القاسي الفصل الخامس والعشرون

1


الفصل السابق
 خفف قدمه من فوق دواسه الوقود بينما ينعطف بسيارته باتجاه المدرسه لتتوحش ملامحه فجأه ماان وقعت عيناه عليها واقفه برفقته ...!

كانت ليلي تخرج من باب المدرسه وهي تمسك بيد ادم حينما اتجه إليهم هذا الرجل وانحني بود تجاه ادم 

: ازيك ياادم...... وحشتني 

في البدايه ظنته احد أولياء أمور أصدقاء ادم حيث كانت اشعه الشمس مركزة في عيناها فلم تستطيع التدقيق في ملامحه التي تظن انها راتها من قبل ...! 

قال ادم وهو مازال متمسك بيد ليلي ; كويس 

قال خالد وهو يداعب وجنه ادم : مش تقولي كويس يااونكل خالد    .... وبعدين شوف انا جايبلك ايه 

تسارعت دقات قلب ليلى والان فقط تذكرت اين رأت هذا الرجل   ....! لتشدد قبضتها علي يد ادم الذي هز راسه رافضا اخذ الهديه من خالد قائلا : مش عاوز 

رفع خالد حاجبه : ليه بس ياادم

رفع ادم عيناه الي ليلي ليقول خالد وهو يعتدل واقفا ويبتسم وهو يمد يداه اليها قائلا :انا خالد عم ادم....ممكن تقوليله ياخد الهديه 

قبل ان تفتح فمها كان الوحش يقتحم الصورة بينما هدرت الدماء بعروفه ماان رآها واقفه برفقه خالد هي وآدم ليفتك الغضب به 

ويمسك بتلابيب خالد مزمجرا بغضب وهو يزيح بيده الهديه لتقع متحطمه علي الارض ; انا مش قولتلك متقربش منه 

حاول خالد تخليص نفسه من قبضه عثمان قائلا بنبره عاليه : انا عمه وليا حق فيه زيك بالضبط 

تهكم عثمان وظلت يداه تقبض علي تلابيبه وهو ينظر في عيناه قائلا :  فيه ولا في ثروته اللي مش هتطول منها مليم 

همس خالد باستفزاز بجوار اذن عثمان ; قريب اوي ادم وثروته واحتمال مراتك كمان  هتبقي معايا... أصلها مش لايقه عليك

أراد خالد استفزازه وتعمد ذلك وقد وصل لمبتغاه ليلكمه عثمان في وجهه بقوة جعلت الدماء تسيل من أنفه...... 

صرخت ليلي وسرعان ماكانت تحمل ادم الذي بكي خوفا مما يحدث بينما تجمع بعض الأشخاص للحول بينهم 

....... دفعهم عثمان بعيدا عنه وامسك بيدها بقوة وجرها الي السيارة 

..... لم تجروء ليلى علي النطق بكلمه طوال الطريق فقط ظلت محتضنه ادم تعد الدقائق للوصول للمنزل وهي تنظر بخوف لقبضه يده علي المقود...... كان كالوحش الثائر حرفيا وهي ظنت ان هذا بسبب عدائه مع خالد بسبب الوصايه ولكنها لم تعرف ان هذا الغضب المتقد بعيناه بسبب رؤيته لها مع ذلك الحقير وبسبب تلك الكلمات التي نطقها والتي استغلها شيطانه وبدأ بنسج سيناريوهات فتكت بعقله وهو يتخيل ان تتركه وتذهب لرجل اخر..! 

......

............. 

قبل ساعه كان عمار قد عاد مضطر بعد ان دعاه حماه اللواء كامل لحفل خطبه ابنته ومن المفترض ان يظهر برفقه شيرين التي توسلته بدموع نادمه للمرة الالف ان يسامحها.... ماان اقتربت منه قائلة : سامحني  

دفعها بعيدا عنه مزمجرا ماان لامست يدها ذراعه  :  ايدك...!! 

قالت بدموع اغرقت وجهها : عمار وحياة اغلي حاجة عندك اديني فرصه 

هدر عمار بقسوة : اخرسي.... قلت الف مرة  متنطقيش اسمي ولا تنطقي كلمه السماح دي علي لسانك عشان لو انطبقت السما على الأرض مش هعملها.... 

التفت لها واغرقها بمزيد من نظراته المحتقره : انا قرفان منك بس مضطر اكمل في المسلسل السخيف ده عشان ابن اختي مش اكتر ..... رفع أصبعه امامها بتحذير ;  طول ماانا موجود في البيت مش عاوز اشوف وشك فاهمه 

جرت شيرين اذيال الخيبه ودخلت الي الغرفه لينظر عمار في اثرها بغضب عاد مجددا للاشتعال وهو لم يكن يوما بتلك الطباع 

ولكنها من اضطرته لهذا.... 

نزل الي الاسفل ماان استمع الي صوت  سيارة عثمان تدخل الفناء وتتوقف بمنتصفه مصدره هذا الصرير القوي... 

نزل عثمان من السيارة وخلفه ليلي التي امسكت بأدم ولكن عثمان أشار الي عمار ان ياخذ ادم : خد ادم اوضته 

حاول عمار ان يتحدث فلا يفهم شئ ولكن وجه عثمان لايبشر بالخير... 

امسك عمار بيد ادم واتجه به الي الدرج  ليتفاجيء بعثمان يسحب يد ليلي بقوة وياخذها الي مكتبه

أراد العوده ولكنه لم يرد ان يتأثر ادم بعصبيه عثمان لذا بتوتر نادي هدى 

استمعت شيرين لصوت عمار ينادي هدي لتخرج من غرفتها وتتجه اليه حيث غرفه ادم وتقف علي الباب قائلة بتعلثم : هدي في المطبخ محتاج حاجة

رمقها عمار بنظرة ساخطة مشيرا لها بطرف عيناه أن تخرج ليقول ادم  بخوف : هو خالو هيضرب ليلى زي ماضرب اونكل خالد

ارتبكت ملامح عمار فماذا حدث ليضرب عثمان خالد بل وأمام ادم..... قال بهدوء :

لا طبعا ياادم انت بتقول ايه..... معقول خالو يعمل كدة  .. مستحيل 

وبعدين خالو ضرب خالد عشان بيضايقك مش كدة ولاايه

اومأ ادم له ; انا مش بحبه ومرضتش اخد منه اللعبه 

اومأ له عمار : برافو عليك ياباشا 

اسرعت هدي للغرفه : نعم ياعمار باشا 

قال :خدي بالك من ادم وخليكي معاه

ترك ادم واسرع الي غرفه عثمان حيث قامت الحرب..! 

   .....

امسك عثمان ذراعها بعنف مزمجرا : كان بيقولك ايه...؟ 

خافت من هيئته الغاضبه وتألم ذراعها وهي تقول :   مقاليش حاجة... قولتلك الف مرة

هو قرب من ادم يسلم عليه 

هتف بغضب بينما صدره يعلو ويهبط :  وانتي ازاي تسمحيله يكلمه اصلا

قالت بيأس في محاول اقناعه : مكنتش اعرف ان هو

هتف بغضب : كدابه

صاحت به بعصبيه : انا مش كدابه.... وانا هعرفه منين اصلا

لفحتها أنفاسه الساخنه وهو يهتف باتهام ; شفتيه قبل كدة

هزت راسها : اه بس مش فاكرة شكله..... تعالي صدرها هبوطا وصعودا وهي تنزع ذراعها من يده هاتفه بانفعال : وبعدين انت بتقول ايه اصلا انا مالي وماله

قال بسخريه قاسيه وهو يكور قبضته ويتحرك كالوحش الثائر  : قوليلى انتي...... التفت لها باتهام قائلا  ; بسببك اتهورت وضربته وطبعا هيستغل ده في القضيه

انصدمت ملامحها مما نطق بها فماذا فعلت لتكون هي السبب ويتهمها لتصرخ به :وانا اللي قولتلك تتصرف بالهمجيه دي

احتدت ملامحه وعاد ليمسك ذراعها بقوة هاتفا : كنتي عاوزاني اعمل ايه وهو واقف...... ابتلع كلمه (جنبك) واكمل.... جنب ادم

قالت بانفعال وهي تنظر لهذا الغضب الحارق بعيناه بعدم فهم لسبب كل تلك الثورة : اقل حاجة تعملها تاخدنا وتمشي

قال بتهكم قاسي : ماهو لو سيادتك اخدتي الولد ورجعتي بدل ما تبقي واقفه تتكلمي وتضحكي مكنش حصل ده كله 

احتقن وجهها بالغضب الشديد من مغزى كلماته و اتهامه لها بباطل لم تفعله لترفع راسها ناحيته بغضب : انا مسمحلكش

هتف عثمان بحدة ; وانتي مين عشان تسمحيلي

قالت ليلي بتحدي : انا واحدة انت مجبر علي احترامها 

اغتلت ملامحه ليقول بشراسه : محدش يقدر يجبرني علي حاجة ولا انتي ولاغيرك 

تهكم وتابع بعنجهيه وغرور  : مناقصش غير واحدة ست تجبرني انا علي حاجة 

هزت ليلي راسها بيأس من هذا الوحش الذي يمحي كل عقله امام غضبه المخيف ويتحول لكتله من الغضب الذي يحرق كل مابطريقه بغرور : انت لا يمكن تكون بني ادم طبيعي.... لايمكن يكون جواك كل الكره ده للستات اللي هما امك واختك ومراتك وبنتك..... لايمكن تحتقر وتقلل من حد لمجرد انها ست وتنسي انها الام اللي كانت سبب في وجودك في الدنيا.... ولا اختك اللي هديت الدنيا عشان تاخد تارها ولا حتي ليا بعد ماادتني اسمك بالرغم من انك بتكره صنفي

قبضت يداه بعنف شديد علي ذراعها فقد ضغطت على وجعه بقوة دون أن تدري فلاتعرف شئ عن امه التي تصف بأنها من اتت به للحياه ولاتعرف انها السبب بكونه هذا الوحش...... هتف بغضب شديد ويده تزداد ضغط علي ذراعها ; انتوا صنف حقير...  مهما الواحد عمل معاكم هتفضلوا حشرات.... الستات دول مرات عمك الزباله التي خاضت في شرفك والستات دول بنت ال.... مرات عمار اللي عامله شريفه... والستات دول انتي واحدة منهم اللي بعد اللي عملته معاكي واقفه مع عدوي

اتسعت عيون عمار بزعر ماان استمع لآخر كلمات نطق بها أخيه  ..اسرع ناحيتهم يحاول تهدئه الوضع : عثمان في ايه 

نزعت ليلي ذراعها من يد عثمان وقد تحول وجهها لكتله ناريه وهي تتطلع اليه بغضب قائلة : طالما كدة يبقي بناقص واحدة ست في البيت

اسرع عمار يوقفها : ليلي اهدي بس في ايه ... اسرعت ليلي تغادر ليلتفت عمار لاخيه : عثمان في ايه.... مالك ومالها وكمان ادم بيقولي ضربت خالد 

قال عثمان بانفاس ملاحقه من غضبه الشديد :مفيش

قال عمار بعدم اقتناع : مفيش ازاي يااخي ايه ليلي عملت ايه عشان تقولها الكلام ده..؟! 

......... 

قذفت الكثير من المياة البارده علي وجهها بينما لاتتوقف كلماته السامه واتهاماته من التدفق بعقلها...ظلت تحدث نفسها بغضب وهي تجمع ملابسها بعشوائيه بالحقيبه  : مش بني آدم ابدا 

شكاك... متخلف..... عملت ايه عشان يتهمني بكدة..... انا اللي غلطانه من الاول اني قاعده في بيت واحد زيه بعد كل اللي عمله فيا 


......

زم عمار شفتيه بعدم رضي معاتبا : مكنش ينفع ابدا ياعثمان تتعصب عليها بالطريقه دي  

هي عملت ايه يعني... 

هتف باصرار حتي لايعترف بخطأه : زيها زي غيرها بتلعب علي الكل 

قال عمار بعدم رضي : حرام عليك يااخي ماهي قالت متعرفوش 

قال عثمان بتهكم : وانت بتأكل من الكلام ده 

قال عمار بانفعال : وهي هتكدب ليه 

التفت له عثمان ; وتكون صادقه ليه..... كلهم كدابين

هز عمار راسه : لا.... مش كلهم ياعثمان 

قال عثمان بغضب : انت اللي بتقول كدة 

اومأ له عمار باعتراف : اه ياعثمان مش كلهم    .... في امك وفي أمهات تانيه احسن وانضف منها الف مرة ضحوا عشان عيالها.....في بنات زي شيرين وفي بنات زي ليلي وندي مش كلهم واحد ياعثمان 

اولاه عثمان ظهره برفض لأي صوت عقلاني توافق مع ذلك الصوت بداخله الذي يؤنبه علي ماقاله لها

قام عمار من مكانه ووقف خلف أخيه قائلا :انت بتعمل كدة عشان تكره نفسك فيها 

التفت له عثمان بملامح مستنكرة ليوميء له عمار قائلا : انت خايف تحبها فبتبعدها عنك 

واقطع دراعي اذا ما كنت اصلا بتحبها والا مكنتش اتجننت كدة لما شفتها مع خالد 

زم شفتيه وهز راسه بحنق شديد لينفجر بعيناه الغضب ماان دخلت هدي تقول : 

عثمان بيه...مدام ليلي اخدت شنطتها وماشيه

اسرع عمار للخارج تجاه ليلى التي وقفت أسفل الدرج بأسي تنظر باعتذار لآدم الذي تعلق بها ببكاء :  متمشيش وتسبيني ياليلي

يتمزق قلبها من أجل هذا الصغير ولكنها لا تستطع ان تظل بمنزل هذا الرجل بعد كل ماقاله.. كرامتها لاتقبل ابدا هذا 

   : ااادم.... كان هذا صوت عثمان الذي أشار لآدم بحزم ان يأتي اليه بينما قال عمار : ليلي في ايه بس.. ؟

نظرت الي عثمان بنظرات ناريه دون قول شئ بينما قال عثمان بسخط شديد وقد تكرر امامه بكاء إخوته بينما تتركهم امهم الذي تزامن مع بكاء ادم لتركها له وهاهو جاء اليه السبب لابعادها فهاهي مثلها مثل جميع النساء في نظره..... 

مسح دموع ادم بيده قائلا بحزم : اوعي تعيط على حد فاهم

سخرت ليلي بحنق بنبره عاليه هاجمته بها :طلعه نسخة منك

نظر اليها عثمان بوعيد : لا اسيبه يطلع مسخ راجل..... يتعلق بواحدة ويعيط عليها لما في الاخر تمشي وتسيبه بالرغم من انها قالت عمرها ما هتسيبه

ازدادت نظراته حده وتابع :  ادم مش محتاج لحد ولا انتي ولا غيرك

هتف عمار يوقفه عن متابعه ذلك الغضب الذي دمر كل الجسور بينهم : عثمان بس بقي يااخي

التفت الي ليلي باعتذار ; ليلي عثمان ميقصدش 

قالت ليلي بانفعال شديد ; 

لا.. يقصد كل كلمه وانا لولا ادم

قاطعها عثمان بصرامه وتحدي : ادم من دلوقتي برا حساباتك

امسك عمار بيدها يجذبها بعيدا عن وقوفها امام أخيه قائلا :خد ادم واطلع ياعثمان وانتي تعالي معايا ياليلي 

احتضن ادم ليلي رافض يد عثمان التي تمسك به لينحني عمار ناحيته مطمئنا : متقلقش ياباشا..... انا وليلي راجعين

همس بجوار  اذنه : هجيب لها بيتزا عشان الزعل يروح 

اومأ ادم ونظر لليلي التي كبحت دموعها وهي تتطلع له بأسي فملاك مثله لايستحق ان يكون امام هذا الوحش الذي رشقته بنظراتها الغاضبه 

.......

...

أخذها عمار بسيارته وجلست معه لاحد الكافيهات.... اهدي بقي 

قالت بكلمات كثيرة ماحدث..... انا معملتش اي حاجة عشان كل اللي عمله..  

قال عمار بهدوء : بصراحة ياليلي انا مكنتش اعرف انك قاسيه كدة 

قالت باستنكار : انا ولا هو 

قال عمار وهو يهز رأسه : عثمان مش قاسي ابدا هي بس الظروف خلته كدة

قالت باحتدام :كلنا عندنا ظروف انا اتحرمت امي زيكم وعشت بظروف وحشة طول عمري 

قال عمار بتعبيرات حزينه :مامتك مسابتكيش بأرادتها 

عقدت ليلي حاجبيها ليتنهد عمار ويكمل ; مكنتيش بتدافعي عن اخواتك وبتقفي قدام الدنيا كلها وانتي عندك ١٤ سنه.... 

نظرت ليلي اليه ليكمل بهدوء : ليلي انا مش عاوز ادخل في تفاصيل عثمان بس اللي من حقه يحكيها ليكي بس صدقيني قله ثقة عثمان في الستات نابعه لأنه اتصدم في أقرب الناس له وهي أمه وانتي النهارده وقفتي قدامه وقولتي كلام عن ام لايمت بصله للأم اللي يعرفها      

خفضت عيناها بتأثر ليكمل :  

صدقيني ياليلي لو سمعتي منه هو تعب اد ايه عشاني انا وندي الله يرحمها ولغي نفسه  طول السنين دي هيصعب عليكى..... 

: بس هو قالي كلام صعب اوي

: عشان هو شايف ماما في كل الستات واللي حصل لندي كمان هده ..... ياليلي عثمان منهار من جواه ومحتاج حد يطبطب عليه ويتحمله بكل عيوبه لغايه مايقف علي رجله ويتجاوز كل اللي مر عليه . 

نظرت اليه ليلي قائلة بوجع : ازاي انت الوحيد اللي شايفه كدة ومش شايف اد ايه هو قاسي بيجرح الي حواليه من غير شفقه   

قال عمار وهو يربت علي يدها : عشان انا اللي عشت معاه وشفت هو عاني اد ايه.... انا اللي بشوف جوه عثمان مش الوش اللي لابسه فوق حقيقته وقاسي زي مابتقولي 

......... 

... 

هل عادت دقات قلبه لمكانها الطبيعي حينما تهادت رائحتها الجميله الي أنفه ماان اقتربت منه..... تابع تظاهره بالنوم وهو يشعر باقترابها حينما انحنت وحملت ادم النائم من جواره 

وخرجت من الغرفه..... اعتدل جالسا يكور قبضته بضياع فماذا يحدث له... لم يعد يستطيع السيطرة علي اعصابه ولا انفعالاته فجرحها من غيرته كما قال عمار ولكنه ابدا لن يعترف بهذا..... خرجت دقات قلبه وغادرت جسده مع مغادرتها وخاف لأول مرة من الفقدان.... نعم خاف الا تعود وحينما عادت شعر بدقات قلبه تعود مجددا مكانها.... 

وضعت ليلى ادم علي فراشها وقبلت جبينه باعتذار هامسه : اسفه ياحبيبي اني سبتك بس غصب عني 

دخلت شيرين الي غرفه ليلي علي أطراف اصابعها ; ليلي انا اسفه اني متدخلتش لما سمعت الخناق بينك وبين عثمان بس غصب عني

اومات لها ليلي بتفهم لتقول شيرين بتأثر وهي تنظر لآدم : فضل يعيط كتير جدا بعد مامشيتي انتي وعمار وعثمان مبقاش عارف يعمله ايه لغايه مانام من التعب 

انحنت ليلي تقبل ادم مجددا وينخلع قلبها من أجل رؤيه ملامحه حزينه 

.......... 

... 

بعد الحرب الطاحنه بدأ المساء ينشر خيوطة وسط الهدوء التام الذي ساد المنزل بعد عوده ليلي مع عمار والتي اخذت ادم من غرفته حيث كان نائم بجوار عثمان وظلت جالسه معه بغرفتها بينما عمار ترك عثمان يختلي بنفسه لعله يستطيع التمرد علي عقله العنيد وينتصر صوت قلبه 

......... 

ارتدي عمار ملابسه استعدادا لحفل خطبه اخت شيرين واتجه بعدها الي غرفه أخيه 

الذي وقف يعدل ربطة عنقه السوداء الملائمه لبدلته السوداء 

: عثمان انا هاخد ادم معايا 

التفت له عثمان قائلا ببرود ظنا منه أن ليلي لاتريد الذهاب معه بسيارته وستذهب هي وآدم مع اخيه : هي اللي قالتلك

هز عمار راسه بعدم رضي : يااخي انت علي طول ظالمها..... لا طبعا وليلي مالها اصلا

انا اللي مش عاوز  اكون معاها لحظة لوحدنا ولا حتى اتنفس الهوا اللي بتتنفسه

اومأ عثمان له بتفهم ليكمل هندمه ملابسه وينزل للبهو برفقه أخيه 

قالت هدى لليلي التي كانت تكمل لآدم ارتداء ملابسه :  عمار باشا مستني ادم 

اومات ليلي وأعطت ادم لهدي قبل ان تتجه لغرفتها وتضع اللمسات الأخيرة علي هيئتها    ..... 

نزل ادم برفقه هدي للاسفل ليلتفت عمار تجاه شيرين التي نزلت بهيئة فاتنه للغايه بثوبها الأزرق الانيق وتصفيفه شعرها ومكياج وجهها المتقن 

اشاح عمار بوجهه عنها وامسك بادم قائلا لعثمان ; بشير معايا سوق انت عربيتك 

اومأ عثمان له واتجه لسيارته ليدخل بها ويجلس بانتظار نزول ليلي بينما ركب عمار بجوار بشير واخذ ادم علي ساقه وشيرين بالخلف تفرك يدها بحسرة وتكبح دموعها وماذا ظنت...... ان تانقت هل سيعيد النظر اليها انها مستعده للمحاوله طوال عمرها ربما تنجح مرة في التقرب اليه.... 

امسكت ليلي بطرف ثوبها الأسود الطويل تبعده عن حذاءها العالي وهي تنزل الدرجات الحجريه ببطء حتي لا تتعثر فتقع عيون عثمان الجالس بسيارته عليها وعليه تقديم شكر للظلام الذي حجب نظرات الإعجاب التي قفزت من عيناه ناحيتها ماان لمحها..... افلتت من صدره تنهيده حارة وهو يحدث نفسه بينما عيناه لا تتحرك من فوقها .... ماهذا الجمال ياذات العيون الخضراء  

بينما بكل خطوة تقترب تنتزع جزء من عقله وكيانه ولا ينسي فقط موقفه منها ولا ماحدث بينهم بل ينسي كينونته من أساسها... 

وهاهي عيونها الجميله والتي ازداد بريق لونها حينما حددته باللون الاسود لمكياجها الجميل اشتبكت عيناه بعيونها وهو يميل يفتح لها باب السيارة لتنظر لما يفعله بعدم تصديق ألم يكن كالوحش قبل ساعات.... فلماذا الان ينظر اليها تلك النظرة التي تلامس مشاعرها وتدفعها لتصديق تلك الفراشات التي تتحرك بداخلها بأنه يحمل لها مشاعر يخفيها خلف سياج قسوته..... نعم كلام عمار لها غير الكثير في فكرتها عنه كما حدث من قبل ولكنه للأسف لا يعطي لنفسه فرصه لتغير فكرتها عنه الا ويمحيها كل مرة بسوء تصرفاته

.......... 

... 

تحول الي مراهق وهو يختطف النظرات اليها بطرف عيناه بينما يتمهل بكل اشاره توقف بالطريق ليستغل الفرصه بالنظر اليها 

نتجاهل الصوت الساخر بداخله (اتجننت علي الاخر ياعثمان كأنك اول مرة تشوف واحدة ست) 

وهل ينكر انها بالفعل المره الأولى التي يري بها امرأه ويرمقها بتلك النظرات..... لم تجذبه قبلها اي فتاه ولم يرد الا تأملها هي بل ويريد ان يمتع عيناه بجمالها هو وحده لاغيره

اتسعت عيناه بعدم تصديق لنفسه يزجرها...... هل يستغل الفرصه أيضا

( يالله ياعثمان بتعمل ايه) 

حدث نفسه بحنق وهو يمسك يجد نفسه يمسك بيدها بينما يدخلون الحفل متظاهرا انه مضطر ليفعل هذا من أجل الناس بينما هو يريد أن تكون بالقرب منه وان يشعر بيدها الصغيره بين يداه بينما تلك الرجفه تسري بها جراء لمسته..... 

شعرت ليلي بدماءها تهدر في عروقها أثر وجود يدها البارده بيده الدافئه 

نظر لها عثمان بطرف عيناه ليختطف رد فعلها الذي ارضي غروره بينما يري احمرار وجهها خجلا 

.... اينقصه خجلها الان..... الا تكفي تلك العينان التي شابهت حبات الزمرد بتألقها اليوم ليقضي عليه خجلها الان 

...... 

قالت عبير لابنتها بعدم رضي : انتي واقفه بعيد عن جوزك ليه ياشيرين..؟ 

قالت شيرين بارتباك :ابدا ياماما واقفه مع بسمه 

هزت عبير راسها : لا روحي أقفي جنب جوزك زي ليلى 

اومأت شيرين لأمها وسارت بتوتر تجاه عمار الذي جلس وبجواره ادم يتحدث مع احد معارفه 

نظرت له برجاء الا يحرجها وبالطبع عمار لن يفعلها امام الناس فهو يتظاهر بأن كل شئ، بينهم على مايرام..... 

ولكن عبير لاحظت طوال الحفل ذلك الجفاء من عمار تجاه ابنتها مهما حاول الا يبديه متظاهرا بالانشغال بالطفل الصغير بينما تري نظرات عثمان لم تتحرك من فوق ليلي... لتشعر بأن شكوكها في محلها فهناك شئ ما بين ابنتها وزوجها خاصه من تكرار عدم وجوده بالبيت وتلك النظرات بالجفاء والتي اختلفت تماما عن نظراته لها سابقا 

قالت شيرين بابتسامه هادئه : ليلي مرات عثمان اخو عمار ..... اومأ الرجل بلياقه وشيرين تقول : ده هاني ابن عمي 

اومأت ليلي بتهذيب : اهلا اتشرفت 

قال هاني بنظرات معجبه ;  الشرف ليا

هل اشتعل شئ بداخله للتو..؟! نعم نيران وحرائق كالتي اشتعلت في الصباح حينما رأي خالد برفقتها

اتجه ناحيتها هي وشيرين ليرفع هاني راسه قائلا بترحيب : عثمان باشا ازيك

قال عثمان باقتضاب ; اهلا ياحضره الضابط  

ابتسم هاني بمرح ; لا حضرة الظابط ايه.... هاني وبس 

اومأ عثمان ليقول بتهذيب وهو يضع يده فوق ذراعها برفق : ادم كان بيدور عليكى 

اومات له وقد لمحت غيرته وكذبت نفسها فمن يغار ممن ولماذا يغار.....؟! 

التفتت حولها تبحث عن ادم فلمحت عمار يحمله وقد غفي 

: نام 

اومأ عمار لها قائلا : انا هاخده وارجع البيت 

: طيب انا جايه معاك 

تغيرت ملامحه حينما اقتربت شيرين منهم لتقول بتعلثم ; انت هتمشي 

لم يجيب عليها عمار لتقول ليلي بحرج لتلطيف الوضع : اصل ادم نام... انا هاخده وارجع البيت وانت خليك ياعمار

هز راسه باصرار وقد وجد الفرصه للهرب من هذا التظاهر الخانق  

: خليكي ياليلي وابقوا ارجعوا مع عثمان كدة كدة الحفله قربت تخلص  

قالت شيرين بخفوت وهي تكبح دموعها بصعوبه : شفتي ياليلي حتي مش بيوجهه ليا كلمه 

ربتت ليلي علي يدها : معلش ياشيري 

: هقول لماما وبابا ايه لو سألوني

قالت ليلي بتفكير ; متقوليش حاجة...انا هروح وراه بسرعه واخليه يرجع وانا هاخد ادم 

وامشي 

امسكت شيرين يد ليلي بامتنان : شكرا ياليلي انا مش عارفه أقولك ايه علي كل اللي بتعمليه معايا 

خرجت ليلي الي الحديقه تتلفت حولها لتلمح باحباط سيارة عمار وقد خرجت للتو من البوابه .. 

شهقت حينما سمعت هذا الصوت خلفها : مدام ليلي بتدوري علي حاجة  ؟ 

التفتت تجاه هاني ابن عم شيرين ; لا.  بس كنت بشوف عمار 

اومأ لها بنفس لحظة خروج عثمان من الباب برفقه كامل يودعه  : لسه بدري ياعثمان 

: معلش كفايه كدة 

قبل ان ينظر تجاه شيرين بحثا عنها كان 

يراها لسوء حظها واقفه مع هاني قبل ان تستأذن من بتهذيب ; بعد اذنك

اومأ لها : اتفضلي

تحركت خطوتان لتلمح عثمان قادم بأتجاها.... لم يقل شئ بل أشار بعيناه لها لتذهب برفقته....! 

لم تعلق ولم تتحدث طوال الطريق ولا تعلم شئ عن النيران التي تحرق صدره... بينما بداخله وحشه يسخر منه... في الصباح خالد والان هاني وهي بنفس البراءه ولكن من تخدع.....

كانت ليلي لا تدري شئ عن الحرب الطاحنه التي تنتظرها وانصب كامل تفكيرها بكلام عمار الذي جعلها تفكر وتتساءل هل هي فعلا من ستغيره ولكن عن أي وحش قاسي تفكر  انه قد يتغيره وهاهو انفجر ماان وطأت قدمها باب المنزل 

: كنتي واقفه معاه ليه.... ايه ده كمان مكنتيش عارفاه 

قالت بتبرير في محاوله منها لتصديق انه لايتهمهما مجددا : عمار اخد ادم ومشي  فخرجت اقوله اخد انا وارجع البيت عشان شيرين خافت مامتها تاخد بالها انه سابها

تهكم بغضب ; شيرين ولاابن عمها

اتسعت عيناها بغضب لتهتف به بحدة : لا بقي انت زودتها اوي

ازداد بريق عيناه الغاضب من صراخها عليه ;لا.... ده انتي الي زودتيها ودي اخر مرة بحذرك صوتك  ميعلاش قدامي وتاخدي بالك من تصرفاتك

صاحت بانفعال : كفايه بقي... انا مش قادرة اتحمل طريقتك دي.... كل كلامك شخط ونظر وتهديد

تمسك بعناده ليضغط علي أسنانه بقوة :المرة اللي جايه هنفذ من ههدد و بس

لوحت له بيدها بعدم اكتراث : اعمل اللي تعمله ومن دلوقتي متتعاملش معايا اصلا

انت فاهم

لم يستوعب جرأتها ومانطقت به لتوقفها نبرته ماان اولته ظهرها لتغادر  : استني هنا

هزت راسها باصرار ; لا مش هستني انا خلصت كلامي

امسك ذراعها ; وانا مخلصتش

رفعت عيناها اليه بتحدي : عندك ايه زياده تقوله....

نزعت ذراعها من يده :تحذير وتهديد خلاص فهمت.... اوعي بقي سيب ايدي

ترك ذراعها لتذهب من امامه كالعاصفه ليظل واقف ينظر في اثرها..... 

:(ياساتر ايه يااخي.... مش بتشبعوا نقار وخناق) 

كان هذا صوت عمار الذي كان ممد علي الاريكة فلم يلمحه احد في الظلام وقد تابع تاك المساحة الالف بينهم باستمتاع 

عقد عثمان حاجبه والتفت الي أخيه الذي أضاء الاباجوزة الكبيرة بجواره ليقول : انت بتعمل ايه هنا

قال عمار : نايم هكون بعمل ايه

: ونايم هنا ليه السراير خلصت

هز راسه : لا بس مش عاوز اطلع فوقى

اومأ عثمان له ليقوم عمار من مكانه قائلا بمشاكسه وهو يداعب جبين عثمان المقطب ;هتفضل تكابر لغايه امتي... ؟

نظر اليه عثمان ليبتسم عمار بمكر : انت بتحبها وكل اللي بتعمله ده غيره..... بتبعدها عنك ولما تبعد ومتبقاش طايلها بتتجنن وتموت من الغيرة لو حد قرب جنبها.... اعترف بقي ياباشا واطلع صالحها 

غمز له بعبث ; الصلح خير..! 

..........

....

نامت كمدا وغضبا منه فماذا يظن نفسه ليتهمها كل مرة.... هزت راسها الالاف المرات وهي تقول انه يغار عليها.... هو ده اصلا عنده قلب ولا مشاعر... بس ياليلي وانت ياعقلي الزفت بس بقي وبطل تفكير فيه 

......... 

... 

عقدت عبير حاجبيها باستهجان : سابك وروح 

قالت شيرين بتعلثم وهي تحاول أن تبدو طبيعيه  : سابني ايه بس ياماما.... بقولك قولت له اني هفضل معاكم النهاردة ووافق ايه المشكله 

: انتي قوليلى ايه المشكله بينكم 

: مفيش اي مشكله ياماما 

قالت بسمه اختها : في ايه بس ياماما... شيرين بتقولك كل حاجة كويسه ومافيهاش حاجة ان عمار يمشي ويسيبها عندنا بعد الحفله

قالت شيرين : وعموما ياماما انا الصبح همشي تمام 

اومات عبير باصرار  : مترجعيش البيت لوحدك كلميه يجي يروحك

............

..

زفر عمار بضيق هاتفا بشيرين  : انتي فاكرة بتحطيني قدام الأمر الواقع

قالت شيرين بهمس راجي ; والله ابدا ياعمار.... دي ماما اللي حاسه ان في حاجة ولو مجتش اخدتني هتشك اكتر..... وحياة اغلي حاجة عندك كمل جميلك واتحمل النص ساعه دي وانا اول مانخرج من هنا لو عاوز تنزلني من العربيه موافقه 

أغلق الهاتف دون قول شئ.....يكره نفسه لمعامله امرأه بتلك الطريقه المهينه ولكن ماذا يفعل بعد جرحها لكرامته ورجولته بتلك الطريقه  ... 

....... 

..اتجه الي غرفه ادم ليجد ليلي جالسه برفقته 

ابتسم : صباح الخير 

: صباح النور 

: ماتجي معايا ياباشا 

قالت ليلي بدهشه : هتخرج فين  الصبح كده

قال باقتضاب : مشوار صغير وهاخد ادم يتمشي شويه 

اومات له وجهزت ادم الذي امسك يد عمار بحماس 

همس عمار لها بخفوت : هدي اللعب شويه يالولو... قولتلك الواد عصبي واتحملي تقومي تردي عليه بالطريقه دي 

اتسعت عيناها بدهشه ليبتسم : سمعت كل حاجة.... ومش انا بس ده تلاقي البيوت اللي جنبنا سمعوا صوتكم اللي جايب اخر الشارع

أفلتت ضحكتها ليغمز لها : لما ارجع هصالحكم 

........ 

... 

قال حسان لعثمان : كله تمام ياباشا..... مديحه اختها طردتها 

ابتسم عثمان بتشفي.... ليتنهد قائلا 

: عاوزك تجيب ليا الواد اللي اسمه خالد 

نظر له حسان : اجيبه

اومأ عثمان له : انا هخلص موضوع الوصايه بطريقتي 

هاته وروقه انت ورجالتك لغايه ماابقي افضاله

..............

...

قالت مديحه بدهشه لتلك الفتاه التي وقفت علي باب الشقه : انتي مين وهو انا اعرفك 

قالت الفتاه بنبره عاليه : نعم نعم... جري ايه ياابله مديحه جايه دلوقتي تقولي متعرفنيش

اسرعت سلوي اخت مديحه تري سبب ذلك الصوت العالي لتري فتاه بملابس مبتذله ومكياج صارخ واقفه تتشاجر مع اختها : مين دي يامديحه

قالت مديحه وهي تهز كتفها : معرفهاش

قالت الفتاه وهي تتهجم علي مديحه : مين دي اللي متعرفيهاش.... جري ايه ياابله 

فاكراني سهله وهتضحكي عليا... لا فوقي ده انا صافي.... الراجل  اللي بعتيني عنده امبارح مدفعش يبقي فلوسي هاخدها منك انتي 

قالت سلوي بعدم استيعاب بينما امتقع وجهه مديحه.... راجل ايه يامديحه

ضحكت الفتاه بخلاعه... هي الست متعرفش انك بتشغلينا ولاايه ياابله

انصدمت ملامح سلوي بينما تجمدت مديحه مكانها لاتفهم شئ لتقول الفتاه بتحذير... فلوسي تجيلي ياابله مديحه والا المرة اللي جايه هعملك فضيحه بجد... 

...... انصرفت الفتاه لتهز مديحه راسها بصدمه حينما قالت اختها..... انا عندي بنات 

قالت مديحه بعدم تصديق : بتطردي اختك  وبتصدقي كلام واحدة زي دي 

: انا خايفه علي بيتي وبناتي مجدي لو عرف حاجة زي دي هيطلقني 

: بتكذب 

قالت اختها بجديه : وليه متقوليش ان ربنا عمل فيكي اللي عملتيه في ليلي لما افتريتي عليها 

........... 


: ربنا يخليكي ويسترك ويفرح قلبك يااميرة يابنت الأمراء 

قالت ليلي بدهشه :  ام سلمي في ايه..؟ 

قالت المرأه بسعاده : في انك بنت أصول ونفذتي كلامك.... وهشام استلم الوظيفه وحاجة ايه اخر ابهه وبمرتب كبير اوي.... اللهي يسترك ويهنيكي انتي وجوزك ابن الحلال ده

....

ابتسمت ليلي بسعاده لفرحة المرأه واتصلت بعمار لتشكره : مرسي اوي ياعمار علي اللي عملته

ضحك عمار قائلا : لا هو بصراحة مش انا... ده عثمان 

صمتت ليقول عمار بمكر : اول ماقلته علي طلبك متأخرش وكلم الناس بتوعه يعينوا الولد علي طول 

:بس... قاطعها عمار 

: بس ايه.... مفيش بس.... روحي اشكريه 

......

طرقت باب غرفه مكتبه ليقول دون أن يرفع عيناه عن حاسوبه : ادخل

رفع عيناه حينما فتحت الباب ودخلت.... غادرته المساء عاصفه ملتهبه ودخلت اليه اليوم نسمه هواء، صيفيه منعشه بوجهها المشرق بينما رفعت خصلات شعرها بذيل حصان كشفت عن جمال وجهها.... 

وهاهو صوتها يكمل تلك اللوحة البديعه التي غرق بها عثمان متناسي ماحوله 

: انا جيت اشكرك علي اللي عملته مع... مع الست 

اومأ لها وابعد عيناه عنها بصعوبه وهو يقول بهدوء : عادي حاجة بسيطة 

ومن قال انه وحده من يري شخصيتان.... نار وجليد بداخلها كما بداخله بالضبط فهاهو شخص آخر غير الذي كان امامها بالأمس 

تحركت تجاه الباب ليوقفها بنبرته العميقه : بعد كدة لما تعوزي حاجة اطلبيها مني انا من غير تفكير 

.............. 

ترددت ليلي وهي تدور حول نفسها بعد ان أصابها الجنون من تصرفاته ماان استمعت لآخر كلمات منه.....نبرته.. صوته... اهتمامه.... عصبيته... جنونه.... عداءه..... شكه.... يالله ستقفد عقلها.... ولكن لا لن تظل بهذا الجنون 


التفت عثمان لتلك العاصفه التي دخلت من باب مكتبه بدون اي مقدمات هاتفه : انت بتعمل معايا كدة ليه

عقد حاجبيه بدهشه من دخولها وغضبها الذي لايعرف سببه بعد ان كانت منذ دقائق تحدثه بهدوء.... اعتدل واقفا : بعمل ايه..؟ 

وقفت امامه ورفعت عيناها اليه وقد انفلتت عقده لسانها تبوح بكل مافي صدرها وعقلها من أفكار وتساؤلات هو الوحيد الذي لديه الاجابه عنها ; ليه شغلت ابن الست.... وليه امبارح قولت ليا الكلام ده.... ليه خلتني انتحر وليه انقذت حياتي..... ليه حرمتني من ابويا وبعدها عالجته..... وقفت قدام الظابط ليه واخدت حقي منه...... ليه ادتني اسمك بعد اللي قالته مديحه عنى مع انك مش بثق في واحدة ست....... ليه ليييه..... قولي بتعمل معايا كدة ليه......؟!

كان يتابع كل ما يخرج من بين شفتيها ولكنه يشعر به يخرج من قلبها ويدخل الي قلبه.... هي بحيرة وضياع مثله بالضبط  ...... تشعر بنفس المشاعر والأشياء الغريبه التي يشعر بها وتعجر عن فهمها وتفسيرها مثله بالظبط....! 

توقف العالم من حولهما بينما غابت سيطرته مع تعقله وتفكيره وهب قلبه فزعا ليأمر شفتيه باسكاتها او ربما باعطاءها الاجابه التي تطمح لها دون نطق شئ....! فجأه وجدت ذراعيه القويه تجذبها اليه ليرتطم جسدها بصدره العريض بينما دون أن يسمح لها بنطق شئ كانت شفتيه تكتسح شفتيها بقبله أوقفت العالم عن الدوران....!  لأول مرة تلامس شفتيه شفاه امرأه وستكون امرأته الاولي والاخيره... لم يظن انه سيفعلها يوما ويقترب من امرأه ارادها بكل ذره في كيانه..... فاقت كل حدود العقل و سلبت أنفاسه وكيانه وعقله وتمني لو يظل باقي أنفاسه يتنفس أنفاسها التي تشبه رائحة الجنه...... لأول مرة يقترب منها رجل وليته لم يفعل فهي فقدت القدره علي التنفس بينما تتسرب اليها تلك الموجات العاتيه من مشاعر فياضه لا تعرف أين كانت.....امتزجت أنفاسه الحارقه بانفاسها المسلوبه بينما التهمت شفتيه شفتيها البتول بتلك القبله الشغوفه التي زلزلت كيانها .... بصعوبه تباطئت ضراوه شفاه عثمان عن التهام شفتيها حينما شعر بعجزها عن التنفس ليغمض عيناه بنشوه غير طبيعيه بينما ظل يحيط بها بين ذراعيه ويتنفس أنفاسها المتسارعه......حاولت استجماع ليلي نفسها وبيد مرتجفه

دفعته بعيدا عنها لتركض باقدام لا تقوي علي الحركه  وقد التهبت وجنتها خجلا

.... هل قبلها...؟! ماذا حدث وكيف حدث.... لاتعرف شئ ومازالت تتحرك للأعلى تجاه غرفتها تستوعب مافعله للتو او بالاصح ماشعرت به بين ذراعيه بعد ما فعله .... متي تفجرت كل تلك المشاعر له.... 

وصلت لغرفتها ولكنها ماان مدت يدها للمقبض حتي شهقت بانفاس مبعثره حينما وجدته قد ركض خلفها.......

فهي مجرد لحظة اخذها في التفكير قبل ان تتغلب ثورة مشاعره علي اي تفكير او عقلانيه فما شعر به خلال دقائق تلك القبله يتخطى حدود اي تفكير...... لأول مرة يشعر بتلك المشاعر ولأول مرة يرفض اي طلب بعقله بالتمهل والتعقل ويركض خلفها معترفا انه لايعرف جواب لاسئلتها ولكنه يعرف انه يريدها....! 

يريد تلك الفتاه ان تكون له بكل ذره في كيانها... ارهقه كثيرا التفكير في أسباب ومبررات ويريد الراحة التي وجدها وهي بين ذراعيه..... 

التفتت له بانفاس مبعثره لتتعلق عيناها بعيناه التي اندلعت بها عاصفه من المشاعر وهو يقول....اجابه أسئلتك.... مش عارف..؟

مش عارف..... 

خرج صوته مبحوح بينما يتقدم خطوة تراجعتها هي لداخل غرفتها 

: مش عارف سبب للي عملته ولا للي هعمله دلوقتي

...... وهاهي قبل ان تتساءل عما يقصده كان يدفع الباب بظهر قدمه يغلقه ويجذبها اليه مطوق خصرها بذراعه و شفتيها بين شفتيه ينقض عليها بقبله حاره سلبت أنفاسه وعقله وكيانه....تحركت يداه تجاه عنقها يتلمسه بلمسات اخذتها لعالم الخيال بينما لم تتوقف 

شفتاه عن اخذ شفتيها برحله ورديه لعالم الخيال كان فيها كعادته المسيطر الوحيد بينما ليلي لم تجد اي اراده لها للاعتراض بينما لاترحمها نظراته ولا لمساته الحنونه التي يمررها برقه علي ملامح وجهها وكانه يراها لاول مرة .... حاولت الهمس ببقايا صوتها تبعده بينما تري في نظراته انه لن يتراجع... ابتلع بين شفتيه همسها الذي لم يصل اليه من الأساس بينما كان غارق بفتح أبواب الجنه التي وقف امامها طويلا.... امتزجت أنفاس كلاهما بينما يتحرك بها تجاه هذا الفراش وقبل ان تدرك علي اي ارض تقف كان يغزو كل اراضيها محتل كل انش بها...! 

.............بحنان جارف لايعلم اين كان يخفيه كان عثمان يوشم كل انش فيها بأسمه.... استسلمت ليلي لتلك المشاعر التي تفتحت علي يده وقد غاب كل ماحولها الا هذا الرجل الذي وكأن تلبسه اخر لايمت لهذا القاسي الذي عهدته بصله....! 

.......... 

...تحرك عثمان بنومه لتحيط ذراعه بخصرها النحيل يقربها اليه اكثر ويدفن وجهه بخصلات شعرها الذي يحمل رائحتها الجميله ككل شئ بها.....! هل قضي ليله بالجنه 

فتح عيناه التي ماتزال تحمل نشوة ليله الامس والتي أصبحت بها زوجته 

اتسعت عيناه المصدومه وكأنه آفاق فجأه من دوامه تلك المشاعر التي اغرقته فيها علي واقع انه لم يكن عليه ابدا الاستسلام لتلك المشاعر..... لم يكن عليه ابدا الاستسلام لامراه..! 

........ 

... 

هرب...! نعم هرب حرفيا منها ومن مشاعره ومما عاشه معها الليله الماضيه... بسرعه كان يرتدي ملابسه وينزل مغادرا المنزل باكمله بعد ان اعطي تعليماته لحسان 

: انا مسافر كام يوم لو في حاجة في الشغل بلغ عمار 

استغرب حسان كثيرا تلك السفريه المفاجاه ولكنه لم يتساءل فهو يعرف رب عمله لن ينطق بشيء لا يريده... 

....... 

... فتحت ليلي عيناها تقاوم هذا النعاس الرهيب الذي سيطر عليها بينما تهادت شيئا فشيئا تلك المشاعر والاحاسيس اليها لتلتفت ببطء بجوارها بحثا عنه..... عقدت حاجبيها واعتدلت جالسه وهي تضم الغطاء حول جسدها.... أين ذهب..؟ 

ليتها لم تسأل حينما تفاجات بعمار يخبرها انه سافر.... ؟! 

سافر....نظر عمار لملامح وجهها التى تغيرت

بعدم فهم وقلق في نفس الوقت فهناك شيء ما غامض بالموضوع..... 

ليلي انتي كويسه 

سألها عمار بينما شعرت بصعوبه في التقاف أنفاسها.. اهة.... بس عندي صداع 

معلش هطلع انام ممكن تاخد ادم المدرسه

اومأ لها... بعد ان اوصل ادم مدرسته اتصل بأخيه

: اية اللي حصل ياعثمان.. ؟

: ايه اللي حصل في ايه ياعمار 

: اية اللي حصل وخلاك تسافر فجأه ده اذا كنت اصلا مسافر....  

تنهيدته الحارة وصلت لأذن أخيه الذي قال بقلق ;  انت فين ياعثمان.. ؟

: عمار مش عاوز اتكلم.... انا مش عاوز حد يعرف حاجة غير أن انا مسافر ولو في حاجة ضروري كلمني 

......... 

هل ندم علي ماحدث بينهما.... هرب من حقيقه انها أصبحت زوجته.... اسئله واسئله كثيرة لم تتوقف عن الدوران في عالمها الذي توقف عن الدوران بعد تلك الليله وعقلها يكاد يجن من كثرة التفكير بينما قلبها كان يشعر بألم شديد به من فكره انه ندم علي تلك الليله التي لم تنسي تفاصيلها واعترفت لنفسها وقعت في عشق هذا القاسي الذي يأبي الاعتراف ابدا ويدور حول نفسه مهما حاول الإنكار ليصل لنفس النتيجه.....! يحبها ولكنه يعجز عن ترويض ماضيه وحاضره ليعيش مستقبله برفقه الوحيدة التي اختطفت قلبه...! 

....... 

... 

عقد عثمان حاجبيه بينما يخبره عمار انه اخذ ليلي وآدم للساحل 

: بتعملوا ايه هنآك 

: ابدا ياعثمان من بعد ماسافرت في حاله كئيبه في البيت وانت عارف اني مش هقعد في مكان البنت دي فيه فاخدتهم وقلت نغير جو يومين 

انت فين بقي.... مش ناوي ترجع 

قال باقتضاب : خد بالك منهم 

........ 

ضحك عمار بخبث حينما خرج ادم للحديقه  برفقه كلبهم بيكو الذي تعمد ان يحضره معه غيطا في جارته تلك ذات الشعر الكثيف .. 

اتسعت عيون مريم وهي تري ذلك الكلب  الضخم في السياج المجاور بينما روكس النحيل ركض للداخل خوفا ماان رأي بيمو المخيف

قالت مريم حينما التقت عيناها بعيون ليلي التي خرجت برفقه ادم ; هاي.. 

اومأت ليلي لتلك الفتاه التي لوحت لها من السياج المجاور  : اهلا 

لوحت لآدم : عامل ايه.؟ 

ابتسم ادم لترفع راسها قائلة : انا مريم جارتكم... 

قالت ليلى ; انا ليلي 

: لازم انتي مامت ادم 

اومات ليلي لها لتشير بعيناها تجاه عمار ; انتي اخته..؟ 

قالت ليلي بابتسامه هادئه : مرات اخوه 

: اتشرفت 

........ 

.. بالرغم من الجو في كان يبعث علي الراحة والاشراق الا ان وجع قلبها مازال يمنعها من اي شعور مهما حاولت وهذا واضح لعمار الذي فشل في معرفه شئ منها او من عثمان الهارب...! ولا يعرف انه لايهرب منها بل يهرب من نفسه التي تاقت اليها.... 

....... 

قالت عبير وهي تتلفت حولها ; هو جوزك مش موجود برضه ياشيرين 

قالت شيرين بتعلثم : لا موجود بس... 

قالت هدي التي كانت تضع المشروبات امامهم : عمار باشا سافر من شويه مع ادم ومدام ليلي 

توقفت أنفاس شيرين بينما تهادت تلك الملامح لوجهه عبير التي نظرت  لابنتها 

هزت هدي راسها بأسف فهي دون قصد لابد وأنها فعلت شئ سيء

........ 

أمسكت عبير بيد ابنتها وسحبتها الي غرفتها واغلقت الباب لتقول.... انا عاوزة اعرف ايه اللي حصل..؟

رفعت اصبعها امام وجهه ابنتها وتابعت بتحذير ;  اوعي تقوليلي مفيش 

انهارت شيرين تمام ضغط امها لتخبرها بكل شئ...! 

.....


عشرة أيام من الهروب   ....!

يهرب منها... من عيونها.... من ضحكتها..... من صوتها.... من لمستها..... من كل شئ يذكره بتلك الليله التي لا يستطيع نسيان لحظة منها.... يحب.. بل يعشق تلك الفتاه...!

تسارعت أنفاسه بينما يضغط بقدمه علي دواسه الوقود بانفعال شديد من نفسه بسبب هذا الاعتراف الذي أرق مضجعه عشرة أيام كامله رافضا فيه الاعتراف بأنه وقع بحبها وتبرير تلك الليله بأي مبرر ولكن لا.... لا يوجد سوي عشقه لها ورغبته بقربها مبرر...!

حدث أخيه ان يعود بهم الي المنزل دون اسئله ودون ان يخبرها بأنه سيعود لينفذ عمار رغبه أخيه....! 

أوقف سيارته ونزلت منها ليلي وآدم ليقول عمار ; انا خارج مع جماعه صحابي.... ادخلوا انتوا

........ 

في المساء 

جلست بجوار ادم تداعب برفق خصلات شعره وهي تتذكر دموع شيرين التي اخبرتها ان امها عرفت بالحقيقه بعد سفرهم... قلبها يوجعها وتريد البكاء لاتعرف من هذا العشق الذي تملك منها ولا من حاله شيرين التي تمزق القلب  


عشرة أيام من الهروب   ....!

يهرب منها... من عيونها.... من ضحكتها..... من صوتها.... من لمستها..... من كل شئ يذكره بتلك الليله التي لا يستطيع نسيان لحظة منها.... يحب.. بل يعشق تلك الفتاه...!

تسارعت أنفاسه بينما يضغط بقدمه علي دواسه الوقود بانفعال شديد من نفسه بسبب هذا الاعتراف الذي أرق مضجعه عشرة أيام كامله رافضا فيه الاعتراف بأنه وقع بحبها وتبرير تلك الليله بأي مبرر ولكن لا.... لا يوجد سوي عشقه لها ورغبته بقربها مبرر...!


.......تهادت رائحته الي أنفها لترفع راسها ببطء تجاهه فهاهو قد عاد.... بعد عشرة أيام..!! 

عشرة أيام بعد تلك الليله وهو بعيد.... عاتبته نظرات عيناها بنظره خاطفه قبل ان تقوم من جوار ادم وتتجه لغرفتها دون نطق شئ.....! 

... دخلت ليلي لغرفتها سريعا تهرب منه هي الاخري بينما لم ترد شئ إلا النظر اليه بعد اشتياق طويل دام عشرة أيام بعد تلك الليله التي أصبحت بها زوجته وظنت ان الجليد قد ذاب بينهما.... لاتدري مقدار الحرب التي يخوضها مع نفسه والتي تماثل حربها التي خسرت بها بمجرد رؤيته واختفي كل عتابها ولومها له ولم ترد شئ إلا رؤيته


ولكن كفي حروب وكفي هروب...يريدها... يريدها له بكل ذره فى كيانه... يريد أن يمحي هذا الاشتياق يريد أن تخبرها عيناه بكل ماتريد سماعه دون أن ينطق لسانه بشئ...

....! 

بدون تفكير اتجهت قدمه خلفها ناويا إطفاء نيران هذا الاشتياق الذي شب بكل جزء بكيانه.... 

فتح باب غرفتها لتتلاقي عيناه بعيونها التي تحمل له هذا العتاب 

... قالت بتعلثم وهي تحاول الجمود : في ايه..؟

لم يقل شئ بل أغلق الباب بظهر قدمه بينما أحاط خصرها بذراعيه يقربها اليه وينحني تجاه شفتيها يقبلها قبله حملت كل ماتريد سماعه منه ولا يستطيع النطق به ..... يحبها واشتاق اليها ولا يستطيع الإبتعاد....! 

تملمت بين ذراعيه برفض فهو تركها وجرحها بعد تلم الليله التي استسلمت فيها لمشاعرها ولن تكرر هذا الخطأ ليرفع عثمان عيناه لعيونها التي عاتبته : انت سبتني

همس وهو ينحني تجاه عنقها.... مش هسيبك تاني 

هل تستلم وتصدق همسه...! ؟ ومن قال ان لديها اي فرصه بالتساؤل امام هذا الغزو الضاري لمشاعرها التي اجتاحتها نظراته ولمساته الشغوفه بينما تحيط ذراعه بخصرها يقربها اليه اكثر واكثر وشفتاه تتحرك تجاه عنقها بقبلات ناعمه خلبت كيانها وسرعان ماازدادت عمقا ليلتهم بشره عنقها الناعمه بشغف قبل ان تتحرك يداه تجاه سحاب سترتها يفتحها ببطء قبل ان يتراجع بها الي الفراش ويجثو فوقها بينما شفتاه لاتترك انش في شفتيها الا وتذوقه.....! 

فتحت عيونها ببطء لتتهادي ابتسامه علي شفتيها بينما شعرت بجسدها بين ذراعيه يحتضنها.... لم يتركها..! 

ظل معها وتغلب علي عقله الذي يجعله يهرب منها....! نعم فهمت انه تركها اول مرة هروب منها بسبب عقدته التي سببتها امه والتي ماتزال لاتعرف عنها الكثير ولكنها ستعمل بكلمات عمار وتحتويه الي ان يعبر بر الأمان ويفتح قلبه لها ويخبرها بكل شئ.... سانتظر هذا اليوم وحتي يأتي لن تترك هذا القاسي الذي وقعت بغرامه 

ضمها عثمان اليه اكثر وهو يضع راسه بعنقها  لتتسلل أنفاسه المنتظمه تداعب بشرتها الناعمه فتغمض عيناها مرة اخري وتغرق بالنوم مجددا

.... هل قبل جبينها للتو ام انها ماتزال تحلم....؟! 

سألت نفسها وهي بين النعاس واليقظه، بينما شفتاه الدافئه تطبع تلك القبله على جبينها قبل ان يقوم من جوارها بهدوء حتي لا يوقظها ولكنها فتحت عيونها التي سرعان ما لمعت بها نظراتها الخجوله بينما تتفرسها عيناه بتلك الطريقه وقد فتنته بخصلات شعرها البنيه التي انسدلت حول كتفها العاري تغطي جزء من عنقها الذي حمل بعض اثاره عليه .... قال بنبره ناعمه ;صباح الخير 

ابتسمت له شفتيها هامسه بخفوت :صباح النور

قال ويداه تتحرك تجاه خصلات شعرها يضعها خلف اذنها ليري وجهها الجميل : ارجعي نامي تاني لسه بدري 

بالتاكيد لن تنطق بشء فهي تكاد تموت خجلا بعد ماحدث بينهم ليله امس والتي بدي اشتياقها له واضحا ومكافيء لاشتياقه لها..... 

تمطأ ومرر يداه خلف عنقه قبل ان يعتدل واقفا وهو يسحب قميصه من علي الارض يرتديه قائلا بخبث : ابقي خلي هدى تنقل هدومك الاوضه التانيه 

مال ناحيتها فجذبت الغطاء علي جسدها وقد انتشرت الحمرة بوجهها بينما تابع بمكر وهو يقرب وجهه من وجهها ; اصل سريرك صغير اوي ومش هيكفينا... سريري اكبر

قالها وقبل تفتح فمها لتتحدث كانت شفتيها بين شفتيه يلتهمها بقبله سلبت أنفاسها وأخذتها لعالم الأحلام...... بصعوبه ترك اسر شفتيها لتعض ليلى علي شفتيها بينما غلف الخجل قسمتها وخفضت عيناها سريعا ..... وهي تفكر انه يريدها ان تنام بجواره في غرفته وعلي سريره.... 

... 

.........

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم 


اقتباس 

رفع عثمان راسه بانزعاج هاتفا من بين أسنانه : في ايه..؟ 

قال عمار من خلف الباب :  عثمان انت قافل الباب ليه 

قال من بين أسنانه : عاوز ايه يااخي.؟ 

: افتح ياعثمان ولا هتكلمني  من ورا الباب 

صاح عثمان بغضب : نايم ياعمار... خد ادم المدرسة ولما ترجع نتكلم 

تحدث عمار ; عثمان 

زجرة عثمان بتحذير مقاطعه  ; سمعت انا قولت ايه

قامت ليلي مسرعه من بين ذراعيه والخجل يكسو قسمات وجهها وركضت للحمام 

ليتبرطم عثمان حينما لم يستطيع اللحاق بها : عمال تقولي بوسها بوسها ولما اتنيلت بوستها كابس علي نفسي

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !