زفر سليم هاتفا : مش فارق معاها رضي ولا غصب .... يبقي يكون زي ما يكون !
هز فواز راسه بعقلانية: لا فارق ياسليم ....ياولدي انت كده بتخوفها منك ....اسمع كلامي ....لو أخدتها دلوقتي غضب هتفضل معانده معاك طول عمرها ..!
احتدم الغضب بعيون سليم قائلا : قولتلك مش فارق غصب من رضي ..هاخدها يعني هاخدها
نظر فواز لعصبيه سليم بعدم رضي هاتفا : وبعدهالك ياسليم ....! قولتلك مش هتاخدها غصب ابدا
زفر سليم بحنق شديد : عاوزني اعمل ايه ياجدي ...اسكت علي اللي عملته ...
زفر مجددا وهو يتابع بغضب : لا يمكن اسكت ابدا علي عملتها اللي تفور الدم دي ...ايه مش عامله اعتبار لحد
اوما فواز ونظر له برجاء : عارف انها غلطت بس برضه
براحه عليها
نظر له سليم بحنق ليتابع فواز بتفهم : ياابني هي لساتها صغيرة وطول عمرها اتربت بين أربع جدران معرفاش هي بتعمل ايه ...!
انتفخ صدر سليم بالحنق : عارف كل ده وسكتت وبلعت كتير إنما توصل أنها معادتش عامله حساب ليا...تمشي مع اخوها من غير ما اعرف وياريت علي كده وبس لا كمان تلاقيها في نص الليل ماشيه وحدها
لا كده كتير ....
تنهد فواز وربت علي كتف سليم قائلا : ماشي ياسليم انت عندك حق ....خليني اتكلم معاها وافهم منها ايه اللي حصل وهقولك
هز سليم رأسه بإصرار : لا ياجدي انا هعرف منها بنفسي
نظر له فواز برفض : بلاش ياسليم تتكلم معاها
نظر له سليم باستهجان : وده ليه ؟!
: عشان انت متعصب دلوقت ...اهدي الاول وبعدين كلمها
تبرطم سليم بحنق : وانا ههدي ازاي وانا علي نار كده ..... اتجه الي الدرج وهو يتابع : لازم اعرف كانت فين ...؟!
اشاح فواز برأسه وامسك بذراع سليم بحزم : وانا قولت لا ....قبل أن ينطق سليم بالمزيد كان فواز يشير له بحزم أشد : اعمل حساب لكلمتي ياسليم
نظر له باحتدام ليتابع فواز : يلا ياسليم روح دلوقتي والصباح رباح
انتفخ صدر سليم بالحنق وهو يهز رأسه بعناد ليدخل إليه عواد الغفير هاتفا : ياحاج
التفت فواز إليه : في ايه ياواد مالك ؟!
قال الرجل : عامر القناوي مشيع الغفير بتاعه وبيقول عاوزك ضروري ياحاج
زفر فواز وكذلك فعل سليم الذي التفت الي جده هاتفا : لو هيشكي زي الحريم اني وقفت شغل معاه تقوله ياجدي يبقي راجل اد كلمته ويسد الفلوس اللي عليه الاول قبل ما يطلب شغل جديد
هز فواز راسه وأشار لسليم : طيب يلا انت وانا هتكلم مع عامر
ظل سليم واقف مكانه برفض أن يغادر ولمن نظرات فواز الحازمه أجبرته ليزفر وهو ينفذ كلام جده ويغادر ....
تنهد فواز واتجه للاعلي ليجد ام محروس جالسه تجاه قدم حور التي تتألم ملامحها بينما تعقد لها ام محروس هذا الرباط حوله : بتعملي ايه ياام محروس ؟!
التفتت له المرأه قائله : بربط ليها رجلها عشان ورمت ياحاج
نظر فواز الي حور قائلا برفق : تحبي الحكيمه تيجي تشوف رجلك ياحور
هزت حور راسها قائله : لا ياجدي انا كويسه ...
نظر فواز بتردد الي ملامحها ليقول بعدها : طيب كده كده الصبح هبعت للحكيمه تيجي تشوف رجلك
اشار لأم محروس قائلا : قومي جهزي ليها حاجه تأكلها
قامت المرأه ليقول فواز وهو يربت علي كتفها : انا لازم اتكلم معاكي يا حوريه بس الاول عندي مشوار وارجع علي طول ....عاوزة حاجه
هزت حور راسها بامتنان : شكرا يا جدي
...............
....
زفر فهد بضيق وغضب شديد وهو يسأل نفسه بحنق اين يمكن أن تكون ....اتجه الي ذلك الركن الخلفي بالحديقه حيث اعتادت أن تختبيء به ليه رأسه لنفسه بحنق ساخرا فقد كان هذا حينما كانت صغيرة ويعرف تصرفاتها عن ظهر قلب اما الآن فقد كبرت وتغيرت .....اتجه الي سيارته ليتجه الي منزل جده بينما يتمني أن تكون هناك فهي لاتعرف مكان غيره ....!
مهما تفعل مازالت تلك الصغيرة التي لاتعرف شيء بتلك الدنيا الا هو وأبيها ومنزلها الذي بقيت به سنوات ...!
.........
....
تراجع سليم سريعا للخلف حتي مرت سيارة فواز لينتظر بضع دقائق حتي غابت السيارة عن مرمي نظراته بعدها اتجه مجددا الي المنزل ليتجاهل وقوف ام محروس أمامه وهو يزجرها بنفاذ صبر : اوعي من قدامي واياك اسمع حسك ياوليه انتي ...!
تراجعت ام محروس علي مضض ليتجه سليم بخطوات غاضبه الي الاعلي حيث جلست حور تؤنب نفسها علي فعلتها ولكن ماذا كانت تفعل وهم يتلاعبون بها وهاهو فهد للمره الثانيه يخذلها ولا يفي بوعده لها ...!
مدت يدها تجاه ساقها المنتفخة تتلمسها بألم سرعان ما لاح علي وجهها المتفاجيء بهذا الذي فتح باب الغرفه ووقف علي بابها بوجه ينذر بالشر ....انكمشت حور علي نفسها حينما اندفع ناحيتها بصوت غاضب : انتي كنتي فين وازاي تطلعي من البيت ولا حتي تتحركي خطوة من غير ما اعرف. ... !
ازدادت نبرته غضبا وهو يهتف بها : ازاي تتجرأي تعملي كده ؟!
ارتبكت حور من هجومه لوهله قبل أن تنفض خوفها وتتجه الي ثورتها المشتعله وتهدر به بانفعال : مالكش دعوة بيا ...!
سكبت بنزين علي نيرانه ليمسك سليم بذراعها مزمجرا : امال مين له دعوة ....حووووور اتعدلي في الكلام معايا اوعي تفكري ان سكوتي ده يديكي فرصه تتمادي ....انا في الغلط مش برحم واللي عملتيه غلط
انفلتت حور بغضب وهاجمته وهي تحاول نزع ذراعها من يده : واللي بتعملوه فيا ده صح ...؟!
صاح سليم بغضب متقد : عملنا فيكي اييييه .... ؟! ماهو انا واخوكي والكل بنحاول نراضيكي بأي شكل
دون إرادتها غص حلقها بالدموع لتهتف به بانكسار نبع من برائتها : انتوا بتضحكوا عليا .....عقد سليم حاجبيه واوقفته نبرتها المنكسره ليخفف من قبضته علي ذراعها ولكن نبرته الحانقه مازالت تهتف بها : مين قالك كده ....ضحكنا عليكي في ايييه ؟! انطقي وردي ايه خلاكي تطلعي من بيت أهلك في نص الليل ..؟!
...........
....
ما أن هزت ام محروس رأسها وهي تجيب علي سؤال فهد اللهيف كان يندفع للاعلي وعيناه تهدر بالشر من فعلتها التي كادت تصيبه بالجنون وهو يفكر في مصيرها أن حدث لها مكروه .....اندفع تجاه تلك الغرفه التي تعالي من خلالها صوت سليم لتهدر الدماء الحارة بعروقه حينما وجد سليم يمسك بذراعها وتلك الملامح المرتعبه مرسومه علي وجهها ليندفع بقوة غاشمه تجاه سليم وهو يزمجر : ابعد ايدك عنها ياابن رسلان ...!
........
...
هتف فواز بضيق : وبعدهالك يا عامر ....الراجل بيتربط من كلمته وانت مكنتش قد كلمتك
نظر عامر الي فواز باحتدام : وهي الفلوس هتطير ياحاج .....قولتله يصبر يقوم يوقف شغل معايا وكمان اكلم فهد بيه يقوم يقولي الصبح ....انا كده بيتي هيتخرب
زفر فواز قائلا : ماشي ياعامر انا هتصرف ....
عاد عامر ليتحدث لينظر فواز الي رنين هاتفه ويسرع يجيب حينما كرر عواد الاتصال : في ايه يا عواد ؟!
هتفت ام محروس التي طلبت من عواد الاتصال بفواز : الحق ياحاج ....فهد وسليم بيه ماسكين في بعض
اسرع فواز يقوم من مكانه ويسرع هاتفا بسائقه : بسرعه ارجع علي البيت ....!
.......
...
اشتعل الغضب بعروق فهد الذي سرعان ما ترجمه الي
لكمه قويه باغت بها سليم بغضب شديد مزمجرا وهو يبعده عن حور : اياك تقرب منها
صرخت حور بخوف حينما رد سليم اللكمه في الحال ليمسك كلاهما بتلابيت بعضهم بشجار حامي .... قامت مسرعه من مكانها تتحامل علي وجع كاحلها واتجهت لتحاول أن تحول بينهما ولكنها وجدت قبضه قويه تمسك بها لتجده سليم يحاول سحبها ليضعها خلف ظهره بحمايه لم تدوم الا لحظه وكان فهد يجذبها من قبضته : قولتلك بعد ايدك عنها ...جذب أخته تجاهه ليلتوي كاحلها الذي لم تستطيع ان تحركه أكثر ولكن جذبه فهد القويه أجبرتها علي الحركه بينما يهتف بها : متخافيش يا حور ....
احتقن وجهه سليم بالغضب وقبض علي تلابيب فهد الذي لم يتواني عن الاشتباك معه مجددا لتبكي حور بألم من ساقها وتصرخ بهم ليتوقفوا : كفاااايه ....بس
لم تستطيع حور الحول بينهما وقد سيطر الغضب علي كلاهما وكل منهما اقوي من الأخر وبنفس اللحظه يندفع فواز من الباب لتنصدم ملامحه من رؤيه الشجار الحامي بين أحفاده وعلي الفور يهدر بهم مزمجرا وهو يحاول ابعاد كل منهم عن الآخر : سليييم ...فهد ...مكانك منك له
تراجع فهد وسرعان ماقبض علي يد أخته بقوة هاتفا : تعالي معايا ياحور ! مالكيش قعاد هنا تاني
اغتلت ملامح سليم ليبعد فهد عن يدها ويمسك بها يوقفها خلف ظهره بينما لم يسمع اي منهم صراخها الرافض لما يفعلوه وهي تكاد تتمزق بينهما
و كل منهما يجذبها بغريزة دفاع عنها تجاهه بعيد عن الآخر ....بصوت غاضب زمجر بهم فواز وهو يبعدهم عنها : مكانك يا ولد منك له .... امسك بيد حور يبعدها عنهم وزجر سليم بغضب : اتجننت انت وهو خلاص .....بعد ايدك عنها انت وهو ...ايييه
مش عاملين لوجودي حساب وبتتخانقوا قدامي
هتف فهد باحتدام : لو قرب منها تاني هقتله
نظر له سليم بحنق ومد يداه بجرأه تجاه حور التي وقفت تحتمي خلف ظهر جدها لتتراجع حور بخوف بينما هتف به فواز بتوبيخ : انت هتاخدها من يدي ياسليم ...!
لم تعد حور تستطيع أن تتحامل علي ساقها أكثر لتصرخ بهم وهي تتهاوي علي الأرض حينما حاول سليم جذبها عنوة لتبكي من الم ساقها الذي لم تعد تحتمله وكل منهم لا يفكر بشيء إلا انتقام دون أي مراعاه لها : سيبوني في حالي ...ابعدوا عني انتوا الاتنين ..! ...نظرت إلي جدها ببكاء شديد : اااه يا جدي ....رجلي بتوجعني اوي
انتفض فواز وانحني سريعا تجاهها ليري امتقاع وجهها من الالم وسرعان ما كان وجهه فهد وسليم يتغير بينما هتف بهم فواز بتوبيخ وهو يري حالتها : عاجبكم كده ...!
انحني فهد سريعا تجاه أخته يحاول تفحص ساقها ولكنها أبعدته عنها بعيون باكيه : ابعد عني ...!
كذلك فعل سليم بخوف عليها ليقول برفق : اهدي ياحور ...انا هجيبلك الدكتورة
هتفت به حور بغضب من بين دموعها : مش عاوزه منك
حاجه ..
صاح فواز بهم بغضب : امشوا انتوا الاتنين حالا من قدامي ....!
تعالي صوته بأم محروس التي كانت واقفه لدي باب الغرفه : هاتي الحكيمه بسرعه ياوليه
أسرعت ام محروس للاسفل بينما وقف فهد وسليم مكانهم برفض أن يتحركوا ليحيط فهد بجسد حور التي حاولت أبعاده ولكنه حملها ووضعها برفق وسط الفراش ليشير الي سليم بعنفوان : اطلع برا ...
نظر له فواز بسخط : قولت انتوا الاتنين برا مش هو لوحده
هز فهد رأسه بعناد : انا مش هسيب اختي
اصر فواز بغضب ليمسك بذراع فهد وسليم ويخرج كلاهما من الغرفه .....مسحت حور دموعها بظهر يدها بخوف من كلاهما بينما اعماهم الغضب ....بعد قليل جبرت الطبيبه ساق حور وخرجت لتبقي معها ام محروس تربت علي كتفها بحنان : متزعليش يا بنتي ...!
......
...
تحرك فهد وسليم في أرجاء البهو كل منهم بخطوات غاضبه بينما جلس فواز يستند الي عصاه الابنوسيه رافضا أن يستمع إلي أي منهم ...!
حاول فهد التحدث : ياجدي انا مغلطتش ...اختي وبدافع عنها
نظر له سليم بغضب : اختك بقت مراتي ! تدافع عنها قدام مين!؟
نظر له فهد وهم بالرد ليزجرهم فواز بغضب : لو كل واحد منكم هيتكلم بخناق يبقي برا انتوا الاتنين ...
هز فهد رأسه بعناد : مش همشي قبل ما اطمن علي حور
هز سليم رأسه هو الآخر : وانا كمان مش همشي وهاخد مراتي من هنا واللي يقدر يمنعني يعملها ...!
اتسعت عيون فواز بغضب : انت مش عامل ليا حساب يا سليم
ابتلع سليم وهز رأسه : مش قصدي يا جدي ...بس انا كمان مش همشي
ضرب فواز الأرض بعصاه هاتفا بهم : انا قولت برا انتوا الاتنين وانا كلامي مبقاش معاكم ....انتوا عيال مش رجاله ...بكرة كلامي مع كباركم ....يلا برا وأياك اشوف واحد منكم هنا قدامي
خطي فواز تجاه الدرج ليسرع فهد خلفه : استني ياجدي ....اسمعني
هز فواز راسه : مش عاوز اسمع حاجه
اوما فهد : ماشي ياجدي بس علي الاقل خليني اطمن عليها .....هطمن عليها وامشي ...!
نظر له فواز بطرف عيناه ليكرر فهد طلبه برجاء : هطمن عليها وامشي
اوما لفهد بتحذير وهو يقول علي مضض : تتطمن عليها وتنزل
اوما فهد واسرع للاعلي لينظر فواز بسخط تجاه سليم ويقول بتوبيخ : هو ده كلامي معاك يا سليم ؟!
....كل ما اورب عنك تمسك في ابن عمك
هتف سليم بعنفوان : غصب عني ياجدي .... بيحميها مني علي اساس اني غريب
اوما فواز : وانت ايه ؟!
نظر له سليم ليكمل فواز بجديه : انت مش غريب اخدت أخته من ايده ....عاوزه يعمل ايه ؟!.
ابتلع سليم بحنق ليهتف به فواز وهو يرفع إصبعه أمام وجهه : ده اخر تحذير ليك .....بالغصب لا يا سليم انا مش هسمحلك تخوفها تاني وهجبرك تطلقها فاهم .
.............
....
قابل فهد ام محروس التي خرجت من غرفه حور وأغلقت الباب خلفها ليسألها : عامله ايه ؟!
قالت ام محروس : تعبانه ياابني ...اخدت الدوا ونامت
اوما فهد واتجه للاسفل لينظر الي سليم باحتدام قبل أن يتجه إلى الباب ....التفت فواز الي سليم : يلا روح انت كمان
اوما سليم قائلا : ماشي ياجدي انا همشي بس رجلها متخطيش خطوة إلا بأذني
نظر له فواز بغضب موبخا : وانت شايفها قادره تمشي....روح ياسليم وبكفايه كلام ماسخ...!
خرج سليم ليتجه الي منزله ومازالت ملامحه مكتسيه بالغضب .... اعتدل رسلان واقفا حينما دخل سليم الي المنزل : كنت فين ياسليم .... ؟!
اشاح سليم بوجهه : خير ياحاج
هتف به رسلان بحده : بسألك كنت فين ؟! عامر الزفت قلب دماغي بالحديث وانت مش هنا
امكست وفاء بيد رسلان تهمس له وهي تري ملامح وجه ابنها : سيبه دلوقت ياحاج
زفر رسلان وأشار لابنه هاتفا : بكرة لينا كلام مع بعض
اوما سليم واتجه للاعلي ليزداد شعورة بالضيق وهو يدخل الي تلك الغرفه بينما صورتها بجوار النافذه لا تفارق خياله ....
..........
...
فركت مني يدها بغيظ وهي تتحرك يمنيا ويسارا بينما لاتعرف ماذا حدث وقد عاد فهد وحده قبل قليل بوجهه لم تستطيع تفسير ملامحه بينما نظر إلي سؤالها باستخدام حينما قالت : لقيت حور ؟!
نظر لها فهد بحنق هاتفا : حور مش ضايعه حور عند جدها واياك اسمع كلمه عن الموضوع ده مع حد ...فاهمه
هزت مني راسها سريعا ليصعد فهد للاعلي بغضب بينما وقفت مني مكانها بغيظ بينما ما خططت له لم يغير من الأمر شيء .....
اتجهت والدتها إليها قائله : ايه يامني واقفه كده ليه
هزت كتفها : ابدا واقفه
: طيب يلا نروح عشان أنا عاوزة افرد جسمي
قالت مني برفض : نروح ليه ما ننام هنا
هزت سعاد راسها : خلينا نروح في بيتنا وبكرة عدنان بيه هيرجع ونبات هنا
تهكمت مني بغيظ : مستعجله اوي ترجعي البيت .....علي أساس أنه قصر
...........
...
في اليوم التالي عاد فارس برفقه عدنان من المشفي
ليرتاح بفراشه وهو يستند الي يد فهد وفارس
الذي قال لأبيه : عاوز حاجه ياحاج
هز عدنان رأسه قائلا بصوت واهن: فين حور ؟
اشاح فهد برأسه ليقول فارس برفق : عند جدي
وضع عدنان يداه فوق قلبه المتعب قائلا : روح هاتها يافهد ....عاوز اشوفها
اوما فهد قائلا. : حاضر ياحاج ...ارتاح انت بس دلوقتي
........
....
خرج فهد متنهدا ليقول فارس : ايه اللى حصل ....حور مرجعتش معاك ليه ؟!
هتف فهد به من بين أسنانه : وانت مالك بيها ....انت السبب في كل ده
اشاح بيداه وهو ينهي كلماته وسرعان ما اتجه للاسفل ليعقد حاجباه ويتجه الي حيث تعالت تلك الأصوات الصادره من المطبخ والتي كانت عبارة عن جدال بين سعاد وابنتها مني التي هتفت بغضب : قولتك لا يا اما ...!
وكزتها سعاد بغضب : لا يعني ايه يابت انتي ...
التفتت مني لوالدتها : لا يعني معوزاش اتجوز دلوقتي
نظرت لها سعاد باستنكار : امال عاوزة تتجوزي امتي....حسين كلمني وكلم اخوكي والواد ميتعيبش
نظرت لها مني باشمئزاز : حسين مين اللي يتجوزني ....ده شحات !
نظرت سعاد الي ابنتها بحنق هاتفه : وانتي ايه يابرنسيسه ....فوقي وعيشي عيشه اهلك
اتقدت عيون مني بالغضب وهتفت بجحود : وهو عشان انتي خدامه لازم ابقي خدامه زيك ...!
انكسرت نظرات سعاد التي رفعت عيناها تجاه فهد الذي دخل بملامح متجهمه يتسائل : في ايه ياسعاد
غص حلق سعاد وهي تهز راسها : مفيش يا فهد بيه
استغلت مني الموقف لتهتف بضعف زائف وهي تعتصر عيونها لتبكي : امي يافهد بيه مصممه تجوزني غصب عني
نظر فهد إليها ثم الي سعاد التي نظرت إلي ابنتها بغضب ليقول : صحيح الكلام ده ياسعاد
هتفت سعاد وهي تخفض عيونها : عريس كويس متقدم لها يا فهد بيه
أسرعت مني تهز راسها وتقول وهي تتجه لتقف أمام فهد وتهتف بضعف : لا مش كويس يافهد بيه ....ابوس ايدك خليها متجبرنيش علي الجوازة دي ....وحياه حور عندك قولها بلاش ....محمود اخويا هيضربني ويجبرني اتجوز الراجل ده عشان مش عاوزني اكمل علامي
تنهد فهد وقال برفق : متخافيش يامني
رفع رأسه الي سعاد التي احتدت نظراتها تجاه ابنتها ليقول : طالما مش راضيه بلاش منها الجوازة دي ياسعاد
قالت سعاد بتوضيح : يا بيه الراجل كويس و...قاطعها فهد بحزم : هي مش راضيه يبقي بلاش ياسعاد
جزت سعاد علي اسنانها بغيظ من ابنتها التي لمعت نظرات الانتصار بعيونها بينما تابع فهد : لو محمود ضايقك تعالي قوليلي
ابتسمت مني وهي تمسح عيونها من دموعها الزائفه : حاضر
خرج فهد لتفتك سعاد بأبنتها وتنقض علي ذراعها بغضب : اه منك ومن عمايلك يابنت ال....
تحملت مني غصب والدتها وبداخلها غرق قلبها بالسعاده وهي في عالم اخر تتذكر دفاعه عنها ..!
.........
...
اتجه فارس الي حيث جلس فهد بالخارج يشرب قهوته ليقول له : مروحتش تجيب حور ليه
اشار له فهد : كلمت جدي هيجيبها معاه
اوما فارس وجلس الي جوار أخيه يحدق حوله في أرجاء المنزل الذي افتقده قبل أن يلتفت الي فهد قائلا : انت مش ناوي ترجع مراتك
نظر له فهد بطرف عيناه قبل أن يقول بنبره خاويه: وهو انا مشيتها عشان ارجعها ...البيت عندها عاوزة ترجع ترجع ...!
نظر فارس الي أخيه باستنكار : ايه اللي بتقوله ده ...؟!
اوما فهد وقال ببرود : بقول اني مش هذل نفسي لسليم ولا هروح ارجعها ...عاوزة ترجع ترجع ..!
.........
...
ابتسمت مني متنهده براحه بينما وقفت تسترق السمع الي حوار فارس مع فهد الذي لا تفارق عيونها النظر إليه بينما ازدهر الامل بداخلها بعد موقفه هذا الصباح ...
انتبهت سعاد الي وقفتها متواريه خلف الباب لتتجه إليها بخطوات حانقه : ايه اللي موقفك هنا
هزت مني كتفها بتعلثم : ابدا يا اما كنت رايحه اخد فنجان القهوة بتاع فهد ...
وكزتها والدتها بتوبيخ: اسمه فهد بيه
نظرت مني بغيظ الي والدتها وسرعان ما اتجهت الي الخارج .....نظرت إلي فهد قائله بصوت ناعم وهي تأخذ
الفنجان الفارغ : تأمر بحاجه تانيه
هز فهد رأسه قائلا وهو يعتدل واقفا ويتجه الي الداخل : شكرا يامني .
...........
...
استندت حور الي ذراع جدها وهي تنزل من السيارة برفق ليسرع فارس ما أن رأهم يحاول مساعده أخته ولكن حور أبعدت يده عنها بجفاء وظلت مستنده الي ذراع جدها إلي أن أسرعت مني وسعاد لمساعدتها ....
ترك فواز حور ونظر الي فارس قائلا : عمك رسلان وسليم جايين كمان شويه
اوما فارس ليشدد عليه : قول لفهد مالوش دعوة بسليم...انا مش عاوز مشاكل
............
....
اطمأنت حور علي والدها وبقيت معه قليلا ثم اتجهت الي غرفتها وهي مستنده الي يد مني التي أخذت تهتف بها : حمد الله علي السلامه ياحور ... أيوة كده انتي لازم ترجعي هنا
جلست حور علي طرف فراشها الذي أصبحت تستغربه كثيرا بينما ذكريات تلك الليله داهمت عقلها لترفع عيناها الي مني التي رأت بعوده حور الي منزل ابيها قطيعه في طريق عودتها الي سليم وبالتالي استمرار العداوة وعليه لن تعود تلك الفتاه التي تزوج بها فهد وقد زاد من تحقيق أمانيها كلامه مع أخيه ....
قالت حور وهي تهز راسها : مش هرجع
بوغتت مني لتسألها بفضول : امال ناويه علي ايه .....هتفت بتوجس : اوعي تكوني ناويه ترجعي للي اسمه سليم
هزت حور راسها برفض : لا ...انا هفضل عند جدي
أومات مني وشجعتها قائله : براحتك ...المهم اوعي تستسلمي
تنهدت وتابعت : عارفه أن أمي كانت مصممه تجوزني اللي اسمه حسين ده
نظرت لها حور لتتابع مني بقوة زائفة: بس انا مرضتش وعمري ما هقبل ابدا اتجوز غصب
قصدت أن تضغط علي وريد حور وهي تتابع بخبث : فين كرامتي وانا ماليش رأي في الراجل اللي هيتجوزني
.........رفعت مني راسها سريعا ما أن فتح فهد باب الغرفه ودخل إليها
لتقول بابتسامه واسعه : اهلا يافهد بيه اتفضل
اشار لها فهد : اطلعي يامني عاوز اتكلم مع حور
أومات مني وغادرت لتشيح حور بعيناها عن النظر إلي فهد الذي نظر إليها وقال بعتاب
: بتهربي من البيت ياحور ...؟! دي اخرتها ...؟!
تغضنت نبرته بالتوبيخ الشديد وهو يهتف بها : ازاي تتجرأي تعملي كده ؟!
ارتبكت حور من عتاب أخيها الذي بداخلها تصنفه أنه خوف عليها كما اعتادت منه دوما وكانت تتقبله منه دوما لانه أكثر من يخاف عليها بالدنيا ولكن ذلك الجلد الجديد الذي تلبسته جعلها تنفض تلك الفكره وتتجه الي ثورتها المشتعله والتي بالطبع عادت كلمات مني تشعلها من جديد لتلتفت الي أخيها وتهدر به بانفعال : مالكش دعوة بيا
لم يتمهل فهد في غضبه من نبرتها ليهتف بها بغضب شديد معنفا : من أمتي بتكلمي اخوكي بالطريقه دي ....ايه اللي جرالك ياحور
هز رأسه بأسي وغضب : مش انتي حور اللي انا ربيتها ابدا ...حور عمرها ما تعمل حاجه غلط
غص حلق حور ونكست راسها بخزي رفضت الاعتراف به بلسانها ..لترفع عيناها الي أخيها بعتاب جاف
بينما نظر اليها بعتاب مماثل وهو يقول : مش اتكلمنا مع بعض واتفقت معاكي اني جنبك وان اللي حصل خلاص خلص واني هخلي سليم يطلقك وكل حاجه ترجع زي ماكانت !
نظرت إلي أخيها ودمعت عيونها : انت كنت هترجعني له
عقد فهد حاجبيه باستنكار : انا. ...؟! مين قالك الكلام الفارغ ده
فكرت للحظه أن تخبره بسماع مني لحديثه مع جدها ولكن بنفس اللحظه طرقت مني الباب قائله : فواز بيه عاوزك
اوما فهد وربت علي كتف أخته قائلا : هنتكلم بعدين ...يلا ارتاحي شويه
.............
.....
خرج فهد باتجاه غرفه أبيه ليتوقف لدي نداء فارس الذي قال : استني يافهد عاوزك في كلمتين
نظر له فهد باستفهام ليقول فارس : جدك بعت لعمك وهيتكلم معانا .... بلاش تعمل مشاكل يافهد واسمع كلام جدك
نظر له فهد باستنكار : اسمع ايه ....؟!
تهرب فارس وهو يقول : تسمع اللي جدي هيحكم بيه !
نظر له فهد باستهجان : يحكم ارجع اختك لسليم مش كده ؟!
هز فارس كتفه : هو مش جوزها ؟!
احتقن وجهه فهد بالغضب ليواجهه اخيه : جوزها اللي خطفها واتجوزها غصب
قاطعه فارس : ما خلاص يا فهد ...
اندفع فهد بغضب : مش خلاص يافارس ....انا وعدت حور اني هخليه يطلقها ومش هرجع في كلمتي لو علي جثتي
تباطأت خطوات رسلان ومن خلفه سليم الذي كان يصعد الدرج تجاه غرفه عمه ليتفاجيء بكلمات فهد التي اخترقت أذنه
عقد رسلان حاجبيه لوعد فهد ولكن عقده جبين رسلان المستنكرة لم تكن شيء مقارنه بملامح سليم التي توحشت ما أن استمع لتلك الكلمات ما أن وصل الي الدرج الذي وقف بمنتصفه
ليصعد باقي الدرجات بخطوات واثقه ولم يمهل أحد منهم لحظه بينما تفاجيء الجميع بوجوده ليقف أمام فهد يطالعه بنظرات امتلئت غضب داخلي لم ينعكس بنبره صوته البارده والتي كانت أقرب الي التهكم وهو يقول :
واثق اوي من كلامك واد الوعد اللي بتديهولها ولا بتقول اي كلام وخلاص ؟!
احتدمت نظرات فهد الذي لم يمهله سليم أي فرصه للرد وهو يباغته بسخريه : متقولش كلام انت مش قده ....بلحظه نفض عنه برود كلماته وكانت سرعان ما تحتدم نبرته وهو يردف بغضب : لو الجن الازرق مش انت ياابن عدنان تقدر تجبرني أطلق مراتي ....!
اغمض فارس عيناه بغضب شديد من كلاهما ليهتف بهم: وبعدهالكم !!
هتف سليم بحنق : اسكت انت ومتدخلش
احتدمت نبره فهد الغاضبه وهو يواجهه سليم : هتطلقها غصب عنك ...بلحظه جنونيه أخرج سلاحه ليرفعه بوجهه سليم : حالا هتطلقها والا هقتلك
اتسعت عيون رسلان ليهدر بفهد موبخا : انت اتجننت ..!
صرخت سعاد بخوف شديد حينما رأت ما يحدث بينما نظر سليم باستخفاف الي السلاح هاتفا ببرود : اللي يقول ما يعملش
نظر رسلان بسخط الي فهد وهتف به بغضب بنبره أمره : نزل سلاحك يافهد .....نظر له وتابع بتوبيخ: بترفع السلاح قدامي !
نظر فهد الي عمه هاتفا بثبات : بحمي اختي ..!
خرج فواز مسرعا علي تلك الأصوات بينما حاول عدنان أن يستند الي الحائط متعكزا للخارج
ليقفوا بذهول لحظات ليظل فهد ممسك بسلاحه وقد بدي عليه اليأس من إصلاح ماافسده فيهدد بجنون مطلق فقط ليصلح ما لم يقدر عليه سابقا بينما لا يستطيع ابتلاع أنه قصر بحقها ولكنه لايدري أنه يزيد الأمر سوء ...!
خرجت حور هي الأخري لتري ما يحده
لتنظر الي ملامح أخيها وتندفع بنبره قويه من خلال غصه حلقها وهي ترفع عيونها الي أخيها قائله : انا مش محتاجه حمايه من حد !
نظر فهد الي حور بنظرات مهتزة لتهز حور راسها وتنهي الأمر الذي لو طال أكثر سيؤدي إلي كارثه : جدي قال اختاري وانا اخترت ...انا هفضل في بيت جدي
قبل أن تلمع نظرات الانتصار بعيون فهد كانت تتابع : مش عاوزة حمايه منك ومش هتطلق من سليم ..!
اشتعلت النيران بعيون فهد لينظر لها بحده : انتي بتقولي ايه ؟! انا وعدتك وهنفذ وعدي
هدر عدنان بأبنه : نزل سلاحك يافهد
اشاحت حور بعيونها ليتدخل عدنان هاتفا بحزم
: سمعت كلام اختك هي مش عاوزة تتطلق منه ...نزل سلاحك وكفايه
..............
......
التفت فهد الي ابيه بغضب بينما لم يستطيع للحظه تقبل مافعلته حور التي لم تقل تلك الكلمات فقط للثأر من أخيها بل دفاعا عنه من تهوره ..!
مليء الحزن نظرات حور وهي تنظر في أثر أخيها الذي اندفع للاسفل بعد ما قالته لتنفلت من صدرها تنهيده حارة حملت الكثير من الحزن بينما لم تعد تدري ماذا تفعل ...أرادت أن تجرحه ولكن جرحه نزف في قلبها ....!
أدارت راسها ببطء تجاه سليم الذي ظل واقفا مكانه ....ليتنهد فواز قائلا وهو يوجهه حديثه إلي رسلان وعدنان :فهد وسليم واحد منهم هيقتل التاني لو فضل الحال علي كده ....يرضيكم كده ....هو ده اللي انتوا عاوزينه ؟!
هز كلاهما رأسه ليستند فواز بيداه الي عصاه الابنوسيه ويتابع بحزم : يبقي انا هحكم وحكمي هيتنفذ
جلس الجميع ليجذب فارس أخيه ويجلسه معهم وهاهو فهد جالس يهز ساقه اليمني بحنق واضح بينما سليم جالس بهدوء ....تنهد فواز قائلا :
انا اللي هتكلم ومحدش هيعترض ..؟!.
نظر الجميع ألي فواز الذي بدأ كلامه : انا قولت وهعيد كلامي ...كفايه عداوة
نظر إلي أحفاده وأبناءه وتابع : كفايه ياولاد وخلوا الميه الصافيه تجري بينا تاني ....نظر إلي رسلان وعدنان وتابع : كل واحده من البنات هترجع بيت جوزها
و كل واحد منهم هيشوف يراضي مرته ازاي بس وهي في بيته ...ده حكمي وهيتنفذ
قبل أن يفتح اي منهم فمه كان فواز يشير بعيناه لفارس : فارس قوم حب علي رأس عمك
لم يعترض فارس ليقوم من مكانه وهو يستصعب النظر في وجه عمه بعد فعلته : عمي
التفت له رسلان بحده هاتفا به : اياك تنطقها. ....عمك ايه بعد اللي عملته ...!
تنهد فارس قائلا : انا اسف ياعمي وعارف ان اسفي مالوش معني بس ...قاطعه رسلان هاتفا : مفيش بس ياولد الهاشمي اسكت خالص ومتنطقش كلمه
اوما فارس بانصياع لينظر رسلان الي ابيه قائلا : انا مش هسكت عشانه يابوي .....انا هسكت عشان ولدي سليم ميتأذاش ..
اوما فواز قائلا : عين العقل ياابني
نظر عدنان الي ابنه فهد قائلا : وانت يافهد مالكش صالح باللي بين اختك وسليم هو يراضيها بطريقته
نظر إلي سليم وتابع : انا مش عاوز منك حاجه الا انت بنتي تعيش راضيه ومبسوطه
اوما سليم ليشير فواز إليهم : فارس وفهد كل واحد منكم يروح يراضي مراته ويرجعها وانت ياسليم اطلع راضي حور
وقفت الكلمات بحلق فهد : حور مش عاوزاه
زجره فواز بغضب : قولت مالكش صالح بيهم
زفر فهد علي مضض ولكنه لم يصمت ليقول : ماشي ياجدي بس انت قولت ترضي ولو مرضتش هتفضل هنا
تنهد فواز بتسويف : يساويها المولي ...هي بعد اذن سليم هتفضل في بيت ابوها كام يوم لغايه ما يشد حيله
اختار فواز حل وسط حتي يرضي الجميع الذين وافقوا ...سحب رسلان نفس مطولا قبل أن يقول : أنا موافق فرح ترجع مع فهد ...نظر إلي فهد وتابع بتشديد : ده لو رضيت
اشاح فهد بوجهه ليتابع رسلان وهو يتطلع الي فارس : ووهج هترحع لفارس بس هتفضل في بيتي
عقد فواز حاجبيه بينما نظر إليه فارس باستنكار ليتابع رسلان : ده شرطي ....بنتي هتعيش في بيتي ....هي اتحرمت من وجودها وسطنا سنين وحقنا وحقها تعوض السنين دي ...!
نظر فواز الي رسلان : وهي فين يارسلان
اصر رسلان قائلا : ده شرطي الوحيد ياحاج ....فارس ووهج وابنها يعيشوا عندي
اوما فارس قائلا : موافق ياعمي. ... حقها .
...........
....عضت مني علي أناملها بحقد شديد بينما تبخرت كل أحلامها بلحظه ليحتقن وجهها بالعيد وسرعان ما تتجه الي غرفه حور مقرره أن تشعل ثورتها بكلمات خبيثه أنهم مجددا حكموا عليها بعودتها ولكن تلك الخطوات اوقفتها بينما أسند فارس أبيه للاعلي وهو يقول بصوت مسموع : تعالي ياسليم ..
حمحم سليم وهو يتجه الي غرفه حور التي أشار له فارس عليها بينما بقي فهد بالاسفل مع فواز في حديث طويل ليهديء الأجواء بينه وبين سليم .
طرف سليم باب الغرفه لتتفاجيء حور به : انت ايه اللي جابك هنا ....قبل أن يرد كانت تندفع إليه
بهجوم شرس وهي تتحامل علي ساقها وتقوم من مكانها : انا قولت كده عشان خوفت علي فهد يتهور ....هزت راسها وتابعت : مفيش حاجه اتغيرت ولا هتتغير
اومأ سليم لتتفاجيء بهدوء نبرته وهو يقول : عندك حق ...مفيش حاجه اتغيرت ....بس ممكن حاجات تتغير
تشتت نظراتها وقطبت جبينها ليمسك سليم ذراعها برفق ويرجع بها خطوة للخلف يجلسها علي طرف الفراش وهو يقول : اقعدي ياحور خلينا نتكلم
تراجعت حور بجسدها قليلا وهزت راسها بقليل من الانفعال هاتفه : نتكلم في ايه ....قولتلك مفيش حاجه اتغيرت ...انا قولت كده عشان خوفت علي فهد لما لقيته بيتخانق معاك ..
نظر لها سليم ولم يستطيع منع تعليقه : وطالما خوفتي عليه ليه مقولتيش عاوزة تتطلقي مني وتسمعي كلامه ؟!
بوغتت حور بسؤاله لتتعلثم بينما لن تعترف أنها أدركت أن إصراره فولاذي لن ينكسر لتشيح بعيونها سريعا : انا ....انا زعلانه منه عشان كدب عليا
نظر سليم إليها واراد أن يستمع الي المزيد من حديثها : زعلك في ايه وخلاكي تسيبي البيت وتهربي ؟!
تنفست حور بصوت مسموع والتفتت إليه هاتفه بجزع : كذب عليا وكان عاوز يرجعني ليك تاني ..ارتحت
هز سليم رأسه ولم ينكر دهشته ابدا وهو يقول باستنكار : فهد اللي كان هيقتلني عشانك كان هيرجعلك ليا بالعافيه
أومات حور بسذاجه : عشان فرح ترجعله
ازدادت نظرات الاستنكار بعيون سليم الذي هز رأسه : وهو اللي قالك كده ؟!
هزت راسها وصمتت ليسألها : وطالما هو مقالش ...عرفتي منين ؟!
زفرت حور من استجوابه الذي يجعل كل كلمه تفتح بينهم مجال جديد للحديث الذي لاتريد أن تبادله إياه وكأن ليس بينهم ذلك الثأر لتهتف به بانفعال : اهو عرفت وخلاص.....انت بتحقق معايا
مرر سليم يداه علي وجهه كعلامه من علامات تمسكه بصبره امامها قبل أن يسحب نفس عميق يهديء به من نبرته قبل أن يقول وهو يهز رأسه : لا طبعا مش بحقق معاكي ...انا بتكلم معاكي وبفهم عملتي كده ليه
زفرت حور : وانا قولت عملت كده ليه ...عاوز تصدق صدق مش عاوز براحتك
هديء سليم من نفسه وقال برفق لم تتوقعه : مصدقك طبعا .... اصلا واحده زيك هتكذب ليه ولا تعرف الكذب منين ...
عقدت حور حاجبيها فوق عيونها السوداء الواسعه لتصيب قلبه بسهم اخر من سهام نظراتها المشتعله بالغضب وقد ظنته يسخر منها لتهتف به : قصدك ايه .....انا مش بكذب
تفاجأت بتلك الابتسامه الهادئه التي ارتسمت علي جانب شفتيه وهو يقول بهدوء : عارف وقولتلك مصدقك ....انا بس بقول أنه بالعقل كده فهد استحاله يعمل كده ....
اكيد انتي فهمتي غلط
امسك بيدها لترتجف أوصالها من تلك اللمسه المفاجأة لتسحب يدها سريعا بينما يقول سليم : اهدي ياحور عشان أنا عاوز اتكلم معاكي
هزت راسها وهي تضم يدها إليها : نتكلم في ايه ...قولتلك انا عملت كده ليه وخلاص
نظر لها لحظه لتهديء نبرتها قبل أن يقول : فاهم وعارف ... بس مش ده اللي هتكلم معاكي فيه
نجح في جذب انتباها لتنظر له باستفهام : امال هنتكلم في ايه ؟
لم يحيد سليم نظراته عنها وهو يقول : في اللي بينا ..!
سخنت انفاس حور وهبت من مكانها تهز راسها : مفيش بينا حاجه
امسك سليم بيدها يعيدها الي جلستها هاتفا بإصرار : لا في ياحور واللي بتعمليه ده مش هيغير حاجه من الوضع
أدرك كل الكلمات التي لمعت بعيونها ولكنه لم يمهلها اي وقت لتقول شيء ليكمل وهو لايريد اخبارها بحكم فواز حتي لا تشعر بالاجبار : عارف أنه وضع صعب وفهمت انك مش من النوع اللي هتقبل ده بسهوله بس ايه الحل .....ياحور انا كل ده صابر وهادي وبحاول بس جه الوقت اللي انتي كمان فيه تحاولي .....هز رأسه وبدأت تنزعج نظراته وهو يتابع : اللي بتعمليه ده غلط .....يعني ايه تهربي وطالما انتي رافضه الوضع كله ليه مسمعتيش كلام اخوكي وليه مطلبتيش من جدي اني اطلقك
تشتت نظراتها ليتابع سليم بإقرار ....هز راسه مجددا بعدم رضي وهو يتابع : انتي بتلعبي بينا عشان تنتقمي مننا علي اللي حصل وده غلط ....!
تسارعت انفاس حور التي عضت علي شفتيها بغضب وهي تقول : غلط ..! انت بتكلمني عن الغلط
تنهد سليم هاتفا بحزم : اه بكلمك عن الغلط ....ياحور افهمي بقي اللي حصل ده خلاص حصل وكان هيحصل
نظر إليها وتابع بنفس نبرته الحازمه : مش بقولك الكلام ده عشان اجبرك بس بفتح عينيكي عشان تشوفي النار اللي بتولعيها من غير ما تاخدي بالك ....نظر إليها برفق ممزوج بالحزم وهو يتابع : ياحور انا وفهد ممكن نقتل بعض بسببك
استهجنت ملامحها ليهدئها سريعا بكلماته : انا خلاص مش عاوز العداوة دي تفضل بينا .... ناري بردت بس هو ناره ولعت واللي بتعمليه بيزودها .... انا اكتر واحد حاسس بيه عشان أنا عشت سنين زيه بلوم نفسي كل لحظه اني مقدرتش احمي اختي أن واحد تاني يأخذها من وسطنا ....ازداد فحيح نبرته وهو يتابع : كل لحظه كنت بفكر ازاي اطلع روح فارس بأيدي وده اللي فهد حاسس بيه ....كل كلامه ليكي ووقوفه قدامي عشانك انا كنت هعمل اكتر منه لو بس وهج كانت شعره منها اتأذت .... فهد وفهمت بيعمل كده ليه إنما انتي انا مبقتش فاهمك ....
قدامه تقولي عاوزة سليم ومن وراه تقوليلي مش عاوزاك ....عاوزة توصلي لأيه ؟!
افلتت الكلمات من شفتيها بتلقائيه : عاوزه اوجعكم زي ما وجعتوني
زم سليم شفتيه وانتزعت الرفق من قلبه لتلين نبرته وهو يلمس ذقنها برفق ويرفع وجهها إليه ليري دموعها التي هددت بالانهمار : حقك علينا ....احنا ظلمناكي
رفق نبرته جعل الدموع تنساب من عيونها لتغمض عيناها وهي تري دفاعه عن فهد الذي لامس قلبها
برفق مرر يداه علي وجنتيها يمسح دموعها وهو يقول بحنان : وجعك محدش راضي بيه واحنا كلنا بنحاول نراضيكي ....ارضي ياحور عشان ترتاحي
رفع ذقنها إليه وتابع : يا بنتي الوضع ده كان هيكون لا يحتمل لو مكانش ربنا دخلك قلبي .....
اجتذب اعترافه للمره الثانيه نظراتها التي اهتزت فوقها جفونها قبل أن تخفضها سريعا ليتنهد سليم ويتابع وعيناه مازالت فوق عيونها يحاول قراءه ما بها : تخيلي لو مكنتش بحاول ارضيكي وكنت فرضت عليكي حياتك معايا كان هيبقي الوضع ازاي ..... تفاجأت به يضع يده فوق يدها وهو يتابع : مش جايز ده كله حصل عشان تكوني ليا في الاخر
بروده ضربت أطرافها وهي تستشعر لمسه يداه الدافئه فوق يدها التي سحبتها سريعا وكورتها في حجرها تفركها وهي تبحث عن كلمات تنطق بها أمام هذا الطريق الذي سلكه بلطف زائد لم تتوقعه .... انتي شوفتي عصبيتي وشوفتي هداوتي وكلها محكومه بافعالك .....
رفعت حور عيناها المستنكرة إليه تقول بعتاب ليس له بل للجميع : افعالي .... افعالي انا ولا افعالكم انتم .....هزت راسها باستهجان شديد : انت لعبت بمصيري وحياتي وانت بتخطفني ....قعدتوا كلكم قررتوا مصير غيركم
ومستكترين عليا ارفض .... طيب اقبل ايه ...اقبل اكون في بيت واحد غريب اخدني من بيتي واهلي بطريقتك دي ...ازاي فاكر ان اللي عملته ممكن يعدي بالساهل واقبلك .....!
اصاغت كلماتها ببساطه عمقت من فهمه لمشاعرها ليهز رأسه باقتناع : عندك حق ....انا لسه راجل غريب بالنسبه ليكي .... لو دي بس كل مشكلتك هتتحل بالوقت
اديني فرصه وجربي مش هتخسري حاجه
انا مش راجل وحش ياحور .... عارف أن اللي عملته غلط بس الظروف حكمت جربي تشوفيني بنظره تانيه
وقتها هترتاحي وبراحتك انا وفهد هنرتاح والعداوة بينا هتبرد
فكري وشوفي راحتك فين ... قدري بقي انتي ياحور
وانا راضي بيه اوي .....جربي انتي ترضي بقدرك معايا
قبل أن تفتح فمها : متقوليش حاجه دلوقتي بس فكري في كلامي .....احنا كان ممكن بأي طريقه تانيه نكون لبعض لولا العداوة اللي كانت بينا مش كده
يبقي اهو كان ممكن تكوني ليا من غير ما كل ده يحصل ....انا مش هقولك ارجعي معايا ولا ارجعي مع فهد انا بس هقولك حطي انتي مصيرك بايدك المره دي بس متقفيش في النص كتير عشان مينفعش !
.........
....
تنهد سليم وهو يخرج من غرفتها بينما هو متاكد ان كلماته ستثمر لبدايه جيده ولكنه لم يدري شيء عن تلك الخبيثه التي دخلت الي حور وسرعان ماكانت تخبرها بحكم فواز وهاهي مجددا مخدوعه من الجميع
لتظل تلك الكلمات تتردد في أذنها : بيضحكوا عليكي وجدك خلاص حكم انك ترجعي معاه ....!
اوعي تصدقي كلام حد فيهم !
..........
وقف فارس أمام وهج بعيون تحمل اعتذار يدرك أنه لن يمحي فداحه فعلته بينما سنوات وسنوات وهو يحاول
ليتذكر تلك الدموع الغزيرة التي ذرفتها وعجز علي إيقافها وهو يمزقها بينه وبين أهلها ......flash back
دخل إليها بينما لا تبارح جلستها الواجمه طوال تلك الايام بعد أن كتب كتابه عليها ليقول برفق :
وهج انتي هتفضلي قاعده كده علي طول ...؟!
لم تقل شيء ليتنهد وهو يتجه الي تلك الستائر يبعدها عن النافذه ويجلس بجوارها ويشير الي ذلك المنظر الخلاب بالخارج : طيب ايه رايك نخرج نتمشي شويه
امسك بيدها بحنان قائلا : تعالي ياوهج يا حبيتي قومي معايا
رفعت إليه عيناها الباكيه وهي تقول بصوت مختنق بحمم دموعها : ماما وحشتني
نظر لها برفق شديد وهو يكوب وجهها بين يداه : وهج انا بتقطع وانتي بتقولي الكلام ده
بكت وهج وهي تقول : وانا بتقطع وانا بفكر في حاله امي دلوقتي
أمسكت يده وتابعت برجاء : خدني ليها يافارس ...لو ليا غلاوة عندك خدني لأمي ....
ضمها إليه بحنان : انتي اغلي حاجه عندي
رفعت عيناها الباكيه إليه : يعني هترجعني ...انت وعدتني لما نتجوز هنرجع
اهتزت نظرات فارس بضياع : يا وهج لو رجعت عمي هيجبرني اطلقك وهيبعدني عنك .....ومش بعيد يقتلني انا مش فارق معايا لو ده يرضيكي
بكت بحرقه وهي تدفن وجهها بين يديها : يعني هنعيش عمرنا كله هربانين ....!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك