الفصل السابق
..... تنهد مطولا وهو يسخر من نفسه علي ما يريده منها فهي انسانه مثله تحمل قلب ومشاعر تسبب هو بجرحها ولكنه يقسم انه فعلها دون قصد...!
انطبقت أنفاسه بداخل صدره بينما هو في تفكيره الذي يأخذه لاعماق قاتمه لايريد الوصول اليها خاصه اليوم.... ابتسم فجأه وهو ينفض كل تلك الأفكار و يردد مجددا لنفسه بعدم تصديق .. حامل..!
انه سعيد ولا ينكر هذا... سعيد للغايه ولن يدع اي شئ يعكر صفو تلك السعاده.... ان كان ظلمها وفعل بها كل تلك الافاعيل وسامحته الن تسامحه من أجل خطأ صغير غير مقصود.... كل ماعليه هو محاوله شرح وجهه نظره اليها....!
خرج من الغرفه وسار في الرواق ليستمع لصوتها من خلال غرفه ادم...
اتجه اليها ليقف لدي الباب... يتطلع ناحيتها بينما انمكش ادم في حضنها يتحدث معها عن احد الابطال الخارقين والذي سرعان ماابتسم واعتدل جالسا من حضنها وأشار الي عثمان قائلا : خالو كمان شبهه hulk قوي وضخم ومخيف بس معايا انا طيب وبيحبني اوي صح ياليلي
صمتت بينما ضحك عثمان وفتح ذراعيه لآدم قائلا : تعالي يالمض
تجاهلت ليلي دخوله تمام ووجهت حديثها لآدم الذي قام من حضنها : تعالي عشان انت كنت بتنام ياادم
رفض وركض ليتعلق آدم بعنق عثمان قائلا : انا عاوز انام جنب خالو
ارتسمت ابتسامه ماكره علي شفاه عثمان وهو ينظر اليها بطرف عيناه بينما يقول لآدم : موافق
هزت ليلي راسها برفض قائلة : لا ياادم تعالي نام في سريرك وانا هنام جنبك
هز ادم راسه باصرار احبه عثمان : لا خالو موافق انام جنبه.. يلا تعالي معانا ننام كلنا جنب خالو
لم يستطع عثمان منع ابتسامته المنتصره بينما يري ان ادم أنجز المهمه التي اتي من أجلها دون ادني مجهود منه ولكن هيهات فهاهو تشرست ملامحها لتقوم من مكانها وتتجه اليه تقف امامه وتتجاهله كليا وتوجهه حديثها لآدم : ماشي ياحبيبي نام جنب خالو وانا هروح انام في اوضتي... تصبح علي خير
انصدمت ملامح عثمان المحبطة من فعلتها فيبدو ان الامر ليس سهلا كما توقع .....
تفاجأ عثمان بها تضع ذلك الكتاب الملون بيده وتقول بلهجه أمره وهي تخرج من الغرفه : ابقي أقرأ له الحكايه عشان ينام
خرجت من الغرفه وهي تحدث نفسها : مغرور حتي مش عاوز يعتذر و فاكر اني هبله
بسهوله هرجع زي مابسهوله سامحته وسلمتله
....... زفر عثمان بضيق كطفل معاقب من امه ولا يعرف كيف السبيل لارضاءها مع ان الطريق واضح وضوح الشمس ولكن شخصيته الصعبه ترفض الاعتراف بالخطأ وجل مايريده هو أن تتجاوز عن الخطأ دون أي حديث او اعتذار او تبرير... فقط تغفر له وتسامح
فتح الكتاب وجلس بجوار ادم يحاول ان يقرأ له ويجعله ينام ولكن صورتها ورائحتها ونظرات عيناها التي امتزج بها الغضب مع العتاب شتت فكره فجعلت مهمته مستحيله
قال ادم بتذمر : انت مش بتحكي الحدوته زي ليلى....
نظر اليه عثمان بقله حيله لحظة قبل ان يقول وهي يقبل جبينه ; عندك حق... عشان كدة بقي ايه رايك تنام من غير حدوته النهارده ووعد مني بكرة هعوضك بمفاجاه كبيرة اوي
اومأ ادم بحماس وانكمش بحضن عثمان الذي قبل راسه بحنان وظل يمرر يداه برقه في خصلات شعره حتي نام...
........!
انهت ليلي صلاتها لركعتين شكر لله... فهي نجت من ايدي يوسف وأمه وايضا حامل بطفل بعد ان ظنت انه مستحيل...
ظلت جالسه مكانها تتحدث مع نفسها التي تدرك انها تعاقب عثمان انه اخفي عنها شئ وهي فعلت المثل اليوم لذا عليها اخباره .. لقد هدا كثيرا بعد ان عرف بحملها ومؤكد رد فعله لن يكون بالسوء الذي تتوقعه وحتي ان كانت فعليها ان تخبره لان لابد وان يوسف يخطط لشئ ما....! لتتذكر تفاصيل كلامه عن وجود عمها رهينه لديهم فينخلع قلبها وتسرع تحاول الاتصال به ولكن الهاتف المغلق أكد شكوكها.... لابد وان عمها كان يتحدث معها ليطمئنها تحت تهديد منهم... ولكن من هم.... من تلك الفتاه التي كانت معه..! لاتعرف شئ وستجن وعليها ان تخبره بكل شئ فهو سيتصرف افضل منها... تخشي علي عمها كثيرا وخاصه بعد نداله يوسف الواضحه تدرك انه سيختار حياته علي اي شئ لذا فحياه عمها بخطر..... قامت من مكانها وخلعت رداء الصلاه بعد ان اتخذت قرارها بأخباره بكل شئ وتحمل رده فعله اي ان تكن..!
هو رجل صعب الطباع ولكنها وقعت بحبه واصبحت زوجته وتحمل طفله..... اتخذت منه موقف بسبب جرحه لها وعدم اعترافه بأنه أخطأ في حقها وهي ثابته علي موقفها الذي سيتحدد ماان تري رده فعله الان بعد ماتخبره بكل شئ حدث ... هل سيثق بها ويقف بجوارها ام سيخذلها...!
.......
اسرع بشير يحمل تلك العلبه الكبيرة ويعطيها لعثمان قائلا :اللي طلبته وصل ياعثمان باشا
اومأ عثمان واخذ منه العلبه قائلا ; طيب روح انت ومتنساش الصبح تعمل اللي قولت عليه.
اومأ بشير بسعاده : الف مبروك ياباشا
يوصل بالسلامه ان شاء الله
قال عثمان بتأكيد ; عاوزك توزع علي كل الناس بس من غير هيصه
: تمام ياباشا
اومأ عثمان ودخل ليخرج بشير الي البوابه وهو يتصل بأحد الرجال : الباشا عاوز بكرة يدبح كام عجل عشان جايله ولي عهد.... اعمل حسابك ياحج مسعد الصبح تكون مجهز كل حاجه.. تمام
.......
...
سحب عثمان نفس طويل قبل ان يدير مقبض باب غرفتها ويدخل..... كادت تتجه اليه بعد ان اتخذت قرارها بنفس لحظة دخوله بينما تفاجأت به يمد يده لها بتلك العلبه.... قائلا بهدوء : جبتلك البيتزا اللي بتحبيها
هل صعب مهمتها للتو... لا بل أصبحت مستحيله وهو ينظر اليها تلك النظرة التي تحمل اعتذار يرجوها الا تخذله.....!
لماذا كل شئ جميل يحدث معها لا يكتمل... هي مثله لاتريد اتعاب قلبها ببعد او جرح او عتاب ولا تتمني شئ إلا مسامحته كسكتعه لصوت قلبها النقي ولكنها لاتستطيع وهي تخفي عنه شئ
رفعت عيناها اليه التي اشتاق لها حد الجنون
لتقول وهي تحاول استجماع كل شجاعتها : كنت عاوزة اتكلم معاك
اوما لها قائلا بتفهم : عارف....
وضع العلبه من يده جانبا وامسك بذراعها ليوقفها امامه قائلا بنبره صادقه : عارف انك عندك كلام كتي عاوزة تقوليه ليا وانك زعلانه مني وعندك حق.... انا دايما بزعل الناس وبجرحهم وكل الناس شايفه اني ظالم ومعنديش قلب.... بس انتي مش شبهي.... رفع ذقنها برقه لتنظر اليه بينما يكمل بنبره حنونه : انتي عندك قلب كبير اوي عارف ان ليا مكان فيه عشان كدة هتسامحيني
لمعت الدموع من عيونها علي سوء، حظها....فهاهو يجاهد سوء طبعه من أجلها وهاهي تعرف ان سعاده كل ماتعيشه الان ماهو الا مقدمه للمرار الذي ستتذوقه لاحقا ماان تخبره بما تخفيه عنه.....!
سألها بلهفه وعيناه لا تترك النظر لعيونها التي يعشقها : مش كدة ياليلي ...... وضع يده برقه فوق موضع قلبها هامسا ; ليا مكان في قلبك.؟
اغمضت عيناها حينما لم تستطع الإمساك بتلك الدمعه التي فرت من بين جفونها لتشعر بيداه الدافئه تسرع بمسحها بينما احتوي وجهها بين يديه قائلا بحنان ; بتعيطي ليه...؟
نظرت له لينحني ناحيتها ويقول هامسا امام وجهها : انا مبسوط اوي النهارده ومش عاوز اي دموع..... عارف انك زعلانه مني بس انا مش عاوزك تزعلي تاني ابدا.... شوفي ايه يرضيكي وانا اعمله
جذبها فجأه ليقبل راسها قائلا بمرح : لو عاوزاني اعتذر انا اسف ياستي
رفع وجهها بين يديه لينظر في عيونها التي انسابت الدموع بها بعدم تصديق فحتى وان كان اعتذاره منقوص الا ان كونه يتغلب علي نفسه ويحاول الاعتذار منها فهو يخبرها انه يفعل هذا من أجلها
ابتسم قائلا بحنان وهو يربت علي خصلات شعرها : خلاص بقي ولا لسه زعلانه
هزت راسها وهي تحاول السيطرة علي شجاعتها التي هربت امام ما يفعله.... يدق قلبها بشوق اليه ويريد الاستماع لما طلبه منها ولكنها لا تستطيع عيش لحظات سعادتها برفقته الا بعد ان تخبره
سحبت نفس مطولا قبل ان ترفع وجهها اليه قائلة : في حاجة لازم اقولك عليها
عقد حاجبيه باستفهام فهل مازالت غاضبه منه... مد يداه اليها لتقترب منه وهو يسالها باهتمام ; اية قولي اللي انتي عاوزاه
..............
...
نظر يوسف الي اسامه الذي أشار لاحد العساكر بوضع القيود الحديديه بيده قائلا : ده أجراء لازم يتم وبمجرد ماالنيابه هتاخذ اقوالها هتخرج انت وتعتبر شاهد
نظر له يوسف بشك ولكنه بأي حال قد خطي بهذا الوحل ولايوجد مجال للتراجع الان..!
........
.....
قالت نادين بسعاده لابيها : يعني خلاص
نظر عماد بساعته الذهبيه الانيقه قائلا : كلها ساعه ويتقبض عليها...!
....... همست لنفسها : هتشيل الليله كلها ووقتها الطريق للباشا هيكون فاضي ليا
.........
....
تهادت تلك التعابير المرعبه لملامح عثمان الذي خرج صوته ساخطا وهو يسالها بعدم تصديق ; صعبت عليكي...!
هاهو اسوء ماتوقعته يحدث وليس اسوء فقط بل ابشع ما توقعت فهو كما عهدته عصبي مندفع قد انمحي كل شئ كان يخبرها به قبل لحظات عن انه لايريد رؤيه دموعها او حزنها وهاهو تحول لرجل مخيف سيؤلمها بأقوى طريقه ممكنه
: انا..... قاطع تعلثمها بحدة وهو يمسك ذراعها ويبدأ بقذف لهيب غضبه بوجهها وهو لايتخيل انها بتلك السذاجه... تذهب بقدمها لتلك المرأه بعد كل السوء الذي نالته علي يدها
: انتي ايه... انتي اييييه انطقي
عاوزاني أصدق انها صعبت عليكي...... ان بعد كل اللي عملته بنت ال... دي فيكي روحتي لها برجلك لا ومن ورايا......
قالت بتبرير بصوت مختنق بالدموع : مفكرتش انها ممكن تكون بتكذب
صاح بانفعال شديد : امال فكرتي في ايه..... ايه ممكن يطلع من واحدة زيها اصلا
انهمرت دموعها وهي تحاول الدفاع عن نفسها : قولت هخليها تعيش، في البيت عشان خاطر عمي متوقعتش ابدا انها تكون عامله خطة
نظر لها بغيظ وتطاير الشرر من عيناه وهو يسالها : وايه اللي حصل
: ماانا قولتلك
امسك ذراعها بقليل من القوه يهزها وقد طار برج من عقله وهو يتخيل انها كانت تحت يد ذلك الحقير : عمل فيكي ايه ابن ال..... قرب منك.... لمسك
هزت راسها سريعا : لا لا
قال بجنون مطلق : انتي كنتي جايه بتعيطي اكيد عملك حاجة وانتي مش عاوزة تقولي ليا
قالت من بين دموعها : والله ابدا.. كنت بعيط عشان خفت من اللي عمله فيا هو وأمه
وياعالم لو ام سلمي ملحقتنيش كانوا عملوا فيا ايه
: عمل ايه ابن ال. .... انطقي وقوليلي علي كل حاجة
أخبرته مجددا ليزداد اشتعال اعصابه بينما يهتف بانفعال ;
ابن ال ... اللي انا قالب الدنيا عليه كان قدامك ومقولتليش سكتي كل ده ليه..... انطقي
قالت ببكاء : خوفت
زمجر بانفعال شديد وهو يقبض علي ذراعها : خوفتي من ايه..... بيهددك بأيه عشان تخافي
قالت من بين دموعها : خوفت منك مش منه... ؟
سخنت أنفاسه ولفحت وجهها بينما يقول بفحيح : خايفه مني ليه..... مخبيه عني ايه تاني
نظرت له بعتاب من بين دموعها فهاهو مجددا يلقيها بجحيم شكوكه عدم ثقته : مش مخبيه حاجة انا قولتلك علي كل حاجة
ترك عثمان يدها التي انطبعت اثار اصابعه فوقها ليركل الطاوله بعنف بقدمه فتتطاير متحطمه لاشلاء وهو يصيح بعصبيه جعلتها ترتجف وتنكمش علي نفسها :
قولتيلي بعد اييييه.....
قالت برجاء ولم تعد تحتمل المزيد من جنون انفعاله : لو سمحت اهدي انت بتخوفني منك
انا عارفه اني غلطت بس اعمل ايه وانا فاكرة اننا عايشين في دنيا مش غابه... فاكرة ان المعروف عادي اوي نعمله اما نقدر
نظر لها بتهكم جارح قائلا : المعروف اللي بتتكلمي عنه ميكونش مع ناس زي دول..... والدنيا اللي انتي فاكرة انك عايشه فيها دي طول عمرها غابه
.........
...
نظر عمار بضيق الي هاتفه الذي تعالي رنينه برقم شيرين.. الو
قالت بسرعه ماان أجاب : عمار انا اسفه بس اضطريت اكلمك.... عثمان شكله بيتخانق مع ليلي جامد وانا بس مش، عارفه اتصرف
قال وهو يستدير بسيارته عائدا : طيب انا جاي
اغلقت الهاتف ونظرت بتوتر وقلق علي ليلي حينما سمعت لصوت تحطم الزجاج وتلاه صوت عثمان...
...........
....!
أجاب علي حسان بحده بعد ان هاتفه لأكثر من مرة باصرار : في ايه ياحسان ؟
: كامل بيه عاوز يقابلك ضروري
: دخله انا نازله
اسرع عثمان لينزل الي كامل الذي كان وجهه لاييبشر بالخير
: خير ياسياده اللواء
قال كامل بوجهه ممتقع: مش خير ياعثمان
نظر له عثمان باستفهام ليكمل : قضيه ندي اتفتحت وفي ادله وشهود ظهرت ... وبناء عليه طلع امر بالقبض على مراتك ياعثمان....!!
تغيرت ملامح عثمان ليقول بعدم فهم : مراتي
اومأ له كامل بشرح : ابن عمها قدم بلاغ في النيابه وقال فيه انه كان خطيبها وأنها كانت علي علاقه بيك في نفس الوقت غير مايعرف وان ندي وقتها عرفت بعلاقتك البنت دي وهددتها تبعد عنك عشان كدة ليلي اتعمدت انها تخبط عربيه ندي عشان تنتقم منها وانت لما عرفت الحقيقه وأنها السبب في موت اختك كتمت علي الموضوع وخطفت يوسف كل الشهور اللي فاتت في واحد من مخازنك اللي قدم عنوانه ووصف له بالضبط ده غير اسماء وملامح رجالتك.... طبعا ده غير أن في شهود علي ظهورك فجأه واعلانك انك متجوزها قدام الناس كلها وده ايد كلام اللي اسمه يوسف انك كنت تعرفها وهي خطيبته..... للأسف ياعثمان الولد ده ذكي وشبك الخيوط ببعض عشان يصدر الصورة ان ليلي قتلت ندي قصد عشان علاقتها بيك
.....
كان عثمان يستمع لتلك الخطه المحكمه ويدور حول نفسه كالوحش بينما جعلها عماد تبدو وكانها بالفعل قضيه قتل عمد لندى وليست مجرد حادثه طريق بينما مديحه كانت من قدم المعلومات ليوسف عن المكان الذي اختطفها به عثمان ورجاله والذي احسن استغلالها
زمجر عثمان بجنون وهو يدور حول نفسه : ابن ال..... هخلص عليه
قال كامل مهدئا : مش وقته دلوقتي ياعثمان.... انا اول ماعرفت جيت بسرعه عشان الحق أحذرك.... مراتك لازم تختفي حالا لان قرار النيابه خلاص بيتمضي وهيتنفذ حالا بالقبض عليها
هدر عثمان بوعيد : محدش هيقرب لها
: للأسف ياعثمان المرة دي الموضوع كبير اوي ومتصعد لاعلي الجهات... الضابط اللي اسمه اسامه صبر ولعبها صح.... التهم الموجهه لليلي انها بتستغل نفوذك مش،في صالحها ابدا ولا صالحك لان الموضوع فتح العيون عليك وعليها..... لازم تختفي لغايه مانفهم كل حاجة وبعدها نشوف هنعمل ايه
اطلع هاتها وانا هستناك في عربيتي عشان اعديكم من كماين الطريق
..........
.... بكت ليلي بانهيار غير مصدقه مايحدث لها ليتمزق قلبه علي دموعها ولكن هذا جعله يندفع بهجوم : عرفتي كانوا عاوزين منك ايييه.... عرفتي دلوقتي اخدك ليه هناك
كان عاوز يتقبض عليكي وانتي معاه
نظرت له ليلي من بين دموعها ترجوه الا يكون تلك اللحظة قاسي معها فهي خائفه ولاتريد منه الا ان يطمئنها ولاتعرف انه خائف اكثر منها لذا يتحايل علي خوفه بصوته العالي وعصبيته.... بتكلميني عن قله الثقه وانتي روحتي ليهم من ورايا في الوقت اللي كان المفروض تقوليلي ووقتها كنت هوصل لابن ال.... اللي دلوقتي حط رقبتي تحت رجله بيكي..!
بكت وانتحب قلبها بقوة فهاهي كما اعتادت الغدر من الحياة التي تتقاذفها بقوة بين عواصف غدرها...!
.....
وصل عمار ليجد اللواء كامل بالأسفل يتحرك بتوتر بانتظار نزول عثمان وليلى
نقل بصره بين كامل وعثمان وليلي بقلق : خير ياسياده اللواء
قال عثمان.... هشرحلك كل حاجة.....
خلي حد ياخد باله من ادم
وبعد شويه ابعت بشير واتنين حرس وخليه يحصلني علي العنوان اللي هبعتهولك واتأكد ان مفيش حد يكون وراهم
كلم المحامين بتوعنا كلنا يطلعوا علي النيابه وبعدها انت وحسان حصلوني علي هناك
اومأ عمار بعدم فهم ولكنه سينفذ فالأمر يبدو خطير
...........
...
قال اللواء كامل يطمئنها خلال الطريق : متخافيش يابنتي ان شاء الله كل حاجة هتتحل
اومات بانكسار ويأس تملك منها فيكفي كل هذا القدر من العذاب....!
كلماته هي أكثر مااوجعتها والمت قلبها الذي كان بحاجة اليه ولكنها وجدت منه قسوه شديده حتي وان كانت تستحقها...!
..............
هل سيضمها اليه الان ويخبرها الا تخاف ام سيتركها ترتجف بصقيع قلبها الخائف...!!
انهمرت دموعها بصمت علي خديها تلهبه بينما وضعها بمكان أمن واعطي تعليماته للحرس.... اللي يقرب من هنا خلصوا عليه لو كان مين.... فاهم يابشير
: تمام ياباشا
حمايه... أمن.... حرس... محامين.... كل هذا ليس ماتحتاج اليه... انها تحتاج له هو فقط..!
............
....
دار عمار حول نفسه بغضب شديد مماثل لغضب عثمان الذي عنف رجاله بلا هواده حينما اخبروه ان مديحه منذ أن طردتها اختها ولم يعد احد منهم يراقبها وهو لا يعلم...... صفعه قويه سددها لاحد رجاله : نايم انت ورجالتك
قال الرجل بتبرير : قولنا ان خلاص مفيش داعي نراقبها
صفعه اخري سددها له بغل : وانتوا اللي بتقولوا ولا انا
تدخل حسان ليقول باعتذار : انا اسف ياباشا الغلط ده هصلحه حالا... هقلب الدنيا وهجيب الست دي
زمجر عثمان بغضب : بعد اييييه
انا عندي بدل الراجل الف زي قلتهم... حته واد زي ده شهور ومش عارفين توصلوا له
غورروا من وشي كلكم
قال عمار في محاوله للتفكير : وبعدين ياعثمان هنعمل ايه..... الموضوع متخطط له صح
فرك عثمان وجهه بعصبيه ; ولاد ال..... انا يتلعب بيا بالطريقه دي
: احنا هنقدم شهاده سامح
: ملهاش اي لازمه دلوقتي خصوصا انه السواق بتاعي يعني شهادته مجروحه
لعبوها صح..... بس انا مش هسكت هدفعهم التمن غالي اوي
: لازم نوصل للبنت اللي بيحميها اللي اسمه يوسف ده
اومأ له عثمان ليتعالي رنين هاتفه بتلك اللحظة
... هدر عثمان بملامح وجهه تحمل شرور العالم ببشير : هربت يعني ايه.....!
بنفس اللحظة كان اللواء كامل يتصل بعمار قائلا : ليلي سلمت نفسها..!
.......
Flash back قبل قليل
مسحت ليلي دموعها بظهر يدها بعد ان تملك اليأس من قلبها الموجوع وقررت ان تضع نهايه لكل شئ وتتوقف عن المقاومه للتجه للباب حيث وقف بشير امامه.... بشير لو سمحت انا سامعه صوت عند باب المطبخ ممكن تشوف في ايه
اومأ لها وتاهب سريعا هو ورجاله ليقول لها : خليكي هنا ياهانم واحنا هنشوف في ايه
.... حسين خليك انت مع الهانم وانت ياجلال تعالي معايا
نظرت إليهم بينما رفعوا اسلحتهم ودخلوا حيث قالت لتنظر الي الحارس الاخر لحظة قبل ان تغفله وتفتح الباب وتفر للخارج
............
...!!
حاول عمار تهدئه عثمان الذي جن جنونه
وهو يصيح ماان دخل الي القسم حيث سلمت ليلى نفسها : مراتي مش هتدخل الحجز ولو لحظة
امسك اللواء كامل به يحاول تهدئته حتي لا يرتكب حماقه.... مراتك في مكتب مأمور القسم ومش هتدخل الحجز
: عاوز اشوفها
: اهدي الاول وتعالي معايا
دفعه لمكتب معاون القسم ليمسك عمار به يهدئه بينما قال اللواء كامل : مراتك محدش هيقرب لها ولا هتدخل الحجز.... هي في مكتب مراد معززة مكرمه اطمن وخلينا نشوف هنعمل ايه
نظر اليه والي عمار وتابع : اللي عملتوه مع بنتي جميل عمري ماهنساه ولو اخر يوم ليا في الداخليه مش هسمح ابدا ليها تتهان ولا تدخل الحجز
:عاوز اشوفها
: حاضر بس خليك هنا لغايه مااتكلم مع الضابط المسؤل
........
.....
رفضت مقابله عثمان ليزداد جنونه فيقول عمار : اهدي وانا هدخل اطمن عليها واطمنك
دخل عمار لها ليجدها جالسه علي طرف الاريكة الجلديه مطرقه براسها :ليلي
: عمار...
: ليه عملتي كدة في نفسك....
قالت بيأس : مش فارقه..... اهو كله محصل بعضه
قال عمار بتاثر : حقك هنجيبه متقلقيش انت بس خدي بالك من نفسك ومن البيبي
اومات له ليخرج بوجهه محتقن....
اسرع عثمان يسأله بلهفه : ايه.؟
: كويسه بس خلينا نتصرف لان مش هتتحمل تفضل هما كتير
قال كامل : عمار عنده حق.... روح شوف المحامين لان هي هتتعرض علي النيابه بكرة الصبح انا هقعد معاها وافهمها تقول ايه بس لازم نفكر في حل
ضمت ليلى وشاحها حول كتفها بينما تشعر بوجع شديد في كل جزء بجسدها تلوم نفسها وبنفس الوقت تطبطب عليها..... انها تعاقب نفسها علي طيبتها الزائده ام انها اندفعت بتسليم نفسها لتعاقبه هو..!
دخل اليها اللواء كامل ليطمئن عليها
قال اللواء كامل لليلي : ماكلتيش ليه يابنتي
قالت بصوت وأهن : متشكرة ماليش نفس
ربت علي كتفها : لا عشان خاطري كلي اي حاجة وارتاحي وان شاء الله الصبح هتكون كل حاجة اتحلت
...........
في الصباح كان جيش محامين عثمان يجمعون الأوراق استعداد لعرضها علي النيابه واخذ اقوالها ولكنه لم يتحمل الانتظار وقد ظل طوال الساعات السابقه يفكر بحل مؤقت لعدم وجودها هنا
سأل أخيه وهو يتجه برفقته الي حيث مكان وجود ليلي التي ستعرض علي النيابه بعد قليل : جبت اللي قولت لك عليه
اومأ له عمار ليأخذ عثمان هذا الشئ منه ويضعه بجيبه
قال للواء كامل : عاوز ادخلها حتي لو غصب عنها
ماان دخل عثمان الي المكتب حتي قامت من مكانها تهتف به باندفاع : انا مش قولت مش عاوزة اقابلك
قال بغضب وهو يتوقف امامها : عاجبك اللي وصلتي نفسك له بغباءك... ابتلع كلماته التي لم يقصد بها تأنيب بل من خوفه نطق بهذا الكلام يلومها علي ماوضعت نفسها به...!
نظرت له ليلي بخزلان فهاهو نفس القاسي الذي لن يتغير... كانت بحاجة إلى حضنه أيضا ليس الي تأنيبه....
قالت بخزلان : انا حره في نفسي
: بس مش حره
نظرت له بسخريه مريرة ليقول بعتاب وقد تالم قلبه من رؤيه نظرات الخزان واليأس في عيونها : ليه عملتي كدة..... بتعاقبيني
قالت بمرارة : بعاقب نفسي علي غبائي زي ماانت قلت
لانت نبرته كثيرا من رؤيتها علي تلك الحاله : ليلي
هتفت بعصبيه : عاوز مني ايه.؟
فاجاها بأن جذبها الي حضنه بدون مقدمات هامسا :اعقلي
حاولت دفعه بعيدا عنها ولكن ذراعه ازدادت تمسك بها لتقول بدموع وهي تلكمه بصدره: انا فعلا عقلت بعد القلم اللي اخدته منك انت فوقتني وعرفتني ان فعلا الدنيا دي غابه ومينفعش، نأمن لحد....
دفعته بعيدا عنها وقالت بهجوم ; وانت اولهم.... حضنك ده متأخر اوي ومالوش لازمه دلوقتي بعد ماكنت محتاجاك وخذلتني
قال بتبرير: انا.... انا كنت خايف عليكي
هتفت بعتاب كاسح : كنت محتاجاك
قال بحنان وهو يحاول جذبها اليه : وانت جنبك ومش هسيبك
ابعدته عنها بانفعال : بعد ايه... انا مش تحت امرك وقت ماتقرر تكون جنبي تكون ووقت ماتقرر تبعد تبعد
فرك وجهه بعصبيه : انتي سلمتي نفسك عشان تعاقبيني يعني
هتفت بعناد : قولت بعاقب نفسي علي غبائي
نظر لها بقليل من الغيظ قبل ان يقول : طيب وابني ذنبه ايه
التفتت له ليكمل بتأنيب : في طفل في بطنك مالوش اي ذنب
: متخافش انا خايفه عليه اكتر منك
رفع حاجبه : جميل حيث كدة اتفضلي
نظرت الي تلك الحبوب التي اخرجها من جيبه : ايه ده
: دوا الدكتور قال لازم تاخديه
قالت بعناد وهي تشيح بوجهها :مش عاوزة حاجة
جذبها اليه قائلا بنفاذ صبر : هتاخدية غصب عنك
قبل ان تفتح فمها كان يكبل جسدها بين ذراعيه ويدفع بالحبوب بفمها...!
أعطاها كوب الماء لتزجرة بغضب وتدفعه بعيد عنها : ابعد عني
اومأ لها بمكر : مش هتحرك من هنا الا وانتي معايا.....!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك