سيف منتقم الفصل الثاني والثلاثون

0



 أشرقت الشمس ليفتح عدي عيناه ببطء يحاول استيعاب المكان حوله ليجد نفسه نائما علي الاريكة بالغرفة الاخري بعد ان رفضت ساره امس اي حديث منه وتمسكت برغبتها بالبقاء وحدها... مرر يداه بخشونة 

بخصلات شعره واعتدل جالسا يزفر بضيق ولاينكر بأنه غاضب من عدم تفهمها للأمر او حتي علي الاقل الاستماع له كما كانت تفعل دائما.. طالما اعتاد منها احتواءه والاستماع له فلماذا تلك المرة تمسكت بعنادها وعلي الاقل لم تدعه يشرح لها وتقدر صراحته وانه أراد بناء حياتهم علي اساس سليم... الايشفع هذا له عندها..!! 

قام بخطوات بطيئة وهو يحل ربطة عنقه ويلقيها بعيدا يتبعها بازرار قميصه 

وهو يدخل الي الغرفة ليستبدل بدلته التي نام بها ليجدها نائمه هي الاخري وسط غيمه فستانها لتتوجه قدماه ناحيتها ليقترب منها وينحني نحوها يتأمل اثار البكاء علي وجهها النائم ليختفي شعوره بالغضب ويشعر بالاسف نحوها فهو لايستحق فتاه مثلها يرهقها بتصرفاته الطائشة والغير مسؤلة بل ويطالبها بالتفهم والتماس الأعذار له....لقد قبلت الارتباط به وتفهمت ذلك الماضي وساعدته علي تجاوزه وفي النهاية كافئها بركضه خلف اول فرصة سنحت له..... لا انه بمنتهي الأنانية ان لم يتفهم هو غضبها منه وعدم ثقتها به مجددا لذا يجب عليه أن يتحملها ويحاول بذل جهده باعاده ثقتها به مرة اخري... فهي تحبه لذا تشعر بهذا الجرح منه .... 

بصوت هاديء ناداها وهو يمرر انامله برقه علي وجهها يزيل اثار بكاؤها... ساره.. حبيبتي 

ببطء فتحت عيناها المتورمة من البكاء لتندفع اليها ذكريات الامس والتي لم تكن كما طالما حلمت بأن تكون ليلة زفافهما لتنتهي ببقاءها وحدها تحمل بداخلها هذا الحزن والخزلان من حبيبها تبكي وهي تفكر بأن فقط بضعه ايام غابتها عنه جعلته يهرع لفتاه اخري..!! وليس فتاه اخري فقط وإنما تلك اللعوب التي كانت سبب بوقوعه بتلك الهاوية... انها ليست حزينه منه قدر حزنها علي ضعفه وعدم تفكيره بالعواقب قبل ان يشعر بهذا الندم وهو يتأسف لها... لاتنكر بأنها تحبه وتعشقه وتعرف بأنها لن تلبس طويلا وتغفر له ذلته بالتاكيد ولكن ذلك الخوف من المستقبل برفقته الذي تسرب لقلبها بسبب فعلته جعلها تتمسك بعنادها امس وترفض اي محاوله منه للاعتذار لأنها تعلم بضعفها امامه وأنها سريعا ماكانت ستستجيب لمحاولته ويمر الأمر 

وهي لاتريد ذلك قبل ان يعلم جيدا ان لافعاله الطائشة عواقب... يجب أن ينضج ويعرف ان حبها واحتوءها له لايعني ان تغفر له كل شئ بلا عقاب.. يجب أن تطمئن علي حياتها القادمة برفقته... فهي تعرف مقدار طيبه قلبه وحبه لها وبالتاكيد عدم قصده جرحها وتقدر ايضا مامر به وانه ليس بالهين عليه كل مامضي وتقدر انه كان ذو عزيمه بالنهاية ليستطيع مقاومه تلك الإغراءات ولكنه ايضا مدلل ودائما ماكان يعول أفعاله الطائشة بلامبالاه لانه يعلم بأنه مهما فعل وجود اخيه بظهره يجعله في كثير من الأحيان غير مسوؤل.... تعترف انه تغير كثيرا في الفترة الماضية واول ما اثبت لها ذلك هو اخباره لها بهذا الأمر وعدم اخفاؤه عنها ولكنها بحاجة لضمان انه لن يعود لتلك الأمور الطائشة مرة اخري 

ابتسم لها قائلا بحنان : صباح الخير ياحبيبتي 

تمزق قلبها وهي تقاوم ابتسامته الحلوة لتقول بجمود وهي تبعد يده عن وجهها بجفاء وتغادر الفراش : صباح النور 

بخطي سريعه غادرت لتدخل الحمام وتغلق الباب خلفها تستند اليه وابتسامته لاتفارقها يصعب عليها ان يكون أول صباح لهما بعد الزواج بذلك الجفاء...! 

مسح عدي وجهه بضيق فهي حتي لم تنظر اليه.....!

....

........


تقلبت نور بالفراش وهي تشعر بتلك الأصابع التي تتلمس ظهرها العاري قبل تلك الأنفاس الساخنه التي بدأت بطبع تلك القبلات الصغيرة علي كل انش بظهرها لترتفع ابتسامه حالمه علي شفتيها ماان وصل سيف لعنقها يلثمه برقه وهو يهمهم... صباح الخير ياحبيبتي 

ابتسمت له وهي تتقلب في الفراش بكسل :صباح النور 

داعب خصلات شعرها الحريري قائلا بمكر : نمتي كويس؟ 

دفنت وجهها بالوساده بخجل فعن اي نوم يتحدث بعد ليلتهم العاصفة التي استمرت حتي الصباح ولم يمرر سيف بها دقيقة دون أن يسحبها لبحور عشقه التي لاتنتهي... 

مال نحوها يقبل اذنها برقة وهو يهمس :لسة بتتكسفي مني ياروحي؟ 

هزت راسها دون قول شئ ليعود يقبل اذنها بقبلات مثيرة اكثر وهو يهمس بعبث : يبقي نعيد ليلة امبارح عشان تبطلي تتكسفي مني 

استدارت له بسرعه وهي تشد الغطاء علي جسدها العاري هاتفه : لا.. تعيد اية.؟ انا لازم اقوم اشوف مراد 

حاوط خصرها وجذبها اليه قائلا : مراد مع المربيه بتاعته.يعني متقلقيش .. غمز لها واكمل : وبعدين دي إعادة سريعه 

أفلتت ضحكتها ووضعت يدها علي عضلات صدره قائلة : برضه لا 

انحني يدفن راسه بعنقها وهو يقول : طيب بذمتك الليلة مش تستاهل تتعاد

شهقت من جرأه كلماته ولكمته بكتفه قائلة:سيف بطل قله ادب.. 

همهم وهو مازال يقبل عنقها الناعم المليء بعلاماته التي تركها عليها :حاضر هبطل 

اتبع كلماته بيده يمررها علي منحنيات جسدها ولسانه الذي بدأ بتذوق عنقها الشهي لتشهق : سيف....! 

نطقها لاسمه بتلك الطريقة جعل عيناه تلتمع وتعالي انفاسة الاهثة ليهمهم وهو يجثو فوقها :قلب سيف 

هزت راسها بتمنع ضعيف ليبتلع اي اعتراض لها بقبلاته الشغوفه التي التهمت شفتيها الشهيه 

.... 

........ 


جلس حازم علي طرف الفراش يتأمل هايدي التي استغرقت بنوم عميق وابتسامه حالمه علي شفتيها ليداعب خصلات شعرها برقه وهو يهمس باذنها لتستيقظ ولكن طال الأمر بلا استجابه لتتقلب للجهه الاخري وتكمل نومها... حاول مجددا وهو يمرر يداه برقة علي ذراعها ولم يجد استجابة اصلا لمحاولاته ليتذكر مزاح كمال معها بشأن نومها الثقيل لتلتمع عيناه بالمكر وهو يتطلع للحظة نحوها قبل ان يقوم من جوارها... 

كانت هايدي غارقة بتلك السحابة الوردية لتنتفض منها فجأه وهي تشهق تشعر بالغرق حالما رش، حازم علي وجهها تلك المياة البارده..... ههههه قهقه حازم عاليا وهو يراها تنتفض مذعورة من نومها تتلفت حولها تحاول استيعاب ماحدث لتتوقف عيناها علي حازم الذي جاهد لإيقاف ضحكاته حالما رأي ذلك الغيظ بعيناها التي ضيقتها تطالعه بحنق لايقاظها بتلك الطريقة لتقذفه بالوسادة بغيظ..هاتفه بارد..! 

رفع يده يحمي وجهه من تلك الوسادة ليجلس بجوارها يحتضنها وهو يحاول إيقاف ضرباتها له : بقالي ساعه بصحيكي ياروحي وانتي نومك تقيل اوي 

لكمته وهي تقول بغيظ :في واحد يصحي 

عروسته كدة... 

غمز لها وهو يتطلع تجاه شفتيها ; امال اصحيكي ازاي ياعروستي الحلوة 

: بوردة مثلا... 

ضحك قائلا بعبث : طماعة صحيح مش كفاية فارشلك الجناح كله ورد امبارح.. 

أسندت ظهرها اليه بدلال قائلة : وفيها اية يازومي لما تصحيني كمان بوردة.. 

حاوطها بذراعيه يدفن راسه بعنقها ; بس كدة ياقلب زومي... محل ورد يكون عندك... 

ابتسمت عيناها الزرقاء الصافيه لتقابل عيناه التي سرعان من اشتعل الشغف فيها ليصحبها لجولة من جولات حبه.... 

..... 

........ 

خرجت ساره من الحمام بعد ان ارتدت ملابسها لتجد عدي جالس علي الاريكة الممتده بجوار الفراش حاولت تجاهله والسير تجاه باب الغرفة لتجد يده تمسك بمعصمها حينما مرت بجواره.... نظرت اليه بجمود حينما نادي اسمها : نعم؟ 

قال برفق وهو يتوقف امامها : سارة ممكن نتكلم شوية 

نزعت يدها من يده قائلة : عاوز تقول اية..؟ 

انت شايف ان في حاجة تتقال تبرر بيها اني اول مابعدت كام يوم جريت علي واحدة تانية... عاوز تقول انك خبيت عليا اللي حصل لغاية مانتجوز وتضمن اني هستسلم للأمر الواقع وبعدها قررت تحكيلي... كنت متوقع مني اقبل ببساطة انك ضعفت قدام واحدة كنت علي علاقه بيها زمان واسامحك.... أبدا حياتي معاك ازاي وانت خوفتني علي مستقبلي معاك... رفعت اليه عيناها قائلة بخزلان : انت جرحتني اوي وخلتني افقد ثقتي فيك

حدتها كانت واضحة ولكنه تجاوزها ليبتلع لعابه وهو يقول بنبرة اسفة : عندك حق انا غلطت... بس انا بحبك ومستعد اعمل اي حاجة اكفر بيها عن غلطتي دي بس اديني فرصه 

أدارت وجهها حتي لاتضعف امام نبرته التي تمزق قلبها ليكمل وهو يقف خلفها يضع يداه علي كتفها.... سارة انا بحبك وعمري في حياتي ماهجرحك تاني صدقيني.... والله كانت لحظة ضعف وعمرها ماهتتكرر ابدا.. ثقي فيا وخلينا نبدأ من جديد وننسي كل اللي فات 

نبرته الصادقه انتزعت موافقتها بقلبها ولكن لسانها ابي نطقها لتقول بخفوت : بالبساطة دي.. ؟

نظر اليها باستفهام لتستجمع قوتها وتلتفت له قائلة : لا ياعدي 

قطب جبينه لتكمل : انا مش، بزرار هضغط عليه انسي... انا فاكرة وفاكرة كويس اوي وعقلي عمال يتخيلك وانت مع البنت دي... قلبي بيتوجع وهو بيصور ليا ابشع السيناريوهات وانت سكران مع بنت تانية...عقلي عمال يقولي انك هتكررها تاني وتالت بانزعاج هتف بها لتتوقف : بس ياسارة 

تطلعت لمدي الألم المرتسم علي محياه وهو يقول : عمرها ماهتتكرر تاني

: وانا اية يضمن لي؟ 

انصدمت ملامحه وهو يتطلع اليها الهذه الدرجة فقدت ثقتها به... خفضت سارة عيناها تخفي مشاعرها تجاهه وهي تري ارتجافه جانب فمه دليلا علي المه من كلماتها تريد أن تحتضنه وتطمئنه انها بجواره وتثق به وتأمنه علي حياتها ولكن عليها ان تفعل هذا به الآن لأجل مستقبلهم سويا...! 

نكس راسه قائلا : معنديش ضمان غير وعدي ليكي ان ده مش هيتكرر تاني 

كانت نبرته المخزيه قاتله بالنسبة لها ليتمرد لسانها قائلا : وانا هصدق وعدك ده 

تهادت ابتسامه لوجهه ليرفع عيناه نحوها بعدم تصديق لتختفي سريعا حالما اكملت ساره : بس ده مش معناه اني سامحتك 

تطلع اليها باستفهام : يعني اية ؟

لفت يدها حول صدرها قائلة : يعني اكيد هاخد وقت لغاية ماانسي اللي عملته وتثبتلي انك مش هتخلف وعدك ليا.. 

حاول التحدث ولكنه لم يجد شئ فهل مافهمه صحيح من نظراتها المتوعده.. فهي ستعذبه بالتاكيد عقابا له..!! 

..... 

........ 


توقفت سيارة سوداء امام تلك الفيلا المنعزله لينزل منها ذلك الرجل الذي خضع للتفتيش من تلك الحراسة المشدده حول الفيلا قبل ان يصطحبه يونس الي جاسر الذي كان جالس لاحد المقاعد واضع ساق فوق الاخري وبيده كأس من المشروب.... 

: عابد وصل ياجاسر باشا 

اومأ له ليدخل عابد خلفه يخلع نظارته الشمسية السوداء التي كانت تحجب عيناه المرعبه... ليبتسم له جاسر قائلا : والله زمان ياعابد 

صافحة قائلا : وحشتنا ياجاسر باشا... 

:يونس فهمك هتعمل اية 

اومأ بثقة : متقلقش ياجاسر باشا كله هيتنفذ بالحرف 

لوح جاسر بسبابته امام وجه عابد بتحذير :مش عاوز غلطة ياعابد... 

رجالتك تنفذ المطلوب بالظبط 

هز راسه بتأكيد : متقلقش ياباشا التنفيذ هيتم زي ماانت رتبت بالظبط... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !