الفصل السابق
قبل ان يستوعب جاسر ماحدث في الدقائق الفائتة حيث وصل سيف برجاله مقتحمين البوابة الحديدية وفورا بدأو بإطلاق النيران ليسرع سيف للاعلي كالمجنون وهو يستمع لصراخ نور التي ارتعبت علي عدي الذي سقط بين يدي جاسر وهو يضربه بقوة ليجذبه سيف بعنف من فوق أخيه ويسدد له لكمه قوية في وجهه و اتبعها بأخرى واخري ليغرق وجه جاسر بالدماء وتتطاير أسنانه وهو يترنح للخلف ولكن سيف لم يدعه يسقط ليجذبه بقوة ويتابع بحنق تسديد الضربات القاسيه له هادرا بغضب جارف اعماه وهو يمسك يده ويقبض عليها بقوة للخلف حتي سمع صوت تكسر عظامه بين يديه : دي ايدك اللي رفعتها علي مراتي
صرخ جاسر بألم ليركله سيف بقوة بركبته بين ساقيه :ودي عشان فكرت تبص لها
لكمه بقوة مرة أخرى
بنفس الوقت كان كمال يلحق به ليتوجه ناحيه عدي يطمئن عليه
ليسرع راشد وحسان تجاه تلك الغرفة بعد ان سيطروا علي الوضع بالخارج وقيدو جميع رجال جاسر ليقول راشد : سيبيه لينا احنا ياسيف باشا وشوف الهانم
ركله سيف بقسوة مجددا ثم القاه علي الارض قائلا . خدوه من هنا
جره حرس سيف للخارج بينما اسرع كمال وحسان لمساعده عدي علي النهوض لينظر له سيف بفخر فهو انقذ زوجته ... اومأ له عدي وهو يستند لكتف كمال تاركين له الغرفة حيث لم يجروء أحدهم علي الاقتراب للاطمئنان علي نور التي تمزقت ملابسها ليتجه سيف بقلب ملتاع لنور يحل وثاق يديها لترتمي بين ذراعيه وتتعالي شهقاتها الباكية... هشششش اهدي اهدي ياحبيبتي
خلع سترته ليحيط جسدها بها لينحني نحوها يحملها خارجا بها وهو لايتخيل ان هذا الكابوس قد انتهي وأنها عادت لاحضانه
.....
.........
بجسد مرهق من أحداث الايام الماضيه دخل كمال للغرفة لايتمني شئ سوي الارتماء علي الفراش والنوم لتتقابل عيناه بعيون داليا للحظة قبل ان يبعدها وهو يخلع سترته ويلقيها علي الاريكة .... سحبت نفس عميق بضيق فمنذ حديثهم اخر مرة وطلبها الطلاق وهو يتجنبها ولا يتحدث معها فقط يجيب باقتضاب عن اسئلتها لتطمئن علي نور واخيرا علمت منذ قليل بعوده نور من هايدي...
خرج من الحمام بعد ان اخذ دوش ساخن يريح عضلاته المرهقه ليقف امام المرأه يصفف خصلات شعره ...نظرت اليه قائلة وهي تحاول اجتذابه للحديث : نور عاملة اية ؟
قال باقتضاب : هتبقي كويسة
: هروح اطمن عليها بكرة
اومأ لها دون قول شئ لتساله :اخلي هاله تجهز العشا
هز راسه قائلا : لا مش عاوز اكل.. هنام
اتجه للفراش ليلقي بجسده عليه غارقا بالنوم فيما جلست داليا بجواره تتطلع بملامح وجهه تفكر هل أخطأت بما فعلت ان انها فعلت هذا من أجله حتي لايتعذب معها
....
.....
طوال الطريق وسيف يضمها اليه بقوة يريد أن يشعر بها بين ذراعيه ليتاكد بأن عذاب بعدها عنه قد انتهى وأنها عادت اليه بينما نور كانت ماتزال تحت تأثير الصدمه مما مرت به لتكتفي بالتشبث به والبكاء حتي خارت قواها ونامت من الإرهاق...
....
حملها سيف بين ذراعيه وصعد بها لغرفتها يضعها برفق علي الفراش لتتألم ماان لامس جسدها المليء بالكدمات الفراش... مرر سيف يده بحنان علي راسها لتغمض عيناها مجددا تريد أن تنام ولا تتذكر شئ مما مرت به... تطلع نحوها ليجد بأن افضل شئ لها الآن هو النوم ليدثرها جيدا بالغطاء الناعم ويطبع قبله علي جبينها ويتركها متجها للاطمئنان علي عدي الذي رفض الذهاب للمشفي واكتفي بأن يعاينه الطبيب ..
وقف سيف علي أعتاب غرفة عدي وعيناه تلتمع بسعاده وفخر قبل ان يسرع نحوه يحتضه بقوة وهو يربت علي كتفه : لولاك مكنتش عارف كان ممكن يحصل لها اية
ابتسم له عدي بسعادة : يعني اخوك الصغير بقي راجل تعتمد عليه
ضمه سيف اليه قائلا : اخويا طول عمره راجل... بس كان متدلع حبتين
ضحك كمال قائلا : قول حبتين تلاته..
قال عدي : خليك محضر خير ياابوكمال
ضحك جميعهم لايصدقون بالفعل ان تلك المحنه مرت ليقول سيف وهو يتطلع لكدمات وجهه أخيه : مش كنا نروح نطمن عليك في المستشفي احسن
:لا انا كويس اوي والدكتور قالي شوية مسكنات وهبقي زي الفل....
اندفعت ساره بخطوات متعثرة من باب الغرفة وعيناها الباكيه تتطلع نحوه بقلق سافر... عدي.... عدي حبيبي اية اللي حصل
تراجع سيف لترتمي سارة بين ذراعيه وهي تبكي وتقول من بين شهقاتها : بابا قالي علي اللي حصل... انت كويس... طيب حاسس بأية... حصلك حاجة .... قاطعها وهو يربت علي شعرها بنبرة مهدئة : اهدي... انا قدامك كويس اهو... اطمني ياحبيبتي
خرج سيف وكمال ليتركوا لهم المجال فيما
اغروقت عيناها بالدموع لتتذكر قسوتها عليه الايام الماضيه وأنها كادت تفقده منذ قليل لتدفن نفسها في حضنه اكثر فيطلق شهقه ألم من ضلوعه المكدومه.. اااه
قالت بقلق وهي تتفحصه... مالك ياحبيبي... اية اللي بيوجعك
امسك يدها بيده ليضعها فوق قلبه قائلا :ده اللي بيوجعني
نظرت اليه ليكمل : قلبي ياساره بيوجعني اوي عشان انتي زعلانه مني
هزت راسها والقت نفسها بين ذراعيه : انا مش زعلانه منك ابدا ياعدي
جذبها اليه اكثر وهو يقول : يعني سامحتيني
هزت راسها : خلاص ياحبيبي ننسي اللي فات ونبدأ مع بعض من جديد
غمز لها بمشاكسه وهو يشير لجسده المليء بالكدمات : يعني اصالحك ازاي انا دلوقتي
احمر وجهها خجلا لتدفن وجهها بعنقه : عدي انت تعبان ومحتاج تنام وترتاح
احاطها بين ذراعيه هامسا بجوار اذنها : طيب نامي في حضني
ابتسمت له بحنان لتتمدد بجواره وتتوسد صدره فيما احاطها عدي بذراعه بحنان وهو يقبل جبينها هامسا : بحبك
.....
.........
جلس سيف علي طرف الفراش بجوارها ليمرر يداه برفق علي شعرها ويناديها برفق... نور.. نور حبيبتي اصحي
استمعت لصوته وكأنه آت من وادي سحيق وتلك الكوابيس المرعبه تداهمها لتقطب جبينها بانزعاج قبل ان تنتفض من نومها وهي تهتف باسمه .. سيييف.!!
جذبها اليه بحنان يهدئها.. انا جنبك ياحبيتي.. انا جنبك متخافيش
هدات وتيره أنفاسها وعيناها تدور بارجاء الغرفة لتتاكد بأنها عادت لمنزلها لتنظر اليه لحظة ثم تنهار باكيه.... مرر سيف يده علي ظهرها بحنان بضع لحظات تارك لها حرية التنفيس عن مشاعرها ليحملها برفق بعدما بدأت تهدأ متجها بها نحو الحمام.... اجلسها علي طرف المغطس وبدا ينزع ملابسها الممزقه ليزم شفتيه بغضب وهو يري اثار تلك الكدمات والخدوش علي جسدها....
تألمت نور وهو يمرر يده علي تلك الكدمات ليخلع سيف ملابسه هو الاخر ويدخل للمغطس المليء بالماء الساخن وسائل الاستحمام ليستلقي به وياخذها بحضنه وهو يسند ظهرها الي صدره يمرر الماء الساخن علي كتفها وجسدها
لتسترخي بين يديه.... بعد فترة حملها سيف وهو يحيط جسدها بالمنشفه ليساعدها علي ارتداء ملابسها ثم يجلس بجوارها وهو يدلك تلك الكدمات التي لونت جسدها برفق شديد بالدهان الخاص بها.... شعرت نور باعصابه المتوترة ليظهر الغضب جليا علي وجهه من ذلك الحقير الذي تجرأ علي فعل هذا بها.... بالرغم مما فعله به الا انه يشعر بالغضب مازال يتاجج بداخله ليتذكر صرخات جاسر وهو يتوسله بالايفعل به مافعل ليقول برعب ماان دخل سيف الي تلك الغرفه حيث يحتجزه .. انت هتعمل فيا اية؟
طالعه سيف بغضب جحيمي للحظات مدعي للتفكير بها لتحترق أعصاب جاسر الذي يتوقع انتقام لايتخيله عقل من سيف بعد ان أبقاه ولم يقتله علي الفور... تحدث سيف بهدوء بالرغم من عيناه التي تحترق غضبا : تفتكر انا ممكن اعمل فيك اية بعد كل اللي عملته...
تصبب جاسر عرقا وهو ينظر لسيف برعب فتت اعصابه... ليقترب منه بخطوات بطيئة كالفهد الذي يستعد للانقضاض علي فريسته : تفتكر بعد ما اتجرات وخطفت مراتي انا ممكن اعمل فيك اية... وخصوصا اني اديتك بدل الفرصة كتير عشان تبعد عن طريقي بس انت بقي مصمم
قال جاسر متوسلا : ابوس ايدك ياسيف سبيني وانا هسافر ومش هتشوف وشي تاني
ضحك سيف بصخب لتشتعل أعصاب جاسر المتوترة : اسيبك..؟! ياراجل قول كلام غير ده
..ده انت كنت من كام ساعة بتهددني وخطفت مراتي عشان تكسرني
ضغط سيف بقوة علي يده التي كسرها له ليسحق أسنانه بغضب : ايدك دي اتجرات ولمستها... لكمه بقوة في عيناه :عنيك دي اتجرات وبصتلها... وتقولي اسيبك.... ازدادت نبرة سيف شراسه وهو يقول : انا هسيبك فعلا بس بعد مااعملك عمليه صغيره كدة ... انا بصراحة فكرت كتير ولقيت الموت ليك رحمه عشان كدة هسيبك تعيش بس هتعيش مذلول باقي عمرك
أدرك جاسر مقصده ليتوسله برعب : ابوس ايدك ياسيف.. اعمل فيا اي حاجة بس بلاش كدة
ضحك سيف بغل ثم أشار لرجاله الذين قيدو جاسر بقوة للطبيب الذي دلف للغرفة لينفذ سيف ماانتواه وصرخات جاسر تتعالي بالمكان ولكنه مازال غاضب بالرغم من هذا الانتقام القاسي......
آخرجته لمسه يد نور لكتفه من شروده وهي تري كل هذا الغضب بعيناه التي نظرت اليها بعتاب وهو يقول : لية مسمعتيش كلامي يانور وخرجتي.... لية عرضتيني لكل ده.... انتي عارفة كان ممكن يحصلك اية
نكست راسها وغص حلقها وهي تقول بخفوت : كنت خايفه عليك..
امسك كتفها بقوة خفيفة وهو يقول:وانا كنت خايف عليكي... كان لازم تسمعي كلامي... ازدادت نبرته قوة وهو يكمل ويداه تضغط علي كتفها : انتي عارفة انا كان ممكن يحصل ليا اية لو الكلب ده قرب منك...انتي عارفة انا مت كام مرة وانا بتخيل بس انك تحت ايد الكلب دع
سالت دموعها ليشعر سيف بقسوه نبرته ليجذبها اليه يضمها لصدره بقوة وهو يهمس : انا اسف.. بس غصب عني... غصب عني يانور... كل مااشوفك بالشكل ده واني كنت عاجز احميكي بموت
دفنت وجهها بعنقه واكتفت بالبكاء فهو محق
فهي عرضت نفسها لخطر لم يكن له داعي لو استمعت لحديثه....
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك