سيف منتقم الفصل الثامن والعشرون

0


 الفصل السابق
: نعم..! 

اشاحت بوجهها المتعب قائلة : اللي سمعته ... طلقني.!

تمالك اعصابه وقال بهدوء : اهدي بس ياحبيتي انتي لسة تعبانه... خلينا ناجل الكلام ده لما نرجع البيت

هتفت بغضب : بيت اية اللي ارجعه؟! ..... بقولك طلقني... اية مسمعتش..!! 

توترت عضلات وجهه من الغضب الذي جاهد للتحكم به فهي بالتاكيد لاتعني كلامها نظرا لحالتها الصحيه المتعبه ليقول بهدوء وهو يقترب منها: لا... سمعت بس هعتبر نفسي مسمعتش حاجة وانك لسة تعبانه ومتقصديش كلامك... 

قالت بعناد : لا... اقصد...

عقد حاجبيه وقال بصوت حاد : عاوززاني اطلقك. ؟! 

هزت راسها قائلة :ايوة وياريت فورا.....  

هتف بغضب لم يعد يستطيع السيطرة عليه أكثر  :انتي اكيد اتجننتي....اية اللي كان حصل لكل ده.... ده انتي مطلبتيش مني الطلاق بعد اللي حصل بينا زمان جاية تنطقيها دلوقتي 

صاحت بغضب : عشان كنت غبيه....! 

قال بحدة : ومازالتي غبيه برضه... انتي فاكرة انك كدة بتتحديني وبتقفي جنبه..وعارفة مصلحته اكتر مني.... عدي ده انا مربيه وعارفه اكتر من نفسه... وعارف اني لو معملتش معاه كدة هيرجع للزفت ده تاني 

قالت بدفاع : لا مش هيرجع...كانت قدامه الفرصه ومرجعش... . هو معملش حاجة عشان تعمل فيه كدة 

هتف بحدة : عارف انه معملش،... بس المرة دي قاوم اية اللي يضمن لي انه المرة اللي جاية هيقدر،... اية... كل مرة هيكلمك تلحقيه...؟! 

فتحت فمها لتتحدث ولكنه لم يدع لها الفرصة ليكمل :انا حذرته من السهر في الأماكن دي ومن الشرب عشان كنت عارف اخرتها وانتي برضه اللي دافعتي عنه يومها .... وهو ولا اهتم بكلامي ولا عمله اي اعتبار وخرج وسهر وشرب ولا كأنه بيعمل حاجة غلط.... قبل ماتدافعي عنه اوي كدة مقلتيش لنفسك بقي انه لو مكنش سكران مكنش راح برجليه للبنت دي... وبرضه مسالتيش نفسك لو كان بيحب سارة زي ماهو فالقنا طول الوقت كان هيروح برجليه برضه لواحدة تانية... مش ،كدة ولااية 


انه محق حدثت نفسها وارتبكت نظراتها التي واجههت نظرات عيناه الثاقبة تجاهد لتجد رد لكلامه المنطقي الذي أكمله : طبعا قالك بيخاف مني واني مش بثق فيه وكل الكلام اللي طول عمره بيبرر لنفسه بيه المصايب اللي بيعملها.. ...مقالش لنفسه بقي هو انا عمري خوفته اصلا....عمره جه مرة اتكلم معايا ورفضت... عمل حاجة اساسا تستحق ثقتي 

ازداد انفعاله وهو يشير اليها بسبابته :ياهانم قبل ماتقفي تتحديني وتطلبي مني الطلاق وتدافعي عنه اوي كدة وتبقي شيفاني شيطان معنديش قلب بقسي عليه عيشي يوم واحد من اللي عيشته معاه وانا بلف اجيبه من الغرز والبارات.... عيشي يوم وانتي شايفاه مرمي بين الحياه والموت.... جربي تخطفي واحدة ملهاش ذنب وتعملي فيها اللي عملته فيكي بسببه .... عذبي واحد مالوش ذنب ويطلع اخوكي اصلا السبب في ادمانه...احرقي أعصابك كل لحظة وانتي بتشوفيه راح فين وعمل اية عشان ميقعش تاني... واخرتها بكل بجاحة جاي يشرب ويسكر ويروح لبنت شمال ويقول اصل سيف مييثقش فيا

وهو كان عمل ايه عشان اثق فيه... 

ارتسمت ابتسامه ساخرة علي جانب شفتيه واكمل :وانتي جاية بعد كل ده تقفي معاه ضدي وتهدديني انك تسيبيني .... كنتي عاوزاني أقف هادي واسمعه واقوله برافو انك رجعت في آخر لحظة.... وانك خليت مراتي تروح مكان زي ده ياعالم كان ممكن يحصلها اية فيه... مفكرتيش وانتي بتجري عشان تلحقيه تتصلي بالبأف اللي انتي متجوزاه عشان اكيد هيعرف يتصرف احسن منك... لا ازاي تعملي كدة.... لازم تبقي انتي وهو ضحايا وسيف هو الشرير 

ازدادت نبرته شراسة وهو يواجهها بعيناه الثاقبه : كنتي بتفكري في أية لما رحتيله من ورايا..... ؟

قالت بنبره واهنه : كنت عاوزة الحقه 

صاح بغضب : ومكلمتنيش لية ؟

: خفت تاذيه 

رفع حاجبه بغضب : وكنتي فاكراني مش هعرف مثلا ولا كنتي هتخبي عليا انتي وهو اللي حصل.... وقتها بقي كنتي هتبقي خايفة عليه ولا بتساعديه يبقي كداب ويرجع تاني للي كان فيه طالما لقي اللي يدافع عنه ويبرر تصرفاته...!! 

لعلمك بقي يانور انا مش ندمان علي اللي عملته فيه واللي لسة هعمله فيه... عشان انا اكتر واحد في الدنيا خايف عليه وعارف مصلحته..... ومش مصلحته انك تقويه عليا وتفهميه انه صح وانا اللي غلط وتهدديني وتمشي...! حتي لو انا غلطت اني مسمعهوش برضه الغلط الاكبر انه راح برجله هناك وغلطك اكبر منه انك رحتي وراه من غير ماتعملي ليا اي حساب وانك اتحدتيني وسبتي البيت 

قالت بتهكم : وهو انا فرقت معاك 

صاح بغضب : انتي عارفة كويس انك فارقة معايا...

انحني نحوها واكمل بفحيح...بس انتي حبيتي تلوي دراعي..... جاية دلوقتي تقوليلي صوري مع واحدة تانية جاتلك... ماشي يانور بس ماانتي طلعتي عاقله وفهمتي ان اكيد دي لعبه وحد عاوز يوقع بينا وعدتيها .... جاية لية بقي دلوقتي تفتحي الموضوع وتتلككي بخناقتي مع عدي... بتذليني يانور ...؟! ياامشي كلامك ياتمشي وتسبيني 

اقترب منها لتشعر بانفاسه الغاضبه الساخنه 

تلفح وجهها وهو يسحق أسنانه قائلا : انتي مالكيش حق اصلا انك تتكلمي في حاجة بعد كل اللي عملتيه مش تطلبي الطلاق.... انا محاسبتكيش على خروجك لمكان زي ده من ورايا ولاانك كسرتي كلامي قدام رجالتي وصممتي تاخديه.... ولاانك هددتيني ومشيتي وسبتي البيت في اكتر وقت انا محتاجك فيه

قالت بتبرير : وعدي كان محتاجني 

صاح بغضب : تقومي تتحديني وتاخديه  وتخرجي مع انك متأكدة اني مكنتش هسيبه... مش عشان ضربته الم ولا طردته يبقي هسيبه يترمي في الشارع... بس انتي حبيتي تعانديني بسبب موضوع سهى وعشان كده جاية دلوقتي تهدديني وتطلبي الطلاق 

  زم شفتيه بغضب وهو يعتصر قبضته وعيناه الثاقبه تحاصر عيناها التي تشتت من كل ماقاله والذي به الكثير من المنطق مع الكثير من قسوة وجبروت  سيف البحيري واكمل : انا هعتبر كل اللي حصل امبارح ده كأنه محصلش اصلا و هخرج دلوقتي واسيبك تهدي لان شكل الولاده اثرت عليكي وانا مش عاوز اعمل حاجة اندم عليها 

تركها وخرج صافقا الباب خلفه بعنف.. لتنتفض نور من مكانها وقد انقلبت أفكارها راسا علي عقب حينما استمعت للأمر من وجهه نظره والتي ربما هو محق بها.. لتتذكر المرات التي كانت تضعف بها امام حازم وتعطيه النقود ليشتري تلك السموم لتفكر بأنها كانت تضره فلو كانت تتحلي بالقوة وقست عليه أو ربما أخبرت والدها والذي كان سيتصرف بالتاكيد افضل منها لكان افضل له... ربما رقه قلبها ليست فعاله في بعض الأحيان ولابد من القسوة احيانا مع انها ليست موافقة علي قسوته علي أخيه بتلك الطريقة ولكنها لاتنكر بأنه خائف عليه..! 

..... 

.... 

تبخر كل غضبه بتلك اللحظة التي وقعت عيناه علي طفله الذي وقف يتطلع اليه من خلف الزجاج حيث وضع بالحضانه... ابتسامه ممتنه ارتسمت علي شفتيه فهاهو صغيره الذي انتظره لاشهر ... يتمني لو يستطيع حمله الان...! 

استدار ببطء حينما شعر بتلك اليد التي توضع علي كتفه بينما صوت لايخطئة نطق وهو مليء بالندم : انا اسف ياسيف 

نظر لعدي الذي ماان استدار له سيف حتي ارتمي بين ذراعيه يهمهم بكلمات الأسف و الندم... : انا عارف اني عذبتك معايا كتير ... وانك بقيت بتكرهني وزهقت من... 

جذبه سيف بقوة لحضنه قائلا : اكرهك اية وزهقت منك اية.... انت ابني..حد يكره ابنه او يزهق منه 

دمعت عيون عدي ليكمل سيف : انا عارف اني قسيت عليك بس غصب عني... مقدرتش افكر مجرد تفكير انك تروح برجلك للسكه دي 

هز راسه بقوة : لا ياسيف عمري ماهرجع ابدا صدقني وثق فيا المرة دي 

اومأ له ليقول عدي : انا غلطت بالشرب والسهر واني كلمت نور وانت لا بس كنت خايف من رد فعلك 

طالعه سيف بعيون ثاقبه وهو يقول :ومخفتش من اللي كان ممكن يحصلها لما تروح مكان زي ده 

خفض عدي عيناه بخجل يدرك مقدار خطأه :مخفتش سارة لما تعرف انك كنت مع بنت زي دي هتعمل اية .... مخفتش علي نفسك لو كنت ضعفت كان ممكن يحصلك اية... ؟! 

...مش سيف ولانور ولاسارة.... اللي هيمنعوك.... عدي... عدي بس هو اللي يقدر انه يتجاوز المرحلة دي... جايز انت محتاجلنا بس ارادتك اهم من كل ده.... انا سبتك للآخر عشان تعرف انك تقدر 

هز راسه ونكسها بضعف : لا.. انا مقدرش... امسك سيف وجهه عدي بين مفيه بقوة هاتفا ; لا تقدر... تقدر علي كل حاجة... انت عدي البحيري..! اخويا اللي مش هتضيع عمري اللي قضيته وانا ببنيك... اخويا اللي هيقف جنبي ويسندني... اخويا اللي هياخد باله من مراتي وابني لو حصلي حاجة

غض حلقة واندفع : متقولش كدة ياسيف ربنا يخليك ليا.... اوعدك ياسيف انك هتشوف انا اتغيرت ازاي... دي اخر فرصه 

عقد سيف حاجبيه قائلا : ولو محصلش

قال عدي بخفة : ياعم بطل بقي... اخوك راجل برضه... اينعم يعني انا هفضل العيل الصغير اللي محتاجلك دايما بس برضه هوريك انا كبرت وبقيت راجل ازي 

ارتسمت ابتسامه ماكرة علي شفاه سيف الذي قال ; هتبقي راجل غصب عنك... 

ضيق عدي عيناه متساءلا : انت ناوي تعمل فيا اية 

ربت سيف علي كتفه : مش وقته.... هفوقلك قريب ياعدي.. بس الم العك اللي هببته مع نور بسببك الاول 

زم عدي شفتيه لايعرف ماذا يقول ولايهتم بوعيد سيف فليفعل مايفعل به فهو ادري شخص بصالحه... : انا اسف... 

: انت معملتش حاجة... انا اللي عكيت الدنيا زي كل مرة.. 

:يعني انت مش متضايق مني خلاص  

هز راسه : ولا متضايق ولاحاجة.... 

: حيث كدة حضن كبير بقي عشان أصدق انك خلاص مش زعلان 

حضنه بابتسامه فهو نفس الطفل الذي لاينضج ابدا ليقول وهو يبعده عن عنقه الذي كاد يخنقه : خلاص بقي قلت مش زعلان 

:حبيبي ياسيف ربنا يخليك ليا 

ضمه سيف اليه مجددا : ويخليك ليا ياحبيبي... 

نظر عدي للطفل من خلال المرأه وغمز لسيف قائلا :بس مراتك ضحكت عليا وجابت الواد شبهك  ....!. 

..... 

....... 

... :انا مش عاوزة أظلمك ياكمال... قاطعها وهو يجذبها لاحضانه : حبيبتي متقوليش اي حاجة... انا بحبك انتي اكتر من اي حاجة في الدنيا 

نظرت له بعيونها الدامعه :يعني انت مش زعلان مني... 

: زعلان بس عشان شيلتي الحمل ده لوحدك ومشاركتنيش معاكي فيه.... داليا حبيبتي احنا هنسافر سوا نعمل العمليه وناخد بالاسباب بس حتي لو محصلش فأنا كفاية عليا انتي... 

....... 

.... 


نزل سيف من السيارة التي توقفت بالفناء لينزل منها وهو يحمل صغيره بيد ويمد يده الاخري لنور لتستند اليه.....! 

ليسرع عدي نحوه قائلا : هاتلي بقي الواد السكر ده واطلعوا انتوا ارتاحوا 

... 

كانت تلك هي المرة الاولي التي تنفرد برفقته بعد حديثهم سويا تلك المرة فقد انقضت الايام  التاليه عليهما بالمشفي باستقبال التهاني بمولودهم الجديد.....!

علمت من عدي بما حدث بينه وبين سيف وشعرت بالسعادة والارتياح لازاله الخلاف مابينهم.. وهي كانت بحاجة للوقت لتفكر في خطوتها التاليه...! 

شعرت بوقوف سيف خلفه وقد تغلغلت رائحته التي تعشقها انفها بينما انحني ليضع قبله رقيقة علي كتفها...! 

ابعدته عنها وسارت بضع خطوات ليقطب جبينه بانزعاج قائلا :اية يانور مالك؟ ... احنا مش قلنا هننسي اللي حصل 

التفتت له قائلة :انت اللي قلت انك هتنسي  إنما أنا زي العادة مدتنيش فرصة اتكلم 

ضيق عيناه يتطلع نحوها : وانتي عاوزة تقولي اية؟ 

: عاوزة اقولك اني انا كمان مش ندمانه علي اللي عملته مع عدي ولو رجع الوقت هعمله تاني ... ولسة عند رأي انك غلطان وكان لازم تديلة ثقة اكتر من كدة وتسمعه زي مانا هسمعك دلوقتي وانت بتحكيلي عن حقيقة الصور اللي وصلتلتي واللي اكيد مختلفه تماما عن اللي حكتهولي قبل كدة

نظر لها لترفع له عيناها باتهام واضح وهي تقول بتهكم : اعتقد ان ده حقي لمااشوف صور جوزي مع واحدة في وضع زي ده 

نقل عيناه بين هاتفها الذي عرض بعض الصور له و تظهر سهي بتلك الملابس الفاضحة بحضنه والتي بالتاكيد التقطها له تلك الليلة ليتساءل هل ان اخبر نور بالحقيقة ستصدقه...! 

..... اومأت له عكس توقعاته لتقول بهدوء استغربه : مصدقاك... 

نظر اليها يحاول تبين سبب رد فعلها الهادي الذي لم يفهمه لتكمل : طبعا هصدقك انت وهثق فيك... ومش هصدق واحدة زي دي 

... عشان كدة انا مش هطلب منك المرة دي ... لا... انا هشترط عليك انك تفض الشركة دي... ومش بكرة لا النهاردة 

وبما اني عارفة ان سيف البحيري مبيتلويش دراعه فاحب اقولك اني فعلا بلوي دراعك ياسيف وبخيرك ياانا ياالشراكة دي ...! 

...... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !