بعد البدايه الفصل السابع

0


الفصل السابق
 استند مراد بظهره للخلف شاردا بفريده يتمني لو يستطيع تفكيك كل تلك التشابكات التي بداخله ...! فهو بالرغم من انه اصبح يحاول التعامل معها كأخيها الا انه

لا ينكر انه مازال متعلق بها ومازال يريدها بحياته كما أنه اعتاد وجود سليم الصغير في حياته ولم يعد يشعر بنفس الحساسيه التي كان يشعر بها كونه ابن رجل اخر حتي انهم نسيوا تلك الحقيقه بمرور الوقت....! 

دوما يجد ذلك التردد يسبقه قبل ان يخطو اليها... في البدايه تردد لكونها ماتزال صغيرة ليسبقه هاشم... والان متردد لكونها ام لطفل من رجل سواه ولايعلم هل ستكون النهاية انه سيفقدها للأبد ام ماذا.... لتطرأ لعقله الاجابه المنطقه لكل تلك التساؤلات.. انه لم يحبها حقا ليلغي اي عواقب بطريقهم بل انه يجد نفسه يصنع عواقب.. 

قطع تفكيرة دخول ابيه الي مكتبه قائلا : مراد هنعمل ايه مع جلال الحفناوي

نظر الي ابيه بشرود ليقول : ايه..؟ 

قال سالم الغانم : اية اللي ايه يامراد.. ؟بقولك هنعمل اية في مزاد جلال الحفناوي 

اومأ له قائلا : ااه.. لا... متقلقش

جلس سالم وسحب نفس عميق ينظر الي ابنه قبل ان يقول بعدم رضي لحاله ابنه : انت لسه بتفكر فيها.؟ 

قال مراد وهو يفرك ذقنه : والله مابقيت عارف يابابا.... ساعات بحس اني مستعد اعمل اي حاجة عشانها وساعات تانيه بشوف اني مش هقدر اتجازو انها كانت لراجل تاني قبلي وكمان عندها ابن منه 

ارتسمت ابتسامه واثقة علي شفاه سالم قائلا : طالما بتفكر يبقي مبتحبهاش يامراد

هز راسه قائلا : لا طبعا بحبها.. انا بس... قاطعه سالم قائلا : طول مافيها بس يامراد تبقي مش بتحبها.... اللي بيحب مش بيفكر.... نظر ابيه الذي يفهمه اكثر من نفسه ليقول : مراد 

نظر مراد الي ابيه ليكمل ; ياابني... انت بس مش قادر تتجاوز انها كانت عجباك زمان 

خفض عيناه فكلام ابيه يحمل شئ من الحقيقه ولكن هذا لا يمنع انه يحبها : بابا انت جايز عندك حق تقول كده بس انا بحب فريده ومقدرش استغني عنها... انا بس مستني الوقت المناسب واعيد طلبي تاني 

تنهد سالم قائلا : اسمع يامراد فريده بنت اخويا وبعتبرها زي بنتي وعمري مااعترضت علي ارتباطك بيها بالرغم من كل شيء بس اللي هعترض عليه دلوقتي انك تجرحها.... 

:هجرحها ليه.. ؟

: عشان انت مش عارف انت عاوز ايه.... جايز قربك منها يديها امل وخصوصا انك بقيت جزء من حياتها وحياه ابنها وجايز تفتكر انك لسه عاوزها مع انك لسه ماخدتش قرار فتتصدم انك مش قابل وضعها....

ربت علي كتف ابنه وتابع :مراد انا مبسوط انك اتغيرت ووقفت جنب عمك وبنته وياريت تفضل كدة..... بس حرام يامراد البنت شافت كتير لو مش هتقدر تسعدها خليك بعيد احسن.... 

ابيه محق فهو اناني بقربه منها بالرغم انه لم يتخذ قرار بعد....! 


..........


بابتسامه هادئة قال سليم :فريده مش ناسيه ابدا وقفتك جنبها 

هبت فجأه عاصفه بداخله بمجرد سماعه لاسمها ليردد بهدوء عكس تلك العواصف بداخله ;انا معملتش حاجة... 

ان كانت عاصفة هبت بمجرد سماعه لأسمها فكيف ان رآها.... هذا مافكر به بمجرد ان قال سليم بابتسامه واسعه وهو ينظر الي الباب حيث دخلت فريده ;

بنت حلال لسة كنا بنتكلم عليكي....! 

قام بدر من مكانه والتفت اليها ببطء فهل يراها بعد كل هذا الوقت .... انتفض قلبه فجأه من بين ضلوعه ماان التقت عيناه بابتسامتها الجميله التي عادت لتتوسط ملامحها كما رآها اول مرة..... تنهد بينما يخطو تجاهها بابتسامه هادئة وهو يتأملها 

جميله كما اعتادها بل واجمل فقد عادت كما راها اول مرة خطت بها منزلهم وليس كما خرجت منه متحطمه باكيه ..... عادت جميله مبتسمه هادئة بل ساحرة

.... كانت انيقه للغايه أيضا بتلك البدله النسائيه الانيقه وحذاءها ذو الكعب العالي. ..! .

تضاربت دقات قلب فريده بشده وتوترت ملامحها ماان رأت بدر فهي منذ أن أنجبت سليم وهي تخشي معرفه عائلة هاشم بوجوده 

لتردد بارتباك : بدر 

ماان استمع لاسمه من بين شفتيها حتي هدرت تلك العاصفة بقلبه وعصفت بكل انش به فلم ينتبه الي ذلك التوتر الذي كسي قسمات وجهها..... فهم سليم توتر فريده ليقول سريعا يطمئنها انه لم يعرف شئ عن سليم :ده بدر كان عنده شغل هنا وعرف اني رجعت كتر خيره جه يسلم عليا

ارتاحت دقات قلبها ومدت يدها تجاه بدر وسرعان ماابتسمت براحة وهي تقول بسعاده لرؤيته : ازيك يابدر عامل اية.؟ 

احتضنت يداه كفها براحة يده بينما يقول بابتسامته الهادئة :

الحمد لله.... حمد الله على السلامة 

ابتسمت له قائلة : الله يسلمك 

قال سليم : تعالي يافريده اقعدي ولا عندك شغل

هزت راسها قائلة بمرح : لا انا زوغت وقلت اجي اشرب معاك قهوة

جلست في المقعد المقابل لبدر ليضحك سليم قائلا : اصل فريده بقت موظفه هنا معايا... 

قال بدر بابتسامه : بجد

اومأ له سليم قائلا بمشاكسه ; اه.... لسه موظفه تحت التمرين 

قالت فريده بضحكتها :وبعدين ياسي بابا... 

أشار الي بدر ضاحكا : شايف يابدر الموظفين بتوعي بقيت سي بابا مفيش مستر سليم مثلا... 

ضحك بدر قائلا : اهو ده عيب الواسطة ياسليم بيه 

تابع سليم الضحك قائلا: اعمل اية بقي قلت استغل منصبي 

ضحك بدر لتقطب فريده جبينها كالاطفال : كدة برضه يامستر سليم... دي اخرتها انا مش لسه مخلصه الشغل اللي طلبته مني... 

لا انا كدة هستقيل 

: انتي الخسرانه

قالت بغرور لطيف : لا طبعا ده انا الف شركة تتمناني

قال بدر موافقا : تنوري شركة الطحان 

رفع سليم حاجبه : لا بقي انت هتاخد الموظفين بتوعي يابدر من اولها 

ضحكت فريده بثقه قائلة : عشان تعرف قيمتي 

: عارف ياحبيبه بابا 

دخل العامل يضع القهوة امام بدر وسليم 

ليشربها وسط حديثهم الودي 

........ بعد قليل اعتدل بدر واقفا بينما يقول : استأذن انا..... اخدت من وقتك كتير ياسليم بيه

: متقولش كدة انا مبسوط جدا اني شفتك يابدر 

قالت فريده وهي تمد يدها تصافحة : ابقي سلم لي علي مالك.... نظرت اليه وتابعت :

وفارس.. اكيد كبر طبعا 

اومأ لها بابتسامه قائلا شجيه :مالك بيسأل عليكى علي طول وواخد باله من ريان (الحصان) 

غابت بالشجن لحظات بينما تتذكر تلك الأيام ليقول : ريان موحشتكيش..... تقدري تجي تشوفيها في اي وقت 

شردت بحزن اجتاح ملامحها فمستحيل ان تطأ قدماها هذا المكان مجددا 

فهم بدر ماارادت قوله ليتنهد مطولا قبل ان يصافح سليم الذي قال بابتسامه : نورت يابدر....


........ 

ماان خرج حتي قالت فريده بتوتر : بابا تفتكر عرف حاجة 

: لا يابنتي هيعرف منين.؟ 

: امال اية اللي جابه بعد السنين دي؟ 

: زي ماقلت لك كان بيخلص شغل في البنك انتي عارفة ان ليهم حساب عندنا..... وعرف اني رجعت بالصدفه لما جيهان دخلت توقع الورق من عندي جه يسلم عليا 

نظر اليها بينما تفرك يدها : انا خايفة اوي يابابا... حاسة ان مجيته دي مش من غير سبب 

: متخافيش يافريده ان بدر يجي البنك ده شئ عادي وهو بيجي علي طول بحكم شغلهم وحساباتهم 

نظر سليم اليها قبل ان يكمل بهدوء : انا اه بطمنك بس لازم تعرفي برضه ان طول ماانتي مخبيه سليم هتفضلي خايفه كده يافريده 

هزت راسها باستنكار : بابا انت عاوزهم يعرفوا 

: بصراحة يافريده انا من الاول ضد انك متعرفيش عيله هاشم الله يرحمه ان ليه ابن بس اضطريت اسكت عشان حالتك وقتها بس ادي انتي شفتي الوقت بيمر وسليم بيكبر ومسيرة يسأل عن عيلته

عقدت حاجبيها وهزت راسها قائلة بغضب : مش هيسأل... انا وانت عيلته.... هما لا 

:يافريده حرام... هما ليهم حق فيه زيك بالظبط.... حرام يافريده ده هو الذكري اللي فاضله ليهم من ابنهم 

هبت من مكانها وتغيرت ملامحها لتهتف بضيق : محدش له أي حق في ابني غيري.... انا اللي تعبت فيه... انا اللي استحملت كل ده عشان ربنا يكرمني..ولو علي الحرام فهما ميعرفوش اي رحمه ولا شفقه ولا نسيت كانوا بيعملوا فيا ايه.... . بابا لو سمحت متفتحش الكلام في الموضوع ده تاني 

نظرت اليه برجاء وتابعت : لو بتحبني يابابا انسي كل اللي قلته... اهل هاشم لو عرفوا بوجود سليم هياخدوه مني وانا هموت لو سليم بعد عني لحظة... 

... 


لماذا يشعر بهذا الفراغ فجأه.... ولماذا لاتفارق تلك الابتسامه وجهه ماان يتذكر تلك الدقائق التي قضاها برفقتها..... أوقف السيارة وارجع راسه للخلف متنهدا بقوة فقد كان يسير علي الوعد الذي قطعه لنفسه منذ أعوام بالا

يدع نفسه يشعر تلك المشاعر ابدا ولكن دون ارادته ماان يراها او يتذكرها يفقد سيطرته..... انها تحرك به اشياء لم يعهدها بنفسه من قبل وطالما فسرها انه تعاطف معها ولكن باعماقه يعرف انه يراوغ.... ولكنه كان مضطر 

فهي زوجه أخيه التي طالما كان يعاملها علي هذا الأساس ولم يسمح لنفسه بمجرد تفكير يتجاوز انها زوجه أخيه وتلك الليله الأخيرة فاضت مشاعره بالحزن من اجلها دون ارادته

وسمح لنفسه بذلك لانها لم تعد زوجه أخيه....! 

ولذا حينما عرف بسفرها شئ بداخله انكمد حزنا ولم يستطيع تفسيره وشئ اخر شعر بالراحة فليس هناك شئ ليجمعه بها الا ذكري كونها كانت بيوم من الايام زوجه اخيه

.... اخيه الذي كان بين يديه ولم يستطيع انقاذة ولا حمايته 

اغمض عيناه لتداعب ابتسامتها الجميله خياله مجددا فيهز راسه بانزعاج يالهذه الابتسامه التي لا تبارح عقله .. انها نفس الابتسامه التي جذبته منذ أعوام لتلك الفتاه الجميله التي كانت خصلات شعرها تتراقص حول وجهها بينما تطيربهذا الفرس باحدي سباقات الخيل التي يحب حضورها احيانا 

وهي نفس الابتسامه لنفس الفتاه التي اختارها أخيه لتكون زوجته 

ليستنكر كل الخطط التي وضعها منذ أن رآها بمعرفه كل شئ عنها والتعرف عليها فهاهو تعرف عليها كزوجة اخيه...،! بقلم رونا فؤاد 


...... 

ضمت سليم اليها باشتياق مااان عادت من عملها لتبتسم لها زوجة عمها جيهان التي ترعي سليم أثناء اوقات عملها فهي كوالدتها المرحومه تعاملها كابنتهاقائلة ; عاملة اية ياديدا 

ابتسمت لجيهان قائلة : تمام ياطنط.... انا بتعبك اوي مع سليم 

قالت جيهان بطيبه : وانا بعمل اية يعني.... 

انا فاضيه طول الوقت مراد وسالم برا و الجميل ده اللي بيسليني 

قالت بامتنان : شكرا ياطنط 

حملت طفلها لتغادر لتقول جيهان ;

رايحة فين ماتخليكي معايا شوية نتغدي سوا

; معلش ياطنط مره تانيه 

: ماشي ياحبيتي سلام ياسولي

احتضنت سليم ونزلت من عمارة عمها الملاصقه لمنزلها لتصعد آلية.... 


ارتسمت ابتسامه خفيفه علي شفتيها بينما تتذكر لقاءها ببدر.... ،

انه كما عهدته من سنوات لايبعث في النفس سوي راحة واطمئنان وامان لتتذكر مواقفه الرجوليه التي لاتنتهي ودفاعه الدائم عنها.....! حتي اكثر من هاشم نفسه.... اعترفت انها تكره الا يعرف سليم بعم مثله ولكنها مضطرة للحفاظ عليه ففاديه لن تتردد لحظة باخذه منها ...... 

........... 

... بصعوبه تناول سليم تلك الأقراص وسط ضيق تنفسه ليضع يداه علي صدره بآلم بينما يجاهد الا يصدر صوتا خشيه ان تعرف فريده بقلبه المريض....!

...........

...

مرة اخري نفس اللقاء ولكن تلك المرة قادته قدماه اليها .... كانت واقفة بجوار فرسه بيضاء جميلة ولكن لاتضاهيها جمالا 

مررت يدها برقه علي كتف الفرسه لتلتفت علي هذا الصوت : انا لو من ريان ازعل..... بسرعه كدة استغنيتي عنها بفرسه غيرها 

التفتت اليه بابتسامه قائلة : بدر 

اية اللي جابك هنا...؟ 

داعب ظهر الفرسه قائلا : جيت اشوف برق عنده سبق النهاردة 

ابتسمت قائلة: تعرف اني لما قريت الاسم شكيت انه حصانك... 

ابتسم فهم دوما اجتمعوا علي حب الخيل وكانت تلك الفرسه ريان فكرته ليجعل أخيه هاشم يهديها لها نظرا بحبها الشديد لركوب الخيل.. 

استدرك قائلا : تسمحي ابعتلك ريان 

هزت راسها قائلة : مفيش داعي انا اصلا مبقتش اركب خيل زي الاول انا كدة كل فترة بحن بس فباجي هنا مش اكتر 

: وماله خليها ووقت ما تحبي ابقي شوفيها 

ضحكت قائلة : لا طبعا.... هسيبها فين اصلا.... في البيت. ؟

ضحك قائلا ; متشغليش بالك..... الاصطبل بتاعنا في الهرم هخليهم يفضوا ليها مكان 

قالت بهدوء : لا يابدر لو سمحت مفيش داعي 

: لية دي الفرس بتاعتك 

قالت بنبرة قاطعه : لا مش عاوزة حاجة تفكرني بالايام دي 

نظر الي تغير ملامح وجهها قائلا : واضح انك نسيني وبدأتي من جديد 

قال بثبات ;وقفت علي رجلي بس اكيد منستش كل حاجة 

...... فريده.. كان هذا صوت مراد 

تغيرت ملامح وجهه لرؤيه مراد... وكذلك فعل مراد فأي رياح جمعتهم بعد ذلك الوقت 

اقترب منها مرادقائلا بعفويه قصدها : اية ياحبيتي فينك بدور عليكي 

تغيرت ملامح وجهه بدر وبدا عليها الانزعاج 

ليتصافح الرجلان ببرود ولكن سرعان ماكان مراد يقول باريحيه شديده : يلا ياديدا عشان منتاخرش

استجابت ليد مراد وصافحت بدر مغادرة بينما تبتعد برفقته ليفهم بدر انها بالفعل بدأت من جديد..،! 

......... بقلم رونا فؤاد 

... 


زغردت فتحيه بعفويه ماان رأت فاديه تخطو بقدمها الاسفل حيث مكانها المعتاد والذي منذ موت هاشم لم تجلس به ومكثت لغرفتها لا تبارحها...... لتبتلع صوتها سريعا ماان نظرت لها فاديه تلك النظرة فهي منذ موت هاشم لاتسمح لاحد حتي بالضحك 

: ايوة كدة يافاديه نوري مكانك 

قالتها خيريه برياء بينما اغتصبت ايمان ابتسامه زائفه : حمد الله على السلامة ياماما 

قالت ندي بسعاده ماان خرجت من غرفتها علي أصوات الزغاريد ;نورتي مكانك ياماما 

قالت فاديه لها : تعالي ياندي اقعدي معانا 

جلست ندي بجوارها لتقول ; احنا هنرجع تاني زي ماكنا هنتجمع علي الاكل كلنا 

: ياريت ياماما 

....... 

... 

كانت الشياطين تتراقص امامه ماان رآها برفقه ابن عمها ..! يشعر بانفاسه تحترق بداخله ليزجر نفسه باستنكار فما شأنه بها ليغضب او يشعر بما يشعر به الآن.....! 

........ 

انفردت ايمان لأمها لتقول بغل : اهي قامت 

زي القرده..... 

قالت خيريه : بسبع أرواح طول عمرها..... اسمعي ياايمان انتي لازم تخلي بدر يرجعلك تاني والا مش هنعرف نحافظ علي مكاننا في البيت.. فاديه فاقت ومش بعيد تعمل مع بدر اللي كانت بتعمله مع هاشم وتجوزة طالما مش لاقياه مبسوط معاكي

قالت بكمد : يرجعلي ازاي بس وهو مش، طايق يبص في وشي حتي 

قالت خبريه بحدة : اعملي زي مااي ست مابتعمل لما تحب تصالح جوزها 

ضحكت بسخريه ;بدر مش النوع ده

قالت خيريه بسخط : كلهم كده... انتي بس اللي مش عارفة تدخليله منين.... اسمعي انا 

هقولك تعملي اية... 


........ 

ابتسم بدر بعد غضبه طوال الطريق حينما عاد للمنزل ليجد والدته جالسة بمكانها المعتاد وسط البهو 

قالت فاديه بابتسامه :حمد الله على السلامة يابدر 

:الله يسلمك ياأمي نورتي مكانك 

: شكرا ياحبيبي..... تعالي اقعد جنبي انت واحشني...انت كنت فين الاسبوع ده يابدر 

:بخلص شغل في مصر 

ربتت علي كتفه قائلة :ربنا يقويك.... بس انت هتفضل دافن نفسك في الشغل 

هز كتفه بعدم اكتراث : عادي ياامي

هزت راسها برفض : لا مش عادي يابدر

انت مش هتفضل طول عمرك ناسي نفسك.... كفايه يابدر حرام اللي بتعمله مع مراتك 

تغيرت ملامح وجهه هادرا ; امي لو سمحتي مش عاوز كلام في الموضوع ده

قالت فاديه باصرار ;وانا مش هبطل كلام 

: يبقي انا هقوم 

امسك فاديه بيده برجاء : وغلاوتي عندك.... انسي حزنك شوية وعيش حياتك

قال باصرار : انا عايش ياأمي وكويس 

: متبقاش ظالم يابدر 

تنهد وانصرف للاعلي فهل لم تكن تري ماتفعل بفريده ظلم من قبل حتي لا تقبله علي ايمان.. وهنا عادت مجددا لتفكيره 

ليهز رأسه ويطردها فلابد وأنها تزوجت وانتهي الأمر الذي لم يكن ليبدا..! 

ركض فارس طفله اليه ماان راه ليحتضنه بدر ويقبله بينما يتعلق فارس بعنقه... 

حمله بدر بينما يتلفت حوله بغرفه الصغير :

انت قاعد لوحدك ليه ياحبيبي 

قالت ايمان التي اسرعت تركض للغرفة ماان اخبرتها سعاد بمجيئه : انا كنت معاه بس.. بس نزلت اخلي فتحيه تجهزله الأكل بتاعه 

تجاهل بدر كلامها كما تجاهل وجودها كليا وحمل ابنه وخرج به الي غرفته ليضعه علي الفراش ويتمدد بجواره يلاعبه فهو السبب الوحيد لبقاء تلك المراه بهذا المنزل فهو كلما رآها كلما تجدد هذا المشهد بعيناه 

اغتلت ايمان ولم تحتمل المزيد من مايحدث 

لتدخل اليه ولكن ماان دخلت حتي انتفض بدر من مكانه هادرا بانفعال : انا مش قلتلك رجلك متعتبش الاوضه دي

قالت بانكسار راجي وهي تقترب منه : بدر لحد امتي هتفضل تعاقبني .... انا مقصدش حاجة زي دي تحصل

ذرفت دموع زائفه وهي تكمل.... انا قلتلك الف مرة ان هي اللي هجمت عليا وحاولت تموتني وغصب عني زقيتها.... انا خفت علي ماما فاديه وعليك وعلي اسم العيله..... رحت اتكلم واحاول أقنعها تبعد عن هاشم 

صاح بهياج وهو يدفعها بعيدا عنه بغضب ;متجبيش اسمه علي لسانك... اخرسي مش عاوز اسمع صوتك ولااشوف وشك

انتي السبب في موته ولولا ابني انا كنت طلعت روحك بأيدي ..... دفعها بعنف لتسقط علي الارضيه وهو يكمل بانفعال اهوج....غوري من قدامي مش عاوز اشوف وشك تاني بدل مااقتلك.. غوري 

بكت بحرقة أسفل قدمه لتدخل فاديه الغرفة مسرعه توقفه... بدر... انت بتعمل ايه.؟

اولاها ظهره صارخا بعنف : خديها بره مش، عاوز اشوف وشها....

قالت فادية بعدم رضي : يابني ميصحش اللي بتعمله في مراتك

التفت اليها بغضب : كلمه كمان وهرمي عليها اليمين خديها من قدامي

امسكت فاديه بكتف ايمان التي تعالت شهقاتها لتخرج برفقه حماتها التي نال منها الحزن والزمن... عامان مضوا علي فراق ابنها والنيران تلتهب اكثر...

تعالي ياايمان سيبيه لما يهدي

قالت بانكسار مزيف فهي لو حزينه علي شئ لن يكون لهجرانه لها عامان منذ ذلك اليوم وإنما لفراق هاشم...!

: سنتين ياماما ولسة مهديش

قالت فاديه بغصه حلق : نار فراق اخوه مش، هتهدي 

ولكن عن أي نيران تتحدث فهو الوحيد الذي يعلم بأنها السبب بموت أخيه حينما قتلت تلك الفتاه فأستعر أخيها....!!


بكت بحرقه فهو يكسر أنوثتها كلما لفظها خارج حياته بتلك الطريقه لتقول : شايفه ياماما بيعمل ايه 

انا لايمكن افضل في البيت ده لحظة 

هزت فاديه راسها :انتي بتقولي ايه.... لاياايمان 

دخلت خيريه خلفهم لتكمل خطتها مع ابنتها قائلة بعدم رضي :معلش يافاديه ابنك زودها 

قالت فاديه بعتاب :ده بدل ماتهديها ياخيريه 

: أهديها ازاي وابنك بهدلها 

قال فاديه : ياما بيحصل بين الست وجوزها تستحمل 

:اتحملت كتير بس كفايه... لو مش عاوزها يطلقها 

.......... 

... دخلت فاديه الي غرفته ونظرت له بعدم رضي 

لتقول بسخط : ايمان سابت البيت 

لم يتهتم لحظة قبل ان يقطب جبينه متساءل : والولد 

قالت فاديه ; اخدته طبعا

هب من مكانه يهدد بشر... اخدته فين.... هي في ستين داهيه ابني لا 

امسكه فهد.. : اهدي يابدر وخلينا نتكلم براحة 

: مفيش هدوء ابني ميخرجش من بيته 

:طيب وامه

: مش فارقه عاوزة تقعد تمشي براحتها 

: مينفعش يابدر... وبعدين انا مستغرب جدا موقفك منها... كانت عملت ايه عشان تعمل معاها كدة 

زم بدر شفتيه باحتقان لايستطيع ان يتحدث بالرغم من قرب فهد منه ولكنه يخجل من ان يراه أخيه ظالم وقد تجاوز عن فعلتها من أجل ابنه... 

......... 

ابتسمت ايمان بخبث ماان اقتحم الغرفة حيث جلست باكيه بكاء زائف علي الفراش تضم اليها طفلها 

:انتي ازاي تاخدي ابني وتسيبي البيت من ورايا 

قالت بانكسار ; انا كان لازم اعمل كدة من زمان انا كرامتي خلاص متسمحلش افضل معاك 

نظر اليها بدر بكراهيه : مع السلامه بس ابني لا 

نظرت اليه بعتاب واقتربت منه قائلة : كدة يابدر بتبيعني بالساهل كدة 

نظرت اليه وتابعت بضعف :بدر... انا مراتك وأم ابنك 

وليا حقوق عليك اللي بتعمله فيا ده محدش، يستحمله

ابعد يداها ماان لامسته ليقول بنبرة حازمه :

ارجع البيت الاقي ابني مكانه

نظرت ايمان في اثره بغضب شديد.... اذن مازال يكابر ويخبرها انه الطفل....! حسنا ستري مانهاية أفعاله 

قالت خيريه ; شفتي اهو جه وراكي 

: جه عشان ابنه 

; اهو جه وخلاص ياايمان.... اكيد مش هيجي راكع 

انتي واحدة واحدة حاولي معاه طالما اتزخزح الجبل يبقي هينخ في الاخر بس هو بيكابر..... بدر عنيد مش هيلين بسهوله بس اهو بدأ.... يلا نرجع البيت 

...... بقلم رونا فؤاد 


نظرت فاديه بقلق لندي قائلة : مالك ياندي... 

قالت ندي ; ابدا ياماما تعبانه شوية... 

قالت ايمان ببرود : وهو حد قالك احملي تاني ماكفايه... ده الرابع 

انسحبت ندي لاتحتمل المزيد من تلك المرأه فيكفي تعب حملها 

لتقول فادية بتأنيب : ده بدل ماتعملي زيها وتجييبي بدل الحفيد عشرة 

قالت ايمان بغضب ووقاحه ; وانا اعمل اية هو ابنك بيقرب ليا 

قالت فاديه بحدة : اعملي زي اي ست ولا فالحة تحرقي دم اللي في البيت بس

قامت فاديه وتابعت بسخط : جليله خديني اوضتي انا خلاص طهقت من البيت

باللي فيه 

قالت ايمان بغضب : شفتي ياماما العقربه... اهي ابتدت تشغل اسطوانه العيال تاني... 

قالت خيريه ; وهي قالت ايه انا مقلتهوش ليكى... هتبدا تزن علي ابنها عاوزة عيل وتجوزه زي ماكانت بتعمل مع هاشم....بس خدي بالك بدر مش ميت فيكي زي السنيورة اللي كان هاشم ميت فيها 

يعنى مش بعيد يوافق امه ويتجوز عليكى 

نظرت اليه بغل وتابعت ; اية ياايمان اللي جرالك 

... بقي مش عارفة تقربي منه..... راجل بقاله سنين مقربش لواحدة هتغلبي معاه 

..... 

قال فهد لاخيه بينما يدخل الي مكتبه : بدر 

المحاسب كلمني وقالي ان الاعتمادات جاهزة علي امضتنا... 

نظر اليه بدر والي الأوراق ليتابع فهد ; انت ممكن تسافر بدالي.. ندي تعبانه ومش هقدر اسيبها 

اومأ له بدر قائلا : ماشي 

.................

جلس بدر مع سليم ولا ينكر ان عيناه كل لحظة تخونه وتنظر الي الباب بانتظار دخولها ولكنها لم تظهر...! 

تعالي رنين هاتف سليم الذي اجاب بهدوء لحظة قبل ان ينتفض علي صوت فريده الباكي : مالك يافريده.. ؟ 

تغيرت ملامحه ماان استمع لحديثها 

ليجتذب اهتمام بدر 

ماان قال : انا جاي حالا 

قال بدر بقلق; في حاجة ياسليم بيه 

لا يعرف سليم ماذا يقول ليقول بارتباك واضح : لا ابدا مفيش... انا مضطر استأذن

معلش يابدر... هخلي حسين يكمل معاك الشغل 

هز راسه ; لا شغل اية... في حاجة حصلت 

: لا ابدا... انت بس عندي حاجة لازم اعملها 

: طيب في حاجة اقدر اساعدك بيها 

;لا ياابني متشغلش بالك 

ركض سليم حرفيا لينظر بدر بقلق في اثره

حاول تجاوز الأمر ولكن لم يستطيع ليجد نفسه يسرع خلفه.... 

أوقف سيارته أسفل منزل سليم بيسأل الحارس ; سليم بيه فوق 

هز الحارس راسه قائلا : لا يابيه ده ابن الست فريده تعب واخدوه علي المستشفي 

لم يستوعب بدر مانطق به هذا الحارس هل تزوجت وانجبت...... ليقول :مستشفي ايه؟ 

: اللي في آخر الشارع 

بقلم رونا فؤاد 

وقف مكانه ولم يستوعب مانطقت به موظفه الاستقبال التي قالت : يافندم مفيش طفل دخل خلال الساعه اللي فاتت..... غير طفل بأسم سليم سليم الغانم...، 


اية رايكم وتوقعاتكم

بدر هيعرف ولا هيصدق انها اتجوزت . 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !