الفصل السابق
بعد ان انتهت نوبه جنون عشقه بها جذبها لتتوسد صدره الذي هدرت بداخله دقات قلبه بجنون... لايعرف ماذا تفعل به تلك الفتاه لتقلب كيانه راسا علي عقب بتلك الطريقه فينسي معها من يكون...!
اغمضت ليلي عيناها مستمتعه بسماع دقات قلبه الراقده فوقه
ناداها بنبرته الهادئة : ليلي
همهمت دون أن تفتح عيونها ليسألها برفق : انتي نمتي..؟
هزت راسها دون قول شئ ليمرر يداه برفق فوق خصلات شعرها هامسا : ساكته ليه
رفعت رأسها ببطء ووضعتها فوق يدها التي استندت بها الي صدره وتطلعت اليه بعيون تحمل مشاعرها له لتعترف بنبره ناعمه : بسمع صوت قلبك
تهادت ابتسامه هادئة الي شفتيه ليمرر ظهر يده برقه علي جانب وجهها قائلا : وبيقولك ايه..؟
هزت كتفها قائلة بابتسامه حالمه ; بيقولي اللي انت مش عاوز تقوله
سحب نفس مطولا وهو يتطلع لها بحنان يحدث نفسه ليت الأمر بهذا السهوله..... ليت كل مافي الأمر أن قلبه لاينطق بحبها الذي تفشي بكل كيانه..... ليت الأمر انه تخطي ذلك الخوف من الاعتراف بأنه يكن مشاعر لأي انسان قد يخدل مشاعره بيوم ما..... انه يخشى ان يخبرها بحقيقه مشاعره.... يخشى كثيرا من تلك المشاعر التي تفشت بداخله وسيطرت عليه بقربها..... يخشى ان يتعلق بها اكثر واكثر فتتركه او تبتعد عنه فيواجهه اكبر مخاوفه في الحياه وهو فقد احباءه بعد ان تركتهم والدته ومن بعدها فقد اخته الصغيره.....
طالت نظراته لعيونها قبل ان ينفلت السؤال من بين شفتيه وهو يتأملها فهي صغيرة جميله بقلب ابيض رقيق لم يتعكر بقسوته : انتي طلعتيلي منين... ؟
فهمت انه كعادته لن يتحدث عن مايشعر به لتعود تتوسد صدره هامسه بدلال ; انت اللي خطفتني انا مطلعتلكش
صمت بينما غامت عيناه بتلك الذكريات السيئة التي لابد وأنها مازالت تتذكرها له لتشعر بما شعر به من ذنب فتقول واناملها تتحرك برقه فوق صدره العاري :
بس تعرف ان خطفك ليا ده احسن حاجة حصلت ليا
ظن انها تهاوده ولاتريده ان يشعر بالذنب لذا تقول هذا.... لتهز ليلي راسها وتكمل بتأكيد : انت وعمار وآدم خليتوا لحياتي طعم
ابتسم برقه علي طيبتها وقبل راسها قائلا : وانتي كمان
رفعت عيناها اليه تسأله لتدفعه للاعتراف ولو بأي كلمه من بمشاعره ناحيتها : انا ايه.. ؟
ضحك مشاكسا قائلا : كل اللي قولتيه
أفلتت ضحكتها الجميله لتداعب مشاعره بقوة بينما يري ان الحواجز بينهم تتلاشى لحظة بعد الاخري بينما لم يعد يعرف نفسه حينما يكون معها فهو اصلك تقريبا رجل اخر... رجل عاشق غير ذلك الاخر المثقل بالهموم .... تذكرت لتترك حضنه وتعتدل جالسه سريعا وهي تقول : يااه ده انا نسيت ادم عنده حفله في المدرسه النهارده.... هقوم اجهز بسرعه
اعتدل جالسا هو الاخر ليضحك قائلا : طيب تجهزي بسرعه عشان ننزل نشوف ادم الفضيحة ده راح فين..؟
.........
...
اومأ لها لتسرع الي الخزانة تسحب ملابسها وتدخل للاستحمام....
انتهت سريعا ووقفت تصفف خصلات شعرها بعد ان انهت حمامها لتلتقط ملابسها الانيقه التي اختارتها خصيصا من أجل حفل ادم....!
كان عثمان واقف امام المرأه الكبيرة يغلق ازار قميصه حينما خرجت ليتطلع اليها باعجاب بينما ارتدت بلوزة حريريه زرقاء بأكمام طويله فوق تنورة كلاسيكيه من القماش الاسود من القماش وحذاء بكعب عالي لائم ساقها الممشوقه..... اخفضت عيناها بقليل من الخجل بينما تلكأت نظراته فوق كل انش بها باعجاب واضح جعله يترك ربطة عنقه من يده ويركز بتأملها.....
اقتربت منه بضع خطوات لتقول بقليل من الجرأه : تسمحلي اربطهالك
اومأ لها واتجه ناحيتها ليقف امامها ويترك لها ربطه عنقه تعقدها له بينما أنفاسه مأخوذة بقربها منه وتدخلها في تفاصيل حياته بتلك التلقائي ومحاولتها للاقتراب منه التي رحب بها ....
طافت عيناه على وجهها الذي احمر خجلا بينما أرادت بالفعل ان تهتم بملابسه وهيئته وطعامه وكل شئ يخصه وسعدت انه لم يصدها.... سرت رعشه باطرافها حينما شعرت به يحيط خصرها بذراعه ويقربها اليه اكثر بينما أعطاها الحذاء طول مناسب له لترفع عيناها اليه وليتها لم تفعل فهو ليس بحاجة للغرق اكثر بفتنتها..... قال بنبره جذابه وعيناه تطوف بملامحها : تعرفي انك حلوة اوي النهارده
ابتسمت له وزينت الحمرة وجنتها وهي تقول بخجل : بجد
اومأ لها لتهز كتفها قائلة : ادم عنده حفله فقولت البس كدة
تغيرت ملامح وجهه ليتراجع خطوة للخلف وتتبدل نظراته المعجبه بأخرى مقيمه وهو يسالها باستنكار : يعني انتي خارجة كدة
قالت وهي تهز كتفها : امال هلبس كدة في البيت
رفع حاجبه باستنكار : ومتلبسيش كدة ليه..؟
هزت كتفها : عادي.... بس ده مش موضوعنا
اومأ لها بغيرة واضحه بينما تخبره انها لن تتأنق هكذا له بينما تفعلها لحفل ادم ; ماشي مش موضوعنا تلبسي ايه في البيت موضوعنا تلبسي ايه برا البيت وده ميتلبسش برا البيت
نظرت الي نفسها وملابسها قائلة : علي فكرة مفيش فيه اي حاجة
رفع حاجبه وهو يشير باستهجان : هو ايه اللي مفيش.... مين قال اني هسمحلك تلبسي كدة
قصير وضيق
نظرت له بدهشه قائلة : انت مكنتش كدة
سألها بحدة : كدة ازاي يعني..؟
: مكنتش بتتكلم في لبسي
زفر بضيق قائلا : عشان مكنتيش بتلبسي كدة..... وبعدين محسساني اننا متجوزين من عشر سنين واتفاجئتي بطبعي
اومات له بانفعال : اه اتفاجئت طبعا ودلوقتي المفروض انا البس ايه
أشار لها بنبرة قاطعه : البسي اي حاجة تانيه إنما لبس زي ده..... لا
زفر واتجه الي الباب ليهز راسه متبرطما ; مينفعش طبعا نكمل يوم من غير خناق صح
نظرت له بغيظ فهو من بدا بالشجار والتحكمات: ده انا
هتف بحنق : لا انا
خرج من الغرفه لتتطلع لنفسها بحسره فهي ارات بشده ان تخرج بتلك الملابس....!
............
........
نزل عثمان للاسفل ليجد عمار جالس في البهو :
عمار صباح الخير
التفت اليه عمار بابتسامه : صباح الفل ياباشا
سأله عثمان ; جيت امتي
ضحك عمار قائلا : من وقت مابعت لك ادم
زم عثمان شفتيه مزمجرا ; هو انت اللي بعته.... اه ياابن ال...
تعالت ضحكة عمار قائلا : ياابن ايه.....
ضحك عثمان هو الاخر قائلا : عبد الحميد الباشا
وضع عمار ساق فوق الاخري قائلا : ماهو سيادتك نايم وسايب الشغل فوق دماغي
رفع عثمان حاجبه : كل ده عشان يومين اجازة
اومأ عمار قائلا : حقك بس كفايه عليك دلع كدة
تهكم عثمان قائلا : دلع....
عمار انت فايق ورايق علي الصبح
تنهد عمار قائلا : ولا فايق ولا حاجة
انا قرفان
التفت اليه بقلق قائلا : مالك..؟
اغمض عمار عيناه لحظة قبل ان يقول : اللواء كامل جالي امبارح ورجع المهر والشبكة واتنازل عن كل حقوق بنته.....
نظر له عثمان ليكمل بتنهيده حارقه : الراجل متدمر علي الاخر،..... صورته مش، مفارقاني اومأ له عثمان ليرفع عمار راسه متساءلا ;انت مقولتليش ليه علي اللي شيرين عملته
نظر اليه عثمان قائلا : هو ده اللي مضايقك
تنهد قائلا : متضايق من كل اللي حصل ياعثمان..... جت ليا قبل ما تعمل كدة في نفسها وطبعا ده بسبب الكلام اللي قولته لها
سأله عثمان بقليل من الاستنكار ; انت لسه عاوزها
هز عمار راسه قائلا : مينفعش اكمل معاها بس ده ميمنعش اني مستقل نفسي وانا بتعامل معاها بالطريقه دي
انا مش انا وانا بستقوي علي واحدة ست
ربت عثمان علي كتفه قائلا : متحملش نفسك فوق طاقتك.... اي حد مكانك كان هيعمل اكتر من كدة
اومأ له عمار واعتدل واقفا وهو يقول : هطلع اشوفها
هز عثمان راسه وأشار لهدي قائلا ; شوفي ادم جهز ولا لسه عشان ميتاخرش
اومات هدي قائلة : حاضر هطلع اشوفه مع مدام ليلي
........
كانت شيرين متكومه علي نفسها علي طرف الفراش حينما دخل عمار الي الغرفه فأعتدلت سريعا جالسه وهي تخفض عيناها عن نظره عيناه التي لم تعد تحتمل رؤيه الاحتقار بها اكثر...... اغمض عمار عيناه لحظة وسحب نفس مطولا قبل ان يقول ; اية اللي عملتيه في نفسك ده
خفضت عيناها بأسي قائلة ; واحدة زيي مينفعش تعيش
قال بحدة : هتخالفي ارادة ربنا
هزت راسها قائلة : لا طبعا استغفر الله بس كنت فاكرة هحط حد لعذابي اللي عذبت بيه كل اللي حواليا
قال عمار باتهام ; عذابك ده انتي اللي حطيتي نفسك فيه
اومات باقرار وقد طفرت الدموع من عيونها : عندك حق بس اعمل ايه وانا خلاص للدنيا اسودت في وشي ومبقتش قادره اتحمل نظرات الاحتقار في عنيكم كلكم
ازداد انهمار دموعها وهي تقول بانهيار : انا فرطت في نفسي بسهوله وبسبب اللي عملته كسرت بابا وماما واستحاله حد فيهم يبص في وشي تاني حتي انت بتحتقرني وعمرك ما هتسامحني..... انا كنت هموت نفسي عشان اريحكم مني
اقترب عمار منها خطوة يتطلع بها بشفقه لم تتغلب علي غضبه ولكن ندمها لامس قلبه ليهمس قائلا : موتك مش الحل
هتفت بدموع ويأس : امال ايه الحل.... ايه الحل اللي يرضيكم ويريحني من اللي انا فيه انا مش عاوزة افضل عايشه بالطريقه دي
نظر اليها عمار قائلا : امال عاوزة ايه..؟
رفعت عيناها اليه ببطء ليهز راسه قائلا :
عاوزانا نكمل مع بعض ياشيرين بعد كل اللي اتكسر
اغمضت عيناها بقوة تحاول إيقاف شلال دموعها بينما يكمل : هتقدرى تكملي معايا وانا مش قادر حتي ابصلك.... هتقدرى تكملي معايا ومتطلبيش مني حاجة اكتر من اللي بينا دلوقتي لاني مش هقدر اقدملك اي حاجة
هزت رأسها قائلة : لا ياعمار.... انا عارفه ان اللي بينا اتكسر ومش، هيتصلح ومش هقدر ابص في عينك تاني ولا انت عمرك هتشوفني بأي نظرة كويسه.....
نظرت له من بين دموعها وتابعت برجاء : انا بس عاوزاك تسامحني وتغفر ليا غلطتي في حقك..... اختنق صوتها بالبكاء وتابعت :
انا هرجع بيت بابا
هز راسه قائلا : بعد ما عدتك تخلص زي ماعثمان قال
انهي كلامه ولم ينتظر ردها واتجه الي الباب دون قول شئ لتوقفه قائلة :عمار..... التفت لها لتقول :
متشكرة علي كل اللي عملته معايا.... ربنا يعوضك خير انت تستاهل واحدة احسن مني بكتير
........
.....
: انا حاسه ان حضرتك مخبي عني حاجة ياعمي
قال مصطفي بتعلثم ; ابدا يابنتي وهخبي ايه...؟
قالت ليلي بتنهيده ;مش عارفه بس حاسة انك متضايق
: ولا متضايق ولا حاجة... انا بس مرهق شويه
: طيب حضرتك هترجع امتى من العين السخنه عشان وحشتني اوي ونفسي اشوفك
قال مصطفي بسرعه وهو يغلق الهاتف : قريب ان شاء الله... بس انتي خدي بالك من نفسك
: وحضرتك كمان
........
اغلقت ليلي الهاتف وهي تنظر اليه وتشعر بشئ ما بعمها..... بينما القي مصطفي الهاتف ليوسف وهو يطالعه باحتقار : آخره اللي بتعمله ده وحشة
قال يوسف بدفاع : وانا عملت ايه.... الحق عليا بخليها تطمن عليك
: تطمن عليا ولا تسكتها
تنهد يوسف قائلا بكذب : وانا مالي ومالها.. انا كل اللي يهمني انها متدورش وراك لغايه مااخلص انا أوراقي واسافر برا ووقتها عماد الراوي هيسيبك
نظر له مصطفي بشك : هيسيبني
اومأ يوسف بثقه : طبعا ده شرطي....
صمت يوسف ليهز مصطفي راسه بأسي علي ابنه قائلا : لو كنت سمعت كلامي من الاول وبلغت عن كل حاجة كان زمانك في امان ومش محتاج تعمل اتفاقات مع ناس زي دول
قال يوسف بلا مبالاه : مش وقته... خلينا في المهم انا مش قولتلك تقولها انك عاوز تشوفها وتطمن عليها
قال مصطفي وهو ينظر لابنه بشك من اصراره علي جعله يتفق مع ليلى علي لقاء : قالت مش بتخرج من غير جوزها
نظر له يوسف بشك اخفاه حتي لا يصير ريبه ابوه: هي قالتلك كدة
اومأ له مصطفي ليزفر يوسف ويتطلع الي نادين قبل ان ياخذها ويخرج
لتقول بحنق : شفت بقي انه خايف عليها
: والحل..؟
قالت ببرود : شوف انت حل تاخدها فيه الساعه دي بعيد عن الباشا
......
.........
.............
في الصباح التالي تخللت اشعه الشمس ستائر الغرفه الذهبيه لتحاول ليلي فتح عيونها ولكن النعاس سيطر عليها لتغمص عيناها مجددا مستسلمه للنوم بينما اغراها الدفء
الذي تشعر به بين ذراعيه التي احاطت بها..... دقائق وتعالي رنين هاتف عثمان ليتجاهله بضع مرات قبل ان يرفع راسها برفق من فوق ذراعه ويضعها فوق الوساده ثم يتناول هاتفه... ايوة ياحسان
تغيرت ملامح وجهه بينما يقوم من الفراش وهو يقول : طيب انا هلبس ونازل
أغلق الهاتف وادار راسه تجاه ليلي التي فتحت عيونها بكسل واعتدلت جالسه تمرر يدها علي وجهها تبعد اثار النعاس وهي تقول بصوت ناعس.. صباح الخير
اومأ لها قائلا : صباح النور
اتجه الي الحمام ليمسك بمقبض الباب ثم يتوقف مكانه ويلتفت اليها يختطف نظرة اليها ثم يدخل إلى الحمام..... تقاذفته الأفكار قبل ان يهز راسه ويتخذ قراره
شعرت ليلى بوجود شئ، ما منذ تلك المكالمه التي تلقاها لتساله وهم في طريقهم الي مدرسه ادم لتساله :.... مالك فى حاجة ضايقتك .؟
هز راسه دون قول شئ بينما صمتت ليلي وركزت اهتمامها علي ادم باستسلام فهو لن يقول شئ مادام لايريد....
بعد ان قام بتوصيل ادم تفاجئت به يسير بطريق اخر غير طريق العوده للمنزل لتسأله
:احنا رايحين فين..؟ مش راجعين البيت
هز راسه قائلا باقتضاب : هنروح مشوار بعد كدة هرجعك البيت..
عقدت حاجبيها بتساؤل : مشوار ايه..؟
لم يقل شئ فهو لايعرف ان كان ما سيفعله خطأ ام لا ولكنه سيفعله بكل حال...!
.............
...
ابتسمت مريم بسعاده ماان رأت سيارة عمار تتوقف امام الشاليه الخاص به لتقوم من مقعدها سريعا وتتجه اليه... ازيك.. ؟
قال عمار باقتضاب ; الحمد لله
: فينك مختفي من امبارح
هز كتفه باستفهام ; مكنتش اعرف اني لازم اقدم تقرير عن مكاني
زمت مريم شفتيها بحرج بينما قال عمار باقتضاب : بعد اذنك
اتجه الي الداخل وهو مقتنع بما فعله من صد لها حتي لا تتعلق بأمل زائف.... خاصه وهو يري ويفهم الإعجاب الذي بعيونها.... فهو لا يستطيع أن يدخل بأي علاقه الان علي الرغم من ان قلبه يخبره انه بحاجة لنسيان تجربته المرريرة ولكن عقله رافض ان يستخدم مشاعر بريئة لينسي بها ازمته..!
......
...
سارت ليلي بخطوات تواكب خطواته التي كانت ثابته بالرغم من التردد السائد بداخله مع كل خطوة...... دخلوا الي ذلك الرواق الطويل ليظهر حسان امام احدي الغرف لتدير ليلي راسها اليه باستفهام ..... لماذا اتي بها للمشفي... ؟
تحركت دقات قلبها ببطء شديد لحظة قبل ان تتسارع بصدرها ماان تقدم عثمان خطواتها الي داخل تلك الغرفه وتجمدت نظراته علي ذلك الشاب المستند بظهره الي الفراش....
: عثمان باشا
قال عثمان وهو يتطلع للشاب ولا ينظر لها :حمد الله علي سلامتك ياسامح....
لو كانت النظرات تقتل لكان صريع نظره الخزي التي نظرت ليلي له بها.... انه السائق..!! لقد آفاق من غيبوبته واتي بها اليه ليتعرف عليها..... انفصلت عن الواقع وما يحدث به بعد ان انكمش قلبها بداخل ضلوعها كمدا وحزنا.... انه لا يثق بها ومازال يتهمها ....! بعد كل مابينهما والذي ظنته حب متبادل مازال نفس الشخص الذي تسبقه شكوكه الجارحه.....!
بدأ سامح بأخبار عثمان عن كل ماحدث تلك الليله بالتفصيل ولكن اذنها لم تلتقط شئ مما يقول فهي بريئه وهو سيعرف هذا عاجلا ام اجلا ولكن ما لا يعرفه هو مقدار الجرح الذي تشعر به بينما تري انه لا يثق بها مقدار ذره.....!!
قال سامح بوهن : كانت البنت هي اللي سايقه ياباشا والواد اللي معاها مكانش عاوز يمشي بس هي شدته وهربت بالعربيه.....
غص حلق سامح بالدموع وهو يتذكر تلك التفاصيل : سامحني ياباشا مقدرتش اطلع ندي هانم.....
كور عثمان قبضته باسي متظاهرا بالقوة وهو يقول : ارتاح انت ياسامح دلوقتي
اوما سامح مؤكدا : هرتاح لما تجيب بنت ال... دي ياباشا.... انا فاكر شكلها وعمري ماهنساه ابدا ...!
ابعدت بجفاء يده التي لامست ذراعها وهو يحثها علي الخروج من شرودها والسير معه للخارج بعد ان انهي سامح حديثه ... يري نظراتها ويفهم ماتريد قوله ولكنه لم يكن ليرتاح الا ان كان فعل ما فعله... لم يكن ليبعد كل الشكوك من داخله الا حينما يستمع كما استمع لسامح انها لم تكن تلك الفتاه ليناقض نفسه وعقله وتفكيره الذي لم يشك بها ولو لحظة.... ولكن هذا ما كبر عليه إلا يترك شك بداخله ويدير له ظهره....!
سارت بخطي آليه معه للخارج ونظراتها مشتته كما حال مشاعرها وافكارها فهذا الرجل كانت بحضنه قبل ساعات لا يثق بها..... كان ياخذها بحضنه تارك لنفسه ومشاعره العنان وهي كانت بين ذراعيه تستأمنه علي نفسها وقلبها وجسدها بينما لم يتوقف لحظة عن الشك بها...!
اخيرا استجمعت كلماتها واستدارات اليه لتواجهه وهو يدلف بالسيارة من بوابه المنزل.... نظرت له بلوم شديد وهي تسأله : اللي عملته ده برضه مش عارف عملته ليه ...؟
التفت لها لتهز راسها وترتفع نبرتها قليلا وهي تعيد كلماتها.... مش عارف سبب لشكك يا بعد كل اللي بينا
قال بجمود يهرب به من لومها : لا عارف
سألته بعدم استيعاب : عارف ايه..؟
: عارف اني كان لازم اتأكد
قطبت جبينها واهتزت نظرات عيونها بينما تسأله باستنكار ; تتأكد..... يعني انت لسة شاكك فيا و مش واثق ان ماليش ذنب في اللي حصل
صمت دون قول شئ لتساله بانفعال : لما انت لسة مش مصدقني اتجوزتني ليه...؟
كان الصمت هو اجابته علي انفعالها بينما تابعت.... انا زي الهبله صدقت انك نسيت وبدأت معايا صفحه جديدة زي ماانا نسيت وبدأت معاك صفحة مفيش فيها حاجة من الماضي
التفت لها باستنكار : انسي موت اختي.....! لغايه اخر نفس في حياتي عمري ماهنسي ولا
ارتاح الا لما اشرب من دم اللي عملوها وادفعهم تمن دمها غالي اوي
انفلت السؤال من لسانها بضياع فهل كل ما عاشته برفقته خيال ومازال نفس القاسي الذي عهدته.... وانا ذنبي ايه..؟
اشاح بوجهه دون قول شئ لتساله : لو كان السواق عنده شك أن انا كنت هتصدقه ومكنتش هتصدقني
...... ظل صامت لتهز راسها بأسي وتتركه وتنزل صافقه الباب خلفها بغضب...
..........
....
فرك عثمان وجهه بغضب بينما يعرف انه لم يكن عليه أن يفعل شئ كهذا ولكن ماذا يفعل بشكوكه التي كان يجب أن لا يدعها تداهمه.....
ليبرر لنفسه انه لم يخطيء وهي عليها ان تقبل ما فعله....
.......... فهو لم يؤذيها وهي ان كانت واثقه بنفسها فلما كل تلك الثورة....!
.........
...
بغضب شديد جابت ليلي الغرفه ذهابا وايابا فهو لا يثق بها ولم يتغير..... كان يخدعها بتلك المشاعر التي حتي لم يفصح عنها.... غبيه وهبله وصدقتي انه بيحبك.... حدثت نفسها بغيظ وغضب... ده حتى عمره مانطق انه بيحبك... اهو قال يتسلى كام يوم وانتي زي الهبله حبيتيه.....!
خرجت من الغرفه بخطي غاضبه بعد ان اتخذت قرارها انها لن تظل بالمنزل لتجد ادم امامها .... ليلى انتي رايحة فين..؟
قالت بتعلثم... عندي مشوار ياحبيبي
قال برجاء : خديني معاكي
هزت راسها ; بس ياادم... أصل مش هينفع
نظر لها بعيناه الجميله : بليز يالليلي خديني معاكي ومتسبنيش لوحدي
نظرت الي ادم لحظة بتردد قبل ان تمسك
بيده محدثه نفسها بغضب : مش هسيبك خليه هو يقعد لوحده....!
..........
...
نظر عثمان في ساعته فهاهي قاربت منتصف الليل وهو لم يعد للمنزل منذ أن تركها.... أوقف سيارته ونزل منها باتجاه المنزل ليساله حسان : هنفتح التحقيق ونحط مواصفات البنت اللي سامح قال عليها
هز عثمان راسه قائلا : لا مش دلوقتي
: امتي ياباشا
قال عثمان بانفعال : لما تجيب ليا الاول البنت اللي اختفي معاها ابو يوسف
اومأ حسان وخفض راسه ليدخل عثمان للمنزل بخطي غاضبه يحاول به إخفاء غضبه الأساسي من نفسه علي مافعله بها..... سحب نفس مطول قبل ان يدخل الي الغرفه متوقع المزيد من نظرات اللوم والعتاب ليجد الغرفه خاويه.... نظر في ارجاء الغرفه وهو يفرك وجهه مكدرا فهاهي ستبتعد عنه لتعاقبه علي شكه بها.....!
اتجه الي غرفه ادم ليتصاعد الغضب الي رأسه ويتعالي صوته بالارجاء مكذب الصوت الذي تعالي براسه انها تجرأت وتركت المنزل
هديييي
اسرعت هدي علي صوته : افندم ياباشا
: ليلي وآدم فين..؟
قالت هدي بتعلثم : خرجوا
احتدت ملامحه... خرجوا فين..؟
هزت كتفها لينزل بخطي ثائرة للاسفل معنفا بشير الذي قال : معرفش ياباشا.... اخدو تاكسي انا فكرتهم رايحين مشوار وسيادتك عارف ....
صاح بهم بغضب شديد معنفا : وازاي متبلغنيش بحاجة زي دي..... واقفين مالكمش اي لازمه.... غوروا من وشي كلكم
ضغطت اصابعه على الهاتف بعصبيه شديده وهو يطلبها مجددا لتغلق ليلي صوت الهاتف وتضعه بجوارها.... حدثت نفسها (مش هرد عليك... انت مش بتشك فيا.. بتكلمني ليه)
........ نظرت الي ادم النائم بجوارها ومررت يدها برفق علي خصلات شعره تخبر نفسها انه لابد وانه اكتشف الان انها ليست بالمنزل وان ادم معها لتهز راسها قائلة انها ستبقى بمنزل ابيها ولن تعود ابدا لمنزله مهما فعل
..............
....
انتفضت من مكانها وذهبت كل جراتها حينما سمعت تلك الطرقات علي الباب والتي تعرف من شدتها من صاحبها...!
حاولت التمسك بثباتها وموقفها وهي تتجه لتفتح الباب ولكن نظراته المخيفه التي كان الغضب متاجج بها جعلتها تتراجع....
عاوز ايه...؟
تجاهل سؤالها الذي حاولت به أن تخفي خوفها من رده فعله ليقول بنبره صارمه ... دقيقه الاقيكي ورايا تحت انتي وآدم
اغاظتها نبرته لتقول بتحدي : لا
رفع حاجبه واحتجت نظراته وهو يسالها ; قولتي ايه..؟
قالت ليلي بثبات وهي تنظر إلى عيناه : قولت لا.. انا وآدم هنفضل هنا
قال باستخفاف ممزوج بغضبه من شراستها :وده قرار مين.. ؟
قالت ليلي بثبات : قراري انا
استدار بكامل جسده ناحيتها لتتراجع خطوة للداخل تقدمها ناحيتها وهو ينظر لعيناها قائلا بهدوء ظاهري : وقررتي ايه بقي.. ؟
زمت شفتيها بانفعال قائلة : قررت اني مش هعيش في بيت واحد بيشك فيا
وفي اول موقف وراني اد ايه انه معندوش ذره ثقه فيا
قال بتهكم : وخيالك صورلك ان الحد ده هتقدرى تمشي قرارك عليه مثلا
انتفخت وجنتها بغضب من استخفافه بها بدلا من الاعتراف بخطاه ليتقدم عثمان منها خطوة يتطلع لها بنظراته الغاضبه وهو يمسك بذراعيها : عثمان الباشا بس هو اللي يقرر مش انتي ولا غيرك..... عاوزة تزعلي مش همنعك بس عندك بيت طويل عريض تزعلي فيه إنما تسيبي البيت من ورايا وكمان تاخدي ادم ده مش هسمحلك بيه ولا كمان هعديهولك بالساهل.....
نظرت الي نبرته الامرة ونظرته الغاضبه بعدم تصديق.... لا يعترف بخطاه بل ويهددها أيضا
رفعت عيناها اليه بتحدي وشراسه : ولا انا هعديلك بالساهل اللي عملته
اومأ ببرود وهو يتجه الي الداخل... موافق.!
في لحظة كان يحمل ادم النائم بذراعه وبيده الاخري يجذبها للخارج غير سامح لها بالاعتراض.... ومن قال انه سيدعها تبتعد عنه
فلتغضب وتثور وتتوعده... ولكن تتركه لا..!
أين ثباتها.. أين قوتها وغضبها منه لماذا عادت معه...؟!
سألت ليلي نفسها بغيظ شديد بينما تقطع الغرفه ذهابا وايابا وهي تتذكر كلماته قبل ان يخرج من الغرفه.... ازعلي زي ماانتي عاوزة.... بس هنا... جوة البيت ده..... حدودك الاوضه دي إنما تفكري تاني تسيبي البيت.... قاطعته بحده : متهددنيش
: مش بهددك... انا بنفذ
رفعت وجهها اليه بتحدي : وانا كمان بنفذ... وحتي لو رجعت معاك ده مش معناه اني سامحتك
قال بثبات : مطلبتش، تسامحيني عشان انا مغلطتش
اتسعت عيناها بعدم تصديق : مغلطتش..!!
قال بعناد : اه مغلطتش... فارق معاكي ايه طالما واثقه انك مش، اللي كنتي في العربيه يوم الحادثه
قالت بوجع وهي تخفض عيناها عن عيناه: فارق معايا ان جوزي اللي بستأمنه علي نفسي مش بيثق فيا
زم شفتيه وفرك وجهه بانفعال دون قول شئ فهي محقه...!
............
.....
بالرغم من كل تلك الأحداث الا انها نامت ماان وضعت راسها علي الوساده بعد ان نال الإرهاق والغضب منها بسبب عناده وتكبره عن الاعتراف بخطاه....
دخل عثمان الي الغرفه بعد ساعتين ليجدها نائمة بطرف الفراش الذي تمسكت به رافضه محاولته لجذبها اليه لتبعد يداه عنها بجفاء وتبتعد لطرف الفراش ويفعل هو مثلها بعد ان صدت محاولته في الاقتراب منها..... لن يطاوعه لسانه للاعتراف بخطاه وظن انها ستغفر ككل مرة ولكن لايبدو انها ستفعل...!!
..........
.....
قال يوسف لأمه مؤكدا : ها ياماما هتعرفي تعملي حاجة..؟
قالت مديحه : ايوة يايوسف خلاص انا هتصرف
: يعني هتعرفي تجيبيها
: قولتلك يايوسف خلاص هتصرف
........
...
وضعت ليلي الماء الساخن فوق مغلف الينسون الذي وضعته بكوبها لعله يخفف من وجع معدتها الذي تشعر به منذ الصباح... لتتذكر كيف انها استيقظت باكرا تشعر بالك شديد في معدتها جعلها تشعر بالغثيان
كان عثمان قد تركها نائمه واخذ ادم وخرج باكرا لتسرع اليها عهدي بقلق ماان رأت امتقاع وجهها...... وقفت ليلى تقلب قطع السكر حينما دخلت اليها هدي قائلة برفض ماان رفعته ليلي الي شفتيها : لا بلاش تشربيه وهو سخن اوي كدة
قالت ليلى بتساؤل : ليه.... ؟
قالت هدي ببساطة : عشان السخن اوي ده غلط علي الحمل
نظرت لها ليلي بملامح مصدومه : حمل..!
: ايوة يابنتي.... انا شاكة ان وجع معدتك ده من الحمل
ضحكت ليلي علي تخمين هدي الذي استبعدته تماما فعن اي حمل تتحدث وهي لن تحمل بالأساس بعد ماحدث لها لتقول... مش كل واحدة ترجع تبقي، حامل ياهدي
: وهتخسري ايه لو عملتي تحليل
هزت ليلي راسها فهي تعرف ان هذا الألم بمعدتها منذ الصباح بسبب سوء حالتها النفسيه ليس اكثر فلن تعلق نفسها بأمل زائف لتكمل هدي باقناع...اسمعي كلامي وخلاص يابنتي انتي والباشا ماشاء الله مفيش اللي يمنع عندكم.... انا هبعت اجيب لك تحليل من الصيدليه وان شاء الله تقولي أن عندي حق
تنهدت هدي بارتياح.... ده الباشا هيطير من الفرح.
نعم طار عقلها لدقيقه وهي تتخيل لحظة معرفه عثمان خبر كهذا لتفيق سريعا علي ارض الواقع وتهز رأسها فمؤكد الحارس سيخبره ان اشتري لها الفحص وهي لاتريد ان تتعلق بأمل زائف : لا ياهدي مفيش داعي
: يابنتي..
: لو سمحتي ياهدي متتعبنيش وروحي خلي بشير يجيب ادم من المدرسه عشان ميتاخرش عليه
اومات هدي باستسلام لتأخذ ليلي كوب الشراب الساخن وتصعد لغرفتها تفكر في حديث هدي.....
جلست شيرين معها تطمئن عليها... عامله ايه دلوقتي باليلي.؟
: الحمد لله احسن كتير
: شكلك اخدتي برد
: تقريبا
بعد قليل تعالي رنين هاتفها برقم ام سلمي
: ازيك ياست الكل
: اهلا ياام سلمي عامله ايه..؟
: انا زي الفل بس كان في حاجة كنت عاوزة اقولك عليها
: خير ياام سلمى
: انا كنت بنضف السلم من شويه وشفت الست مديحه..... صمتت ام سلمي لحظة قبل ان تتابع بتأثر : شفتها يعني في حاله مش ولا بد
قالت ليلي بقلق : حاله ايه.؟
: يعني ياست ليلى كانت قاعده ولا مواخذه علي السلم ومعاها هدومها ولما سألتها قالت إن ملهاش مكان تروح فيه...
عزمت عليها تطلع عندي بس مرضتش وفضلت قاعده علي السلم تكلم نفسها ان مبقاش ليها حد ولا مكان فقولت يعني بعد اذنك لو تقعديها في شقتك..... هي قالتلي انك استحالة توافقي بس انا برضه قولتك اكلمك عشان اكيد حاجة زي دي مش هترضيكي... . انتوا مهما كان اهل
قالت ليلي سريعا : ايوة طبعا... انا جايه اديها المفتاح
قالت شيرين باستفهام لليلي التي قامت لترتدي ملابسها : هتخرجي وانتي تعبانه
قالت ليلى ; مشوار بسرعه وهرجع... ممكن تاخدي بالك من ادم
قالت شيرين : اه طبعا... بس خدي بالك من نفسك
اومات ليلي وبسرعه ارتدت ملابسها دون أن تفكر فيما ينتظرها
.....
قالت مديحه بخبث ودموع مزيفه : طبعا رفضت ياام سلمي زي ماقلت لك
قالت أم سلمي بفرحه : لا طبعا ياست مديحه دي قالت جايه على طول...
قالت مديحه بعدم تصديق : جايه
: ايوة طبعا دي الست ليلي طيبه وبنت حلال
قالت مديحه بلؤم : طيب ممكن تجيببلي كوبايه مايه اخد الدوا ياام سلمي
: اه طبعا ياست مديحه
ماان اتجهت ام سلمي لإحضار الماء حتي اسرعت مديحه تحدث يوسف..... جايه يايوسف
قال بسعاده : تمام
.........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك