الفصل السابق
دخلت فاديه الي غرفه فريده وهي تبعد تلك الأصوات برأسها والتي تؤنبها علي مافعلته بتلك الفتاه ... انها لم تكن بالتأكيد ستفعل شئ مما قالت هي كانت فقط تهددها لااكثر فهي اذاها علي مدار تلك السنوات فقط لأنها تحب أولادها بشده.....!
كانت تحب هاشم ولم تكن تتمني شئ اكثر من رؤيه أبناءه.....قبل سنوات حينما طلبت من هاشم ان يتزوج عليها كانت وقتها مخيرة بين سعادته ورؤيه أولاده في جانب والضغط علي فريده بالجانب الاخر فهل كانت تصمت وهي تري الايام تمر وحسرة ابنها تزداد يوما بعد يوم وهو كالغصمن المقطوع بلا نسل..... والان أيضا هي ايضا تري بعيون بدر حبه لتلك المرأه والتي وكأنها وصفت لابناؤها وتراها تعاند لذا قصرت المسافات التي وقف كلاهما بالنهاية ينتظر الاخر..... فهي تعرف ابنها جيدا فبدر رجل ذو كبرياء عالي ولن يضغط ابدا عليها بزواجه وهي ستظل مقتنعه بعنادها لذا تقدمت هي تلك الخطوة...
..تعترف ان وسيلتها خطأ ولكن غايتها جيده....... تعرف جيدا ان فريده ستعيش برفقه ابنها بحياة افضل فهي ليست ظالمه لتجبرها علي إكمال حياتها وحيده وكذلك لن تسمح لها أن يكون رجل اخر مكان ابنها ولكن ان يكون الرجل الاخر هو بدر يمسح قليلا علي قلبها....
تري بدر وعدم سعادته مع ايمان ولكنها تقف عاجزة امام صمته فلو سمح لها كما كان يسمح لها هاشم لكانت اتخذت موقف أشد مع ايمان....!
بقلم رونا فؤاد
قالت فاديه : بتعيطي ليه دلوقتي
قالت فريده بحده : لو سمحتي سيبني لوحدي
ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيها قائلة : تعرفي اني بشوف نفسي فيكي
رفعت فريده عيونها تجاه فاديه تطالعها بتهكم قبل ان تزيل دموعها قائلة :انا..... زيك انتي استحاله..!
نظرت لها فاديه قائلة : ليه مستغربه اوي كدة... .... هو انتي معندكيش استعداد تدافعي عن ابنك وعن سعادته بأي طريقه
اومات لها قائلة : اه.... بس مش علي حساب اني ادمر حياه الناس
قالت فاديه : انا مش بدمر حياتك.... بكرة تعرفي اد ايه انا قلبى عليكي.... فكرك اللي انتي فيه ده حاجة ممرش عليا..... انا لما ابو بدر الله يرحمه مات القريب والغريب طمع فيا... الكل كان عاوز الثروة وانا كل اللي كنت عاوزاه ولادي
:وانا عاوزة ابني ليه متسكتره عليا اني اعيش لابني زي ماانتي عيشتي لولادك
: عشان انا مكنش في قدامي راجل زي بدر مستعد يحميني من الدنيا... انا الكل كان طمعان عشان كدة اكتفيت بولادي....
نظرت لها وتابعت وهي تهز راسها : الزمن غير الزمن ورافت الله يرحمه عشت شبابي معاه سنين وفرحت إنما انتي ملحقتش تتهني ولا تعيشي مع هاشم الله يرحمه
تنهدت وجلست قائلة بعقلانيه : فريده.... انا ست اكبر منك وعندي خبره اكتر منك بكتير حقك يابنتي تتجوزي وتعيشي.... وعشان كدة قصرت عليكم المسافه
قالت فريده بغضب وسخط : انتي اجبرتيني اتجوز ابنك بلعبه حقيرة
قالت فادية بثبات : بكرة لما تبقي مراته تشكريني
تهكمت فريده بغضب : انتي فاكرة انك انتصرتي ونفذتي اللي في دماغك ..
نظرت لها بتحدي : لعلمك انا هقوله انك اجبرتيتني اتجوزه وهحكيله علي كل حاجة
قالت فاديه بثبات : لو فاكرة انك بكدة هتبقي اخدتي حقك مني تبقي غلطانة..... انتي هتكوني اكتر واحدة خسرانه في الموضوع ده وهتخسريه قبلي...... بدر كرامته عنده اهم حاجة في حياته وعمره ماهيسامحك..
قامت من مكانها ووقفت امامها قائلة :
فريده اوعي تفكري اني عملت كدة عشان بكرهك بالعكس انا عملت كدة عشان مصلحتك.... انتي بس لو بطلتي عند وبطلتي تشوفيني عدوتك هتعرفي ان عندي حق في اللي عملته.. انا بحميكي وبحمي ابنك من الدنيا وبحطك تحت جناح راجل قوي ياخد باله منك وتعيشي حياتك معاه بدل ماتدفني شبابك... اسمعي كلامي وبطلي تعانديني في كل حاجة دنيتك هتتغير
تهكمت فريده بغضب ; عاوزاني ابقي زي ايمان و ندي اقولك نعم و حاضر
قالت فاديه بثبات : بيعملوا كدة عشان عارفين اني عاوزة مصلحتهم
سخرت قائلة : ولما انتي عاوزة مصلحتها ليه محافظتيش علي بيتها وخليتي ابنك يطلقها ويتجوزني عشان سليم او حتي علي الاقل يردها
هزت كتفها باستسلام : في دي بصراحة مقدرش أقف قدام بدر..... ارتسمت ابتسامه باهته علي شفتيها وهي تقول : بدر مش فهد ولا هاشم عشان امشي كلامي عليه.... صوته من دماغه جايز ليا تأثير عليه بس عمره ماهيعمل حاجة مش عاوزها وإيمان خربت علي نفسها وانا حذرتها كتير.... تتحمل
: انتي بتبرري لنفسك أفعالك....
نظرت لها وتابعت بغضب : بس مش خايفه بقي يكون كلامك في محله وفي حاجة فعلا بيني وبين مراد
ضحكت فاديه مليء فمها قبل ان تقول : وانا لو عارفه انه قرب لشعره منك كنت هجوزك ابني..... نظرت لعيون فريده بعيونها الثابته بينما تقول : انا كنت دفنتك ودفنته
اشاحت فريده عيونها عنها فهي امام جبروت لا يهزم
ربتت فاديه علي كتفها قائلة : يلا قومي اجهزي ياعروسة ابني.... انتي الليله هتبقي مرات بدر الطحان وبكرة تشوفي ان كان عندي حق في كل اللي عملته لما عنيكي متشفش راجل غيرة
سحبت فريده نفس عميق ورددت دون أن تنظر اليها : فعلا.... جايز كنت احبه بس بسبب اللي عملتيه قضيتي علي اي فرصه اني اشوفه اصلا كزوج ليا .... دايما هبقي حاسة اني مغصوبه
قالت فاديه : عشان انتي مصممه تشوفي جوازك منه غصب..... انتي عارفة كام واحدة تتمني تكون في مكانك
تهكمت بمراره : كنتي جوزتيه واحدة منهم
بادلتها فاديه التهكم : لو عليا كنت عملتها بس هو عاوزك انتي...! ومش عاوز غيرك
ارتجف قلبها لكلام تلك المرأه...!!
هل الجميع يرون بوضوح حب بدر لها.... سنوات وهي زوجه أخيه فكيف كان يراها وقتها..... ؟!
وضعت يدها علي فمها باشمئزاز وهي تفكر بتلك الصورة المرسومه عنها في اذهان الناس....عن كونها امرأه تتزوج لاخو زوجها المتزوج والذي طلق زوجته بسببها ...!
كم ستكون امرأه سيئة بنظر الجميع والذين لايعلمون الحقيقه ........ فهو لم ينظر لها ولو مرة واحدة نظرة سيئة... كان دوما الاخ الكبير لها
حتي انها كانت تحتمي به..... لتتذكر كيف ارتمت بحضنه ووقفت خلف ظهرة تلك الليله ..... لتتذكر قبلته قبل أيام .... لتهز راسها بقوة فهي ستجن بالتاكيد من كثرة التفكير ...! كيف يراها بدر وفاديه وكيف يراها الناس وكيف هي تري نفسها.....!
طرقت فتحيه الباب بابتسامه واسعه هاتفه :ياخبر ياست فريده انتي لسه مجهزتيش.... ده بدر بيه واقف تحت مستنيكي
اومات لها دون قول شئ لتقول فتحيه بسعاده غامرة وهي تخرج لها ثوب زفافها وتضعه علي طرق الفراش : بصراحة انتي اللي تستاهلي بدر بيه مش العقربه اللي كان متجوزها.... اوعي ياست فريده تخليه يرجعها احنا ماصدقنا مشيت
زجرتها فريده ; وبعدين يافتحيه
قالت فتحيه : حاضر هسكت...بس يلا بقي اجهزي احسن البيه بعتني استعجلك ...
اومات لها لتقول : طيب تحبي اساعدك
: لا روحي وانا نازله وراكي
ارتدت فستانها ووقفت امام المرأه تنظر لانعكاس صورتها بضياع يماثل أفكارها التي حاولت أن تلخصها بهذا الحاجز الذي لن تتجاوزه فجأه عن كونه اخ زوجها....خاصة حينما تجددت ذكرياتها عن زواجها ماان رأت نفسها بهذا الفستان......
بأنامل مرتعشه حملت أطراف فستانها واتجهت للباب لتفتحه وتخرج بنفس لحظة تسمر بدر مكانه اعلي الدرج حينما صعد بنفاذ صبر ليري سبب تأخرها.....
ماان وقعت عيناه عليها حتي تجمدت اقدامه مكانها.... كيف لا وهي حملت جمال الدنيا وفتنتها بتلك اللحظة ليتهاوي قبله العاشق المتيم بها فور رؤيتها واخيرا ترتدي له الثوب الأبيض كما حلم دوما.......
تأملها من راسها حتي اخمص قدميها بنظرات حالمه فهاهو حلمه يتحقق وهي ستصبح له زوجته وبأسمه..... ستروي حياته الجرداء بحبها ..... سيعيش بنعيم جنتها بعد طول انتظار علي بابها...!
حدث نفسه بأن قلبه سيتوقف ان ظل ينظر اليها اكثر من هذا....!
كانت فريده تشعر بتلك الرجفه علي طول ظهرها وهي تري تلك النظرات بعيناه والتي تصعب عليها ان تستسلم لافكارها السيئة عنه ... تمزقت مابين ان تعتبر ماحدث ترتيب القدر والأفضل لحياتها كما قالت فاديه او ان تسمع لنزعه كبرياؤها وعنادها وتخبره بماحدث...!
قال بنبره صوته الرجوليه : جاهزة
اومات له دون قول شئ فلسانها منعقد بداخل فمها لتجدة يسير بضع خطوات ناحيتها قبل ان يقف قبالتها يروي عيناه ويشبعها بنظرة اخيرة لها.... تجمدت الدماء بعروقها ماان شعرت بشفتيه الدافئة تطبع قبله علي جبينها شعرت بكل لمسه بها بينما تتحرك شفتاه بتلك الرقه والنعومه فوق جبينها وقد لامست أنفاسه الساخنه وجهها وتخللت رائحة عطره الجذاب أنفها لتصيبها بأشياء لاتعرف ماهيتها فكل ماشعرت به أن قلبها علي وشك التوقف بتلك اللحظة بينما هو بهذا القرب منها......!
كيف سيبتعد... ؟! سأل بدر نفسه بينما لايجد بنفسه القدره علي الإبتعاد عنها والاكتفاء بقبله علي جبينها ليصبر نفسه انها بضعه ساعات فقط وستكون له وسيستطيع تذوق فاكهته المحرمه التي ارهقته بحبها طويلا... بعد قليل سيبدأ قلبه بالأفراج عن مكنونات التي كبحها سنوات... فقط القليل فليصبر
شعرت بأصابعه تسير برقه فوق خصلات شعرها قبل ان يجذب تلك الطرحة الشفافه المنسدله من التاج الموضوع علي راسها وينزلها فوق وجهها هامسا : مش عاوز حد يشوفك غيري
صرخ قلبها بجنون بداخل صدرها.....!
كيف عليه ان يكون ساحر بتلك الطريقه كيف ستستطيع شحذ قوتها لتقاوم غزوة لمشاعرها
وكيف و هو بأقل من لحظة يهد كل ماتبنيه امامه من حواجز بساعات
..... امسك بدر بيدها ووضعها بذراعه وارتسمت ابتسامه لايستطيع محوها من علي شفتيه تظهر مقدار سعادته.......حتي انه لأول مره يراه الناس بتلك السعاده الواضحه وهو لايخجل من اظهارها.... فهو بالفعل سعيد بزواجه منها كما لم يسعد بحياته من قبل....!
انه يريد أن يعيش الليله تفاصيل فرحة زفافه اليوم ولا ان يبدو كما جامد اعتاد ان يكون بدر الطحان
..... لا..!!
انه يريد أن يكون بدر.... فقط بدر
من سيتزوح بالمرأه التي تمناها دوما....
وبدأ الاحتفال الضخم و انطلقت الاعيرة الناريه من حوله بينما امتطي حصانه يرقص به بهيبته ووسامته..... لترتسم ابتسامه سعيده علي شفاه فاديه التي وقفت اعلي الدرج تنظر له بسعاده غامرة..... لتحدث نفسها فلتكرهها فريده وليكرهها العالم بأكمله... فهذا لايساوي شئ امام رؤيتها فرحة ابنها بتلك الطريقه ...
احتضنت سليم وقبلته هامسه : انا دلوقتي مطمنه عليك.... هتعيش في حضن عمك طول عمرك وهيعوضك عن ابوك أن شاء الله
اشارت فاديه للفتيات للرقص والزغاريد ليستغرب الجميع تلك الفرحة الغامرة بعد ان توقع الجميع انها لن تفعلها بعد موت هاشم ولكن من قال ان سعادتها من أجل بدر انستها حزنها علي هاشم...... ولكنها حزنت سنوات علي هاشم لذا فلتعطي بدر ليله....
جلست ندي بجوار فريده بابتسامه قائلة :مبروك يافريده
بدر طيب اوي ويستاهل كل خير وان شاء الله يعوضك عن اللي فات
اومات لها وهاهي ندي كالجميع تري ان هذا الوضع صواب
..........
.....
نظرت ايمان لتلك الصورة بينما غرقت بدموعها وتابعت عتابها الطويل له والذي لاينتهي.... انت السبب في كل ده.... ليييه ياهاشم اتجوزتها هي وانا لا.. انت عارف اني طول عمري بحبك.... ااااه صرخت بقهر وهي تحتضن صورته وتكمل : هي ليييه... انا اللي حبيتك طول عمري....
وهفضل احبك واكرهها وهنتقم منها ومن بدر علي كل اللي عملوه..... هي اخدتك مني وهو اخدني منك... انا بكرهه ياهاشم بكرهه ونفسي احرق قلبه زي ماحرق قلبي وهو بيتجوزها..... وعد مني مش هخليهم يتهنوا ابدا.... زي ما وعدتك قبل كدة انك عمرك ماتشوف عيال منها وكنت بموت عيل ورا التاني في بطنها مش، هخلي بدر يشوف يوم واحد حلو معاها.... هقهرة زي ماقهرني
وهو بيرميني وبيتجوزها زي ماانت عملت زمان.....! انت السبب ياهاشم كان زماننا متجوزين وعندنا ولاد وعايشين مبسوطين... انت اللي ولعت النار دي في قلبي وخليتني اكره الكل لما فضلتها عليا وجه بدر دلوقتي
بيعمل اللي انت عملته
... بس ورحمه ابويا لهاخد حقي منه ومنها وقريب اوي....!!
............
... بقلم رونا فؤاد
دخلت فريده الي ذلك الجناح الذي جهزته فاديه من أجلهم لينقبض قلبها حينما رأت ذلك السرير الكبير المفروش بغطاء حريري ابيض وقد نثرت فوقه الورود
..... ستنام علي هذا الفراش بجواره... لا بل ستكون زوجته علي هذا الفراش ......
وضعت يدها علي قلبها تهديء من ضرباته التي هدرت بجنون داخل صدرها ماان فكرت بهذا...
انها لا تنفر منه كرجل بالعكس بل هي تتضايق من نفسها التي تكون بهذا الاستسلام بقربه وكأن جسدها وقلبها يغلبون عقلها ويسيرون خلف تلك المشاعر التي لاتستطيع تفسيرها... والتي لم يكن عليها ان تشعر بها
فهي تكره مراد كرجل ولا تحتمل مجرد التفكير ان تكون له ولكن بدر شئ مختلف فهي لاتنفر منه ابدا ولكنها دوما تحس بالذنب لمجرد شعورها بالانجذاب له.... دوما تشعر بهذا الحاجز بينهما......فهي تعترف انها لا تكرهه و لا تنفر منه و لاتراه كما تحاول اقناع نفسها انه اخو زوجها الحقير الذي كان يحبها ويخون أخيه.... لاتراه اجبرها علي الزواج بها وترك زوجته من اجلها..... لاتراه هكذا ابدا.....
انها فقط تظلمه دوما بتلك الصورة التي لاتمت للحقيقه بصله وهذا مايضايقها.. ان تكون مضطرة لتشويه صورته بداخلها لتجبر قلبها علي عدم تفسير تلك الضربات التي يشعر بها بقربه.....
هو دوما كان رجل يحب اخيه ولم يتجرا بمجرد نظره لها
.... وطالما عاملها انها زوجه أخيه حتي حينما اخذ طفلها منها لم يكن الا لصالح سليم وصالحها وحتي حينما عرض عليها الزواج لم يجبرها علي القبول ابدا بل فاديه من فعلتها...وهاهي ستعاقبه علي شئ لا ذنب له فيه .....! تعالي صوت بداخلها يعترف
نعم ربما كانت ستحبه لولا الظروف حولها فلتنحي عنادها جانبا وتبدا برؤيه حياتها علي هذا النحو... هدأت قليلا لتفكيرها هذا ولكن ماان فتح بدر باب الغرفة ودخل بطلته وهيبته والتي اشعت وسامه اليوم ببدلته السوداء الانيقه وذلك القميص الأبيض وربطة عنقه الحريرية وابتسامته الهادئة ليكون مزيج خلب كيانها دون ارادتها حتي عادت عقده الذنب تنعقد بداخلها من جديد فليس عليها ان تراه هكذا... ليس عليها الا ان تراه كأخ زوجها كما اعتادت..!
دون إرادتها عضت علي شفتيها وأسرتها أسفل أسنانها بينما تمزقت يدها تعتصرها بتوتر لاحظة بدر ليدخل خطوة ويغلق الباب خلفه بهدوء..
ظلت واقفة مكانها بينما يتقدم بدر ناحيتها لتسأل نفسها .... لماذا لاتشعر بقدميها.. لماذا هي واقفة مكانها دون الحراك... خطي ناحيتها بعيون مبهورة وقلب ولهه بينما لم يكن يوما يصل حلمه لتلك اللحظة التي لاتصفها كلمات
كان قد وقف امامها تماما قبل ان يرحم يدها التي تعتصرهما بهذا التوتر ليمسك بكلتا يديها المرتعشة بين يديه الدافئة يحاول تهدئة رجفتها..... ودون ان يدري عن مقدار الحصون التي حاولت تشيدها بوجهه كان يبدأ بضرب حصونها الواحد يلو الاخر
اولا حينما رفع يديها تجاه شفتيه يطبع عليها تلك القبله التي سرت بعروقها ثم برائحه عطره التي خدرت حواسها ثم بعيناه التي لم ترحم عيونها بنظراته التي تجعلها تشعر وكأنها ملكه بعيناه...واخيرا بنبرته الرجوليه التي همس بها ; مبروك
ياللهي من نبره صوته..... اعليه ان يفعل هذا ويصعب مهمتها...والتي اعتصرت أفكارها وتوصلت اليها فهي ستفعل الصواب...
هذا ماستفعله لحل معضلتها....!!
ستتحدث معه وتخبره بكل مايدور بعقلها فمؤكد هو يماثلها بشعوره ان هناك ذلك الحاجز كونها كانت زوجه أخيها يوما ما..... سيفهمها بالتاكيد حينما تخبره بكل شئ لتبدأ برفقته دون كذب او خداع او أسرار ...!
ولكن لا هي مخطأه..... هو لايراها هكذا ابدا أنه لايراها سوي حلمه الذي تحقق بعد سنوات فقلبه لايحتمل وجع الغيرة ان فكر انها كانت لرجل سواه لذا نحي كل تلك الأفكار جانبا وأكد لنفسه انه سيحتل كل ذره بكيانها وقلبها وعقلها وجسدها يمحو اي أثر لآخر سواه...!!
اقترب منها اكثر بينما تتطلع اليه بعيناها التي تشابهه عيون غزاله بريه جميله وديعه وبنفس الوقت شرسه صعبه المنال....
مال تجاه شفتيها ببطء بينما تتسارع دقات قلبها بجنون حتي انها اخترقت اذنها تقضي علي اي صوت النطق بداخلها او الاعتراض .... وهاهو بقبلته يقضي علي كل حصونها..... شفتيه تلامس شفتيها برقه قبل ان تندفع بشغف تلتهم كل انش بها ويده تلتف لتحيط بخصرها يقربها اليه لتلامس دقات قلبها المتعاليه صدره العريض فتهدر بجنون جعلته علي وشك التوقف بداخل صدرها .. ماذا يحدث لها ماان يقترب منها..... لماذا يختفي كل ماانتوت فعله.... أين إرادتها لتطلب منه وقت.... لماذا تجد نفسها بهذا الاستسلام بين يديه حاول عقلها إرسال تلك الإشارات ولكنها كانت لا تستقبل شئ سوي قبلته الحاره الشغوفه التي حملت اشتياق سنوات فماان لامست شفتاه شفتيها حتي التهبت بداخله نيران حبه التي طالما اكتوي بها وظلت شفتيها أسيره شفتيه طويلا بقلبه ظنها لانهاية بينما لايجد بنفسه القدره علي الإبتعاد...... ارتجفت ماان شعرت بشفتيه تتحرك تجاه عنقها و تعالت إشارات عقلها يحاول ان يخبرها انها ان استسلمت ستبدأ حياتها معه علي خداع...!
اخيرا استجمعت ارادتها ووضعت يدها فوق صدره لتلامس اناملها قلبه الذي تتحرك دقاته بتلك السرعه أسفل قميصه...
بدر... همست بإسمه ليتوقف ولكنه كان غارق بعالم اخر ولم يفعل نداءها شئ سوي إشعال المزيد من حراره قبلاته حينما استمع لأسمه من بين شفتيها
ماان ازدادت يداه حول خصرها ليلغي اي مسافه بينهما ليلتصق جسدها بجسده حتي انتفضت دون إرادتها وابتعدت عنه ليفيق بدر قليلا من فوران مشاعره فهو تسرع قليلا...ولكن ماذا يفعل بعد كل هذا الحب والاشتياق..... نظر لعيونها بعيناه التي تفيض حنانا ورقه وهو يقول : ضايقتك... ؟
هزت راسها واسرت شفتيها بين أسنانها فلماذا يصعب مهمتها بتلك الطريقه... ؟!
لتتراجع بضع خطوات جعلته يندهش فهو
يعرف انها خجله منه وان الطريق امامه ليس بسهل ولكن مايراه بعيونها شيء مختلف.... ليس خجل فقط .. عقد حاجبيه باستفهام وهو يسالها :... فريده... مالك في أية..؟
...
نظرت له تناجيه ان يعطيها الأمان كما اعتاد لتتشجع وتتحدث معه.... ولكنه جعل مهمتها مستحيله حينما اقترب منها وامسك بكتبها يقربها منه وربت بهذا الحنان علي شعرها قائلا.... مالك يافريده.. ؟! انا ضايقتك في حاجة
هزت راسها ورفعت عيناها تجاهه قائلة بتعلثم : لا... انا.... انا بس... عاوزة... يعني كنت عاوزة اتكلم معاك
نظر بحنان لوجهها الذي استحال للحمرة قائلا:بس كدة..... اتكلمي زي ماانتي عاوزة
ترتجف بداخلها وهي تحدث نفسها.... كيف بمنتهى القسوة ستحبط كل تلك المشاعر التي تراها بعيناه...
ولكنها تفعل الصواب فحياتها معه أصبحت واقع ولذا يجب ان تبدأ حياتها معه دون كذب او أسرار.... لتخبره بكل مايدور بعقلها وهو بحنانه وتفهمه كما إعتادته سيفهمها وسيجعلها تتجاوز تلك الحواجز بينهما فهو سيطمئنها كما اعتادت منه
طال صمتها لينظر اليها ويمسك بيدها ويسبحها بهدوء ليجلس علي طرف الفراش ويجلسها بجواره ناظرا لعيونها قائلا .... قولي اللي انتي عاوزاه.. انا سامعك
ماذا تقول بينما يداه تمسك بيدها وعيناه تنطر اليها بتلك الطريقه
ولكنها تشعر بالقوة التي تمنحها لها لمسه يداه لذا ستتحدث.... انا..... انا
غاب صوتها من جديد وهدرت الدماء بوجهها ليصبح احمر كتفاحة شهية..... نظر لها وحاول ان يفهم ماتريد قوله ليقول برفق... انتي عاوزه تقوليلي انك لسة مش واخده عليا...
نظرت له فكيف يقرأ عقلها ليتابع بحنان ويداه ماتزال تحتضن يدها بينها : انا معنديش مشكله استني.... مش مضطرة تجي علي نفسك وتكوني مراتي لو انتي لسه مش مستعده....
رفع يداه تجاه وجهها ومرر ظهر يداه برقه عليه جعلتها تغمض عيناها لحظة باستسلام للمسته بينما يتابع : كفايه انك تبقي معايا وجنبي يافريده.... يااحلي حلم حلمته وبقي حقيقه.... وضع وجهها بين يديه ونظر لعيونها وتابع : انا بحبك من اول لحظة شفتك فيها
.... سنين وانا بحلم تكوني ليا... ارتسمت ابتسامه ولهه علي شفتيه بينما تابع يخبرها عن أول مرة رأها بها لترتجف دقات قلبها بقوة... لتغمض،عيناها تحدث نفسها كيف يحمل لها كل هذا الحب بينما تحمل هي له هذا الخداع.....
انه رجل لاتصفه كلمات فكيف تكون كاذبه مخادعه وهو بهذه الرجوله... لتخبره وليحدث مايحدث انها كانت محقه فهي كانت ستقع بحبه وتتزوجه بمليء ارادتها ان لم تتدخل تلك المرأه..... وهي الآن مخطأه حينما لم ترفض عرض فاديه....... كان سيفهمها وسيقف بجوارها كما اعتادت ولكنها خافت علي ابنها وكانت انانيه وخدعته ووافقت علي الزواج به خضوعا للعبه حقيرة حاكتها امه لاجبارها علي زواج كانت سترحب به أن اخذت وقتها خاصة وهو متفهم حاجز الماضي الذي يقف بينهما..... كان كل شئ سيتغير لولا مافعلته فاديه... كانت ستكون سعيده وراضيه ولاتحمل بداخلها سر او ذنب لخداعه... انها عنيده برأس يابس لن تفعل مثلما قالت فاديه وتتابع حياتها وكأن شيئا لم يكن بل ستخبره بما حدث
.... شعرت بضياع وانهيار وان قوتها التي جاهدا للتحلي بها وهي تخبره بكل شئ تتلاشى ماان ارتخت قبضه يده حول يدها لتتلاشي تماما ماان ترك يدها بينما تهادت تلك التعابير لوجهه الذي يحاول استيعاب ان كل سعادته كانت خداع ....!
انها وافقت علي زواجها به لأن امه فعلت كماحذرها منه واجبرتها علي الموافقه......!
انها معه الان ليس لأنها تريده ولكن لأنها تريد الحفاظ علي ابنها...!
قاسيه للغايه وانانيه تكره نفسها لتلك المراره التي تراها بعيناه وهو يستمع اليها لذا اسرعت تحاول اخباره انها لم تعد مجبره وأنها راضيه فقط كانت تريد توضيح كل شئ له...... ولكنه تجاهل اي تبرير او محاوله منها لمحو مافهمه من حديثها
ليخرج صوته حادا كالسهم : مقلتليش ليه....
ارتجف لسانها لا تجد ماتقوله..... وافقتي ليه....
قالت بصوت مرتعش : بدر انا...
رفع عيناه لها باتهام وهو يقول : انتي ايه..... انتي ايه.... قولي عندك كلام تاني بعد اللي قولتيه .. ؟!... اتغصبتي علي الجواز مني ليه ..!!
خفضت عيونها ولمعت الدموع بها فكيف كانت بتلك القسوة لتحطم عالمه وسعادته بكلماتها ولكنها فعلت الصواب.... فهو بيوم ما ربما يعلم بما حدث لذا فليعرفه منها تقطع صوتها وهي تكمل..... لتقول بغصه حلق اخيرا
: بدر...... انا اسفه... خفت متصدقنيش وقتها
والله ماكنت اعرف نيه مراد....
اتقدت نيران بركانيه مشتعله بعيناه ليمسك ذراعها بعنف وهدر بعنفوان : ليه مقلتليش ان الحيوان ده قرب منك.... لييييه
اندفعت الدموع من عيونها بينما تراه غاضب كالوحش الثائر امامها ولأول مرة لا يفهمها بل يطلق العنان لغضبه....
انطقي....
قالت بصوت مختنق بالدموع : خفت..... هددتني...!! خفت لو قلتلك تنفذ تهديدها وتاخد سليم مني
هز راسه وفرك وجهه وقام من مكانه كالوحش الجريح المقيد يريد تحطيم العالم بأكمله فرغا لكرامته
فهو لم يتمني يوما سواها وهاهي بغرفته دون إرادتها وبخطة من امه
نظر اليها لحظة والي بكاءها ظنا منه انها تبكي لأنها تزوجته ليفتح فمه ينتوي النطق بتلك الكلمه التي ستصلح هذا الوضع الذي لايقبله علي كرامته ...
ولكنه تراجع فهو مقيد.... ولا يستطيع حتي مجرد عدم التواجد معها بنفس الغرفه فماذا سيتحدث الناس عنها أن طلقها الآن أو تركها وغادر.....
لماذا لا يدعها تشرح له كل مابداخلها ولا يكتفي ببضع كلمات فهمها انها لاتقبل به..... اعتصرت قبضتها قبل ان تخطو خطوة تجاهه وتضع يدها برفق علي كتفه حيت أولاها ظهره
: بدر
اجفل من لمسه يدها لتبعدها علي الفور وهي تقول بتعلثم : .. انا
التفت اليها وقد ارتدي قناع جليدي بينما يقول بحزم : متتكلمتيش.... مفيش حاجة تتقال بعد اللي قولتيه
نظر اليها نظره حملت الكثير من الخزي فهي تشبه الجميع... مستعده لفعل اي شئ مقابل تحقيق ماتريده..... وهاهي اوهمته بموافقتها حتي لاتخسر ابنها ولم تثق بكلامه ولا وعوده ان لاشئ سيبعدها عن ابنها....
!!
مع شروق الشمس توقف عن إحراق المزيد من سجائرة التي حاول نفث غضبه المشتعل بها ولكن هيهات... فصدره يحترق بقوة...!!
دخل من الشرفه التي قضي بها الليل لتقع عيناه عليها وقد غلبها النوم علي الاريكة بينما لاتزال بفستانها الأبيض ليلقى نظره ساخرة علي الفراش الذي حلم ان يستيقظ وهي بين ذراعيه عليه..!
جذب ملابسه من الخزانه ودخل للحمام ووقف أسفل المياة البارده طويلا علها تهديء من نيران قلبه وعقله بينما تلاعبت به امه وحاكت خطه لتجبرها علي الزواج به وهو جلس امامها كعاشق متيم يخبرها عن حبه لها بينما هي مجبره عليه.... ضرب الحائط بقبضته بقوة فأن كان يريدها بالاجبار لفعلها من البدايه..!
ولكنه كان يريدها له بكامل ارادتها...!
....... فتحت فريده عيونها علي صوت إغلاق الباب حينما خرج من الغرفة لتتطلع في اثره بحسرة وندم شديد فهي جرحته دون ارادتها....!
نزل الدرج ليجد امه وفهد جالسين بالأسفل فقد استيقظت باكرا علي بكاء سليم لتأخذه للاسفل تهدهده بحنان حتي لا تستيقظ فريده ظنا منها ان كل شئ جيد بليله كتلك....!
استغربت نزوله بمثل هذا الوقت الباكر ولكنها ابتسمت قائلة : صباحيه مباركة ياحبيبي
نظر لامه بنظرات حارقة قبل ان ينصرف بخطوات غاضبه دون قول شئ... لتلتفت لفهد متساءله : هو في ايه.....!؟ اكيد نكدت عليه
قال فهد بعتاب : وبعدين ياأمي ماتطلعيها من دماغك بقي
وضعت سليم بين ذراعيه قائلة : خد سليم
لغايه مااطلع اشوف في ايه...؟
: ياأمي متدخليش بينهم
تجاهلت حديث فهد وصعدت لغرفه فريده التي استبدلت ملابسها وجلست علي طرف الفراش تلوم نفسها علي مافعلته بحقه..! فهو لايستحق هذا ابدا منها... علي الاقل لم تكن لتخبره انها انجبرت علي الموافقه
......... بقلم رونا فؤاد
وقفت امام فاديه ونظرت لعيونها بتحدي بينما قالت : انا قلت لبدر علي كل حاجة
اتسعت عيون فاديه بعدم تصديق فلم تكن تتخيل انها ستملك الجرأه لقول شئ والان فقط عرفت سبب نظراته الغاضبه لها لتردد :قولتيله
اومات لها قائلة بحنق ; اه قولتله ...
هزت فاديه راسها بلاوعي قائلة : هتندمي
نظرت لها بكراهيه قائلة : انا فعلا ندمت... بس ندمت اني وافقت علي كلامك وموثقتكش فيه زي ماوعدني انه هيحميني.... ازدادت نظراتها كراهيه وتابعت : ندمت اني سكت علي اللي عملتيه ووافقت اتجوزه بالطريقه دي عارفة ليه..... عشان اول ماقرب مني حسيت اني مستهالوش
.... حسيت اني كذابه وكل ده بسببك..... انتي دمرتيني ودمرتيه...
.......
...
قام سليم وسالم فزعين علي تلك الأصوات التي تعالت من مكتب مراد المجاور ليتفاحيء سليم ببدر ينهال باللكمات علي مراد....
بدر..... اية اللي حصل.. ؟
ضربه بدر بمقدمه راسه بقوة ليترنح مراد بوجهه الدامي بينما قال بدر بغضب اهوج من بين أسنانه : لو راجل قرب ناحيتها تاني
حاول سليم وسالم معرفه مايحدث وهم يحاولون تخليص مراد من بين يديه ولكن بدر دفعه للخلف وخرج
قال سالم لابنه.... انت عملت ايه يامراد ....عملت ايه خليته يعمل فيك كدة
......
...........
جثا الحزن واحساسها المرير بالذنب علي قلبها طوال اليوم خاصه وهو لم يعد..!
لتتفاجيء باتصال ابيها يعاتبها بعد ان عرف بفعله مراد...
كدة برضه يافريده متقوليش ليا علي اللي عمله مراد
قالت بصدمه فهي تخشي علي حاله قلبه الضعيف : انت عرفت منين
قال سليم :جوزك جه وضربه
لم تتوقع أن يفعلها....!!
قال سليم بغل : بقي الحيوان الكلب اتهجم عليكي مرتين وانا اخر من يعلم .. ليه مالكيش اب يدافع عنك
قالت بأسي :خفت عليك
تنهد سليم بحرقه : اللي مبرد ناري شوية ان بدر كسر عضمه.... لولا كدة قسما بالله كنت خلصت عليه
........
دخلت من الشرفه بعد ان كادت تتجمد بردا في انتظار عودته فهي لاتطيق صبرا حتي تحاول إصلاح ماافسدته وتتحدث معه....!
اخيرا رأت سيارته تدخل الفناء وبعد قليل وجدته يفتح باب الغرفه ويدخل..... نظرت لعيناه ولكنه سرعان مااشاح بوجهه عنها
بدر... ممكن اتكلم معاك
كان الصمت والتجاهل هو رد نداءها لتجده يستبدل ملابسه ويسحب وساده ويلقيها علي الارض متمدد عليها وينام..
بكمد جلست علي طرف الفراش تتطلع اليه فكيف ستمحي من داخله تلك المراره التي تراها بعيناه أسفل ذلك البرود الذي غلفها به...!
اية رايكم في اللي فريده عملته صح ولا غلط
بدر طبعا راجل بلا منازع
فاديه
ايمان وحبها المريض لهاشم
اقتباس
شق ذلك الصراخ الاركان لتهرع فاديه باقدام هلاميه
بينما صرخ الجميع
فاااارس
وقفت فاديه مصدومه وهي تري الطفل الصغير ملقي أسفل الدرج غارق بدماءه
بينما اعلي الدرج ايمان تذرف دموع زائفه...!
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك