سيف منتقم الفصل السادس

1




الفصل السابق

 أوقف كمال سيارته ليترجل منها داخلا ذلك المبني الفخم باتجاه عيادة الدكتور عبد العظيم البنا.... خطي تجاه مكتب الاستقبال لتقابله تلك الفتاة بابتسامة فيما قال : في حجز باسم كمال بدران. 

نظرت في شاشة الحاسوب امامها لتقول ; مظبوط يافندم.. 
أشارت له تجاه ذلك الباب الأبيض الكبير قائلة : اتفضل حضرتك 
طرق الباب بعدها فتحة ودخل بهدوء.... ادار عيناه بالمكان لتتوقف علي داليا وقد جلست خلف مكتبها لتقطب جبينها باندهاش لرؤيته.. 
استاذ كمال 
ابتسم لها ومد يده مصافحا لتدعوه للجلوس فيما نظرت بهذا الملف الموضوع امامها باسمه لتقول : انت تعبان
اومأ لها بابتسامه فقد عرف بمكان عيادتها التي تحل محل والدها بها أثناء سفره او انشغاله ليحجز موعد لدي الدكتور داليا البنا لعله يجد علاج لحالته 
لاتنكر انها شعرت بالقلق الذي بدأ جليا علي وجهها لاتعرف لماذا وهي تتمني الايصيبه مكروه... 
بدأت بسؤاله عن حالته وهي تضع السماعه الطبيه تجاه قلبه : حاسس بأية يااستاذ كمال 
أشار لقلبه قائلا : حاسس ان قلبي تعبان اوي
بدأت بسماع ضربات قلبه لتقطب جبينها فيما عادت لتساله مجددا : وأية تاني ؟
: ساعات بحس ان قلبي بيدق جامد اوي وهيقف 
: امتي بتحس بكدة ؟
قال بلاتردد وهو ينظر بعيناها : لما بشوفك!! 
تجمدت مكانها وسقطت السماعه من يدها وقد استحال وجهها للقرمزي من شدة الخجل ليكمل : انا من يوم ماشفتك وقلبي راح مني.... ولعلمك بقي انا حالتي ميئوس منها وملهاش علاج غير عندك انتي 
قالت بتعلثم تحاول السيطرة علي ارتباكها : انااا
اومأ لها قائلا : تتجوزيني..!! 
.... بقلم رونا فؤاد 
... تعالت ضحكة سيف الصاخبه وهو يردد بعدم تصديق : يامجنون..! 
هز كتفه : اعمل اية يااخي من ساعة ماشفتها وصورتها مش بتفارقني 
: تقوم تعمل نفسك عيان وكدة خبط لزق تقولها تتجوزيني 
: واضيع وقت لية..؟ 
:ها وقالتلك اية 
وضع رجل فوق الاخري قائلا بغرور : وافقت طبعا وانت عندك شك... 
واخدتلي ميعاد من ابوها اعمل حسابك بكرة هتيجي معايا 
قام سيف من مكتبه ليحتضنه قائلا بسعادة :مبروك ياكمال... الف مبروك 
: الله يبارك فيك ياحبيبي.. 
غمز له قائلا : اهو عشان اعيش يومين عسل زيك.. 
... 

...... 
تعالي رنين هاتف حسن الجالس في تلك الجلسة المملؤة بالدخان 
ليجيب ; .. جاسر باشا عاش مين سمع صوتك 
قال جاسر بلهجة إمرة :اسمع ياحسن عاوزك توصل جرعه للواد عدي بأي طريقة 
ابتلع لعابه بتوتر: بس ياباشا... 
قاطعه بغضب : بس اية يالا
: لا مؤاخذة ياباشا السكة دي خطر اوي... .... مفتكرش اخوه هيسيبني لو عرف اني انا اللي وراها 
هتف بغضب : وهو هيعرف منين... مش كل اللي عارفة ان الواد حازم هو اللي جره في السكة دي 
: وافرض بقي عدي نطق وقال إن حازم مالوش دعوة وانه هو اللي جر حازم معاه
صاح بعصبيه : جري اية ياروح امك وهو عدي غبي عشان يسلمك وبعدها ميعرفش يتصرف من غيرك في مزاجه... وبعدين ماهو لو كان عاوز يقر عليك ماكان عملها من زمان 
ابتلع لعابه قائلا : وجهه نظر برضه ياباشا 
.... عموما سيبني كدة كام يوم اشمشم واعرف هدخله الحاجة ازاي.... 
بس الحوار ده بيحتاج مصاريف 
قال بعدم اكتراث : ابقي عدي عليا خد اللي انت عاوزه... 
......... 
....بقلم رونا فؤاد 

مر اسبوعين علي علاقتهما كزوجان لاتنكر انها بدأت تشعر بمشاعر تجاهه منذ ان تزوجها وتزداد مشاعرها نحوه يوم بعد يوم وهي تقترب منه ولكنها تشعر انه بعيد فهما ليسا كزوجين حقيقين بالرغم من اكتمال زواجهم فهما لايتشاركان شيئا سوي الفراش ذلك الذي يشهد سيف اخر غير ذلك الذي يتحول اليه في الصباح.... انه شخص عجزت عن فهمه بالرغم من محاولتها لازاله ذلك الشئ بينهما فهي لاتريد ان يقتصر زواجهما علي علاقه جسدية الي زوال.... لاتعرف من أين تبدأ لتقرب منه ولاشئ يجمعها حتي تناول الطعام الذي نادرا مايتواجد سيف بالمنزل لمشاركتها اياه..! حديثهم ليس اكثر من بضع كلمات سواء سؤال أو إجابة سؤال... فهو يقضي يومه في عمله الذي لاينتهي وهي تقضي نهارها برفقة والدها الذي بدأت صحته بالتحسن ... ولايتشاركان شيئا ولايجمعهما حياة مشتركة كأي زوجان... 
ولكنها تشعر بشئ نحوه فضربات قلبها الشديدة عندما يقترب منها ليست طبيعيه ..و السعادة والأمان الذي تشعر بهما وهي بين ذراعيه حقيقيه 
.. .. لقد منعت نفسها من الانزلاق باي مشاعر حب في مراهقتها... تحتفظ بقلبها لفارس أحلامها الذي كانت تتمني ان اشاركه حياته....... وهاهي تتعلق بأول رجل يمر في حياتها..... لقد وقع قلبها الغر بحب زوجها النائم بجوارها ولكنها لاتعرف شيئا عنه... لاتستطيع الحكم عليه هل هذا ذلك المتسلط عديم القلب ام ذلك الرجل النبيل المهذب ام رجل الأعمال المخضرم ام ذلك الطفل المتعلق باخيه حد الجنون ام ذلك العاشق الذي يهمس لها بكلمات الغزل كل ليلة ام ذلك المنتقم الذي لاتعرف في ماذا يفكر...! احبطها تفكيرها وشعرت بأنها تدور في دوائر بلانهاية....!! تصل بها لنتيجة واحدة وهي انها بالتاكيد بدأت تحبه....! 
تظاهرت بالنوم حينما شعرت بسيف يتنمل بنومه فهاهو استيقظ باكرا كعادته وسيغادر لعمله وسيعود بعد منتصف الليل لاخذها بين احضانه ككل ليلة ..!! 
طال تظاهرها بالنوم فهو لم يقوم من جوارها بل شعرت به يحيطها بذراعه اكثر يقرب ظهرها الي صدره القوي ليدفن راسه بعنقها هامسا :نور.... لم تجيب ليعود هامسا مجددا :انا عارف انك منمتيش من امبارح... مالك ؟ 
فتحت عيناها لاتصدق ماسمعته.. هل يسأل عن حالها وهل يهتم اصلا... 
استدارت نحوه ببطء لتنظر اليه خائفة ان يكون قلبها المشتاق للاهتمام منه مايخيل لها...:في حاجة مضيقاكي؟ 
هزت راسها واعتدلت جالسة تبحث عن كلمات لتندفع الكلمات من فمها بلاتفكير : بتحبني ؟
قال باندهاش : اية.. ؟! 
هزت كتفها : يعني علي الاقل حاسس بحاجة ناحيتي... انا اية بالنسبالك.. ؟
داعب وجنتيها الناعمه قائلا : انتي مراتي 
: بس؟! 
قطب جبينه بتساؤل وهل هناك شئ اخر... لتقول بتعلثم : المفروض يبقي في بينا حاجة علي الاقل مشاعر... 
قاطعها بنبرة ثابته : نور انا مش عارف انتي عاوزة توصلي لأية بكلامك بس انا اكيد مش بكرهك... 
هتفت : ومش بتحبني 
: انا مش بعترف بوجود حاجة اسمها حب اصلا.. 
احبطها رده القاسي لتقول بخزلان : امال اللي بينا ده اية.. 
: اللي بينا ده جواز.. 
: بس الجواز حياة اتنين بيتشاركوها مع بعض إنما احنا مش بنتشارك حاجة غير السرير
قال ببساطة قاسيه :يعني في حاجة بنتشاركها اهو 
شعرت ببرودة في قلبها من كلماته الغير مكترثة ليبدو الانزعاج جليا علي وجهها... 
اخذ نفس عميق ثم تناول يدها بين يديه قائلا :ياستي انا معنديش مانع تشاركيني اي حاجة في حياتك انتي عاوزاها لو ده هيريحك 
: وانت؟! 
: انا اية ؟
: مش عاوزني اشاركك حاجة في حياتك... 
باغته سؤالها وحاول إيجاد رد يريحها به لتقول باحباط : خلاص.. مش مهم 
خفضت ملامح وجهها الذي اجتاحة الحزن فهي مجرد شئ بحياته رغبه يحققها ليس اكثر فيما هي من تسرعت وتعلقت به 
رفع ذقنها ليجعلها تنظر اليه قائلا بهدوء :انتي معذبه نفسك لية باسئلة اجابتها مش مهمه.
: مش مهمه 
هز كتفه : ايوة مش مهمه.... افتكر ان اي ست مش بتتمني حاجة غير أن جوزها يكون بيحب يبقي معاها.... و انا بحب ابقي معاكي وعاوزك طول الوقت افتكر ان ده كفاية اوي علي الاقل دلوقتي 
ابعدت يداه عن وجهها وغادرت الفراش دون قول شئ فهو قد أوضح كل شئ انها ليست اكثر من شئ يريده.!! 
.... 
...... 
....... 

اخذت تذرع المكتب ذهابا وايابا وهي تصيح بجاسر بعصبيه : يعني اية ؟.! انت هتسكت 
نفخ دخان سيكارته ببرود : عاوزاني اعملك اية؟ 
هتفت بحقد : عاوزك تدمرلي البنت دي زي ما وعدتني
قال بتهكم : واكسب عداوة سيف البحيري...! 
انسي... 
: وانت لما خليت أخوة يدمن مكنتش بتكسب عداوته بعد ماخسرك شركتك 
فرك ذقنه بعصبيه : عملتها وانا بعيد.. اخوه شاب واتلم علي شلة بايظة في الف واحد يتهمه واحنا لبسناها للواد حازم عشان نخلص منه هو كمان .... إنما لو مراته حصل لها أي حاجة معندوش غيره يتهمه
قالت : يعني هتسيبها 
قال بلامبالاه : وهي مضيقاكي في أية؟ 
قالت بغل : بكرهها... طول عمري بكرهها من اول ماكنت بتجي الشركة لابوها والكل بينبهر بيها و بيحاول يرضيها.. لية انا اتجوز الراجل اللي اد ابويا وهي تتمتع بحياتها مع واحد زي سيف.... حتي انت من وقت ماشفتها وانت هتموت عليها 
ضحك ببذاءة : واعمل اية يانونو مالبنت جامدة وتستاهل... وبعدين انتي اللي حريتي ورا فهمي عشان يتجوزك وتعيشي في الهنا ده.. متعمليش نفسك ضحية 
زفرت بضيق : يعني هتسيب سيف يتمتع ليها لوحده
: علي الاقل دلوقتي يانونو... 
..... 
........ 
فتح ذلك الرجل الضخم باب تلك الغرفة الواسعه لينظر نحو ذلك الراقد علي الفراش وقد تصبب العرق من كل جسده ليشير لتلك المرأه التي تحمل صينيه الطعام : حطيه هنا واطلعي ياصباح
امتثلت لطلبة وخرجت سريعا ليقول بصوت اجش : حازم... قوم ياولدي كلك لقمه
حاول حازم الاعتدال بجسده الهزيل ليساعده خاله همام الذي قال وهو يتطلع لوجهه الشاحب : حمد الله على سلامتك ياولدي... الدكتور قالي ان السم ده خلاص راح من دمك اهم حاجة تساعد نفسك ترجع زي ماكنت زينه الشباب
اغروقت عينا حازم بالدموع قائلا : تفتكر ياخالي هعرف ارجع
قال همام بقوة : امال اية... انت راجل والراجل بيقدر علي اي حاجة
خانته دمعته لتنزل علي وجنته قائلا : انا مش عاوز ارجع للزفت ده تاني ياخالي مش عاوز اتذل تاني ولااتبهدل
ربت همام علي كتفه قائلا : مش هترجع ياولدي
.. طول مانت قوي مش هترجع.... وبعدين انت قدرت تبطل بارادتك يبقي هتقدر تكمل في الطريق الصح.. 
ارتمي حازم بين ذراعي خاله القوية قائلا بامتنان: انا مش عارف من غيرك كنت هعمل اية ياخالي ربنا يخليك ليا... 
ربت علي كتفه قائلا : ويبارك فيك ياابن الغالية.... ده انا اللي روحي اتردت ليا لما لقيتك واقف ادامي... 
عادت الدموع لعيون حازم الذي تذكر تلك الليلة حينما شعر بحاجته للأمان فاهتداه تفكير لخاله همام الحديدي الذي يعيش بقنا فهو يكن له ولاخته مكانه غاليه علي قلبه بالرغم من انهم لا يلقوه الا كل وقت طويل وقد انقطعت علاقتهم منذ بضع سنوات لانشغال الكل بحياته ولكن بتلك الليلة لم يجد امامه سوي خاله الذي لم يتردد لحظة بمساعدته حينما انهار امامه وأخبره بأنه مدمن للمخدرات ويريد ان يتعافي ليساعده خاله بالطريقة الصعبه ليظل حازم حبيس تلك الغرفة لأربع اسابيع تذوق بهم الوان العذاب حتي انتهت اعراض الانسحاب من جسده وبدأ بطريقه للتعافي...! 
...... 
....... 
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !