وقفت زينه تفرك يدها بغيظ لتجد عمر ينزل الدرج وبسرعه يتجه للخارج فلم تستطيع الصمت بعد خروجه وبسرعه كانت تنادي شهد مجددا ....كان عمر قد وصل لأول درجات السلم الرخامي خارج المنزل حينما استمع لصوت والدته الغاصب ينادي الفتاه الصغيرة ...شهد !
اغمض عيناه وسحب نفس عميق وهو يبحث عن الامبالاه التي يمرر بها كل شيء حوله لوالدته ستوبخ الفتاه ولن يحدث شيء فلماذا يهتم ...؟!
ليضغط زر فتح سيارته وهو ينزل باقي الدرجات....درجه ...الثانيه ...الثالثه ....دخل الي سيارته وادارها وتحرك بها ....متر .....اثنان... وهاهي بوابه المنزل الضخمه تنفتح علي مصراعيها ....فجاه ضغط المكابح ونزل من سيارته والغضب يتراقص بعيناه بينما لم يستطيع الضغط علي مكابح غضبه .....!
التفتت زينه بمفاجاه لعمر الذي دخل بتلك الهيئه وهذا الصوت الذي كان وكأنه يوبخ والدته : انا مش قولتلك مالكيش دعوة بيها وانا اللي ناديتها اوضتي
تفاجات زينه بهجومه عليها ودفاعه عن شهد التي بحركه عفويه كان يجذبها من أمام والدته ويضعها خلف ظهره ودون مقدمات ينفجر في زينه بصوت جهوري
: مالك ومالها ...... كلميني انا ....انا ...انا وبس سبب كل المصايب ...انا وبس اللي بغلط ...كلكم ملايكه وانا الشيطان .....عمر بس اللي غلطان يبقي كلامك يكون ليا انا ...مالك ومالها
وقفت والده شهد في أحد الأركان تشاهد ما يجري بنظرات مهتزه كما اهتزت ساق شهد التي لم تتخيل ان تكون سبب في مشكله كتلك .....انفجر بلا سبب في زينه التي فسرت انفجاره بالف سبب ...!
غاضب ودخله كتله ناريه متوهجه من الغضب وانفجر دفاعا عن الفتاه وياله من دفاع ....!
وقفت زينه مكانها تتطلع الي ابنها الذي تابع بهجوم : ساكته ليه ...قولي ...قولي زيه اني مش متربي ...قولي اني فاشل ... قولي ياريتني ما خلفتك زي ما قالها قبل كده ....اتكملي يا زينه هانم ساكته ليه ....وتابع وهو ينظر لها بسخريه اخفي بها عتابه الذي حقا لا يعرف إن كانت تستحقه فهو يعتاب أبيه بكلماته وليست هي ولكن للأسف هي الواقع أمامه : اتكلمي ولا خايفه علي مشاعري
اهتزت نظراته لرؤيه نظرات زينه التي حملت حنان جارف وشفقه لرؤيه ابنها بتلك الحاله من الضياع ولكنه رفض التراجع ليجد البرود مجددا طريق الي نظراته بينما يختم كلماته بثقه وغرور زائف كل الزيف : متخافيش انا مش بتجرح ولا اصلا بهتم بكل كلامه عشان أنا كده وعاجب نفسي حتي لو مش عاجبكم ....!
سؤال محير ...مين البطله ....؟!
مش فارق علي فكرة لان لو فاكرين أن اللي هيغير عمر هو بطله نبقي غلطانين ...الإنسان مش بيتغير عشان حد الإنسان بيتغير لما هو من جواره يكون عاوز يتغير ولو عمر هيتغير علي ايد حد هتكون صحت جواه سبب يخليه يتغير .....!
احتدمت نظرات عفاف ليتعالي صوتها بتهديد : انا هرفع عليك قضيه واخد البنات منك ....انا جدتهم وأولي بيهم
نظر لها ايهم بانفعال حاول جهده السيطره عليه مراعاه لسن المراه ليقول من بين أسنانه : انا مش هرد علي تهديدك يا حاجه ....البنات بناتي وانا أولي بيهم من اي حد
نظرت له حماته باستنكار : يعني الانانيه لسه وخداك ومصمم
اوما ايهم ساخرا : لو انتي شايفه تمسكي ببناتي انانيه يبقي انا اناني
نظرت له عفاف بحده : اه اناني يا ايهم عشان البنات محتاجين واحده ست جنبهم
اوما ايهم مجددا بسخرية: حاضر من بكرة اتجوز واجيبلهم مرات اب طالما محتاجين واحده ست بدل ابوهم ....اهتزت نظرات عفاف ليتابع ايهم بتحدي : ووقتها متجيش تقفي قدامي وتقوليلي عملت كده ليه !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك