بعد البدايه الفصل السابع عشر

0


 الفصل السابق

ظلت فريده جالسه مكانها علي طرف الاريكة تتطلع اليه وقد اولاها ظهره واجبر نفسه علي النوم ليهرب من كل هذا الغضب المتقد بداخله من الجميع..... منها ومن حبه لها الذي لم يجلب لقلبه سوي العذاب ومن امه ومن خداعها واحاكتها للامور من خلف ظهره بتلك الطريقه  ومن ابن عمها .... ذلك الحقير تجرأ واقترب منها وبدلا من ان تلجأ اليه او علي الاقل تخبره كانت توافق علي ضغط امه عليها وتقبل بالزواج منه علي ان يعرف حقيقه ذلك الحقير..! 

تشنجت عضلات ظهره بصورة واضحة لفريده بينما يتخيل عقله سيناريو كيف تجرأ هذا الحقير عليها والذي بالرغم من انه حطم عظامه الا ان نيران قلبه لم تهدأ   .....!.... 

... بعد ان شعرت فريده بانتظام أنفاسه وتأكدت انه نام قامت علي أطراف اصابعها واتجهت ناحيته لتجثو علي ركبتها امامه تتطلع اليه.... وهي تتساءل لماذا كتب العذاب علي كلاهما....فأن ظن انه يتعذب وحده فهو مخطيء فهي تتعذب مثله ويقتلها احساسها بالذنب..... انه منذ أن عرفته رجل حمول ولذا يلقي عليه الجميع احمالهم وهو يقبل دون أن يكل او يشكو طالما افتعل هاشم المشاكل وتحملها بدر لتتذكر كيف هي كانت أول من ظلمه برؤيتها له مع الخادمه وكان وقتها يحاول حل مشكله أخيه الذي كان يخونها ... تنهدت بينما شردت عيونها بملامح وجهه تتأمله وكلماته لها ليله امس تنساب الي عقلها.... ايحمل لها كل تلك المشاعر طوال تلك السنوات.... انه يتذكر اول مرة التقاها بها بكل تفاصيلها وهي تتذكر تلك المرة جيدا.... لقد كانت تتسابق في نادي الفروسيه والتقت به فقد كان مميز بطلته وهيبته وفرسه( برق) ولكنها لم تكن تتخيل انه مازال يتذكرها... حتي حينما جاء ليطلبها لأخيه ظنته لايتذكرها بينما هو كان يخفي مشاعره حينما عرف انها الفتاه التي جاء برفقه أخيه لخطبتها.....! 

لقد احبها لسنوات وهي جرحت كبرياءه دون ارادتها بكلامها الذي لم يستمع لنهايته..... يجب ان يستمع اليها و يفهمها والا ستظل غارقه بهذا الندم طويلا..... تشعر بتلك الوخزة بقلبها تتمني لو تستطيع محو الاساءه التي اجترفتها بحقه...... لقد تحملها ووقف بجوارها واعطاها وعده...وبالرغم من هذا خضعت لتهديد امه ولم تثق به وتلجا اليه.....!! 

......... بقلم رونا فؤاد 

... 


فتح بدر عيناه في الصباح وهو يشعر بالألم بكل انش بجسده بسبب نومه علي الارض ولكنه تجاهل الآلام ظهره فالالم في قلبه يمحو اي ألم اخر....ماان اعتدل واقفا حتي وقعت عيناه عليها وقد نامت علي الاريكة واضعه يدها أسفل راسها.... اشفق عليها فالبرغم من غضبه منها الا انها في الاول والاخر اضطرت ان توافق علي ضغط امه عليها لحمايه ابنها..... يعطيها العذر ولكن دون ارادته يشعر بالغضب منها أيضا فهي لم تثق به وبوعده ان لااحد سيقترب منها... ان وثقت به وأخبرته بماحدث بدلا من خداعه بموافقتها علي الزواج به لكانت لم تكن تتزوج به غصبا  ... فكم كان صعب عليه أن تلقي به من اعلي ذلك الجبل بعد ان اوهتمه انها تصعده برفقته...!

! كم صعب أن يشعر ان مايقف عليه أسفل قدمه ليس ارض صلبه وإنما وهم من صنع خياله انها بدأت تفتح قلبها له....! 

كم صعب عليه أن يتنفس نفس الهواء برفقه امرأه ضعيفه اجبرتها الظروف علي البقاء معه .... لقد كان يدفن مشاعره بداخله سنوات دون أن يشعر بأي غضب منها انها لاتشعر به..... ولكن بعدما أخبرها امس بكل مايشعر به تجاهها اصبح يشعر بالغضب لانه صدق ان حلمه تحول لحقيقه ليفيق علي واقع انها تزوجته دون ارادتها.... يحترق قلبه فزعا  لكرامته وكبرياءه الذي لايقبل ابدا بالزواج من امرأه لاتريده......ابعد عيناه عنها و 

سار بضع خطوات قبل ان يتجه للفراش يسحب الغطاء من فوقه ويضعه فوقها 

لتشعر بقلبها ينتحب بشده حينما شعرت بهذا الدفء يتسرب اليها ليس من الغطاء الذي وضعه فوقها وإنما من دفء قلبه الذي يحمل حنان لم تعهده برجل من قبله ....!! 

خرج من الحمام يسير بهدوء بعد ان استحم وارتدي ملابسه ظنا منه انها ماتزال نائمة ليتجه الي المرأه يهندم ملابسه ويصفف شعره.... تناول ساعته الانيقه يضعها بمعصمه لتستجمع  فريده شجاعتها لتتحدث اليه مره اخري بعد ان صدها ليله امس فيجب ان تشرح له.....! 

انتبه انها اعتدلت جالسه ولكنه تابع مايفعله وأغلق حزام ساعته دون النظر اليها.... 

نقت صوتها ونادت اسمه : بدر...

نظر اليها من خلال المرأه دون قول شئ لتبتلع بوجل قبل ان تقول : بدر.... ممكن نتكلم 

خفض عيناه وامسك بهاتفه ومفاتيحه واتجه للباب لتسرع خلفه قائلة باصرار : بدر بخصوص اللي حصل امبارح انا مكنتش اقصد ابدا اضايقك انا...... نظر اليها وتساءل 

هل تشفق عليه..؟! .. لا..... انه لايريد شفقه من امرأه غصبت علي الزواج به

قال بنبرة قاطعه يوقفها عن متابعه ماتقوله ;بخصوص اللي حصل امبارح اللي انتي كنتي عاوزة تقوليه وصلني..... خلاص مفيش كلام يتقال  ... انتهي 

عقدت حاجبيها فلماذا لايسمعها لتردد باستفهام : انتهي يعني ايه..؟ 

قال بثبات صمم عليه عقله نزعا لكرامته : يعني انا فهمت خلاص اللي حصل بس للأسف انتي قلتي الحقيقه متأخر والا كانت كل حاجة متغيرة وكان زمانك حره ...

انصدمت ملامحها من معني كلماته بينما تابع :  معلش استحملي شوية... بعدها في الوقت المناسب هخلصك من الجواز اللي اتغصبتي عليه..... 

تجمدت ملامحها وهدرت دقات قلبها دون ارادتها بوجع فهل يتركها بتلك البساطه....؟! رأي تلك النظرة  الحزينه بعيونها ولكنه تجاهلها وظن ان عقله وقلبه الذي يعشقها هو مايصور له انها انصدمت و تتألم مثله بعد نطق تلك الكلمات التي لايعرف كيف نطقها.... فهل سيتركها بعد ان أصبحت زوجته...! نعم يجب ان يفعلها ان كان رجل يحمل كرامه        ....! 

ابعد عيناه سريعا عن عيونها وقال مؤكدا : انا مقبلش اعيش مع واحدة اتغصبت علي الجواز مني..... 

انزعجت ملامح وجهها بشده من تلك الكلمات التي ينطق بها عقله دون اراده قلبه لتفتح فمها تدافع عن نفسها ولكنه تابع بثبات ; فترة كدة وهطلقك  ... ومتقلقيش انا عند وعدي.... محدش هيقرب من ابنك ولا يبعدك عنه 

تركها وانصرف لتتراجع للخلف بضع خطوات تشعر بضياع كبير وانهيار بداخلها وكأن حزن العالم كله حط عليها بسبب كلمته التي تتردد باذنها.... هطلقك...!!!! 

اذن الأمر سينتهي وليس عليها المحاوله...! 

............ 

.... 

دخل سالم الي غرفه مراد بعد ان عاد من المشفي قائلا : حمد الله علي السلامه يامراد

قال مراد دون أن ينظر لأبيه : الله يسلمك يابابا 

نظر له سالم لحظة قبل  يقول بتوبيخ :

حد يعمل كدة في بنت عمه 

قال مراد بتبرير : كنت عاوزها باي طريقه 

نظر اليه ابيه بعدم رضي : طريقه عن طريقه تفرق.... تحاول تغتصب بنت عمك ومش مرة مرتين.. أخص عليك... هي دي  الرجوله 

عض علي شفتيه وفرك وجهه :خلاص بقي يابابا اللي حصل حصل 

هدر سالم بغضب : لا مش خلاص....بقي  الغريب هو اللي يحميها منك و يكسرك عشان اتهجمت عليها

قال بخزي ; مكنتش متخيل انها هتتجرأ وتقوله  

قال ابيه بفخر : وليه متقلوش ومتبقاش جريئة هي كانت عملت حاجة غلط 

الدور والباقي عليك انت ياندل ياجبان اللي رحت تعمل كدة في بنت عمك بحجه انك تخليها تقبل تتجوزك بأي طريقه 

احتقن وجهه مراد بالغضب لتتعالي بداخله أصوات غاضبه يتوعد لرد الصفعه لبدر    .!.... 

......... 

... 

اسرعت فاديه تجاهه ماان نزل الدرج لتقول بتبرير ..... بدر انا عملت كدة عشانك....! 

نظر اليها بنظرة عتاب قاتله قبل ان تتحول لغضب حارق وهو يغادر متجاهل حديثها....!!!

..... 

.......... 

ظلت بغرفتها باقي اليوم تجنبا لنظرات فاديه التي تخبرها بها...( قلتلك هتندمي) 

دخلت اليها فتحيه في المساء قائلة : العشا جاهز ياست فريده اطلعه هنا ولا هتنزلي تحت 

سألتها : هو بدر رجع؟ 

هزت راسها : لا 

قالت فريده : ماليش نفس متشكرة يافتحيه

اومأت لتسألها : هو سليم نام 

هزت راسها : لا مع الست فاديه في اوضتها بتلاعبه مع فارس أصله مش مبطل عياط 

رددت باستفهام : سليم بيعيط؟ 

هزت راسها قائلة : لا ياست فريده ده ياعيني فارس... 

هزت راسها بأسي فهذا الطفل يدفع ثمن ليس له ذنب به... فهاهو بدر براسه اليابس أخذه من حضن امه وصمم علي بقاءه معه ومؤكد ان الطفل يريد امه الان .... ودون ان تدري ظلمته مره اخري فهي لاتدري ان فارس لم يشعر بحنان ايمان كأي طفل ولا يفتقدها..! 

بتردد دخلت فريده الي غرفه فاديه التي ظنتها اتيه لأخذ طفلها... لتخالف فريده توقعاتها حينما همست برفق حينما وجدت طفلها نائم بوسط فراش فاديه  : خليه نايم مع حضرتك ... انا جاية اشوف فارس بيعيط ليه 

انشرح قلب فاديه لتلك المبادرة فهي تعرف ان فريده حنونه ودوما كانت تحب مالك وتلاعبه ولكنها لم تتوقع أن تحب فارس لانه ابن ايمان....! 

ابتسمت لفارس وربتت علي ظهره بحنان وهي تأخذه من بين ذراعي جليله لتحاول ان تهدئة قبل ان تنظر لوجهه فاديه المرهق قائلة : انا هاخده احاول اخليه ينام متقلقيش وارتاحي انتي 

اومات لها فاديه قائلة : ماشي يافريده 

قالت فريده وهي تغادر الغرفة  : بعد اذنك ابقي خلي فتحيه تجيب سليم ليا 

قالت فاديه : لا سيبيه نايم معايا   ....

: هيتعبك

: لا.. انا اتعودت ينام جنبي 

اومات لها دون اعتراض فالبفعل ينام ابنها براحة برفقه جدته فلماذا تعترض....! 

كانت مخطئه في خوفها الزائد علي سليم بينما تري فاديه لاتريد اكثر من وجوده بحضنها وهي تري به صوره هاشم...! 

..... 

بعد قليل دخلت جليله الي غرفه فارس لتجده قابع بحضن فريده التي تلاعبه بحنان... تنهدت بارتياح 

:ياااه ياست فريده اخيرا سكت.... ده ياحبه عيني مش بيبطل عياط طول اليوم والست فاديه تعبت معاه هي والست ندي.... مش بيسكت الا لما يكون مع بدر بيه... 

مررت يدها بحنان علي شعر فارس الناعم قائلة : ماهو بينادي عليه..... من اول مااخدته وهو عمال يقول بابا... 

ابتسمت جليله قائلة : هو متعلق ببدر بيه اوي اكتر كمان من ست ايمان 

قالت فريده بأسي : تلاقيها هتتجنن عليه...! 

أطلقت جليله شهقه تهكم : تتجنن مرة واحدة... 

: اه طبعا مش ام وبعيد عن ابنها 

:ياست فريده.... ايش حال مكنتيش عارفه الست ايمان... هي اصلا سايباه اغلب الوقت لسعاد.. واقطع دراعي اما كان بيعيط عشان عاوز سعاد 

تنهدت فريده ونظرت لفارس قائلة بحنان : طيب هاتيلي العشا بتاعه و اللبن ياجليله لو سمحتي.... عشان شكله عاوز ينام 

اومات لها : حاضر ياست فريده .. 

بعد قليل جاءت جليله تحمل الطعام الخاص بفارس لتجلسه فريده بحضنها وتناوله له بحنان جارف فهو يشبه ابيه كثيرا... يتحمل الكثير...! 

دللته بحنان كبير وهي تطعمه لقمه وتلاعبه بين كل لقمه والأخرى لتجد قلبها يرتجف بينما تري مقدار الشبه بينه وبين ابيه..! 

............. 

... 

دخلت جليله الي غرفه فاديه تحمل دواءها قائلة : اتفضلي ياست فاديه الدوا

همست فاديه وهي تربت علي ظهر سليم النائم بجوارها  : فارس فين. ؟

قالت جليله بخفوت : متقلقيش مع الست فريده... 

اومات لها : طيب ابقي هاتيه انيمه جنبي هو كمان

:  لا... هو نايم في حضنها 

......... 

.... 

دخل بدر الي غرفه فارس حينما عاد بعد منتصف الليل ليتفاجيء بها نائمه تحتضن طفله... 

عقد حاجبيه بينما فتحت عيونها حينما شعرت بدخوله ليسالها ... انتي نايمه هنا ليه..؟ 

هزت كتفها دون قول شئ... فلا داعي لاخباره ان ابنه كان يبكي 

قامت وبرفق مددت فارس في فراشه ودثرته جيدا بالاغطيه وقبلت جبينه واتجهت لغرفتها....! 

..... 

بعد ساعه قضاها جالس بجوار ابنه اتجه الي غرفتهما بخطي مرهقه..... كانت فريده قد غرقت بالنوم علي الاريكة كالليله السابقه والتي قبلها     ..... حاول تجاهل نومتها الغير مريحة ليبدا بفك ازرار قميصه ويتجه للاستحمام ولكن حينما خرج اشفق قلبه عليها ليتجه اليها ويحملها برفق ويضعها علي الفراش..... تسارعت دقات قلبه حينما لامس جسدها صدره وهو يحملها بين ذراعيه ليزفر بضيق من قلبه الذي يخرج عن سيطرته بقربها فلاسبيل له لنسيانها...! 

في الصباح التالي فتحت فريده عيونها لتجد نفسها نائمه علي الفراش الذي لم ينام عليه أحدهما منذ تلك الليله لتتساءل هل هو من احضرها....! ؟.. نظرت حولها فلم تجد له أثر سوي رائحة عطره فيبدو انه غادر قبل قليل.... تنهدت بقله حيله فهي جرحته ولا يعطي لها أي فرصه...! 

اسبوع مضي والوضع كما هو لا يتحدث مع أمه او مع فريده... يعود للمنزل بعد منتصف الليل ويغادر في الصباح الباكر.....صامت لايتحدث فقط كل ماتستمع اليه هو صوت أنفاسه حينما يستلقي علي الارضيه الصلبه التي تماثل صلابه راسه العنيد الذي يأبى الاستماع اليها ....!! 


............ 


نظرت ايمان الي سعاد بشك تسألها :يعني سابك كدة من نفسه  ؟

قالت سعاد : اه والله ياست ايمان 

سألتها بتحذير ; اوعي تكوني فتحتي بوقك بكلمه 

هزت راسها بنفي ; لا طبعا وانا مجنونه.... انا قلت لنفسي العذاب اللي شفته كوم والعذاب اللي كنت هشوفه كوم لو كان عرف حاجة 

سألتها ايمان : يعني مفتحتيش بوقك بكلمه بعد كل اللي عمله فيكي 

: لا طبعا مسكت نفسي واستحملت....

قولته ان اخري انقلك اخباره 

فركت ايمان وجهها لتكمل سعاد بكاء :  اه واله ياست ايمان ولما لقي اني ماليش دعوه بموضوع القهوه خلي رجالته تسيبني 

قالت باستنكار ; تقومي تجيلي 

: انا ماليش غيرك ياست ايمان.... انا خدامتك من سنين 

اومات لها ايمان قائلة : طيب اتنيلي غوري، من قدامي دلوقتي 

قلبت خيريه وجهها قائلة :  انتي هترجعي البت دي  تخدمك 

قالت ايمان بمكر ; امال ارميها عشان تطلع أسراري بره

قالت خيريه بتحذير ;   ... بس البت دي خطر بدر مسبهاش  لله في لله واكيد حاططها في دماغه 

: متقلقيش، عارفة.... هي  خدامتي وطبيعي ترجع عندي  

:وانتي هتعملي اية ..هتفضلي ساكته 

هزت راسها قائلة : لا طبعا.... هاخد ابني  

: وانتي فاكراه بالبساطة دي هيديهولك 

: لا.... بس طالما الدنيا كلها اتقلبت عشان ست فريده متاخدش، ابنها انا كمان هتتقلب الدنيا عشان ماخدش ابني 

....... بقلم رونا فؤاد 


جلس بدر بمكتبه الي مقعده الجلدي واراح ظهره الي الخلف بألم ليقول فهد : اية مالك يابدر..؟ 

اشاح بيده بعدم اكتراث وهو يقول : ابدا ضهري واجعني شوية 

ضحك فهد مشاكسا ; ضهرك وجعك من اول اسبوع جواز ياعريس

تهكم بدر بنظراته ليسأله فهد : اية مالك.؟ 

: ابدا   .. مفيش 

:بصتك بتقول في حاجة..... انت اتخانقت مع فريده 

هز راسه : امال في ايه...؟! 

انت من يوم فرحك وانت حتي مش بتكلم امك 

تنفس بحدة قبل ان يجمع الأوراق التي امامه قائلا ; مفيش حاجة يافهد... خد امضي علي الورق عشان الحق اسافر انا 

قال فهد : هتسافر النهاردة 

:اه... هخلص شوية شغل.... 

: طيب طالما مفيش، حاجة مستعجله ماتريح انت شكلك تعبان 

: لا انا كويس 

: طيب خد جسار والسواق معاك 

اومأ له فهو بكل حال لا يستطيع القياده لمسافه طويله بهذا الألم بظهره.. 

............ 

.... 

قطبت فاديه جبينها حينما دخلت ايمان من الباب لتقول :انتي اية اللي جابك دلوقتي ياايمان؟ 

قالت ايمان بسخريه : اية ماصدقتي خلصتي مني.. ولا خايفه علي احساس العروسة 

قالت فاديه بتحذير ; اتعدلي في كلامك ياايمان 

نظرت لها ايمان بثبات : ولو متعدلتش.. اية هتعملوا فيا ايه اكتر من اللي عملتوه... 

لانت نبرتها وقالت بضعف زائف : اطمني.... انا جايه لابني ... 

تهكمت فاديه : لسه فاكراه دلوقتي 

قالت بمغزي : والله اعمل ايه بعد ماابوه طردني ومنعني اخده 

وقفت فاديه امامها قائلة : اخده منك عشان وجودك زي عدمه 

قالت ايمان : مهما تقولي..... برضه ده ابني 

ودي حقيقه محدش هيقدر يغيرها 

ابني حقي وهاخده غصب عن عين اي حد 

: متقوليش كلام انتي مش اده ياايمان .... واهي فريده قالته قبلك ومقدرتش تنفذ حرف  

قالت ايمان بمغزي : اه.... بس انا مش فريده..... انا بنت عمه.. بنت هارون الطحان يعني مش لقمه سايغة..... لو ماخدتش،ابني هتكلم واقول ان ابنك رماني واخد ابني عشان خاطر ارمله اخوه وهخلي سيرته علي كل لسان قدام العيله 

نظرت لها فاديه بوعيد : انتي بتهدديني 

: انا بقولك..... شهقت ايمان بوجع حينما امسكت فاديه بذراعيها لتقول مزمجرة : تقوليلي ايه.... ايه هترفعي صوتك عليا وتهدديني علي اخر الزمن 

بسرعه كانت تنساب دموع ايمان التي قالت بضعف ; والله مااقصد ياماما... انا بس قلبي محروق.... حسي بيا.... حتي قهري بلاش اتكلم بيه 

نظرت لها فاديه بغضب قائلة  : انتي عاوزة ايه ياايمان  

; عاوزة ابني 

قالت فاديه بثبات : من غير لف ولادوران 

قالت ايمان ببكاء : عاوزة بدر يرجعني واعيش مع ابني..... انتحبت وهي تكمل :

انا سبته يتجوزها وحطيت جزمه في بقي وسكتت..... قولتلي سيبي ابنك سبته... بس عملت كدة علي امل انك تشوفي اد ايه انا اتظلمت منه وتخليه يردني.... انا مرضتش اعاند معاه وسبت ابني بس مش هسيبه العمر كله... 

نظرت لها فاديه لحظة بتفكير قبل ان تقول بحزم وهي تأخذ قرارها  : ماشي ياايمان.... هتفضلي في البيت مع ابنك 

وهبقي اشوف حوار يرجعك ده معاه لما يهدي 

............ 

.. ماان خرج بدر من مكتبه واتجه للدرج حتي رأي ايمان برفقه والدته التي ترجته ان يتركها برفقه ابنها..ليقول بنبره قاطعه .. :قلت لا يعني لا

: ده ابنها يابدر سيبها تعيش معاه

قال بنبره قاطعه : امي مش عاوز كلام في الموضوع  ده تاني..... ابني مش محتاج لأم زيها والبيت ده مش هتعتبه تاني 

: بس يابدر 

قال بحزم : اللي عندي قلته انا مسافر  ارجع ملاقيهاش في البيت 

............ 

........ 

صعد ليرتدي ملابسه فلم تكن فريده بالغرفه ولا ينكر ان عيناه بحثت عنها مهما حاول أن يبدو غير مهتم بوجودها او رؤيتها.... 

انتهي وتوجه لغرفة طفله ليراه قبل ان يسافر ولكنه وجد الغرفة خاويه : 

فين فارس يافتحيه 

قالت فتحيه التي كانت تحمل طبق كبير من الفاكهه المقطعه للأطفال : 

الولاد كلهم مع الست فريده هناك في اوضه مالك بيلعبوا 

تردد قبل ان يتوجه حيث الغرفة التي تعالت بها أصوات الأطفال المرحة  مالك وملك ونور وفارس وسليم... تلاعبهم فريده التي

لم تنتبه لدخوله بينما كانت غارقة في اللعب مع الأطفال لولا صراخ فارس ماان رأي ابيه 

بابا علي باب الغرفه ...... ركض فارس باتجاهه ليجثو بدر علي ركبته يفتح ذراعيه له... اعتدلت فريده جالسه وابعدت خصلات شعرها المبعثرة  للخلف قبل ان ترفع عيناها اليه ولكنه لم ينظر اليها ليغص حلقها ويسألها عقلها لماذا تبحث عن نظراته التي طالما كان يرمقها بها.... 

قبل جبين طفله قائلا : عامل اية 

أشار له فارس تجاه فريده  :   ديدا... 

ضحك له بدر وداعب خصلات شعره قائلا : عاوز اجيبلك ايه وانا راجع 

هز فارس كتفه لايفهم بينما اسرعت ملك  ... انا عاوزة لعبه ياعمو بدر  

اومأ لها بدر  بحنان : حاضر 

نظر الي مالك قائلا وانت يامالك مش، عاوز حاجة 

اسرع مالك اليه قائلا : انا عاوز انزل اركب خيل 

هز بدر راسه :  حاضر لما ارجع نركب سوا 

هز مالم راسه : لا دلوقتي 

نظر بدر بساعته قائلا :  مش، هينفع عشان انا مسافر ومش هينفع تركب لوحدك 

قطب مالك جبينه باعتراض ;  انا كبير خلي عواد معايا 

تنهد بدر ولم يستطع الرفض : طيب هشوف 

امسك مالك بيده ليستدير بدر للباب خطوة قبل ان يلتفت اليها ماان قالت وهي تفرك يدها بتوتر فهو حتي لم ينظر اليها : انت مسافر 

اومأ لها باقتضاب : اه .. عاوزة حاجة ليكي او لسليم 

رفعت عيناها اليه لتلقي تعويذه سحرها ولكن قلبه الان منيع امامها بهذا الغلاف الجليدي 

لتهز راسها بعتاب من معاملته لها بتلك الطريقه ; متشكرة 

اومأ لها وسرعان ماابعد عيناه عن عيونها التي تنظر له بتلك النظرة التي لايريد ان ينساق وراء تفسير معناها  : فالأمر انتهي 

.......... 

   .... 

توجه بدر للاصطبل وبيده مالك لتقوم فاديه من جلستها بوسط البهو مع ايمان التي تبكي بلا توقف وتتجه خلفه 

حمل بدر مالك ووضعه فوق ظهر حصان ووضع اللجام بيده ومرر يداه علي ظهره ليستقيم قائلا : . أفرد ظهرك... امسك اللجام كدة.... حط رجلك هنا 

نفذ مالك تعليمات عمه بالحرف كما يفعل دوما وهو يعلمه ركوب الخيل ليبتسم له بدر بينما تحرك مالك بالفرس بمهاره ... وقف يستند الي السياج الخشبي يتطلع لمالك بفخر وهو يتحرك بالفرس 

جاءه صوت امه التي وقفت خلفه بابتسامه قائلة :   ... بيموت في الخيل زيك 

هز بدر راسه دون النظر اليها لتتابع فاديه : وزي فريده....

التفت لها لتنظر له برجاء : بدر... هتفضل مخاصمني كتير.... انا عملت كدة عشان مصلحتك.... كان نفسي تبقي مع الست اللي بتحبها 

تجاهل كلمات امه التي تبرر فعلتها ليتهكم قائلا : ابقي معاها..... بالغصب 

فتحت فمها لتتحدث ولكنه سرعان ماكان ينادي بصوته الجهوري :  عواد عواااد

اسرع عواد اليه ليقول : عينيك  علي مالك خد بالك منه 

انصرف لتسرع جليله الي فاديه قائلا : مالك ياست فاديه 

قالت فاديه بوجع : مفيش 

: طيب تحبي ادخلك ترتاحي 

هزت راسها : لا هقعد اشوف مالك 

اسرع عواد يحضر مقعد لتجلس وقلبها يتمزق لا تقوي علي خصام بدر ابدا فهو بكرها وقطعه من قلبها 

خرج بدر الي الفناء ليسرع اليه جسار قائلا : تمام يابدر باشا.. خليت الرجاله تسيب البت سعاد 

اومأ له ووضع سيكارة بين شفتيه واشعلها قائلا : تمام بس عاوز اعرف النفس اللي بتتنفسه فاهم 

:متقلقش ياباشا..... عنينا عليها 

دعس سيكارته اسفل حذائه قائلا : طيب يلا... وابقي ابعت حد ينضف الاستراحة عشان هرجع بليل عليها 

: حاضر ياباشا 

قاد جسار السيارة  ليجلس بدر بالخلف يريح فقرات ظهره ويخبر نفسه انه ليلا سيريح اعصابه المتوترة بقربها نعم سيبيبت بالاستراحة لفترة وبعدها يطلقها فهو لايحتمل البقاء، معها بنفس الغرفه لأكثر من هذا....!! 

تنهد يمنع اي شئ اخر براسه من النطق فهذا هو القرار السليم....!! 

............ بقلم رونا فؤاد 


قال والدها بعتاب بعد ان الح عليها كثيرة لمعرفه سبب الحزن بصوتها طوال هذا الأسبوع لتخبره بماحدث فطالما كان ابيها أقرب صديق لها 

: انتي غلطتي يافريده ...  لولا اني ابوكي ومربيكي كنت قلت انك انانيه 

بس انا عارف انك لما بتخافي وبتحبي تحمي نفسك بتتصرف بعناد من غير  تفكير.... بس ده غلط وانا حذرتك من العند الزايد كتير يافريده قبل كدة..... 

من سنين العناد بينك وبين فاديه وصل حياتك مع هاشم للتعاسه وبرضه بسبب العند كنتي هتضيعي اسم ابنك ونسبه....ودلوقتي برضه عشان تعاندي فاديه وتجرحيها جرحتي بدر في النص وجرحتي نفسك 

: يابابا اسمعني 

: انتي اللي تسمعيني يافريده.... 

عارف هتقوليلي... انك كان لازم تقوليله وانا هقولك ايوة عندك حق... بس مش بالطريقه دي..... توقيتك غلط يابنتي 

كنتي اديتي حياتكم فرصه وبعدها قوليله... 

: خفت.... كان هيعرف ووقتها قلبي مكنش هيتحمل جرح  تاني... 

قال ابيها بتوبيخ : فقلتي يتجرح هو 

قالت بدفاع : بابا انا مش وحشة اوي كدة 

: عارف.... بس للاسف تصرفاتك تتفسر كدة 

قالت بغضب : هي اللي خلتني كدة من كتر ما ظلمتني... زمان بعد اول بيبي ما مات  انا قلت لهاشم يتجوز  ومع تاني وتالت واحد اتوجعت وصعب عليا يتوجع زيي وكنت هخرج من حياته بس هو كان بيرفض وهي كانت بتضغط عليا...والله يابابا ماكنت انانيه وكنت هوصل لحل انا وهو لو متدخلش في حياتنا...  بدل ماكان يخوني كان طلقني واتجوز بس امه دايما كانت مخلياه يشوف انه صح مع انه كان غلط..... 

هي السبب اني خبيت ابني عشان عارفة دماغها وتفكيرها..... 

: وانتي تفكيرك كان غلط برضه.... اللي عملناه مكنش حل والحمد لله ان بدر صلحه.... 

تنهدت قائلة : والله يابابا عارفة.... بس اعمل ايه وهي دايما بتفرض، سيطرتها عليا 

انا منكرش، ان بدر انسان طيب وحنين وطول عمره واقف جنبي وجايز لو قربنا من بعض كنت أوافق علي عرض الجواز اللي عرضه عليا.... كنت هوصل انا وبدر لحقيقه مشاعرنا لو هي متدخلتش ..... 

تشعشع اليأس بصوتها بينما قالت :بس خلاص.. كل حاجة هتخلص 

: هتخلص 

:ايوة... هو قال هيطلقني 

تنهد سليم قائلا : وانتي عاوزاه يطلقك

ظلت صامته ليدفعها ابيها للنطق والاعتراف :قرري يافريده عاوزاه يطلقك 

لمعت الدموع بعيونها وقالت باقرار: بابا انا 

مش بكرهه ولا عاوزاه يبعد... كل اللي عاوزاه اني احس ان حياتي بتاعتي انا مش بأيد فاديه 

تنهد قائلا : انا زعلان منك وزعلان عليكي.... زعلان منك عشان بتاخدي قرارات حياتك غلط.... خبيتي عليا وعليه ووافقتي أمه علي اللي عملته واخدتي قرار زي ده 

:خفت يابابا تاخد سليم مني.. 

: تقومي تسكتي علي عمله مراد اللي كنت فاكرة سندك وحمايتك من بعدي 

تهكم واكمل : اتاريني مأمن لذئب 

ظلت صامته بندم ليكمل : متعانديش نفسك يافريده وتقنعيها انك بتعاند فاديه 

فاديه عارفة هي عاوزة ايه كل خطوة بتاخدها بيكون عشان مصلحه ولادها إنما انتي كل خطوة بتاخديها بتكون ضد مصلحتك ومصلحة ابنك.... 

قرري انتي عاوزة ايه وخطوتك اللي جايه ايه 

قالت بيأس : وأية الفايده خلاص هو اخد قرار 

قال ابيها بعقلانيه : اخد قرار بناء علي الموقف اللي اتحط فيه وانتي بتقوليه ان امه غصبتك علي الجواز منه..... بس لما هتشرحيله كل حاجة... القرار ده اكيد هيتغير 

وبعدين يافريده انتي قررتي انك عاوزة تبدأي صح والصح ان دي بقت حياتكم انتوا الاتنين مش واحد بس ياخد القرار فيها..... اتكلمي معاه تاني 

: لا يابابا الموضوع بالنسباله بقي كرامه 

قال ابيها بثبات : وانتي الموضوع بلنسبالك حياتك وسعادتك 

........ 

... 

جلس فهد بجوار ندي قائلا : اية ياحبيتي انتي لسة تعبانه

: يعني بقيت احسن 

: طيب عموما متقوميش من السرير وخليكي مرتاحة زي مالدكتور قال 

قالت ندي ; انا عاوزة اروح اقعد كام يوم عند اهلي يافهد عشان ماما تاخد بالها مني 

قال فهد بهدوء : وهو هنا حد قصر معاكي 

هزت راسها : لا طبعا بس... انا حاسة اني عبء

حتي الولاد مش، عارفة اخد بالي منهم 

قال فهد بحنان فهي منذ ذلك اليوم والطبيب منعها من التحرك الزائد : متقوليش كده... الولاد امي عنيها عليهم وفتحيه مش بتسيبهم حتي فريده كمان 

ابتسمت له ليربت علي شعرها بحنان قائلا :ارتاحي انتي شوية ومتفكريش

انا هروح الشركة اخلص شوية شغل وارجعلك علي طول 

........ 

دخل فهد الي غرفه أطفاله ليجد فريده جالسه برفقتهم... ابتسم بينما فريده أصبحت عادتها ان تجمع الأطفال مالك واخوته نور و ملك

وفارس وسليم تلاعبهم..... 

ابتسم قائلا : اجي العب معاكم 

ضحك الأطفال لتقول نور الصغيرة التي تبلغ خمس سنوات... ااه.. تعالي يابابا

داعب فهد شعرها قائلا ;  طنط فريده بتلعب احسن مني 

ضحكت فريده ليتلفت حوله قائلا : امال فين مالك؟ 

: تحت في الاصطبل بيركب خيل 

قطب جبينه : لوحده؟ 

: متقلقش كان بدر  معاه 

اومأ لها قائلا ى متشكر يافريده.. انك واخده بالك من الولاد 

: علي ايه بس.... هي ندي عامله ايه دلوقتي؟ 

: احسن الحمد لله.... انا عندي شغل وهحاول متأخرش

: متقلقش انا شوية وهطمن عليها 

........... 

اتجه فهد الي الاصطبل ليري امه جالسه وعواد يتابعون ابنه بينما يسير بالفرس

: مالك ياأمي 

: مفيش

قال فهد : انتي وبدر مخبين عليا ايه 

: وهنخبي ايه بس

قال فهد باستفهام : هي ايمان رجعت انا شايفها في اوضتها 

: لا ياابني دي بتلم هدومها..... اخوك مش راضي ابدا يخليها ترجع ولا حتي عشان ابنها 

تنهد فهد قائلا : والحل 

: والله ماانا عارفة... بدر دماغه ناشفة 

: طيب انا لما يرجع هبقي اتكلم معاه حتي لو مش عاوز يرجعها..... يخليها مع ابنها 

واهو البيت كبير وطول عمرها هي وامها عايشين معانا بلاش تفضل في بيت ابوها لوحدها

اومات فاديه قائلة : عين العقل ياابني  


........ 

ايقنت ايمان ان رحيلها من المنزل لا محاله بعد تصميم بدر الذي أتت له الفرصه للتخلص منها 

قالت امها بحيرة :هنعمل اية دلوقتي ياايمان..... قلتلك يومها بلاش تتسرعي 

قالت بتبرير : اعمل اية كان هيقتل سعاد ويعرف كل حاجة 

: اهو طلقك 

: الطلاق.... اهون من انه كان يعرف الحقيقه وهو لو عرف اني انا اللي كنت بسقط فريده كان هيعمل اية.... ده كان يشرب من دمي هو وفاديه 

هتفت بوعيد : بنت الكلب كل مرة الظروف تساعدها 

: واهي اتجوزته وانتي اللي هتسيبي البيت 

ضحكت بخبث ; علي جثتي 

هتعملي اية 

هتشوفي.... 

............... 


كان المنزل هاديء بينما فاديه وجليله بالخارج وفريده تركت الأطفال مع فتحيه  ذهبت للاطمئنان علي ندي....... 

تلفتت ايمان حولها وهي تتجهه الغرفه حيث الأطفال  تضع عيناها علي سليم ولكنها سرعان ماتراجعت للخلف حينما عادت فريده وحملت سليم الذي غفي وتوجهت لتضعه  بفراشه بعد ان نام..... 

زمت شفتيها بغيظ فها قد نفد الطفل من تحت يدها 

بسرعه تلاعب الشيطان براسها لإيجاد خطه اخري...... يجب أن تبقي بالبيت بأي ثمن 

لتجد عيناها تنظر لفارس الذي جلس يلعب مع نور وملك ....

التفتت اليها فتحيه قائلة :  في حاجة ياست ايمان 

اومات ايمان ; اه.... روحي نزلي شنطتي من فوق  

قالت فتحيه ;  حاضر ثواني بس الست فريده تجي من عند الست ندي عشان مسبش الولاد لوحدهم 

قالت ايمان بحدة : وانا هستني جنابك..... امشي انجري نفذي اللي قلت عليه 

قامت فتحيه مسرعه لتنظر ايمان بعيون شيطانيه لفارس الذي يلعب بسيارته المفضله تشجع نفسها قائلة لن يحدث شئ فقط سيتعب ككل مره ويضطر بدر لابقاءها معه....... تلفتت حولها لتتاكد من عدم وجود احد بالرواق والبنات ملك ونور يلعبون غير منتبهين لتجذب فجأه السيارة من يد فارس وتخرج من الغرفه..... 

قام الطفل يمد يده لياخذها منها حينما خرجت من الغرفة.... ليسرع الطفل خلفها يمد يده لأخذ لعبته.....! 

لتلقيها بلاقلب من اعلي الدرج لتسقط خطوات الطفل الذي يتبع لعبته فيتدحرج من اعلي الدرج 

هلعت نظراتها ماان رأت سقطة الطفل القويه لتصرخ...... ااااااابني

شق الصراخ جدران المنزل لتهب فريده وندي من مكانهم ليروا ماحدث..... 

شق ذلك الصراخ الاركان لتهرع فاديه باقدام هلاميه بينما تعالي صراخ فتحيه..... 

الحقي ياست فاديه فارس بيه وقع من علي السلم 

: فاااارس

ركض عواد قبل فاديه التي وقفت مصدومه وهي تري الطفل الصغير ملقي أسفل الدرج غارق بدماءه......!

تعالي صراخ ايمان اعلي الدرج وخيريه التي ظلت واقفه مكانها بصدمه مما حدث قبل قليل فلم تتخيل ان يصل تفكير ابنتها لهذا ابدا.....! 

لحظات مرت والصدمه شلت أطراف الجميع 

فلم يكن بالمنزل لافهد ولابدر بينما الخادمات تجمدت مكانها من الصدمه مكتفين بالصراخ

لتستجمع فريده نفسها وسرعان ما تنزل الدرج بخطوات راكضة تنحني تحمل الطفل صارخة بعواد...... فيييين السواق بسرعه نأخد الواد المستشفي 

قال عواد بهلع  : السواق مع بدر بيه... 

صرخت به فريده وهي تركض للخارج 

: هات مفاتيح اي عربيه بسرعه 

ركض عواد يفتح لها البوابه بينما فاديه لم تحملها قدمها وهي تصرخ بدموع حارقه : 

يارب انت اخدت ابني وانا راضيه بحكمك متحرمنيش من حفيدي

ركبت فريده السيارة وهي واضعه الطفل الذي ينزف بغزراره بحضنها فلم يطاوعها قلبها لوضعه بالخلف لتنطلق بها تقود بسرعه بينما يدلها عواد علي الطريق للمشفي   

وبيد مرتعشه يطلب رقم بدر.... 

بدر بيه..... الحقنا.... 

انتفض قلب بدر بهلع ماان استمع لكلمه : فارس 

قادت فريده بجنون لاتري شئ من العالم حولها بينما الطفل بين حضنها يغرق ملابسها بدماءه...... أوقفت السيارة ونزلت وهي تحمل الطفل وتركض به في رواق المشفي تصرخ بالاطباء ليهبو لنجده الطفل.....! 

لحظات وكان بدر يصرخ بالساق ليستدير عائدا  ليقود بسرعه الرياح باتجاه المشفي.....  بينما بنفس اللحظة كان فهد 

يصل وخلفه ايمان التي تبكي بانهيار زائف وامها التي بالرغم من سوء أفعالهم مازالت مصدومه مما فعلته ابنتها بطفلها...... 

هيموت ابنك هيموت ياايمان 

قالت بيد مرتعشه : اسكتي ياماما حد يسمعك 

قالت خيريه بصدمه : حد يسمع ايه في ام تعمل كدة 

: متخيلتش يجراله كل ده  

أسندت جليله فاديه التي سقطت أرضا منها اكثر من مرة ليسرع فهد اليها يسندها ويجلسها لاحد المقاعد 

توقفت سيارة بدر مصدره صرير قوي لينزل من داخلها راكضا للمشفي يبحث ابنه الصغير  

انقلبت المشفي من صوت بدر الجهوري الذي صرخ بهم بحثا عن ابنه...... لتقع عيناه علي فريده الجاثيه أرضا بينما الدماء تغطي يدها وملابسها..... انصدمت ملامحه و 

صرخ  بالجميع :  اية الي حصل.... ابني جراله ايه.. ؟

قالت جليله بلسان ثقيل : وقع من علي السلم 

بشرور العالم كله كان يصرخ بهم : وانتو كنتوا فين 

اندفع تجاه ايمان يمسك بذراعيها بعنف  : انتي كنتي فين وهو  بيقع .... مش ده ابنك اللي كنتي عاوزة تاخديه.... كنتي فين وهو بيقع.... 

تدخل فهد ليحول بينهم بينما يقول بدر بوعيد

: ابني لو جراله حاجة هتحصليه.... هقتلك هقتلك فاهمه 

كانت الدموع تنساب بلاتوقف من عيون فريده فهي من كانت برفقه الطفل ولكنها تركته مع فتحيه  لمجرد دقائق لتطمئن علي ندي

خرج احد الاطباء ليركض بدر تجاهه 

ابني... ابني كويس 

قال الطبيب بسرعه وهو يأمر احد أطباء بإجراء اشعه له ..... ان شاء هيبقي كويس...حاليا فيه كسور وجروح  

فلازم نعمل اشعه نطمن ان مفيش أصابه في الدماغ 

اسرع بدر خلف الاطباء حيث جسد الطفل الصغير علي السرير لتسرع فريده التي تبكي بانهيار تقف بجواره لتذهب معه لإجراء الاشعه .... امسك احد الاطباء بكتف بدر يخرجه من الغرفه قائلا :  لو سمحت خلينا نكمل شغلنا 

نظر له بدر برجاء الأيحدث مكروه لطفله ليهز الطبيب راسه قائلا : ان شاء الله هيبقي كويس....

: خليني معاه 

قال الطبيب ; والدته معاه متقلقش 

......... 

... 

ارتمي بدر علي الحائط خلفه بانهزام فهو سيفقد طفله كما فقد أخيه الصغير لا لايحتمل سيموت من قهره ان حدث لابنه شئ 

كانت حاله الجميع سيئة... فاديه تموت ولاتفارقها صوره هاشم..... ايمان تموت رعبا فلم تتخيل ان يصل الأمر لهذا الحد أرادت التخلص من ابن فريده لتجد نفسها بغباءها تتخلص من ابنها.... بدر سيقتلها ان حدث للطفل شئ 

فهد لايعرف ماذا يفعل..... بينما فريده تموت  ذنبا لأنها تركت الأطفال وحدهم..... 

........... 

تنهد الاطباء بعد ساعتين ليخرج احدهم قائلا : 

الحمد لله يابدر بيه  ..... مفيش حاجة خطيرة بخلاف كسر في ايده الشمال وجرح في جبينه نظر اليه بدر بقلق ليقول الطبيب مطمئن : 

متقلقش.. هو بس هيفضل معانا تحت الملاحظة عشان أثر الوقعه... 

احنا هننقله اوضه حالا عشان تتطمن عليه ويفضل نسيبه نايم 

بكت فاديه بحرقة تردد  : الحمد لله 

بيننا تنفس الجميع الصعداء

بعد ان اطمئن الجميع علي الطفل التفت بدر الي فهد قائلا : فهد يلا خدهم البيت انا هفضل معاه 

خرج الجميع بينما ظلت فريده جالسه بجوار الطفل لينظر اليها قائلا :  يلا يافريده روحي معاهم 

هزت راسها قائلة :  لا خليني معاه 

قال بنبره قاطعه ; انا معاه 

قالت برجاء : لو سمحت خليني معاه 

...... 

.. 

قالت ايمان بهياج لفهد :  يعني ايه امشي وهي تفضل جنب ابني 

قال فهد :  يلا يا ايمان وبلاش مشاكل 

: لا هفضل مع ابني 

زجرتها فاديه بغضب : وانتي من امتي تعرفي ان ليكي ابن.... قسما بالله لولا الظرف اللي احنا فيه لكنت كسرت عضمك زي ما الولد اتكسر 

قالت خيريه : وهي ذنبها ايه 

قالت فاديه : ذنبها انها مش، شايفه ابنها.... كانت فين لما وقع 

.... ابنها اللي عنده ٣ سنين يقع من علي السلم ليه...... عشان امه مهمله 

نظرت لها بغصب شديد وتابعت : 

شوفي فريده ابنها مش بيفارق حضنها...... بلا قرف.... خدي ياخيريه بنتك من وشي احسن لها عشان مش بدر بس اللي هيخلص عليها 

قلت خيريه : ماشي يافاديه انا هسكت حاليا ومش هقولك انتوا اللي اخدتوا الولد منها  بس كلامنا بعدين.... 

............. 

.... 

بقلم رونا فؤاد 

جثا بدر علي ركبته امام فراش ابنه يقبل يده الصغيره الموضوعه بالجبس بحنان جارف

فتح فارس عيناه الجميله ينظر لأبيه.. بابا 

قال بدر بحنان : بابا جنبك ياحبيبي 

اخذ يقبل جبين الطفل  ويده 

وهو يقول بندم :  انا اسف... حقك عليا اني سبتك 

انسابت الدموع من عيونها فهي المخطأه وضعت يدها علي كتفه ليرفع عيناه اليها 

لتري جبال هموم بعيناه...... يالله لماذا ينتفض قلبها بين ضلوعها حزنا والما من أجله.... تريد سحب تلك الجبال وحملها برفقته  ..... انا اسفه.... غص حلقها وتابعت ببكاء ; انا اللي سبته.... 

أخبرته من بين دموعها انها تركت الأطفال برفقه فتحيه  لحظات لتطمئن علي ندي وتضع سليم بفراشه ولم تكن تتوقع أن يخرج فارس من الغرفة....

انهارت باكيه : انا اسفه والله ماكنت اقصد...سامحني والله ماكنت اقصد اهمله 

نظر لها بدر والي دموعها لحظات قبل ان يضع يده فوق يدها التي تضعها علي كتفه قائلا : متعيطيش 

دخلت الممرضه لتري الصغير ثم تضع له بضعه ادويه قائلة : انا اديته مسكن عشان ينام 

جلس بدر علي طرف الفراش بجوار الطفل بينما جلست فريده علي المقعد الموجود بالغرفه..... ليقول بدر : انتي تعبتي يلا قومي اروحك 

هزت راسها : لا هفضل معاك

تنهد لينظر اليها بينما تمرر يدها بحنان علي شعر فارس هامسة : ان شاء الله هنروح كلنا مع بعض 

بمنتصف الليل ازدادت البروده لتحيط فريده كتفها بذراعيها فبلوزتها الحريريه خفيفه.... قام بدر من جوار ابنه وخلع معطفه الثقيل لتجده يضعه فوقها ويحيط كتفها به.... نظرت له 

: البسي ده عشان الجو برد 

: بس انت هتبرد 

هز راسه وتابع احاطة كتفها بسترته : لا مش بردان.. 

ضمت عليها معطفه الذي حمل رائحته ليتسرب الدفء لقلبها قبل جسدها.. فحتى رائحته تحمل لها الدفء والطمأنينه     .... 


............ 

... 

في اليوم التالي فحص الطبيب فارس ليجد حالته جيده : ان شاء الله ٣ اسابيع ونفك الجبس.... يعني يوم ولا اتنين يرتاح في السرير وبعدها يتحرك عادي طبعا مع الانتباه لايده..... واسبوع يابدر بيه ونفك غرز جبينه 

اومأ له بدر بينما احاطت فريده الطفل بذراعيها لتحمله ولكن بدر أشار لها... هشيله انا 

ركبت بجواره ليضع الطفل بحضنها ويقود عائدا للمنزل.... 

    وقف الجميع باستقباله ولكنه سرعان ماحمل ابنه وصعد به لغرفته..... 

وضعه بحنان في فراشه وقبل جبينه ليقول لجليله : خليكي معاه... 

اتجهت فريده لغرفتها لتطمئن علي ابنها وتبدل ملابسها التي جفت عليها دماء الطفل ولكن صوت بدر الجهوري الذي رج أركان المنزل جعلها تخرج مسرعه لتري ماحدث....... 

فبعاصفه عكس هدوءه كان بدر كالوحش الضاري ينزل بالأسفل مناديا...فتحييييه

قالت فتحيه برعب : نعم  يابدر بيه 

قال بغضب : كنتي فين والولد بيقع انا مش قايلك تبقي معاه زي ضله 

بكت فتحيه بخوف ورعب لتسرع فريده تحاول الدفاع عن فتحيه التي قالت ببكاء  والله يابدر بيه الست ايمان قالتلي انزل شنطتها تحت  

انقض علي ايمان التي قالت بدفاع عن نفسها  : كدابه.....  

هزت فتحيه راسها : لا والله يابدر بيه..... 

وضعت فريده يدها علي فمها فهي الملامه الوحيده بينما يلقي اللوم علي فتحيه 

انعميت عيون بدر بالغضب 

بينما استغلت ايمان الموقف لتقول  :وهو مش كان ابني مع فريده .. .. مش جايز هي اللي وقعته 

نظرت لها فاديه بعيون متقده وكذلك بدر لتهز فريده راسها فهي أخطأت بترك الطفل مع فتحيه ولكنها لم تدفعه  :  لا والله لا انا استحاله اعمل كدة 

قالت ايمان باتهام : اه.... وليه لا... 

اهو تخلص منه عشان يخلي الجو ليها هي وابنها 

صفعها بدر بقوة مزمجرا بها : اخرسي مش عاوز اسمع صوتك 

وضعت ايمان يدها علي وجهها وتابعت بهجوم :  لا هتسمعه يابدر وهتسمعه كتير اوي كمان...... شوف الهانم اللي جريت تتجوزها عملت ايه في ابنك وانت جاي تحاسبني انا 

قالت فريده ببكاء:  والله لا..   انا معملتش كدة 

قالت فاديه بدفاع :  فريده استحاله تعمل كدة.... لا ياابني دي هي اللي جريت بيه علي المستشفى ولولاها كان دمه اتصفي 

قالت ايمان بتهكم : ماهو عشان تبقي بطله وتسبك الدور 

زجرها بدر بنظراته فهي أخبرته انها تركت الطفل مع فتحيه وهو لايلوم عليها 

قالت فريدة وهي تهز راسها بينما لاتستطيع تفسير نظراته لها اتهام ام لا :  والله لا متصدقهاش يابدر..... انا هأذي طفل ليه 

صرخت ايمان : كفايه كذب بقي انتي لسه هتمثلي 

قالت فريده ببكاء : حرام عليكى   

كان هذا صوت بدر الذي قال بنبره قاطعه لايمان : اخرسي و مش عاوز اسمع صوتك... التفت الي فريده قائلا : وانتي اطلعي اوضتك 

قالت له  : اسمعني 

قال بحزم : قلت اطلعي 

اتسعت عيناها لتهتف : انت مصدق 

قال بغضب ; انا مش عاوز اسمع صوت حد 

قالت ندي التي كانت تجاهد لتتحرك من اعلي الدرج : فريده كانت معايا يابدر

لم تحسب ايمان ابدا حساب لهذا لتقول ندي :كانت معايا وانا وهي سمعنا ايمان بتصرخ طلعنا لقينا فارس واقع 

.....قالت فاديه :  من غير ماتقولي ياندي... محدش قال إنها وقعته

نظرت فريده بعيونها المليئة بالدموع تجاهه فهل شك بها... ؟! 

قبل ان تسرع راكضه للاعلي 

ركل بدر الطاوله بعنف وصرخ بالجميع : مش عاوز اشوف حد 

....... 

انسابت دموعها التي لاتنفك تمسحها بظهر يدها حتي تعود الي عيونها من جديد.... أخرجت حقيبتها والقت بها ملابسها بعشوائية فلن تبقي بهذا المنزل بعدما حدث..... فكت ازارا قميصها وخلعته وامسكت بأخر ترتديه ولكن قبل ان تغلق ازاراه كان بدر يدخل الي الغرفه ليعقد حاجبيه علي الفور ماان وقعت عيناه علي الحقيبه..... انتي بتعملي ايه.؟ 

قالت باقتضاب وهي توليه ظهرها وتحاول إغلاق ازارا قميصها بأيدي مرتعشه : ماشيه 

قال بغضب وهو يتجه ناحيتها ويمسك بذراعيها ويدريها اليه  : ماشيه يعني ايه.... ؟

ضمت قميصها علي جسدها وانفلتت دموعها :ماشيه من البيت ده.... انا مش ممكن أفضل هنا بعد مااتهمتني

هز راسه قائلا : انا متهمتكيش ولا حاجة 

رفعت عيناها اليه بعتاب ; لا.. نظراتك كان كلها اتهام..... هزت راسها وتابعت بلوم ; ازاي تتخيل اني ممكن ااذي طفل 

شدد يداه حول ذراعها لتفيق من انهيارها : انتي اللي ازاي تتخيلي اني ممكن اتهمك بحاجة زي دي... 

نظرت اليه ; انت سكتت

تنهد قائلا بوجع : سكتت عشان تعبت.....  تعبت من كل حاجة 

قفز الحزن من عيونها من نبرته لتجد نفسها بلاتفكير ترتمي بحضنه تاركه لدموعها العنان ولاتدري من منهما يواسي الاخر..... 

...... 


... 

بعد قليل ابتعدت عن حضنه بينما يهدر قلبها داخل صدرها بجنون لتقول بخجل وتعلثم... انا.... انا هدخل اغير هدومي 

اومأ لها دون قول شئ فهو يفقد نفسه بقربها مهما حاول الا يبدي ذلك... 

بعد ان خرجت اخذ ملابسه واتجه للاستحمام هو الاخر  ليخرج بعد قليل فيجدها برقه وحنان جالسه بوسط الفراش تبدل لفارس ملابسه.... وقف مكانه يتطلع اليها  لتلتفت اليه قائلة... انا قلت اجيبه هنا يبقي معايا احسن 

هز راسه قائلا :  مفيش داعي تتعبي نفسك انا هاخده اوضته 

وضعت يدها فوق يده توقفه عن حمل الصغير قائلة  برجاء ;بدر لو سمحت خليني اخد بالي منه 

دخلت فتحيه تحمل الطعام وكوب اللبن الذي طلبته منها فريده لتقول : حطيه هنا وخدي الهدوم دي... 

اخدت فتحيه الملابس التمسخه لتبدأ فريده باطعام الطفل واعطاه الدواء 

بعد قليل نام الطفل من التعب بينما تربت فريده علي ظهره بحنان.... عدلت وضعيه نومه بوسط الفراش لينظر لها بدر ; هينام هنا 

اومات له : ااه... متخافش،عليه 

تنهد قائلا بصدق : مش خايف 

...... 

قالت ايمان بغل : اخدت ابني وجوزي..... ايه سحرالهم.... محدش شايف غيرها 

: ماانتي كمان غبيه 

قالت بسخط : اهو بقي كل ما اعمل حاجة تتقلب عليا 

.... 


في المساء جلس بدر بجوار ابنه بينما خرجت فريده للاطمئنان علي سليم الموجود مع فاديه.. 

قالت فاديه لها وهي تغادر ; شكرا 

التفتت لها :علي ايه 

ابتسمت فاديه ; انتي عارفة علي ايه 

اومات لها...وقبلت ابنها وانصرفت

تدع الاهتمام لابنها لفاديه بينما تهتم هي بفارس..... لان قلبها يخبرها ان الطفل بحاجة لها اكتر من سليم. 


..... 

قالت ايمان ببكاء وتوسل :ابوس ايدك يابدر سيبيني جنب ابني..... انا ماليش غيره 

اشاح بدر بوجهه دون قول شئ لتتابع : انت بتكرهني واتجوزت غيري....و انا  سكتت

رجعني وانا والله ماهعمل حاجة تضايقك بس رجعني وخليني جنب ابني 

لمعت نظرات الانتظار بعيونها حينما طال صمته قبل ان يقول باقتضاب :  طيب روحي دلوقتي 

قالت بدموع زائفه وهي تنظر لفارس : مش هتخليني اخده اوضتي 

: لا....  

قالت بطاعه : زي ماتشوف.... بس بعد اذنك هاجي اطمن عليه  

تقابلت فريده بايمان وهي تخرج من غرفتهم لتشعر بشعور غريب عليها...... فقد انشق صدرها بألم  حينما رأت ايمان تخرج من غرفتها هي وبدر..... 

شهقت فريده بخجل ماان  دخلت الغرفه ووجدت بدر يخلع ملابسه ونصفه العلوي عاري..... حاولت إخفاء اضطرابها بينما بدر كان يخلع ملابسه ليدخل للاستحمام أثناء عودتها 

اسف... قال باقتضاب وأسرع ليدخل الي الحمام 

جلست بجوار فارس تمرر يدها علي شعره بحنان وتقبله ليستعذب الطفل لمستها ويعود للنوم متحمل الألم... 

خرج بدر من الحمام يفرك خصلات شعره بالمنشفه ويلقيها علي احد المقاعد قبل ان يلقي نظره علي ابنه النائم بحضنها لتخونه عيناه يتطلع اليها وقد نامت من الإرهاق.....!! 

اتجه لجانب الغرفة ليصلي شكرا لله قبل ان يسحب وساده ويتمدد علي الارضيه الصلبه وينام..... 

مع خيوط الفجر فتح عيناه حينما شعر بها تستيقظ برفقه فارس الذي كان يبكي وجعا 

قام من مكانه واتجه لابنه يحمله من بين ذراعيها ويحاول ان يهديء من بكاءه ليسكن الطفل بعد قليل بين ذراعي ابيه 

تألم قلبه وتمني لو يستطيع سحب الألم من ابنه ويضعه بقلبه هو ... 

وضع الطفل بالفراش واتجه ليرتدي، ملابسه    

قالت بتردد  : تحب اعملك فطار 

هز راسه لتقول باهتمام : انت ماكلتش حاجة من امبارح

نظر لها وهل تهتم.... ؟! 

ومن قال إنها لاتفعل فهي تهتم للغايه به وبابنه مهما حاول الإنكار...... . يومان وهي لاتكل ولاتمل من الاهتمام بفارس الذي لاتفارق جنبه  ولا تتوقف عن سؤال بدر عن ان كان بخير او يريد أن  ياكل 

دخل ليلا ليجدها جالسه بوسط الفراش وعلي قدمها فارس وسليم بالجهه الاخري تلاعب كلاهما... 

بابا. .. نظر له فارس وحاول ان يقوم لتحمله فريده وتتجه به الي بدر الذي وضع تلك الألعاب الكثيرة التي احضرها علي الفراش قائلا ... اية رايك 

ضحك فارس ليداعب بدر وجنه سليم وياخذه بحضنه كما فعل مع ابنه.... 

امسك سليم بالحصان بدلا من السيارة لتفلت كلمات بدر بابتسامه :  انت كمان بتحب الخيل 

قالت فريده بابتسامه مماثله :  طالع لعمه 

التقت عيناه بعيناها لتخفضها بخجل

قبل ان ترفعها اليه مجددا فكم  تتمني لو تمحي تلك الليله من حياتها ويعود لسابق عهده معها... انه حتي لايتحدث معها ويضع بينهما حواجز كل يوم أكثر مما يسبقه 

دخلت جليله قائلة : الست فاديه..

.... . حمحمت حينما وجدت بدر : متأسفه يابيه بس  الست فاديه بتقول للست فريده  هاتي سليم ينام جنبها 

اومات لها واعطته لها لتقول جليله : تحبي اطلع العشا هنا 

قالت لبدر  : انت مش هتاكل 

: لا ماليش نفس

نظرت اليه بتساؤل... انه لايأكل بالمنزل ابدا اذن أين يأكل...! 

......... 


حاولت إيمان إخفاء نظرات الحقد بعيونها وتظاهرت بالطيبه وهي تطمئن علي طفلها 

لتقول لفريده :  انا اسفه بس غصب عني اعصابي كانت بايظة ومكنتش، عارفة بقول ايه  

تعرف فريده انها تتظاهر أمام وفاديه وهي لاتهتم حتي لاتكون سبب في عدم وجودها بالمنزل فقد سمح لها بدر بالبقاء ولكن الطفل ظل طوال هذا الأسبوع بغرفه فريده مهما حاولت ايمان جذبه ناحيتها يبكي الطفل ويلتصق بفريده لتصمت ايمان مؤقتا حتي لا تغضب بدر....! 

............ 

.... 

اطمئنت ان فارس نام لتؤكد علي فتحيه البقاء معه... اوعي تقومي من جنبه 

اومات لها حاضر متقلقيش،ياست فريده.... 

دخلت فاديه بعد قليل لتطمئن علي فارس لتجد فتحيه معه

همست حتي لاتوقظ الطفل : فين فريده.. ؟

قالت فتحيه : تحت في المطبخ  بتجهز الاكل قطبت فاديه جبينها : اكل ايه..؟ 

هزت فتحيه كتفها : العشا لبدر بيه... أصلها بعتت عواد يجيب حاجات وقالت إنها هتطبخ 

تهادت ابتسامه ماكرة لشفاه فاديه فهاهي فريده التي لم تفعلها يوما لهاشم تعد له العشاء بيدها 

تنهدت فاديه بارتياح فابنها سيذوق الراحة والسعاده من يدها وليس العشاء فقط 

.......... 

... 

بعد منتصف الليل دخل بدر الغرفه ليجدها ماتزال مستيقظة..... لقد اتي ابيها للاطمئنان علي فارس ونصحها ان تتقدم هي بالخطوة فالان الوقت المناسب لإصلاح خطأها.. لتأخذ هي المبادره... 

لن يتحدث فلتتحدث هي... حمد الله علي السلامه 

نظر لها وخفض عيناه قائلا باقتضاب : الله يسلمك 

اخذ ملابسه من الخزانه بعد ان القي نظره علي ابنه واتجه الحمام لتقوم من مكانها وتنزل الاسفل... 


بعد قليل خرج ووقف يصفف شعره وينثر عطره فوق كتفه وعنقه ليجدها تفتح الباب وتدخل حامله صينيه عليها تلك الأطباق التي فاحت رائحتها بالغرفه 

وضعتها وسط الطاولة لتقول بتعلثم ... انا.. انا جهزتلك العشا 

هل يخذلها تردد قلبه وعقله فلم يحسب حساب لخطوتها 

: تعبتي نفسك ليه انا مش، جعان 

هزت كتفها : لا.. مفيش تعب يارب يعجبك

نظر للطعام ثم لها فهل اعدته بنفسها لتقول بينما تسري الحمرة بوجهها :  انت قلت بتحب الباستا بالجمبري.... عملتهالك 

لا.... يكفي... صرخ قلبه فهو لايريد منها ان تجذبه لتلك الأحلام مرة اخري فهو لايحتمل جرح مرة اخري 

ولكن ماسبب كل أفعالها للايام السابقه وكأن روح اخري تلبسها في محاوله لإرضاءه

قال في محاوله منه لصدها : تسلم ايدك بس انا مش جعان 

نظرت له بعتاب لتزم شفتيها مرددة :  انت مش بتجوع خالص... 

قال : بأكل اي حاجة في الشغل 

اومات له وسري الحزن بعروقها فهو أحبط محاولتها : تمام 

اتجهت لتحمل الصينيه لينخر التأنيب قلبه  اجفلت ماان امسك بيدها يوقفها قائلا .... هأكل 

ابتسمت له برقه وعادت الصينيه قائله : بالهنا والشفا 

نظر اليها متسالا وهو يجلس الي الاريكة : مش هتاكلي 

هزت راسها ونظرت لفارس ;  اكلت انا وهو وسليم 

اومأ لها لتقول بتردد  : بعد كدة انا ممكن استناك 

نظر لها لتقول بتعلثم وخجل ; يعني اصلي مش بحب اكل لوحدي ف.. ف..

ابتسم بعذوبه ; وانا كمان 

هل لمحت ابتسامه للتو هذا ماظلت تفكر به بينما تهادت تلك الدماء لوجنتها 

نزلت تعيد الأطباق وحينما عادت وجدت فارس مابين النوم والاستيقاظ جالس بحضن ابيه فدخلت علي أطراف اصابعها لينتبه الطفل لها ويشير، لها قائلا : ديدا

تقدمت منه ليميل الي حضنها فتجلس علي جانب الفراش الاخر وتضعه بحضنها قام بدر ليمسك الطفل بيده 

انسابت رائحه عطره اليها حينما جلس كلاهما بهذا القرب وبينهما الطفل..... 

......... 

بدأت اشعه الشمس تغزو نوافذ الغرفه الزجاجيه ليفتح بدر عيناه ببطء..... ليقطب جبينه بينما لايجد الارضيه الصلبه أسفل جسده كما اعتاد...!! 

اتسعت عيناه...... انه نائم بالفراش... خفق قلبه بجنون حينما شعر بتلك اليد ممدوده فوق صدره بعفويه...... نزلت عيناه ببطء لتتسع بعدم تصديق...... فهي نائمه بحضنه...! 

تلفت حوله علي تلك الحركه ليجد فارس الذي كان نائم بينهما كان قد استيقظ و يعبث بمحتويات الغرفة....! 

تسارعت دقات قلبه الراقده فوقه بينما انتشرت خصلات شعرها علي صدره.....!! 

جذب فارس طرف المفرش الحريري لتسقط محتويات طاوله الزينه فتصدر ضجيج جعلها تهب من نومها لتتقابل عيونها بتلك العيون  ...ماذا يفعل بالقرب منها...... لا انه ليس بالقرب منها بل هي بحضنه.... وجدت يدها فوق صدره حينما حاولت النهوض لتنتفض وكأن أفعى لدغتها بينما يهدر قلبها بجنون.... لقد كانت لاتحلم وإنما نائمه بحضنه..... 

قام بدر بسرعه يحاول تجاوز الموقف يخفي نبضات قلبه السريعه وهو يتجه لفارس

قائلا :عملت أيه يامجرم ... 

ضحك فارس وهو يعبث بأحد أقلام احمر الشفاه الخاصة بفريده ليمسكه بدر

من يده  التي تلوثت به ليقول .... سيب ده.. تعالي اغسلك ايدك 

انحنت فريده تحمله من يده قائلة :  سيبه انا هغسلهاله... 

مجددا وجدت نفسها بالقرب منه لايفصلهما سوي الطفل..... تشعر بنفس ماكانت تشعر به من قبل ولكنه سرعان ما يهرب من امامها 

نظر بدر للفوضي التي خلفها طفله يحاول ان يلهي نفسه بها عن استرجاع ذكريات تلك اللحظة التي استيقظ وجودها بحضنه.... حاول جمع ماحطمه فارس  ولكنه عجز وهوو يري مساحيق التجميل الخاصه بها بكل مكان بالغرفة

خرجت تداعب أنف فارس الذي تعالت ضحكته ليرفع بدر عيناه اليه بعتاب قائلا ;

عاجبك اللي عملته 

نظر لفريده باسف قائلا : هجيبلك غيرهم 

ابتسمت برقه قائلة :فداه انا اصلا مش، بحط منهم 

داعبت شعر فارس وأكملت : المهم انه رجع لشقاوته تاني 

ابتسم لها واتجه للحمام ليرتدي ملابسه بينما جلست تبدل ثياب فارس وهي تنادي فتحيه لتنظيف الغرفه..  ..... 

بقلم رونا فؤاد 

طرقت ايمان الباب ودخلت لتطمئن علي طفلها لتتركه لها فريده وتذهب لسليم 

خرج بدر من الحمام ليتفاجيء بايمان بالغرفه 

قالت بابتسامه ; صباح الخير 

قال باقتضاب ;  صباح الخير 

قالت وهي تحمل فارس :فريده راحت تشوف ابنها وانا قلت اطمن علي فارس 

اومأ لها دون قول شئ ليتابع تصفيف شعره وهندمه ملابسه 

اخد اشياؤه واتجه ل

لباب قائلا بتحذير : متسيبهوش لوحده 

اومات له لينصرف..... نظرت حولها للغرفه بحقد وغيره لتعتصر غطاء الفراش بيدها وهي تفكر انه ينام مع اخري... 

عادت فريده للغرفه تحمل سليم لتقوم ايمان وهي تحمل فارس قائلة : هاخدة الجنينه يشم هوا 

لا تستطيع منعها لذا صمتت 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم.... 

اقتباس 

عاوزة اقولك اني مش عاوز اتطلق منك

هل يحلم ام ان العالم انهار وأقيم من حوله مرة اخري، بنفس اللحظة

تجمد مكانه من الصدمه بينما تابعت بوجهها يغرق خجلا :  انا عاوزة ابقي مراتك.... 

........ 

اقتباس ٢

همست بأسمه :بدر

قال بولهه :عذبتي بدر وتعبتي بدر

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !