سيف منتقم الفصل الخامس

0


 الفصل السابق

توعد لها قائلا : كله في وقته حلو 

..بس اول حاجة بليل في مأذون جاي يكتب كتابنا 

أفلتت ذراعها بعنف من يده لتترنح للخلف بقوة فيما قالت بحدة : ومين قال اني ممكن اتجوزك اصلا.. 

اغاظته حدتها فلم يتوقع رفضها وظن انها سترحب بالفكرة خاصة وهي تظنه فعل مافعل... 

قال ببرود :انا بقولك مش باخد رايك...! ازدادت نبرته قسوة : وبعدين بعد اللي حصل بينا اعتقد ملكيش رأي اصلا

قهرتها كلماته القاسية لتصرخ به : اللي حصل ده حصل منك انت... انت اللي غصبتني عليه 

انا معملتش كدة بارادتي

نظر اليها فيما اخفت قهرها ونظرت له قائلة :انا مش عاوزة منك اي حاجة غير انك تسيبني امشي 

رفع حاجبه بمغزي : بالبساطة دي 

ابتلعت غصة حلقها من مغزي كلامة لتقول بخفوت : مفيش حاجة هتغير من اللي حصل حاجة.. 

عذبه صوتها وتظاهرها بالقوة ليرمي بااحد كروت الضغط عليها 

: وأهلك هتقوليلهم اية.... 

اشاحت بوجهها ليكمل بخبث : وخطيبك..! 

التفتت له ليكمل بسخرية لاذعه : هتقوليله اية ؟

قالت بحدة : افتكر ان دي حاجة متخصكش...

غضب من حدتها وضاق بها ذراعا ليقول بعدم اكتراث :براحتك... 

........ 

..... بقلم رونا فؤاد 


هبط للطابق السفلي وهو يزفر بعصبيه

انها عنيدة وهو لن يتنازل ويعيد طلبه فليكن ماسكن لقد حاول أن يريح نفسه من عناء ذنبها وهي رفضت...

جلس علي المقعد الوثير يدخن سيكارته وينفث دخانها ببطء... لم تمر سوي بضع لحظات ليجدها تهبط الدرج باتجاه الباب الخارجي.. تلاقت عيناها بعيناه لترمقه بنظره احتقار وغضب لتسرع بعدها للخارج...

عض علي شفته بغضب وأراد ان يوقفها ويخبرها بأنه لم يقرب منها لعل احتقارها يختفي ولكنه عاد ليجلس علي مقعده....

اسرع راشد تجاه سيف الذي ناداه : امرك ياسيف باشا

: حسين وصلها؟ 

هز راسه : مرضتش ياباشا ووقفت تاكسي

قطب جبينه قائلا : طيب... خليت حد يوصل عربيتها

اومأ له ; ايوة ياباشا حسين راح وراها وركن العربية أدام الفيلا وساب المفاتيح مع البواب.

اومأ له : تمام...

هم راشد بالمغادرة ليوقفه قائلا : عرفتوا حاجة عن الواد اللي اسمه حازم

هز راسه بخزي : ابدا ياباشا مالوش أثر... حتي العيال اللي كان بيضرب معاهم ميعرفوش عنه حاجة...

أشار له ليغادر حينما وصل كمال الذي قال بابتسامه : مبروك ياعريس الماذون جاي علي الساعة سبعه

نفث سيف دخان سيكارته ببرود قائلا : لا مفيش داعي..

قطب جبينه : مفيش داعي يعني اية؟

هز كتفه متظاهرا بعدم الاكتراث قائلا : هي خلاص مشيت

قال باستفهام : مشيت يعني اية..... انت قلتلها الحقيقة

هز راسه : لا

: وازاي تسيبها تمشي... تلاقيك قلت لها حاجة جرحتها عشان ترفض انك تتجوزها وهي فاكرة انك عملت فيها كدة

زفر بضيق : مقلتش حاجة... هي قالت عاوزة تمشي ومش عاوزة مني حاجة سبتها ولافاكرني هتحايل عليها انا اصلا مكنتش عاوز الجوازة دي.... ازداد انفعاله : وبعدين اللي حصل ده يثبتلي ان كان عندي حق في رأي عنها... تلاقي الهانم اصلا مقضياها عشان كدة مفرقش معاها.... قاطعه كمال بغضب : انت بتقول ايه ياسيف.. انت اتجننت علي الاخر حرام عليك يااخي انت لية مصمم تظلمها بالطريقة دي مش كفاية انك كسرتها

قدام نفسها وهتفضل فاكرة انك قربت منها

هتف بغضب يتهرب من كلام صديقه الذي يخبره بالحقيقة التي ينكرها عقله : كنت عاوزني اعمل لها اية يعني... انا عملت اللي عليا وهي مرضتش.. براحتها بقي

اعتدل كمال واقفا : يعني ده اخر كلام عندك

لم يجيب ليكمل كمال : عموما... انا كمان هعمل اللي عليا

رفع عيناه لصديقه ليقول :طالما انت مش هتتجوزها انا هتجوزها ياسيف.....

.....

....

.......

ترجلت من سيارة الأجرة واشارت لعبيد البواب ليحاسب السائق لتدخل سريعا للداخل.... اسرعت فاطمة الشغاله تجاهها : حمد الله علي السلامة يا نور يابنتي

قالت بوهن : الله يسلمك ياداده..امال فين بابا..

خفضت عيناها قائلة : البيه الكبير تعبان وفي المستشفي اديله يومين

هوي قلبها لقول بهلع: بابا... مستشفي اية... اية اللي حصل.. ؟

اسرعت تجاه غرفتها وارتدت ملابسها علي عجل واتجهت للمشفي دون انتظار الإجابة عن تساؤلها.....

...

..

.. 


اتسعت عينا ناهد بصدمه حينما وجدت نور تركض تجاه غرفة والدها... : للتو ماافتكرتي ياهانم ان ليكي اب... 

نظرت لها باشمئزاز وابعدتها من طريقها متابعه لغرفة والدها... 

أشار لها الطبيب الذي كان يفحصه أثناء نومه بالهدوء لتوميء له وتقترب ببطء من والدها تنحني تجاهه تطبع قبله علي جبينه الشاحب لتنهار باكية ولاتستطيع السيطرة علي نفسها اكثر.... 

: لو سمحتي ياانسة... اتفضلي معايا 

اخرجها الطبيب ليقول : انا اسف ياانسة بس حاله فهمي بيه سيئة جدا ومينفعش يتعرض لأي انفعال.. 

كتمت بكائها قائلة : انا اسفة بس..... طيب طمني عليه 

: الازمة المرة دي جامده جدا علي قلبه واضح ان في حاجة مضايقاه عشان كدة فضلت انه يبقي في المستشفي عشان يبقي بعيد عن أي انفعال.. 

اومات له : يعني هيبقي كويس 

: كله بأيد ربنا.. 

انصرف الطبيب لتتهاوي علي المقعد تري كل شئ وقد انهار تماما... اغمضت عيناها بقهر تتمني لو حازم بجوارها الان ولكنها سرعان مااعدلت عن تلك الفكرة خوفا من بطش سيف به...!! 

... 


..... 

..... 

...... 

لوت ناهد شفتيها قائلة : كنتي فين ياهانم اليومين دول 

قالت بحدة : ملكيش دعوة بيا 

رفعت حاجبيها باغتياظ تتوعد لها : ماشي لما نشوف رأي جاسر 

نظرت لها باحتقار : ولاهو له دعوة بيا من دلوقتي... 

: يعني اية؟ 

قالت بتمرد : يعني اللي سمعتيه... 

تناولت حقيبتها واسرعت تغادر للخارج فهي بحاجة لاتستنشاق الهواء.... دخلت المصعد واغمضت عيناها بقوة لاتحتمل المزيد ستختنق.... سارت بخطي بطيئة للخارج لتجلس علي احد المقاعد الموجودة امام باب المشفي فهي بحاجة لاستنشتاق الهواء.... ظلت جالسة فترة تتابع الحركة الرتيبه حولها حيث الوقت متأخر ولا شئ سوي تحرك بعض الأشخاص والكل سارح بتفكيره... 

لتتذكر عدي وتتساءل عن حاله...؟ انقبض قلبها وهي تفكر بأن شئ سيء حدث له تتمني ان يكون بخير فهي تري صورة حازم به ليشرد تفكيرها بحازم.... 

هل فكر نفس تفكيرها حينما شعر بالخطر... ان ذهب لهناك فهو بأمان بالتاكيد ولكنها بحاجة للاطمئنان... 

فكرت بالذهاب اليه والاطمئنان عليه ولكن هل ستترك والدها وحده... لا ستطمئن علي والدها اولا ثم تذهب لحازم فهي تعرف أخيها بأنه قوي ويمكن الاعتماد علي نفسه فطالما كان هكذا لولا تلك السقطة التي سقطها بهذا الطريق ..! 

عدي وحازم ضحايا هي متأكدة من هذا فحازم ليس من دفع عدي لهذا الطريق .... لماذا لم يصدقها... لماذا انتقم منها بتلك الطريقة..! ؟

بدات سحابة الألم بالتخييم علي عقلها لتنفضها سريعا تفكر بأنها افتدت أخيها... حسنا لاباس ان كان حازم سيكون بخير 

لقد ارتوي سيف من كأس الانتقام واخيها سيكون بخير....!! 

انتفضت من مكانها حينما استمعت لآخر صوت تريد سماعه بتلك اللحظة : نور 

التفتت تجاه جاسر الذي رمقها بنظرات نارية وهو يقول : كنتي فين يانور؟ 

سحبت نفس عميق قائلة : شئ ميخصكش

اشتعلت عيناه بالغضب وهتف بحدة : لا طبعا يخصني.. انا خطيبك 

اشاحت بوجهها قائلة : وانا مش عاوزة اكمل في الخطوبة دي... 

تناولت حقيبتها وغدت بالسير قائلة : ومن دلوقتي لو سمحت ملكش دعوة بيا تاني.. 

وقف امامها وعيناه تطلق نيران : انتي اتجننتي... 

قالت بتحدي : لا عقلت.. انا وانت مننفعش لبعض فياريت ننفصل بهدوء 

ضحك ساخرا واحتدت نبرته: ومين قالك اني هسيبك تبعدي عني في يوم من الايام يانور.. هز راسه : جاسر مبيسبش حاجة عاوزها.. وانا بقي عاوزك 

قال كلماته بنبره اخافتها لتسرع تتراجع للخلف حينما لاحظت اقترابه ... ولكن يده أطبقت علي معصمها بقوة يسحبها تجاه سيارته.... لتصرخ به بخوف : اوعي سبب ايدي... 

استمر يسحبها لتتسارع دقات قلبها بعنف تتذكر اقتراب سيف منها وتلك اللحظات المرعبه لتقفز الدموع لعيونها... 

حاولت تخليص يدها منه بقوة ولكنه لم يتركها...... سبيني ياحيوان انا بكرهك ومفيش حاجة هتغصبني تاني اني اتجوزك ولو علي الشركة تفلس ميهمنيش

قبض علي يدها بقوة للحظة ظنت انه سينفجر بها ويعاقبها علي كلماتها ولكنها تفاجأت به أفلت يدها حينما ترجل ذلك الرجل ذو القامه المديدة بتلك اللحظة من سيارته الفارهه يزمجر بجاسر : ابعد عنها 

نظرت لسيف الذي كان يسحبها ويضعها خلف ظهره وقد كشر عن انيابه بجاسر الذي اختل تفكيرة لرؤيته لسيف البحيري امامه... ولكنه سرعان مااستعاد تركيزة قائلا ; انت اية اللي دخلك 

قال سيف بقوة : انت اللي ازاي تتجريء وتمد ايدك علي خطيبتي 

فغر فاه جاسر لحظة ثم قطب جبينه بقوة : نور خطيبتي 

قال سيف وهو يخرج ذلك الخاتم من جيب سترته :كان زمان 

قال كلمته وضع هذا الخاتم بيد جاسر باحتقار وقبض علي يده بقوة وهو يقول بنبرة محذره : إياك تفكر تجي جنبها تاني.... نور هتبقي مرات سيف البحيري واظنك عارف مين هو سيف البحيري واللي بيفكر يجي جنب حاجة تخصة بيعمل فيه اية 

قال كلماته وترك جاسر يستوعب الصدمه وسحب نور الي السيارة.... 

افاقت من استيعاب كلماته وموقفه مع جاسر بعد عدة دقائق لتلتفت تجاه سيف الذي لاتنكر انه انقذها وابعد جاسر عنها للأبد لتقول : متشكرة علي اللي انت عملته 

هز راسه دون النظر اليها بل ظل مركز علي الطريق لتقول بهدوء : انا ممكن انزل هنا.. 

صمت صوت الفرامل اذانها وهو يكبحها بقوة ناظرا اليها : تنزلي .؟!! 

هزت كتفها : ايوة ... 

التفت اليها هادرا بغضب : اية عاوزة ترجعي عنده تاني 

غص حلقها من كلماته لتقول بغضب : وانت مالك؟ 

بلغ الغضب منه مبلغه ليمسك ذراعها بقوة قائلا : مالي ياهانم... اني هبقي جوزك 

ولا مسمتعيش اللي قلته للبيه من شوية 

حاولت تخليص ذراعها من يده قائلة : قلت كدة عشان يبعد عني وخلاص.. 

هتف بحدة : لا قلت كدة عشان ده اللي هيحصل... 

كانت علي وشك التحدث ليخرسها بتجاهله لها وهو يدير السيارة بيد وباليد الاخري يتحدث بهاتفه بلهجة لاتقبل النقاش : كمال هات راشد وماذون معاك وحصلني علي مستشفي.... حالا 

اعترضت : قلتلك مش هتجوزك .... قاطعها وهو يضرب المقود بيده قائلا بحدة : هتتجوزيه؟، 

هزت راسها بشدة : لا طبعا انا ماصدقت خصلت منه ومش هسمح لحد يغصبني تاني علي حاجة 

ضيق عيناه متسائلا ; كنتي هتتجوزيه غصب عنك 

خفضت عيناها ليهز راسه قائلا : يبقي اتغصبي علي جوازك بيا انا احسن ماتتغصبي علي جوازك من جاسر علام... 

انهي حديثه واردف : محدش هيخلصك ولايحميكي منه غيري 

بدأ حديثه يثمر حينما اضاف : هرجعلك شركة ابوكي.. 

تطلعت الي عيناه لأول مرة تري بهم شئ اخر سوي الخوف منه فهو الان يمنح لها الأمان.. بعد مافعله هل تثق به...! ؟

... 

... 

.... 

منحها بعض الوقت لتدخل وحدها لغرفة والدها تفاتحه بالأمر كما طلبت منه... 

ليقف بجوار كمال الذي لم يخفي سعادته ليغمز لسيف هاتفا بخفوت : كان لازم اضغط عليك واقولك هتجوزها 

قال محذرا : بس ياكمال.. 

اخفي ابتسامته : حاضر ياسيدي... المهم قولي اقنعتها ازاي.. 

...... اخبره بماحدث ليقول كمال اخيرا : يعني البنت طلعت مظلومة.. 

قال بغيظ : اموت واعرف انت بتدافع عنها لية 

وكزة بكتفه : مش مرات اخويا وصاحبي.. 

كان علي وشك التحدث حينما أشارت لهم الممرضة بالدخول للغرفة حيث جلست نور علي احد المقاعد بجوار والدها تمسك بيده ووجهه المتعب يبتسم لها بارتياح فهو عكس ماتوقعت لم يرفض زواجها بسيف فبصرف النظر عن سمعه سيف البحيري التي يعرفها إلا أنه احب ابتعادها عن جاسر وبقاءها تحت جناح رجل قوي كسيف يحميها ويحمي أخيها حينما يتركهم... 

!! 

ابتسم فهمي بوهن ليقترب منه سيف يصافحه بتهذيب : اتشرفت بسيادتك يافهمي بيه 

قال بود : انا اللي اتشرفت بيك ياسيف يابني.. 

ضافحه كمال : انا كمال صديق سيف وزي اخوه 

اومأ له : اهلا يابني.. 

تحدث سيف : طبعا انا اسف اني طلبت طلب زي ده هنا بس مضطر اسافر قريب ومش عاوز اسيب نور فبعد اذن سيادتك فكرت اننا نتجوز دلوقتي لو مفيش عندك مانع ومش هنختلف علي حاجة... اعتبر طلبات سيادتك اتنفذت 

تطلعت اليه وهو يتحدث مع والدها بتلك النبرة المهذبه لتتساءل أين قسوته وجبروته... 

ابتسم فهمي بخفوت : معنديش اي مانع.. انا كل اللي يهمني اني اطمن علي نور... ومفتكرش هلاقي احسن منك يحافظ عليها 

التقت عيناها بعيناه التي زاغت بتلك اللحظة حينما لامته عيناها.. يحافظ عليها وهو من دمر حياتها..؟!

تحدث كمال الماذون الذي دلف مع راشد : يلا يااستاذ اتفضل 

اعطي كمال وراشد بطاقاتهم الماذون كشهود ليقول فهمي بغصه حلق : كان نفسي حازم يشهد علي جوازك 

اغمض كمال عيناه بتلك اللحظة فيما هربت الدماء من عروقها حينما تصلبت عضلات سيف وهو يقول :هو فين صحيح؟ لو تحب نستناه

قالت بسرعه : لا يابابا مانت عارف حازم مسافر مع صحابه ومش هيرجع قبل آخر الاجازة 

احرقتها نظرات سيف المتوعده فيما تدخل كمال لانهاء الموقف وهو يقول : وانا مش زي اخوها ولااية يافهمي بيه

: لا طبعا يابني انت الخير والبركة 

انتهي كتب الكتاب وسط نظرات نور المتوترة تجاه سيف الذي مازال يتوعد لاخليها تفكر بحل لابعاده عنه... فيما تلحقهم نظرات ناهد الكارهه تفكر بأن تلك الفتاه أفلتت من تحت يدها ومن المصير الذي طالما رتبته لها...! لاينتهي مصيرها بزواجها من سيف البحيري ذلك الرجل الوسيم ذوتلك الطله الرجولية ولاتنسي تلك الأموال الطائلة... غامت عيناها بالحقد حينما تم عقد القران ليبتسم فهمي مهنئا ويحتضن كمال سيف بحب وكذلك راشد : مبروك ياباشا.. 

انصرف كمال وراشد وكذلك ناهد التي لم تستطع البقاء اكثر والتظاهر بالسعاده.. ليقول سيف : نور هتفضل مع حضرتك لغاية ماصحتك تتحسن ... قاطعه فهمي قائلا : خد مراتك معاك يابني.. 

قالت نور باعتراض : بس يابابا... 

: من غير بس يانور... انا كويس وهبقي مطمن اكتر عليكي مع سيف 

نظرت له ليوميء لفهمي قائلا : زي ماتحب.. 

حاولت الاعتراض ليمسك يدها برفق قائلا : هنيجي بكرة نطمن عليه... 

سحبت يدها سريعا من يده فور خروجهم من الغرفة ليخفي سيف امتعاضه ويتظاهر بعدم الاكتراث حينما واجهته عين كمال الذي وقف معه يحدثة بعد ان صعدت نور لسيارته 

... :انا هروح المستشفي اطمن علي عدي قبل مااروح

قال سيف : انا كمان كنت هعدي عليه 

قال كمال باستنكار : انت النهاردة عريس يعني تاخد مراتك وتروح... متقلقش عليه 

قال بسخرية : عريس.! 

: طبعا.. وربنا كرمك بعروسة زي القمر وريني هتمسك نفسك قدامها ازاي... 

قال محذرا :كمال..!! 

قاطعه : بلا كمال بلا زفت... اتمتع بقي يااخي وعيش حياتك لنفسك مرة.... اخوك كويس بطل بقي تعذب نفسك بانتقام مش هينفعك بحاجة.... اسمع كلامي ياسيف وبطل تشوفها انها اخت حازم.... شوفها انها مراتك وبس.. 

اشاح بوجهه قائلا : تصبح علي خير ياكمال

........... 

.... 

...... 

داعب الهواء خصلات شعرها الناعمه فيما انطلق سيف بالسيارة لينظر نحوها يتأمل للحظة جانب وجهها الجميل فيما شردت امامها فهي ماتزال ترتعد من فكرة انتقامه من أخيها ومتناسيه انها ذاهبه لعرينه بمليء ارادتها.... فور توقف السيارة واشارته لها لتنزل أدركت تلك الحقيقة التي باتت تقترب مع كل خطوة تخطوها بجواره للداخل...!! 

التزم بالصمت بينما تركها تصعد للغرفة وظل بمكتبه لبعض الوقت... 

جلست علي تلك الاريكة الوثيرة وقد بدأ عقلها بعرض شريط أحداث الثلاثة ايام الماضية وكانه فيلم امامها... تداخلت الأحداث براسها الذي عجز عن الاتزان اكثر فيما هوت راسها بوهن وسقطت عيناها غارقة في النوم الذي لم تناله منذ وقت طويل..... 

حاول أشغال عقله باي شئ بعيدا عن التفكير بمسار تلك الأحداث ليخلص نفسه من هذا التفكير اخيرا صاعدا لغرفته... 

هدأ من خطواته حينما دخل الغرفة ووقعت عيناه علي تلك الغافيه علي الاريكة ليقترب منها ويتطلع نحوها بضع لحظات وقد استسلمت تماما للنوم فهي لم تفعل منذ عدة ايام... انحني نحوها ووضع يده أسفل ركبتها والأخير خلف راسها يحملها لتتنمل بنومها وهو يتجه بها للفراش ليهمس بجوار اذنها وهو يضعها برفق علي السرير : شششش نامي ... فتحت عيناها للحظة تتطلع اليه قبل ان يغلبها سلطان النوم مجددا فيما همس مجددا : نامي ومتخافيش

... 

بعد قليل عاد للغرفة بعد ان استحم وارتدي ملابسه ليقف لحظة يفكر بشئ بعدها ياخذ قراره ويتجه للفراش ليستلقي بجوارها مستسلم هو الاخر للنوم....!! فالاريكة ليست بخيار متاح له ودفء السرير الذي سيشاركها به يناديه

... 

.... 

.... 

استيقظ صباحا ورائحة الياسمين المنبعثه من شعرها تملاء أنفه ليقترب منها يستنشق عبيرها وتفلت شفتاه تجاه وجنتها يلثمها ببطء... 

انتبه لنفسه وقد تأملها طويلا فيما اغمضت عيونها واسترخت ملامح وجهها الغارق بالنوم لاتمانع يده التي تتلمس وجنتها باستطلاع فهي جميلة حد الثماله بخصلات شعرها الناعمه التي تناثرت علي الوسادة وملامح وجهها المنحوت باهدابها الكثيفة لوجنتها الوردية واخيرا تلك الشفاه التي تدعوه لتذوقها وهي بذلك الاستسلام.... 

سحب مغس طويل وزفره ببطء منسحب من جوارها فهو ان ظل جوارها لحظة اخري لن يتردد بالدخول لتلك الجنه التي تدعوه اليها بمجرد وجودها امامه وهو لا يريد أن يدخل تلك الأبواب التي ربما لاتكون الا ابواب للجحيم وليس للجنه..!! 

... 


... 


.. 


نامت طويلا وكان عقلها قرر الهروب من كل شئ والاستسلام لهذا النوم الطويل....!! 

كان الوقت قد تجاوز العصر حينما بدأت تتنمل بنومها لتدير عيناها الناعسة بارجاء تلك الغرفة الضخمة ذات الأثاث الراقي لتلتفت حولها فتجد نفسها ممكدة علي هذا السرير الواسع تتساءل هل كانت تلك همساته ليلة امس.. 

التفتت بجوارها تتساءل هل نام بجوارها... لم تستبعد هذا الاحتمال خاصة وهي تشتم رائحته علي الوسادة بجوارها...! 

نظرت في الساعة الكريستاليه الموضوعه علي الكمود بجوارها لتجدها قد تجاوزت الخامسة عصرا ... انها نامت كل هذا الوقت.. كما انها بملابسها منذ امس.. 

غادرت الفراش واتجهت للاستحمام لتفيق من آثار نعاسها 

خرجت بعد قليل لتجد عاليه تدخل الغرفة قائلة بابتسامة هادئة : صباح الخير ياهانم 

وضعت صينيه الافطار ; سيف بيه مأكد عليا حضرتك تفطري 

سمعت اسمه لتقول بتساؤل : هو.. فين؟ 

: البيه خرج من بدري... انا ظبطت لسيادتك الهدوم في الدولاب تامري بحاجة تانية 

هزت راسها وهي تتطلع لتلك الملابس التي امتلاءت بهم الخزانه وقد احضرهم لها... ...

....

في الصباح 

انتهي كمال من وضع امضاؤه علي بعض الأوراق ليعطيها لمها مديرة مكتبه : ابقي خلي الملف عندك لغاية ماسيف بيه يبقي يجي يمضيه 

: سيف بيه موجود في مكتبه 

نظر لها بدهشة وهو ينظر بساعته : موجود.؟ 

: ايوة يافندم وصل من شوية 

ردد لنفسه وهو يتجه اليه : المجنون ... نزل ازاي؟ 

لم تفهم مها شئ لتعود لمكتبها فيما دخل كمال اليه ليجده غارق في تلك الملفات امامه.. انت اية اللي جابك؟ 

قال سيف : نعم!! 

: نعم الله عليك ياحبيبي... انت اية اللي نزلك وخلاك تسيب عروستك 

ضحك سيف عاليا بصخب ليغتاظ كمال : اية اللي بيضحك

حاول التوقف عن الضحك وهو يقول : انت عارف ياكمال انا لو امي لسة عايشة مكانتش هتعمل معايا اللي بتعمله ده

هز كتفه قائلا : اعمل اية قدري ان ربنا ابتلاني بيك..... المهم متاخدنيش في الكلام وطمني..

تظاهر بالغباء : اطمنك علي اية؟

غمز له كمال : طمني عليك... اية رفعت راسي

: بس يلا

زم كمال شفتاه قائلا لاستفزازة : شكلك كسفتني.....

القاه سيف بأحد الأقلام قائلا : فشر... ده انا سيف البحيري.... 

ضحك كمال قائلا : طيب اية ياسيف باشا 

مرر يده على ذقنه قائلا بخفوت : ابدا... يعني هصبر شوية تاخد عليا

ضحك كمال عاليا بقوة : ال وانا اللي قاعد احسدك من امبارح واقول زمانك غرقان في العسل .. 

....... 

..... 

مر الاسبوع التالي بهدوء يتنافي مع أحداث تلك الأيام الاولي للقاءهم فقد كان قليلا ما يلتقي بها حيث يستيقظ باكرا ويعود متأخرا ولكنه يوفر لها كل ماتحتاج من سبل راحتها وأولها اطمئنانها علي ابيها..... فقد تركها كل يوم تذهب له بعد ان حرص علي وجود السائق والحراسة التي عينها لأجلها برفقتها ... احيانا يتناول العشاء برفقتها ان عاد باكرا ليمر بصمت مكتفي بسؤالها عن والدها وان كانت تحتاج لشئ... وهي لاتجرؤ علي سؤاله عن مصير أخيها ان عاد ليؤرق هذا التفكير مضجعها... 

كانت جالسة برفقة ابيها وسط نظرات ناهد الحاجة حينما تفاجأت بسيف يدخل للغرفة... اطمئن علي ابيها وجلس برفقته قليلا ليقول بعدها : انا كنت قريب من هنا فقلت اعدي عليكي نروح سوا 

ابتسمت له لتخبر والدها بأن كل شئ علي مايرام لتقبل جبينه قائلة : تصبح علي خير يابابا.. 

... ركبت بجواره السيارة لتقول بامتنان: متشكرة انك بتهتم ببابا.. 

نظر اليها لحظة فقد توقع انها تشعر باهتمامه لها هي ليقول بهدوء : انا جيت عشانك.. 

ضربت الحمرة وجنتيها ليكمل وهو يدير السيارة... انا. كنت بطمن علي عدي ولقيت نفسي جنب المستشفي فقلت نروح سوا

تجرأت لتسأله وهي تفرك يدها بتوتر :وهو عامل اية؟ 

ارتسم الارتياح علي ملامحه التي تراها لأول مرة بهذا القرب : الحمد لله... بقي كويس والنهاردة دخل المصحة والدكتور طمني قالي هيخرج متعافي في أسرع وقت 

ابتسمت بسعادة حقيقية لتقول له: الحمد لله 

نظر لها لحظة ثم عاد ليركز علي الطريق فيما مازال يتابع ابتسامتها التي اظهرت تلك الغمزات بوجنتها الممتلئة لتزيد من جمالها.... 

.... 

.. 


بعد انتهاء العشاء صعدت لغرفتها ككل يوم لتأخذ حمام ساخن وتخرج تجاه الفراش بعد ان ارتدت بيجامتها الحريريه بلون السماء... 

ارتبكت حينما وجدته جالس يسند ظهره للفراش ويعبث بهاتفه.... 

سارت بخطي مرتبكة لتأخذ جنبها من الفراش 

تحاول إخفاء ارتباكها الذي لم تجد له مبرر فهو يشاركه الفراش كل يوم فلماذا تشعر بهذا الارتباك الليلة لتفسرها بأنه كل يوم يأتي بعد نومها فلا تقابله كما اليوم.... 

شعرت به يضع هاتفه ويده تمتد لتطفيء الانوار لتحاول التنفس بارتياح مستعدة للنوم لحظة قبل ان تنحبس أنفاسها وهي تشعر بتلك الحرارة المنبعثه من جسده الذي اقترب من ظهرها فيما مرر يده برفق علي جانب ذراعها يديرها نحوه.... 

استحالت وجنتيها للخجل ليمد يده يبعد خصلات شعرها عن وجهها سامحا لانامله بتلمس وجنتيها بهدوء مثير فيما اقترب من شفتيها هامسا امامها : انتي جميلة اوي يانور

انهي كلماته وهو يتنفس أنفاسها التي تبعثرت بقوة وهي تشعر بشفتاه تتذوق شفتيها بهذا الشغف والرفق لتحاول استجماع شتاتها وتضع يدها علي صدره القوي تبعده عنها ليثبت يداها علي صدره يمنعها من ابعاده ويعود مجددا لتلك الشفاه التي اثملته برحيقها... 

ابتعد عن شفتيها حينما شعر بحاجتها للهواء فيما استمر بتوزيع قبلاته علي وجهها نازلا لعنقها لتتسارع دقات قلبها وقد ثقلت أنفاسه وهو يعتليها و ينظر اليها بعيون شغوفة راغبه لتحاول التحدث : سيف... 

اثاره نطقها لاسمه لتدنو شفتيه من عنقها تلتهمه بشغف حينما نطقت اسمه لأول مرة... فيما همس من بين قبلاته : ممم. 

: مش هتاذي حازم.. 

شعرت بتوتر جسده الجاثو فوقها لحظة ولكن عيناها التي نظرت له بهذا الرجاء جعلته لايبتعد وتجاهل كلامها خاصة وقد عرفت يده طريق لجسدها وهو يفك ازرار بيجامتها الواحد يلو الاخر لتحاول التحدث مجددا فيبتلع كلماتها بين شفتيه يجبرها علي الصمت بطريقته..! 

بعد وقت طويل ارتمي فوقها بانفاس منتشيه لاهثه لتقطب جبينها بقوة تحاول استيعاب ماحدث للتو.... 

شعر بتخبطها وتبعثر أفكارها لترتسم ابتسامه نشوه علي جانب شفتيه فيما انحني نحوها يطبع قبله طويلة علي جبينها تخبرها بمقدار الرضي والسعاده التي يشعر بها هامسا : انا مكنتش قربتلك يومها.. 

اتسعت عيناها فهو قد حل لها لغز ماحدث بينهما للتو والذي لم يفاجئة بل توقعه وهو ياخذها بهذا الرفق والحنان مراعيا انها بين ذراعيه لأول مرة وليس كما كانت تظن...! 

لم تستطع منع تلك الابتسامه الخجوله التي ارتسمت علي شفتيها وهو يقبل جانب شفتيها قائلا : مبروك.. 

ربت علي ذراعها وتركها ليتجه للحمام متعمدا ان يترك لها مساحتها لتستوعب ماحدث والأهم من هذا انه يريد أن تكون له برغبته ورضاها وليس لانه أصبح زوجها بسبب تلك الظروف ....! 


..... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !