بعد البدايه الفصل التاسع

0

الفصل السابق

 ممنوع تماما نقل او نسخ أو نشر الروايه في أي مكان أو منصه أو جروب حيث ام جميع الحقوق محفوظه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله 

قال بثبات : بس لو رحتي مش هتخرجي، من البيت الا لما تكوني واخدة قرار يا تفضلي مع ابنك ياتخرجي من حياته

نظرت اليه فريده لتمتليء نظراتها فجأه بالكراهيه له فبعد ان كان دوما يدافع عنها وكانت دوما تحتمي به أصبحت تخاف منه وتريد احد ليحميها منه بعد ان رأت الوجه الحقيقي له..... التقت نظراتها بعيناه ليشعر بقلبه يتمرد علي أفعاله الذي انصاع لعقله... وهو متاكد ان مايفعله هو الصواب فلا سبيل معها إلا مايفعله الان......فقد حاول التحدث معها بهدوء و كانت النتيجه انها صممت وتمادت في خطأها وأخذت الطفل لتهرب به اذن ليس هناك سوي تلك الطريقه الصعبه لاعادتها عن التمادي في خطأها... 

تهكمت بغضب واضح :  انا اخرج من حياه ابني...! 

هزت راسها وتابعت بغضب شديد : بأي حق... انت مين اصلا عشان تقولي كدة.... ؟! 

رفعت عيناها الشرسة امامه لتخاف به بتحدي : سليم انا امه..... انا حياته.... انا وبس واللي يفكر مجرد تفكير يبعدني عن ابني انا هقتله.... نظر اليها فكم تغضبه طريقه حديثها معه والتي لم يتجرا احد مثلها علي الوقوف امامه بتلك الطريقه وتهديده ولكنه يلتمس لها العذر انها ام تدافع عن طفلها 

ليقول من بين اسنانه : من غير تهديد يافريده  عشان انا متخلقش اللي يهددني.... اعرفي كويس اوي ان محدش هيبعدك عن ابنك 

الا لو انتي صممتي علي اللي في دماغك  

هتفت به باندفاع : يبقي انت اللي تبطل تهددني بابني وافتكر كويس اوي يابدر اللي انا استحملته عشان ابني..... 

انا اللي مات ليا اربع أطفال قبله..انا اللي فاديه هانم كانت بتحاسبها حساب الملكين وكأني قاصده اموت ولادي.... انا اللي اخوك كان بيخوني بالرغم من كل اللي استحملته عشانه.... انا اللي ربنا عوضني بسليم عن كل اللي حصلي 

زم شفتيه وفرك وجهه بانفعال فما تقوله يعلمه وعاشة معها وليست بحاجة لفتح جراحها من جديد ليتنهد قائلا :وانتي عشان اتظلمتي تقومي تظلمي ابنك.. 

نظرت اليه ليهز راسه : لو لغايه دلوقتي مش شايفه ان اللي عملتيه ده أقصي درجات الظلم تبقي غلطانة.... ومش غلطانه وبس لا وانانيه كمان يافريده... لما تعاقبي ابنك بالطريقه دي تبقي بتظلميه بانانيتك ومش شايفه غير نفسك.... انتي متخيله ان ابنك لما يكبر ويبقي شاب هتحكيله ويفهمك ده اللي انتي متخيلاه بس ياتري هيفهم اية من وسط نظرات زمايله له  ولا البنت اللي هيحبها مثلا ولا في شغله ولا في جامعته ولا.. ولا... ولا اية.... ناوية تمسكي فرد فرد تحكيله عن ازمتك في جوازك وانك عشان تخبيه عن عيلته كتبتيه علي اسم جده.... 

انه محق بكل كلمه نطق بها ولكنه العناد...! 

نظر اليها واكمل بينما يعرف انه سيؤلمها بالحقيقه البحته دون زييف او تعاطف : فريده عارف ان اللي حصلك مش سهل بس كمان انتي ولا اول ولا اخر واحدة يكون عندها مشاكل في جوازها.. ولااانتي برضه الوحيدة اللي جوزها خانها.. ولا انتي الوحيدة اللي تعبت عشان تخلف.... 

انا معاكي انه صعب بس ابنك مالوش اي ذنب تعاقبيه وتحرميه ان حياته تكون احسن من حياتك... 

لامس كلامه المنطق والحقيقه التي طالما هربت منها لتقاطعه رافضه سماع المزيد ;  خدني لابني لو سمحت 

نظر الي عنادها واصرارها علي خطأها ليهز راسه بقله حيله قائلا  : ماشي يافريده... هاخدك لابنك... بس ياريت تشوفي مصلحته فين... 

....... 


ركبت بجواره السياره لينطلق بها وعيناه كل بضع دقائق تنظر اليها بينما لاتتوقف هي عن النظر له بكراهيه وغضب لانه وضعها امام تلك الحقيقه التي تكابر وتنكرها كلما كان ابيها يحاول التحدث معها بها....... 

أوقف السيارة أسفل شقته بتلك العمارة الانيقه...... ونزل منها يزفر بضيق فهي عنيده متمرده  وياليتها علي صواب  لتتمسك برأيها بتلك الطريقه...! 

بقلم رونا فؤاد 

ماان فتح باب الشقه حتي اندفعت للداخل   تنادي ابنها بقلب لهيف..... سليم.. سليم

خرجت علي صوتها امرأه بالثلاثينات من عمرها تحمل الطفل لتسرع فريدة ناحيتها و تنتزعه من بين ذراعيها.... 

أشار بدر للمرأه عواطف زوجه جسار حارسة والتي جابها للاهتمام بالطفل بأن تدخل الي للداخل ليقف لحظات غاصب من نفسه لحرمانها من طفلها بينما يري لهفتها علي طفلها التي امتزجت بدموعها التي انسابت بينما تغرقه بالقبلات ليقول بهدوء بينما يريد أن يترك لها المجال لتأخذ راحتها مع طفلها : انا همشي وهسيبك لغايه الصبح تفكري في كلامي وتعرفي ان كل همي مصلحتك ومصلحة ابن اخويا 

اوقفته قبل ان يغادر قائلة وهي تضم طفلها اليها : مش محتاجة تفكير...

نظر اليها باستفهام لتكمل : ماشي يابدر اكتب الولد بأسم ابوه وتقدرو في اي وقت تشوفوه مش همنعه عنكم

رفع حاجبه باستفهام : نشوفوه.. ؟

اومات له قائلة : اه... بيت بابا مفتوح 

اذن مازالت تدفعه الخيار الصعب ليقول :اظن كلامي كان واضح..... ابن هاشم هيكبر في بيت عيلته

قالت بحدة : عيلته اللي انت عارف اني محدش فيهم بيحبني ولا هيقبل وجودي 

قال بثقة : الوضع هيختلف بعد وجود سليم وهتشوفي 

قالت بينما تهز كتفها : معنديش استعداد اعيش هناك تاني..... نظرت الي عيناه برجاء وتابعت ; لية عاوز تعمل فيا كدة يابدر 

لية عاوزني اروح البيت ده تاني 

تألم قلبه لرفضه رجاء عيونها بينما يقول برفق : ده الطبيعي.... هو مش لو كان ابوه موجود كان الولد هيتربي في بيت الطحان 

قالت بانفعال : بس الوضع اختلف وابوه مات.... لية بقي تحكم عليا اكون في مكان مش بحبه.... انا مش عاوزة ابني يطلع زيكم 

عقد حاجبيه باستنكار : زينا..! 

اومات له : اه.. واحد معندوش قلب جبروت مستقوي بعيلته وفلوسه 

قال باستنكار : انتي شايفانا كدة

خفضت عيونها قائلة : كنت شايفاك غيرهم لغاية اللي عملته

احتدت ملامحه : اللي عملته رد فعل علي اللي عملتيه.... ازدادت نبرته جدة بينما تابع :كنتي عاوزني اعمل اية لما فجأه اكتشف ان اخويا عنده طفل ونسبتيه لابوكي وخبيتيه عننا طول الوقت ده.. اقولك برافو 

تنهد قائلا : انا مش عارف انتي ازاي مقتنعه باللي عملتيه اصلا ومش مقتنعه ان اللي بعمله هو مصلحة ابنك 

: مصلحتي تفرقني عن ابني 

: مصلحتك ابنك يكبر وسط عيلته 

هيقوي بينا وهنكون انا وفهد بدل ابوة 

تهكمت : وانا ابقي زي فاديه هانم 

اشاح بوجهه قائلا : امي حاله تانيه 

نظرت اليه قائلة : لية مش كلكم شافين عظمتها عشان كانت قويه وحافظت علي ثروة ابوكم 

قال بدر ; ودي حقيقه.. امي حافظت علي ثروة ابويا بعد موته وطلعنا رجاله بالرغم من انها ربيتنا لوحدها 

أفلتت الكلمات منها : الله اعلم 

نظر اليها بغضب من مغزى كلماتها السخيف لتقول : اسفه مقصدش.... انا بس عاوزاك تفهمني

بقلم رونا فؤاد 

قال بحدة :افهم ايه...؟ 

نظرت لطفلها ثم الي بدر قائلة : تفهم اني ام بحافظ علي ابني... يابدر انا عارفة اني غلطت بس كان ليا أسبابي اخاف منكم..... مهما تقولي أن والدتك هتقبل وجودي مش هقتنع... اه طبعا هتحب سليم بس انا مستحيل تحبني بعد كل اللي كان بينا وكل اللي هتفكر فيه ازاي تاخده مني وتضمن وجوده في حضنها... عيلتك كلها مش هتشوف غير اني طمعانه في ثروتكم.... عشان كدة انا قلت ابعد ابني عن كل ده واحميه.... 

نظر اليها ليقول : انتي وابنك في حمايتي 

كما اعتادت دوما ان تري بعيناه الأمان والسند ولكن تلك المرة بداخلها  شعور سئ يجعلها نرفض وتتمسك بعنادها 

: بدر 

تنهد قائلا : معتقدش في كلام تاني يتقال يافريده..... قلتلك انتي وابنك في حمايتي لو ده اللي مخوفك...

ياله من رجل برأس يابس كالصخر.... لن يفلح معه النقاش نظرت ألي طفلها الذي أخذته بين ذراعيها تفكر هل بالفعل ستذهب الي هذا المنزل بقدميها...! 

سيأخذ منها الطفل ان صممت علي راسها لذا عليها ان تفكر بحل احر 

: انا همشي دلوقتي عشان اسيبك ترتاحي وارتب كل حاجة عشان رجوعكم معايا 

.... وبكرة هكون عندك 

عقدت حاجبيها : انت هتسيبني هنا

اومأ لها : اه 

: لا انا لازم ارجع بيتي 

ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه فهل تظن نفسها ذكيه... فريده هو مش شغل عيال صغيرين...

نظرت اليه ببراءه ; وانا عملت ايه... انا لازم ارجع البيت عشان ارتب انا كمان نفسي وكمان عشان عمي ميقلقش عليا 

نظر اليها لتخفض عيناها سريعا فهو ينفذ لاعماقها ويفهم انها لم تستسلم بتلك السهوله ليقول ; سيبيلي انا الموضوع ده... بكرة هعدي عليكي واخدك بيتك ترتبي كل اللي انتي عاوزاه 

نظرت اليه بغيظ لتفلت منه ابتسامه علي هيئتها الغاضبه... ابعدت عيناها سريعا عن تلك الابتسامه  التي قلما تراها علي شفتيه.... تغلغلت رائحة عطره الرجولي أنفها بينما تفاجأت به يقترب منها ويطبع قبله حانيه علي جبين سليم... 

ارتجفت فجأه من وجوده بهذا القرب منها لتتراجع للخلف بارتباك بينما جاهد بدر لإخفاء ارتباكه وهو يقول : لو عاوزة حاجة خلي عواطف تتصل بيا.... 

............ 

.... بقلم رونا فؤاد 

عقد فهد حاجبيه بغضب قائلا : وبعدين ياندي من امتي بتكسري كلامي..؟ 

قالت ندي بنبرة منفعله : عشان انت مش حاسس بيا يافهد.... انا بقالي سنين في نفس الكلام وانت مصمم علي رايك 

نظر اليها بغضب ; كلام ايه اللي عاوز اني أوافق عليه... عاوزني اسيب بيت العيله هو ده اللي عاوزاني أوافق عليه 

قالت ندي : وفيها ايه..؟ 

: فيها ان ده بيت الطحان .. ولاده واحفاده بيكبروا فيه... وانتي عارفه كدة من اول يوم دخلتي فيه... يبقي تبطلي الاسطوانه الماسخه دي 

اولته ظهرها قائلة : مش هبطل يافهد 

ضيق عيناه بشر يسالها : يعني ايه..؟ 

: يعني انا زهقت من المشاكل اللي بتحصل في البيت ده... مش هقعد فيه انا وولادي 

قال بانفعال : انتي بتهدديني 

زمت شفتيها قائلة : لا انا بخيرك يافهد..... ياتجيبلي بيت لوحدي نعيش فيه يا اروح بيت اهلي انا وولادي 

: لوحدك.....! 

التفتت اليه ليكررها بثبات : تروحي بيت اهلك لوحدك.. ولادي لا... 

طفرت الدموع من عيونها : بالبساطة دي بتفرط فيا يافهد 

: عشان انتي اللي بدأتي لما افتكرتي تلوي دراع فهد الطحان.... 

انتفضت حينما خرج من الغرفة صفق الباب خلفه بعنف لترتمي علي الفراش باكيه فهي أصبحت تكره هذا المنزل بوجود تلك العقرب التي تسمي ايمان والتي لاتتوقف عن ازعاجها وهي تعبت من كثرة الشكوي لفهد.... كما ان ظروف تعب فاديه جعلتها تفرد اجنحتها اكثر وكأنها صاحبه المنزل....! 

ماذا تفعل...... ؟!. 

.............. 

...نزل فهد بخطوات غاضبه ليتجه الي سيارته بنفس لحظة دخول سيارة بدر الذي قال ; فهد عاوزك 

قال فهد باقتضاب ; مش رايق خالص يابدر بعدين 

:مفيش بعدين... موضوع مهم 

علي مضض دخل فهد خلفه الي غرفه المكتب لينادي بدر فتحيه ; خلي الست فاديه تنزل عاوزها في مكتبي 

....... 

.... 

نظرت ايمان الي سعاد التي نقلت لها مشاجرة فهد وندي التي تنصتت لها لتلوي شفتيها : بقي كدة ياندي هانم... عاوزة بيت لوحدك... 

قال سعاد بشماته : بس فهد بيه أداها فوق دماغها.. تستاهل 

أخرجت ايمان بضع ورقات ماليه من جيبها قائلة : خدي يابت ياسعاد مش خسارة فيكي   

ابتسمت سعاد بسعه وهي تختطف تلك الورقات لتقول لها ايمان : عاوزة دبه النمله اللي تحصل في البيت اعرفها 

; متقلقيش ياست ايمان 

ابتسمت ايمان قائلة : طيب يلا روحي وخليني بقي اروح اقول لفاديه علي اللي الهانم بتوز ابنها يعمله لما نشوف هتعمل فيها ايه..؟! 

...... 


اتجهت ايمان لغرفة فاديه التي كانت جالسه الي مقعدها تنظر بحسره باتجاه صورة ابنها الموضوعه علي الطاوله بجوارها.... 

: ماما فاديه..

التفتت لها فاديه قائلة: تعالي ياايمان 

ماان فتحت فمها لتتحدث حتي دخلت فتحيه مسرعه ; ست فاديه... بدر بيه عاوزك في مكتبه 

نظرت ايمان اليها قائلة : هو بدر رجع 

; ايوة ياست ايمان لسة راجع وعاوز الست فاديه 

قالت فاديه : طيب روحي وانا نازله وراكي 

التفتت الي ايمان قائلة : كنتي عاوزة تقولي ايه ياايمان ..؟ 

هزت كتفها : ابدا ياماما... انت كنت جاية اقعد معاكي.. بس مش هعطلك انزلي شوفي بدر اكيد عاوزك في حاجة مهمه 

اومات لها فاديه ونزلت لتسرع ايمان تنادي سعاد : انتي يابت ياسعاد 

: نعم ياست ايمان 

همست ايمان باوامرها ان تتصنت لما يحدث بغرفة المكتب لتقول سعاد برجاء : لا ياست ايمان ابوس ايدك لو بدر بيه شافني هيقطع رقبتي 

قالت ايمان بشر ; ده انا اللي هقطع رقبتك لو منفذتيش حالا اللي قولت عليه.... امشي انجري وانا مش هخلي حد يشوفك... امشي يابت

..... 

بقلم رونا فؤاد 

اسرعت سعاد تنفذ أوامر ايمان لتتصنت علي هذا الحديث الدائر بين بدر وأمه وأخيه 

شهقت ووضعت يدها علي فمها بصدمه كما حال فهد وفاديه التي ارتجف كل انش بها بينما تهتف بعدم تصديق من بين شفتيها المرتعشه فهل يكون لها ذكري من ابنها الراحل .... هااا.... هاااااشم.... هااشم له ابن....

خانتها دموعها لتقول... انت بتقول اية يابدر.. اخوك له ولد.... هاشم ابني له ولد 

ظلت تردد بلاوعي او استيعاب 

نظر فهد لاخيه بصدمه : انت بتقول اية يابدر.... ازاي ومن مين 

قال بدر :اية يافهد هيكون ازاي ومن مين يعني... 

ضغط علي أسنانه فتلك الحقيقه الوحيدة التي يكرهها ان يذكر نفسه انها كانت لرجل اخر سواه....فريده

تلجم لسان فاديه بشهقه اخري مصدومه... فررريده 

اومأ لها لتقول.... انت متأكد يابدر.... يعني هاشم له ابن 

قال بدر : ايوة ياأمي ... 

كرر فهد السؤال : انت متأكد يابدر

قال بدر : يعني هقول حاجة زي دي من غير مااكون متأكد... 

: طيب نفهم.... ازاي 

: فريده كانت حامل لما هاشم طلقها وخبت عننا وسافرت خلفت الطفل برا... 

عقد فهد حاجبيه بتساؤل :لية مقالتش لينا حاجة زي دي... لية استنت كل الوقت ده عشان تقولنا ؟

تنهد بدر قائلا : مقالتش.... انا عرفت بالصدفه 

خافت تقولنا ناخد الولد منها 

ابعدت فاديه الدموع عن عيونها بينما تركت لدموع قلبها العنان فكم هو كريم لطف ربنا بها.... وهو احنا مش، هناخد الولد يابدر 

التفت بدر لأمه قائلا : لا طبعا مش هناخده

نظرت اليه فاديه بقلب ملتاع : امال هتحرمني من حفيدي.... ابن الغالي 

قال بدر يهديء من روع امه : لا طبعا ياأمي ولا هحرمك منه ولا هحرمها منه... هي هتجي تعيش بالولد هنا في وسطينا 

هتفت فاديه بلهفه : ايوة يابدر....لازم ابن هاشم يكون في حضننا 

قال بدر بتأكيد :وفي حضن امه كمان 

قال فاديه وهي تهز راسها : ايوة ياابني اللي انت عاوزة كله اعمله المهم اشوف ابن الغالي

تهادت الدموع لوجنتيها لتساله : هو اسمه اية يابدر.... شكله اية.... طيب فيه شبه من ابوه... 

ابتسم لها بدر بحنان واقترب منها يمسح دموعها قائلا : بكرة هتشوفيه ياأمي.... اسمه سليم 

غزت ابتسامه وجهها بينما تقول : سمته علي اسم ابوها 

نظر اليها فهد وبدر بطرف عيناهم فهي لن تتغير : وبعدين ياأمي من اولها هترجعي حماه تاني 

ضحكت من بين دموعها لتهز راسها  قائلة : وماله.... الاسم حلو 

بقلم رونا فؤاد 

ضحك بدر وقبل راس امه ثم التفت الي فهد قائلا  : فهد خلي الرجاله تفضي الملحق وتوضبه وافرشه كله جديد 

عقد فهد حاجبيه باستفهام : لية.. ؟

: فريده هتعيش فيه مع ابنها 

تغيرت ملامح فاديه : هي مش هتقعد معانا 

قال بدر ; دي رغبتها وبعدين الملحق لازق فينا سيبيها براحتها 

: ايوة يابدر بس انا عاوزة حفيدي في حضني 

: ماهو في حضنك ياأمي... بدل ما تطلع في اوضه من الاوض هتقعد في الملحق فيها اية 

تنهدت فاديه قائلة : ماشي يابدر اللي تشوفه

: انا الصبح هسافر اجيبهم وانت يافهد تبقي تكلم المحامي يعدل شباك الوراثه عشان يحدد نصيب ابن هاشم الله يرحمه

تغيرت ملامح فاديه بينما قال فهد : وايه لازمته

: حقه.؟ 

; واحنا مش هناكل حقه... بس من امتي بنقسم نصيبنا بالورق يابدر

قالت فاديه : ايوة ياابني اخوك عنده حق... وبعدين الولد لساته صغير لايفهم السما من الأرض ورث ايه اللي يعرفه لما يكبر يعرف اللي له 

قال بدر ; وماله امه تعرف نصيبه وتتصرف فيه زي ماهي عاوزة

هزت فاديه راسها : لا يابدر انا مش معاك في حاجة زي دي... يعني اية امه تاخد نصيبه 

لا انا لايمكن اسمح بكدة 

: لية مش، حقها 

: حق حفيدي محدش، هيقربله..... إنما احط ثروه الطحان في ايديها والولد لساته صغير ابدا

نظرت فاديه كعادتها للموقف ككل لتقول :بدر دي مهما كان غريبه عننا ومفيش في ايدينا اللي نربطها بيه.... هي اللي ربطانا من رقبتنا بحفيدي اللي في حضنها والورث الحاجة الوحيده اللي جايز تخليها باقيه معانا 

إنما اديها الورث ومعاها الولد عشان في اي وقت تاخده وتمشي ولا حتي يجي واحد يطمع فيها وفي ثروة ابنها 

هنا تغيرت ملامح بدر فلماذا لم يحسب حساب شئ كهذا ليقول فهد : مين يتجرأ يطمع فينا ياأمي 

: والله كتير يافهد... البت شابة وحلوة والف مين هيعرف انها ارمله هاشم الطحان نستني بقي لما يلف عليها واحد ياخدها بالواد بورثه كمان 

اومأ فهد قائلا : امك عندها حق يابدر... احنا لازم نحسب حاجة زي دي 

قال بدر بتفكير : ماشي.. بس حاليا لازم تعرف حقوق ابنها وتتأكد اننا مش هناكلها عليه 

: فريده بنت ناس ومش بتاعه فلوس والا كانت أول ماخلفت طالبتنا بنصيب ابنها 

اومات فاديه باعتراف : حق ربنا اه.. البنت عينيها مليانه بس منعرفش الزمن مخبي ايه لازم ابن اخوكم يفضل وسطينا بأي طريقه 

اومأ لها بدر الذي عقد حاجبيه متفاحيء بدخول ايمان الغرفة والتي لم تتمالك تصرفاتها ماان نقلت لها سعاد هذا الخبر قبل قليل 

.. Flash back 

رددت ايمان بهستريا وقد فقدت عقلها مما استمعت له..... فهل يسقط قسمها الا يكون له أطفال من سواها..!! 

انتي بتقولي ايه يابنت إل....ابن مين 

مين اللي خلفت.... انت كدابه 

لا يمكن... انت كدابة 

اختنقت سعاد بينما تقبض ايمان علي تلابيببها لتقول بانفاس لاهثه : لا والله ياست ايمان ده اللي بدر بيه قاله للست الكبيرة وفهد بيه 

  اسرعت ايمان بلاعقل ولا تفكير مسبق كما اعتادت ان تحسب كل خطواتها لتندفع الي غرفه المكتب ماان استمعت لحوار بدر مع أمه..... 

ابن مين اللي يبقي وسطينا... ؟! 

تفاجيء الجميع بها لتكمل بتهكم : اية يابدر بيه ياطحان انت هتصدق الحوار الأهبل بتاع البت دي اللي تلاقيها جايه تلهف الورث.... طيب ماما فاديه وأم قلبها محروق علي ابنها وماهتصدق ذكري ليه... انت وفهد اية عيال برياله بنت زي دي هتجي تلزق عيل ياعالم جايباه منين ليكم وهتسكتوا.... 

غاب صوتها وعم السكون المكان ماان هوي بدر بصفعه قويه علي وجهها الهبته نارا ليتعالي صوت أنفاسه مزمجرا بشر ; انتي بتتجسسي عليا 

حاولت التحدث من بين دموعها : لا والله انا كنت جايه اشوفك... بس سمعت الكلام 

قاطعها بغضب : اخرسي مش عاوز اسمع صوتك 

تدخل فهد : اهدي بس يابدر.. محصلش حاجة لكل ده 

ابعده بدر عنه ليمسك ذراعها بقوة محذرا بوعيد : لو نطقتي كلمه من اللي قولتيها دي تاني هدفنك مكانك... شرف اخويا وابنه ميجيش علي لسانك تاني.  انتي فاهمه 

هزت راسها ببكاء لتنظر لها فاديه بغضب قائلة : اخر مرة تتدخلي في اللي ميخصكيش

اخفت ايمان غلها من تلك المرأه لتهز راسها بينما يصيح بها بدرر: براا 

خرجت تتخبط من بين دموعها لتدخل الي غرفه امها التي هبت من مكانها : في أية ياايمان اية اللي حصل. اخبرتها بماحدث لتقول خيريه بعدم رضي ; وانتي غبيه تعملي اللي عملتيه.. 

:اعمل اية ياماما اتجننت اول ماعرفت... ازاي... ازاي ياماما تخلف 

نظرت خيريه امامها وضيقت عيناها قائلة من بين أسنانها : امر ربنا.... 

المهم اقعدي واحدة واحدة احكيلي اية اللي خصل عشان نعرف هنعمل اية في المصيبه دي..... 

.......... 


لم يغمض لفريده جفن طوال الليل بينما ظلت جالسه علي الاريكة تحتضن طفلها رافضه كل محاولات عواطف لدخولها لاحدي غرف النوم لترتاح....! 


احتقن وجهه فريده في الصباح حينما وقف امامها قائلا : انا جهزت كل حاجة.. يلا 

من هو ليأخذ القرار عنها.؟! حسنا ان ظنها بلا حيله سيري..؟ 

نظرت اليه بغضب بينما تقول : انت ازاي قادر تبقي كدة 

تنهد قائلا : قلتلك مضطر 

هزت راسها بغضب مردده ; مفيش حاجة اسمها مضطر.... انت بتستقوي عليا عشان عارف اني مش هقدر أقف قصادك 

وانك اقوي مني... 

قامت من مكانها وتابعت :

انا جاية معاك بس مش عشان راضيه.... لا عشان عارفة اني مهما أقف قصادك مش هنتصر.... نظرت اليه عيناها الفاتنه بينما امتلئت غضب منه لايعرف كيف سيطفئه :

بس اعرف حاجة واحدة...... اني عمري ماهنسي ولا هسامحك علي اللي انت عملته 

نظر اليها لتنظر اليه باحتقار مردده : ياخسارة  وانا اللي كنت فاكراك مختلف عنهم... 

ابتلع لعابه وتجاوز ما نطقت به والذي شق قلبه المفتون بها والذي يطمح لنطرة رضي من عيونها التي لم يعد يري بها الا كل غضب.... اخرج هاتفه من جيبه قائلا :

اتصلي بسليم بيه اشرحي له الوضع بأي طريقه عشان ميقلقش عليكي 

ابعدت يداه قائلة بحدة :ملكش دعوه بيا 

زفر قائلا : طيب يلا اخدك البيت عشان تجيبي حاجتك وحاجة سليم قبل مانسافر

نظرت اليه قائلة : سافر لوحدك وانا هجهز نفسي وهبقي احصلك  

رفع حاجبه : وده ليه..؟ 

قالت بعناد : انا حرة... مش عاوزة اسافر معاك 

قال بعناد مماثل : وانا قلت سليم مش هيتحرك من هنا الا معايا

زفرت بغيظ منه ليقودها الي سيارته التي ماان اوقفها حتي حمل الطفل من بين ذراعيها... هات الولد 

هز راسه قائلا : لا.... هنستناكي هنا 

ضيقت عيناها بغيظ فهي انتوت ماان تصعد للمنزل حتي توصد الباب علي نفسها ولواضطرت ستبلغ الشرطة والي ان يثبت ان الطفل ابن أخيه تكون قد سافرت لابيها......قالت بحدة : لا مش هينفع..... لازم اغير هدومه واكله.... اية هعمل كده في العربيه 

هز كتفه وفتح باب السيارة وترجل منها يحمل سليم قائلا بهدوء شديد اغاظها : حيث كدة مضطر اطلع معاكي 

هزت قدمها بعصبيه : ازاي يعني 

قال ببرود : كدة.... 

حمل الطفل وسبقها بخطواته الي داخل بوابه المنزل 

وقف امامها بطوله الفارع بداخل المصعد بينما يحمل الطفل لتحاول أخذه منه ليمسك بيدها يوقفها قائلا : هتاخديه جوة البيت

ارتدت للخلف ماان امسك بيدها لتسحبها بسرعه من أسفل يده الدافئة مستغربه من تلك القشعريرة التي سرت علي طول ظهرها من لمسه يده..!

فتحت الباب ليدخل خلفها ويدفع الباب بقدمه ليغلفه لتوقفه قائلة : انت بتعمل ايه؟! .... سيب الباب مفتوح 

أغلق الباب قائلا : ليه 

قالت بحدة : اية اللي ليه... افتح الباب بقولك  

اتجه ليجلس علي الاريكة بينما يعطيها سليم قائلا : .. يلا متتاخريش

جذبت سليم من يده و دخلت الغرفة تحمل الطفل لتضعه بوسط الفراش ثم تدور حول نفسها تفكر ماذا تفعل...؟ ان خرجت من هذا المنزل لن تعود...؟! 

بحثت عن هاتفها بينما تجمع اشياؤها بالحقيقه لتوهمه انها ستذهب معه.... بينما تفكر انها ستتصل بابيها تخبره بماحدث وتتصل بعمها لنجدتها 

القت الهاتف ذو البطارية الفارغه بغضب : وده وقته..  

خرجت من الغرفة علي أطراف اصابعها لتجده جالس علي الاريكة ليسالها بهدوء : خلاص 

هزت راسها : لسة.. 

نظرت حولها تبحث عن الشاحن لتسحبه دون أن يراها وتدخل مجددا الي الغرفة 

انتهت من رضاعه طفلها بينما تركت الهاتف بالشاحن...... انحنت فوق سليم بأيدي مرتعشة تغير له ملابسه وهي تفتح الهاتف باليد الاخري.... 

طلبت رقم ابيها عده مرات ولكن دون اجابه لتتصل بعمها ولكن قبل ان يجيب 

القت الهاتف من يدها ماان فتح بدر الباب فجأه 

... هتفت به بجبين مقطب ;

انت ازاي تفتح الباب كده... انت اتجننت 

ببرود توجه ناحيتها ليمسك الهاتف قائلا : ماانا لو عارف انك عاقله مكنتش هتجنن كدة.... فريده 

بلاش تفكري في اي حاجة مش في صالحك...  محدش هيقدر ياخد سليم... افهمي ده كويس مش هتتسببي غير في اذي لأي حد يحاول 

امسك بهاتفها وأشار لها قائلا :

اتصلي بسليم بيه وطمنيه

قالت بغيظ : مالكش دعوه 

امسك الهاتف وبحث بالأرقام لتهتف به بحدة :

هات تليفوني.. انت بتعمل اية.. ؟

كان قد ضغط زر الاتصال وهي تمد يدها لتاخد هاتفها لتتفاجيء به يحيطها بذراعه يوقف حركتها بينما برفق وضع يده فوق شفتيها هامسا ماان آداب والجهة علي الهاتف :ششش 

.... سليم بيه 

تفاجيء سليم بهذا الصوت المتصل من رقم ابنته ليقول بدر علي الفور : انا بدر الطحان 

ابتلع سليم بقلق قائلا : خير يابدر ياابني 

:لا ابدا اطمن ... انا بس كنت حابب اطمنك علي فريده  وسليم الصغير 

قال سليم بلهفه : في ايه يابدر. ... سليم وفريده كويسين 

: اه متقلقش هو بس سليم تعب شويه وهي كلمتني وقالتلي علي كل حاجة 

انخلع قلب سليم ليقول بدر : متقلش، ياسليم بيه هما معايا ومفيش اي حاجة 

حاولت فريده  التملص من ذرعه التي تحيط بها وتقيد حركتها تنظر اليه بشر 

بينما قال بدر .... اهي معاك هتطمنك بنفسها 

شدد من ذراعهة حول خصرها ليهمس له بينما يضع الهاتف علي اذنها.... مفيش داعي تقلقيه. 

ازداد ارتابكها بينما تجاهد الا تصفعه علي مايفعله لتقول : بابا... اطمن انا كويسة 

: صحيح يافريده انتي قلتي لبدر علي الحقيقه 

: ااه كدة احسن يابابا 

تنهد سليم قائلا : ريحتني يابنتي 

أغلقت الهاتف لتشعر  به بهذا القرب منها  لتدفعه بعيدا عنها.... اوعي 

استعاد بدر ثباته يزجر نفسه علي مايفعله بينما قال.. انا هستناكي برا.. متتاخريش

خرج واخد هاتفها لتنظر له بغيظ 

بينما لا سبيل لها إلا الذهاب معه...! 

ماان خرج بدر من الغرفة حتي ماجت مشاعره كيف يقترب منها بتلك الطريقه... انت اتجننت يابدر 

هز راسه وهو يعرف انه سيفقد عقله قريبا بينما الشئ الوحيد الذي كان يقف بينه وبين حلمه المتمثل بها قد انتهي. ...! 

بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !