حكايه عمر الفصل السادس

1




 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )



فتح مراد باب المنزل وتقدم بداخله وهو ينادي زوجته : 

جوري ...جوجو 

عقد حاجبيه وهو يري ضوء تلك الغرفه مضاء ليدفع الباب الدوار ويدخل وعلي الفور ترتسم ملامح الضيق علي وجهه فهاهي عادت لغرفه مكتبها وكالعاده منهمكه في تلك الكتب وعيناها لا تبارح النظر في شاشه الحاسوب ويدها لا تتوقف عن الكتابه .... التفتت جوري إليه ونزعت سماعه الاذن وهي تبتسم له بترحيب : حمد الله على السلامه يا حبيبي ....جيت امتي ؟

قال مراد وهو يهز كتفه : من شويه وناديت عليكي ...اشار الي سماعه الاذن وتابع : بس مسمعتنيش 

أومات له وهي تقوم من خلف مكتبها وتتجه إليه ليقبل وجنتيها ....نظرت إليه بحماس وأشارت الي انوار الغرفه : بابي اخيرا صلح ليا النور 

اوما مراد ولم تخفي علي جوري ملامحه لتوكزه في كتفه بمرح : طبعا مكنتش عاوزها تتصلح

اوما مراد : ياريت 

ضحكت واتجهت معه الي الخارج : انا جعانه جدا و طلبت اكل من بدري بس مرضتش ااكل من غيرك 

اوما مراد واتجه الي غرفته : هغير هدومي واجي وراكي 

اتجه مراد الي غرفه السفره بعد أن انهي استبدال ملابسه وعاد ليزفر ويتجه الي المطبخ ....كانت جوري تفرغ محتويات العلب علي الطاوله الرخاميه الكبيرة بوسط المطبخ ليقول مراد : هو احنا مش هناكل مره واحده علي السفرة يا جوجو 

هزت جوري راسها بارهاق وهي تدلك عنقها : لا ياحبيبي انا مش هقدر انضف اي حاجه ...خلينا في المطبخ احسن 

اوما مراد وجذب المقعد : وهو ايه التنضيف فيها .... انا زهقت من القعده في المطبخ 

جلست جوري ووضعت الطبق أمامه وناولته الشوكه والملعقه : وماله المطبخ يا حبيبي ...كل يا موري وبطل غلاسه 

تناولت جوري الطعام بشهيه بينما مراد تناول بضع لقيمات وقام متجها الي ماكينه صنع القهوة ....أشارت له جوري وهو يسحب الفنجان : مراد حبيبي لو سمحت خد كوستر تحت الفنجان 

زفر مراد وأخذ الفنجان هاتفا : هشربه في البلكونه 

هزت جوري كتفها بلا مبالاه علي حنقه فماذا فيها إن كان منظم ومرتب ...هل يجب أن يعيش في فوضي ليكون راضي .....انتهت من تناول طعامها ووضعت اللبن فوق الموقد وهي تنظف الطاوله لتضعه فوق قهوتها ثم تحمل الكوب بيدها وبيدها الأخري تلمع الطاوله الرخاميه وتعيد كل شيء لمكانه ... عدلت من وضع تلك الفازة الكريستاليه بوسط الطاوله ثم أضاءت الضوء الخافت وخرجت من المطبخ تجاه غرفه مكتبها ومجددا انهمكت في دراستها ....أنها تحضر لمناقشه الدكتوراه بمجال الاقتصاد ....فتاه منظمه للغايه في كل شيء حتي وقتها وهاهو مراد يتزمر من بقاءها في غرفه مكتبها بينما هو يقلب في هاتفه بملل ...دقت الساعه العاشرة لتغلق جوري حاسوبها وتبدأ بترتيب الكتب مكانها ثم تأخذ كوب قهوته الفارغ وتتجه الي المطبخ ومجددا جوله في اعاده تنظيم كل شيء قبل أن تتجه الي غرفتها .... اخرجت بيجامتها الحريريه ووضعتها علي طرف الفراش ثم علي الأرض وضعت حذاءها المنزلي واتجهت للاستحمام .... جففت الارضيه وعادت كل شيء لمكانه ثم خرجت لتخلع روب الاستحمام وترتدي بيجامتها وتتجه الي طاوله الزينه تضع علي وجهها وعنقها أحدي مستحضرات التجميل ثم اتجهت الي جوار مراد الذي يحفظ عن ظهر قلب روتينها الذي لا يتغير ....!

ترك مراد هاتفه من يده ومال عليها ما أن توسدت الفراش بجواره ليشاكسها بمرح : هو جدول الحصص ده مش هيتغير

ضحكت جوري قائله : واحنا في مدرسه 

اوما مراد وهو يتطلع بشغف الي شفتيها الورديه : محسساني بكده يا جوجو 

قبل أن تقول شيء كان يتناول شفتيها بشفتيه يقبلها بشغف وهو يهمس لها : وحشتيني 

استجابت جوري لقربه ورفعت يدها لتخللها بخصلات شعره الكثيفة وهي تبادله حرارة مشاعره : وانت كمان ..!

تسارعت دقات قلبه وهو يطبع قبله طويله فوق جبينها ثم يجذبها لتتوسد صدره بعد انتهاء نوبه حبه لتغمض جوري عيناها وابتسامه هادئه ارتسمت علي جانب شفتيها للحظات قبل أن تتلاشى حينما سمعت همس مراد : عاوز بيبي يا جوجو 

تعكرت ملامح وجه جوري ولكنها سرعان ما سيطرت عليها وهي تتمهل بالرد بينما لم ترفع وجهها إليه بل ظلت فوق صدره  وهي تقول بتسويف : أن شاء الله يا حبيبي ...

لاحت ملامح عدم الرضي علي ملامح مراد من اجابتها التي اختلفت من نقاش ورفض الي تسويف وفي النهايه النتيجه واحده مجددا المزيد من التأجيل الذي طلبته منه منذ بدايه زواجهم وهاهو امتد سنوات ...

رفعت جوري راسها من فوق صدره حينما اعتدل مراد جالسا ليغادر الفراش وينحني يجذب بنطاله يرتديه ويتجه الي الشرفه .....هل ستكون مجنونه أن اهتمت الان واستنكرت جذبه لستاره الشرفه الحريريه بتلك الطريقه ...زفرت وقامت من مكانها لتضع روبها الحريري فوق جسدها وتنتعل خفها وتتجه خلفه ولم تستطع أن تمر بجوار الستاره دون أن تعدلها...!

وقفت خلفه وأحاطت خصره بذراعيها ووضعت راسها علي ظهره وهي تسأله ببراءه  : ايه يا حبيبي اتضايقت ليه ؟

التفت مراد لها ولم يخفي ضيقه ليقول بهجوم : يعني مش عارفه ؟

أومات له : عارفه يا حبيبي بس انا قولت ايه ضايقك. .. قولت أن شاء الله...

هانت كلها شهرين واناقش الدكتوراه وافضي

انفجر مراد بحنق : مش بتفضي يا جوري ....مش بتفضي ابدا .!

نظرت له ليتابع بانفعال : اخلص دراستي وافضي ....اخلص ماجستير وافضي ...اخلص دكتوراه وافضي ....مش بتفضي ابدا 

ابتلعت جوري عصبيته فهي شخصيه هادئه بطبعها ولا تبادل العصبيه بالمثل لتقول بهدوء : حبيبي احنا اتفقنا 

قاطعها مراد بحنق : اتفقنا علي ايه ....انتي اللي اخدتي القرار ده وانا عشانك وافقت بس مش معناه اني افضل سنين مستني سيادتك تفضي 

ازدادت حده انفعاله وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : انا رجعت في أي اتفاق بينا .... انا عاوز طفل !

تركها واندفع للداخل ومجددا كانت الستاره ضحيه عصبيته .... سحبت جوري نفس عميق وهي تهدأ من نفسها وهي بالفعل هادئه إنما زوجها هو رجل انفعالي للغايه ...ولكن هي لا فمن أين تاني العصبيه أن كان كل شيء يسير وفقا لنظام .....نظام وضعته لحياتها وخطوات تسيرها بالتتابع ...هكذا اعتادت وهي تحيا وسط ارقام منظمه لا يستطيع رقم أن يقفز مكان الاخر وكذلك هي الحياه يجب أن تكون منظمه وفقا لخطة وخطوات ....أنها تستيقظ بموعد تأخذ قهوتها بموعد تذهب عملها بموعدها وتدرس بموعد وكذلك تذهب الي عائلتها أو عائلته أو تقابل أصدقائها كله وفقا لمواعيد تنظمها ....لا تستطيع أن تحيا مثله ...فهو يفعل ما يطرأ علي عقله ...الان يريد طفل ويعتقد أنه سيحصل عليه ؟!

طفل سيفسد كل نظام وضعته ....!

عادت للداخل لتغلق النافذه المنزلقه وتجذب الستاره وتعدل من طياتها ثم بهدوء تتجه الي الفراش حيث جلس مراد يهز ساقه بعصبيه .... وكأنه لم يتشاجر معها كانت جوري بمنتهي الهدوء تقول له : تصبح علي خير 

لم تتلقي اجابه ولم تنتظر بل اغلقت عيونها ونامت فهي لا تسهر وتفسد نظام حياتها بينما جافب النوم عيناه من الغضب ...يحبها للغايه وهي تحبه ولكن ذلك الروتين يخنقه ....! ولم يكن كذلك بالنسبه له وحده بل كان كذلك بالنسبه لعائلته حيث لم تتفق مع وجودها معهم بأول أعوام زواجهم وعليه طلبت الاستقلال بحياتهم وهو وافق حتي لا تخرب العلاقه بينها وبين والدته بعد أن نشب بينهم أكثر من خلاف وكالعاده جوري هادئه ونور والدته عصبيه لذا وافقه أبيه علي الاستقلال وعاشوا سويا ....عام يلو الاخر وكل شيء يسير وفقا لنظام وضعته ...!

......

........

عقد عمر حاجبيه باستنكار وسرعان ما التفت الي جواره حيث ترك هاتفه قبل أن ينام ليعود يتطلع الي شهد التي هزت راسها تؤكد له صدق ما نقلته له ....كور عمر قبضته وبحث عن بروده ولكنه لم يجده بينما استنفذ كل طاقته بالتظاهر والامبالاه خلال الايام الماضيه 

....شهقت شهد بفزع حينما تعالي صوت زينه بالخارج تناديها : شهد ....شهد 

دفع عمر الغطاء من فوقه  وغادر الفراش لتشهق شهد مجددا من رؤيته  لتقفز مكانها كالبلهاء لا تدري ماذا تفعل ولا تريد شيء إلا الاختباء سواء من زينه التي تناديها بالخارج ولن تمرر لها وجودها بغرفه عمر الذي حذرتها من مجرد دخولها ولا من وجودها أمام عمر بتلك الهيئه وهو فقط يرتدي شورت قصير جعل الدماء تقفز في وجهها ....

أسرعت شهد تجاه عمر الذي كان قد قام من فراشه واتجه الي غرفه ملابسه بينما لم يفهم شيء أو عقله لن يلتقط سريعا خوف شهد أو حتي أذنه لم تلتقط نداء والدته بينما كل ما شغل عقله بل اعماه هو ما فعله أبيه الذي وصل به التحكم في حياته أن يأخذ هاتفه ويفرض عليه ما لا يريده 

ركضت شهد خلفه قبل أن يدخل لغرفه الملابس ومازالت تقفز مكانها كالقنفد : عمر خبيني

نظر لها عمر بعدم فهم لتقول كلمات كثيرة بنفس الوقت وهي مازالت تقفز تاره وتغمض عيناها تاره أخري :  مدام زينه هتسود عيشتي لو لقيتني عندك 

ضربت جبهتها وأشارت له بتوبيخ :  وانت كمان واقف كده ....فين هدومك 

اشار لها عمر بلا مبالاه قائلا : قوليلها اني اللي ناديت عليكي...ويلا اطلعي مش هتعملك حاجه .... 

هزت شهد رأسها بفزع : اطلع ...لا يمكن 

أسرعت ناحيته لتدفعه من أمام غرفه الملابس قائله : ...اوعي خليني استخبي هنا وانت أخرج خليها تروح اي حته علي ما اخرج انا 

قال عمر بضيق : شهد انا مش فايق للعب العيال بتاعك ده دلوقتي ....قولتلك قولي لها انا ناديت عليكي 

لوت شهد شفتيها بسخط : لعب عيال ...!

الحق عليا اني جيت اقولك علي عمله ابوك 

انتفخ وجه عمر بالحنق : بت ياشهد وبعدين معاكي قولت مش فايق لك

صرخه فزع كادت تصم أذنه وكاد يخنق تلك الصغيرة من أفعالها حينما دخلت زينه للغرفه : عمر ...ماتت الكلمات علي شفاه زينه بينما اتسعت عيون شهد وكذلك فعلت زينه التي تفاجات بوجود الفتاه الصغيرة بغرفه ابنها الواقف بتلك الهيئه لتعقد حاجبيها باستنكار : 

انتي بتعملي ايه هنا ؟

قالت شهد بتعلثم : اصل ...اصل يا

قبل أن تقول شيء كان عمر يقول بجيين مقطب ومزاج معكر : ولا حاجه يا ماما ...انا ناديتها كنت بسألها عن حاجه 

قالت زينه بعدم تصديق وعيون ملئها الاتهام الممزوج بالانزعاج : حاجه ايه ؟!

زفر عمر بضيق من استجواب والدته الذي لا يحتمله الان :  اهي حاجه وخلاص !

قال بلا مبالاه وهو يدخل لغرفه الملابس : روحي يا شهد ! 

خرجت شهد بخطوات راكضه بينما زينه لم تمهلها الفرصه للهرب وما إن مرت بجوارها حتي أطبقت علي ذراعها تعنفها بتوبيخ :  انا قولتلك ايه الف مره ....

مش قولت متدخليش اوضه سيف أو عمر 

قالت شهد بتعلثم وهي تتلوي من مسكه يد زينه لها : والله يامدام هو ...اصل 

اغمض عمر عيناه وسحب نفس عميق حينما استمع بتوبيخ والدته لشهد ليحاول به البحث عن هدوءه أو بروده ولا يجده ليجد نفسه يندفع من الغرفه بصوت منفعل و يجذب شهد يخلصها من يد والدته التي تفاجات بفعلته مزمجرا :  قولتلك يا ماما انت اللي ناديتها ...سيبها بقي 

تفاجات زينه بفعله عمر وازداد بداخلها الشك من دفاعه عنها بتلك الطريقه ....بينما عمر لم يكن يريد شيء إلا الخروج وقد اشتعلت كل عروقه بالدم الساخن وهو يفكر في تصرف أبيه القمعي معه  

وقفت زينه بوسط البهو تفرك يدها بغيظ بانتظار مغادره عمر لتنفرد بشهد بينما تعرف بطيش ابنها ولن تسمح بوجود شيء بينه وبين الفتاه الصغيرة ..... نزل عمر الدرج وبسرعه كان يتجه للخارج فلم تستطيع الصمت بعد خروجه وبسرعه كانت تنادي شهد مجددا ....كان عمر قد وصل لأول درجات السلم الرخامي خارج المنزل حينما استمع لصوت والدته الغاصب ينادي الفتاه الصغيرة ...شهد !

اغمض عيناه وسحب نفس عميق وهو يبحث عن الامبالاه التي يمرر بها كل شيء حوله لوالدته ستوبخ الفتاه ولن يحدث شيء فلماذا يهتم ...؟! 

ليضغط زر فتح سيارته وهو ينزل باقي الدرجات....درجه ...الثانيه ...الثالثه ....دخل الي سيارته وادارها وتحرك بها ....متر .....اثنان... وهاهي بوابه المنزل الضخمه تنفتح علي مصراعيها ....فجاه ضغط المكابح ونزل من سيارته والغضب يتراقص بعيناه بينما لم يستطيع الضغط علي مكابح غضبه .....!

التفتت زينه بمفاجاه لعمر الذي دخل بتلك الهيئه وهذا الصوت الذي كان وكأنه يوبخ والدته : انا مش قولتلك مالكيش دعوة بيها وانا اللي ناديتها اوضتي 

تفاجات زينه بهجومه عليها ودفاعه عن شهد التي بحركه عفويه كان يجذبها من أمام والدته ويضعها خلف ظهره ودون مقدمات ينفجر في زينه بصوت جهوري 

: مالك ومالها ...... كلميني انا ....انا ...انا وبس سبب كل المصايب ...انا وبس اللي بغلط ...كلكم ملايكه وانا الشيطان .....عمر بس اللي غلطان يبقي كلامك يكون ليا انا ...مالك ومالها 

وقفت والده شهد في أحد الأركان تشاهد ما يجري بنظرات مهتزه كما اهتزت ساق شهد التي لم تتخيل ان تكون سبب في مشكله كتلك .....انفجر بلا سبب في زينه التي فسرت انفجاره بالف سبب ...!

غاضب ودخله كتله ناريه متوهجه من الغضب وانفجر دفاعا عن الفتاه وياله من دفاع ....!

وقفت زينه مكانها تتطلع الي ابنها الذي تابع بهجوم : ساكته ليه ...قولي ...قولي زيه اني مش متربي ...قولي اني فاشل ... قولي ياريتني ما خلفتك زي ما قالها قبل كده ....اتكملي يا زينه هانم ساكته ليه ....وتابع وهو ينظر لها بسخريه اخفي بها عتابه الذي حقا لا يعرف إن كانت تستحقه فهو يعتاب أبيه بكلماته وليست هي ولكن للأسف هي الواقع أمامه : اتكلمي ولا خايفه علي مشاعري 

اهتزت نظراته لرؤيه نظرات زينه التي حملت حنان جارف وشفقه لرؤيه ابنها بتلك الحاله من الضياع ولكنه رفض التراجع ليجد البرود مجددا طريق الي نظراته بينما يختم كلماته بثقه وغرور زائف كل الزيف : متخافيش انا مش بتجرح ولا اصلا بهتم بكل كلامه عشان أنا كده وعاجب نفسي حتي لو مش عاجبكم ....! 

لم يمهل زينه أي وقت لتنطق بشيء وسرعان ما كان يغادر وهو يلقي بتحذير : متقربيش منها !

............

....

دفعت تلك الشابه الواقفه أمام مديرة مكتب عاصم نظارتها الطبيه فوق أنفها وهتفت باستنكار : يعني ايه يا انسه لسه الورق مخلصش ...انا بقالي اسبوع رايحه جايه 

تمسكت نهال مديرة مكتب عاصم ذات الخمسه وثلاثون عاما بهدوءها وهي تقول بتهذيب : يعني لسه في إجراءات يا فندم 

هتفت الفتاه بضيق : إجراءات ايه ....انتي قولتي أن التحويل اترد وخلاص 

أومات نهال وقالت بهدوء : يافندم انا قولتلك أن التحويل اترد واتعمل لحضرتك إجراءات من اول وجديد وده بياخد وقت ...

هتفت الفتاه مجددا بضيق ونفاذ صبر تقاطع نهال : واخد وقت ....والمفروض الشيك يكون جاهز من اسبوع 

أومات نهال : حصل وفعلا الشيك الجديد جاهز علي التوقيع 

هزت الفتاه كتفها بحنق : ما يتوقع 

جزت نهال علي اسنانها :  قولت لحضرتك عاصم بيه ممضاش الماليات لسه وشيك حضرتك ضمنهم 

لوت الفتاه شفتيها باستنكار : وانا المفروض استناه

أومات نهال : للاسف اه 

قبل أن تقول الفتاه شيء كانت نهال تتابع : عموما انا بنعرض علي عاصم بيه البوسته كل يوم بس للاسف هو مشغول....متقلقيش خلال اقرب وقت هيكون الشيك اتوقع   

زفرت الفتاه بنفاذ صبر : يعني خلال اد ايه 

هزت الفتاه كتفها : معنديش علم  ..وقت ما يمضيه هبلغ حضرتك 

سحبت الفتاه نفس عميق وقالت بانفعال : طيب ينفع اقابله وانا هكلمه يمضي الشيك ...ماهو مش معقول افضل رايحه جايه بقالي شهرين عشان موضوع يخلص بتوقيع منه مش هياخد ثواني 

هزت نهال راسها : للاسف مينفعش يافندم تقابليه ....وبعدين يافندم عاصم بيه مش بيوقع شيك حضرتك بس هو عنده شغل كتير 

رفعت الفتاه حاجبيها من أسفل نظارتها الطبيه وهتفت بانفعال  : وانا كمان مشغوله ومش فاضيه  

انا ليا حقوق ولازم أقابله 

قالت نهال بتوتر وهي تلمح اشاره أحد أفراد الأمن لها ينبهها علي مجيء عاصم : لو علي الموضوع بتاع والد سيادتك هيحصل وانا هبغلك اول ما الشيك يتوقع 

......

بخطوات واثقة كان عاصم يدخل من هذا الباب الزجاجي الضخم وخلفه بخطوة سيف ويتبعهم عدد من الموظفين الذين اسرعوا كالعاده خلفه لا بلاغه بتطورات العمل لديهم فمنهم من يتحدث ومنهم من يأخذ تأشيرة علي ورقه ومنهم من لا يحالفه الحظ 

قال أحد الشباب : باشمهندس عاصم الرسومات جاهزة ومحتاج من حضرتك ....قاطعه عاصم قائلا : مش وقته يا حازم خلي سيف يبقي يشوفهم 

اوما الرجل وتراجع وكذلك فعل الباقين حينما التفت سيف إليهم : معلش يا جماعه بعد اذنكم ...ساعه واحده وبعدين أعرضوا الشغل 

ما أن لمحته نهال حتي أسرعت تقول للفتاه :  اتفضلي يا فندم وانا هتابع الموضوع وابلغلك بالتطورات 

جمعت بعض الملفات من فوق مكتبها تنتوي التوجه خلف عاصم لعرض البوسته عليه قائله : بعد اذنك 

أسرعت نهال تجاه عاصم لتلتفت الفتاه وتسرع تقتحم الصورة بلا مقدمات 

: عاصم بيه انا بقالي اكتر من شهرين مستحقات والدي الماليه واقفه .....والدي كان المهندس احمد عبد المحسن ومكافاه نهايه الخدمه بتاعته التحويل كان فيه خطأ واستنيت التحويل يتردد والحسابات يبلغوني وعملوا إجراءات من اول وجديد و....

لم يسمع عاصم المزيد ليقول وهو يتجاوزها تجاه مكتبه : ناقشي اي مشكله مع القسم المالي 

وقفت الفتاه تتطلع إليه بغضب من أسلوبه الذي افتقر للياقه بينما عاصم كان لا يري شيء أمامه وعقله مشغول برد فعل ابنه فلم ينتبه للفتاه التي زفرت ونظرت في أثره بحنق حيث دخلت نهال خلفه تحمل الملفات وأغلقت الباب .... لتنظر الي الملف الذي بيدها بضيق وتكوره وتتجه الي سله المهملات .. ! 

قال عاصم وهو يجلس علي مكتبه : مش وقت اي حاجه يا نهال اخرجي وابعتي ليا حلمي علي طول 

أومات وأسرعت لتجد الفتاه ماتزال واقفه : يافندم قولت لحضرتك 

التفتت لها الفتاه بغضب وهي تتراجع عن إلقاء الملف : ولا فندم ولا زفت .... ايه قله الذوق دي ....فهميه اني مش بشحت منه انا ليا حقوق

أومات نهال بتهذيب تمتص به غضب الفتاه : حاضر يافندم 

.............

....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظر عاصم تجاه الشاب الذي أخذ هاتف عمر لدقائق ووصله بالحاسوب ليقول بعد لحظات وهو يفصله عن الكابل الذي وضعه به : اتفضل كده تمام يا عاصم بيه 

قال عاصم وهو ياخذ الهاتف : مش هيعرف يرجع الفيديو 

هز الشاب رأسه ليقول عاصم :  طيب اتفضل 

ظل عاصم جالس خلف مكتبه يقلب الهاتف بين أصابعه بينما سيف جالس الي المكتب من الجهه الأخري بصمت واكتفي بأن عبرت نظراته عن رفضه لفعله أبيه 

قبل قليل كانت زينه قد اتصلت به وأخبرته بخروج عمر الغاضب واخبرته لكل ما فكرت به من دفاع ابنها عن شهد بعد وجودها في غرفته ولم تخفي شكوكها عنه بينما لم تفكر للحظه بأن عاصم هو السبب وراء عصبيه عمر 

نظر عاصم تجاه أحدي الشاشات الجانبيه ليري وقوف سياره عمر بالاسفل 

قال سيف وهو يعتدل واقفا : بابا لوسمحت  ..قاطعه عاصم بهدوء : عارف هتقول ايه ياسيف ...مش هتخانق معاه 

عاد شيف ليصمت مجددا وهو لا يدري ماذا يفعل ...أبيه محق وأخيه أيضا له الحق بالغضب ...لو فقط كل منهم يستمع الاخر ...!

.......

أوقف عمر سيارته التي قادها بسرعه وبالرغم من أن الغضب كان يعمي عيناه الا ان ذروة غضبه بدأت تخبو وتتولد بداخله مشاعر جديده .....مشاعر بالندم والغضب من نفسه لانفعاله علي والدته والغضب من نفسه بذلك الانفجار الذي أفصح به عن الكثير مما يدور بداخله ....منذ متي وهو يشعر أو يعبر عن مشاعره التي دوما في حاله إنكار 

نعم هذا هو .....

شخص بارد لا مبالي فلماذا الان يتحدث وكأنه يهتم للنقد الذي يتلقاه دوما من إليه ......نظرات زينه التي حملت الشفقه ارقته فهو لا يريد شفقه من أحد ...يريد أن يبقي في الصورة التي رسمها الجميع له 

زينه والدته الحبيبه والمقربه لا تستحق وكذلك سيف أخيه وصديقه المقرب ....كلاهما لا يستحقون غضبه بينما هو يفرغ بهم الكلمات التي لا يقولها لأبيه .....أبيه هو فقط سبب غضبه فلماذا يفرغ هذا الغضب بزينه 

ولماذا يغضب من الأساس فهذا الغضب ليس بجديد بل هو غضبه الذي تجاهله سنوات فلماذا يهتم الان .... سنوات وهو لا يهتم بنظره أبيه له وينكر دوما انه الوحيد الذي يريد أن يراه ولو مره بنظره جيده ويري سبب افعاله....!  

دعس عمر المكابح ومعها دعس سيل أفكاره فهو لايفكر ولا يهتم ويجب أن يبقي هكذا 

: عمر بيه ...عمر بيه 

تجاهل هذا النداء خلفه ليزفر حارس الأمن 

الذي سأله زميله : في ايه يامجدي 

هز الشاب كتفه قائلا : ابدا ده عمر بيه ساب عربيته في نص المكان 

: عادي يامجدي شويه وهيطلع ....انت بس خليك واقف هنا عشان لو نزل 

تراقص الغضب مجددا في عيناه وهو يدخل الي مقر شركه أبيه ... فهو ليس بطفل صغير ليأخذ هاتفه ويتحكم في تصرفاته ...أن كان يراه مستهتر فليفعل ويتقبل استهتاره ....

: عمر 

التفت عمر الي هذا النداء الذي ناداه مرتين بتلك النبره التي حملت دهشه لرؤيته ....! 

وبالفعل كانت الدهشه مرتسمه علي وجه تلك الفتاه التي عدلت من وضع نظارتها الطبيه فوق عيونها وهي تدير خطواتها خلفه بينما كانت في طريقها خارج مكتب نهال  لتستدير تجاهه بابتسامه امتزجت بعدم التصديق لرؤيته 

....قبل ان يستطيع عقل عمر تميز اي فتاه هي كانت تمد يدها ناحيته بسلام حار وكأنهم لم يلتقوا لسنوات بينما تقول بود كبير :  عمر ازيك عامل ايه ؟!

نظر لها عمر وظنت أنه ينظر إليها كما تنظر إليه وكأنها تعيد رسم صورته بعد مرور تلك السنوات ولكن في الواقع كان عمر يحاول بجهد تذكر اسم الفتاه ذات السلام الحار 

ليقول بمراوغه : ازيك .....تراجع قبل أن يتابع لقبها ( يا حياتي ) فهل يلقي بلقبه حياتي أم يكتفي بترك جملته مفتوحه ويحاول تجاوز عدم ذكره لاسمها بينما تبدو أنها تعرفه جيدا 

قالت الفتاه بود وهي تتطلع إليه ومازالت نظرات عدم التصديق مرتسمه علي وجهها : عامل ايه ياعمر

اوما بود هو الآخر : تمام وانتي 

هزت كتفها بابتسامه :  تمام .....مفاجاه حلوة متوقعتش اشوفك هنا 

هز كتفه فهو لايعرف ولا يتذكر من اين يعرفها : اهو 

نظرت له وابتسامه هادئه مرتسمه علي شفتيها لتقول وهي تتطلع الي نهال التي وقفت تشاهد ما يحدث : ربنا بعتك ليا.... ينفع اطلب منك خدمه ياعمر 

اوما قائلا : طبعا 

بدات تعيد سرد تلك الحكايه : بابا .....ولكن قبل أن تتابع كان عمر يقول بلياقه ممزوجه بنفاذ صبره فهو لا يرد سماع شيء الان فقط يريد أن يفرغ غضبه وهي تتحدث وتتحدث ليقول لنهال : نهي شوفي موضوع الانسه وخلصيه 

فتحت نهال فمها تصحح اسمها : نهال ياعمر بيه 

زفر عمر من بين أسنانه :  خلصي موضوعها بنفسك يا نهال 

قالت نهال بهدوء : قولتلها ياعمر بيه اني هخلصه بس هي ....قبل أن تتابع نهال المزيد من الحديث الذي كان بالنسبه لعمر الآن كأزيز نحله طنانه في أذنه 

: اهتمي بيها بنفسك وبلغيني 

بعفويه ربت علي ذراع الفتاه : متقلقيش نهال هتخلص الموضوع 

تركها واتجه لغرفه أبيه فلم يري نظره الخزلان التي رمقته بها الفتاه بينما بدي وكأنه يريد التخلص منها وهي في الواقع لا تدري شيء عن الحرب التي كانت تدور بعقله لتقول بحرج ونبره امتلئت بالعتاب: شكرا ياعمر 

توقف عمر خطوة بضيق من نفسه علي تصرفه ولكنه بكل الاحوال عاد ليتابع طريقه ليدير قبضه باب مكتب أبيه ويدخل إليه ....

بضيق كورت الفتاه الملف والقته أرضا وخرجت بخطوات غاضبه لتنحني نهال وتجمع الاوراق وترتبها وهي تهز راسها متنهده ...

فتح عمر الباب ليسحب عاصم نفس عميق يبدأ المواجهه التي انتظرها 

لم يثور عمر ولم يغضب ولم ينفجر بل كان بمنتهي الهدوء يمد يداه تجاه أبيه قائلا :  تليفوني 

وضع عاصم الهاتف أمام ابنه علي سطح المكتب بهدوء هو الآخر 

جذبه عمر بحنق ساخرا بينما لم يبدأ اي منهم شجار وهو يريد أن ينفجر  : اتاكدت انك مسحته 

قال عاصم ببرود : ولو لسه موجود اعتبره اتمسح لانه مش هيظهر 

لوي عمر شفتيه ساخرا : وده ليه ؟!

قال عاصم بحزم : عشان أنا قولت كده .... فيديو البنت مش هيظهر ياعمر.... بنات الناس  قاطعه عمر بحنق 

: دي بنت**"  مش بنت ناس 

قال عاصم بانفعال : حتي لو بنت ستين **"

هي بنت برضه ....رفع إصبعه أمام وجه ابنه وتابع : وتحت بنت حط مليون خط احنا مش هنفضح بنات الناس 

تدخل سيف بمحاوله منه لتهدئه الموقف :   متخافش ياعمر محدش هيقرب منك بابا واقف في ...قبل أن يتابع سيف كلماته كان عمر يشعل فتيل غضب عاصم بينما يقول ساخرا : حدود علمي ابوك اللي خايف مش انا 

احتقن وجه عاصم بالغضب بينما زم سيف شفتيه يوبخ أخيه بنظراته علي رعونه اختيار كلماته التي أشعلت الغضب بعيون عاصم وهاهو ينفجر : انا مبخافش من حد يا قليل الادب .....نظر له بحده وتابع :  انا مش عيل زيك ههدد بسمعه بنت ...بنت كانت من اختيارك 

نظر إلي عمر الذي كور قبضته بينما يضغط أبيه بقوة علي وريده وهو يتابع بتوبيخ وسخط : ايه مش انت اللي اختارتها ولا كنت أنا اللي اختارتها ليك وجاي تحاسبني ...

ضرب المكتب بقبضته وتابع : 

بس انا غلطان اني من الاول وثقت في اختيارك 

نكس سيف رأسه بتأثر بينما شعر بالشفقه حقا علي أخيه بعد كلمات أبيه التي كانت قاسيه للغايه.... كانت كلمات عاصم رد فعل علي كلمات عمر ولكن في النهايه كلاهما جرح الآخر ... تمسك عمر ببرود نظراته و رفض أن ينكسر بينما وقف أمام عاصم بجساره وبرود يتقبل المزيد من التوبيخ :  وبعدين تفرق ايه عن غيرها زيها زي الالف اللي تعرفهم .....بكره تعرف غيرها 

نظر إليه وقال بحزم وهو يختم حديثه : انتهي ياعمر 

قال عمر بتحدي وهو يتطلع الي ابيه : هو فعلا انتهي 

نظر له عاصم ليتابع عمر : من دلوقتي انا هريحك مني خالص ...اعتبر مالكش ابن من اللحظه دي 

اهتزت نظرات عاصم ليتابع عمر وضع ختمه الساخر علي كلماته الذي لا يجعل للود طريق ابدا : ياريت تكون اد كلامك وتعتبر انك خلفت جوري وسيف بس 

خرج عمر لينظر سيف لأبيه لا يعرف إن كان عليه أن يعاتبه ام يشفق عليه ولكنه لم يصمت ليقول :   كنت قاسي عليه اوي يا بابا.... ليه كده ...مهما كان هو مجروح من البنت اللي بيحبها وانت وجعته اوي 

زفر عاصم ليخرج سيف بسرعه خلف أخيه  

: عمر ....عمر 

تجاهل عمر نداء أخيه واسرع بخطواته لينزل الدرج الرخامي ويتجه الي سيارته يضغط علي مفتاحها لتلتفت الفتاه ناحيه النداء باسمه 

التقت نظراتها بنظرات عمر للحظه لتشيح بوجهها سريعا وتختفي في الباحه الخلفيه للشركه حيث تركت سيارتها

التي انطلقت بها كما انطلق عمر الذي هتف بسيف باحتدام : اوعي ياسيف 

: عمر استني واسمعني 

ابعد عمر يد أخيه عن ذراعه وانطلق بسيارته 

............

....

: لا ياثراء 

هتفت الفتاه بضيق : ليه لا يابابا .....انا نفسي اشتغل 

قال صالح : انا مينفعش اطلب حاجه زي دي 

قالت ثراء بإقناع : وفيها ايه ....انت شغال في شرطه هندسيه وعادي جدا تطلب منهم يشغلوا بنتك 

: وانا ايه انا حته امين عهده ...

قالت ثراء برجاء :   عشان خاطري يا بابا ...

انا هقدم زي اي حد بيقدم علي شغل 

قال صالح بتسويف : هشوف ياثراء 

..........

....


قالت شهد ببكاء : والله يامدام ده اللي حصل 

قالت زينه وهي تربت علي كتفها بينما انشغل عقلها بنا عرفته ....عاصم ياخذ هاتف عمر لماذا 

: خلاص ياشهد

: انا مكنش قصدي انتي عارفه انا بحبك وبحب عمر بيه 

نظرت لها زينه بتحذير لتضحك شهد : قصدي يعني زي اخويا..... اصلا 

قاطعتها زينه هاتفه : اصلا انتي مسحوبه من لسانك 

روحي بقي من قدامي 

أمسكت هاتفها تتصل بعاصم لتعرف سبب أخذه هاتف عمر 

ولكنه لم يقل شيء ولم يجيب من الأساس 

التفتت تجاه صوت البوق العالي بعده أصدرت اطارات سياره عمر صرير قوي وهو يوقفها بالباحه 

أسرعت ناحيته : عمر ..! 

تجاهلها عمر وهو ينادي بحنق : 

شهد 

عقدت زينه حاجبيها بعدم فهم بينما نظرت شهد الي زينه بدهشه حينما سألها عمر : عملتلك ايه ؟! 

قالت شهد وهي تهز كتفها : معملتش 

قالت زينه بعتاب : ايه ياعمر ....وهو انا هزعل شهد 

انا بفهمها غلطها ....مينفعش تطلع اوضتك 

نظر عمر لوالدته بصمت واتجه للاعلي 

لتصعد زينه خلفه بتردد 

اتسعت عيونها بصدمه حينما وجدت تلك الحقيبه علي طرف الفراش يجمع بها ملابسه  

: عمر انت بتعمل ايه 

اغلق الحقيبه قائلا ببرود : بريحكم مني 

قالت زينه بفزع : ايه الكلام ده ياعمر ...أمسكت بيده توقفه عن الامساك بالحقيبه : طيب لو في خلاف بينك وبين بابا ...قاطعها عمر ساخرا :  لو في...؟!

ده مفيش بينا الا الخلاف 

ماما ابعدي لو سمحتي 

هزت زينه راسها وأسرعت خلفه : لا ياعمر مش هسيبك ....

تجاهلها عمر ونزل الدرج يحمل حقيبته لتنادي زينه بصوت عالي ودموعها تسبق خطواتها التي تحاول بها اللحاق بابنها 

: شهد اتصلي بعاصم بسرعه.... تعالي صوتها وهي تنادي زوجه ابنها التي قد تستطيع أثناء عمر عما انتواه :  تينا الحقيني 

تمزق قلب عمر بينما زينه تحاول جذب الحقيبه باستماته من يده وهي تبكي وتقول برجاء : عمر لو بتحبني اوعي تعمل كده ...لو ليا غلاوة عندك 

قال عمر برفق وهو يبعد يدها عن الحقيبه :  ماما 

بكت زينه وهي تنظر له برجاء لتتدخل تينا : 

عشان خاطري انا ياعمر 

.....شوف حاله طنط عامله ازاي ....حرام تزعلها 

ربط علي قلبه حجر وهو يتجه الي الخارج بإصرار : كده احسن للكل 

بكت زينه بحرقه وهي تحاول الإسراع خلف ابنها ولكنه طار بسيارته ....

اجاب سيف علي هاتفه : أيوة يا تينا 

قالت تينا بسرعه : تعالي ياسيف بسرعه عمر ساب البيت وطنط زينه حالتها وحشه اوي 

............

..


حك ايهم ذقته متنهدا :  عارف انك حقك تتضايق بس ابوك مش غلطان اوي يعني في كل الأحوال 

ابوك بيحميك 

هتف عمر بسخط : مش عاوز منه حاجه انا كان لازم

ابعد من زمان 

قال ايهم بعقلانيه : عمر ابوك مش غلطان زي ما انت فاهم ....انت مش مديله اي فرصه يقرب منك .....بصراحه عنده حق انت مصيبه 

ضحك مشاكسا : يا اخي ده انا كنت باخد كل علقه والتانيه من ابويا وكمان بعتذر لا واسمع بس اسمه اترعش .... 

نظر له عمر بطرف عيناه ليوكزه ايهم بكتفه : متكبرش الموضوع ....ابوك وانت اللي بيحصل بينكم طبيعي لا انت فاهمه ولا هو فاهمك بس أنت بتحبه وهو بيحبك ....انت غلطان كان لازم تقوله انك 

بتهدد رشدي ومكنتش هتنفذ ...لو كنت قولت كده لابوك كان فهمك 

هتف عمر باحتقان : مكنتش بهدد وبس ...ده حقي 

قال ايهم بتحذير : وانت اخدته ياعمر 

ابعد عنها وخلاص 

: محدش يلوي دراعي  

نظر له ايهم ليقول عمر بمراوغه : خلصنا بقي يا ايهم انا عاوز ابقي لوحدي شويه 

: هتفضل فين 

: اي اوتيل ولا هروح لتيته 

هز ايهم رأسه قائلا : لا خد مفتاح شقتي 

...نظر له وتابع : اقولك قوم نطلع نسهر هناك شويه انا مخنوق 

تحدث ايهم مع عمر ليقول : انت مقصرتش معاهم واكيد مش هتفهم كل حاجه يعني وبعدين انت نفسك قولت ابويا مش فاهمني مع أنه راجل زيي انت بقي مطلوب منك تفهم بناتك 

حك ايهم ذقنه متنهدا : برضه حاسس اني مقصر ياعمر ....نظر إليه وتابع : يعني لو كنت اتجوزت وقتها كنت هبقي اب احسن ..!

تعالي رنين هاتف عمر مجددا ليقول ايهم بملل : شوف تليفونك اللي مش مبطل رن ...

نظر عمر الي هاتفه بمفاجاه حينما رأي رقم ريم التي ظلت ترن بإلحاح قبل أن ترسل تلك الرساله ...! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !