القاسي الفصل السابع والعشرون

0


 الفصل السابق
نظر يوسف لعماد الذي تحدث بمنتهى الهدوء : اتفاقنا واضح....انت تديني  الفيديو 

انا اخد اول خطوة

قال يوسف : وانا ايه يضمن ليا 

نظر عماد تجاه الغرفه حيث يحتجز مصطفي قائلا ; مش انا اللي محتاج ضمانات.... انت ابوك في ايدي ومش بس ابوك لا روحك كمان في أيدي 

قال يوسف بتفكير ; تمام بس قبل ما تاخد الفيديو هتحول ليا الفلوس 

قال عماد بعدم اكتراث : الفلوس دي اخر حاجة تفكر فيها لو عاوزهم دلوقتي معنديش مشكله.... 

اومأ يوسف ليقول عماد بتأكيد وهو يعتدل واقفا.... تاخذ بالك كويس اوي من تصرفات والدك.... تهكم واكمل بمغزي : لان واضح ان قلبه علي بنت اخوه اكتر منك

...........

.....

اتجه الي الدرج ليصعد اليها ولكن اوقفه رنين هاتفه..... ايوة ياباشا... الفيديوهات جاهزة 

قال عثمان : تمام... هبعت حد من رجالتي ياخذها منك ويديك الفلوس

ابتسم الرجل قائلا : اتفقنا ياباشا 

زفر بقليل من الضيق فهو كان يريد قضاء اليوم معها وهاهو خرج له هذا الموضوع الان 

: حسان... ابعت واحد من رجالتك العنوان ده... 

تهادت رائحتها الجميله الي أنفه ليستدير اليها وسرعان مايقول لحسان ; لما تخلص حصلني علي الشركة 

: تمام ياباشا 

ابتسمت له بقليل من الخجل وهي تقول : انت خارج 

انفلت لسانه بصراحة وهو يقول : عندي حاجة  مهمه لازم اخلصها مع اني مكنتش، ناوي اخرج وكنت هقضي اليوم معاكي... 

اندفعت الدماء لوجهها لتخفض عيناها سريعا فيحمحم باستدراك قائلا : معاكي انتي وآدم عشان بقالي كام يوم مش بقعد معاه 

اومات له بتفهم بينما ازدانت وجنتها بالحمرة لتتركز عيناه علي وجنتها الجميله بينما تقول بخفوت ; لو مش هتتاخر بليل ممكن اخليه يستناك علي العشا 

مد يداه الي كتفها بحركة تلقائيه : مش هتاخر بس بلاش يستناني علي العشا عشان مبوظش نظام اكله انا كدة كدة مش بتعشي 

اومات له فهي عرفت هذا من هدي فقط يأكل قطع فاكهه او زبادي او لاشئ حسب مزاجه

سألها مجددا وهو يتجه للخارج : عاوزة حاجة 

هزت راسها بابتسامه هادئة : شكرا.... ربنا معاك 

توقفت خطواته لحظة هل دعت له للتو..؟! ليسير مجددا وهو يتذكر رأسي كيف كانت ندي تقف نفس وقفتها أسفل الدرج وتدعي له نفس الدعوه كلما خرج.....! 

هل عوضه الله فقدان ندي بها...! خففت الكثير من وجع ادم علي فقدان امه وهاهي تعوض القليل من وجعه أيضا علي فقدان اخته... 

......... 

.... 

نظر عثمان الي تلك الفتاه التي تظهر بالفيديو ليقول لحسان : البت دي اكيد جايه من طرف الواد اللي اسمه يوسف 

ومش بعيد تكون هي اللي كانت معاه 

اومأ حسان : انا شكيت في كدة وخصوصا لما شفت انها سايبه بيانات مزيفه في سجل دخولها الموقع 

: انت لازم تعرف ليا مين دي..؟ 

: هحاول ياباشا ولو انه صعب 

: مفيش، حاجة صعب ياحسان .... شوف البنات اللي كان يعرفهم الواد ده واكيد هتكون واحدة منهم 

......... 

جلست ليلي الي طرف فراش ادم بعد ان انتهت من سرد تلك الحكايه له وغرق بالنوم  لتشرد بتفكير في ما يحدث بينهم.... لتتذكر كل التفاصيل التي مرت عليهم وابتسامه هادئة تتسلل الي شفتيها سرعان ما بهتت وهي تتساءل عما هي تسميه تلك المشاعر.... انه حتي الان لم يخبرها انه يحبها بالرغم من ان نظراته وتصرفاته تفعل... ؟! انه ليس بالرجل كثير الكلام ولكنها كأي فتاه بحاجة لسماع تلك الكلمه خاصه من الرجل الذي اصبح زوجها....! هزت راسها وهي تفكر ان لاتعكر صفو سعادتها ومؤقتا تقبل بالتصريح الذي قاله انه لايستطيع تحديد ماهيه مشاعره وتلتمس له العذر في الحرب التي يخوضها فما فهمته من كلام عمار ان والدتهم تركتهم في سن صغير مما جعله يشعر بعدم الثقه بعد ان حطمتها امه...... وبعدها كان هو  من تولي مسؤليه إخوته مما جعله يكون بتلك القسوة والقوه ليستطيع حمل تلك المسؤليه....! 

دوما ما تضع نفسها في الطرف المواجهه ولا تصدر أحكام علي من امامها مالم تمر بظروفه.... انها كانت دوما هكذا..... دوما ماا التمست لابيها العذر فيما فعله مع أخيه وتضحيته الكبيرة من أجله ودوما ما التمست العذر لعمها لسلبيته امام تصرفات زوجه عمها التي أيضا كانت تلتمس لها العذر انها ام تريد سعاده ابنها ولا تراها معها.... يوسف كانت تلتمس له الااعذار في سوء معاملته لها.... لم ترهق نفسها يوما بإصدار حكم علي شخص وتركت له كما قال الرسول الكريم سبعين عذر فكم هي معقده النفس البشريه واغوارها.... ان كانت فعلت كل هذا مع من حولها الا تفعلها مع هذا الرجل الذي بينها وبين نفسها تعترف انها وقعت بحبه..... نعم احبته حينما رأت أسفل هذا القناع رجل حنون مراعي.... لتبتسم وهي تتذكر كيف انه بالرغم من كل قوته وجبروته الا انه يخجل من ان يعترف بمشاعره ويتوقع منها ان تفهمه دون كلمات.... مازالت نفس الفتاه التي تحمل قلب نقي بين ضلوعها لذا نفذ صدق مشاعره اليها.... تري انه متمزق مابين حربه في عدم ثقته بأمراه ومع ذلك وثق بها... وقف بجوارها كثيرا... حتي انه يري ما يسعدها ويفعله ان كان بمجرد شيكولاته كما فعل بالامس....او بسؤال ان كانت تحتاج لشئ.... 

احمرت وجنتها خجلا وهي تتذكر هذا الصباح ليجول بخاطرها كيف كان يضع الغطاء عليها ليحميها ولو كان من مجرد خجلها من ادم ...! 

عقد عثمان حاجبيه واقترب منها حينما حدثها ولم تجيب بينما كانت غارقه في شرودها 

انتبهت ليده التي مررها برفق علي كتفها ; ها

:مالك..؟ 

هزت راسها واختطفت نظره عيناه المهتمه جزء اخر من قلبها لتقول : ابدا مفيش.. 

اومأ وهو ينظر اليها والي ادم الغافي بجوارها علي فراشها ليقول ; كنت بكلمك بس مكنتيش سمعاني 

هزت راسها : سرحت معلش

نظر الي عيونها وسالها : سرحانه في ايه.؟ 

خفضت عيناها قائلة : ابدا مفيش

اومأ لها وهو ينظر لآدم النائم بجوارها بتساؤل

بعد ان داعبت الشكوك قلبه فهل هي نادمه علي ماحدث بينهما وتأخذ نوم ادم بجوارها في غرفتها حجه الا تأتي لغرفته خاصه وأنها لم تنقل اشياؤها لغرفته كما طلب منها ولا يعرف انها فقط خجوله منه ومن من بالمنزل حينما يدركون انها تتقاسمه غرفته ... لينفلت السؤال من بين شفتيه وهو يحاول ان يرتدي قناعه الجامد ;انا ضايقتك في حاجة 

لامست نبرته قلبها بالرغم من جمودها فهو طفل متعلق بها ويسأل ان كان فعل شئ لتبتعد عنه لترفع عيناها الي عيناه لتطمئنه بنظراتها وهي تقول بخفوت : لا ابدا 

لمس بظهر يده ببطء وجنتها لتجفل من لمسته فتنظر له : طيب تحبي اخد ادم اوضته 

اومات له وهي تخفض عيونها عن عيناه التي تتفحصها ويري ارتباكها لينحني تجاه ادم يحمله برفق قائلا بخفوت : هاخده اوضته واجي وراكي علي طول 

اتجهت تسبقه الي غرفته ليسرع عثمان بوضع ادم بفراشه وينحني مقبل جبهته وسرعان ما يتجه خلفها... هل ستنام وتتركه أيضا... سأل نفسه بلهفه قلب اصبح يريد قربها حتي وان لم يعترف بهذا ..! 

.......... 

... 

كان الليل قد انتصف حينما توقف عمار سيارته امام الشاليه الخاص به والذي عاد اليه بدلا من العوده للمنزل الذي لم يعد يحتمل البقاء به فهو مهما تظاهر انه بخير الا ان جرح كرامته ورجولته مازال مفتوحا ولكنه هكذا دوما يتجاهل جراحه موقن ان الزمن كفيل بمداواتها....!

ولكن الجرح تلك المرة يزداد فهو تعرض للخداع بطريقه صعبه علي يد تلك الفتاه التي سار بالطريق الصحيح معها من البدايه.. كل مااراده هو حياه هادئة سعيده برفقه فتاه اختارها لحسن أخلاقها ليكتشف في النهاية انها بلا اخلاق...! 

كور قبضته بينما بدأ الغضب يسري باوصاله وهو يفكر بأنها تعمدت خداعه... نعم تعمدت هذا... ربما كان ليسامحها ان كانت صريحه معه بالبدايه او علي الاقل كانت حظت باحترامه ان لم تحظى بسماحه الذي لن يهبه لها مطلقا.. ليس لأنه يحاسبها علي خطأها او لانه لخالي من الأخطاء ولمن لأن خطيئتها متعمده وليست دون ارادتها..... لم يغتصبها هذا الرجل حتي لم تتزوجه دون علم أهلها باي سبب وغدر بها ولكنها بكامل ارادتها سلمت نفسها له...هز راسه بعنف لا لن يسامحها يوما ما.... يكفي انه ستر عليها اما الجميع... يكفي هذا لا تستحق اكثر 

وهو سيبدأ مؤكد حياه جديده بلا خداع..! 


.......... 

... 

اغمضت عيناها بسرعه وهي تضغط علي جفونها حينما شعرت به يدخل الغرفه ويغلق الباب لترتسم ابتسامه هادئة علي شفتيه ويتجه الي الفراش الي جوارها.... 

لفحت أنفاسه الساخنه جانب عنقها حينما مال عليها هامسا بجوار اذنها : نمتي

هزت راسها كطفله صغيرة دون فتح عيونها ليبتسم بعذوبه علي تصرفاتها.... فهي مازالت تخجل منه 

ادارها برفق الي جانبه لتفتح عيونها ببطء وتنظر الي نظراته العابثه بينما يقول بقليل من الوقاحة :  منقلتيش حاجتك الاوضه هنا ليه زي مااتفقنا 

فتحت عيناها اليه حينما قال اتفقنا ليضحك بخبث قائلا : ها منقلتيش حاجتك ليه؟ 

هزت كتفها وقالت بتعلثم : يعني.... يعني هقولهم ايه   ... 

رفع حاجبه باستفهام : هما مين  ؟ 

:يعني اللي في البيت... اني يعني هكون... انا وانت   ... وكدة يعني 

أفلتت ضحكته باستمتاع علي تعلمها وكلمه يعني التي نطقتها اكثر من مرة ليقول : يعني... يعني محدش له دعوه خالص وبعدين يعني هو انتي مكنتيش معترضه انهم عارفين اننا متجوزين وكل واحد في اوضه ودلوقتي معترضه

اتسعت عيناها من جراته ليكمل بهدوء : متشغليش بالك بحد.... 

هزت راسها له ليرفع يداه ويمررها ببطء علي جانبه وجهها ويكمل : من دلوقتي مكانك هنا 

هبت حراره من وجهها أثر لمسته  وكلماته لتبعد وجهها بخجل عن يده.... تنهد قائلا ; انتي اتعشيتي

هزت راسها ليقول وهو يعتدل ويخلع جاكيت بدلته : طيب خلي هدى تطلع العشا

قالت بخفوت : لا انا مش جعانه وبعدين انت اصلا مش بتتعشي

قال دون تفكير : هاكل عشان انتي تاكلي 

هزت راسها قائلة : لا انا اصلا مش جعانه 

اومأ لها قائلا : طيب زي ماتحبي 

شهقت حينما شعرت به يميل فوقها يمد يداه الي الكمود المجاور لها ليجلب شئ 

نظرت له ليقول وهو يعطيها ريموت التلفاز ; اتفرجي على التلفزيون... هاخذ دوش واغير هدومي وارجعلك 

...... 

خرج عمار بانزعاج الي الحديقه علي نباح الكلب ليهتف بنفاذ صبر بالرجل : هو انا مش قولت لحضرتك تشوف حل في الكلب ده ولا المفروض تسيبوه كدة يزعج فينا 

قال الرحل بإسف وهو يحاول ان يعتدل واقفا : متأسف ياابني اصل..... أصل مريم مش هنا وانا بحاول ادخله جوه 

عقد عمار جبينه بندم علي اندفاعه وعصبيته حينما أدرك متأخرا ان الرجل فاقد للبصرر

ليتجه اليه سريعا باعتذار ; انا متأسف 

حاول الرجل تلمس طريقه ليساعده عمار.... اتفضل حضرتم اقعد وانا هدخل الكلب 

ادخل عمار الكلب وجاء ليجلس بجوار الرجل قائلا : انا متأسف مرة تانيه... 

: لا ياابني انا اللي المفروض اتاسف لك انت مالكش ذنب تتحمل جيران مزعجين زينا 

: لا طبعا بس هو انا للاسف متعصب الفترة دي فمش متحمل

:معلش ياابني شده وتزول ان شاء الله 

تجاذب هو  والرجل أطراف الحديث ليعرف انه طبيب  بيطري مثل ابنته وقد تعرض لحادث فقد به بصره قبل عده أشهر وأصيب الكلب باصابات بالغه أثر الحادث ومازال يتعالج لذا لايضعون له طوق ويتعاملون معه برفق

: مريم هي الوحيده اللي بتعرف تتعامل معاه 

اومأ له عمار شاردا في موقفه المخجل مع هكا الرحل وعائلته 

............... 

عقد عثمان حاجبيه بقلق حينما هرج من الحمام ووجد ليلي  تبكي ليسرع اليها : مالك بتعيطي...... قطع حديثه حينما نقل بصره بينها وبين التلفاز حيث تبكي متأثرة باحد المشاهد... تنهد واخذ من جوارها الريموت وأغلق التلفاز واعطاها منديل ورقيا لتجفف دموعها قائلا : لا كفايه تليفزيون لغايه كدة

نظرت اليه بعيونها الجميله الباكيه لتتفاجيء به يسالها : هو  انتي طالعه عينيكي لونها أخضر لمين 

قالت وهي تمسح دموعها : ماما.. بتسأل ليه..؟ 

جلس الي جوارها وقربها اليه قائلا : ابدا بشوف الجينات الخضرا دي جايه منين 

اومات له لتجد يداه تتحرك علي وجنتها المبلله بالدموع تمسحها وهو يقول بمرح :وجينات النكد منين 

عقدت حاجبيها تنظر له لحظة قبل ان تنزلق قليلا بالفراش وتغمض، عيناها.... 

ابتسمت علي غضبها الطفولي واحاطها بذراعه ومد يداه ليغلق النور الذي بجواره 

مرت لحظات من الصمت قبل ان يتمتم بخفوت : نمتي

هزت راسها... لتسمعه يتمتم : كويس

قبل ان تفهم معني كلمته كان يرفع ذقنها باصبعي برفق وينحني تجاه شفتيها يقبلها بنعومه قبل ان تجتاح شفتيه شفتيها بقبلات عاصفه فجرت مشاعره التي اغدقها عليها لوقت طويل قبل ان يضع قبله راضيه فوق جبينها ثم يريح راسه فوق صدرها ويغفو بسعاده... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم 

 الفصل التالي






تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !