بعد البدايه الفصل الثامن

0


 الفصل السابق

وقف بدر مكانه ولم يستوعب مانطقت به موظفه الاستقبال التي قالت بتأكيد: يافندم مفيش طفل دخل خلال الساعه اللي فاتت..... غير طفل بأسم سليم سليم الغانم...! 

اعاصير عصفت براسه ماان استمع لتلك الكلمات التي لا تمت لأي عقلانيه بصله..... لقد اخبره الحارس ان الطفل ابنها..! 

كيف طفلها ويحمل نسب ابيها...! هل تزوجت وانجبت 

.. افكار كثير طرأت لعقله المشتعل بنيران غيرة هوجاء امتزجت بها كل أركان الغيرة ان كان عليها او علي اسم أخيه...! 

حاول قدر الإمكان الثبات والتفكير 

بينما فعل اول ماطرا لعقله دون سماع صوت قلبه الذي طالبه ان يتوجه اليها ويسألها عن كل مايدور بباله...... ولكن بمثل هذا المواقف لابد من تحكيم العقل والتصرف بحكمه وهدوء، وسرعه لحين تبين الحقائق واول ماسيفعله هو محاوله معرفه شئ عن هذا الطفل..... 

نظر اليه ذلك الطبيب بشك ولكنه سرعان مااستجاب لذلك الرقم المالي الذي وضعه بدر امامه ان نفذ طلبه ليسأل بتوجس قبل ان يهز راسه موافقا : بس يابدر بيه انت وعدتني مش هتحصل ليا اي مشكله 

هز بدر رسه بتأكيد ;  مفيش اي حد هيعرف باللي بينا.. كل اللي عاوزة تحليل عينه الدم 

اومأ له الطبيب قائلا .. . هجهزها واكلم سيادتك خلال ساعه 

قال بدر ى انت متأكد ان التحليل هيثبت انه ابن اخويا 

;طبعا يافندم تحليل DNA هيثبت ان الطفل ذو قرابه ليك لو كنت عمه او خاله 

اومأ له بدر قائلا : تمام.. متشكر 

........ بقلم رونا فؤاد 

ربت سليم علي كتف فريده يطمئنها بينما انتهي الطبيب من فحص الطفل وهو يقول... مفيش اي حاجة مقلقه يامدام...

قالت فريده بقلق ; يعني هيبقي كويس 

: ايوة طبعا متقلقيش يامدام ده مجرد دور برد بسيط  

ابتسمت فريده بينما سليم احتضن الطفل قائلا : كدة تخضني عليك ياحبيب جدو 

غمغم الطفل لتحمله فريده قائلة : انا اسفه يابابا تعبتك بس خفت عليه اوي ومعرفتش اتصرف

ربت سليم علي كتفها قائلا : هتعب لاغلى منكم ياحبيتي... المهم انه بخير 

تنهدت قائلة : الحمد لله 

........... 

جلس بدر بسيارته امام مدخل المشفي بانتظار انتهاء الطبيب لتتغير  ملامح وجهه وتهدر الدماء الغاضبه بعروقه بينما يري مراد يترجى من سيارته ويدخل بخطوات مسرعه من باب المشفي

فرك يده بعصبيه لايعرف اي الاحتمالين يريده ان يكون صحيح بعد أجراء هذا التحليل ومعرفه نتيجته..... ان يكون الطفل ابنها من أخيه وهي اخفته عنهم طوال تلك الفترة وكتبته بأسم والدها ام ان يكون ابنها من مراد ومازال هناك علامات استفهام فلماذا يكون الطفل باسم ابيها.... لابد وأنها أنجبت هذا الطفل بينما كانت بالخارج.... سيجن من كثرة التفكير ليطرا لعقله احتمال لايوليه اهميه وهو ان تكون من الارتباك نطقت بأسم خاطيء ولكن وفقا لسجل المشفي فهذا اسم الطفل الصغير الذي يبلغ عام وبضعه ايام ....   لو كان حسابه صحيح فإن فريده كانت حامل حينما تطلقت من أخيه فلا يمكن أن تكون قد انهت عدتها وتزوجت وانجبت ....! 

ولكن كيف حدث.... فهذا الطفل اكتمل حمله ..... ،! هز راسه يفكر ويفكر في دوامات لا تتوقف...! 

....... 

.... 

ابتسمت فريده لمراد بينما يدخل إليهم بقلق قائلا : اية ياحبيتي ماله.؟ 

خرجت منه بعفويه كما يفعل مؤخرا ليزيد من ارتباك فريده التي لم تعد تدري ماهيه مشاعر تجاهها  ولا حتي ماهيه مشاعرها ولكنها تشعر بشعور جيد حينما تجده بجوارها في مثل تلك الوقات..... فحتي ان قالت بأعلى صوتها انها ستكون قادره علي تربيه ابنها وحدها وأنها لاتحتاج لأحد الا ان مع اقل موقف تجد نفسها هشه ضعيفه و وجود ابيها هو مايجعلها قويه..... ومراد ايضا لا تنكر هذا 

...... ،! 

.............. 


انقطع تفكير بدر الثائر علي صوت ذلك الطبيب الذي جاء خلفه... اتفضل يابدر بيه 

بسرعه كان بدر يلتقط منه هذا المغلف بينما يكمل الطبيب ; نتيجه التحليل هتطلع كمان يومين هتستلمه بالايصال ده 

اومأ له بدر ووضع المغلف بجيبه لتشتد  عروقه بينما يري فريده تغادر برفقه والدها الذي يحيط كتفها بذراعه بينما الصغير قابع بين احضانها وبجوارهم مراد الذي امتليء وجهه بابتسامه لم يرد في تلك اللحظة اكثر من ان يلكمه ويحطم له أسنانه ماحي تلك الابتسامه من فوق وجهه..... 

.... قبض بدر بيده علي المغلف الذي بجيبه يحاول رؤيه وجهه الطفل الذي اختفي داخل أحضان والدته ... 

............ بقلم رونا فؤاد 

.... 

ماان دخل الي مكتبه بالقاهرة بعد ان انتوي البقاء لحين انتهاء هذا الأمر ومعرفه الحقيقه حتي تعالي رنين هاتفه مرات ومرات لا تحسب لينظر اليه بعدم اهتمام  

فهو حتي لايريد رؤيه اسمها....! 


قالت ايمان من بين أسنانها هامسه لأمها  :شفتي اهو مش بيرد عليا 

قالت خيريه بخبث.. : هيرد وهيجي علي ملي وشه كمان اول مافاديه تقوله.. انتي بس اصبري ... 

اشارت خيريه لتلك الممرضه فاطمه لتقول بهمس : يلا يافاطمه اعملي اللي قلت لك عليه

ترددت الممرضه تنظر إليهم بشك لتزجرها  ايمان : ما تخلصي يابت انتي 

ماان قاربت غرس تلك الحقنه بذراع الطفل حتي هتفت بها خيريه بتحذير : اوعي الواد يجراله حاجة 

هزت الفتاة راسها قائلة : متقلقيش ياست خيريه هو هيسخن ويتعب يومين وبعدها هيبقي كويس 

قالت خيريه بخبث : وده المطلوب 

قال ايمان بجبروت بينما لا يرأف لها قلب وهي تؤلم طفلها بيدها قائلة : طيب ما تخلصي بقي 

نظرت اليه امها وتابعت ى يلا روحي انتي وقولي لفاديه ان فارس تعبان.... 

................بقلم رونا فؤاد 

... 

تعالي رنين الهاتف مجددا ولكنه كان صوت امه التي هتفت به : ابنك تعبان يابدر... انت فين.. ؟

انتفض من مكانه قائلا :  فارس ماله

: سخن وتعبان ومش، مبطل سؤال عنك...  تعالي بسرعه   

قطع الطريق بسرعه غاشمه بينما لايتوقف عن الاتصال باخيه الذي طمأنه قائلا : والله ماتقلق يابدر شكله واخد برد... انا مع الدكتور اهو واسمع بنفسك 

قال الطبيب : الحمد لله كل حاجة كويسة وطبيعيه.... ارتفاع الحرارة مالوش، سبب .. .. احنا ممكن نعمله شويه تحاليل عشان نعرف سبب زياده الحراره 

قالت فاديه بلهفه ; هو كويس يعني يادكتور 

; ايوة ياحجة.... هياخد خافض الحرارة مع كمادات وهيبقي كويس ان شاء الله 


ماان انصرف الطبيب حتي قالت ايمان بغضب ; شفتي ياماما حتي ابنه مش،فارق معاه..... بتصل بيه من بدري ومردش عليا افرضي كنت بموت 

قالت فادية بسخط وهي تحمل حفيدها الي حضنها : ابني مش، مقصر في حاجة تخص ابنه واول ماعرف جاي علي ملي وشه.... مش وقته ياايمان خدي بالك من الولد اهم من مشاكلك مع بدر 

........ 

دخل بدر مسرعا بقلب لهيف الي المنزل ليقطع درجات السلم ركضا الي غرفه طفله......ليحمل الطفل من يد امه التي قالت بهدوء،: اطمن ياحبيبي كلهم شويه برد 

تنهد وهو يقبل طفله ويحتضنه قائلا : الحمد لله 

بعد ان اطمأن علي ابنه خرج هو وأمه وأخيه ليتجه لغرفته لاستبدال ملابسه وهو يفكر هل يخبر فهد ان ينتظر.... انه أخيه المقرب ولا يخفي عنه شئ ولكن فلينتظر افضل... 

عاد لغرفة طفله ليقول بلهجة إمرة لسعاد وإيمان الجالسين برفقه الطفل الذي انتوي البقاء معه  :  برا 

خرجت سعاد مسرعه ولكن ايمان اتجهت ناحيته لتقول وهي تحتضن ابنها :  لا انا هفضل مع ابني.. هو تعبان ومحتاج حد جنبه

قال بلهجه أمره : انا هفضل معاه اطلعي برا

قالت باصرار لأول مرة : لا 

نظر اليها بدر بغضب لتضم الطفل تحتمي به 

وهي تقول تنفيذ لخطتها هي وامها : انا هفضل مع  ابني  

: وانا بقولك برا 

تنهدت ايمان قائلة بانكسار زائف : كفايه بقي يابدر.... حرام عليك اللي بتعمله فيا  ده انا كنت عملت ايه 

قال بغضب : اللي عملتيه انتي عارفاه كويس 

هتفت بدفاع : قلتلك غصب عني. كانت هتموتني

أشار بيده بحزم : مش عاوز اسمع كلام 

نظرت اليه وبدات بذرف الدموع : انت كدة ظالم 

نظر اليها لتكمل بضعف اتقنته : ايوة ظالم زي عادتك معايا..... انا الوحيده الي حملتها ذنب كل حاجة  مع اني قلتلك خفت عليكم 

بس انت مش عاوز تسمعني ولا تديني فرصه وناسي ان هاشم هو اللي دمر كل حاجة وانه هو اللي راح للخدامه..... احتقن وجهه بالغضب وسرعان مامسك ذراعها بعنف هادرا : اخرسي متجبيش اسمه علي لسانك 

دفعها لتسقط علي الارض باكيه وهي تقول : حاضر يابدر هخرس.... هخرس وهستحتمل منك اي حاجة بتعملها حتي لو قتلتني عشان الموت أهون ليا من اني ابعد عنك.... قامت ببطء لتنظر اليه بعتاب وضعف :  انا ممكن اتطلق منك ومقبلش علي كرامتي اللي بتعمله بس انا مش هعمل كدة ولاافرط فيك ولا في ابني ولا في بيتي....هستحمل... عشان انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك 

اعمل اكتر من كدة يابدر 

خرجت بينما تتعالي شهقاتها ليضرب الحائط بقبضته فتلك اللعينه لعبت علي أوتار رجولته التي لاتقبل ان يكون ظالم كما تقول..... 

يعرف ان هجرها طوال تلك الفتره دون أن يطلقها او يقترب منها خطأ ولكن ماذا يفعل.... لا يستطيع... ابنه من جهه وأخيه من جهه فهو  يعرف ان العداله بأن تاخد عقابها ولكن هل يقول لابنه ان امه قاتله ويعيش موصوم باقي حياته ام يصمت ويبتعد 

ويتحمل ذنبها....!

...... 

وقفت ايمان امام المرأه تنظر لنفسها بغرور  بينما تزيل تلك الدموع عن وجهها الجميل تحدث نفسها بانتصار : قريب اوي يابدر هتجي ليا تاني ... 

نظرت الي انعكاس صورتها  مطولا من شعرها البني الحريري لجمال عيونها وجسدها الممشوق تتساءل كيف لم يراها هاشم....والان أيضا بدر  لتتنهد وهي تقول :طول عمرك تاعبني معاك... 

مش عارفة اوصلك يابدر

دخلت اليها خيرية تسالها بلهفه : ها عملتي ايه؟ 

اخبرتها لتقول خيريه : ها وحسيتي ايه منه..؟ 

: طبعا بيكابر بس انا عارفاه مش هيستحمل الكلام اللي قلته

قالت امها :جدعه قدامك اليومين دول لغاية مالولد يخف عليكي وعليه وعلي فاديه اللي هتخليه يرجعولك 

........... 

... 

نظر سليم حوله بينما دخلت فريده الي غرفه طفلها لينظر الي مراد قائلا بخفوت : لا مفيش داعي 

قال مراد باصرار : مش هسيبك لوحدك ياعمي هسافر معاك يعني هسافر معاك 

تنهد سليم ووضع يداه علي قلبه قائلا بوهن ; 

انا مش قادر اناهد معاك يامراد دلوقتى 

اومأ مراد قائلا ; طيب ارتاح دلوقتي ياعمي وبكرة نتكلم 

: طيب انا هقوم ارتاح شويه 

: وانا هطمن بس علي فريده وسليم وانزل علي طول 

: البيت بيتك ياابني 

........... 

دخل سليم غرفته ليسرع الي حقيبته يخرج منها علبه دواء القلب الخاصه به ليضعها بفمه.... انه مريض وعليه أجراء تلك العمليه كما أشار اليه الطبيب بأسرع وقت ولكنه لايستطيع ان يخبر فريده فهو ما تبقي لها بهذا الدنيا وستنهار ان علمت بمرضه...... 

....... 

قال مراد بابتسامه حينما خرجت فريده بهدوء من غرفه طفلها  : نام 

اومات له فريده بينما تنظر حولها متساءلة : هو بابا فين.؟ 

ارتجفت نظرات مراد للحظة بينما ماتزال ترهب البقاء معه بمفردها ولكنه قال بهدوء :قالي هيرتاح شويه بس انا مرضتش امشي غير لما اطمن علي سليم 

اومات له ليتابع : سليم الصغير  بقي كويس الحمد لله 

ابتسمت له قائلة : اهه... الحمد لله 

انا تعبتك وتعبت بابا النهاردة 

: تعبك راحة ياحبيتي

رفعت عيناها لتلتقي بعيناها لحظات تحاول الوصول لحقيقه مشاعره تجاهها والتي لم تفهمها 

نظر اليها مراد هو الاخر ولكنها سرعان مااخفضت عيناها وهي تقول.... تحب اعملك حاجة تشربها..؟ 

قال ; اه لو ممكن قهوة من ايديك ياريت 

دخلت لتعد له القهوة بينما لم تعد تفهم نفسها هل تحبه ام انه مثل أخيها كما تخبر نفسها دوما...... لا انها بالتاكيد لا تحبه وان مشاعرها تجاهه مجرد حاجة للأمان والاحتواء وليست بحب ولكنها دون ارداتها تعلق نفسها به حتي لا تجرح مشاعره ... فلا تنكر ان بسبب وقوفه بجوارها الفترة الاخيرة لاتستطيع صد مشاعره ناحيتها ولكنها  لم تعد تفهمه هل يحبها ام انه تجاوز هذا الحب الذي كان  يدعيه...! 

تعرف ان مراد ليس بمن يقبل بأن يضحي ويكون اب لابنها وهذا اكثر ماجعلها تري انه لن يكون هناك مايجمعهم وبالرغم من هذا فهناك تواجده الدائم بجوارها ووقوفه معها.... تنهدت بينما انتبهت للقهوة... لماذا كل هذا التشابك فهو لايحدد موقفه وهي ستكون غبيه بأن تري بوقوفه بجوارها انه رجلها المنتظر لقد اخدت عهد علي نفسها بعد تجربتها المريرة مع هاشم ان تعيش لطفلها فقط فهو حلمها الذي انتظرته وتعذبت من أجله سنوات ولن تسمح لنفسها ان تدخل حياته رجل اخر لربما لا يكون اب له فهذا مستحيل ان يقبل بأن يكون ابن لرجل اخر ...لذا يجب ان لا تفكر بأي رجل اخر 


.............. 

.... 

اهتمت ايمان باختيار قميص خفيف يظهر جسدها ووضعت فوقها روب حريري تركت مقدمته مفتوحه لتبدو غير متعمده اثارته وهي تدخل الي غرفه طفلها ... 

كان بدر ممد علي فراش الصغير يضعه علي ذراعه ويده الاخري يضعها فوق عيناه المغمضه يحاول جذب النوم لعيناه المرهقه بينما لايتوقف عقله عن التفكير بكل شئ بدء من معضلته مع ايمان الي ماذا ستكون  نتيجه هذا  التحليل   الي مرض طفله بهذا الوقت وكأنه يخبره ان يهتم به....! دوائر لا نهائية غرق عقله بها فلم ينتبه لصوت فتح ايمان الباب ودخولها.... 

انسابت رائحتها العطرة لانفه بينما تقترب ببطء علي أطراف اصابعها لتلامس خصلات شعرها الحريري صدره العاري وهي تنحني لتحمل الطفل من فوق ذراعه 

ابعد بدر  يداه عن عينه لتلتقي بعيناها التي نظرت اليه بضعف ورجاء بينما تهمس  : انا جيت اطمن علي فارس واديله الدوا... اسفه لو قلقت نومك

تلك المرة لم يثور عليها بل بهدوء سحب يده من اسفل راس الطفل واعتدل جالسا يوليها ظهره بينما ابتسمت ايمان بغرور فعيناه خانته ونظر الي جسدها المكشوف لذا ارتبك ولم يطردها كما اعتاد ... بسرعه قبل ان يفيق ويستعيد ثباته كانت تقول برقه : بدر... ممكن تمسكه عشان اديله الدوا

اومأ لها دون قول شئ ليحمل الطفل بين ذراعيه بينما تنحني ببطء امامه متظاهرة انها تضع الكميه المطلوبه من الدواء بالملعقه.... اشاح بدر بعيناه بعيدا عنها بينما تتعمد اثاره رجولته بتلك الطريقه.... اقتربت منه بينما  تعلق فارس بعنق ابيه رافض اخذ الدواء ... 

لتقترب ايمان اكثر حتي لامس جسدها جسده ليرجع بدر للخلف خطوة بينما تحركت يداها  لينسكب الدواء بتعمد منها علي ملابسها..... بسرعه التقطت بعض المناديل لتجففها ببطء  قصدت به الا ترحم اعصابه ورجولته فهو مهما بدا ثابت كالجبل الا ان بداخله رجل لن يصمد امام اغواء انثي مثلها 

قال بدر حينما اقتربت مرة اخري لتعطي الطفل الدواء : سيبيه انا هديهوله

هزت راسها واقترب مجددا من للطفل القابع بين ذراعيه ;لا خلاص اهو اخده 

ابعد عيناه عنها  بينما وجهه اهتمامه بابنه الذي سكن بين ذراعه بضعف من ازدياد حرارته 

لتقول ايمان بقلق زائف : ياخبر... ..ده سخن تاني... 

قال بدر بقلق : خديه وانا هكلم الدكتور 

قالت : لا مفيش داعي هو كان قايل السخونيه هتفضل تروح وتجي 

... انا هروح اجيب مياه اعمله كمادات زي مالدكتور قال 

هدهد طفله بين ذراعه بينما عادت بعد قليل  تحمل أناء، به الماء البارد ومنشفه صغيرة لعمل الكمادات وهي بداخلها تتراقص فرحا فخطتها تسير علي اكمل وجهه وهاهو بدأ يفقد ثباته بينما لا تتوقف عن اغواءه وملامسته متظاهرة بالعفويه بقربها من طفلها ولا من نظراتها التي توجهها له بضعف ورقه.... أعادت خصلات شعرها للخلف بينما انحنت فوق الطفل تضع الكمادات فوق جبينه  لتظهر مقدمه صدرها  ليشيح بدر بعيناه سريعا عنها ... بعد قليل 

هدات حراره الطفل وغفي بين ذراعيه لتجده يعتدل واقفا ويتجه للشرفه 

قالت بخفوت : بدر انت رايح فين 

قال باقتضاب : خليكي معاه لغايه ما اشرب سيجارة وارجع 


ضحكت بانتصار بينما خرج بدر الشرفه 

ينفث دخان سجائرة فلا يمكن أن يستسلم لغريزته البحته 

...... فهو كان يفعلها بالسابق ولكنه كان أداء واجبه تجاهها ولكن الآن الأمر مختلف فهو بحالته الطبيعيه لا يستطيع لمسها بعد كل ما فعلت ولكنه كرجل يريد قضاء تلك الغريزة التي اندلعت بعروقه بينما انثي جميله شهيه امامه.... انتفض من مكانه حينما شعر بذراعيها تحيط بظهره وتستند برأسها اليه هامسه باغواء لتقضي علي مابقي من اعصابه  : بدر... وحشتني 

.............. 

..... 

نظرت فريدة الي ابيها قائلة : كدة فجأه يابابا هتسافر

قال سليم : ولا فجأه ولاحاجة يافريده.... ده من فترة كان لازم اسافر في البعثه تبع البنك بس انا نسيت اقولك 

قطبت جبينها ; طيب مش عاوز تاخدني معاك 

ليه.؟ 

ضحك قائلا بحنان : هو انا رايح الملاهي ياديدا... ده شغل 

: ماطول عمرك يابابا بتاخدني معاك لما بتسافر

: معلش حبيتي المرة دي مش هينفع... خلاص البنك مجهز ليا كل حاجة مفيش وقت احجزلك معايا 

تنهدت بينما تنظر لابيها بعدم ارتياح فلابد وان هناك شئ يخيفيه عنها : بابا انت مخبي عني حاجة.. ؟

: وهخبي ايه بس...؟

: يعني فجأه تقولي انك مسافر بكرة يابابا ومش عاوزني أشك 

: حبيتي قلتلك انا نسيت اقولك

نظرت اليه تحاول معرفه شيء من ملامح وجهه ليقول سريعا ليلهيها : يلا تفضلي اتكلمي وعطليني عن تجهيز شنطتي وخلينا نتأخر عن عزومه العشا اللي انا عازمهالك

ابتسمت لحنان ابيها ليكمل : يلا روحي اجهزي انتي وسليم وانا هروح نصف ساعه اسلم على عمك واستناكي تحت في العربيه 


.... 

لمعت الدموع بعيون سالم ليقول سليم : وبعدين معاك ياسالم انت كدة هتخليني اندم اني قلت لك 

... نظر الي أخيه وتابع بجديه : اوعي ياسالم فريده تعرف حاجة 

هز سالم راسه ليقول : مراد هيسافر معايا وهيفهم فريده انه في شرم الشيخ وانا لو ربنا كتب ليا عمر وخرجت من العمليه هتبقي تقولها ولو ربنا ماارادتش اوعدني انك هتاخد بالك منها ومن ابنها 

احتضن سالم اخيه ; متقولش كدة ياسليم هتقوم بالسلامه 

: ان شاء الله.... بس اوعدني تاخد بالك من فريدة

: في عنيا ياسليم 

: في حاجة كمان ياسالم لازم تنفذها لو جرالي حاجة 

: اية هي. ؟

; روح لأهل هاشم وقابل بدر اخوه احكيله كل حاجة بس بعد مايوعدك انه عمره ما هيبعد سليم عن حضن امه 

قطب سالم جبينه ليهز سليم راسه قائلا :ايوة ياسالم.... مينفعش الولد يكبر في كدبه زي اللي فريده عملتها... لازم يعرف اهله 

بدر حقاني ومش هيضيع حق ابن اخوه 

.......... 

  ...... 


كان الصباح التالي ثقيل علي فريده التي شعرت بحزن قاتل لسفر ابيها بينما قلبها يشعر بوجود خطب ما.... صباح بدر كان مماثل بينما ترك المنزل منذ ساعات الفجر الاولي وهو يتذكر بكاء ايمان التي ظلت تهتف به حينما ابتعد عنها  : انت كدة بتظلمني حرام عليك.....! 

ظالم نعم ولكنه لايستطيع ابدا الاقتراب منها بينما يراها السبب في موت اخيه ليقول باقتضاب ; لو عاوزة تتطلقي معنديش مانع... هطلقك وهديكي كل حقوقك وابنك مش، هحرمك منه تقدري تشوفيه في اي وقت     وحتي لو عاوزة تتجوزي تاني مش همنعك 

تركها وانصرف من المنزل باكمله لتحطم الغرفه بغل وحقد وتجذب خصلات شعرها بغضب... ماهذا الكيان الجبار المتمثل بهذا الرجل...! 

........... بقلم رونا فؤاد 

.... 

اسرعت سعاد اليها تحاول تهدئتها لتدخل فاديه علي صوت بكاء الطفل الذي انفزع من صوت تحطيمها للاشياء.. في أية ياايمان 

التفتت الي فاديه ببكاء : عاوز يطلقني ياماما..... بدر خلاص مش عاوزني 

بيقولي اطلقك واتجوزي غيري.... 

زمت فاديه شفتيها فهل وصل به الحال ان يخبرها بمثل  هذا الكلام 

: طيب اهدي.. هو فين... ؟

; معرفش 

....... تنهدت فاديه بينما عجز عقلها عن فهم سبب أفعال ابنها بعد موت أخيه .. تعرف انه لايحب زوجته ولكن بدر ليس بالرجال الذين يعترفون بالحب وطوال عمره يتعامل بعدل فلما يكون ظالم معها فهي زوجته ولها حقوق...

: اية ياأمي... أجاب بدر علي هاتفه 

: انت فين ياابني..؟ 

: عندي شغل في مصر .... فارس كويس 

: اه اطمن... راجع امتي 

: لسة مش عارف

: طيب يابدر متتاخرش عشان عاوزاك ضروري 

: في أية ياأمي.؟ 

: لما تجي ياابني ترجع بالسلامه 

......... 

قطبت جبينها بينما تعالي رنين جرس الباب فابيها مسافر منذ يومان ومراد ايضا لن يأتي فهو بشرم الشيخ....... ربما عمها او زوجته  

فتحت الباب لتتفاجيء به امامها..... عقدت حاجبيها ورددت... بدر 

ظل صامت لحظة ينظر اليها فكيف بإمكانها ان تفعل فعلتها......!! 

استغربت من مجيئة الي منزلها ولم يبدر لذهنها اي سبب لمجيئة خاصة وهو بهذا الصمت 

قالت بتهذيب : متأسفه مش هقدر  اقولك اتفضل لان بابا مسافر وانا لوحدي 

رفع بدر حاجبه قائلا بنظرة غريبه لم تفهمها :لوحدك..؟!

...امال ابنك فين ...؟

عقدت حاجبيها وارتجفت ملامحها بخوف واضح وهي تردد :  ابني 

اومأ لها قائلا بجمود :  اه.. انتي مش عندك ولد برضه 

تعالت دقات قلبها واحتقن وجهها بينما تقول بتعلثم : انا.. اا

نظر بدر اليها وكأنه فهد يستعد للانقضاض علي فريسته وهو يسالها : بس ياتري ده ابنك ولا ابن سليم بيه 

تلجم لسانها تنظر اليه بينما تراه لأول مره بتلك الهيئة الغاضبه بينما اكتشف خديعتها... 

قال باتهام حاد : لية خبيتي ان هاشم عنده ابن...؟ 

كان كل انش بها ينتفض فما كانت تخشاه حدث وعرفوا بوجود طفلها ولابد انه سياخذه منها... 

هزت راسها بلاوعي تردد :  مش ابنه... 

عقد حاجبيه بانفعال ممانطقت به :امال ابن مين .؟ 

قالت بجراه زائفه فلا شئ يعنيها الا الحفاظ علي طفلها :حاجة متخصكش سليم.... ده ابني انا 

نظر اليها هادرا من معني كلماتها ; اية مالوش اب 

هتفت به : لية اب ... بس دي حاجة تخصني انا 

انفعل بشده ليقول بغضب :

وانا مصمم اعرف لو الولد ده مش ابن اخويا زي ما بتقولي... يبقي ابن مين 

قالت بغباء : اتعرفت علي واحد وانا مسافرة وخلفت 

تغيرت ملامحه بشر رهيب بينما اجتاح الغضب الاهوج عيناه لتتفاجيء به يمسك بذراعيها بقوة مزمجرا :اخرسي... انتي ازاي تقولي كدة عن نفسك...... الولد ده ابن اخويا ومن صلبه 

ترك يدها لتترنح للخلف تفيق من سوء تصرفها.... وبشاعه معني كلماتها 

اخرج من جيب سترته تلك الورقه ووضعها امامها والتي بها نتيجة التحليل  والتي تؤكد انه عم الطفل 

ارتجفت نظراتها وتعالي صدرها صعودا وهبوطا بينما فقدت النطق لتهز راسها بهستريا فهو انتوي الشر وسياخذ طفلها منها : مش، ابنه.... ابني انا... ابني انا 

هدر بها بدر بغضب : ابنك اللي ضيعتي نسبه وحرمتيه من اسم ابوه 

امسك ذراعها بقوة وتابع بانفعال :بأي حق تعملي كدة بأي حق تخلية يكبر وهو مش عارف عيلته ولا حتي مكتوب علي اسم ابوه ليه تعيشيه احساس ابن ال... صمت ولم يستطع نطقها فهل يقول عن ابن اخيه كما قالت ابن حرام 

قال فريدة بينما غص حلقها بالدموع : انا ممكن اعمل اي حاجة عشان ابعده عنكم 

صرخ بها بدر ; لييييه 

لمعت الدموع بعيونها قائلة :عشان هتاخدوه مني 

قال بعصبيه فلا مبرر لفعلتها ابدا : ده بس اللي فكرتي فيه... اننا ناخده منك

... مفكرتيش ان من حقه يعرف عيلته مفكرتيش ان من حقه يتمتع بورثة في ثروة ابوه مفكرتيش ان من حقه يكون له اعمام 

مفكرتيش لما يكبر ويسالك اسمه ازاي علي اسم ابوكي..... هز راسه بغضب انطفيء بنظرة عيونها الباكيه بينما يقول :ليه عملتي كدة 

بقلم رونا فؤاد 

: عشان كنتوا هتاخدوه مني 

قال وهو يهز راسه ; مكنش حد فينا هيحرمك من ابنك ابدا 

: كلام.....انا واثقة ان اول حاجة كنتوا هتعملوها اول ماتعرفوا بوجوده كنتم هتاخدوه مني عشان كدة خبيته عنكم خفت منكم بعد كل اللي عملتوه فيا... خفت ابني يتظلم زيي ويتحرم من أمه قدام رأي والدتك اللي لا يمكن تسيب ابن هاشم يكون في حضني 

:تقومي تمحي اسم هاشم..... نظر اليها باتهام وتابع :حتي لو كلامك صح....كان فيه، مليون طريقه تكون عيلته في حياته من غير ماتبعدي عنه... مكنتش هسمح لحد يحرمك من ابنك ابدا.... هز راسه بأسي وتابع : 

انا مش متخيل انك تعملي كدة 

نظرت اليه فريده وقالت بقوة : لا تخيل... لو كنت مكاني هتتخيل اكتر من كدة 

لو كنت مكاني ومشفتش من العيلة دي يوم حلو كنت هتتخيل.... انا كنت بتعاقب علي ذنب مش ذنبي.... مع كل طفل كان بيروح مني كانت بتتعلق ليا المشانق وكأن اللي راح مش ابني....كنت هتتخيل لو اتعذبت زيي عشان يكون عندي طفل...كنت هتتخيل لو اكتفيت بالطفل ده من الدنيا وعشان كده هو كمان لازم يكتفي بيا 

ارتجف قلبه لكلامها الموجع ولكنه قال برفض : مش من حقك تحرميه من اسم ابوة

هتفت بعناد :لا من حقي.... ده ابني انا وبس 

قال بدر بانفعال : ابن هاشم الطحان 

هدرت دماء الخوف بعروقها وتعالت غريزتها بالدفاع عن حقها بطفلها ستفعل اي شئ.    بلحظة جذبت تلك  الورقه من يد بدر ومزقتها لتهدر به بغضب وتحدي بعد ان مزقت النتيجه التي تثبت نسب الطفل  : اثبت..!! 

.. ابني بشهاده ميلاد تثبت انه ابن سليم الغانم مش هتقدر تعمل حاجة... 

ولو عاوز ترفع قضيه ارفع مش هتستفيد حاجة غير ان اسم عيلتك هيتضر

لاني هقول انه مش ابن اخوك..  .. انا مستعده أعمل اي حاجة عشان ابني ميبعدش عني 

نظر اليها بعدم تصديق فهل تضحي بسمعتها من أجل الحفاظ علي طفلها 

ليردد : انا مكنتش ناوي ابعد ابنك أبدا عنك 

.... بس طالما عاوزة كدة معنديش مانع 

انتي حاربي عشان تحرمي ابنك من كل حقوقه علي الاقل انه يكون له اب 

وانا هحارب ان ابن اخويا ياخد كل حقوقه  ويعيش مرفوع الراس بدل مايكبر ويتقال عنه ابن حرام... 

طفرت الدموع الغاضبه من عيونها لتنفجر به فهي لن تفرط بظفر طفلها مهما حدث لتدفعه بصدره بقوة  صارخه :   مش هتاخده مني.... مش  هتاخدوه مني..... علي جثتي 

اللي هيقرب من ابني هموته 

نطر اليها بدر بثبات... : ابن هاشم هيكتب بأسم ابوه وانا اللي مش هسمح للمهزله دي تستمر 

تركها وانصرف لتجر قدماها بسرعه لغرفه طفلها تحتضنه وتتقافز الدموع من عيونها فهو انتوي الشر 

...........

...انخلع قلب سليم بينما تحادثة فريده : مالك يافريده

: مفيش يابابا 

.. انا قلقانه عليك وعاوزة اسافرلك.. احجزلي اول تذكرة 

ستذهب لابيها وهناك تخبره بكل شئ... ستسافر بابنها ولن تعود مجددا....! 

القانون بصفها ولكن ان فتح بدر قضيه تزويرها بنسب سليم ربما يحكم القاضي لهم باخذ الطفل وهي لن تغامر.... 

في ظلام الليل كانت بطريقها للمطار فطيارتها بالصباح ولكنها لن تبقي بالمنزل لربما يعود بدر..... دارت كل الأفكار السيئة براسها بينما انتفضت علي صوت مكابح السيارة التي استقلتها للمطار حيث اوقفها السائق حينما أوقف بدر سيارته امامه..  بغضب جحيمي كان يفتح بابها فهل تهرب بالطفل بعد كل مافعلته... قبل ان تستوعب  او تفعل شئ كان بدر يهدد السائق ليظل مكانه بسلاحة 

ويتنزع الطفل من بين ذراعيها بعد مقاومه ضاريه منها..... صرخت واسرعت تنزل من السيارة خلفه ولكنه سرعان ماقاوم قلبه الذي رفض مايفعله بها وانطلق مسرعا.... 


.......... 

.... 

كالمجنونه كانت تبحث عن مكان منزل بدر الذي لاتعرف عنه شئ....هل تذهب للشرطة... ام لعمها.... ام مراد الذي اتصلت به الآلاف المرات بلاجدوي.... لا يمر الوقت والدموع تغشي عيونها وهي وحيدة لاتعرف ماذا تفعل.... هل تخبر ابيها... لا سيموت مثلها ان عرف انهم اخذو طفلها.... جلست علي الرصيف تبكي بقهر شديد فطفلها ضاع منها...! 

ظلت ضائعه ببكاءها حتي الصباح 

مسحت دموعها وقامت من مكانها فهي لن تتركه ابدا.... ان ارادو اخذ طفلها فليقتلوها.....! 

وقفت بحاله سيئة اسفل مقر شركه بدر 

ليسالها احد الحراس : مين حضرتك 

هدرت به بغضب وهي تدفعه من امامها : اوعي.. عاوزة اقابل بدر 

قال الحارس : بدر بيه مش موجود 

هدرت بشر ; اوعي من قدامي انت كداب 

: والله يامدام بدر بيه مش موجود 

هتفت به من بين دموعها الغاضبه ;فين بيته.؟ 

صمت بينما يتبادل النظرات من زميله فمن هي تلك المرأه ولماذا تبحث عن بدر 

وماحالتها البائسه تلك..... لرؤيته حالتها اتصل ببدر الذي كان يتوقع مجيئها ليقول :ماشي يامحمود دخلها مكتبي انا جاي علي طول 

رفضت ان تتحرك من مكانها لتظل واقفة بالشارع وعيناها الغائرة بالبكاء تنظر بداخل السيارات عسي ان يكون طفلها بداخل احداها.....انها علي وشك الجنون ولا يلومها احد فهذا الطفل حياتها باكملها 

ماان أوقف بدر سيارته حتي اندفعت اليه تتهجم عليه صارخة ;  ابني فييين.. ؟

اقترب الحارس بسرعه يحاول ابعادها ليشير له بدر بالتوقف مكانه..... امسك بدر بيدها يوقفها عن محاولتها التهجم عليه قائلا : تعالي معايا يافريده 

هتفت به بقوة من بين دموعها الشرسة : مش رايحة في حته..... انا عاوزة ابني 

جذبها للداخل بينما لم تتوقف عن الصراخ به  ... ابني فين يابدرر

فتح مكتبه وسط نظرات العاملين لديه وادخلها وأغلق الباب....صاحت به بجنون :  ابني فين. ؟

تفاجيء بها تمسك بتلابيبه صارخة : انا هقتلك لو مقلتش وديت ابني فيين

امسك بيدها يتحلى بالهدوء لما تفعله... اهدي عشان نتكلم

صرخت به وهي ماتزال تمسك به 

... مفيش كلام انا عاوز ابني..... ابني فين.. ؟

سرعان ماتراخت قبضتها علي ملابسه 

لتنهار ببكاء حار : انت ليه بتعمل فيا كدة....  حرام عليك.....حرام عليك يابدر انت اكتر واحد شاف اللي حصلي... 

اهتز قلبه ولعنه بكل اللعنات بينما اعتصر انهيارها ثنايا قلبه ليجد يداه تمسك بكتفها بحنان قائلا بصوت اجش من فرط انفعاله فهو لم يتخيل يوما أن يكون سبب دموعها ليدافع عن نفسه ;انتي اللي اضطرتيني اعمل كدة..... كنتي عاوزاني اسيبك تاخديه وتسافري

قالت برجاء ; مش هسافر بس قولي هو فين.. ؟

هز راسه يحاول الا يتأثر بها ويفعل الصواب :

مقدرش

نظرت اليه بعدم تصديق بيننا تندفع الدموع من عيونها تلهب وجنتها : يعني ايه.... ؟؟ هتحرمني من ابني..؟ 

قال : اكيد لا 

قالت بوجع قلب ; امال ايه..... انت ليه بتعمل كدة فيا..... ليه بتلعب باعصابي حرام عليك انت عمرك ماكنت كدة

...... طول عمرك واقف جنبي 

قال بانفعال : ودلوقتي اللي بعمله ده خوف عليكي وعلي ابنك 

صرخت به بعصبيه ; كداب 

قال بهدوء : جايز مش، هتفهميني دلوقتي.... بس هتفهمي قدام لما ابنك يكبر ويبقي مكسوف من الوضع اللي انتي حطاه فيه بأسم غير اسمه ولا انه ابن شرعي وله اب وعيله 

امسك بكتفها وتابع بجديه : فريده افهميني اللي عملتيه غلط 

ابعدته عنها : مش عاوز افهم حاجة انا عاوزة ابني 

هز راسه وزم شفتيه قائلا : للأسف طول ماانتي مصممه انه يبقي معاكي واحنا لا مش هنوصل لحاجة ..... انتي بتعاندي وخلاص وانا  قلتلك المهزله دي لازم تنتهي والوضع ده يتصلح.... ولازم نوصل لحل الاول  

نظرت اليه وهي تمسح دموعها : حل ايه؟ 

قال بثبات : لازم تقبلي ان سليم يكبر وسط عيلته

بقلم رونا فؤاد 

هتفت بدون تفكير ; مستحيل 

نظر اليه قائلا : ليه.؟ 

قالت بعصبيه ; انت عارف ليه.... انا مستحيل ادخل البيت ده مرة تانيه بعد اللي حصلي فيه 

قال بثبات : انسي كل اللي حصل زمان.... خلينا في دلوقتي وعد مني محدش هيضايقك ولو بمجرد بصه متعجبكيش.....هتعيشي في البيت معززة مكرمه.... هنفذ كل اللي انتي عاوزاه ولو عاوزة تشتغلي امسكي نصيب ابنك واشتغلي معانا.... هنفذ كل طلباتك قدام شرط واحد ان سليم يكون في بيت الطحان 

نظر الي عيونها التي تهدد بعاصفه وتابع :

فكري يافريده في مصلحة ابنك قبل مصلحتك 

قالت باحتدام ; مستحيل ادخل البيت ده تاني

هز بدر راسه موفقا : هعملك بيت مستقل ليكي انتي وسليم نظرت اليه ليهز راسه قائلا :

اه متسغربيش..... كل اللي يريحك انا هعمل انتي بس وافقي وبلاش تخليني اعمل حاجة انا مش عاوزها  

لا..... صرخ عقلها حينما جابت صورة فاديه براسها لتهز راسها فكرامتها لاتقبل ان تذهب إليهم مرة اخري 

نظر اليه بدر بنفاذ صبر يريد أن يلين عقلها اليابس ولايضطر لأخذ الطفل منها كما فعل :

قلتي ايه يافريدة 

اشاحت بوجهها قائلة :انا عاوزة اشوف ابني 

قال متنهدا ; قلنا لما نتفق 

هزت راسها باصرار ;لا انا عاوزة اشوف ابني الاول.... 

نظر اليها بدر لتنظر له باصرار : اشوف ابني و افكر 

قال بدر وهو يهز راسه : ماشي يافريدة.... هاخدك عنده 

بس اعرفي ان مفيش قدامك حلول.......

انتي بجدارة محيتي وجود ابن هاشم وانا بمنتهى السهوله اقدر اثبت وجوده وابعده عنك

نظرت اليه باحتقار.... مكنتش اتخيل انك كدة

; انتي اللي خلتيني كدة لما حرمتني من ذكري اخويا

اشاحت بوجهها قائلة : لو سمحت خدني عند ابني .. حرام عليك انت وديته فين ومين واخد باله منه.... هو اكيد محتاج ليا

: متقلقيش ابن هاشم كويس وفي بيتي مع واحده بثق فيها 

: طيب خدني عنده 

قال بثبات : بس لو رحتي مش، هتخرجي، من البيت الا لما تكوني واخدة قرار يا تفضلي مع ابنك ياتخرجي من حياته 

بقلم رونا فؤاد 

......... الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !