القاسي الفصل الثامن والعشرون

0

الفصل السابق
 
انتظمت أنفاس عثمان الواضع راسه على صدرها بينما استرسلت ليلي بتمرير يدها برفق في خصلات شعره الفاحم تتساءل متي احبته كل هذا الحب ومتي أصبحت راحته وسعادته همها دون التفكير في اي شئ اخر 

مررت يدها برفق علي ملامح وجهه المنحوت وابتسمت وهي تفكر انه كاابن صغير لها طفل عنيد برأس يابس كالحجر ولكن بقلب صافي رقيق حتي في كل تصرفاته.... 

............. 

... 

ضمت شيرين ركبتها الي صدرها تبكي ككل ليله والندم يأكل قلبها فهاهي فقدت امها كما فقدت عمار كما فقدت كرامتها واحترامها لذاتها حينما فرطت في نفسها وشرفها بتلك السهوله تحت مسمي ساذج لا تنخدع به فتاه بنصف تعليمها او المفترض تربيتها وعائلتها  ..... هزت راسها بندم شديد تتمني لو لم يحدث شئ من هذا...لو كانت حافظت علي ثقه ابيها وامها ومن بعدها ثقه الرجل الذي أعطاها اسمه..... . لو علي الاقل تحلت بالجرأه واخبرته بكل شئ بدلا من خداعه...! 

............ 

.... 

التفت عمار بدهشه الي تلك التي عبرت السياج الخشبي وتوجهت ناحيته تحمل بيدها طبق به بعض الحلويات 

قال بينما تمد يدها له به : ايه ده.؟ 

هزت كتفها قائلة : ماما باعته ده ليك ..؟ 

رفع حاجبه : والسبب..؟ 

ابتسمت قائلة :  من غير اي سبب.... تقدر تقول كدة ان ماما دي ست مصريه اصيله تحب لما تعمل حاجة حلوة تدوق الجيران وبما انك الجيران بعتت ده ليك 

نظر الي الطبق الذي رفعته اليه ثم الي وجهها ذو الملامح الدقيقه التي كللها ذلك الشعر الاسود الكثيف الذي تتميز به كما تلك التلقائيه التي تتحدث بها 

ابعد عيناه عنها واخذ الطبق من يدها قائلا بتهذيب  : طيب ياجيران متشكر وياريت تخلي الهانم والدتك متتعبش نفسها 

هزت مريم كتفها قائلة : هقولها ولو اني قولت لها كتير ياماما ده اكيد عنده شغالين بيعملوا اكل وحلويات بس هي مصممه تدوقك أكلها 

مد يداه الي الطبق وتناول قطعه من الحلويات التي فاحت رائحتها قائلا بتواضع للرد علي كلامها ; تسلم ايدها حلوة جدا

أفلتت ضحكتها لتساله : بجد.؟ 

اومأ لها لتقول : يعني احلي من أكل الشغالين اللي عندك

رفع حاجبه وضحك قائلا : شغالين مرة واحدة 

اومات له وجلست علي حافه السور الخشبي قائلة : اه... مش عندك سفرجي وطباخين وكدة زي الافلام 

ضحك وهز راسه قائلا : لا مش اوي كدة

نظرت اليه بشغف فهي تريد أن تعرف عنه أي شئ وقد شفل بالها وهو دوما وحيد جالس في الحديقه شاردا طوال الليالي التي يقضيها هنا... :أمال... يعني ممكن تقولي اصلي بصراحة عندي فضول اعرف الناس الاغنيا اللي زيك عايشين ازاي... زي الافلام اللي بنشوفها

ضحك من قلبه علي تلقائيتها : لا ياستي مش زي الافلام عايشين عادي والله والدليل اننا جيران وعايشين في نفس الشاليه 

رفعت حاجبيها قائلة : بصراحة استغربت... يعني ليه مش فيلا ولا قصر مثلا

ابتسمت متنهدا وهو يتذكر ان ندي من أرادت شراء هذا المكان قبل سنوات طويله وكان وقتها بدايه ازدهار عمل عثمان بعد ان استكمل مسيرة ابيه ليدفع نصف ثمنه ويقسط الباقي.... هاي سرحت في ايه..؟ 

: ابدا 

: طيب قولي بقي 

نظر اليها مطولا لتلتقي عيناه البندقيه بعيونها الواسعه ذات الاهداب الكثيفه قبل ان يهز راسه قائلا : الحاجة الوحيده اللي هقولها... تصبحي علي خير يادكتورة

رفعت حاجبيها بدهشه من إغلاقه الحديث بتلك الطريقه لتتساءل ان فعلت شئ خطأ : انا اسفه لو سؤالي ضايقك

هز راسه قائلا بابتسامه بسيطة : لا ابدا.. انا بس هاخد طبق الحلويات ده اكله وانام

اومات له بقليل من الاحباط ليستأذن قائلا : تصبحي علي خير 

اومات له ; وانت من اهله 

اتجه الي الباب ليستدير اليها مرة اخري فيري في عيونها نظراتها المحبطة التي تجاهلها وهو يقول : اشكري والدتك علي الحاجة الحلوة 

........... 

... 


.......بهدوء شديد رفعت ليلي ذراعه التي تحيط بها من فوقها وقامت من جواره ماان بدأت الشمس بنشر اشعتها في الانحاء

ابتسمت وهي تختطف نظره الي ملامحه الغارقه بالنوم وقد تبعثرت خصلات شعره فوق جبينه لتجد نفسها تنحني برقه تقبل وجنته وتنصرف سريعا الي غرفتها لتستحم وتستبدل ملابسها التي قررت نقلها الي غرفته


...... 

.. بعد قليل 

فتح عثمان عيناه بانزعاج علي رنين هاتفه الذي آجاب عليه دون أن يري هويه المتصل : عثمان باشا..... الف مبروك

اعتدل جالسا وهو يلقي نظرة سريعه الي شاشه الهاتف ثم يعيده مجددا الي اذنه بينما يكمل المحامي : سيادتك بقيت الوصي الرسمي علي آدم 

: يعني اتحكم لصالحنا

: ايوة ياباشا ومحامي الاستاذ طارق معايا وبيبارك لحضرتك 

: تمام متشكر يامتر وبلغ سلامي للأستاذ طارق. 

......... ارتسمت ابتسامه راضيه علي شفتيه وتلفت حوله يبحث عنها لتزداد ابتسامته اتساعا فهاهي هربت باكرا ....! 

... 

جلست بجوار ادم تداعب خصلات شعره وتوقظه ليتقلب بنعاس قبل ان يفتح عيناه فتبتسم له ليلي وتقبل وجنته : صباح الخير ياباشا 

: صباح الخير ياليلي 

: يلا عشان اجهزك للمدرسه

هز راسه قائلا : مفيش مدرسه النهارده 

رفعت حاجبيها بمرح : و مين اللي قال كدة 

جلس ادم وقطب جبينه قائلا بنعاس  :  انا 

داعبت شعره قائلة;  وده ليه 

قال بجبين مقطب : عشان عاوز العب مع خالو 

: خالو مين فيهم

أشار باصبعه الصغير ;  الاتنين 

هزت راسها قائلة : طيب لما ترجع من المدرسه لان اكيد عندهم شغل 

: خلاص نلعب انا وانتي وناكل بيتزا

ضحكت ودغدغته قائلة : بتضحك عليا بالبيتزا يعني 

تعالت ضحكه ادم في أنحاء الغرفه لتتهادي الابتسامه لوجهه عثمان الذي استند بكتفه لاطار الباب يشاهد جمالهم سويا 

انتبه ادم اليه ليقفز ناحيته :  خالو

حمله عثمان وقبل وجنته قائلا :صباح الخير ياباشا

قبله ادم قائلا : صباح الخير يالخالو

رفع عثمان عيناه الي ليلي التي ابتسمت برقه قائلة : صباح الخير 

تفاجأت به يقربها اليه ويقبل جبينها قائلا : صباح النور 

اندفعت الدماء لوجنتها ليقول وهو يداعب وجنه ادم ; كنت بتقول ايه بقي لليلي ياباشا 

قال ادم وهو يحيط عنق عثمان بذراعه ; مش عاوز يكون في مدرسه وعاوز العب معاها 

رفع عثمان حاجبه بمرح : تلعب معاها هي بس

: انت عندك شغل 

مرر عثمان يداه بحنان علي وجنه ادم قائلا : النهارده بما اني مبسوط جدا هنفذلك اللي انت عاوزه ومفيش شغل ياباشا 

قال ادم بحماس : بجد... يعنى هتنزل تلعب معايا في الجنينه 

اومأ له عثمان ; هلعب معاك في الجنينه ولو عاوز نروح النادي كمان نروح

هلل ادم بفرح لترتسم ابتسامه واسعه علي شفاه ليلي التي اشتبكت عيناها بتلك العيون التي تري تراقص السعاده بها لأول مرة 

قال ادم وهو يركض خارجا :  

هروح اشوف عمار صاحي ولا لا عشان يجي معانا 

التفت الي ليلي قائلا : اجهزي وجهزي ادم 

عشان نخرج بعد الفطار 

اومات له ليلتفت اليها يتطلع بينما بدأت ترتب غرفه ادم ليمرر نظراته فوق ملامحها الجميله والي خصلات شعرها البنيه التي تموجت حول وجهها..... رفعت ليلي عيناها اليه حينما استشعرت انه مازال واقفا : 

عاوز حاجة 

استند الي إطار الباب قائلا بهدوء ومازالت عيناه غارقه في تفاصيلها : بلاش ابص لك 

احمرت وجنتها من كلامه الذي لم تعهده له ليبتسم بهدوء قائلا : منقلتيش هدومك الاوضه ليه..؟ 

قالت بخجل وهي تتشاغل بترتيب غطاء فراش ادم ; هنقلهم

اومأ لها قائلا ; تمام.... ابقي خدي لآدم جاكيت عشان ممكن نتأخر ليل 

رفعت اليه عيناها تسأله :هو احنا رايحين فين..؟ 

قال وهو يضع يداه بجيوبه : اول حاجة هنروح لجد ادم يشوفه 

اتسعت عيناها بعدم تصديق ليتنهد ويكمل :  بعدها نحتفل اننا خلاص اخدنا حضانه ادم 

انفجرت السعاده من عيونها بعدم تصديق : بجد 

اومأ لها لتقول بدهشه بعد مشاجرته مع خالد لم تظن ان هذا الأمر سيكون في صالحه : 

طيب ازاي. ؟

قال وهو يستدير خارجا : هحكيلك بليل لما نرجع...... المهم اجهزي يلا عشان نفطر بعدها نروح المستشفى لجد ادم وبعدين انا تحت أمركم في المكان اللي عاوزين تروحوا فيه 

ظلت مكانها بينما مازالت لاتستوعب ان الواقف امامها هو نفس الرجل...... هل هذا عثمان الباشا 

: مالك...؟ 

انفلت السؤال من بين شفتيها الفاتنه : انت متأكد انك انت... قصدي يعني..... يعني.... ايه اللي حصلك..؟ 

هز كتفه قائلا : والله ماانا عارف بس كدة احسن ولا لا..؟ 

قالت باعجاب عدزت عن اخفاؤه : احسن بكتير 

رفع حاجبه مشاكسا ; ياسلام 

اندفع ادم الي الغرفه قائلا : عمار مش هنا 

هز عثمان رأسه قائلا : طيب ياباشا جايز عنده شغل انا هكلمه اشوفه.... اجهز انت 

خرج واتجه الي غرفته ليجلس علي طرف الفراش ويحدث أخيه الذي آجاب بعد فتره ; عمار    .... انت فين.. ؟

قال عمار بنعاس : في الساحل  

: بتعمل ايه هناك.. انت مش، عندك شغل 

: اه متقلقش انا متابع كل حاجة بس هفضل هنا 

: يعني رايح الشركة 

: اه ساعه ولا حاجة وهنزل 

: طيب انت مش، جاي لو في حاجة بلغني 

ضحك عمار مشاكسا : إجازاتك كترت

قال عثمان ببراءه : ده ادم عاوز يخرج وانا مش عاوز ازعله 

قال عمار بمكر ; لا طبعا ميصحش تزعله 

: طيب بطل بقي ويلا قوم عشان تلحق تروح الشركة 

: المحامي كلمني... قضيه ادم خلاص

قال عمار بسعاده ; بجد 

: اه

:الحمد لله 

.... 

انتهت ليلي من تجهيز ادم لتقول له :

انزل انت وانا هشوف شيري و هحصلك يادومي

دخلت الي غرفه شيرين التي وجدتها قد ارتدت ملابسها :

صباح الخير ياشيري 

ابتسمت لها قائلة : صباح النور ياليلي  

قالت ليلي بحنان ; عامله ايه النهارده... ؟

اومات شيرين بيأس : اهو زي كل يوم 

سألتها ليلي : انتي خارجة..؟ 

اومات لها ; اه رايحة لماما... لازم اطمن عليها 

قالت ليلي بحيرة : بس ياشيرين... قاطعتها شيرين قائلة بهدوء :لازم اتكلم معاها وفرصه ان الصبح هيكون اخواتي وبابا مش موجودين 

اومات لها ليلي قائلة : خدي بالك من نفسك 

....... 

.... 

وقف عمار يهندم من ملابسه امام المرأه وهو يراجع تفكيره بالأمس والذي جعله يهرب من تلك الفتاه.... ليس ابدا بشئ طبيعي ان يخرج للتو من علاقه زواج فاشله ويفكر مجرد تفكير 

بأخرى فهذا ليس إلا من شأن عقله الذي يريد النسيان وبمجرد ظهور فتاه اخري امامه بدأ بالتفكير بها..... ليس من العدل ابدا ان يستخدم فتاه لنسيان اخري لذا عليه الحفاظ على المسافه بينهم وتجنب اي أحاديث وديه....خرج الي سيارته لتبتسم له نجوي التي كانت تسقي الحديقه قائلة بموده : صباح الخير ياابني

ابتسم لها : صباح النور يافندم... متشكر علي الحلويات 

ابتسمت المرأه قائلة: علي ايه ياابني 

........ 

............. 

فتحت عبير الباب لتجد شيرين امامها تنظر لها بعيون مليئه بالدموع.... هاجمتها عبير باحتقار : جايه ليه..؟ 

قالت باستعطاف : ماما اسمعيني 

هزت عبير راسها باسي : اسمع ايه بعد اللي عملتيه....... 

قالت شيرين بدموع وهي تحاول أن تنحني علي يد امها : ماما ابوس ايدك اسمعيني 

نزعت عبير يدها من يد شيرين وامسكت ذراعيها بقوة تهزها صارخه والدموع تتفلت من عيونها : قصرت معاكي في ايه انا أو ابوكي عشان تعملي كدة... ذنب اخواتك ايه يكون ليهم اخت عملت عملتلك.....عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدة وتخوني ثقتي انا وابوكي......

انهمرت الدموع من عيون شيرين وحاولت الاقتراب من امها لتدفعها عبير عنها صارخة ببكاء :  ابعدي عني مش عاوزة اشوف وشك..... انتي ضيعتيني انا وابوكي..... منك لله....مش عاوزة اشوفك   ياريت ماكان ليا بنت زيك 

جرت شيرين أقدامها التي لا تحملها لترتمي في سيارتها وانهار باكيه وهي تلقي براسها علي المقود وكلمات امها لاتتوقف عن التردد باذنها..... انهارت عبير وجثت علي ركبتها باكيه فهي ابنتها بالرغم من كل مافعلته ويؤلمها قلبها عليها مهما حاولت أن تكون قاسيه 

........... 

.... 

نظرت ليلي الي سعاده ادم وهو يلعب بعد ان انتهوا من زيارة طارق بالمشفى كلفته امتنان من عثمان له علي مبادرته الطيبه بشأن قضيه ادم..... رفعت ليلي عيناها لعثمان الجالس بجوارها وبادرت بالسؤال :  اية خلاك عملت كدة.. ؟

قال بهدوء وهو يرتشف من قهوته : 

الراجل محتاج يشوف حفيده ايه المشكله  

قالت بصراحة : مكانش ده كلامك ولا موقفك 

اومأ لها قائلا بهدوء ; فعلا عشان تقدري تقولي اني دايما بقدم النيه الوحشة لغايه العكس

قالت وهو تهز كتفها : المفروض العكس يحصل 

التفت لها قائلا : انتي عشان لسه صغيرة ومعندكيش خبره بتقولي كدة....مينفعش تثقي في اي حد 

نظرت له ليتنهد قائلا :  لسه مشفتيش حاجة من الدنيا ولا عرفتي اد ايه الناس وحشه 

نظرت له ليخفض عيناه بعيدا عن عيناها بقليل من التوتر فهو كان ضمن ممن ظلموها لتفهم ليلي نظراته وترفض ان تجعله يعود بذاكرته للماضي الذي عليهم تجاوزه فتبتسم بهدوء قائلة وهي تتطلع اليه :  طيب وانت..؟ 

نظر اليها قائلا : انا ايه... ؟

قالت بنبره امتزج بها الحنان مع الاهتمام ; شفت ايه من الدنيا 

نظر لها هل حقا تريد أن تعرف عن ماضيه 

لتشجعه ليلي وهي تنظر اليه قائلة : انت شايل المسؤليه من وانت صغير وسخرت نفسك وحياتك لاخواتك 

هز كتفه قائلا : عادي معملتش حاجة محصلتش... اخواتي وكان لازم أقف جنبهم 

نظرت اليه باعجاب فهو ينكر ذاته ولا يعترف انه فعل شئ من أجل اخوته ليتنهد مسترسلا : ابويا مات بدري ووصاني عليهم..... تجاوز ذكر شئ عن والدته ولكنها شعرت به يضغط علي قبضته بينما يكمل : مكنش ينفع اخلف وصيته... ومكنش عندي مانع اتحمل أضعاف اللي اتحملته عشان ندي وعمار ودلوقتي ادم.... ازدادت قبضه يده قوه بينما يكمل بصوت خافت وكأنه يحدث نفسه ;

مفيش حاجة هزتني ولا وجعتني قد موت ندي....! 

..... 

... 

ضحكت نادين بخبث وهي تتطلع لمروة التي تتأفأف من وجودها معها : لا والله..... جري ايه يابنت علام هتعملي نفسك هانم ومشغوله عليا ولاايه 

نظرت لها مروة ببرود قائلة : هانم غصب عنك يابنت جوزي

تغيرت ملامح نادين لتقول  بحقد ; جوزك في عينك يابنت انتي.... انتي صدقتي نفسك ولاايه  

أخرجت مروة هاتفها وأخذت تعبث به ببرود قائلة : والله انتي اللي لسه مش مصدقه ان عماد خلاص طلبني من اهلي رسمي 

وقريب اوي هبقي مرات عماد الرواي قدام الناس كلها..... نظرت الي احتقان وجهه نادين وتابعت : واهو كلها كام شهر واجيبه له وريث احسن منك 

قالت نادين بحقد ; ده في أحلامك 

.... انا بس اخلص بس من اللي انا فيه وافوقلك 

نظرت اليها مروة بخبث وتابعت : واللي انتي فيه هيخلص بجريك ورا عثمان الباشا.... 

غبيه ورايحه له برجليكي

قالت نادين بحدة وهي تمسك بيد الطفل الصغير : مالكيش دعوة وخليكي في نفسك 

نظرت الي الطفل وتابعت باحتقار : مش كفايه نضفت ابن اختك المعفن ده 

قالت مروة بغضب وهي تمسك بيد ابن اختها الصغير ; اتلمي يانادين احسنلك وابن اختي اللي مش، عاجبك متقربيش ، منه 

زفرت نادين وامسكت بيد الطفل : اخرسي يابت انتي وسيبي الولد 

........... 

رسمت نادين وجهه البراءه وأخذت كريم الي منطقه الألعاب لتتابع خطتها اللئيمه في الاقتراب من عثمان..... 

نظرت ليلي بجبين مقطب الي تلك التي بدأت تتجاذب الحديث والضحك مع ادم ليلتفت عثمان الي حيث نظرها فيري ظهر تلك المرأه التي تحدث ابن اخته ..... ادم 

لوح ادم لخاله وتابع الضحك مع نادين ومع الطفل الصغير الذي سرعان ما صادقه

قامت ليلي ليوقفها عثمان قائلا : خليكي انا هشوفه 

ليقوم عثمان من مقعده ويتجه ناحيته فتلتفت اليه نادين متصنعه المفاجاه ; عثمااان.. معقول ايه الصدفه دي 

نظر عثمان اليها لتتابع بابتسامه مصطنعه : ازيك 

اومأ باقتضاب : اهلا 

نظر الي ادم قائلا : يلا ياباشا 

هز ادم راسه قائلا : لا خليني العب شويه ياخالو.... بص ده كريم صاحبي 

نظر عثمان للطفل لتقول نادين بابتسامه هادئه : ده كريم ابن صاحبتي.... بموت فيه وبعتبره ابني وكل يوم بجيبه النادي يلعب 

واول مرة يتعلق بحد بسرعه كدة 

قال عثمان وهو ينظر الي ادم الذي يلعب من الطفل : وآدم برضه عمره مااخد علي حد بسرعه كدة 

ضحكت قائلة : سبحان الله 

نظرت ليلي الي تلك الفتاه التي وقفت تتحدث الي عثمان وقد عرفتها لتشعر بتلك النيران تتهادي لقلبها وتكور قبضتها وترغب ان تبعد ادم وعثمان عن تلك الفتاه التي لم تحبها يوما 

حمل عثمان ادم بعد قليل قائلا : يلا ياباشا الوقت اتأخر 

نظر ادم الي عثمان بجبين مقطب لتقترب منه نادين وتداعي وجنته بحنان قائلة : بلاش الوش الجميل ده يكشر وانا هتفق مع خالو يجيبك كل يوم النادى تلعب مع كريم 

نظر ادم الي عثمان بحماس قائلا : بجد ياخالو 

قال عثمان بتسويف : ان شاء الله 

ابتسمت له نادين ومدت يدها اليه : تصبح على خير ياعثمان 

اومأ لها واتجه الي ليلي التي كانت تغلي على جمر ملتهب من غيرتها.... 

ظلت طوال الطريق صامته بينما ادم لم يتوقف عن الحديث عن صديقه الجديد ولا عن نادين أيضا.... 

سألها عثمان حينما طال صمتها : في ايه..؟ 

هزت راسها ; مفيش 

.............. 

...... 

قال عمار لمجدي احدي العاملين بالشركة : عينك عليه.. مش عاوزه يتنفس نفس ميكونش عندي علم بيه 

قال مجدي وهو يإخذ التعليمات التي تخص وجود خالد بالشركه : تمام والشغل 

قال عمار وهو ينظر اليه : زي مااتفقت مع عثمان مياخدش اي شغل مهم.... ولا يكون له علاقه بأي معلومات تخص الشركة

: تمام ياعمار باشا 

....... جلس خالد الي مقعده الجلدي الوثير براحه وهو يتلفت حوله الي ذلك المكتب الذي لم يحلم بأن يكون مكتبه يوما ما ولا ان يعمل بمكان كهذا ولا بمرتب كالذي يعطيه له عثمان ناهيك عن السيارة التي استلمها هذا الصباح ولا الشقه التي سيستلمها بعد بضعه اسابيع..! 

... 

فتحت مريم الباب لتجد عمار واقف امامها : مساء الخير 

ابتسمت له قائلة : مساء النور

مد يداه اليها بعلبه كبيرة من الشيكولاته الفاخرة من احد أشهر المحلات لتقول : ايه ده 

قال عمار : ده لمدام نجوي 

التفتت الي امها التي تقدمت قائلة : ليه بس ياابني التعب ده 

قال بتهذيب : مفيش اي تعب... حاجة بسيطة 

ابتسمت المرأه وأخذت العلبه قائلة : متشكرة 

اومأ لها قائلا : سلمي علي الدكتور 

............. 

.... 


........... 

... 

التفتت مريم الي تلك السيارة التي توقفت لدى البوابه الاماميه للشاليه ونزلت منها تلك الفتاه التي تسمرت عيناها عليها وعلي عمار الجالس برفقتها بالحديقة 

نظر عمار الي شيرين التي نزلت من سيارتها ووقفت لحظة تنقل نظرها بينه وبين تلك الفتاه التي كان جالس وحدة برفقتها وتلك الابتسامه مرسومه علي شفتيه 

التفتت مريم الي عمار بفضول عن هويه تلك الفتاه التي تغيرت ملامح وجهه لرؤيتها ليقول باقتضاب ; معلش يامريم اسمحيلي 

اومات وقامت من مقعدها قائلة : عن اذنك

عادت الي الشاليه الخاص بها من خلال البوابه الخشبيه الفاصله بينهم والفضول يأكلها بينما عمار لم يتوقف لحظة بل تجاهل وقوف شيرين واتجه الي الداخل لتلحق به ودموعها التي لم تجف منذ حديثها مع امها تسبقها 

قال بانفعال وهو يوليها ظهره : جايه هنا ليه..؟ 

قالت بشفاه مرتجفه ودموعها تبلل وجنتها : عاوزاك تنهي الموضوع 

التفت اليها ورفع حاجبه باستنكار : موضوع ايه اللي لسه عاوزاه ينتهي 

قالت بدموع راجيه ; عاوزاك تكمل جميلك وتقول لبابا 

: نعم 

اومات له قائلة ببكاء شديد ; قول لبابا وخليه يقتلني ويريحني من اللي انا فيه 

انحنت علي ركبتها امامه وتابعت بتوسل : انا تعبت ومش، قادرة اعيش بالذنب ده اكتر من كدة..... قوله... ابوس رجلك ياعمار اعمل اللي انا عمري ماهقدر اعمله... قوله حقيقتي الزباله 

قوله وخليه يقتلني ويريحني 

انحني عمار ناحيتها وامسك بذراعيها يوقفها قائلا بقسوة لم يعهدها بنفسه : كنتي بتتحايلي بنفس الطريقه من كام يوم عشان مقولوش دلوقتي بقيتي عاوزاه يعرف.... ايه فاكرة انك هتخدعيني تاني باللي بتعمليه 

هزت راسها وانهمرت دموعها اكثر وهي تقول : لا والله مش بخدعك

هزها بقول وهو يزمجر قائلا : امال اللي عملتيه كان ايه... مكنتش قاصده تخدعيني 

اومات باعتراف وهي تقول بصوتها الباكي : ايوة بس عشان كنت خايفه..... خفت منك ومن بابا ومكنتش، فاهمه اني لازم كنت أخاف الاول من ربنا 

نظر اليها عمار بقسوة وضغط علي أسنانه قائلا : يبقي تخافي من ربنا علي اللي عاوزة تعمليه في ابوكي 

ترك ذراعها لتترنح للخلف بينما يوليها ظهره قائلا : يلا اتفضلي مش عاوز اشوفك في مكان انا فيه 

.......... 

............. 


أوقف عثمان السيارة قائلا لليلي : انا عندي شغل هخلصه وارجع 

اومات له ونزلت وانزلت ادم واتجهت للداخل لتضع ادم في فراشه ثم تتجه مباشرة الي غرفه شيرين للاطمئنان عليها ولكنها وجدتها موصده الباب عليها  

: هدي.... هي شيرين قافله الباب ليه .. ؟

قالت هدي بخفوت : من وقت مارجعت من  يجي ساعتين كدة وهي قافله علي نفسها 

قالت ليلي بقلق : ليه..؟ 

: مش عارفه... بس كانت بتعيط جامد اوي لما رجعت 

اومات ليلي واتجهت االي غرفتها تستبدل ملابسها وهي شارده تفكر بأسي في حاله شيرين... تتمني من كل قلبها ان يجد عمار في نفسه القوة لمسامحتها وايضا بنفس الوقت تخشي علي شيرين من ذلك السماح الذي كما قال عمار سيصاحبه ذكريات مريررة لن يتجاوزها اي منهما بسهوله لذا تتمني لو تجد شيرين بنفسها القوة لبدأ حياه جديده بعيدا عن عمار وهذا افضل لها قبل ان يكون له..... ابدا سيكون هناك جدار من عدم الثقه بينهما ولن تكون هناك بينهما اي علاقه ناجحه في ظل وجود عدم الثقه 

.......... رفعت شعرها للأعلى لينكشف كتفها الذي ابرزة فستانها البيتي الرقيق ذو الحملات الرفيعه..... جلست في غرفتها قليلا قبل ان يزداد قلقها  علي شيرين لتقوم من مكانها وتتجه الي غرفتها وتطرق الباب باصرار تلك المرة..... شيرين افتحي

لم تتلقى رد بينما طرقت بقوة عده مرات لتلتفت الي هدى قائلة : نادي حد من الحرس برا يجي يكسر الباب 

نظرت لها هدي بتردد لتقول ليلي : بسرعه ياهدي احسن يكون حصل لها حاجة 

اسرعت هدي تنزل لتنادي بشير الذي صعد برفقتها علي الفور 

قالت ليلي له : لو سمحت اكسر الباب 

نظر لها بشير بتردد قبل ان تهز راسها : بقولك أكسر الباب 

(في ايه) كان هذا صوت عثمان الذي تفاجيء بما يحدث لدي صعوده.... التفت اليه بشير  بينما قالت هدي بتبرير ; شيرين هانم قافله علي نفسها من بدري وقلقنا عليها فقلنا 

احتدت نظرات عثمان بينما لم يري امانه شئ سوي وقزفها بهذا الفستان امام احد رجاله ليهتف ببشير بحدة : انزل انت تحت 

التفتت له ليلي بعدم فهم لتقول : احنا لازم نكسر   ..... ابتلعت كلامها حينما رأت تلك النظرة الساخطة في عيناه وهو يقول لهدي : انزلي تحت 

سحبها من يدها بقليل من  القوه ليدفعها الي الغرفه.... في ايه..؟ 

زمجر بغضب شديد وهو يشير الي ماترتديه : انتي ازاي تقفي أدام واحد من رجالتي بالمنظر ده 

نظرت الي فستانها الذي اعترفت انه لم يكن من الائق ان تقف به امام الحارس ولكنها من فرط توترها لم تلحظ وبالاساس تقريبا بشير لم ينظر اليها وإنما كانت عيناه علي الارض لتقول بنبره حاولت بها تهدئته : انا ماخدتش بالي لما قلقت علي شيرين 

اندفع يمسك ذراعها بقوة مزمجرا : المرة اللي جايه تاخدي بالك  .. وتاخدي بالك كويس اوي 

ياهانم من تصرفاتك 

تفاجأت ليلي بتصرفه الهجومي بالرغم من شرحها له ولكن بالنسبه له الأمر كان يتخطي حدود الفهم فهو لم يري شئ إلا أن رجل اخر رأها بهذا المنظر.... حاولت تخليص ذراعها من يده لتقول بألم : محصلش حاجة لده كله والراجل بتاعك تقريبا مبصش ليا 

هتف بسخط : وانا هستني لما يبصلك.... 

قالت بانفعال: انا مقولتش كدة انا بقول  ....قاطعها بغضب : انتي متقوليش انا اللي اقول وانتي تنفذي فاهمه 

نظرت له بغضب بينما تحول لوحش بسبب خطأ غير مقصود لتنزع ذراعها من يده قائلة وهي تتجه الي الخزانه تجذب منها بعنف ستره وضعتها فوقها : فاهمه ياباشا 

خرجت من الغرفه صافقه الباب خلفها بعنف ليزفر عثمان بضيق من نفسه فهو لم يقصد جرحها ولكن قد جن جنونه من غيرته عليها.... 

!! 

خرج خلقها ليجدها تجاوب بيأس فتح باب شيرين ليقول.. اوعي انتي

ابتعدت من امامه ليدفع الباب بقوة بكتفه عده مرات قبل ان ينكسر فتصرخ ليلي ماان رأت شيرين واقعه علي الارض وبجوارها علبه فارغه من الحبوب التي ابتلعتها 

................. 

..... 

جلس كامل يتطلع الي زوجته التي تبكي وهي تصلي ليعقد حاجبيه ينظر اليها باستفهام  

ماان انتهت ورفعت عيناها الباكيه اليه 

قال كامل بحزم ; في ايه ياعبير..... واوعي تقوليلي مفيش حاجة 

بالفعل لم تستطيع تلك المرة نطقها ولا الكذب ان ليس هناك شئ لتنهار باكيه وتعترف لزوجها بكل شئ

فتقع عليه تلك الصدمه التي لم يتحملها بالرغم من قوته...! 

........... 

... انتهي حاتم من إسعاف شيرين ليخرج برفقه عثمان من الغرفه وتركها برفقه ليلي التي احتضنتها بحنان تعاتبها : كدة برضه ياشيرين تعملي كدة في نفسك 

قالت شيرين بوهن وبكاء : يأست وتعبت من اللي انا فيه 

قالت ليلي وهي تربت علي كتفها : لا ياحبيتي حرام عليكى تقولي كدة.... ربنا كريم اوي وغفور رحيم مينفعش ابدا تيأسي من رحمته

.......... 

..... 

نظرت مي بحقد الي أخيها الذي لايتوقف عن الحديث بتفاخر عن ماوصل اليه لتقول : وانا 

قال خالد ببرود : وانتي ايه ان شاء الله 

: ماليش نصيب في اللي انت اخدته ده كله

قلبت فاتن بتهكم : مش، كنتي بتدينا درس في الأخلاق من كام يوم 

قالت مي بحقد : اه بس مش معناه اني أقف اتفرج وهو بياخد نصيبه لوحده

قال خالد ببرود : وعاوزة ايه بقي

قالت مي بتطلع : كلمه يشغلني انا كمان عنده 

........... 

... 

انتهي مصطفي من صلاته وجلس علي طرف يداه الصلاه يقرأ القرآن متجاهل دخول يوسف الذي قال... هتفضل متردش عليا كتير يابابا 

لك يقل مصطفي شئ ليجلس يوسف علي الارض بجوار ابيه قائلا : ممكن اعرف اية اللي انا عملته غلط 

قال مصطفي بسخط وهو ينظر إلى ابنه وكانه لا يعرفه : انت قولي ايه اللي انت عملته صح..... انا مش متخيل اصلا انك ابني اللي انا ربيته وكبرته وخليته مهندس قد الدنيا 

ياخسارة يايوسف ياخساره 

قال يوسف بتبرير ; مضطر يابابا...كنت مضطر 

اهرب والا كان الباشا ده هيموتني كنت مضطر ألجأ لعماد الراوي وبنته عشان هو الوحيد اللي يقدر يحميني ودلوقتي مضطر اسكت عشان خايف عليك 

تهكم مصطفي بمراره : خايف عليا ولا علي نفسك 

قال يوسف وهو يهز راسه : عليك طبعا يابابا

قال مصطفي باحتقار : اذا كنت مخفتش علي امك وليلي هتخاف عليا 

: متخيلتش انه كان هيأذيهم يومها يابابا 

نظر الي مصطفي بعدم تصديق ليقول يوسف : صدقني يابابا يوم ماهربت كل اللي فكرت فيه انه هيفضل يدور علىا وخلاص متوقعتش ياذي ماما ولا حتي ليلي اللي انت مصمم تدافع عنها بعد اللي عملته 

هتف مصطفي بحدة : وهي عملت ايه..؟ 

: خانتني ورمت نفسها للراجل ده..... قاطعه مصطفي بانفعال : أخرس... انت هتكذب الكذبه وتصدقها زي امك.... ليلى اشرف من الشرف واذا كان في حد رماها في سكه الراجل ده فهو انت لما هربت ومخوفتش عليها وبرضه الراجل اتجوزها علي سنه الله ورسوله مالك بيها يااخي 

قال يوسف وهو يهرب من نظرات ابيه : ماليش، دعوه بيها 

قال مصطفي  بعدم تصديق : امال بتخليني كل شويه اكلمها ليه 

قال يوسف بتبرير زائف : عشان تطمن و ومتدورش عليك فتقع في مشكله مع عماد الراوي

قال مصطفي بعدم اقتناع : ده بس السبب

اومأ يوسف بتعلثم ; طبعا امال ايه غير كدة

: وانا هفضل هنا لغايه امتي 

قال يوسف بهدوء : هانت يابابا..... عماد الراوي هيهربي برا ووقتها وعدني انه هيسيبك وبعدين يابابا زي ماحضرتك شايف انا وانت عايشين معززين مكرمين 

نظر له مصطفي باحتقار وعاد لينظر الي القرآن الكريم مجددا ليقوم يوسف من جواره وهو يتطلع الي ابيه الذي لن يكون مسرور مؤكد بما سيحدث لذا يجب أن يظل هنا حتى ينتهي الأمر....! 

.......... 

.... هتفت عبير بقلق ممزوج بدموعها وهي تري كامل يتجه للخارج بعد ان جاهد بصعوبه ام يستعيد نفسه  : رايح فين ياكامل... ؟

قال كامل بانكسار ; رايح اجيب بنتي 

قالت برجاء : اوعي تكون هتعمل فيها حاجة

هز راسه وتابع بقهر : لا.... انا رايح اجيب لحمي اللي بنتك رخصته..... احنا اولي بيها وكفايه اوي علي الراجل الشهم لغايه كده

........... 

.... 

نظر عثمان الي ليلى التي ظلت جالسه برفقه شيرين الي ان نامت ليقول بخفوت.... قاعده هنا ليه..؟ 

قامت واتجهت ناحيته قائلة : هفضل معاها 

نظر لها باستهجان فهل تعاقبه وتترك له الغرفه لعصبيته عليها ليقول : تفضلي معاها ليه مش خلاص بقت كويسه 

اومات له : اه.. بس افرض صحيت وتعبت 

قال وهو يحاول الا يبدي رفضه ان تترك فراشهم : خلي هدى تفضل جنبها ويلا انتي عشان ترتاحي 

نظرت له ليلي قائلة بهدوء : انا مرتاحة هنا

رفع حاجبه يتطلع الي عنادها قائلا : مرتاحة 

اومات له ليهز راسه ويخرج من الغرفه والشياطين تتراقص امام عيناه فهاهي تلك الصغيرة تتحداه وتعاقبه علي عصبيه لم يكن له يد بها 

نزل الي الاسفل لينادي بصوته الجهوري علي حسان 

اسرع حسان الي مكتبه قائلا : اوامرك ياباشا 

قال عثمان وهو يهز قدمه بعصبيه : وصلت لايه في موضوع الفيديوهات 

قال حسان وهو يضع امامه فايل يحمل الكثير من الصورة والاسماء : اتفضل ياباشا 

نظر اليه عثمان باستنكار : ايه ده 

قال حسان بشرح : البنات اللي يعرفهم اللي اسمه يوسف

دفع عثمان الملف الذي امامه بعصبيه : 

وانا اعمل بيهم ايه 

قال بشير بتبرير : اصل ياباشا البنت مش فيهم 

رفع عثمان عيناه الي حسان وبشير بوعيد : انا شايف انكم ريحتوا ومش شايفين شغلكم 

قال حسان بدفاع :  احنا ياباشا 

هتف عثمان بتهكم : لا انا    .... ايه ياحسان جايبلي صور اهبب بيهم ايه..... قولت لك عاوز البت من تحت طقاطيق الارض 

اومأ حسان وجمع الملف وخرج هو وبشير ليزفر عثمان بحنق فهي تثير جنونه الان وهو اكثر من مرحب بأن سريعا عاقبه تحديها يبعدها عنه 

...... 

وكزة بشير قائلا :  شكله متخانق 

التفت اليه حسان موبخا : اتكتم بقي وخلينا نشوف شغلنا 

قال بشير بحيرة ; طيب وهنجيب البت دي ازاي بس كاهي مش في صور البنات اللي يعرفهم الواد ده

قال حسان بتفكير : احنا عاوزين صور البنات اللي كانوا بيشتغلوا معاه في الشركه جايز تكون واحدة منهم 

اومأ بشير : جايز.... بس هنجيب الصور دي ازاي

قال حسان : شوف حد من جوه الشركه 

اومأ بشير قائلا : ماشي ياحسان 

......... 

اعتدلت شيرين جالسه بينما ايقظتها ليلي برفق لتعطيها الدواء.... 

قالت شيرين بصوت متحشرج : هي الساعه كام 

قالت ليلي : ١١ ونص

قالت شيرين وهي تبتلع أقراص الدواء : انتي كل ده جنبي ياليلي انا تعبتك اوي

هزت ليلي رأيها بابتسامه هادئة : انا متعبتش ولا حاجة... المهم تبقي كويسه 

اومات شيرين قائلة ; الحمد لله انا كويسه 

تنهدت وتابعت : ربنا يسامحني علي اللي عملته 

اومات لها ليلي قائلة : ايوة خلي أملك في ربنا كبير 

هزت شيرين راسها وقالت : انا هقوم اصلي واستغفر ربنا علي اللي كنت هعمله في نفسي 

قالت ليلي بتشجيع : دي احسن حاجة تعمليها  

.......... 

... 

ارتجفت شيرين ماان دخلت هدي إليهم قائلة : كامل بيه تحت وعاوز شيرين هانم 

توترت ملامح ليلي وامسكت يد شيرين لتطمئنها قائلة : متخافيش 

نظرت لها شيرين قائلة بدموع انهمرت من عيونها : اكيد عرف الحقيقه 

قالت ليلي ; خليكي هنا ومتخافيش

اسرعت ليلي الي غرفه عثمان  الذي رفع عيناه عن حاسوبه ماان دخلت اليه لتقول بتوتر ; بابا شيرين تحت

اومأ لها ببرود : عارف

نظرت الي هدوءه بعدم فهم : طيب انت هتقعد هنا 

: واحد واكيد جاي يطمن علي بنته بعد اللي عملته  انا مالي

هتفت ليلي بقليل من الانفعال : يعني ايه انت مالك....لا طبعا محدش،يعرف انها حاولت تموت نفسها..... ده اكيد عرف الحقيقه وجاي يأذيها 

نظر لها عثمان بطرف عيناه : وهو هيعرف منين.. ؟

قالت ليلي : شيرين اعترفت لمامتها بكل حاجة واكيد مامتها قالتله والا هيجي ليه دلوقتي 

نظر لها عثمان بغضب مهما حاول السيطرة عليه بيقول ببرود : والمطلوب

هتفت بانفعال : تتدخل وتحميها 

قال بتهكم : ده علي اساس اني موافق من الاول علي حمايتك ليها.... لا طبعا ميخصنيش كفايه عليها اوي اني ساكت لحد كده بعد مالعبت بشرف اخويا 

قالت برجاء ; وحياة ادم اعمل حاجة وبلاش تخليه يأذيها

نظر اليها لحظة قبل ان يقول من قلبه وهو يتطلع لعيونها التي مازالت غاضبه منه : وليه مش وحياتك

رفعت عيناها غير مصدقه ماقاله لتساله ; ليا غلاوة عندك..... 

كعادته لايقول الكثير ليصمت ويتجه للخارج فتسرع خلفه وتمسك بذراعه برجاء : ورحمه اختك.... بلاش تخليه يأذيها 

اومأ لها دون قول شئ ونزل الي كامل الذي تغيرت ملامحه ٣٦٠ درجة من الخزي والانكسار الذي عاشه علي يد ابنته 

خفض كامل عيناه ماان نزل عثمان اليه فهو لايقوي علي النظر اليه او لعمار بعد فعله ابنته وبعد موقفهم الشهم تجاهها وعدم إفشاء سرها 

قال عثمان بهدوء وقد شعر بالاسي تجاه ذلك الرجل الذي يحبه ويقدره كثيرا : اهلا ياسياده اللواء

خفض الرجل راسه قائلا : انا جاي اخد بنتي ياعثمان 

قال عثمان بهدوء بينما تتطلع اليه ليلي التي وقفت بمنتصف الدرج : تاخدها فين ياسياده اللواء

قال كامل بانكسار ; انا عرفت كل حاجة ياعثمان.... .... عاري يلزمني انا.... كفايه عليكم لغايه كدة متشكر اوي لشهامتكم معايا ومعاها مع انها متستاهلش

وضع عثمان يده علي كتف كامل قائلا : بس انت تستاهل كل خير ياسياده اللواء

التفت اليه كامل ليهز عثمان راسه قائلا : عيله صغيرة وواحد معندوش اخلاق استغلها ارجوك بلاش تأذيها 

نظر اليه كامل بأسي ليكمل عثمان ; بنتك هتفضل هنا لغايه ماعدتها تخلص بعد كده هنقول انها انفصلت هي وعمار لأنهم متفقوش

.......... 

بكت شيرين بقهر في حضن ليلي وهي تري ابيها بتلك الحاله التي تراه بها لأول مرة وكأن جبال من الهموم وضعت فوق كتفه 

التفت كامل اليها وقد جثت بحضن ليلي تبكي بمنتصف الدرج لتخونه الدموع وهو يتجه اليها ويمسك بذراعيها يوقفها ناظرا لعيونها التي شابهت كاسات الدماء : ليه عملتي كدة... ؟

انهارت بنوبه بكاء ولم يخرج شئ من دوفها الا شهقاتها المتتاليه لتنظر له ليلي بمحاوله لنطق شئ ولكن لايوجد اي شئ ليقال

تنهد عثمان واتجه الي كامل قائلا : تعالي معايا ياسياده اللواء 

أشار الي ليلي قائلا : خديها واطلعي فوق 

.......... 

.... 

بصعوبه استطاعت ليلي تهدئة شيرين التي لم تتوقف عن البكاء وقد انكسر قلبها لالاف القطع لرؤيه ما فعلته بأبيها وامها ونفسها قبل كل هذا.... 

.......... 

... 

اتجهت ليلي الي الغرفه بعد يوم طويل غايه في الإرهاق منذ بدايته لتفتح الباب بهدوء وتدخل فلم تجد عثمان الذي ظل بمكتبه بعد رحيل كامل علي مضض تاركا ابنته التي قسمت ظهره حرفيا 

دخلت لتري عثمان جالس علي طرف الاريكة 

الجلديه واجم يتطلع في الفراغ امامه..... انت لسه منمتش

هز راسه لتدخل بضع خطوات تنظر إلى حالته وعلي الفور تنسي انه من كان يصرخ عليها قبل قليل ويلتمس قلبها له كل الأعذار فهي أخطأت وهو ان لم يعتذر بلسانه فقد فعلها بافعاله حينما استجاب لها وانقذ شيرين وهاهو لم يستطيع النوم طالما لم تكن بجواره.... هكذا أخبرها قلبها حينما لم يخبرها لسانه 

...... : شكرا علي اللي عملته مع شيرين 

هز راسه قائلا بخفوت : ابوها ميستاهلش اي حاجة وحشة 

اومات له لتغاير الموضوع قائلة : مش هتنام الوقت اتأخر اوي 

اومأ لها وقام بارهاق ليتجه الي الدرج.... التفت اليها متساءل حينما لم تصعد خلفه : انتي مش هتنامي 

قالت برقه ; هطلع وراك علي طول 

اوما لها واتجه الي الغرفه ليخلع ملابسه ويأخذ دوش دافيء طويل هدأت به اعصابه ولكن عن أي عصاب يتحدث في حضرة تلك الفتاه...! 

توقف مكانه ماان خرج من الحمام ووجدها تدخل الي الغرفه وهي تحمل صينيه صغيرة وضعت عليه سلطه الفواكه التي اعدتها له بالاضافه لكوب من اللبن لتقول بحنان : عملت لك عشا خفيف 

ابتسم برضي لاهتمامها ليتجه الي جوارها حيث جلست علي الاريكة ووضعت الصينيه على الطاوله الزجاجه امامها 

تناول بضع قطع من الفاكهه قائلا : تسلم ايدك 

ابتسمت له ومدت يدها بكوب اللبن ليضحك قائلا : كمان هتشربيني اللبن 

اومات له وغابت عيناها الجميله بحديث خاص مع عيناه التي اشتاقت لنظراتخا وكانها غابت عنه شهرا وليس بضع ساعات مقدار غضبها منه 

: تسمحلي النهارده اهتم بيك من غير اي اعتراض

خلبت عقله وقلبه وكيانه واكتليء قلبه بالسعاده لتطوف عيناه علي ملامح وجهها الجميل بينما شعرت بيداه تحيط بخصرها يقربها له لاغيا المسافه بينهما وهو يهمس امام شفتيها : تسمحيلي انتي متبعديش عني تانى 

اغمضت عيناها ماان شعرت بشفتاه تجتاح شفتيها بتلك القبله التي عصفت بكيانها 

تحركت يداه ليغرسها بخصلات شعرها الذي حرر عقدته فأنساب علي كتفيها كالشلال لتعود شفتاه مجددا لتكتسح شفتيها بقبلاته الشغوفه قبل ان يحملها ويسير بها الي 

فراشهم.... احاطت ليلي عنقه بذراعيها ودفنت راسها بعنقه بخجل ليضعها برفق فوق الفراش ويتطلع لعيونها بينما تمتد يداه برقه علي جانب وجهها نازلا الي عنقها وهو يهمس : متزعليش مني بس متحملتش حد يبصلك

أفلت من بين شفتيها السؤال الذي تهافت قلبها لسماع اجابته : بتحبنى 

جاوبت شفتاه بقبلته المتهمله التي تناول بها شفتيها دوم ان ينطق بشئ فهي تعجلت السؤال الذي اعترف عثمان باجابته لنفسه بأنه وقع عاشق لها ولكن لسانه لا يطاوعه لنطقها واكتفيت ليلي بدقات قلبه التي هدرت بجنون داخل قلبه ماان اقترب منها.... 

.......... 

.... 


هب عثمان من نومه مفزوع علي صوت ادم الذي فتح الباب ودخل هاتفا : انت اخدت ليلى مني... 

اندفعت الدماء لوجهه ليلي التي بدت وكأنها مجرمه امسك بها متلبسه وهي تتمني لو تنشق الارض وتبلعها 

ضحك عثمان وهو يعتدل جالسا ويشد الغطاء علي ليلي قائلا : ينفع ياباشا تصحيني كدة 

اومأ ادم ووقف يربع يداه حول صدره : اه عشان انت اخدت ليلي تنام جنبك وسابتني

قال عثمان بحنان وهو يشير لآدم ان يأتي اليه ليجلسه بحضنه  : متقدرش تسيبك ابدا ياباشا... انت مش عارف هي بتحبك اد ايه 

اومأ ادم له ليقول وهو يربت علي وجنته : يبقى هتسيبك ازاي بقي 

لوي ادم شفتيه ونظر الي ليلي التي احاطت جسدها حتي عنقها بالغطاء قائلا : انتي نمتي جنب خالو ليه 

أفلتت ضخكة عثمان الرجوليه لتوكزة ليلي بغيظ بينما همس لها بوقاحه : جاوبي عليه 

قالت بتعلثم : اصل.. أصل 

ضحك عثمان قائلا وهو ينقذها من تلك الورطه : اسمع بقي ياباشا انت مش، بتحب ليلي وعاوزه تفضل معاك على طول 

اومأ ادم له ليقول عثمان : انا بقي وليلي اتجوزنا وعشان كدة هي بقت تنام جنبي بس ده مش معناه انها هتسيبك

قال ادم وهو يتطلع الي عثمان باتهام : انت وليلي عملتوا فرح وانا نايم 

أفلتت ضحكه عثمان حتي دمعت عيناه لتوكزة ليلي : بتضحك على ايه 

هز كتفه وتابع الضحك ;اعمل ايه طيب واد لمض... اجيبهاله كدة يجي كدة 

اهو ساب بتنامي جنبى ليه ومسك في الفرح

قالت ليلى برفق لادم : لا ياحبيبي معملناش فرح

: ليه 

قالت ليلي  :  عشان انت وعمار مكنتوش هنا 

: يعنى هتاخدوني معاكم الفرح

هزت راسها ليقفز ادم بحماس قائلا : هروح اقول لعمار 

انتهت المحنه ماان خرج ادم ليلتفت عثمان 

الي ليلي التي نظرت له بغيظ.... انت ازاي برضه تنسي تقفل الباب بالمفتاح 

نظر الي غضبها بتسليه قائلا : زي ماانتي 

نسيتي تلبسي حاجة مقفوله امبارح 

رفعت حاجبيها ; والله

اومأ لها بينما تتطلع عيناه بمكر الي انتفاخ وجنتها المغريه ليميل ناحيتها قائلا بعبث : هقوم اقفل الباب حالا 

احمرت وجنتها خجلا بينما تتراجع الي الخلف ماان أغلق الباب وعاد اليها ونظرات المكر تتراقص بعيناه علي خجلها.... انت قفلت الباب ليه..؟

قال وهو يميل فوقها : هقولك حالا

دفن راسه بعنقها يوزع عليه قبلاته بينما تحركت يداه تجاه جسدها يبعد عنه الغطاء لتنفلت ضحكتها الخجوله وهي تهمس... بطل قله ادب بقي 

هز راسه وتابع جنون مشاعره الذي يفقد السيطرة عليه امامها هي فقط

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !