بعد البدايه الفصل الحادي عشر

0


 الفصل السابق
تنهد سالم قائلا : مع اني ابوك بس مش فاهمك يامراد.... منين بتحبها ومنين عاوز تفرق بينها وبين ابنها 

قال مراد بانفعال : ابنها من راجل تاني

نظر اليه سالم باستنكار : وانت لسة شايف الحقيقه دي دلوقتي... ياابني انت لو بتحبها مش هتشوف الاعتبارات دي خالص 

قال مراد بعصبيه : مش عارف بقي يابابا... اهو اللي حصل حصل وقلت الكلمتين دول

نظر اليه ابيه قائلا : عشان ده الكلام اللي انت حاسس بيه وبيدور في عقلك... 

; اه بس ده مش معناه اني مش بحبها

: بتحبها بانانيه يامراد... 

قال بعناد : اي ان يكون.. اهو بحبها وخلاص... 

.......... 

   ...... 

.... 


جلست جليله تدلك ذراع فاديه التي بدي تعبها واضح وقد ارتفع ضغطها لتقول : شفتي الدكتور قال الزعل وحش عشانك ازاي ياست فاديه 

قالت فاديه بكمد : اعمل اية ياجليله..... بقالي ٣ ايام عقلي هيشت من ساعه ما فريده خدت ابن هاشم الله يرحمه وسافرت فجأه 

: لية بس ياست فاديه مش بدر بيه قالك ان والدها بعافيه شوية هتطمن عليه وترجع

هزت فاديه راسها ; لا ياجليله....  انا قلبي حاسس ان في حاجة و ان سفر فريده مرة واحدة ده وراه حاجة 

: حاجة اية بس.... انتي بتدوري علي حاجة تضايقي نفسك بيها 

قالت فاديه بقلق : افرضي خدت الولد عند ابوها ومرجعتش

هزت جليله رأسها : لا طبعا بدر بيه استحاله يسمح بحاجة زي دي.... وبعدين هو بيطمنك كل يوم وقالك اول ما الست فريده تطمن علي ابوها هيرجعوا علي طول 

قالت فاديه : يارب يخلف ظنوني ياجليله 

تابعت جليله تدليك يدها المتورمة قائلة : انتي بس اهدي ياست فاديه وبلاش تدوري على حاجة تضايقي نفسك بيها 

تنهدت فاديه قائلة : وانا بدور ولا هي اللي جاية لغايه عندي 

قالت جليله : ان شاء الله بكرة ولا بعده بالكتير وهتلاقي الست فريده والبيه الصغير داخلين عليكي.... 

تنهدت فاديه لتتجه جليله  تحضر دواء فاديه تعطيه لها قائلة : ارتاحي انتي دلوقتي ياست فاديه وكل حاجة هتبقي كويسة 

اومات لها فاديه قائلة : وندي لسة زي ماهي؟ 

هزت جليله راسها قائلة : ايوة ياست فاديه .... بقالها كام يوم مش بتنزل من اوضتها وكمان واخده مالك وأخواته من الصبح ومش عاوزة حتي تنزلهم  يلعبوا في الجنينه 

تغيرت ملامح وجهه فاديه فهاهي المشاكل تلاحق راحة أولادها الايكفي فقدناها لهاشم 

وقلقها من فقدان ابنه أيضا وبعده عنها تأتي ندي لتحاول أبعاد ابنها عنها بالاضافه لوجع قلبها علي ابنها الاكبر بدر والحسرة علي حياته التي لاتعرف كيف تجعله يعيشها...! 

: ايمان أخبارها اية ياجليله.؟ 

زمت جليله شفتيها فهي لا تتوقف عن الصراخ والأمر والنهي طوال اليوم 

لتقول : بصراحة ياست فاديه.... اليومين دول هي ولا علي حامي ولا علي بارد من وقت مابدر بيه سافر 

عقدت فاديه جبينها بتساؤل : ليه.؟ 

قالت جليله بمغزي  : برضه ياست فادية ماهو جوزها وسافر مع ارمله اخوه

نظرت فاديه الي جليله التي تابعت : يعني اكيد غيرانه 

قالت فاديه بعدم اكتراث : امال كانت عاوزة بدر يسيب مرات هاشم تسافر بالواد لوحدها 

نظرت اليها فاديه بطرف عيناها بينما لمعت تلك الفكرة برأسها.... ولما لا...! ؟

......... بقلم رونا فؤاد 

    .... 

نظر سليم الي ابنته قائلا : انتي زعلانه يافريده 

هزت راسها ; لا طبعا يابابا..... وهزعل ليه.... انا بس مش مستوعبه ازاي قادر يقول في وشي سيبي ابنك 

قال سليم : حقه ميربيش ابن راجل غيره  

قالت فريده : وانا مطلبتش من حد يربي ابني .... سليم ابني وانا بس اللي هربيه... وبعدين يابابا انا اصلا مراد عمره ماكان في دماغي.... وبعد هاشم انا مش ناويه اعيد التجربة.... انا بس كنت متخيله انه  هيقف جنبي قدام بدر بما انه ابن عمي 

قال ابيها باستفهام ; وهو بدر كان جه عليكي في أية عشان تحتاجي لحد يقف قصاده 

عقدت حاجبيها : كل ده يابابا وتقولي عمل ايه...؟ 

قال سليم بعقلانيه : اللي عمله هو عين العقل 

قالت باستنكار : انه يجبرني اعيش معاهم تاني 

قال ابيها : تعيشي مع ابنك في بيت اهله.... امسك يد ابنته وتابع بحنان : فريده حبيتي 

اوعي تفكري اني مش اكتر واحد متضايق من بعدك عني انتي وسليم بس دي حياتك وانتي من الاول رضيتي بيها مع هاشم الله يرحمه.... وزي ماسكت زمان لازم اسكت دلوقتي  عشان مصلحة سليم الصغير وحقه انه يكبر وسط اهله.... 

يابنتي انا مش هعيش ليكم العمر كله.... واكتر حاجة كانت مخوفاني اني اسيبكم لوحدكم 

: بعد الشر عليك يابابا

: ياحبيتي دي سنه الحياه... ابنك حقة يكبر يلاقي جنبه عيله 

ربت علي شعرها بجنان واكمل :

وبعدين انتي ياحبيتي لما سليم بيتعب ولو بدور برد صغير مش، بتعرفي تتصرفي.... فيها اية لما اعمامه بيبقوا جنبك وخصوصا انهم كويسين معاكي 

بكرة سليم يكبر ويحتاج لحد يكون مكان ابوة ينصحه وياخد باله منه 

وبعدين ياحبيتي ربنا جعلك سبب تشيلي الحزن من قلب الست الكبيرة اللي اتقهرت علي موت ابنها في عز شبابه  ليه تحرميها من ذكري ابنها 

نظرت الي ابيها وبدأ الاقتناع يسري باعماقها : بس يابابا انا مش قادره انسي اللي هي عملته فيا وكل لحظة ببقي خايفه تاخد سليم وتبعده عني 

: متخافيش ياحبيتي... بدر استحاله يخليها تعمل كدة 

عقدت حاجبيها قائلة : انت واثق فيه اوي كدة ليه..؟ دي امه يعني هينفذ لها أي طلب 

: وهو مين كان بيدافع عنك دايما قدام امه مش هو بدر.... مين اللي وقف قصاد اخوه زمان... تنهد قائلا : يافريده بدر وفهد غير هاشم وفاديه 

نظرت الي ابيها تعترف بينها وبين نفسها بتلك الحقيقه لتقول بتردد : بس انا خايفه برضه

ربت سليم علي شعرها بحنان قائلا : خايفه من ايه بس ياحبيتي... الست لو قالت الكلمتين دول كان من حرقتها مش اكتر.... نظر لعيون ابنته وتابع بعقلانيه : ترضي يافريده انك تحرميني من سليم وتفضلي قاعده بيه في اوضته طول اليوم 

هزت راسها : لا طبعا يابابا .

ابتسم بعتاب لطيف : طيب اشمعني بتعملي كدة معاهم

قالت بدفاع عن نفسها : الوضع مختلف... انا خايفه علي ابني.... خايفه يبعد عني 

تنهد سليم بحنان قائلا : عارف انك خايفه عليه بزياده شوية... بس ربنا زي ماوهبه ليكي هيحفظة..... انتي كنتي بتنزلي الشغل وتسيبه الصبح مع جيهان... وكنتي بتروحي النادي وتسيبه معايا.. اعملي كدة معاهم وعيشي حياتك.. دي جدته وهتخاف عليه زيك بالظبط 

اطمئن قلبها لكلام والدها الحنون الذي تابع : انا جنبك ومش هسيبك ابدا ولا هسمح لحد يبعد ابنك عنك بس لغايه دلوقتي  االناس كويسين معاكي 

تابع والدها بابتسامه الهادئة : وعشان تعرفي غلاوتك انتي وسليم الصغير عندي... انا قررت اتنقل فرع البنك اللي عندكم عشان ابقي قريب منكم 

غزت السعاده وجهها لتقول بعدم تصديق : بجد يابابا

: ايوة ياحبيتي... اول مالدكتور يسمح ليا هخلص اجراءتي كلها وانقل جنبكم... هيبقي بيبني وبينك ربع ساعه في اي وقت اجي اطمن عليكي وعلى سليم 

قفزت لتحتضن ابيها بسعاده ; ربنا يخليك ليا ياحبيبي 

: ويخليكي ليا يابنتي.. انا كل اللي يهمني سعادتك 

......... 


باليوم التالي كانت تعود معه ولكنها تلك المرة تنظر اليه بعيون مختلفه فهو الوحيد الذي لن يبعد ابنها عنها...!


نظرت بطرف عيناها لبدر الذي ركز عيناه علي الطريق بشرود ...لتعترف انها بعد حديث ابيها العقلاني معها رأت ان بدر كان يريد صالحها وصالح ابنها لذا فكرت ان تتحدث معه فهي ضايقته كثيرا بردودها الجافه ولكن عقلها لم يسعفها بأي حوار تفتح به حديث معه ليمضي الطريق بصمت بينهما ... 


...... 

فتحت فاديه باب الغرفه قائلة بتأنيب : اية ياندي هتفضلي حابسه نفسك كتير 

انتفضت ندي من مكانها ماان رأت فاديه تقف علي باب غرفتها قائلة : ماما فاديه... قامت من مكانها سريعا تقول : اتفضلي 

نظرت فاديه للطفل قائلة : مالك انت قاعد هنا لية.... يلا خد اخواتك وانزل العب مع فارس ابن عمك 

خرج الطفل واخوته مسرعا لتسرع جليله خلفهم للاهتمام بهم بينما قالت فاديه لندي :انتي عارفة اني مبروحش .... 

نظرت لندي وتابعت بعتاب : ومش معناه اني جيت لك يبقي مش زعلانه منك.... انا ليا حق أهد الدنيا فوق دماغك لما اعرف باللي عاوزة فهد يطاوعك فيه مش بس اديكي كلمتين

سكتت ندي ونظرت للارض بخجل لتكمل فاديه :  انتي طيبة وانا عارفة كدة كويس بس  لما تطلع منك حاجة زي دي  لازم ازعل

قالت ندي بدفاع عن نفسها : ياماما انا بس كنت... كنت 

قالت فاديه : اية اتكلمي.. ؟

قطبت فادية جبينها بينما قالت ندي باقتضاب عن مضايقات ايمان لها لتردد فاديه بملامح وجهه غاضبه ; .... ايمان 

قالت ندي ; انا مش بشتكيها ياماما والله... انا بس بفهم حضرتك انا ليه فكرت في كدة.... انا مش بحب المشاكل وإيمان بتجر شكلي علي اي حاجة ده غير انها بتعاملني دايما اني اقل منها..... كل يوم مشكله وانا تعبت من الشكوي لفهد..... طول الوقت شخط ونظر في الولاد الصغيرين... وحتي الخدامين مش بيسلموا منها ومن كام يوم بهدلت فتحيه وسماح اتدخلت وقلتلها بلاش تزعق فيهم كدة   هبت فيا قدامهم 

هدرت بها فاديه بغضب : وانتي ازاي تسكتي علي حاجة زي دي  

قالت ندي بضعف : اعمل اية.. ؟

قالت فاديه بتوبيخ : اية اللي اعمل اية... 

اسمعي يا ندي انتوا كلكم هنا زي بعض مفيش واحدة فيكم اقل من التانية ولا واحدة أعلى ولو علي المكانه فأنتي زيك زيها مرات ابني وبنت عمه و كمان أم ٣ أحفاد والرابع جاي في الطريق... وبعدين الكلام ده كان ممكن اسمعه من فريده الغريبه مش منك انتي.... انتي بنت عمهم زيك زيها بس انتي اللي غلطانه انك سكتي ليها من الاول عشان كدة ساقت فيها  

وبعدين ليه متجيش تقوليلي حاجة زي دي... 

هو انا بقيت طرطور في البيت واخر من يعلم .... 

: لا طبعا ياماما... انا بس محبتش اضايقك وخصوصا انك تعبانه.... 

هتفت فاديه بحدة : تقومي تتعبيني زياده وتاخدي ابني وولاده بعيد عني 

قال ندي بضعف : ياماما.... انا مش عاوزة مشاكل وإيمان لو عرفت اني اشتكيت... 

زمجرت بها فاديه بحدة ; اسكتي.... انتي لسه بعد اللي قلته ليكي هتخافي منها..... 

رفعت فاديه اصبعها امام ندي بتحذير ;اسمعي ياندي لو معملتيش لنفسك مكان محدش هيعملهولك... شوفي فريدا واقفة مش بتحط واطي لحد حتي انا إنما انك تسمحي ليها تهزاك قدام الخدامين وتسكتي يبقي انتي مش مرات فهد الطحان 


....... 


صاحت ايمان بحدة في سماح.. انتي يازفته مش بقالي ساعه قايلالك هاتيلي قهوة 

اسرعت الفتاه تتعثر وهي تحمل فارس قائلة :معلش ياست ايمان اصلي كنت بغير هدوم البيه الصغير....ومفيش غيري في المطبخ سعاد خرجت من شوية معرفش راحت فين.... 

قالت ايمان بغضب ; وانتي مال اهلك راحت فين....ولا هتفتحي معايا تحقيق 

قالت سماح بتعلثم : اسفة مش قصدي

قالت ايمان :وامك والزفته اللي اسمها فتحيه فين ان شاء الله 

لمعت الدموع بعيون سماح قائلة : ماما فوق عند الست فاديه وفتحيه بتنضف الملحق زي مابدر بيه قالها من شويه 

استشاطت غضبا فمنذ متي يهتم بدر لشئ كهذا.... اشتعلت نيران الغيرة بداخلها 

من تلك الفتاه التي لم تكره احد بحياتها مثلها 

لأنها أخذت منها هاشم وبعد أن ظنت انها تخلصت منها هاهي تعود بطفلها الذي خطف اهتمام الجميع وهاهو بدر الذي لايكلف نفسه عناء الرد عليها يهتم لها لتلك الدرجة.... 

ايمان...... انتفضت من مكانها علي صوت فادية التي تابعت مايحدث من اعلي الدرج 

: نعم ياماما 

قالت فاديه بحدة : مالك صوتك عالي في البيت ليه 

نزلت بضع درجات وتعالت نبرتها المحذرة : انا لسه ممتش عشان تعلي صوتك 

قالت ايمان بضعف زائف : بعد الشر عليكي ياماما انا بس كنت...... قاطعته فاديه بحزم :انتي تسكتي خالص وتسمعيني..... 

دي اخري مرة هحذرك من تصرفاتك قلتلك انا بس اللي أأمر وانهي في البيت ده..... 

صوتي انا بس اللي يعلي علي الكل وانتي اولهم 

عضت ايمان علي شفتيها بغل كتمته بينما   تابعت فاديه بحزم ;  سماح تبقي بنت جليله يعني غلاوتها من غلاوة امها أياكي تزعقي ليها تاني.... ولا تزعقي لأي واحدة بتشتغل في البيت... 

قالت ايمان بدفاع عن نفسها : ماما انا مقصدش انا.... قاطعتها فاديه بحدة : انتي تسمعي اللي بقول عليه وبس... 

ومن هنا ورايح مالكيش دعوة بندي لو سمعت انك ضايقتيها تاني حسابك هيبقي معايا  

احتقن وجهه ايمان بالغضب لتقول باندفاع في محاوله منها لقلب الوضع : 

طالما انتي بتدافعي عن الكل..... يبقي دافعي عني انا كمان ولا عاجبك اللي ابنك عمله 

نظرت اليها فاديه بجبين مقطب قائلة : عمل اية.. ؟

قالت ايمان بغل : انتي مش عارفة يعني....بقالة اربع ايام مسافر مع الهانم ولا  فكر حتي يسأل عليا انا ولااابنه ... واخرتها مهتم ببيت الهانم يتنضف ولا لا

نظرت اليها فاديه بمكر قائلة : .... لو الوضع مش  عاجبك متسكتيش

نظرت اليها ايمان بتوجس ; يعني ايه..؟ 

قالت فاديه بخبث : اعملي الشويتين دول لما بدر يوصل.... علي صوتك قدام البيت كله وقوليله مسافر معاها وسايبني ليه.. وانا هدافع عنك 

اتضحت الصورة امام ايمان التي نظرت لفاديه قائلة ; انتي عاوزاه يطلقني 

قالت فاديه : لا 

ارتسمت ابتسامه ماكرة علي شفاه ايمان التي قالت : يبقي اللي في دماغي صح..... عاوزاني اعمل كدة عشان بعد الفضيحة  تصعب عليه وتحلي في عينه ويتجوزها.... 

التقت عيونها بعيون فاديه التي أكدت ظنونها دون قول شئ لتقول ايمان بخبث : لا ياماما فاديه انا حتي لو شفته في اوضتها مش هفتح بقي بكلمه...... 

هزت كتفها بحقد وتابعت : خليه رايح جاي معاها براحته.... مش فارق معايا انا واثقة في جوزي 

ضحكت فاديه مليء فمها لتنظر كلاهما للاخري بوعيد فأيمان ذكيه للغايه ولن تكون أداه في يد فاديه لتستخدمها لتنفيذ خطتها التي انتوتها لضمان وجود سليم بحضنها...! 

قالت فاديه ببرود : ربنا يكملك بعقلك 

ضحكت باستهزاء وتابعت طريقها للاعلي 

........ 


هتفت ايمان بغضب مستعر بينما تغلي بداخلها تتوعد الجميع : ماشي يافاديه ....حسابك تقل معايا اوي 

وانتي يابنت ال.... ياندي ....بتشتكيني...ماشي ... طيب والله لهوريكي مين هي ايمان الطحان 

قالت خيريه بتوبيخ :  انتي اية اللي جرالك ياايمان.... انتي  كل كام يوم هتجري شكل فادية اهي قلبت عليكي وحطتك في دماغها 

قالت ايمان بغضب : تولع....كل ده بسبب  اللي اسمها ندي... والله لهوريها

قالت خيريه بخبث : لا انتي  كده اللي هتولعي بتصرفاتك دي..... ايمان انتي لازم تلمي الدور اليومين.. فاديه اكيد مفتحة عنيها عليكي 

زمت شفتيها بحقد لتكمل خيريه : اهدي وخلينا نتصرف بعقل.... انتي لازم تكسبي فاديه تاني بأي طريقه..... وطبعا مش هقولك انك لازم بأي طريقه ترجعي بدر ليكي 

نظرة لأمها : اعمل اية.... انا مفيش حاجة معملتهاش 

هتفت خيريه بغضب : معرفش ياايمان اعملي اي حاجة.... ده جوزك واانتي اكيد عارفه ازاي تدخلي له... 

لازم تحملي تاني ياايمان بأي طريقه 

لو حملتي تاني وجبتي عيل فاديه هتتلهي فيه وتنسي العيل ابن فريده ده خالص... شوفي اللي اسمها ندي كل سنه بعيل 

قالت ايمان بسخط : وانتي ضامنه يعني ياماما احمل علي طول 

قالت خيريه بغضب ; مش مهم.... حتي لو محصلش بالكدب نبقي نقول وقتها انك حامل.... اهو لغايه ما بدر يرجع يهتم بيكي عشان خاطر الحمل 

........... 

.. 

انفتحت البوابة الحديديه الضخمه ليعبر بدر الي الداخل ويسرع خلفه عواد الحارس... حمد الله علي السلامه يابدر بيه 

: الله يسلمك ياعواد.... دخل شنطة الست ام سليم جوه

اومأ له وأسرع يحمل الحقيبه ليقطب بدر جبينه باستفهام بينما ارتسمت تلك الضحكه علي وجهه فريده التي رددت بامتعاض  : انا بقيت... ام سليم... ؟! 

التوت شفتيه هو الاخر بضحكه قائلا : اقوله اية يعني.؟ 

قالت وهي تهز كتفها : فريده... 

نظر الي عيونها الشقيه التي حجبتها بنظارتها الشمسيه بينما تابعت : قوله فريده.... مش ام سليم 

داعبت مشاكستها قلبه ليقول لعواد الذي خرج بعد ان انهي وضع الحقيبه... دخلت شنطة الست ام سليم ياعواد 

: تمام يابيه... 

: طيب طلع شنطتي فوق يلا 

اسرع عواد لتنظر اليه فريده بغيظ بينما التوت شفتيه بتلك الابتسامه الماكرة وهو يقول : يلا ادخلي ياام سليم 

أفلتت ضحكتها بالرغم من غيظها منه لترتسم شفتيه تلقائيا وهو يستدير مغادرا... ولكنها سرعان مااوقفته  : بدر 

التفت اليها : نعم 

قالت بنعومه : شكرا علي اللي عملته معايا 

ابتسم لها بهدوء :  انا معملتش حاجة 

......... 


دخلت ايمان الي غرفه فاديه حيث جلست ندي برفقتها 

: ماما فاديه ممكن ادخل

اومات لها فاديه دون قول شئ لتحاول ندي المغادرة...طيب بعد اذنك ياماما هروح اشوف الولاد

اوقفتها ايمان قائلة : استني ياندي انا عاوزاكي

توقفت ندي لتقول ايمان بانكسار زائف لتكسب تعاطف الجميع... انا جيت اتأسفلك واتأسف لماما فاديه علي تصرفاتي...انا عارفة اني بقيت عصبيه وبعمل تصرفات كتير بتضايقكم ... 

بدأت بذرف الدموع الزائفه وهي تكمل : بس غصب عني والله... اللي بيعمله بدر فيا محدش يتحمله..... جثت بجوار فراش فاديه وأكملت ببكاء  : انا تعبت معاه ياماما ومش، عارفة اعمل اية عشان يرضي عني.... تنهدت فاديه بضيق وقد نجحت ايمان في اعاده الكفه لصالحها حيث تأثرت ندي هي الاخري واقترب منها تربت علي كتفها... 

: انا عارفة انه زعلان علي هاشم الله يرحمه وعشان كدة مقاطع الدنيا كلها.... بس ده ميديهوش الحق يبعد عني بالطريقه دي.... 

تنهدت ندي قائلة بتأثر : معلش ياايمان... استحمليه وحاولي تتكلمي معاه انتي عارفة  بدر كتوم ومش بيبين انه متضايق 

: استحملت كتير... ولما اتكلمت معاه قال اطلقك

نظرت لفاديه بضعف ; لو الطلاق ده هيريحه خلاص يطلقني 

قالت فاديه.. : لا اوعي تقولي كدة... 

:طيب اعمل اية.. ؟

قوليلي ياماما 

قالت فاديه بتفكير : انا هكلمه ياايمان 

قالت ندي : وانا هخلي فهد يكلمه برضه 

قالت ايمان بابتسامه ماكرة : شكرا ياندي... انتي عارفة اني يعتبرك زي اختي واللي عملته ده كان غصب عني 

ربتت ندي علي كتفها ; ولا يهمك... 

قبلت ايمان راس فاديه.... اوعي تزعلي مني ياماما 

: خلاص ياايمان محصلش حاجة... 


..... 

اسرعت فتحيه تستقبل بدر لدي عودته : حمد الله علي سلامتك يابدر بيه 

: الله يسلمك 

تلفت حوله ليجد مكان امه خالي : الست فين. ؟

قالت ببراءه : الست ايمان فوق في اوضتها

قال بدر بجبين مقطب : الست فاديه فين. ؟

اومات له سريعا : اه... برضه بترتاح في اوضتها.... تعلثمت وهي تكمل : أصلها تعبت شوية وانت مسافر 

قال بقلق وهو يسرع للدرج : ليه..؟ 

التفتت فاديه لبدر ماان دخل بقلق : اية ياأمي مالك..؟ 

اسرعت فاديه بلهفه ماان دخل بدر تسأله دون أن تجيب علي سؤاله  : فين سليم... هو مجاش معاك 

قال بهدوء : لا جه طبعا ياأمي.... هو مع أمه .. المهم طمنيني عليكى 

قالت فاديه : انا كويسه.... هات ليا سليم ده وحشني اوي 

قال بدر برفق ; حاضر ياأمي... ساعة ولا ساعتين يرتاحوا من الطريق واجيبهولك

اومات له فاديه بكمد

لينظر اليها بدر بشفقه ولايدري ماذا يفعل 

ليراضيها..... 

دخلت ايمان الي الغرفة بلهفه وهي تقول : 

بدر حمد الله علي سلامتك ياحبيبي 

ردد باقتضاب : الله يسلمك 

نظرت ايمان الي فاديه التي تنهدت بعدم رضي بينما قال : انا هروح ارتاح شويه ياأمي عاوزة حاجة 

هزت فاديه راسها : لا ياابني... 

اتجه بدر لغرفته غير مبالي بتلك التي ركضت خلفه... 

تركها بدر ودخل الي الغرفه ليستحم...بينما ايمان عادت لغرفتها وخلفها سعاد 

لتقول بضيق ; عاوزة اية ياسعاد 

قالت سعاد وهي تخرج ذلك الشئ الأبيض من ملابسها : هكون عاوزة ايه غير مصلحتك  ياست ايمان... بصي.... انا رحت للشيخ محروس وعملتلك حجاب... قالي انه هيرجع بدر بيه زي الخاتم في صباعك 

زفرت ايمان بضيق وفركت وجهها بعصبيه : حجاب اية يابنت الغبيه انتي 

قالت سعاد بتعلثم : ماهو 

صاحت ايمان بحدة : ماهو ايه... اوعي تكوني قلتي الزفت الشيخ ده اسمي ولااسم بدر

:لا طبعا وانا هبله 

: ايوة هبله وهتوديني في داهيه..... دي فاديه تموتني لو عرفت اني بعمل لابنها أعمال 

أمتقع وجهه سعاد لتقول : انا والله كنت بفكر في مصلحتك 

قالت ايمان بسخط : متفكريش... انتي نفذي اللي انا قلت عليه وخلاص... هتروحي للبت فاطمه الممرضه وهي هتديكي حاجة تجيبيها علي طول 

اومات لها سعاد لتزجرها ايمان :وابقي ارمي الزفت الحجاب ده برا البيت 

قالت سعاد : طيب ما تخليه يمكن هو اللي يعمل نتيجة 

قالت ايمان بحدة : غوري من وشي 

........... بقلم رونا فؤاد 

... 

خرج بدر من الاستحمام يحيط خصره بمنشفه لتشهق سماح بمفاجاه ماان خرج بدر بهذا المنظر بينما كانت ترتب الحقيبه .... انغرست ارجل الفتاه الهلاميه بالأرض بينما هدر بدر بها :انتي بتعملي ايه هنا..؟ 

قالت الفتاه بتعلثم وهي تخفض عيونها للارض : ابدا يابيه... كنت برتب الشنطه فكرت سيادتك عند الست فاديه 

اومأ لها وأشار لها لتخرج لتدخل ايمان بنفس اللحظة وهي تحمل فارس لتقطب جبينها ويحتقن وجهها بالغيرة ماان رأت سماح بالغرفه بينما بدر بتلك الهيئة  : انتي بتعملي اية هنا يابت انتي ? 

كادت الفتاه تموت خجلا من مغزى كلام ايمان ليقول بدر : روحي انتي ياسماح 

خرجت الفتاه لتسرع الي الاسفل بينما نظر بدر لابنه باشتياق متجاهل ايمان قائلا :  فارس حبيبي وحشتني... تعالي 

حمله من بين ذراعيها لتنظر اليه قائلة بغيرة واضحة : البت دي كانت بتعمل اية هنا يابدر.... 

نظر اليها بتحذير لتقترب منه مستغله احتضانه لابنه لتقول بينما تقترب منه : هتبص للشغاله انت كمان 

احتدت نظراته وكاد يثور عليها لولا وجود الطفل لتقول سريعا باستدراك بينما تحيط ظهره بذراعيها : حقك عليا انا مقصدش... انا عارفة انك مش ممكن تعمل كدة.... بس انا بغير عليك 

تنهد وابعد ذراعيها عنه قائلا : سيبي فارس واطلعي برا 

نظرت الي جفاءه بعيون غاضبه لتدفع بخصلات شعرها للخلف بعصبيه وتنتزع الطفل من بين ذراعيه قائلة : لا هاخده معايا... 

نظر اليها بحدة لتقول ببرود : عاوزة ااكله ... عندك مانع 

خرجت والشياطين تتراقص امام وجهها لتتوعده... ماشي يابدر... هوريك 


بعد خروجها وقف امام المرأه يصفف خصلات شعره التي لمعت فوقها قطرات المياه  ثم ارتدي تيشيرت قطني وبنطال وتمدد علي الفراش يحاول النوم من بين أفكاره التي لا تتوقف ليعجز عن النوم فيقوم من مكانه ليتوجه لغرفه امه ليطمئن عليها 

....... 

... 

ترددت فريده قبل ان تحمل سليم وتتجه به الي المنزل..... تنهدت وهي تدخل من الباب تنظر حولها بارجاء البهو الهاديء 

لم يكن احد بالأسفل لتقف لحظات وتفكر بالعوده فلابد وأن الجميع خلد للنوم 

ماان تراجعت حتي وجدت فتحيه تخرج من المطبخ

اسرعت ناحيتها بابتسامه :... ست فريده ازيك   

قالت فريده... الحمد لله... هي... هي الست فاديه نامت

قالت فتحيه : لا دي في اوضتها... أصلها تعبت من كام يوم ومن وقتها رجعت تقعد في اوضتها زي زمان و مش بنتزل منها 

... نظرت اليها وتابعت بابتسامه : اطلعيلها دي هتفرح اوي لما تشوف البيه الصغير 

اومات لها لتتجه لأعلى الدرج باتجاه غرفه فاديه بينما تحمل سليم غير منتبه لبدر القادم من الاتجاه الاخر  ليصطدم بها بينما انشغل بهاتفه.... تفاجيء بدر بظهورها امامه وسرعان ماكانت يداه تحيط بها هي وسليم يحيل دون سقوطها...... امسكت فريده به بسرعه هي الاخري حتي لاتقع لتنصدم ملامحها  بينما وجدت نفسها محشورة بين صدره وعضلات ذراعه القويه..... تعالت دقات قلبه بينما لأول مرة تكون بهذا القرب منه وقد انسابت رائحتها العطره لانفه لتخدر حواسه المبهورة بها.. حاول السيطرة علي دقات قلبه حينما وضعت يدها علي صدره لتعتدل واقفه ليفك حصار ذراعه من حولها ويبتعد عنها خطوة قائلا : انتي كويسة 

اومات له : اسفه مأخدتش، بالي 

قال بابتسامه هادئة : انا اللي كنت مركز في التلفون ومتوقعتش حد طالع السلم 

قالت بتعلثم بينما استنكرت انها لاتستطيع السيطرة علي دقات قلبها التي ارتجفت فجأه حينما كانت بهذا القرب منه  : اصلي.. أصل قلت اجيب سليم لماما فاديه تشوفه.. اكيد وحشها الكام يوم دول

ابتسم بعذوبه بينما تساءلت عيناه عن سبب تلك المبارده فهل معني مجيئها انها اقتنعت بكلامه

قال وهو يشير لها لتتقدمه : طيب تعالي انا كنت رايح ليها.... هتفرح اوي 

توجهت الي غرفه فاديه لتقف امام الباب قبل ان تهمس له.. استني يابدر

نظر اليها باستفهام لتنزل سليم من فوق ذراعها وتوقفه قائلة : خليه يدخل لها هو 

ابتسم بينما امسكت بيدها احدي يدين سليم الذي مازال لايستطيع السير بمفرده ليمد بدر يده ويمسك يد الطفل الاخري ليسير معه برفق وحنان يلائم خطوات الطفل الغير متزنه... 

التفتت فاديه حينما انفتح باب الغرفة لتكتسح الابتسامه محياها حينما رأت سليم يخطو خطواته الصغيرة ويده بيد امه وعمه... قامت من مكانها مسرعه بلهفه تجاهه : ياحبيبي ياحبيبي... 

جثت علي ركبتها امامه وفتحت ذراعيها للطفل الذي خطي تجاهها خطوتين قبل ان يسقط بحضنها.... اغدقت الطفل بالقبلات واعتصرته بين احضانها دقائق طويله قبل ان تعتدل جالسة وتحمل الطفل بحضنها 

قالت فريده بابتسامه هادئة : الف سلامه على حضرتك 

رفعت فاديه عيناها اليها بابتسامه قائلة : الله يسلمك يابنتي 

جلس بدر بجوارها قائلا : عامله اية دلوقتي ياأمي 

قالت فاديه وهي تقبل سليم : طالما شفت سليم بقيت كويسة 

نظرت الي فريده قائلة بنبرة ناعمه : متبقيش تبعديه عني كتير كدة تاني يافريده... 

توقع بدر رد حاد من فريده ولكنها قالت بهدوء :حاضر 

ابتسمت فاديه وعادت لتمليء عيونها من جمال وملامح هذا الصغير الذي يوما بعد يوم يشبه ابيه... 

ظل الطفل بحضنها وقت طويل بينما هناك تلك النظرات التي اختطفها بدر لفريده بين الحين والاخر 

بعد فتره كان الوقت قد تأخر لتقول فريده :احنا هنسيبك ترتاحي... الوقت اتأخر 

اومات لها فاديه وقبلت الطفل قائلة : تصبح علي خير ياقلب تيته... هستناك الصبح 

اومات لها فريده قائلة: تصبحي علي خير

تنهدت فاديه بارتياح بعد خروج بدر وفريده لتعود صورتهما حينما دخلوا عليها وكل واحد منهم يمسك بيد سليم من جهه لينشرح صدرها... يبدو أن تلك الفتاه ستخطف قلب بدر كما خطفت قلب هاشم من قبل.. اومات لنفسها تلك المرة لا تمانع ابدا فوجود فريده بالمنزل بأسم بدر يعني وجود سليم في حضنها...! 

........ 

... 

نزل بدر برفقتها ليسير معها بالخارج تجاه الملحق وسط نسمات الليل الهادئة المختلطه برائحة الزهور المختلفه.... لتقول فريده : 

انا هقعد في الجنينه شوية.. 

التفت اليها قائلا : دلوقتي.. ؟

اومات له قائلة : اه.. مش جايلي نوم

اومأ لها قائلا :طيب تعالي 

قالت فريده : لا اطلع لو حابب تنام 

هز راسه قائلا :لا مش جايلي نوم انا كمان 

اومات له وجلست الي احد المقاعد الخشبيه الممتده بركن الحديقه 

ليجلس بدر بالمقعد المقابل .... تنفست مطولا تستنشق رائحة الزهور فهذا اكثر ماكانت تحبه بهذا المكان.... الطبيعه التي لاتتواجد بزحام القاهرة..

خلبت نسمات الليل المحمله برائحة الزهور عقلهما وجلبت الرائحة النفسيه لكلاهما لتقول فريده بابتسامه هادئة  بعد طول صمت :الجو حلو اوي 

التفت بدر يتطلع لجانب وجهها بينما همس قلبه.. مش احلي منك 

... فهي من أعطت لهذا الليل ذلك الطابع اليوم لأنها جالسه معه  

نادته من شروده : بدر 

نظر اليها قائلا :نعم 

هزت كتفها بخجل قائلة : انا... انا يعني مش عاوزاك تزعل مني او من تصرفاتي معاك... مكنتش اقصد الكلام اللي كنت بقوله 

انا بس كنت خايفه انك تاخد سليم مني بس لما انا وبابا اتكلمنا فهمت انك كنت عاوز مصلحته

ارتسمت ابتسامه مشاكسة علي شفتيه قائلا :فريده سليم هتبطل عناد وتعترف بغلطتها اخيرا  

هزت راسها ضاحكة ; لا مش اوي كده... 

وبعدين مين قال اني عنيده 

رفع حاجبه بمرح : لا العفو... مش عنيده خالص 

اومات له قائلة بابتسامتها الجميله : ايوة طبعا... يعني انت عندك حق وانا كمان 

أفلتت ابتسامته لتقول.. ااه طبعا وبعدين انت كنت شرير معايا 

نظر لعيونها قائلا بنبره ناعمه :غصب عني كنت مضطر اعمل كدة 

:ماهو بابا قالي نفس الكلام 

ضحك قائلا : كدة انا لازم اشكر سليم بيه... كلامه هو الوحيد اللي قدر يقنعك 

ضحكت لحظة ثم نظرت اليه وأكملت باعتراف : هو كلام بابا.. وتصرفاتك كمان... تراقصت دقات قلبه فهل لمح بدايه زوال تلك الغيوم بينهما لتكمل فريده برقه ;بصراحة يابدر انت طول عمرك واقف جنبي... لو عندي اخ مكنش هيعمل اللي بتعمله معايا..!!!!! 😠😠


هل شتم لتوه بسره عن أي اخويه تتحدث سيقتل تلك الغبيه الان بعد ماافسدت تلك الليله التي كانت تسير جيدا لولا كلمه أخيها.... الا تري او تشعر ...! يالله سينفجر بدر 

قالت فريده بينما تري تغير ملامح وجهه :بدر مالك ساكت ليه.؟ 

نظر اليها فماذا يقول بعد كلمه أخيها التي نطقت بها.... 

نظرت الي سليم قائلة.. سليم الهوا خلاه ينام

اومأ لها قائلا :طيب يلا ادخلي البيت عشان مياخدش برد 

اومات له لتجده ينحني تجاهها يحمل الطفل منها ويسير برفقتها الي باب المنزل 

فتحت الباب ليقول بهدوء .. هطلعه اوضته 

اومات له وصعدت خلفه لتقول.. لا هو بينام في اوضتي

اومأ لها ودخل غرفتها التي امتلئت برائحتها وكأنها تقصد الا تتركه الا بعد احتلال كل جزء من كيانه 

وضع الطفل بفراشه ودثره بالاغطيه طابعا قبله حنونه علي جبينه لترتسم تلقائيا ابتسامه علي شفتيها.... فابيها محق سليم بحاجة لحنان يعوضه عن حنان ابيه....! 

نزل ليقف لدي الباب قائلا :تصبحي علي خير 

القته بسهام ابتسامتها قائلة :وانت من اهله 

...... ااه من تلك الابتسامه التي قضت مضجعه طوال الليل ولم يهنيء بالنوم بسببها.... ماذا بها تلك الابتسامه لترشقه بتلك السهام التي جعلته أسير لها سنوات..!! 

اعتدل لينام علي ظهره ناظرا للسقف يفكر بكل مايدرو بينهما ليتوقف اخيرا لدي كلمه أخيها... اهي تلك الخانه التي سيظل بها

.... ؟! 

لقد ارتضي تواجده كأخ لها سنوات لأنها كانت زوجه أخيه اما الان فلايستطيع...!

انها من يشعر بفراغ قلبه وحياته يختفي برفقتها... انها من تجعل من بضع كلمات قصه طويله تظل تتردد بمخيلته طوال الليل يحلم بها..!! لماذا مقدار سهولتها مقدار استحالتها.. فهاهي علي بعد خطوات وبلا قيود ومع ذلك يستحيل عليه الاقتراب منها..!! بقلم رونا فؤاد 

......... 

... 

... اكتسحت الابتسامه وجهه فاديه حينما دخلت فريده من الباب قائلة : صباح الخير 

ردد جميع الجالسون لطاوله الافطار ; صباح النور

قالت فريده بابتسامه هادئة : قلت اجيب سليم يفطر مع حضرتك 

اغتلت ملامح ايمان بينما رحبت بها فاديه وهي تأخذ الطفل منها  لتحضنه : ده هيفتح نفسي... 

التقت عيناها بعيون بدر وهي تجلس الي الطاوله لترشقه بابتسامتها فيبدا للتو  جمال صباحة... 

انتهي الافطار ليقول فهد ; بعد اذنكم 

اومأ له الجميع بينما اعتدل بدر واقفا ليلحق به لتقول فريده.. بعد اذنكم 

نظرت فاديه اليها قائلة:ماتخليكي قاعده معانا شوية يافريده 

قالت ندي بابتسامه ; اه يافريده انتي وحشانا اوي 

اومات لها فريده لتبتسم لها ايمان ابتسامه باهته اضطرت لرسمها حتي تقنع فاديه بانكسارها.... 

يومان وإيمان لا تتوقف عن التقرب للجميع بدور الحمل الوديع بينما تعرف جيدا ان فاديه وضعت عيونها عليها... 


......... 

.. وضعت فريده سليم بالفراش ونزلت للاسفل لتقف بالمطبخ تعد لنفسها كوب من القهوة تنتوي ان تجلس قليلا بالحديقة لتشرد بعيونها خارج النافذة فتلمح نور مكتب بدر المضاء عكس عادته بالنور العالي فهو دوما مايجلس علي الانوار الخافته ...!! 

ابعدت عيناها ونظرت لقهوتها ولكنها عادت لتنظر مجددا وقد اجتذب عيناها حركته العصبيه بالغرفه... بفضول اقتربت من النافذة لتري بوضوح فاديه جالسه علي احد المقاعد تتحدث معه..وإيمان جالسه بالمقعد الاخر منكسه راسها ... . ولكن يبدو أن بدر غاضب للغايه..! لتتساءل عن السبب 

زجرت نفسها علي تفعله فلما تهتم لما يحدث

خرجت من المطبخ الي الحديقه تمسك بقهوتها لتجلس بأحد الاركان الهادئة بالحديقة الخلفيه مستمتعه بجمال منظر النجوم الممتدة علي طول السماء بينما رائحة الزهور العطرة تمليء المكان مما يبعث علي النفس الراحة....! 


نظرت فاديه اليه قائلة بنفاذ صبر : اهي قدامك يابدر فهمني عملت ايه بدل ماانا مش فاهمه حاجة 

قال بدر بعصبيه وهو يرشق ايمان بلهيب نظراته ; امي لو سمحتي محدش يتدخل في الموضوع ده 

قالت فاديه بغضب ; يعني ايه محدش يتدخل... انا امك وحقي لما الاقيك بتعمل حاجة متعجبنيش اتكلم 

قال بدر بغضب ; انا ماشي خالص من قدامك ياامي 

....


حبست فريده  أنفاسها ووضعت يدها علي المقعد لتقوم ماان لمحت بدر يخرج من المنزل بخطوات غاضبه ولكنها تسمرت مكانها حينما وجدت ايمان تلحق به ولم يلاحظ احد وجودها بينما بدأت ايمان بالتحدث اليه برجاء .... دقائق وهي مكانها لاتعرف هل تذهب ام تظل مكانها حتي لايعتقد احد انها تتصنت عليهم.... 

بدر... استني 

التفت اليها ليقول بفحيح غاضب : اسمعي انا سكت كتير علي اللي بتعمليه بس صبري نفذ... لو فاكرة انك لما هتمثلي قدام أمي.... انك كدة بتلوي دراعي عشان واثقة اني مش هقول لحد سبب اني مش طايق حتي ابص في وشك تبقي غلطانه.....انا ورحمه ابويا في لحظة ارميكي برا البيت ده ومش، هيهمني حد

عضت فريده علي شفتيها فتلك اول مرة تشعر بالشفقه تجاه ايمان بينما تري الوجهه الاخر لبدر... 

: بدر انت هتفضل ظالمني كدة علي طول .... انا معملتش حاجة ولا اشتكيت لماما... الكل شايف وعارف انك هاجرني بالطريقه دي من وقت موت هاشم 

قال بغضب اهوج :قلتلك متنطقيش اسمه علي لسانك 

قالت ايمان بدموع : وانا قلتلك الف مرة مكنش قصدي... ارحمني بقي يااخي وكفايه 

وضعت فريده يدها علي قلبها لتتذكر أفعال هاشم معها والتي يبدو أنها طبع بتلك العائلة..! 

امسك بدر بذراعيها بعنف قائلا : انتي اللي كفايه تمثيل بقي... اسمعي لو فاكرة انك تقدري تضحكي عليا تبقي غلطانه... انتي عارفة كويس انتي عملتي ايه .. 

نظر اليها باحتقار وتابع : اوعي تفكري ان في حاجة في الدنيا هتغير موقفي منك...كل اللي شافعلك عندي الولد إنما انتي مش فارقه معايا.... عاوزة تتطلقي قلتلك هطلقك... وعاوزة كمان تتجوزي بالسلامه.... بس الولد هيفضل هنا فاهمه 

رفعت ايمان عيناها تجاهه : بالبساطة دي عاوز تخلص مني يابدر 

نظر اليها قائلا : مش فارق معايا وجودك زي عدمه 

: ماشي يابدر براحتك... وانا كمان براحتي 

امسك ذراعها وهدر بغضب ; انتي بتهدديني 

نزعت ذراعها من يده : انا بس بقولك ان صبري انا كمان نفذ... انا غلطت اه وانت عاقبتني بما فيه الكفايه.. إنما تقولي اسيب بيتي وابني... بتحلم 

نظر اليها ليري تخليها عن ضعفها وبدء شراستها ليقول بسخريه : ابنك اللي طول الوقت مع الخدامين 

نظرت اليه قائلة : اي ان يكون هو ابني في الاخر... 

تجرأت وتقدمت منه خطوة وتابعت : وانت جوزي.. معنديش، استعداد افرط فيك 

ابتعد عنها بنفور مزمجرا : متحلميش

: لا هحلم يابدر وقريب اوي هنرجع زي ماكنا 

نظر اليها بسخريه ; عمر ماكنا حاجة عشان نرجعها.. فوقي

: انا فايقه.. انت اللي لازم تفوق وتعرف ان مالكش، غيري انا وابنك... 

اقتربت منه وتابعت... سامحني يابدر وخلينا ننسي اللي فات 

ابعد يدها عنه قائلا : عمري ماهنسي اللي عملتيه

: يعني هتعيش طول عمرك لوحدك 

: احسن من اني اعيش مع واحدة زيك

...... 

.. تمددت فريده علي فراشها بينما لاتتوقف عن التفكير.. اي غلطة ارتكبت ايمان في حقه ليحق له كل مايفعله بها...! 

ربما اشفقت عليها ولكنها اشفقت علي بدر أيضا فيبدو انه يحمل حمل ثقيل.... 

ترددت كلماته... يعيش وحده افضل من العيش معها.. لاتنكر ان ايمان امرأه خبيثه وماكرة ولولا ان بدر يسيطر عليها لأحرقت كل من بالمنزل لتتذكر المرات الانهائيه التي اوقعت بينها وبين هاشم بها....! 

لاتعرف كيف تحكم ولكنها تموت فضولا لمعرفه ذلك السر..! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !