مشهد طويل من اول فصل ..... ايه رايكم في شخصيه عمر من خلال المشهد والاقتباسات
الروايه هتنزل قريب إن شاء الله ...مستنيه رايكم في الشخصيه واللي فهمتوه من بين السطور
كعادتها كانت شهد الخادمه اول من تنقل الاخبار الي ابيه وأمه وهاهو صوتها يرن في اذن عمر ما أن رأته يعود للمنزل بتلك الحاله ...... : عاصم بيه.. الحق ياعاصم بيه..... الحق ياعاصم بيه
عقد حاجبيه مزمجرا : في ايه..؟
قالت الخادمه : عمر بيه جاي سايح في دمه
انتفض عاصم من وقفته وأسرع للخارج ليهتف بصوت جهوري وهو يقتحم غرفه ابنه : اتخانقت تااااااني....!
( تااااني بالتأكيد يقصد بها عاصم أنها الثانيه بعد المليون ربما فلا أحد أصبح يعد مشاكله ...هكذا كان عمر يحدث نفسه بسخريه ولا مبالاه بينما يهمس لنفسه ببرود عدد الخطوات التي ستسبق دخول أبيه الي غرفته بعاصفه توبيخ ...خطوة اثنان ....عشرة وبالفعل كان الباب ينفتح ويدخل منه عاصم بعيون تطلق الشرر ليقف أمامه عمر بوجه بارد كعادته بينما مايحدث ليس أكثر من سيناريو يتكرر كل بضعه أيام )
وعلي الجانب الآخر كانت زينه تحدث نفسها بجزع فهاهو ابنها الأصغر عمر لابد وانه تورط بمشاجرة اخري...بل أخري واخري !
أنه يشبه طبع اباه كثيرا مندفع ويداه تسبق عقله وتفكيره .. لايمر يوم بدون مشكله..... لتتهكم ملامحها وهي تري عاصم به يوما بعد يوم ولكن عاصم هو من لايريد هذا لتستغرب ...كيف لايري بوضوح انعكاس طبعه في ابنه .
هتف عاصم باحتدام بينما كان عمر ذلك الشاب فارع الطول ذو العضلات واقف يضمد جروح قبضه يده ; تاني خناقه
قال عمر بهدوء : مفيش حاجة يابابا اطمن
صرخ عاصم بانفعال من أفعال ابنه الذي لا يتحدث قدر ما يستخدم ذراعه : مفيش حاجة اييييه..... كل يوم خناقه
قال عمر بلا مبالاه : محصلش حاجة خناقه عاديه.... عيل كسر عليا وكمان بيبجح هسكت له
يعرف ابنه بطيشه وسابقيه يده لعقله وتفكيره
ليهتف بتهكم : وطبعا روحت القسم
زفر عمر قائلا : لا الناس خلصوه من ايدي
ضيق عاصم عيناه بغضب مزمجرا : واخرتها...؟!
قال عمر بعدم اكتراث : آخره ايه.... ؟!
: عمايلك وطيشك... ايييه هستني يوم لما تموت واحد في ايدك
التقت نظرات عمر بأبيه الذي احتدت نبرته وهو يتابع : انت عارف لو كنت روحت القسم كان ايه اللي هيحصل
نظر عمر لأبيه بنفس النظرات البارده ليزجره عاصم بحنق : هتترفد من كليه الشرطه اللي انت عارف كويس انت دخلتها ليه
اوما عمر ببرود لا يطاق ممازحا : عشان أنا ابن عاصم السيوفي ...معروفه يا باشا متقلقش ...
نظر إلي أبيه وتابع بمغزي : انا عارف امكانياتي كويس وعارف أنه لولاك ولولا اسمك انا كنت هبقي ولا حاجه ....تجرأ ووضع يداه فوق كتف أبيه لتلطيف الاجواء مشاكسا : خلاص بقي يا عاصم باشا المحاضره طولت المره دي وانا والله حافظها ...اطمن بقي كل حاجه تمام وخناقه وعدت
احتقنت نظرات عاصم بالغضب ليكور قبضته بينما بالفعل عجز عن التعامل مع هذا الابن الذي كان وكما يخبر نفسه أنه سيكبر وينضج ولكنه لا يفعل ....
ليبعد يد ابنه عنه بغضب قائلا بحزم : هات مفاتيح عربيتك
نظر له عمر بعدم فهم ليصيح عاصم بغضب : سمعت انا قولت اييييه.... هات المفاتيح
مد عمر يداه الي جيبه ليخرج مفتاح سيارته لتسبقه يد عاصم بغضب ويخرج محفظته ويسحب منها كافه الكروت البنكيه لينظر له عمر باستهجان ; انت بتعمل ايه يابابا ؟
هتف عاصم بسخط : بربيك..... من النهارده خروجك ودخولك معايا من الشركه للبيت وبس لغايه ما ترجع كليتك بعد الإجازة ....و مفيش خروج مع شويه الصيع اللي بتخرج معاهم الا لما تتربي وتعرف انك بقيت راجل مش لسه عيل فرحان بعضلاته
تجمعت نظرات الرفض بعيون عمر ولكنه لم ينطق بشئ فهاهو عاصم السيوفي الذي يخشاه لذا الصمت افضل..... سحب عاصم نفس مطولا وهو يضم قبضته ليهتف مزمجرا بتحذير ; ده اخر تحذير ليك.... فاهم
خرج وصفق الباب خلفه بعنف ليهتف عمر ساخرا من تصرف أبيه : فاكرني عيل وهيحرمني من المصروف ...!
وبالتأكيد لم يكن تصرف أمثل من عاصم بل مجرد هيمنه ليخبر ابنه بحدوده مع أنه يدرك جيدا أن ما فعله لن يؤثر به شيء .
أنه بارد ....نعم ربما هذا هو الوصف الأدق الذي يصفه به عاصم منذ صغره فهو بارد لا مبالي بشيء ...التوبيخ العقاب لا يؤثر به بينما هو بنفسه يقر بأنه اخطأ ولا يهتم للعواقب فمنذ أن كان صغيرا كان عكس أخيه الأكبر الذي كان الجميع يشيد به في أخلاقه وتعذيبه ومستواه الدراسي عكس عمر الذي كان مشاكس ولا يهتم لدراسته ومهما حاولت زينه كان يقف خلف أبيه الذي يقول ( خلاص يا زينه متتعبيش نفسك معاه ...هو قدراته كده ) وكبر وكبرت لامبالاته وقد اعتاد أن يرمم أباه خلفه كل خطأ ....اينعم يكون هذا مع التوبيخ حسنا لا يهم .
لم يؤثر عليه عقاب ولا ثواب بالرغم من أنه قلما كان يكون له ثواب أو مكافاه فهو دوما السيء في جميع الروايات وكم أصبح يتغني بهذا ...!
ربما المؤثر عليه هو والدته زينه التي يحبها كثيرا ولو تراجع عن شيء فيكون من أجل خاطرها
وبالطبع أخيه الأكبر سيف الذي دوما ما يحاول نصحه والحديث معه وبالرغم من اختلاف شخصياتهم إلا أنهم متقاربين بينما يرمم سيف هو الآخر أفعال أخيه الأصغر ولكن ترميمه يكون مختلف فهو الوحيد الذي يتحدث معه ويعرف سبب لما فعل ومعه يحاول التحليل والوصول وبكل الاحوال أيضا عمر لا يهتم أو لنقول أنه يقنع نفسه بهذا أمام سيف ولكن بداخله يحب يثه مع أخيه الذي يعيده الي رشده في كثير من الأحوال .....انتهت محاضره عاصم لابنه الذي لم يهتم لعواقبه ولكنه اهتم أن تصيب تلك العواقب والدته الحبيبه حينما عرف بشجارها مع أبيه لتبدأ كتله الجليد بداخله في التحرك ....
نظر سيف لاخيه الأصغر عمر بينما يقطع البهو ذهابا وايابا : ماتقعد بقي ياعمر رايح جاي قدامي كده ليه
زفر عمر قائلا : خليك في حالك يا سيف وسيبني
نظر له سيف هاتفا بمرح : في ايه ياعم.... كلها يوم ولا اتنين وعاصم بيه هيفكها ويرجعلك العربيه والفلوس
زفر عمر قائلا ; وانت فاكر اني زعلان علي العربيه
; امال.. ؟
هتف عمر بحنق قلما يبديه أمام أحد: انت بارد يااخي و مش واخد بالك
نظر له أخيه باستفهام ليقول عمر ... ماما فين... ؟
هز سيف راسه : معرفش تلاقيها خرجت
هتف عمر بغيظ : لا يابارد.... واضح انها اتخانقت مع بابا
عقد سيف حاجبيه : اتخانقوا..... ؟
: اه ومش بس كدة دي سابت البيت.. سمعته بيكلمها وبيقولها ارجعي
تنهد سيف واعتدل واقفا : طيب اتصل بيها نشوف هي فين..؟
قبل ان يمسك عمر هاتفه كانت سيارة عاصم تدخل الفناء وزينه تترجل منها... اسرع سيف وعمر..: ماما انتي كويسه.. ؟
تظاهرت زينه بابتسامه لأولادها قائلة : تمام انتوا ايه اللي موقفكوا كده..؟
قال سيف بهدوء : ابدا بس قلقنا عليكي
نظر عاصم بطرف عيناه الي زينه التي عذبته بصمتها ليقول عمر : دي شهد قالت إن جوري كانت هنا ياماما
اومأ عاصم قائلا باقتضاب: اه جت سلمت علينا ورجعت بيتها.... يلا اطلعوا انتوا وسيبوا ماما ترتاح
صعدت زينه الي الغرفه ليلحق بها عاصم .....تنهد عمر بارتياح وعاد لجلسته ليتعالي صوته المرح بالاجواء : شهد ...شهد
ركضت تلك الفتاه التي لم تتجاوز الخامسه عشر بابتسامه ؛ نعم
غمز لها عمر بشقاوة : عاملين غدا ايه ؟
قالت الفتاه وهي ترفع أناملها تعد له أصناف الطعام : وماما خلصت كل حاجه ..... تحب اجهزلك
اوما عمر قائلا بشقاوة : احب اوي من ايدك يا جميل
ركضت الفتاه الي المطبخ لتخبر والدتها بتجهيز الطعام ليأتي سيف ويجلس بجوار أخيه يوكزه بكتفه : انت مش هتبطل تعاكسها
ضحك عمر بصخب : اعاكس مين ....دي الواد شهد اللي متربيه قدامنا
اوما سيف قائلا بجديه : ولو برضه ....هي كبرت دلوقتي وفي سن المراهقه يعني ممكن تاخد كلامك وهزارك أنه جد ....احترم نفسك
عاد عمر ليضحك من جديد ويشاكس أخيه : اه منك يا واد يا جد انت ....داعب ياقه قميص أخيه قائلا : المهم بقي اخبار الجد ايه مع تينا
التفت سيف الي أخيه بحماس قائلا : كويس اوي .... انا هكلم بابا عشان اخطبها
اتسعت عيون عمر : تخطب مره واحده ....لا اعقل كده هو مش من اول بنت تعرفها تجري تخطبها ....انت صاحب عشرة عشرين بنت لغايه ما تستقر
عقد سيف حاجبيه : عشرين ....ايه هما ايه اللي عشرين
تنهد عمر بحركه مسرحيه وهو يقول : فاكهه وانت لازم تدوق كل الانواع عشان تختار الصنف اللي يعجبك
لوي سيف شفتيه : لا ياراجل ....كده هيجيلك السكر ومش هتعرف تاكل اي نوع
ضحك عمر بصخب علي تشبيه أخيه الجاد ليوكزه : ياساتر يارب ...انا غلطان يلا أجري اخطبها بس متبقاش ترجع تندم انك معشتش حياتك قبل كلابشات الجواز
قال سيف بجديه : هعيش كل حاجه معاها لاول مره
نظر عمر الي صدق نبره أخيه باستغراب بينما لا يعد تلك الاحاسيس التي عاشها مع الفتاه تلو الأخري ولكن مهلا سيكون ظالما أن قال احاسيس فهو لا يشعر بشيء ...أو ربما يشعر ...حسنا لا يهتم وكعادته تكون تلك اخر كلمه ينهي بها أي نقاش بينه وبين نفسه ( لا يهم ) ...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك