الفصل السابق
هكذا قالها سيف بمنتهي الجمود وكانت تلك الكلمات هي ماظلت تترد باذنها بعد خروجها برفقه عدي الذي جاهد لاثناوءها عن قرارها بالمغادرة معه
: نور... سيبيني انا همشي
هتفت باصرار وهي تمسك بيده : مش هسيبك.. يلا ياعدي احنا هنمشي من هنا... التفتت تجاه سيف الذي كان واقف جامد كالجبل بملامح قاسية لتقول بتهكم مرير :انا اللي اخترت
....
.... قاد عدي لدقائق بلا هدي حتي ابتعد عن المنزل لتجده نور التي تجاهد لتبقي بهذا الثبات ولاتنهار يوقف السيارة ويضع راسه علي المقود وينهار بنوبه بكاء
وضعت نور يدها علي كتفه تربت عليه برفق وحنان ليقول من بين شهقاته : انااا. اسف يانور.... انااا اسف علي اللي حصل بسببي
:انت ملكش ذنب ياعدي... انت معملتش اي حاجة سيف هو اللي من غير مايسمع ليك حكم عليك
: هو عنده حق.... انا خذلته يانور...
:لا هو اللي خذلك مش انت... هو اللي مسمعكش ولاوثق فيك.. ... اوعي تحمل نفسك ذنب اي حاجة عشان انت معملتش اي حاجة... انت قدرت تقاوم ... مش ذنبك انه بني آدم مندفع مبيسمعش حد غير نفسه
:مكنش لازم تتحديه وتمشي معايا... هو كان هيهدي ويسامحني
هتفت بغضب ; وانت مش تحت أمره يسامحك وقت مايحب...انت كنت محتاج له جنبك دلوقتي مش لما يهدي... كان لازم يقف جنبك ويقدر اللي بتمر بيه... بس هو ده سيف كبرياؤه اكبر من انه يعترف بغلطه
غص حلقها وهي تتذكر كلماته بأنها من اختارت لتقول بألم : وبعدين انا مفرقتش معاه اصلا ولا اتمسك بوجودي.... صدقني ياعدي انا كدة كدة كنت همشي... جايز البعد احسن لينا كلنا
:سيف بيحبك يانور هو بس اللي حصل لخبطه وخلاه مش عارف هو بيعمل اية
قطبت جبينها بغضب :انت لسة بتدافع عنه
قال بانكسار : عشان انا السبب... انا اللي جبان وضعيف مقدرتش اقاوم... مع أول محاولة جريت ورا الإدمان مرة تانية.. ولولا انك وقفت..... قاطعته قائلة : لولا انك قاومت... انت اللي مكنتش عاوز ياعدي ترجع للطريق ده تاني... انا معملتش حاجة غير اني سمعتك ووثقت فيك وده اللي كان المفروض هو يعمله...
صمتت بضع لحظات ثم قالت بغصه حلق :انا كنت فاكراه اتغير بعد اللي حصل.. بس هو زي ماهو عمره ماهيتغير ابدا...
: انا عازرة يانور.. هو ياما تعب معايا.. عشان خاطري ارجعي
هتفت بغضب : مستحيل
:لية يانور سيف بيحبك ومش عشاني تدمري حياتكم... قاطعته بصوت مختنق بالبكاء : مش عشانك ياعدي... جايز اللي عمله معاك كان هو القشه اللي دمرت كل حاجة بس انا كان لازم امشي... مينفعش اكمل معاه وهو مش بيحبني وبيحب واحدة تانية
عقد حاجبيه بعدم تصديق : انتي بتقولي اية .. لا طبعا مستحيل
عبثت بهاتفها ثم أعطته له : مش مستحيل ولاحاجة...
نظر عدي لصور سهي برفقه سيف والتي التقطها بتعمد دون أن يدري ليهز راسه :لا.. لا اكيد في سؤ تفاهم
ابتسمت ساخرة : قلت لنفسي كدة ومرضتش اسأله عن أي حاجة بالرغم من انه بنفسه قالي انه نزل ليها الفجر يجيبها من المكان اللي كانت فيه... انا شفت الصور بتاعته معاها وقالي انه مش هينهي الشراكه
عشان ده شغل ومفيش بينهم حاجة وانا صدقته وقلت بلاش حاجة تدمر حياتنا
هو بقي عمل اية معاك... حتي مفكرش يسمعلك.. سيف ميستاهلش اني اديله اي فرصه ولااني حتي اسمعه
:بس.... قاطعته : من غير بس ياعدي... خلاص بالنسبالي سيف اخد فرصه وزيادة ..وبالنسبالك اعتبر اللي فات كله محطة وخلصت من حياتك ولازم تبدأ من جديد...سيف اتخلي عنك في أكثر وقت انت محتاجة... عدي انت لازم تثبت له انك تقدر تكمل حياتك من غيره وانك قوي وشجاع اوعدني ياعدي انك هتفضل قوي وطول عمرك ماهترجع تاني
هز راسه بتأكيد وهو يتطلع لها بامتنان فلولا وقوفها بجواره لما مر من تلك المحنه
:انا مش عارف اقولك اية... انتي لو اختي بجد عمرك ماكنتي هتعملي معايا كدة
ابتسمت له بألم :مانا فعلا اختك... انا فعلا بعتبرك زي حازم ياعدي.....
:ربنا يقدرني وارد لك جزء من اللي بتعمليه معايا
قطبت جبينها بقوة وهي تقول بألم : طيب رد ليا جزء دلوقتي
نظر لها باستفهام لتتقلص ملامحها من الألم المفاجيء الذي باغتها قائلة :انا شكلي بولد ياعدي..!!
فغر فاهه بعدم استيعاب لتعض نور علي شفتيها تحاول التماسك وهي تشعر بذلك الألم الذي يمزقها ....!
قال عدي بتوتر وارتباك جم : .... طيب... اية... بتولدي.. طيب اعمل . اية... انا هكلم سيف
زمجرت به بألم : لا... اوعي تكلمه
قال بتعلثم : ماهو... ماهو انا مش عارف اتصرف.. اونكل فهمي مسافر وحازم...
صرخت به بألم ليستعيد ثباته : عدي... فوق
وخدني علي المستشفى حالا ..
اومأ لها وهو يحاول ان يتماسك... اه افوق... فعلا... هفوق
فتح باب السيارة وامسك بأحد زجاجات المياة الباردة وافرغها علي راسه بلحظة يبعد اثار المشروب عن راسه ليعود اليها قائلا وهو يدير السيارة : انا جنبك متخافيش
عضت علي شفتيها بألم دفعه ليقود بسرعه متجاهلا الإشارات الضوئية التي بطريقه
: متخافيش... متخافيش يانور هتبقي كويسة
اومات له متظاهرة بالقوة بالرغم من المها الذي لايحتمل لاتتمني شئ قدر وجود سيف بجوارها والإمساك بيدها كما وعدها سابقا بأنه سيكون بجوارها بتلك اللحظة....!!
.....
..
انتفض كمال من نومه علي اتصال عدي الذي لم يستوعب منه سوي ان نور بالمشفى وحالتها خطيرة ليغادر برفقه داليا علي الفور...
كان عدي يقطع الممر ذهابا وايابا امام باب غرفه العمليات حيث أخذوا نور منه قبل قليل
اعصابه مبعثرة ومتوترة وبالرغم من كل شئ يريد أن يتصل باخيه فتلك اللحظة هي حقه... حقة بأن يكون بجوار زوجته وابنه..!
انه كالطفل الصغير الذي فقد امه للتو بدون سيف...! نسي قسوته عليه وأراد ان يركض اليه يستسمحه....!
تطلع كمال لعدي فيما اسرعت داليا تستبدل ملابسها وتتعقم لتدخل لنور العمليات..!
: فين سيف؟ جوه معاها؟
نظر عدي لكمال وهز راسه نافيا : سيف ميعرفش؟
ردد باستفهام : ميعرفش...!! ازاي
.....
.........
حاول إفراغ غضبه بالبوكس كما يفعل دائما ولكن لاشئ قادر علي ذلك الغضب الذي دمر كل شئ بطريقه... تهاوي سيف جالسا علي الارضيه وقد حطم الغرفة تقريبا ومازال يشعر بتلك النيران بصدره ... لماذا يخذله القدر دائما .. انه لم يطلب الكثير.. كل مااراده ان يري أخيه بأفضل حال وان تكون تلك التي يحبها بجواره وينعم بالسعادة برفقتها... انه لم يطلب الكثير ليجد ان تلك هي العاقبه..!
تتركه وتذهب...!!
الا يحق له الغضب والثورة علي أخيه الذي خذله بتلك الطريقة.... الايحق له ان يهرب من تلك الأيام التي كان يموت بها الف مرة وهو يري أخيه بتلك الحالة ؛..
لا.. لا لن يعود لتلك الدوامه السوداء مرة اخري.... لن يقف ويري أخيه يموت بين يداه مرة اخري ... لا يحتمل ابدا.... لذا كان عليه أن يقسو عليه بتلك الطريقة... وكان عليها ان تكون بجواره هو لا ان تقف ضده وتتركه..!
التفت تجاه كمال الذي فتح باب الغرفة بغضب صائحا :مبتردش علي تليفونك لية ياسيف ... بقالي ساعة بتصل بيك
هز كتفه بلامبالاه :عاوز اية ياكمال... ؟
:مراتك بتولد..!!
للحظات ظل مكانه جالس بجمود علي الارضيه الرخاميه وكانه لم يسمع شيئا قبل ان يهتف كمال مجددا :بقولك مراتك بتولد وحالتها صعبه..
قطب كمال جبينه وهو يري سيف جامد مكانه بلا حركة فهو ليس علي مايرام بالتاكيد بعد ماعرفه من عدي عما حدث بينهم ولكن الوقت ليس مناسب للتفكير بأي شئ..
قال كمال باستنكار :اية ياسيف هتسيبها وتفضل قاعد هنا
هز كتفه بوهن : هي اللي سابتني
عقد كمال حاجبيه غير مصدق بأن سيف ذلك الجبل الصلب هش لتلك الدرجة التي يتحدث بها.. انحني علي ركبته امامه وامسك كتفه قائلا بحدة : مش وقته.. هي محتاجلك دلوقتي قوم معايا
ابعد سيف يد كمال قائلا بوهن :وأية الفايدة..اروح لها لية وهي مش هتسامحني
لم يستطع ان يكمل كلامه وابتلع الغصه بحلقه....!
قال كمال بهدوء :سيف... كل مشكله وليها حل.. المهم بس تعالي قوم معايا
نور محتاجاك تبقي جنبها
رفع سيف عيناه لصديقه الذي ساعده ليقف وكانه استوعب الان فقط كلمات كمال ليقول بلهفة : اية اللي حصل.. ؟
:تعالي في الطريق هحكيلك علي كل حاجة
....
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل والهدوء عم ذلك المشفي الحكومي حيث ناهد التي سارت ببطء خلف ساميه وهي تساعدها علي الهروب...
: اسمعي انا هطلعك لغاية البوابة وهعمل نفسي بسأل عبدالصمد علي حاجة هشغله لغاية ماتبعدي فاهمه...
اومات لها ناهد لتسرع ساميه تجاه عبد الصمد حارس البوابة : مساء الخير ياعبد الصمد..
: اهلا ست سامية.. خير اية ٠اللي مصحيكي لغاية دلوقتي
: مفيش عندي نوباتجيه ولقيتك قاعد في البرد ده قلت اجيبلك كباية شاي
تناول الكوب منها :من يد معدمهاش
بنفس اللحظة كانت ناهد تركض مبتعده وهي تتلفت حولها لتركب بتلك السيارة التي توقفت علي جانب الطريق بانتظارها...
كان يقودها رجل في أواخر الثلاثينات يسمي أنور تعرفت عليه من خلال ساميه واستاجرته ليساعدها...!
انها بحاجة لجرعه الان هكذا فكرت وهي تشعر بتلك الآلام تهاجم جسدها... لقد دمرها هذا الحقير جاسر...!.
لم يقتلها وليته فعل بدلا من أعطاءها ذلك السم ليضمن بقاءها ذليلة مابقي من حياتها تحت رحمه الجرعه الاخري... حكت جسدها بغل وهي تفكر بأنها لن تتركه وستنتقم منه....
.... أوقف أنور السيارة جانبا كما طلبت منه ليحقنها بتلك المادة لتسري الراحة بجسدها وتغمض عيناها للحظات... ها ياهانم... هتروحي فين ؟
قالت وهي تمرر يدها علي انفها بحكة : اطلع علي أكتوبر... العنوان.....
انها تلك الشقة التي كان قد اشتراها لها فهمي منذ سنوات... ستبقي بها لحين التفكير بخطوتها التالية...!
وصدت الباب خلفها وتوجهت نحو تلك الخزانه الضخمة لتخرج تلك الحقيبه الجلدية الكبيرة وتفتح سحابها ببطء لتري تلك الرزم المالية التي طالما ادخرتها والبعض من المجوهرات لتتهاوي جالسة علي الارض وهي تفكر بفهمي ذلك الرجل الذي مازالت تنعم بامواله وعطاؤه لها والذي بادلته بالخيانه والدناءه....!!
ليتها كانت زوجه وفيه ومحترمه كما عاملها دوما...!
جالت صورة حازم الذي دمرته مثلما فعل جاسر بها كما تذكرت نور التي طالما كرهتها وحقدت عليها.. ولاتنكر انها ماتزال تكرهها وتغار منها فجاسر بالتاكيد ازاحها من طريقه من أجل نور..!
.....
......
قتلته تلك النظرة الكسيرة بعيون عدي الذي كان واقف امام غرفة العمليات بوجهه هربت دماؤه يدرك كم هو ضعيف لايقوي علي الوقوف بمفرده بهذا الموقف .... يخشي ان يصيبها اي مكروه لذا اتصل بكمال وهو متاكد بأنه سيخبر سيف ليكون بجوارها فمهما قالت نور ورفضت وجوده فهي بالتاكيد تريده بجوارها..،.!
ابتعد بضع خطوات للخلف حالما وصل سيف الذي ماان وصل حتي استعاد رباطة جأشة واندفاعه ليبدأ بالغضب علي الاطباء... ولكن خروج داليا التي تنفست الصعداء حينما اطمانت علي حالة نور جعلته يتوقف ويهرع نحوها باعصاب مشتعله
: طمنيني عليها.... هي كويسة ؟
اومأت داليا له قائلة : الحمد لله.. ولادتها كانت صعبه جدا ياسيف بس عدت علي خير ..
قال بلهفه : عاوز اشوفها
:هننقلها اوضه عادية كمان شوية بعدها تقدر تشوفها...
اومأ لها ثم قال : والولد..؟
: كويس في الحضانه... هكلمهم واعرف تقدر تشوفه امتي..
ابتسم لها قائلا : متشكر
احتضنه كمال قائلا : الف مبروك ياصاحبي
تلاقت عيناه بعيون عدي قبل ان يبعدها ويدلف لغرفة نور...!
...
....
كانت تبدو شاحبه للغاية برداء المشفي المشبع برائحة البنج...شفتاها فقدت ألوانها و خصلات شعرها مبعثرة حول وجهها الذابل والذي يخبره بمقدار العذاب الذي عانته... اقترب بخطي بطيئة ليتطلع اليها ويمد يده ليمررها بحنان علي خصلاتها التي يعشقها وانحني ليطبع قبله طويلة علي جبينها هامسا بندم :انا اسف...
جلس بجوار فراشها والتقط يدها التي غرست بها تلك الحقنه المغذيه بين يديه يربت عليها بحنان وعيناه معلقه بعيونها التي اغلقتها باهدابها الكثيفة التي بدأت تحركها ببطء... كانت تشعر بآلام شديد بكل جسدها وجفونها الثقيلة لاتساعدها علي فتحها.. حاولت وبعد مجهود فتحت عيونها ببطء وهي تشعر بهذا الضغط علي يدها اليسري...!
والذي لم يكن سوي يديه التي احتضنت كفها برفق... نظرت له بضع لحظات تستوعب وتتذكر ماحدث فيما اقترب منها وتمتم بخفوت : حمد الله على سلامتك..
اشاحت بوجهها عنه قائلة بوهن : اية اللي جابك
:مش عاوزاني اكون جنبك.. كده يانور هنت عليكي تهدديني ببعدك وتسبيني...
هزت راسها مردده بصوت مختنق : انت اللي اخترت اني ابعد
قال بتبرير : غصب عني يانور كان لازم اقسي عليه كدة...
سحبت يدها من يده وادارت وجهها للجهه الاخري ليقترب منها قائلا : مكنتش اقصد انك تبعدي عني ابدا بس مكنش ينفع أتراجع عن قراري... هو اللي اضطرني اعمل معاه كدة... صدقيني انا عملت كدة عشان مصلحته
سخرت بمراره : مصلحته انك تعمل فيه كدة... تطرده وتهينه...
:عاوزاني اسيبه يرجع تاني للي كان فيه
:عدي معملش حاجة... انت مسمعتهوش
قال بانفعال : كنت خايف عليه... انتي عارفة انا بحبه اد اية
قالت بتهكم : لا واضح اوي انت بتحبه اد اية
رفعت اليه عيناها الساخرة : زي مابتحبني بالظبط... مش كدة
نظر اليها وعقد حاجبيه قائلا ; طبعا بحبك
قالت بهجوم : مكنتش سبتني بالسهوله دي
:نور اسمعيني.... قاطعته بحدة بالرغم من وهنها : كنت سمعته..!
انا اديتك فرصه وصدقت انك اتغيرت بس انت زي ماانت....
انا صدقتك وكذبت الصور بتاعتك مع سهي النجار اللي وصلتني ومعاها كلمه جوزك بيخونك... صدقتك لما قلتلي شغل ووثقت فيك... في حين ان انت مسمعتش حتي كلمه من عدي يدافع بيها عن نفسه
ردد بعدم فهم : صور اية... انا مش فاهم حاجة ...
هزت راسها : مش مهم تفهم ... انت سبتنا نمشي عشان مترجعش في قرارك مش كدة
حاول أن يتحدث : نوري.. انا.. قاطعته بغضب : متنادنيش بالاسم ده تاني...
طالعته باعين شرسة اول مرة يراها : مينفعش سيف بيه البحيري يرجع في قراره...! انا كمان اخدت قرار ومش هرجع فيه... طلقني ياسيف ولو سمحت اطلع برا ومش عاوزة اشوفك تاني.
....
فركت داليا يدها بتوتر وهي تقول بابتسامه :حلو ابن سيف مش كدة
اومأ لها بسعادة : فعلا جميل اوي
اقتربت منه قائلة بتعلثم : كمال انا عاوزة اقولك حاجة....
.... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك