليفتح الباب ويدلف اليها.... 

تفاجيء بهدوؤها وهي واقفة بمنتصف الغرفة بانتظاره ليقف لحظة ينظر نحوها ليري ذبول ملامحها وشحوب وجهها الجميل  وقد ارتدت ثوب عاليه البسيط جامعه خصلات شعرها الناعمه اعلي راسها وكانها تحاول إخفاء جمالها..!

ابتعلت لعابها وخفضت عيناها فور رؤيته ليخرج صوتها المختنق وهي تقول : لو سمحت ممكن بقي تسيبني امشي من هنا ..

قلص المسافه بين حاجبيه غير متوقع طلبها الهاديء: تمشي!!.

اومات له وغص حلقها حينما التقت عيناها بعيناه السوداء القاتمه لتتذكر نظرته المرعبه لها... اعتقد انك خلاص انتقمت فمفيش سبب افضل عشانه هنا

قال بتهكم : انتقمت!!.... هو انتي فاكرة أن ده بس هيكون انتقامي من اخوكي

توحشت ملامحها لتهدر به بغضب : انت دمرت حياتي ومستقبلي عاوز منه اية تاني...

قال بنبرة قاسية : عاوز ادمره زي مادمر عدي 

اقتربت منه دون ارادتها ولكمت صدره بغل :

قلتلك اخويا معملش حاجة... حرام عليك مش كفاية دمرتني انا عاوز منه اية تاني ... انت اية حيوان مش، بتحس.. انت اية يااخي... . 

تركها تفعل ماتريد لتهتف بشراسة : انا بحذرك لو قربت منه هقتلك.. انت فاهم 

ضحك بسخرية احرقت اعصابها : كل ده عشان المزاجنجي اخوكي..... تفاجيء بصفعه هوت علي وجهه من يدها لترعبها تلك النظرة التي اشتعلت بعيناه وهو يمسك بذراعيها بقوة : انتي بترفعي ايدك عليا.. انا هوريكي 

عكس الخوف داخلها تظاهرت بالقوة وهي تقول باحتقار : هتعمل اية تاني اكتر من اللي عملته... 

توعد لها قائلا : كله في وقته حلو 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !