القاسي الفصل الثلاثون

0

الفصل السابق
 
عقدت ليلي جبينها وضغطت باناملها علي معدتها التي تؤلمها واغمضت عيناها تحاول اخذ نفس عميق فقد شعرت بالدوار أثر سرعه سائق السيارة الاجرة التي اخذتها لتذهب لمنزل ابيها ...... تعرف ان مديحه تستحق كل السوء ولكن عمها لايستحق هذا....وطبيعتها لم تتقبل ابدا ان تكون زوجه عمها جالسه كما قالت أم سلمي لها علي الدرج بلا مكان وان تتركها مهما فعلت بها ... 

فتحت عيناها وهي تخرج النقود من حقيبتها وتعطيها للسائق الذي توقف أسفل البنايه...: اتفضل متشكرة 

قال السائق بتهذيب : تامري يافندم . 

نزلت من السيارة وخطت باتجاه المنزل لتتوقف مكانها حينما وجدت تلك الفتاه ذات السادسه عشر تبتسم لها وتسرع تجاهها ليلي... ليلى.. 

التفتت ليلي الي تلك الفتاه الجميله قائلة : سلمي إزيك 

ضمتها قائلة : انا الحمد لله كويسه اوي وانتي...

: الحمد لله كويسه 

; مبروك على الجواز.... دي ماما مش بتبطل كلام علي اللي عمله جوزك مع اخويا 

ربتت ليلي علي كتفها قائلة: مفيش اي حاجة.... المهم انتي عامله ايه في الدراسه 

: كويسة اوي الحمد لله 

اومات لها ليلي لتستاذن قائلة : طيب معلش ياسلمي انا هطلع عشان مستعجله 

اومات لها وتركتها لتدخل ليلي الي المنزل فتجد مديحه جالسه في احد الاركان علي الدرج الرخامي وتضع راسها بين يديها... رفعت مديحه راسها تجاه ليلي ببطء بينما تتقن رسم الدور ولكن بداخلها انطلقت سمومها الشامته فهاهي تلك الفتاه ستلقي المصير الذي تستحقه من وجهه نظرها الحاقده

قالت بتهكم مرير مزيف : جاية طبعا تشمتي فيا 

نظرت لها ليلي باستنكار فهي كما هي لم تتغير لتقول بدفاع عن نفسها  : وهشمت فيكى ليه..؟ 

لوت مديحه شفتيها فهاهي تمثل دور الفتاه الطيبه لتقول بحقد واضح : اخدتي حقك مني و اترميت في الشارع علي اخر عمري واتبهدلت وانتي بقيتي الكل في الكل.... ابني ضاع وعمك طلقني ورماني عشانك 

: انتي عارفه كويس اني ماليش يد في اي حاجة حصلتلك... ابنك غدر بيا قبل مايغدر بيكي  وانتي عارفه كويس حصل ليا ايه... وعمي طلقك عشاك الكلام الافتري اللي قولتيه عني 

نظرت لها مديحه بحنق لتهتف : والفضيحة اللي جوزك عملهالي

عقدت ليلي جبينها بعدم فهم : فضيحة ايه

هتفت بغضب : البت اللي زقها عليا وقال اني مشغلاها 

هزت ليلي راسها بعدم فهم : انا معرفش انتي تقصدي ايه.... اكيد غلطانه 

لوت مديحة شفتيها : غلطانه....!! 

هزت ليلي راسها بقله حيله فهي لاتعرف سبب لتلك الكراهيه التي تكنها لها لتقول وهي تخرج المفتاح من حقيبتها : قومي ياطنط معايا وبلاش نفتح في اللي فات 

قالت مديحه بسخريه لم تستطع منعها  : ومن امتي العقل ده يابنت لبنى 

زفرت ليلي قائلة  : ولا عقل ولا حاجة  .. انا بس لازم ارجع البيت فلو سمحتي خدي المفتاح واطلعي البيت ميصحش تفضلي قاعده كدة واتعاملي كأنه بيتك بالضبط

هزت مديحه راسها سريعا فهي تريدها ان تصعد معها لا ان تترك لها المفتاح وتغادر لتقول  : لا متشكرة مش محتاجة صدقه منك

تنهدت ليلي قائلة وهي تتطلع في ساعتها : مش صدقه ولا حاجة انتي مهما كان زي امي الله يرحمها.... اتفضلي المفتاح واطلعي مينفعش تقعدي في الشارع 

هزت مديحه راسها وابعدت يد ليلي بالمفتاح قائلة : لا طبعا مش هاخد المفتاح.... ولا عاوزة  تقولي اني سرقت شقتك 

تنهدت ليلي باستنكار : ولا هقول ولا اعيد 

قالت مديحه : يبقي تطلعي تفتحيلي 

زفرت ليلي قائلة : ماشي اتفضلي 

تلفتت مديحه حولها بخبث بينما تقدمتها ليلي للأعلى لتشير بطرف عيناها الي يوسف الذي اسرع يدخل من الباب متخفيا دون ان يراه احد...... 

فتحت ليلي الباب ودخلت بضع خطوات لتقول وهي تخرج المفتاح من سلسله مفاتيحها تمهيدا لتركه لمديحه: انا هسيبلك المفتاح و هخلي ام سلمي تجيب لك حاجات للتلاجه

تفاجأت ليلي بتعالي ضحكه مديحه المتهكمه لترفع عيناها ناحيتها باستفهام .. بتضحكي علي ايه... ؟

قالت مديحه بغل وقد تغيرت ملامحها تماما :بضحك على كلامك

رفعت اصبعها امام وجهها وتابعت بحقد شديد : ... انتي فاكرة ان انا مستنيه منك انتي اكل يابنت لبنى 

عقدت ليلي جبينها لحظة قبل ان تنتفض من مكانها متراجعه للخلف ماان رأت ذلك الطيف يظهر امامها ويدخل سريعا الي الشقه مغلق الباب خلفه 

... يوسف..! 

............ 

..... 


القي عثمان الأوراق التي بيده علي المكتب امامه بعصبيه مزمجرا  في السكرتيرة : هو انا كمان هكمل شغلكم... فين اذونات الميناء اللي طلبتها 

قالت المرأه بتعلثم وهي تشير الي بعض الأوراق بداخل الملف... اهي يافندم 

ضغط عثمان علي أسنانه بعصبيه مفرطة... سيبها واطلعي برا 

اومات واسرعت تنصرف من امامه فهو منذ الصباح لايتوقف عن الصراخ بسبب وبدون سبب.... ولماذا لا يفعل وهو لايريد الا ان يفرغ تلك الشحنات التي اشتعلت بداخله بالغضب من نفسه لما حدث بينهم....فهو لم يذق طعم النوم وهي بجواره ولا يستطيع ضمها اليه بعد ان اعتاد علي نومها بحضنه.... لم يذق طعم النوم بسبب شعوره المضني بالذنب الذي رأه بعيناها التي عاتبته بلا هواده.... لم يذق طعم النوم وعقله لايتوقف عن التبرير لنفسه انه محق ولم يفعل شئ يستوجب كل مافعلته

.... شكوك...!! 

قله ثقه ...!! 

.. كلها مسميات لا يهتم لها.... فهو فقط فعل ما مافعله دون أي تفكير كعادته... فهو اعتاد الا يعترض احد علي تصرفاته مهما كانت قاسيه او جارحه فهو بالنهايه يري الصالح العام وهو أراد أن يخرجها من دائرة الاتهام التي لم يضعها بها من البدايه ولكن ماذا يفعل بعقله وتصرفه المتهور الذي يرفض الاعتراف انه أخطأ....!! 

فك ربطة عنقه قليلا وهو يزفر بضيق بينما يتذكر ليله الامس حينما استغرقت في النوم والتفت ناحيتها يتطلع لوجهها الذي سرعان ما حرمته منه واستدارت للجانب الاخر....!!

كور قبضته بغضب منها فلماذا لا تفهمه وتقبله كما هو....! 

طرق بأصابعه علي طرف المكتب بينما يتذكر كلام سامح عن تلك الليله ليفتح حاسوبه ويتطلع جيدا الي تلك الفيديوهات الاي ظهرت بها الفتاه...... انها قصيرة وترتدي حجاب عكس اوصاف الفتاه التي أعطاها له سامح عن انها فتاه بيضاء طويله بجسد ممشوق وبشعر بني قصير وترتدي ملابس قصيرة..... ربما ارتدت الحجاب لتخفي شخصيتها وهي تاخذ مصطفي... ربنا ليست نفس الفتاه ولكن لابد وأنها طرف بالأمر....!! 

نادي بصوته الجهوري : حسان 

اسرع حسان اليه ليقول وهو يهز قدمه بعصبيه : عملت ايه... وصلت للبنت 

قال حسان بتأكيد... خلال يومين هتكون البنت في ايدك ياباشا... انا اتفقت مع واحد جوه الشركه اللي كان الواد ده بيشتغل فيها وهيجيب ليا كل البيانات اللي عنده وهقارنها بصورة البنت اللي معانا وهتطلع واحدة منهم 

زفر عثمان بضيق : انت بقيت مش قد شغلانتك ياحسان

قال حسان : متقولش كدة ياباشا... انا الراجل بتاعك 

زفر عثمان بضيق : انت بقالك شهور مش عارف توصل للواد ده 

: اديني مهله اخيره... يومين والبنت تكون عندك ياباشا ودي هتكون اول الخيط 

اومأ له : طيب روح انت 

ليساله حسان : انت مش هتروح ياباشا

نظر في ساعته.... لا مش دلوقتي 

......... 

... 

نظر عمار الي مي وافلتت ضحكته بينما يسالها ... انتي لسه مصممه..؟ 

قالت مي بمرح وهي تجلس علي المقعد الجلدي المقابل لمكتبه : المره دي انا جايه اشتغل وبس

رفع حاجبه : تشتغلي..! 

اومات له وهي تضع ذلك الملف امامه : ده السي في بتاعي وانا جايه عاوزة اشتغل عندكم زي خالد 

ضحك قائلا : ده احتلال بقي 

هزت راسها : لا انا ماليش اى دعوة باتفاقكم مع خالد... انا عاوزة شغل وبس

ارجع عمار راسه للخلف بتفكير قبل ان يقول وهو يسحب سيرتها الشخصيه ينظر فيها : وعاوزة تشتغلي ايه..؟ 

قالت وهي تهز كتفها : اي حاجة... انا خريجة تجاره ممكن في الحسابات 

نظر اليها عمار وهز راسه قائلا : لا... انسي موضوع الحسابات... 

: امال هشتغل ايه 

: هتشتغلي مساعده لمديرة مكتبي 

اومات بحماس : موافقه 

هز راسه ليرفع سماعه الهاتف ويطلب ساره مديرة مكتبه... ساره مي هتكون المساعده بتاعتك علميها الشغل 

اومات سارة بجديه لتشير لها : اتفضلي معايا ياانسه 

التفتت مي الي عمار قبل ان تخرج قائلة بابتسامه واسعه : شكرا 

اومأ لها واتجه الي مكتب عثمان الذي كان جالس والتوتر بادي علي ملامحه والذي ازداد ماان اخبره عمار بأنه اعطي لمي وظيفه 

: واحنا ناقصين موظفين ياعمار

قال عمار وهو يهز كتفه : عادي اهي مش هتخسرنا حاجة وبعدين كله عشان خاطر ادم 

لوي عثمان شفتيه : وأية علاقه ادم 

قال عمار بهدوء : ابدا ياسيدي هي عمته وخالد عمه ولما يكونوا تحت عنينا ومفيش بينا وبينهم عداوه هيكون احسن لمستقبل ادم.. حتي لما يكبر يشرفوه 

اومأ له وانفلتت زفره حارة من صدره لينظر اليه عمار بتساؤل : مالك..؟ 

هز راسه قائلا : مفيش

:مفيش ازاي وانت بتطلع نار كدة 

قالت بعصبيه : قولت مفيش ياعمار بطل زن بقي 

: ماشي ياسيدي هبطل... المهم خلينا في الشغل... الشحنات هتوصل بكرة 

اومأ عثمان قائلا : عارف ورتبت مع المخازن 

......... 

... 

تحفزت ملامح ليلي لتنقل عيناها بين مديحه ويوسف لحظة قبل ان تتبين كيف انها وقعت بسهوله في هذا الفخ واصبحت بين ايديهم بلعبه قذره لتندفع بسرعه تجاه الباب الذي اغلقه يوسف بلحظة واتجه ليقف امامها كالسد قائلا بخبث  : علي فين... ؟

قالت ليلي بهجوم وهي ترفع اصبعها امام وجهه محذره : اوعي من قدامي احسنلك...  

نظر اليها يوسف بنظرات بارده وهو يتجه ناحيتها قبل ان يقول :  ولو موعتش هتعملي ايه

نظرت له ليلي بغضب وهي تتراجع للخلف : لو قربت مني مش هيحصلك كويس..... اوعي من قدامي

ضحكت مديحه بسخريه : لا يابت وطلعلك صوت وبقيتي بتهددي

بادلها يوسف التهكم : ماهي بقت صاحبه الباشا وقلبها قوي بقي 

زمجرت به بغضب : أخرس ياندل انا مراته 

ضحك قائلا : لا والله..!

وده بقي اللي بعتيني عشانه

نظرت له ليلي باستحقار : بقيت تتكلم زي الست والدتك....! صحيح تكذبوا الكذبه وتصدقوها... ده انت اكتر واحد عارف مين باع مين... ياللي المفروض انك ابن عمي

قالت مديحة بوعيد : اتلمي يابت انتي احسنلك

صاحت ليلي بغضب وهي تحاول الاتجاه للباب : انتوا اللي احسنلكم توعوا من قدامي 

اسرع يوسف وامسك بذراعيها يوقفها لتدفعه بعيدا عنها بغضب : متلمسنيش ياحيوان.... 

قبض يوسف بقوة علي ذراعها وماان حاولت الصراخ حتي اسرع يكمم فمها ; اخرسي

قاومته ليلي بقوة وهي تصرخ به : 

انتوا عاوزين مني ايه..؟

دفعها يوسف الحائط لتصرخ بألم من اصطدام ظهرها بالحائط ليحكم قبضته علي فمها قائلا بوعيد غامض ... هتعرفي..! 

حاولت ليلي التخلص منه والصراخ لتنظر لها مديحة بشر وهي تقول : اياكي تصرخي بدل مااصوت انا والم عليكى الناس واعملك فضيحه واقول اني لقيتك مع ابني في شقتك 

نظرت لها ليلي بغضب وهي تحاول تخليص نفسها من يوسف الذي قبض علي ذراعيها بقوة باحدي يديه بينما بالاخري يكمم فمها بقوة وهو يحذرها احسنلك تسكتي خالص عشان مأذكيش

نظرت لهم ليلي بسخط وغضب كما سخطت علي نفسها وعلي طيبتها الزائده التي وصلت حد البلاهه وهي من قدمت إليهم بساقها...!! 

ارتجفت دقات قلبها بخوف لاتعرف ما يدبرانه لها والذي وقعت بسهوله ضحيته لتندم أشد الندم انها استسلمت لطيبه قلبها وجائت من الأساس لهذا المصير المجهول...... ليتها أخبرته اين هي..؟! 

......... 

... 

فتحت سلمي الباب لتجد امها تحمل صينيه عليها بعض  الطعام وتتجه الي الباب لتسألها : .. ايه ده ياماما..انتي رايحه فين بالأكل ده..؟ 

قالت أم سلمي : هنزل الأكل ده للست مديحه.. حرام الست قاعده على السلم من الصبح من غير ولا لقمه 

قالت سلمي : لا مفيش داعي انا وانا طالعه لقيت ليلي وصلت واكيد اخدتها فوق

قالت أم سلمي بحماس : طيب طالما ليلي جت يبقى دخلي الاكل ده جوه وانا هروح اجيبها تتغدى معانا هنا احسن .. 

جذبت طرحتها من فوق المقعد ولفتها حول راسها قائلة لابنتها قائلة  : جهزي انتي الاكل هنا علي الترابيزة علي مااروح انادي ليها.. 

اومأت لها سلمي لتدخل للمطبخ وتتجه ام سلمي الي منزل ليلي التي كانت ماتزال تحاول تخليص نفسها من الحقير وأمه 

التي قالت : امسكها كويس يايوسف وانا هدخل اشوف حبل نربطها بيه 

هزت ليلي راسها بيأس وهي تحاول الصراخ

لعل احد ينقذها لتقول بصوت مكتوم وقد انبثقت الدموع من عيونها  وهي تتطلع ليوسف : حرام عليك انا معملتش ليك حاجة 

زم يوسف شفتيه قائلا وهو يحدث نفسه ليبعد اي شعور بالذنب : وانا كمان معملتش حاجة..... انا بحمي نفسي

نظرت له ليلي بعدم فهم بينما انسابت دموعها علي يده التي تكمم فمها وهي تحاول التحدث : قول الحقيقه... مين البنت اللي كانت معاك... بلغ عنها وانفذ نفسك وانا هكلم عثمان وافهمه ان مالكش ذنب 

تعالي صوت تنفسه بينما تتابع برجاء : انا بنت عمك يايوسف بلاش تأذيني

هز راسه ليقول بحزم : هيقتلني لو اتكلمت..... 

انتي متعرفيش حاجة فاكرة الموضوع بالساهل..... بابا في ايديهم وهي قتلوه لو منفذتش اللي هما عاوزينه 

حاولت التحدث بينما شعرت بالاختناق وهو يكمم فمها بتلك الطريقه : مين هما وعاوزين ايه مني 

اشاح بوجهه واحكم قبضته علي فمها يمنعها من التحدث اكثر : اسكتي كفايه كلام.... انتفض من مكانه بينما استمع لتلك الطرقات علي الباب لتحاول ليلى التحدث ولكنه احكم قبضته فوق فمها...... 

تململت ليلي بقوة  ماان استمعت لتلك الطرقات علي الباب والتي تبعها صوت ام سلمى التي قلقت  حينما لن تتلقى اي رد .... ليلى يابنتي افتحى انا ام سلمى 

نظر لها يوسف بتحذير وهو يحكم قبضته علي فمها هامسا : اخرسي واوعي تطلعي نفس احسنلك

طرقت ام سلمي مجددا علي الباب بقلق وهي تسمع لتلك الهمهمات.. ليلى افتحي يابنتي 

هزت ليلي راسها بقوة وهي تجاهد للفكاك منه ماان خرجت مديحه من احدي الغرف تحمل حبل وتتجه إليهم ليشير لها يوسف تجاه طرقات الباب هتمهس له.. هتصرف

تحدثت من خلف الباب : خير ياام سلمي معلش مش عارفه افتح الباب اصلي كنت باخد دوش وخارجية بالفوطة 

قالت المرأه : لا ولايهمك ياست مديحه انا جايه اخد ليلي تتغدى معانا 

قالت مديحه بمكر :  دي لسه يادوب نازله 

قالت ام سلمي باحباط : ياخسارة ملحقتهاش

: معلش مرة تانيه.... انا هستاذنك بقي عشان ادخل اكمل حمامي 

اومات ام سلمي واستدارت لتغادر لتضيع معها فرصه ليلي بالنجاه لذا اسرعت تشحذ قوتها وتعض أصابع يوسف لتباغته قبل ان تصرخ.. الحقوني 

اسرع يوسف ليمسك بها مجددا ولكنها فاجأته بأنها رفعت ساقها وضربته بقوة بركبتها في رجولته فيصرخ بألم استغلته ليلي في لحظة وهي تدفع مديحه بعيدا عنها وتركض للباب تحاول فتحه صارخة بقوة... الحقوني.... 

تجمدت ام سلمي مكانها ماان سمعت صراخ ليلي واسرعت تركض مجددا صاعده بضع الدرجات التي نزلتها وتطرق بقوة علي الباب بينما جذبت مديحه ليلي من خصلات شعرها مزمجرة اخرسي يابت انتي 

نظر يوسف لأمه بحنق وسرعان ما قال : سيبيها ويلا بسرعه 

تفاجأت ام سلمي التي وقفت تطرق الباب بقوة..... ليفتح يوسف الباب و يدفعها بقوة من امامه فتسقط علي الارض ليركض يوسف خارجا هو ومديحه التي اسرعت تركض ومن خلفها صراخ ام سلمى......! 

......... 

... 

قاد عثمان السيارة بصمت طوال الطريق بينما عمار ينظر اليه ويحاول تبين سبب غضبه الذي لايريد اخباره به دون جدوي 

.... 

قامت ام سلمي واسرعت تجاه ليلي التي انهمرت دموعها مع لهاث أنفاسها لاتصدق انها نجت منهم...!! 

في ايه يابنتي... اية اللي حصل... ؟

لم تستطع ليلي نطق شئ بينما دار العالم من حولها لتصرخ ام سلمى وهي تحاول اسنادها قبل ان تقع... ليلى يابنتي 

....... بعد دقائق فتحت ليلى عيناها علي تلك المياة البارده التي القتها المرأه علي وجهها والتي مازالت لا تعي شئ مما حدث لتسالها بقلق.. في ايه يابنتي..؟ اية اللي حصل 

الست مديحه قالت انك مشيتي... ومش ده يوسف اللي زقني 

هزت ليلي راسها بصدمه وهي تستوعب كل ماحدث لتقول بصوت مرتعش .... عاوزة اروح... عاوزة اروح

اومات لها المرأه مهدئة : حاضر بس اهدي يابنتي واشربي حبه ميه

ارتجفت يد ليلي وهي تتناول الكوب من يدها لترتشف منه القليل وتعيده لها 

   ......... 

...... 

صاحت نادين بحنق في يوسف ... انت فاشل 

هدر بحده في، الهاتف : اخرسي فاهمه 

: انت اللي تخرس وحالا تتصرف وتشوف هتعمل ايه قبل ما تقول للباشا علي اللي عملته

ااغلق الهاتف بحنق وأشار لأمه ان تغادر : اختفي دلوقتي لغايه مااكلمك ياماما 

قالت مديحه بغل : يعني كل حاجة باظت

هز راسه وهو يهديء أنفاسه ويحاول التفكير في حل آخر.... مفيش حاجة باظت... روحى انتي دلوقتي 

......... 

   

قالت أم سلمي وهي تربت علي كتف ليلي التي لم تقل شئ ولاتريد شئ إلا أن تعود للمنزل بينما تشعر بهذا الألم الشديد في بطنها وظهرها 

: هشام جاب تاكسي وانا هروحك

قالت ليلي بصوت مرتجف : مفيش داعي.. انا هروح

قالت ام سلمي باصرار : لا مينفعش اسيبك تمشي لوحدك في الحاله دي 

اومات ونزلت بأقدام لاتقوي على حملها لتركب التاكسي الذي اوقفه هشام لبت ان سلمي التي ركبت بجوارها .... املت ليلي السائق العنوان وانطلق بها لتغمض عيناها بضياع فماذا كان يريد منها يوسف... ؟! 

نظرت لها ام سلمي بقلق ممزوج بفضول فماذا حدث.. ؟! 

.......... 

... 

وضعت ليلي يدها علي بطنها بألم وهي تنزل من التاكسي الذي توقف امام البوابه الحديديه.... لتقول لام سلمي : شكرا 

: علي ايه يابنتي خدي بالك من نفسك وطمنيني عليكي 

اومات لها وسارت للداخل وهي لا تتمني شئ إلا أن تغمض عيونها وتنام لتهرب من كل مايحدث لها..... لقد أخطأت خطأ كبير اولا بخروجها دون معرفه عثمان  ثانيا بذهابها لمديحه وهي لا تؤتمن..... 

لم يكن عليها ان تذهب ابدا او علي الاقل كانت أخبرته.... الان أدركت مقدار خطأها وهي تتخيل ماكان قد يحدث لها لولا أن الله انقذها من يدهم.....! 


....... 

   

كانت شيرين جالسه بالبهو تلاعب ادم حينما عاد عمار للمنزل هو وعثمان..... لتتلاشي  ابتسامتها ببطء ماان دخلوا من الباب 

لتقوم وتتراجع للخلف بارتباك.... 

اسرع ادم الي عمار الذي حمله بينما صعدت شيرين للأعلى وتبعتها نظرات عمار التي مازالت تحمل نفس الغضب والذي يتجدد ماان يراها بينما تحرقه نيران الغيره علي رجولته وكرامته.....! 

ارتدت أوصال ليلي وهي تلمح سيارة عثمان متوقفه بالفناء لتهز راسها بخوف فقد تضرعت لله الا يكون قد علم بخروجها حتي تستطيع ترتيب ما ستخبره به لأنها لاتستطيع إخفاء الأمر وخاصه وان لابد وان هناك شئ خلف ما فعله يوسف بها....! 

التفت عثمان الي ليلى الي دخلت من الباب 

لتتغير ملامح وجهه الي الغضب الشديد والاستهجان ماان رآها تعود من الخارج 

اتجه اليها قائلا :  كنتي فين 

ارتجفت نظرات عيونها ولم تسعفها الكلمات ليضغط علي أسنانه مزمجرا بحده : ايه  هو السؤال صعب اوي كدة 

نظر عمار اليه محاولا تهدئته : في ايه ياعثمان براحة يااخي

نظر عثمان الي ادم قائلا : خد ادم طلعه فوق 

التفت اليها مجددا ماان صعد عمار يسالها بانفعال : سألتك كنتي فين...؟ وازاي تخرجي اصلا من غير ماانا اعرف 

قالت بتعلثم وقد انمحي قاموس الكلام فجأه من راسها..... 

(ليلي بقيتي احسن دلوقتي) 

التفت عثمان الي شيرين التي عادت لتنزل مقرره إنقاذ ليلي والواضح انها في مأزق بسبب خروجها لتقول بتعلثم لعثمان الذي رمقها بنظرات حاده :  أصلها كانت تعبانه ومخنوقه فقلت لها تتمشي شويه 

اتجهت ليلي الي غرفتها سريعا لتنفلت دموعها من الضغط العصبي الذي تعرضت له وهي تكره ان تكون كاذبه ولكنها أخطأت في البدايه لأنها صدقت وامنت لامراه مثل مديحه...! 

اسرعت الي الحمام لتغسل وجهها وتحاول إيقاف دموعها 

....... 

دخل عثمان الي الغرفه وصفق الباب بقوة جعلتها تنتفض من الخوف وتراجع كل شجاعتها بأخباره بما حدث...! لو يهديء قليلا ستتشجع وتخبره..! 

دار في الغرفه ذهابا وايابا وعيناه علي باب الحمام بانتظار خروجها الذي طال ولكنها اخيرا اضطرت لتخرج...... لم يري هيئتها الواهنه ولا شحوب وجهها..... لم يري شئ سوي انها تجاهلت وجوده وخرجت دون علمه للمرة الثانيه...! 

بخفه فهد كان بلحظة يقف امامها يطالعها بنظرات الغاضبه وهو يقول : فكرتي في كذبه تانيه احسن من اللي لحقتك بيها بنت اللواء 

تألم قلبها اكثر مما يتألم فنعم كاذبه ولم تخبره بالحقيقه ولكن تخبر من وهو بتلك الهيئه التي تخيفها بينما تري الاتهام يقفز من عيناه.... خرجتي من ورايا ومعملتيش ليا اي حساب مع اني حذرتك قبل كدة 

رفع حاجبه بعصبيه وهو يقول : مش مالي عينيك انا صح

نظرت له دون قول شئ ليمسك ذراعها بقوة مزمجرا : ردي عليا 

قالت بألم : لو سمحت سبب ايدي بتوجعني

زمجر بعصبيه : يبقي تخافي علي نفسك من الوجع وتبطلي عند معايا.... واوعي تفكري انك بتعاقبيني لما تخرجي وتدخلي بمزاجك ولا كأنك متجوزة راجل عشان مش هتشوفي مني إلا كل وجع 

انسابت الدموع من عيونها وارادت ان تصرخ به أن يتوقف عن التحدث اليها بتلك الطريقه وكأنه رجل اخر غير الذي كان معها الايام الماضيه ولكن ماحدث لها وخوفها وشعرها المتزايد بالوهن والألم الذي يغزو جسدها سيطر عليها وجعلها لاتستطيع نطق شئ، مكتفيه بدموعها...... طرق عمار الباب ليهتف عثمان بحدة :  في ايه..؟ 

قال عمار بهدوء  : عاوزك ياعثمان 

صاح بانفعال  ; مش وقته 

: يااخي تعالي بس 


التفت عثمان اليها ورفع أصبعه في وجهها : انا مش بحذر مرتين..... مهما تكوني عندي انا مش بسامح في الغلط 

وهل هي شيء عنده بالأساس..... لقد عرفت منك الامس انها لاشئ بحياته..... لم يعترف انه اخطيء، بحقها ولم يثق بها حتي بعد ان أصبحت زوجته والان سرعان مابدأ بالاتهام والتهديد...! 

خرج من الغرفه بعاصفه كما دخل لتقوم ليلى من مكانها وقد سيطر شعور الغثيان عليها لتبكي بقهر ووجع من كل مايحدث لها.... لماذا كلما تتخلص من شئ يلاحقها الشر والحقد... لماذا وهي كانت سليمه النيه تجاه مديحه تفعل بها هذا.... لماذا بعد كل ماعاشته معه يعود مجددا بتلك القسوة التي لاتستطيع تحملها بعد ان ذاقت حنانه

ماهذا الرجل... ليس هو...!! 

..... ولكنه هو وهي كالعاده من انخدعت بسهوله واكبر دليل انها ذهبت لمديحه بقدمها 

طرقت شيرين الباب ودخلت اليها لتري حالتها السيئة وهي تبكي وتجمع ملابسها مقرره عدم البقاء 

لتقول بقلق : ليلي انتي بتعملي ايه بس 

...؟

قالت ليلي بصوت مختنق بالدموع : ماشيه

هزت شيرين راسها : ماشيه يعني ايه بس... اهدي وسيبي اللي في ايدك 

امسكت بيدها واجلستها لتجلس ليلي وهي تحيط بطنها التي تؤلمها بيدها

لتقول شيرين   : معلش ياليلي انا عارفه انه اكيد اتعصب عليكى بس انتي برضه مكنش ينفع تخرجي من غير مايعرف... 

تالمت ملامحها لتربت شيرين علي كتفها قائلة : طيب اهدي عشان انتي شكلك تعبانه اوي وبلاش تكبري الموضوع وتسيبي البيت 

هبت ليلي من مكانها سريعا ماان شعرت بالغثيان لتسرع شيرين خلفها.... 

........ 

... 


..... 

هتف عمار قائلا : اية يااخي... في ايه.. ؟

صوتك جايب اخر الشارع 

قال عثمان بحزم : متدخلش

قال عمار برفض : لا أتدخل... مالك ياعثمان في ايه.... اية اللي غيرك كدة معاها 

زفر بضيق وهو يخبر عمار بما حدث ليقول عمار برفض : وهو عشان هي زعلت بسبب عملتلك تقوم تتعصب عليها بالطريقه دي 

صمت عثمان لينظر له عمار الذي يفهمه اكثر من نفسه قائلا : انت خفت انها تسيبك فرجعت تكره نفسك فيها وتشوف اي حاجة بتعملها انها بتستفزك بيها مع ان موقفها طبيعي جدا متوقع منها ايه 

قال ببرود ظاهري : وانا عملت ايه

نظر له عمار باستنكار : يااخي هو في حاجة اكتر من اللي عملته... ده انت لو قاصد تقولها انا مش واثق وشاكك فيكي مش هتعمل كدة 

زفر عثمان قائلا : مش قله ثقه 

نظر اليه باستفهام : امال ايه 

قال وهو يهز كتفه : اهو اللي حصل 

اومأ عمار قائلا : اهو اللي حصل ده عثمان اللي انا اعرفه اه يعمله..... بس هي تعرفك منين عشان تفهم ان ده طبعك وان اللي عملته تصرف طبيعي في شخصيتك لأنك بتعمل اللي يطلع في دماغك ما تقصد بيه حاجة 

.. كنت لازم تفهمها انه مجرد سوء تصرف  منك 

رفع حاجبه باستنكار : افهمها ايه... ماانت فاهم اني مقصدش حاجة هي ليه متفهمش

قال عمار متنهدا : ماهي لسه مش عارفاك زي مانا عارفك يااخي... وبعدين فيها ايه لما كنت تفهمها اول ما رجعت بدل ما تتخانق معاها و تقولها انك اتصرفت كدة وخلاص 

كانت هتسمعك وتفهمك وقتها

اشاح عثمان بوجهه قائلا بضيق : هي مش باقيه علي حاجة ومشيت مستنتش تسمع

قال عمار بالقرار وهي يعرف عقده أخيه وخوفه من ان تتركه : غلطتت طبعا بس هي برضه  زيك متقصدش حاجة و اتصرفت وخلاص من منطق انها اتجرحت منك  فقالت تبعد..... وبعدين هتسيبك يعني وتاخد ابن اختك معاها.... دي بس بتقرص ودنك علي عملتك

انت بقى كنت المفروض تروح تصالحها

نظر اليه أخيه وتابع بضحكه عاليه : بس طبعا تلاقيك روحت جرجرتها من بيت ابوها وهات ياعصبيه عليها مش كدة 

زم عثمان شفتيه ليوكزة عمار قائلا : يااخي كنت هات لها ورد ولا خاتم ولا حاجة صالحها بيها وبلاش نشوفيه دماغك اللي بتنطح دي.... 

وبعدين اه غلطانه انها خرجت من غير ماتقول بس براحه اتفاهم متخوفهاش منك بصوتك وعصبيتك 

هتف عثمان بسخريه : هي دي بتخاف.. دي بترد عليا الكلمه بعشرة 

ضحك عمار قائلا : بس اراهنك ولو طلعت دلوقتي هتلاقيها بتعيط

نظر له باستخفاف ; لا ياشيخ ....ساحر انت 

هز  كتفه قائلا : لا بس هي الستات ايه من غير عياط 

يلا قوم صالحها ربنا يهديك 

قام عثمان وهو يتخذ من كلام اخيه حجه ليريح وجع قلبه من بعدها الذي لايحتمله

قال عمار وهو يوقف اخيه : عثمان.....! 

سامح لازم يقدم اوصاف البنت دي وتفتح التحقيق..... حق ندي الحكومه هتجيبه مش انت 

....! عشان انا مش هسمحلك تدخل نفسك في حوارات العصابات دي تاني ياعثمان 

....... 

....

مددتها شيرين علي الفراش قائلة : ارتاحي انا قولت هدي تعمك حاجة سخنه تهديكي

بنفس اللحظة دخل عثمان لتتراجع شيرين للخلف رابته علي كتف ليلي : هرجعلك تانى 

خفضت ليلي عيناها واعتدلت جالسه ماان دخل الغرفه لتقع عيناه علي حقيبه الملابس التي تركتها مكانها علي الارض فتتغير ملامح وجهه وهو يقول باستنكار : عاوزة تمشي 

خفضت عيناها قائلة بصوت مختنق : واقعد ليه

انفلتت الكلمات من لسانه : عشان وعدتيني انك مش، هتبعدي عني....استدرك سريعا مصححا وهو رافض الاعتراف : عن ادم 

دخلت هدى بنفس اللحظة تحمل كوب من المشروب الدافيء... انا عملت شويه أعشاب للمدام هتريحها

نظر لها باستفهام وهي تضع الكوب بجوار ليلي لتقول :  

المدام تعبانه من الصبح..... نظرت هدي اليه وتابعت بتلقائيه : انا بقول ياباشا انها شكلها كدة حامل 

انصدمت ملامح وجهه وكذلك ملامح وجهه ابلي التي نظرت لهدي بحنق لتقول هدي بتعلثم : انا.. انا بخمن يعني 

خرجت هدي لتتفاجيء ليلي به يقترب منها وعيناه تعود لتطوف بوجهها بنظرات مبهمه بالنسبه لها ولكن بالنسبه له نظرات قلق وحب واهتمام وهو يراجع ذلك الاحتمال الذي القته هدي قبل لحظة...... حامل..! 

تفاجأت به يجلس بجوارها و يبعد خصلات شعرها عن وجهها ويسالها باهتمام :  حاسة بايه..؟ 

قالت بعدم اكتراث وهي تحاول القيام من الفراش  ; مفيش حاجة انا كويسه وهروح اشوف ادم

هز راسه قائلا : لا اقعدي ارتاحي وانا هكلم الدكتور

هزت راسها بعدم اكتراث قائلة : مفيش داعي لدكتور دي هدي بتخرف 

رفع عيناه اليها قائلا : ليه..؟ 

قالت بانفعال : عشان اكيد انا مش حامل هبقي حامل ازاى وانا مبخلفش

ارتجفت نظراته وابعد عيناه سريعا عنها ليقوم من جوارها ويخرج الهاتف من جيبه

عقدت ليلى جبينها وهي تراه يطلب الطبيب

: حاتم ابعت ليا حد من المعمل

..... 

.... 

قامت شيرين من مكانها ماان دخل عمار للغرفه قائلة : اتفضل انا هطلع برا 

هز راسها وهو يقول بهدوء : خليكي انا هاخد خدوم ليا وخارج علي طول 

فركت يدها : عشان متتضايقش 

هز راسه واتجه للخزانه وبدأ بتوضيب بعض من ملابسه في حقيبه صغيره لتتجرا شيرين قائلة : مفيش داعي تمشي تاني.... انا اللي همشي

قال عمار دون أن ينظر اليها : احنا قولنا بعد مالعده تخلص 

: بس انت سايب البيت بسببي

: انا مرتاح 

اومات له وطاطات راسها بخزي 

.......... 

... 

هزت ليلي راسها وامتلئت نظراتها بالاتهام الذي حاصره مهما حاول أبعاد عيناه عنها 

بينما يقول باقتضاب :  هنعمل تحليل ونتأكد 

قالت باستنكار : نتأكد من ايه 

ابعد عيناه عن عيونها قائلا :  من موضوع الحمل 

احتقن وجهها بالغضب وقامت من مكانها وتوقفت امامه بشراسه بينما بدأ يتهادي لتفكيرها انها انخدعت مرة اخري لتقول : 

الموضوع ده انت قولت انه استحاله يحصل 

مش كده... صمت لتهتف بانفعال : 

انطق قول ولا كنت بتكذب عليا 

هز راسه بلا لتنفلت اعصابها :  امال ايه.... انت هتجنني... انت مش،قولت اني عمري ماهخلف دلوقتي بتقول نعمل تحليل... 

قال بهدوء وهو يقترب منها : اهدي عشان اللي بتعمليه ده غلط عليكي 

هتفت وهي تبعد يداه عنها : مالكش دعوة باللي بعمله 

وحالا فهمني انت كنت بتكذب عليا طول الفتره دي 

تنهد قائلا : لا مكدبتش بس عرفت انك كويسه وان الحادثه ماثرتش عليكي 

قالت بعدم تصديق : مقولتليش ليه لما عرفت 

هز كتفه قائلا : مجتش مناسبه 

احتثن وجهها بالغضب لتهتف به بانفعال :وايه المناسبه من وجهه نظرك... 

صمت لتقول بعصبيه واتهام : طبعا مفيش اي مناسبه تخليك تفكر تقولي وترحمني من الوجع اللي كنت فيه اني مش هخلف.... 

نظرت له بغضب وتابعت : 

انت اناني اوي... انا متخيلتش انك كدة.... بسهوله اوي تقدر توجع وتجرح وكمان شايف انك معملتش اي حاجة 

تألم قلبه من كلامها ومن نبرتها المختنقه بالدموع ليسرع خلفها ماان اتجهت الي الباب :استني هنا رايحة فين 

قالت بخزلان : رايحة اقعد مع ادم هو الوحيد اللي معندوش الكذب والا الخداع بتاع الناس


......... 

.... 

جلست برفقه ادم وقلبها ينتحب ويتألم وهي تتساءل كيف ظنت انه يحبها او انه جتي احبها ولو لحظة وهو لا يهتم لوجعها او لجرحها... هانت عليه أن يضعها في موقف اتهام وهانت عليه أن يتركها تتألم ظنا منها انها لن تنجب وهي متخيله انه يحبها.... هزت راسها بألم انه لا يحمل قلب من الأساس ليحب..! 

طرقت هدي الباب ودخلت قائلة : الباشا بيقولك الدكتور وصل 

قالت بحزم : روحي ياهدي قوليله مفيش داعي  انا كويسه 

قالت بتردد : بس الباشا.... قاطعتهتا بحزم ;قولت روحي 

التفت لها ادم قائلا ; انتي تعبانه ياليلي 

هزت راسها بابتسامه : لا ياحبيبي انا كويسه

ابتسم لها ليشير : بصي رسمت ايه... 

داعبت وجهه بحنان : حلوة اوي 

دخل عثمان الغرفه لتتجاهل دخوله وتتابع ما تفعله مع ادم ليقول عثمان : ادم حبيبي انزل عمار مستنيك في الجنينه 

ركض ادم ليقول عثمان : يلا قومي معايا الدكتور مستني

اشاحت بوجهها دون قول شئ ليقول بحزم :

بطلي عند ياليلي وتعالي معايا

ظلت مكانها ليقول : طيب براحتك خليكي هنا.... 

هدى.... انزلي هاتي حاتم وخليه يطلع هنا

نظرت له بحنق بينما يشير للطبيب ; 

تعالي ياحاتم 

دخل الطبيب الي الغرفه ليقول بهدوء وابتسامه :  الف سلامة يامدام خير حاسه بايه 

قال عثمان بحنق : هو انا مش قولتلك

ضحك حاتم قائلا : وهو انت اللي تعبان ولا هي ياباشا

نظر له عثمان بغيظ ليلتفت حاتم الي ليلي بهدوء قائلا : ها يامدام ليلي حاسة بايه 

زمت ليلي شفتيها وهي تقول بعدم اكتراث :عادي شويه وجع في ضهري وبطني  ودوخه 

اومأ لها قائلا : طيب تسمحيلي اكشف عليكي 

جلست على طرف فراش ادم ليبدأ بفحصها قبل ان يقول الممرضه التي معه : اسحبي عينه دم وابعتيها المعمل 

جمع اشياءه وهو يقول بابتسامه هادئه  :  نص ساعه وابلغكم النتيجه.... بس خير ان شاء الله 

......... 

جلس حاتم في غرفه المكتب مع عثمان الذي قال بلهفه : ها قولي مالها 

قال حاتم بابتسامه : شكلها حامل فعلا 

تهللت ملامح عثمان بعدم تصديق : انت بتتكلم جد ياحاتم 

اومأ له قائلا : نص ساعه واباركلك ان شاء الله علي ولي العهد 

اغمض عيناه لحظة بسعاده تراقصت بداخله بينما جلس تلك الدقائق علي نار.... 

وكذلك ليلي مهما حاولت إظهار العكس وأنها لا تهتم الا انها تترقب بتوق ذلك الخبر.. 

.... 

.......... 

اتجهت الي غرفتها لتأخذ بيجامه للنوم لها مقرره البقاء في غرفه ادم وهي تتظاهر انها لاتهتم ولا تنتظر النتيجه التي عرفتها 

من ملامح وجهه ماان دخل خلفها الغرفه  تظاهرت بعدم الاكتراث لتسحب ملابسها من الخزانه وتتجه للباب الذي وقف امامه يتطلع لها بعيون تكاد تلتهمها شوقا ولهفه لضمها اليه بسعاده جارفه ماان علم انها حامل بطفله...! 

قال بنبره ناعمه وهو يقف امامها : رايحه فين..؟ 

قالت وهي تتمسك بالملابس التي بيدها كما تحاول التمسك بثباتها امامه ; رايحه انام

: تنامي فين..؟ 

صمتت لتتفاجيء به يمسك بيدها بإحدى يديه ويرفع ذقنها اليه باليد الاخري قائلا بنعومه : مكانك هنا جنبي

ابعدت وجهها عن يده قائلة  بأسي : انا ماليش مكان عندك

انفلتت سؤاله بحنان : ليه بتقولي كدة..؟ 

نظرت له بعتاب : لسه بتسأل بعد كل ده 

: مكنتش اقصد طبعي غلبني وانتي استفزتيني 

: انت كذبت عليا و..... قاطعها وهو يهمس : شششش مش وقت اي كلام 

نظرت له بعيناها الجميله لينسي العالم وهو يقترب لشفتيها اكثر قائلا بخفوت : مبروك انتي حامل 

تراقصت دقات قلبها بسعاده قفزت من عيونها التي تعرضت لغزو ضاري من نظرات عيناه بينما يقترب منها اكثرر وقد انفصل عن العالم وهو ينتوي الاحتفال علي طريقته بهذا الخبر الذي انساه كل ما مر عليهم..... ولكنها لم تنسي لتتسع عيناه بصدمه ماان وجدها تضع يداها علي صدره توقفه عن سيل تخيلاته لتلك القبله المنتظرة وينزله صوتها من سحابته الورديه وهي تقول ببرود : الله يبارك فيك وتخرج من الغرفه باكملها 

.............. 

...... 

... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


ايه رأيكم وتوقعاتكم 

اقتباس 

: قضيه ندي اتفتحت وفي ادله وشهود ظهرت ... وبناء عليه طلع امر بالقبض على مراتك ياعثمان....!! 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !