بعد البدايه الفصل العاشر

0


الفصل السابق
 تنهد سليم بارتياح فكم أثقل كاهله مطاوعته كارها لما فعلته ابنته إخفاء نسب ابنها لأبيه والان بعد إصلاح هذا الوضع شعر بالراحة.... 

دخل مراد الي غرفه عمه الذي بدي علي وجهه الارتياح ليبتسم له قائلا ... الحمد لله ياعمي واضح انك النهارده احسن بكتير 

اومأ له سليم فالان هو مطمئن علي ابنته ليقول : الحمد لله يامراد... ساعدني اقوم اصلي ركعتين شكر لربنا 

ابتسم له مراد قائلا : حاضر ياعمي 

بعد ان انتهي سليم من صلاته اسنده مراد ليعود لفراشه ليبتسم له سليم براحة قائلا : الحمد الله...انا كدة اطمنت علي فريده وسليم الصغير 

قطب مراد جبينه بعدم فهم ليقول : متقلقش عليهم ياعمي في عنيا 

ابتسم له سليم ; عارف... بس هما بقوا في مكانهم الصح 

نظر مراد الي عمه باستفهام ليهتاج بغضب ماان عرف بماحدث : يعني ايه... عرفوا بوجود سليم 

اومأ له ليشتد غضب مراد : واخد فريده وابنها يعيشوا عندهم..... 

انت ازاي  تسمح بحاجة زي دي ياعمي.... ازاي تخلي فريده تروح تعيش معاهم 

:ده الصح يامراد

هدر مراد بغضب ; صح في أية 

: الولد يعيش وسط  عيلته 

قال باستنكار غاضب ; الولد اه.... بس فريده تعيش عندهم تاني.. بأي صفه 

انا لايمكن اسمح بحاجة زي دي 

نظر اليه سليم يهز راسه فهو مازال نفس الشخصيه الانانيه الان سيشعر بضياع فريده منه ليساله : بصفتك ايه مش هتسمح يامراد 

; ابن عمها 

: وهي عند اعمام ابنها 

قال مراد بعصبيه : ياخدو الولد هي لا 

احنا لازم ناخد فريده ياعمي...! 

نظر اليه سليم باستنكار فالان اتي له الحل ليتخلص من الطفل بينما يحتفظ بفريده ولكن بداخله ارتاح فابنته لم تكن تخرج من انانيه وجراح هاشم لانانيه مراد... انها بالمكان الصحيح وكم يتمني ان يحدث مابراسه وتستطيع تكوين حياة جديدة بدل التمسك بالاطلال ..! 

قال سليم بارهاق : مراد انا تعبان مش قادر اتكلم... 

نظر مراد الي عمه الذي مازال بفترة التعافي من تلك العمليه الجراحية فهو لايستطيع الضغط عليه اكثر ليقول ; ماشي ياعمي اخرج بالسلامه ونشوف الموضوع ده 

..خرج مراد الي الرواق يذرعه ذهابا وايابا بينما يجاهد الا يتصل بها ويخبرها عن وضع عمه الصحي فهذا هو الشئ الوحيد الذي سيجعلها تتراجع عن التواجد بمنزل عائلة هاشم وتاتي سريعا لمنزل ابيها .... 


....... 

جلست فريده علي طرف الفراش تنظر الي طفلها ولا تعرف ماذا تفعل...؟! اتذهب معه الي تلك النيران التي ابتعدت عنها باعجوبه لتذهب خلف وعوده كما ذهبت من قبل خلف وعود هاشم.... بدر ليس كهاشم وسينفذ وعده تعرف هذا فهو من كان دوما يدافع عنها ولكن الوضع الآن مختلف فهي تعبت ولم تعد لديها طاقه لأي حرب كل ماارادته هو الحياة بسلام مع طفلها....! 

ان تمسكت بعنادها سيأخذ ابنها منها وقتها لن تستطيع فعل شئ....! من أين خرج لها هذا الرجل الذي أصبحت تكرهه...! 

اومات لنفسها حسنا فلتصبر قليلا مجرد بضعه ايام وسيعود ابيها وحتما سيجد لها حل..! 

خرجت من الغرفة تحمل طفلها وتجر تلك الحقيبه الكبيرة حيث وضعت بها اشياؤها هي وطفلها ليتجه بدر اليها ويمد يده ليحمل منها سليم الذي مد يداه هو الاخر لبدر  الذي الفه كثيرا في اليوم الماضي الذي قضاه معه 

اغتاظت فريده من تهافت سليم عليه لتحاول منعه.... 

قال بدر وهو يقترب لأخذ ابن أخيه : هاتيه يافريده هشيله انا 

نظرت اليه بغيظ تعرف انه لايريد منها ان تنزل وهي تحمل الطفل يخشى ان تهرب لتقول بسخريه ; تشيله وانا اشيل الشنطة مثلا 

ابتسم قائلا بهدوء : انا هشيل الاتنين ياستي متتعبيش نفسك 

رفعت حاجبها ليوميء لها وسرعان ماكان يحتضن الطفل بذراع ويحمل الحقيبه بالذراع الاخري 

نظرت له بتشفي فالحقيبه ثقيله ولكن ذراعه القوية لم تجد مشكله بحملها....  

هاديء بارد لاتستطيع تبين مايفكر به أو ينتويه كما عهدته دوما.... 


.... 

اسرع جسار ينتفض من أمام المقود ماان رأي بدر يخرج من بوابة المنزل حاملا تلك الحقيبه 

: عنك يابدر بيه 

أعطاه بدر الحقيبه ليضعها بالخلف بينما فتح بدر باب السيارة لفريده التي وقفت متردده قليلا تنظر الي عمارة عمها قبل ان تقول... هطلع اسلم علي طنط جيهان وعمي 

قال بدر وهو يهز راسه : بعدين يافريده... هبقي اجيبك تاني لما سليم بيه يرجع 

زفرت بغيظ لتركب السيارة ويركب بجوارها يحمل سليم الذي سرعان مااستجاب لمداعبه بدر له ... 

ماان انطلق جسار بالطريق حتي توقف بعد فترة امام ذلك المحل الشهير الخاص بالأطفال كما أمره بدر 

نظرت فريده اليه لتجده يعود حاملا عدد كبير من الحقائب الممتلئة بالملابس والالعاب والمستلزمات لسليم 

عاد جسار ليقود ليسالها بدر  : في حاجة محتاجها قبل ما نروح

هزت راسها لا تريد الاعتراف بحسن موقفه معها وتريد ان تظل علي غضبها منه فهو هددها باخذ ابنها منها ويتوقع ان يرضيها برقه حديثه او أفعاله ويعاملها وكأنها ذاهبه بارادتها... لا انها سجينه رهينه ليست اكثر انه ضغط عليها بطفلها فلا يحاول تعديل الوضع 

.......... 

انقلب المنزل راسا علي عقب استعداد لمجيء فريده وطفلها بيننا ايمان تغلي علي جمر ملتهب 

قالت فاديه لجليله : جهزتي كل حاجة.. 

: ايوة ياست فاديه كله تمام 

: عاوزة البلد كلها تاكل وتدعي لهاشم وابنه 

: متقلقيش فهد بيه خلص كل حاجة والرجال بتوزع من الصبح 

ابتسمت فاديه لاتسعها كلمات لوصف سعادتها 

أفلتت كلمات ايمان باندفاع وهي تقول لفاديه : بس مش غريبه يعني ياماما... فجأه كدة نعرف ان هاشم الله يرحمه له طفل وكمان ولد 

التفتت اليها فاديه ورفعت حاجبيها باستنفار :قصدك ايه.؟ 

قالت ايمان ببراءه : اقصد يعني ياماما ان اية اللي خلاها تخبي الولد عنكم كل ده.... اكيد طمعانه في الورث وهتعمل الولد ده حجة عشان تبقي ست البيت.... ده غير فين شهاده ميلاده وكتبته ازاي اصلا من غير ماحد فينا يعرف .... اللي اعرفه ان اللي يكتب الواد بعد ابوه حد من عيله ابوه

زجرتها فاديه بغضب توقفها عن الاسترسال فيما تلمح اليه ; ايمان..! 

امسكت ذراعها بغضب تضغط عليه بينما تقول : مش بدر حذرك تنطفي كلمه تانيه من اللي قولتيه

قالت ايمان بتعلثم : اصل.. أصل ياماما

.. صرخت بها فاديه مقاطعه :ولااصل ولا فصل.... الزمي حدودك وإياك تجيبي سيرة ابن هاشم علي لسانك... 

ازدادت يد فاديه ضغطت علي ذراع ايمان وتابعت بتحذير شرس يخبرها عن ماهيه جبروت تلك المرأه القويه  : البيت ده مالوش ست غيري انا بس اللي أأمر وانهي فيه واذا كنت طول عمري بميزك عنها وعن ندي ده  عشان انتي مرات الكبير وهتبقى خليفتي في البيت ده بس لو ده هيديكي مساحة اكبر من اللي انا اسمحلك بيها هعاملك اقل من الخدامه ومن الصبح اخلي بدر يتجوز عليكي وتعيشي بقهرك 

ارتدت نظرات ايمان لتترك فاديه ذراعها فتترنح للخلف بيننا تكمل فاديه : اهتمي بابنك وشوفي هترجعي جوزك ليكي ازاي بدل ماانتي شاغله بالك بغيرك... 

............ 

.... 


تعالي رنين هاتفها لتقطب جبينها بينما اخرجة بدر من جيبه واعطاه لها بعد ان تغيرت ملامح وجهه  مما لفت انتباهها.... 

بعد ان اعطي الهاتف لها حول اهتمامه لسليم بينما لايريد سوي تحطيم هذا الهاتف الذي أضاء باسم مراد 

تنهدت تحاول جعل صوتها طبيعيا بينما أجابت : ايوة يامراد 

تفاجأت بصوت مراد الغاضب : انتي ازاي تعملي حاجة زي دي 

نظرت بطرف عيونها الي بدر لتقول باقتضاب :

بعدين يامراد هبقي افهمك 

لاحظت فريده حركة قدمه العصبيه بينما لم تركز في مكالمه مراد الذي كان ثائر يهدد ويندد

قالت وهي تنهي المكالمه : مراد لما ترجع نتكلم. 

احتقن وجهه بدر بالغضب..... هذا الرجل .... سنوات ومازال يحوم حولها ليتذكر كلما نطق بكلمه حبيتي امامه ليريد قتله .... التفت اليها بينما جال هذا الخاطر براسه... هل تمسكت برفضها لتلك الدرجة من أجله   .... ليهز راسه لا انها منذ البداية ولا تتعامل معه إلا كونه ابن عمها..... 


.......

بدأت السيارة تهديء سرعتها ماان لاحت تلك البوابة الحديديه الضخمه للمنزل بارجاء..... ارتجفت داخليا دون ارادتها فهذا للمنزل به ذكريات سيئة للغايه لها 


نظر اليها بدر وكأنه شعر بخوفها ليقول بنبرته المطمئنه : متقلقيش

اشاحت بوجهها عنه دون قول شئ له  ونزلت تحمل طفلها بين ذراعيها..... 

.... 


دخلت ندي الي غرفة المكتب حيث جالس فهد مشغول بالاوراق التي امامه لتقول بعتاب : يعني تفرط فيا بالبساطة دي وكمان انت اللي زعلان 

قال دون النظر اليها ; انتي اللي خيرتيني 

قال باحتدام : عشان تختارني

رفع عيناه اليها : واسيب اهلي وبيت عيلتي 

: ومين قال اننا هنسيبهم احنا بس هتكون لينا حياة مستقله 

رفع فهد أصبعه بتحذير امامها : ندي.. لو هتفتحي كلام في الموضوع ده تاني يبقي تطلعي وتسبيني اشوف شغلي احسن 

نظرت اليه بأسي لتهز راسها وتخرج 

ماان خرجت من الغرفة حتي واجهت اعين ايمان المتشفيه بينما تقول بتهكم : أخص عليك يافهد... كده برضه تضيع تخطيط ندي هانم 

احتقن وجهه ندي لتقول باندفاع : انا مش بتاعه خطط ياايمان وانتي عارفة كدة كويس

ارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفاه ايمان بينما تقول : والله مش مهم انا أعرف ولا لا المهم ماما فاديه لما تعرف انك عاوزة تاخدي ابنها برا البيت هتعمل ايه..؟ 

اهتزت نظرات ندي للحظة فهي تعرف ان فاديه ستقيم القيامه ان عرفت بشئ كهذا ولكنها تماسكت لتقول : تعمل اللي تعمله انا مبتهددش 

...(وانا مبهددش ياندي) 

ارتجفت أوصال ندي بينما التفتت لصوت فاديه التي قصدت ايمان جعلها تستمع لكلام ندي.. ماما انا... قاطعتها فاديه باشارة من 

يدها قائلة : مش وقت كلام.... حظك اني فرحانه بابن هاشم وحظك الاكبر اني مربيه راجل وقفك عند حدك ومرضاش يسمع كلامك ويتفرق عن أهله... والا كنت حاسبتك 

انا 

نظرت ايمان لندي بتشفي فأن ظنت انها ستكون المفضله بحملها الطفل يلو الاخر فستريها.....! 

نظرت فاديه الي ندي وتابعت بتحذير : لو فتحتي كلام في الموضوع ده تاني يبقي انتي بتخربي علي نفسك 

صمتت ندي وتلجم لسانها لتطالعها فاديه بحدة وتنصرف

نظرت ندي الي ايمان الخبيثه بغضب ثم انصرفت الي غرفتها.... 

....... 

نظرت ايمان بغل وهي جالسه تهز قدماها بعصبيه بينما فاديه تتحرك في البهو بترقب لهيف في انتظار وصولهم لرؤيه حفيدها.... 

: ماتقعدي ياماما ولا هما هيتوه مثلا

قالتها بسخريه لتوكزها  خيريه قائلة باستدراك: ايمان خايفه عليكي تتعبي يافاديه

قالت فاديه بلهفه : هتجنن ياخيريه واشوف ابن هاشم.... 

..........

....

خرج فهد من مكتبه باتجاه الباب قائلا : بدر وصل ياأمي 

ماان بلغ خبر وصولهم الي فاديه حتي تفاجيء الجميع بها تكاد تركض بخطاها بينما تخرج لاستقبالهم 

زجرت خيريه ابنتها قائلة بهمس ... وبعدين ياايمان احنا  اتفقنا علي اية

قالت ايمان بحقد :هموت ياماما مش قادره حاسة لو شفتها قدامي هي وابنها هخنقهم  

: مش وقته ياايمان قومي نستقبلهم مع الكل 

هزت راسها ; لا مش هقدر اشوفها  

زمت خيريه شفتيها قائلة : طيب اطلعي فوق وانا هقولهم بتشوفي ابنك 

خرجت فاديه مسرعه  تنظر بعيون زائغه لتتوقف عيناها علي الصغير القابع بين ذراعي والدته.... 

توقفت فريده مكانها لتلتقي عيناها بعيون فاديه للحظات مر بهما ذلك الشريط الحزين من الذكريات لتتغير ملامح فريده بينما اجتاحت السعاده ملامح فاديه التي مدت يدها لتحمل الطفل من فريده وتضمه اليها 


وقف كل من بالمنزل اعلي الدرج يشاهدون بتأثر هذا الموقف بينما لمعت الدموع بعيون فاديه وهي تقول بصوت مختنق من البكاء ;ابن هاشم... عشت وشفت ابنك ياحبيبي 

انطلقت الزغاريد بينما تجمدت سيقان ايمان بالشرفه بالأعلى من خلف الستائر تراقب هذا الاستقبال وتنظر بعيون مليئة بالغل والكراهية لهذا الطفل الذي لم تحسب حساب وجوده يوما 

كان استقبال حافل اسرعت ندي ترحب بها بينما حمل فهد الطفل بحنان وأطلق بضع اعيرة نارية من سلاحه ترحيبا بمجيئه

اقشعر جسد فريده كما يحدث حولها فلم تتخيل يوما ان تعود لهذا المنزل.... جزء كبير من مخاوفها تبدد خاصة وهي تكاد لاتصدق ان فادية هي من ترحب بها بتلك الطريقه

ايمان لم تحتمل مجرد ان تزيف ترحيبها لتدخل الي غرفتها تصرخ من بين أسنانها بغيظ وقهر

وقف مالك بجوار امه التي اسرعت تحتضن فريده لينظر لها بتردد قبل ان تقول فريده بابتسامه : انت نسيتني يامالك 

ركض الطفل اليها وكذلك اخته الصغيرة نور... 

حملت فاديه الصغير الذي اغدقته بقبلاته تصعد به الدرجات الحجرية بينما تقول بسعاده :  نورت بيتك ياابن الغالي 

غص حلقها بينما لاتتوقف فاديه عن مناداه الطفل بابن هاشم 

فهي لاتريد ان تتذكر شئ خاصة وهي تدخل الي المنزل.....توقفت أسفل الدرجات خلف الجميع بتردد لتجد يد بدر برقه تلامس ظهرها ليحثها على عدم الخوف والدخول لينظر اليها بتشجيع لتلتفت اليه قائلة : انت قلت مش هقعد معاكم 

اومأ لها وأشار الي الملحق حيث حمل جسار الحقائب واتجه اليه قائلا : اه بس خليهم يشبعوا من سليم شويه.... لو حابه تروحي ترتاحي انتي روحي وانا هبقي اجيب لك سليم بعد شويه 

هزت راسها : لا مش هروح من غير ابني 

اومأ لها.... 

لتتفاجيء بصوت فاديه التي وجدتها واقفة أسفل الدرج لتقول : 

تعالي يابنتي... نورتي بيتك وبيت ابنك 

أفلتت ابتسامه من شفاه بدر فهمتها فريده علي الفور فهاهي فادية تبالغ برسم الود والمحبه ليهمس بدر بمشاكسه : 

يلا ولا عاوزاها تنزل تمسك ايدك 

أفلتت ابتسامه فريدة لتعود تلك الفراشات تداعب قلبه من جديد لدي رؤيه ابتسامتها.... 

............. 


كل شئ بالمنزل كما هو ماعدا وضعها فلم تكن يوما تحظي بمثل تلك المعامله من فاديه التي تكاد تحملها من فوق الأرض بينما لم تدع سليم الصغير يبارح حضنها.... تنهدت فريده وخانتها عيناها لتنظر اعلي الدرج حيث كانت غرفتها التي طالما احتضنت نفسها بداخلها تشكو همومها.... ذلك الدرج الذي طالما صعدت ونزلت من فوقه وسط كلمات فاديه ونظراتها السامه.....! شعرت بالاختناق لتعتدل واقفة وهي تستأذن اخذ طفلها قائلة : بعد اذنكم هروح ارتاح انا وسليم 

تمسكت فاديه بالطفل تنظر اليها برجاء : سبيبه معايا شوية يافريده... لسة مشبعتش منه 

ترددت نظرات فريده فهي لن تفارق طفلها ليقول بدر بهدوء  : خليه ياأمي يروح مع امه ينام شويه ويرتاح الطريق كان طويل عليهم 

اومات فاديه لتنحني فريده تاخد الطفل منها بعد ان طبعت قبله علي جبينه بينما حمل بدر ابنه فارس الذي تعلق بعنقه  وسار برفقتها للخارج..... 

أخذها بدر الي الملحق الذي يبعد بضعه أمتار عن المنزل والذي جهزه لها... 

فتح الباب وأشار لها لتتقدمه الي الداخل

حيث كان المكان مفروش بذوق رااقي 

توقف لدي الباب قائلا : لو محتاجة اي حاجة قوليلي علي طول.... 

تقدمت تلك الفتاه قائلة بتهذيب : انا فضيت الشنط يابدر بيه 

اومأ لها : ماشي ياسماح... شوفي طلبات الست فريده 

قالت فريده باقتضاب حينما استدار ليغادر :

خد معاك الشغاله... انا مش عاوزة حد معايا

قطب جبينه بتساؤل : لية.. ؟

قالت باقتضاب : انا حرة

عقد حاجبيه من اسلوبها الجاف ليقول : فريده.... انا لصبري حدود

نظرت اليه بثبات : وانا معنديش صبر اصلا... 

انا مش عاوزة شغاله انا حرة 

قال بانفعال : براحتك...سماح روحي انتي البيت 

خرجت الفتاه مسرعه ليوليها بدر ظهره ويغادر دون قول شئ.... زفرت ماان خرج فهي ربما احتدت عليه ولكنه يجب أن يعرف انها تتصرف بألم الطريقه رد فعل علي اجباره لها علي المجيء الي هنا..... بالرغم من انها بداخلها بدأت تقتنع انه محق خاصة بعد تلك المكالمه الهاتفيه مع ابيها الذي اتصل للاطمئنان عليها.... انا كويسة يابابا 

: يعني تقلبوا وجود سليم الصغير و خوفك منهم راح 

هزت راسها : يابابا انا مكنتش خايفه انهم يقبلوا وجود سليم.... بالعكس كنت عارفة انهم اكيد هيفرحوا بأبن هاشم بس انا اللي مخوفني انهم يحاولوا يبعدوه عني  

:معتقدش يابنتي 

تنهدت قائلة : يارب يابابا الايام تكدب ظنوني 

: هو مش بدر وعدك 

صمتت واكتفت بإصدار همهمه بسيطة ليقول ابيها : بدر طول عمره اد كلمته ومعتقدش هيسمح لحد يظلمك 

ابيها محق ولكنها لاتريد سماع شئ عنه خاصة وهي لاتتوقف عن تذكير نفسها بتهديده لها 

:بابا انت راجع امتي؟ 

تنهد سليم بارتياح فقد مرت عمليته الجراحي بسلام وعليه فقط البقاء بضعه ايام اخري بالمشفى للنقاهة وبعدها سيعود  ليقول : اسبوع ياحبيتي ان شاء الله 

: ان شاء الله... انت وحشتني اوي 

: وانتي اكتر ياحبيتي 

بقلم رونا فؤاد 

.............. 

.... 

ظلت جالسه بهذا المنزل وحيده كما اعتادت بالسابق فهي لم تكن لتخرج من غرفتها وهنا انتوت الا تخرج من هذا المنزل المريح للاعصاب بتصميمه البسيط فهو يحتوي علي بهو الدائري يطل علي الحديقه بجميع نوافذة الزجاجيه الضخمه وبالاعلي توجد غرفة نوم كبيرة وغرفة اخري صغيرة جهزها بدر لسليم وامتلئت بالألعاب..... وقفت تحمل سليم تتطلع الي الحديقه التي اضيئت بالانوار التي شقت ظلام الليل الذي بدء يسدل ستائره بينما وقف هذا للمنزل الضخم شامخا....! 

علي الجهه الاخري كان بدر واقفا مستندا بكتفه الي إطار شرفه مكتبه هو الاخر يتطلع الي تلك التي سجنت نفسها خلف اسوار تلك النافذة الزجاجيه.... يتأملها منذ ساعات ولم يمل فهي تسير  برتابه من هنا لهناك... تارة تجلس وتغرق بحديث لايسمعه مع طفلها الصغير الذي بدأ يغار منه لانه الوحيد الذي يحظي بكل هذا الحديث منها.... 

ابتعد سريعا عن النافذه واستعاد ثباته  ماان انفتح باب المكتب... بدر 

: ايوة ياأمي في حاجة.. ؟

: اه يابدر عاوزة اتكلم معاك في حاجة 

اوما لها وجلس الي الاريكة الجلديه لتجلس بجواره وتتنهد قائلة : شفت مرات اخوك عملت ايه..؟ 

تغيرت ملامح وجهه : مالها فريده 

نظرت اليه فاديه لتهز راسها : لا... انا بتكلم علي ندي 

أخبرته بماحدث ليصمت لحظة قبل ان يقول :

  بلاش نتدخل ياأمي طالما فهد خلص الموضوع ده 

: يعني نسكت 

: ااه... مفيش داعي نكون سبب في مشكله خصوصا ان فهد مستحيل يسيب البيت 

وضعت فاديه يدها علي قلبها قائلة بتعب :انا ممكن اموت يابدر لو اخوك وولاده بعدوا عني... كفايه موت هاشم 

وضع بدر يده فوق يدها بحنان ; بعد الشر عليكي ياأمي... 

وبعدين ماهو ربنا عوضك بأبن هاشم... سليم 

تنهدت بحزن : اللي امه سمحت ليا اخده في حضني دقايق واخدته تاني 

هز بدر راسه قائلا : لا طبعا ياأمي... 

نظرت فاديه بأسي قائلة : ماهي ياابني من الصبح واخده ابنها وقافله علي نفسها وبعت ليها كذا مرة تجي ومجتش

: معلش تلاقيهم بس تعبانين من الطريق واكيد ساعه ولا اتنين تجيبه وتجي 

قالت فاديه : انا هقوم اروح لها 

ضايقته نبره امه المنكسرة والتي لم يعهدها بها من قبل ليضع يده فوق يدها قائلا : لا ياأمي متروحيش لحد 

اتفضلي اقعدي مكانك وفريده هتجيب سليم وتجي تتعشي معانا 

ابتسمت فاديه بحنان لابنها قائلة ; ربنا يخليك ليا يابدر 


.......... تنهدت فريده بضيق بينما تذهب الي فتح الباب بعد سماع تلك الطرقات والتي توقعت ان تكون لجليله التي لم تكف فاديه عن إرسالها لإحضار الطفل وكل مرة تتحجج فريده بأنه مازال نائم... 

ابتسمت فتحيه قائلة : ست فريده عامله ايه.؟ 

قالت فريده.. ازيك يافتحيه.. في حاجة 

اومات لها قائلة :  ااه... بدر بيه بيقولك مستنينك علي العشا انتي والبيه الصغير 

لم تجد حجة خاصة وفتحيه رات  سليم جالس علي الارضيه يلعب بألعابه لتقول : طيب يافتحيه هجهز واجي وراكي 

: تحبي اساعدك 

: لا شكرا ... روحي وانا جاية وراكي 

حملت الطفل وصعدت به لغرفتها لتستبدل ملابسها وتجهزة ثم تخرج باتجاه المنزل الذي ماان دخلت حتي اسرعت فاديه تحتضن الطفل من ذراعها قائلة بعتاب لطيف : كدة يافريده تخلي سليم يغيب عني كل ده

قالت بخفوت بينما تنظر الي الجميع الذي ينظرون اليها بابتسامه مرحبه : معلش.. أصله كان نايم 

اومات لها لتقول : طيب يلا نتعشي يابنتي كلنا سوا.. 

ماان اتجهت لتجلس بأحد المقاعد حتي قالت فاديه وهي تتجه لمقعدها برأس الطاوله : تعالي اقعدي جنبي يافريده 

جلست لتقول : هاتي سليم.. عشان حضرتك تعرفي تاكلي 

قبلت فاديه الطفل بحنان : لا خليه في حضني 


كررت فاديه تلك الكلمه( خليه في حضني) لفريده علي مدار اليومين التالي كلما اخذت فريده طفلها الذي لاتفارقه ....! 


كانت فريده تحمل طفلها وتخرج به من المنزل متجهه لمنزلها حينما لحق بها بدر 

: فريده.. 

التفتت اليه ليقول : انا اتفقت معاكي ووعدتك محدش هيبعدك عن ابنك.....بس متفقتش معاكي تعملي كدة 

رفعت عيناها اليه باستفهام لتري غضب مكتوم بعيناه جاهد لحبسه بداخله بعدم رضي عن تصرفاتها لابعاد الطفل عن امه بتلك الطريقه فهي لا تذهب الي المنزل الا ساعه او اقل باليوم وباقي الوقت تغلق علي نفسها وعلي سليم المنزل تتحجج باي حجة كلما طلبته فاديه التي لاتسمح لها بأخذه الا ان كانت معه 

: وانا عملت اية..؟ 

: انتي اغلب الوقت قاعده لوحدك وواخده سليم ورافضه ان حد يشاركك فيه 

قالت بحدة تهرب بها من اتهامه : قلتلك انا هنا مش برغبتي وسليم ابني وحقي يبقي معايا 

قال بانفعال : وسليم يبقي حفيدها وابن ابنها والعيله كلها ليها حق فيه مش انتي بس 

نظر اليها بعدم رضي قائلا ;بلاش تخلي امي تحس انها بتشحت منك حفيدها خصوصا انك عارفة كويس هو ايه بالنسبه ليها بعد موت هاشم 

لم يقف لسماع شئ منها بل استدار وغادر لتزم فريده شفتيها بضيق فهو محق للمرة الالف ولكنها تعاند كعادتها.... 

............ 

.... 

صعد بدر الي غرفته ليدخل اليها بخطي بطيئة يخلع قميصه ويلقيه بعيدا متمددا علي الفراش يفكر متي ستبتسم له الحياة يوما...! انه يشعر بالفراغ الذي بداخله يزداد يوما بعد يوم بينما تجبره الحياة دوما علي السير بالطريق الصعب... تلك الفتاه التي جذبته ابتسامتها أصبحت زوجه أخيه بيقتل بداخله اي شعور سابق لها ويعيش عامان يحارب قلبه ومشاعره حتي لايخون أخيه ولو بمجرد نظره لها....... انها نفس المرأه التي يتنفس حبها الان تجبرة الحياة أيضا علي ابعادها عنه بتصرفاته التي هو مضطر اليها...! 

انها باتت تكرهه وتراه بنظره اخري ليقضي علي فرصه معها الفرصه تلو الاخري كلما حاول اثناءها عن عنادها.... انه اضطر لكل تلك الأفعال والقسوة عليها حتي يحافظ على ابن أخيه والان مضطر الأيكسر قلب أمه اللهيف والمحترق علي ذكري ابنها ال الراحل ...! 

انتبه لصوت باب الغرفة ينفتح بينما تدخل منه ايمان... هدرت ملامحه بغضب ; جاية هنا ليه..؟ 

قالت برجاء : عاوزة اتكلم معاك..؟ 

قال بجبين مقطب : عاوزة اية... ؟

اقتربت منه قائلة : عاوزاك تسامحني... 

نظر اليها بطرف عيناه لتتابع برجاء :بدر ابوس ايدك كفايه بعد.... سامحني وغلاوة ابننا 

ابعد يداها التي لمست بها كتفه بجفاء قائلا : ايدك اللي عليها دم البنت اللي قتلتيها متلمسنيش

نظرت اليه لتدمي شفتيها بينما تعض عليها قائلة بندم زائف : غصب عني يابدر لو كنت اعرف ان كل ده هيحصل... قاطعها باشارة من يده : مش عاوز اسمع كلام تاني 

قبل ان تفتح فمها كان يلتقط قميصه ويضعه فوقه ويغادر الغرفة بل المنزل باكمله... 


......... بقلم رونا فؤاد 

كعادتها استيقظت فريده باكرا للغايه مع شروق الشمس لتبتسم لطفلها النائم كالملاك بجوارها وتطبع قبله علي جبينه ثم تغادر الفراش....تطلعت عيونها لمنظر الحديقه الخلاب مع نسمات هواء الصباح من خلال نافذة المطبخ الواسعه بينما تعد رضعه طفلها ... 

رأت سيارة بدر تدخل الي الفناء وينزل منها متجهها للداخل بملامح وجهه جعلتها تتساءل عن سبب حزنه بتلك الطريقه...


ولماذا يكون سعيد وهو وحيد مثقل بتلك المسؤليه.... قابلته امه بنفس الكمد والحزن لتصرفات فريده 

ولكن اليوم استشاطت اعصابها لتقول : هي فاكرة الولد ابنها لوحدها... ده ابن ابني يعني ليا حق فيه غصب عنها 

اذا كنت ساكته فده عشان متقولش اني هاخد ابنها منها بس لو فضلت تعمل كدة ورحمه ابني لاخد الولد منها واحرق قلبها عليه 

..... قبل ان تستمع لرد بدر كانت فريده تحتضن طفلها بقوة وتركض به عائدة للمنزل لتغلق الباب علي نفسها وقلبها ينتفض من بين ضلوعها فما خافت منه سيحدث...! 

لم ينتبه بدر او فاديه لأن فريده استمعت لكلمات فاديه التي رد عليها بدر قائلا بحزم : امي.. قلت محدش هيبعد ابنها عنها 

قالت فاديه بانفعال : يعني عاجبك اللي بتعمله 

قال بدر بعصبيه : مش ،عاجبني بس خلينا نصبر ياأمي ونديها وقتها 

قالت فاديه بتعب ولهفه : مش قادره يابدر.. عاوزة حفيدي  

: ماهو موجود معانا ياأمي 

قال باستنكار : موجود فين وأمه بتجبي عليا ساعه في اليوم اشوفه فيها وكانها خايفه عليه مني 

: هي امه

هدرت فاديه بحدة : وانا جدته وليا حق فيه 

امسك بدر يدها برفق قائلا : حقك ياأمي بس معلش قدري ظروفها.... هي برضه ليها حق تخاف عليه بعد اللي حصلها 

قالت فاديه بغصه حلق ; ولية متقدرش هي ظروفي واني ام قلبي اتحرق علي ابني وتعرف ان ابنه هو الذكري اللي فضلالي منه...

احتضنها بدر بحنان وقبل راسها ليتنهد قائلا : معلش ياأمي... سيبيها براحتها اليومين دول 

زمت فاديه شفتيها علي مضض ليتجه بدر الي مكتبه وسرعان مايتخلي عن هدوءه ليضرب المكتب بغضب فهي عنيده للغايه تؤلم قلب أمه وهو لايريد ان يضغط عليها ولكن لماذا لاتفكر بعقل.... ولكن أين العقل ان كان الأمر يتعلق ببعدها عن طفلها لتتسع عيناه بعدم تصديق ماان لمحها بالخارج.... غادر غرفة مكتبه كالعاصفه باتجاه تلك التي حملت طفلها وركضت به من البوابه الخلفيه.... 

فريده..... 

تجاهلت صوته الغاضب الذي يناديها لتسرع بخطاها

بسرعه كان بدر يلحق بها مزمجرا : انتي واخده الولد ورايحه فين.؟ 

باندفاع صرخت به : ابعد عن ابني.... محدش فيكم هياخده مني... 

قال باحتدام لايفهم سبب ماتفعله : قلتلك محدش،هياخده منك 

هتفت به بحدة : كداب... انا سمعت امك وهي يتقول هتاخده 

فهم انها استمعت لنصف حديث امه ليقول : قلتلك قبل كدة محدش هيبعد سليم عنك... ثقي في كلامي 

قالت بانفعال وهي تضم طفلها اليها : لا مش هثق في حد فيكم.... انت كداب زيك زيهم... كل اللي انتوا عاوزينه ابني وانا مش هسمح لحد يبعده عني... 

نظر الي خوفها بقله حيله فماذا عليه أن يفعل ليجعلها تبعد هذا الخوف عن قلبها وحياتها.... انا وعدتك 

: مش مصدقاك ... انا هاخد ابني وامشي من هنا 


بلحظة كان يمسك بذراعها ويعيدها للداخل متجاهل غضبها منه وهو يقول : لو مش، عاوزة تصدقيني براحتك بس سليم مش هيخرج من هنا 

نزعت ذراعها منه حينما ادخلها للمنزل لتهدر به ; اوعي سيبيني

ترك يدها قائلا في محاوله مستميته منه السيطرة علي اعصابه ; فريده بلاش تخليني اعمل حاجة انا مش عاوزها بسبب عنادك 

افهمي ان اللي امي قالته كان رد فعل علي اللي بتعمليه.....قلتلك سليم حقنا كلنا نشاركك فيه مش ابنك لوحدك..... حته انك تاخديه وتحرمي الكل منه قلتلك مش هتنفع

حمل الطفل من بين ذراعيها قائلا بحزم :  الولد هيقعد مع امي شويه تشبع لان ده حقها وحقك انتي كمان... الولد علي بعد خطوتين منك روحي تقعدي معاهم.... 

نظرت له بكراهيه حرقته ولكنه تابع طريقه للمنزل العائلة.... 


....... لعبت الشياطين براسها واعمت عيونها عن كل شئ إلا حقيقه انهم سيأخذون طفلها بالرغم من انه بعد مرور ساعة كان يعيد الطفل اليها مرة اخري بعد ان ارضي امه بكلمات مهدئة ان الوضع سيتغير... ولكن فاديه أبت التصديق وباتت أفكارها هي الاخري تتجه للتفكير بطريقه الاحتفاظ بحفيدها دون القلق من أخذ فريده له بأي لحظة والمغادره..... 

.......... 


.... 

هبت من مكانها بقلق ماان اتصل بها مراد فور وصوله هو وسليم يخبرها بحقيقه مرضه .. انت بتقول اية يامراد... بابا.... 

قال مراد بخبث تعمده : ايوة يافريده عمي كان تعبان ومرضاش يقولك وانا كنت معاه ولسة راجعين 

طفرت الدموع من عيونها... بابا... ازاي متقوليش يامراد انه تعبان 

: دي كانت رغبته... بس انا مقدرتش اسكت اكتر من كدة... انتي لازم تجي يافريده 

بخطوات متعثرة كانت تسرع للاعلي تحمل طفلها من فراشه الدافيء والدموع تغشي عيونها فأبيها مريض وهي لاتعلم..... 

.... 

هب بدر من مكانه يشتم بسره وهو يراها للمرة الثانيه تحاول الخروج... هل عليه أن يقيدها..... ماذا يفعل بتلك العنيده التي يخشى عليها من رؤيه قسوته... 

: فريده... وبعدين هو لعب عيال

بكلمات ممزوجة بالبكاء كانت تخبره بمرض ابيها..... ليرق قلبه علي الفور بينما يقول بحنان :اهدي بس وفهميني في أية 

أخبرته لتتفاجيء به يمسك بيدها برقه قائلا : طيب اهدي وان شاء الله يبقي، كويس

قالت ببكاء : انا لازم اشوف بابا 

خالف توقعاتها حينما قال بحنان : حاضر هاخدك الصبح تشوفيه 

: لا... انا لازم اشوفه دلوقتي 

نظر حوله ثم الي الطفل العافي بين ذراعيها قائلا برفق : بس يافريده حرام نسافر بسليم دلوقتي... الدنيا برد عليه 

نظرت اليه بعيونها الجميله الباكية: عشان خاطري يابدر.. انا لازم اطمن علي بابا مش هقدر استني للصبح

قال بحنان وحيرة : حاضر... بس ينفع نسيب سليم هنا عشان ميتعبش حرام 

هزت راسها وضمت الطفل اليها قائلة : لا مقدرش ابعد عن ابني.... بدر... عشان خاطري سيبني اروح لبابا 

تنهد بقله حيله ليوميء لها قائلا : طيب حاضر 

هاخدك... ادخلي البسي تقيل شويه ولفي سليم ببطانيه وانا هطلع اجهز وانزلك 

............ 

.... 

مع شروق الشمس كانت قد وصلت لمنزل ابيها 

ارتمت بين ذارعي والدها تعاتبه ببكاء : كدة برضه يابابا تخبي عني انك تعبان كدة

قال سليم بحنان : ماانا كويس قدامك اهو يافريده.... مسح دموعها وقبلها قائلا : بطلي عياط بقي 

بعد دقائق هدات ليقول سليم لبدر الواقف : اقعد ياابني ارتاح... 

: حمد الله علي سلامتك ياسليم بيه 

: الله يسلمك ياابني.. تعبناك

: علي اية بس... لو كنت اعرف كنت جيت من بدري 

ابتسم له سليم بينما نظر اليه مراد بشر فهاهي خطته فشلت وحضر برفقه فريده 

بعد ساعه تركت فريده ابيها ليرتاح وخرجت حيث جلس بدر بالخارج بانتظارها 

قالت بتردد : انا هفضل مع بابا كام يوم

اومأ لها دون مناقشه ليعتدل واقفا... تمام 

نظرت اليه ليقول : هسيبك ترتاحي وعلي بكرة بليل هاجي اطمن عليكم 


............ 

... 

نظر اليها سليم بعدم رضي بعد ان افاضت بمكنونات صدرها... لا يافريده 

: لا يعني ايه يابابا انت عاوزني ارجع تاني هناك 

: يابنتي الراجل واقف  جنبك وقد كلمته وانتي بنفسك قلتي محدش ضايقك 

: بس فاديه قالت هتاخده 

: انا واثق في بدر مش هيسمح بحاجة زي دي 

تدخل مراد بحدة : وانت جايب الثقه دي منين ياعمي... فريده لا يمكن ترجع هناك تاني وانا اللي هقف له 

قال سليم بحزم : مراد متتدخلش

: لا هتدخل... فريده مش هترجع هناك تاني 

تألم سليم من الانفعال بعد كثرة الجدل لياخذها مراد للخارج ويقول بخفوت : تعالي يافريده 

ماان خرجت من الغرفه حتى قال : انا معاكى ومتخافيش يافريده محدش هيرجعك هناك غصب عنك 

نظرت اليه : بجد يامراد.. هتقف جنبي 

اومأ لها قائلا : طبعا يافريده 

قالت بلهفه : يعني هتساعدني اخد ابني 

قال مراد بتعلثم : اه... بس يعني لو مشكلتهم الولد ياخدوه المهم انتي 

تهادت التعابير البشعه لوجهه فريده بينما تابع مراد : فريده انتي عارفة اني بحبك من زمان و..... قاطعته بحدة وهي ترمقه باحتقار :وكل مشكلتك سليم... ودلوقتي المشكله اتحلت... ارميه ليهم مش كدة 

: لا انا مقصدش... انا بس بقول انه ابنك معاكي او معاهم 

قالت بعصبيه ; اسكت.... متكملش 

قال بهدوء :فريده اسمعيني.... الولد كدة كدة ابنك وفي حضانتك نقدر ناخده في اي وقت بعد كدة 

:اطلع برا 

: فريده... 

بقلم رونا فؤاد 

: برا مش عاوزة اسمعك... انتي فاكر اني ممكن لحظة ابعد عن ابني 

باليوم التالي كانت تعود معه ولكنها تلك المرة تنظر اليه بعيون مختلفه فهو الوحيد الذي لن يبعد ابنها عنها.... 


اية رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !