الفصل السابق
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تنهد ايهم الذي كان قد أوقف سيارته جانبا بينما مازال في حيرة وعقله يغلي منذ الأمس بعد ما راي ريم مع نديم .... يفكر هل يخبر عمر بما رأه ام يصمت ؟!
أنه ذاهب لخطبه الفتاه وأصر علي مجيئه معه برفقه عائلته ...أنها مكانه كبيرة تلك التي يضعه بها لذا فهو بين شقي الرحي.....يخبره ويكسره ام يصمت وبداخله يخون صداقتهم بصمته .... تنهد مرارا والتفكير لا يترك عقله في معضلته الصعبه !
عقد عمر حاجبيه وهو يفتح تلك الرساله التي كان بها بضع كلمات كافيه لاستفزازه لفتح الرساله
( مين ارجل من التاني يا ابن السيوفي ....اظن بعد الفيديو هتعرف الاجابه )
لا ينكر عمر أن تلك الكلمات دفعت الدماء الحارة الي عروقة ليضغط بنفاذ صبر علي الفيديو الذي جعل الصدمه تبدو جليه علي وجه عمر للحظات قبل أن يستعيد جمود ملامحه يخفي خلفه النيران التي توهجت بداخله .....
لم يحتمل نديم الا يري ملامح عمر وبداخله تتراقص طبول التشفي فيه بعد زمن طويل من الغيرة ... سنوات وهاهو اخيرا سيري هزيمه خصمه أمامه لذا قاد نفسه الي هلاكه بيده دون أن يفكر في تبعيات هذا الانتصار الزائف خاصه وهو يعرف بطبع عمر الذي ما أن رأه أمامه لم يمهله لحظه واحده من التشفي أو التشمت به وكان بلا تفكير يلقي الهاتف من يده ويندفع الي نديم الي تفاجيء به ينقض عليه بعنف وبغضب اعمي يسدد له لكمات قويه باغته بها فوقع سريعا في قبضه عمر الذي كانت عيناه تلتهب بغضب جحيمي و هذا المشهد لا يختفي من أمام عيناه بينما ذلك الحقير اقترب من فتاه تخصه وليس اي فتاه بل التي اختار أن يعطيها اسمه !
لكمه قويه سددها عمر أطاحت بنديم وجعلته يترنح للخلف وقد زاغت عيناه و سالت الدماء من أنفه بقوة حاول نديم أن يستند الي الحائط خلفه حتي لا يقع أرضا ليندفع عمر ناحيته كما اندفعت الجموع لتري ما يحدث فيستغل نديم الوضع ويسدد لكمه مباغته لانف عمر التي تدفقت منها الدماء الغزيرة فما كان من عمر إلا أنه امسك بتلابيبه بقوة وهجم عليه
: عمر ...!
تعالت الصرخات من حوله بينما تدخل البعض في محاوله يائسه لابعاده بينما امسك براس نديم وصدمها بقوة في الحائط خلفه و الذي كاد يفقد وعيه من أثر اصطدام رأسه بتلك القوة بالحائط ليرفع عمر ركبته ويركله بقوة في رجولته ليصرخ الشاب بألم شديد وينحني للاسفل بينما أنفاسه تكاد تنقطع وهو يلهث بقوة
من بين الجموع تدخل ايهم ذو الملامح الصارمه الممزوجه مع وسامه تناسب عمره الذي تخطي الاربعون ومازال محتفظ بجسده الرياضي الذي لا تشوبه شائبه بينما خطت بعض الشعيرات البيضاء مؤخره رأسه علي استحياء لتزيد من وسامته .... عقد حاجبيه الكثيفان ما ان وطأت قدمه المكان وتفاجيء بما يحدث ليسرع يبعد الشباب الذين تجمهروا حول الشابين ليمسك سريعا بكتف عمر هاتفا بحزم وهو يحاول أبعاده عن نديم الذي لا يحتاج لسؤال عن سبب ما يفعله به عمر ...مؤكد عرف بما بينه وبين ريم : عمر كفايه كده
صاح عمر وهو يبعده عنه بينما يريد أن يصرخ بنا فعله هذا الحقير ولكنه كتم صرخته بداخل جوفه المحترق وترك العنان لقبضته تترجم اللهيب المشتعل بداخله في هيئه لكمات قويه : ابعد يا ايهم
انحني عمر مجددا تجاه الشاب وسدد له لكمه في أنفه قبل أن يمسك بذراعه بقوة ويلويها خلف ظهره ليستمع الي صوت تكسر عظامها بين يداه ....وصل نديم للنهايه بينما لم يعد هناك به أي قوة ليدفعه عمر علي الأرض وينحني فوقه يجذبه من تلابيبه ويهتف من بين أسنانه وهو يقرب وجهه منه : كده مين ارجل من التاني يا دنجوان ..انا عمر السيوفي يعني لما احب أثبت أن انا راجل بيكون كده قدام الناس مش زي ما انت عملت ...دفعه علي الأرض مجددا ليلهث الشاب الغارق بدماءه بينما يعتدل عمر واقفا باعتداد ويمسح بظهر يده بقايا الدماء من أنفه ثم يرفع رأسه للاعلي وهو يهندم من التيشيرت الذي التصق بعضلاته القويه ويبعد خصلات شعره الفاحم للخلف ثم يجذب حقيبته الرياضيه ويتجه للخارج وهو يتهادي بمشيته التي ضاهت الطاووس غرورا بينما يرفض ولو لحظه أن يبدي انكسار .....
اسرع البعض يحاولون مساعده نديم وماهي الا لحظات وكانت صافرة سيارة الإسعاف تصل ...اسرع ايهم خلف عمر ولكن عمر كان قد انطلق بسيارته وهو يتوعد تلك التي تلاعبت به ......بدون تفكير كان ايهم يسرع الي سيارته يحاول اللحاق بعمر الذي يعرف جيدا ما ينتويه ...!
... ...
وقفت زينه خلف عاصم تلبسه جاكيت بدلته وهي تقول بسعاده : اخيرا يا حبيبي عمر هيتجوز ...
اوما عاصم وهو يستدير إليها لتعقد له ربطه عنقه فيما عانقت يداه خصرها وهو يقول بسعاده : اخيرا يا زوزو انا كمان ناوي اتفق معاهم كام شهر ويتجوزوا ........تنهد وتابع : مفيش غير الجواز والاستقرار اللي هيعقلوه ....!!
عقل عن أي عقل يتحدث بينما حرفيا كان عقل عمر قد خرج من رأسه وهو يقود كالمجنون ومشاهد لا تعد تتحرك امام عيناه ....أنه لم يركض خلفها بل هي من فعلت ...لماذا ان كانت تحب اخر تتلاعب به ...ازدادت قبضته علي المقود وهو يزحر نفسه بتأنيب ( انا اللي لعب ببنات ملهاش عدد بنت تضحك عليا .....مش هرحمك ! )
ضغط المكابح بقوة حينما توقفت سيارة ايهم أمامه بعرض الطريق واصدرت إطاراتها صوت احتكاك قوي كاد يصم الاذان ....نزل ايهم من السيارة واتجه الي عمر الذي لم يفكر وسرعان ما كان ينظر خلفه ويتراجع بسيارته للخلف بإصرار الا يوقفه أحد ... زفر ايهم بضيق من إصرار صديقه علي السير بهذا الطريق المهلك للانتقام ليركض الي سيارته مجددا ويديرها بقوة خلف عمر مجددا يحاول إيقافه ....
بينما كان المشهد دامي ومؤلم وسياره الإسعاف تنقل جسد الشاب الغارق بدماءه كان المشهد رومانسي في منزل عاصم الذي أخذته الاحلام في مستقبل ابنه
قالت زينه بتفكير : تفتكر رشدي هيرضي تتجوز وهي ليه بتدرس
قال عاصم وهو يربت علي يدها : متشغليش بالك ....انا هقنعه
نظر في ساعته قائلا : هو عمر كل ده لسه مرجعش ؟
قالت زينه وهي تجذب هاتفها : هكلمه ...هو من بدري قالي مستني ايهم
اوما عاصم : طيب كلميه
وهناك مشهد آخر من التوتر لريم التي لا تبارح النظر في ساعتها وقد بدء القلق يدب في أوصالها وهي تحاول الاتصال بهاتف عمر المغلق
لحظات وكان المشهد كله يرتبك بعد هذا الهاتف الذي وصل لعاصم الذي رج صوته الغرفه وهو يهتف بعدم استيعاب : بتقول ايه ؟
قال أحد أصدقاء نديم وعمر : خناقه جامده اوي ....نديم اتنقل المستشفى
قال عاصم بلهفه وقلق سافر : وعمر
قال الشاب : مش عارف يا اونكل
أسرعت زينه تركض خلف عاصم بقلق شديد : عاصم في ايه ...لم يقل شيء بل اسرع يجذب مفاتيح سيارته وينزل بخطوات مسرعه تجاه الباب لتركض زينه خلفه : عاصم في ايه .... فهمني ....عاااصم ماله عمر ...استني ياعاصم
لم يستمع لكلمه مما قالت بينما كان سرعان ما يستقل سيارته وينطلق بها بعد تلك المكالمه لتتهاوي زينه ممسكه بالسور الرخامي للدرج وقلبها ينتفض من مكانه ويتعالي بضجيج قوي بين جنبات صدرها ذلك الشعور الخوف الذي يلازمها دوما علي ابنها الأصغر الذي تشعر بأن ذات يوم من الايام ستحمل مكالمه كتلك خبر مؤلم لها ...!
..............
خرج سيف من غرفته مسرعا علي صوت زينه ليقول بقلق وهو يراها جاثيه علي الدرج : ماما في ايه ؟
قالت زينه بينما تندفع دموع القلق من عيونها :
معرفش ياسيف ...ابوك جاله تليفون وكل اللي سمعته اسم عمر .....أمسكت بيد سيف : اخوك جراله حاجه ....اخوك ياسيف...تهدج صوت زينه لتسرع تينا تسندها برفقه سيف الذي حاول أن يخفي قلقه وهو يقول : متقلقيش يا ماما .....اكيد حاجه بسيطه
عرف سيف بمن يتصل وفي لحظه كانت ملامحه تتغير بينما أخبره ايهم : عمر ضرب نديم ونديم في المستشفي وحالته صعبه اوي
قال سيف بهلع : وعمر فين ؟
قال ايهم وهو يتطلع الي عمر الذي بصعوبه بالغه استطاع اللحاق به وهاهو اخذه عنوه الي شقته: متقلقش عمر كويس ....هو معايا ...يهدي وهرجعه البيت
قال سيف : طيب ابعت ليا العنوان وانا جاي
هز أيهم رأسه : لا خليك ...انا معاه
اغلق سيف وقال لزينه : زي ما قولتلك خناقه عاديه ....
نظرت له زينه بعدم تصديق : ولما هي عاديه ...عاصم جري ليه بالطريقه دي ...
قال سيف وهو يتصل بأبيه : عادي يا ماما ....اكيد قلق علي عمر
بكلمات مقتضبه كان سيف يجيب علي أبيه : حاضر ...انا جاي علي طول
أسرعت زينه خلف سيف : انت رايح فين ؟
قال سيف وهو يربت علي يدها : بابا عاوزني ...متقلقيش يا ماما قولتلك عمر بخير.....كلها ساعه وأيهم هيرجعه
: عاصم فين ؟
تهرب سيف قائلا : ابدا بس بيطمن علي الولد اللي عمر اتخانق معاه وانا رايح له
قالت زينه وهي تمسك بيد سيف : انا جايه معاك
هز رأسه ونظر بطرف عيناه الي تينا لتمسك بوالدته : لا خليكي وانا هطمنك
اسرع سيف لتمسك تينا بكتف زينه وتاخذها لتجلس : اهدي ياطنط وان شاء الله خير
هزت زينه راسها وأخذت تفرك يدها بقلق : لا انا مش هقدر اقعد انا رايحه اشوف ابني
أمسكت تينا بها : بلاش يا طنط ....سيف قال إنه مع صاحبه ...استني شويه وهنعرف في ايه
.........
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بقلق شديد واعصاب متوترة اخذت ريم تتحرك في الغرفه ذهابا وإيابا بينما فات موعد مجيء عمر
لتمر ساعه ....اثنان .....ثلاثه ...!!
......
بهياج شديد كان عمر يركل أحدي الطاولات الزجاجيه لتتطاير قبل أن تسقط علي الأرض وتتحطم الي شظايا بينما يصرخ بغضب وهياج شديد : انا متخانش يا ايهم ...هشرب من دمها
قال ايهم بهدوء وهو يهز رأسه : وتروح في داهيه ...اييه ياعمر اعقل شويه وفكر ...
هز رأسه بعناد : لازم ادفعها تمن اللي عملته
امسك ايهم بكتفه وقال بحزم : لا لازم تبعد عنها .....بنت زي الف ومليون غيرها ...خلصت ياعمر
نظر إليه وتابع بجديه : اهدي وخلينا نشوف هنعمل ايه في المصيبه دي ...نديم في المستشفي وحالته صعبه ...!
نظر إليه عمر بلا مبالاه وهل يتوقع منه أن يقلق ....لا بالتأكيد ...!
...........
..
احتقن وجه عاصم بينما يستمع إلي تلك الكلمات التي خرجت من فم والد نديم الذي اندفع ناحيته يهاجمه : انا مش هسيب حق ابني وهاخده من ابنك البلطجي ده ...
قال عاصم بهدوء ورصانه : المهم دلوقتي نطمن علي نديم يا صادق وبعد كده .....
صاح الرجل بغضب يقاطع عاصم : مفيش بعد ولا قبل ....ابني انا اقدر اجيب حقه ومش هسيب ابنك .... فاهم يا عاصم ياسيوفي
نظر إلي عاصم وتابع بوعيد : حق ابني هجيبه ....بالقانون بالعافيه هجيبه
تدخل سيف : انت بتهددنا
أوقفه عاصم بإشارة من يده ونظر الي الرجل بثبات قائلا للرجل بتحذير مبطن : انا مش هاخد علي كلامك تقديرا لحالتك بس عاصم السيوفي مش بيتهدد
هز صادق رأسه وقال بتحدي : وانا مش بهدد وبس ... خاف علي ابنك ياعاصم ...خاف عليه اوي ....كل خطوة يمشيها اعرف انها جايز تكون اخر خطوة له
اخذ صادق يهدد ويندد ليستدير عاصم ويغادر المشفي بخطوات ثابته ظاهريا ولكن بداخله كانت كل أعصابه تهتز خوفا علي ابنه
حاول سيف التحدث الي ابيه الذي تعثرت أحدي خطواته وهو ينزل الدرج الرخامي خارج المشفي وكاد يقع ليمسك سيف بذراعه بسرعه ويقول بقلق : بابا انت كويس
قاوم عاصم الدوامات السوداء التي داهمته وقال بنبره غلبها الانكسار : اخوك هيقضي عليا
شد سيف من ازر أبيه قائلا : بعد الشر عليك ....متقلقش آخره يهدد ميقدرش يقرب من عمر ....امحيه من علي وش الأرض
............
جلست ريم في غرفتها بكمد وانكسار بينما لم يأتي ....
هل وصل به الاستهتار لتلك الدرجه ؟! ان يخلف وعده مع عائلتها .... إذن لماذا وعدها ؟!
اسئله كثيرة كانت بلا اجابه بينما الوحيد الذي يستطيع الاجابه عليها لاتعرف طريق للوصول إليه بعد أن أغلق هاتفه .....
تنهدت لميا ورفعت عيناها من هاتفها ونظرت الي زوجها الذي بدت ملامح الامتعاض علي وجهه وهو يتبرطم بحنق : ابن عاصم السيوفي بيلعب بينا ....
قالت لميا وهي تحاول تهدئته : اصبر بس يا رشدي متعرفش ايه اللي حصل
هتف بها بانفعال : هيكون ايه اللي حصل إلا أنه بيستهتر بينا
تنهدت لميا بصمت وعادت للنظر في هاتفها لتعقد حاجبيها وتهب من مكانها : رشدي شوف اللي حصل
نظر لها رشدي باستفهام قبل أن تتغير ملامح وجهه فيما أسرعت لميا الي ريم
: شوفتي اللي حصل ؟
نظرت لها ريم بعدم اكتراث لتقول لميا: نديم في المستشفي ؟
قالت ببرود : وانا مالي ومال نديم
قالت لميا بأسف : عمر ضربه
هبت ريم من مكانها ونظرت الي حيث أشارت زوجه ابيها بهاتفها بينما بدأت بعض الصفحات علي التواصل الاجتماعي نشر صور لنديم وسيارة الإسعاف تنقله غارق في دماءه وهذا العنوان الرنان يتصدر الصفحه
( شاب يضرب صديقه حتي الموت )
.......
....
نظر ايهم الي عمر بتشديد : عمر انت وعدتني
اوما عمر ومد يداه الي مقبض باب السيارة التي توقفت أمام منزل السيوفي
اسرع سيف يركض خلف أبيه وكذلك فعلت زينه ما أن اندفع عاصم تجاه عمر الذي دخل الي المنزل وهو يرفع رأسه و يحاول أن يعتد بخطواته كما اعتاد ولكن ايهم لمح انكساره الذي يخفيه وهو يغادر
باندفاع كان عاصم يهجم علي عمر ويسحبه من ذراعه بعنف صارخا به : انت ناوي تعمل فيا ايه تاني ....عاوز تخلص عليا .... هز جسده بقوة وهو يتابع بجنون توبيخه بينما عمر وقف أمامه ببرود كما اعتاد يتقبل التوبيخ :
ايييه ....هفضل الم مصايبك لغايه امتي ....
دفعه بغضب وتابع بجنون وهو يتحرك مكانه : وانا اللي قولت هيعقل .... تعقل ايه ...انت هتفضل طول عمرك كده مستهتر وطايش
من ينظر إلي عمر يري ملامحه البارده التي اعتادتها ولكن من يدقق النظر يري مقدار انكساره وهو وقف أمام أبيه يتلقي التوبيخ بصمت زاد من فوران اعصاب عاصم الذي يخشي عليه حد الجنون ويترجم خوفه بصوته العالي
اشار له عاصم بحزم : حالا تلم هدومك وتروح اسكندريه شافعي هياخدك مكان تقعد فيه
رفع إصبعه في وجه عمر وتابع بتحذير : محدش يعرف طريقك ومتتحركش خطوة من غير ما اعرف لغايه ما اشوف المصيبه اللي عملتها تتلم ازاي .... فاهم
اسرع سيف يصعد خلف أخيه بينما نظرت زينه إلي خطوات ابنها وهو يصعد الدرج باستسلام لم تعهده به لتلتفت لعاصم : انت بتعمل ايه ....هو كده خلاص الموضوع خلص ....تديله كلمتين وخلاص
تجاهلها عاصم وامسك بهاتفه يرسل رساله لأحد رجاله بمراقبه صادق لتهتف زينه به بغضب : عاصم رد عليا انا بكلمك
هتف عاصم من بين أسنانه : عاوزة ايه يا زينه ؟
نظرت له بغضب : عاوزة اعرف ايه اللي عملته ده ....انت كده خلاص خلصت الموضوع ...تديله كلمتين وحتي متعرفش سبب اللي عمله واللي هيرجع يكرره تاني زي كل مرة
هتف عاصم بحنق بينما كل أعصابه كانت تالفه بمعني الكلمه : ميهمنيش دلوقتي هو عمل كده ليه ...يهمني اني احميه !
استنكار شديد غلف ملامح زينه بينما اخذت تهز رأسها وهي تتطلع الي عاصم قبل أن تهتف به بسخط ردا علي إجابته : تحميه ؟!.. انت فاكر انك كده بتحميه ؟
اكتفي عاصم بالتقاء نظراته بنظراتها لتنفجر به زينه باستهجان لكلمته التي يأخذها مبرر لأفعاله : انت كده مش بتحميه ...انت بتشجعه يبقي مجرم
اتقدت عيون عاصم بالغضب وبدأت أنفاسه الساخنه تعلو وتهبط مع تزايد حده نبره زينه التي صاحت به بصوت عالي اقرب الي الجنون اوصلها إليه بتجاهله لتلك الحقائق الواضحه أمامه كوضوح الشمس : ايوة ياعاصم انت مش بتحمي ابنك انت بتشجعه أنه يبقي مجرم
هتف عاصم بها من بين أسنانه وهو يندفع اليها يجذب ذراعها ويأخذها للاعلي بينما بدأ العاملون بالمنزل يتهامسون علي ما يحدث : زيييينه وبعدين معاكي
جذبت زينه ذراعها من يده بحنق هاتفه : انت اللي وبعدين معاك .....هتفضل ساكت وبتداري علي تصرفاته اللي مش طبيعيه لغايه امتي
نظر لها عاصم بغضب : زينه لآخر مرة هقولك كفايه
نظرت له بتحدي وهزت راسها : لا مش كفايه ...ومش هسكت تاني .....انا سكت كتيرررر وكل مرة بسمع كلامك وأكذب عقلي واحاول اغمض عيني واقول شاب ...مش قاصد ... واديله الف مبرر ...بس لغايه هنا وكفايه ...خلاص مبقاش في سكوت
واجهته بعيونها واندفعت الي هاتفها الملقي علي طرف الفراش تجذبه بحنق وترفع أمامه تلك الصور البشعه صارخه به : بص ....بص وشوف ...دي تصرفات ابنك
دي التصرفات اللي انت بتبررها وبتعمل نفسك مش واخد بالك انها مش تصرفات طبيعيه
ألقت الهاتف من يدها وتابعت النظر إلي عيناه بتحدي تسأله : لما ابنك يضرب واحد بالطريقه دي ......وياريته اي واحد ...لا ده صاحبه ...يبقي اييييه....صرخت مجددا وهي تدور حول نفسها بجنون : يبقي اييييه رد عليا
مسحت وجهها بانفعال بينما بدأت تشعر بتلك الوخزة تجاه قلبها من فرط انفعالها ولكنها تجاهلتها وتابعت باستهجان : انت لما تغطي علي عمايله وتبررها ليه يبقي بتشجعه يكررها تاني زي ما عمل مرة وعشرة والف قبل كده .....توقفت أمامه بينما صدرها يعلو ويهبط لتقول بجديه : عمر ابنك محتاج دكتور نفساني ياعاصم مش محتاج لواسطتك كل مرة عشان تطلعه من مصيبه انت واثق أنه كمان كام شهر هيكرر مصيبه افظع منها ....فوووق ياعاصم وشوف ابنك وصل لفين
اهتزت نظرات عاصم وجعا علي ابنه الذي يدرك أن والدته محقه في كل كلمه نطقت بها لتخرج نبرته مهتزة كما حال نظراته : عاوزاني اعمل ايه ....اسيب ابننا مستقبله يضيع ؟!
انغرس سهم في قلبها وجعا علي ابنها يوازي وجع عاصم بل وأكثر ليغص حلقها بقوة وهي تخفض راسها بأنهزام لم يمنعها من قول الصواب : عاوزاك تواجهه الحقيقه ..... كفايه نضحك علي نفسنا ونقول ابننا ظابط ناجح ..... ابننا احنا فشلنا في تربيته !!
........
....
ارتسمت ملامح الملل علي شفاه عمر الذي أخذه سيف الي غرفته ليتحدث معه وكالعاده عمر بارد ولم يحاول اخفاء ملامح الملل التي ارتسمت علي وجهه بينما نظر إليه أخيه الأكبر سيف باستنكار حينما قال عمر بلامبالاه : المحاضره لسه قدامها كتير
عقد سيف حاجبيه مرددا : محاضره !
اوما عمر قائلا بمزاح ليس محله : أيوة ياسيفو محاضره كل كام يوم عن الأخلاق والتربيه ....ياعم والله حفظتها
رفع سيف حاجبه : وطالما حفظتها امال مش بتعمل بيها ليه ...؟!
نظر الي أخيه وتابع مستخدما نفس كلمته : ياعم .!
ضحك عمر واعتدل واقفا ليتجه الي المرأه المعلقه بجانب الغرفه ويقف امامها بغروره المعتاد يهندم من ملابسه بينما يقول : عشان انا كده ياسيفو .....ضحك وغمز لأخيه من خلال المراه : انا مش متربي ومستهتر زي ما ابوك قال وحابب نفسي كده
زم سيف شفتيه وقام وهو يزفر ليقف خلف أخيه ويقول بجديه : بس احنا مش حابين انك تبقي كده يا عمر
التفت له عمر بلا مبالاه كعادته : وحابين ابقي ازاي ؟! ....مرر يداه علي ربطه عنق أخيه المضبوطه ليقول بمرح : ابقي واد ابن ناس متربي زيك ....توء ياسيفو خليك انت لوحدك صاحب اللقب ده بجداره ....إنما أنا خليني زي ما انا المستهتر.... !
نظر سيف إليه بعجز حقيقي عن الخوض في حديث ويأخذه أخيه علي محمل الجد ولكنه لم ييأس يوم من المحاوله ليقول بجديه : عمر انا بتكلم جد
هز عمر كتفه وأخذ أحدي زجاجات العطر الخاصه بأخيه من فوق منضده الزينه يفتحها ويشمل رائحتها قائلا : وانا بتكلم جد ....انا عاجب نفسي اوي كده ....وكعادته غاير الموضوع ليقول وهو يلوي شفتيه : ايه ياسيفو البرفيوم ده ....ده قديم اوي ...غمز له بمرح وتابع : ده شبه بتاع ابوك ....!
نظر له سيف بغيظ بينما يتملص منه كالزئبق ليمسك بزجاجه العطر بحنق ويعيدها الي مكانها : عجباني ...خلينا في موضوعنا
نظر عمر لأخيه بانتصار بينما بدهاء مستتر وصل إلي مايريد ليقول بجديه : وصلت للمفيد....اهو انا كمان عاجب نفسي زي ما انت عاجبك البرفيوم بتاعك .....بوغت سيف بدهاء أخيه في اثبات وجهه نظره ليقول : ماشي ياعمر حتي لو عندك حق في انك تكون عاجب نفسك ومش عاجبنا.... بس علي الاقل حاول تفكر في كلامنا وان كلنا خايفين عليك ...ياعمر انت كبرت وبقيت راجل ولازم تخف شويه من استهتارك ده .... اللي عملته غلط ومالكش اي مبرر فيه إلا أنك بتفرد عضلاتك وخلاص
اهتزت نظرات عمر للحظه ولكنه سرعان ما استعاد نظراته البارده بينما يقول لأخيه وهو يهز كتفه : ولو ليا مبرر هتفرق
اوما سيف : اكيد ...
ابتلع عمر ومال تجاه إذن أخيه ليهمس من بين أسنانه بغضب شديد سري بعروقه : كان لازم اضربه واكسر عضمه ولو شوفته قدامي تاني هخلص عليه مش بس هخليه متكسر .....خانتني معاه !
اتسعت عيون سيف ليرفع رأسه ينظر لأخيه الذي بلحظه محي كل نظرات الغضب من عيناه وعادت نظراته صفحه هادئه بارده لاتكترث لشيء ليصفر بمرح ويلقي نظره اخيره علي مظهره في المراه ويتجه الي باب الغرفه تاركا أخاه في حيرة لا تنتهي بينما لم يستطع يوما فك شفره شخصيه أخاه. .....!
زفره حاره انبثقت من صدر عمر الضائق ما أن انفرد بنفسه ومرارا وتكرارا يمر هذا المشهد تمام عيناه بينما نديم يقبل ريم
.......
مررت شهيرة أناملها بين خصلات شعر عمر الذي وضع رأسه فوق ساقها واغمض عيناه لتظل تداعب خصلات شعره بحنان ولم تسأله عن شيء حينما وجدته امامها ..
تحرك عاصم ذهابا وإيابا وهو يعقد يداه خلف ظهره بينما عقله لا يتوقف عن التفكير بعد أن عرف بما ينتويه صادق لابنه ....
بعد قليل امسك بهاتفه ليتصل بعمر ويتأكد من وصوله ليتفاجيء بشهيرة تجيب عليه ...نظر لشاشه الهاتف وعاد ليضعه علي أذنه قائلا بدهشه : ماما !
قالت شهيرة بهدوء : عامل ايه يا عاصم ؟
لم يجيب علي سؤالها بل قال باستنكار : هو عمر عندك ؟
أومات شهيرة التي تعرف بالخلاف الدائم بين ابنها وحفيدها : اه يا عاصم ...اطمن هيفضل معايا انا وهشام
جز عاصم علي أسنانه هاتفا اديله التليفون
قالت شهيرة وهي تحاول تهدئه الأمر بينما اعتدل عمر جالسا وهو يشير لجدته أن تعطيه الهاتف : في ايه يا عاصم ... اهدي شويه
أعاد عاصم كلماته بسخط : ماما لو سمحتي اديله التليفون يكلمني
أعطت شهيرة الهاتف لعمر بعيون اسفه ليجيب عمر : أيوة يابابا
هتف عاصم بانفعال شديد: هو انا قولتلك ايه ...مش قولت متتحركش من مكانك ...ايه اللي خلاك تروح لهشام
قال عمر بلا مبالاه : عادي مش عاوز اقعد لوحدي قولت اقعد مع تيته فيها ايه ...مش كل اللي يهمك اني ابعد ...قاطعه عاصم بسخط : كل اللي يهمني تنفذ كلامي ...حالا تروح مكان ما قولت
احتدت نظرات عمر من نبره عاصم الأمره ليقول باعتراض : وانا مش عاوز اقعد في مكان لوحدي
انفلتت نبره عاصم الحاده : عاوز تقعد في السجن مش كده ...؟
صمت عمر يستمع إلي أبيه الذي لم يجد بد من أخباره : سكتت ليه .... ايه متوقع اني كل مره هعرف اطلعك منها ....!.
صادق بلغ عنك و هيسجنك .... !
نظرت شهيرة بقلق الي يد عمر التي قبضت علي الهاتف بتلك القوة بينما تغيرت كل ملامح وجهه
: قدامك ساعه والاقيك مكان ما قولت والا شيل شيلتك لوحدك واعتبر ملكش اب
سحب عمر نفس وزفره ببطء قبل أن يقول ببرود : لا وعلي ايه ياعاصم بيه .... كفايه عليك اوي كده
صمت عاصم بعدم فهم : قصدك ايه ؟
قال عمر بتحدي : قصدي أن كفايه عليك تلم مصايبي المره دي انا هتحملها
قبل أن يقول عاصم شيء كان عمر يغلق الهاتف ....أسرعت شهيرة خلفه : عمر استني يا حبيبي ...انت رايح فين ....طيب فهمني
لم يقل شيء بينما سرعان ما شكل عقله اليه دفاع عن نفسه ...!
أسرعت شهيرة تمسك بهاتفها وتوبخ عاصم كعادتها علي أسلوبه مع ابنه الأصغر والاقرب لقلبها فهي تراه نسخه من أبيه في كل شيء وتري ما بداخله من قلب ابيض وطبع مرح ...نعم يشوبه استهتار و اندفاع الشباب ولكن ليس معناه أنه سيء بل هو فقط مختلف ....مختلف بل ويعترف باختلافه ..
...........
...
بغضب شديد نزلت زينه الدرج لتندفع الي غرفه مكتب عاصم وتهاجمه باندفاع بينما تلقي عليه كل اللوم فيما وصل إليه ابنهم وهي تخبره بما عرفته من سيف عن سبب ضرب لنديم بتلك الطريقه
: عرفت عمل كده ليه ......عرفت انت ظلمته اد ايه ؟
نظر لها عاصم باستنكار لتلك التهم : ظلمته ....انا ظلمت ابني
أومات بحده : ايوة ظلمته لما مسمعتهوش
هتف عاصم بامتعاض : وهو كان اتكلم ولا دافع عن نفسه
هاجمته زينه بحنق : ويدافع عن نفسه ليه طالما انت طول عمرك حاطه في الصورة دي
نظر عاصم باستهجان لزينه : يعني انا اللي غلطان
أومات زينه : اه
نظر لها عاصم بحنق وهتف بها : غلطت في ايه ...اني خايف عليه ...اي أن تكون طريقتي انا خايف عليه
زفر وتابع وهو يشيح بوجهه عنها قائلا باعتراف : مش عاوزه نسخه مني .....غص حلق زينه وشعرت بالغضب يتلاشي من عروقها ويحل محله الخجل من القاءها كامل اللوم عليه وحده ليلتفت عاصم إليها ويهز رأسه : أيوة يا زينه ...انا مش عاوزه نسخه مني ...عاوزه احسن مني زي اي اب ما بيتمني لابنه
اقتربت زينه منه باعتذار : عاصم ....قاطعها عاصم بإشارة من يده : سيبيني لوحدي يا زينه
...........
....
رفع رشدي عيناه بدهشه تجاه الخادمه التي أخبرته أن عمر السيوفي يريد لقاءه ....خرج تجاه الباب بملامح غاضبه وسرعان ما قال باحتدام لعمر الواقف أمامه كما اعتاد برأس مرفوع وعيون تحمل نظراتها غرور كبير : انت ليك عين تيجي هنا ؟!.
تفاجيء رشدي بابتسامه عمر البارده بينما يهز كتفه ويقول ببرود : لسه حالا باصص في مرايه العربيه وشايف عنيا موجوده ....مال تجاه رشدي وتابع ببرود جليدي : واجابه سؤالك إذا كان ليا عين اجي هنا ....تغنجت نبرته بالغطرسه وهو يتابع : أنا ليا مش بس عين لا اتنين ومش بس اجي هنا لا اروح اي مكان انا عاوزه
فارت الدماء بعروق رشدي من برود واستفزاز عمر له بتلك الطريقه التي لا يدري كيف يستطيع التحدث بكل تلك الثقه ويقف أمامه بل ويتحداه .....
: انت بتتحداني يا ولد ؟
هز عمر رأسه وهو كتفه ببرود : بصراحه مش جاي اتحداك بس جاي اقولك رساله توصلها لصادق الورداني
عقد رشدي حاجبيه بعدم فهم.: وانا مالي ومال صادق ....انت جاي تهزر
هز عمر رأسه : قولتلك جاي اقولك رساله ...تنهد وتابع ببرود : عموما مش هطول في الكلام وهدخل في الموضوع علي طول وانت هتفهم كل حاجه وهتفهم انا ليه اختارتك انت توصل رسالتي. .....
اهتزت نظرات رشدي بينما فتح عمر أمامه هذا الفيديو لتخونه قدماه للحظه ويكاد يقع وهو يري ابنته ....!
ابتسامه خبيثه متشفيه ارتسمت علي شفاه عمر بينما يقول : عرفت بقي ليه اختارتك انت توصل رسالتي ....خفض صوته للهمس بينما يكمل ساخرا : اصل مينفعش حد غيرك يشوف الفيديو ده ...
رفع رشدي عيناه ببطء تجاه عمر الذي تغيرت كل ملامحه ونفض البرود عنه وهو يقول بتهديد واضح : بلغ صادق يبعد عن طريقي والا هنشر الفيديو ده في كل حته ......نظر إلي رشدي وتابع : ومش بس كده ده انا هعمل فيديو مخصوص ليا ومش بعيد اطلع في لقاءات وانا بحكي عن خيانه بنتك المحترمه ليا ....تظاهر عمر بالبكاء وهو يكمل ساخرا : انا الشاب الغلبان اللي بنتك ضحكت عليه
عاد عمر الي وقفته المعتده وتابع : الموضوع في ايدك ....صادق يبعد عني ويقبل اللي عملته في ابنه عقابا علي اللي عمله وانت تخرس وتقبل اللي بعمله دلوقتي بدل ما اعاقب بنتك ...
تركه واستدار ليغادر ليظل رشدي واقف مكانه وكأن اصابه الشلل ..!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
مش عارفه اوصف جمال البارت بجد روعة💖💖💖
ردحذفحلو جداً 😍 تسلم إيديكِ 🌹
ردحذفتسلم ايديك الفصل جميل اوي وعمر شخص كويس بس الظروف
ردحذف😂😂😂
ردحذفدومتي مبدعه جميله جدا
ردحذفرووووووعه
ردحذفطيب ريم كده مستحيل تتجوز عمر صح وممكن يجوزوها نديم غصب
ردحذفتسلم ايدك كده ثراء هى إلا هتتجوز عمر
ردحذفروعه تسلم ايدك يا قمر
ردحذفروعه روعه تسلم ايدك يا رونا
ردحذفهو جزء الخامس هينزل امتى
ردحذفتحفه
ردحذف