بعد البدايه الفصل السادس

0


الفصل السابق
 هتف سليم بحدة : لا مش هتقولها يامراد 

هز مراد راسه باستنكار ; لية ياعمي نخبي عليها.... حقها تعرف 

هز سليم راسه بأسي قائلا ; مش هتستحمل يامراد... مش هتستحمل تعرف حاجة زي دي دلوقتي ابدا  

(اعرف اية) ... كان هذا صوت فريده 

نظر اليها ابيها بعيون زائغة لايدري ماذا يقول وكيف بأمكانه ان يعرضها لموقف كهذا 

جروحها ماتزال مفتوحة حديثا فكيف يصدمها بخبر مماثل 

نظرت فريده لارتباك نظرات ابيها لتساله .... بابا في أية.. ؟

قال سليم بحنان : مفيش ياحبيتي 

نظرت الي مراد الذي هز كتفه لسليم قبل ان يقول له ; قولها ياعمي 

زجره سليم بحدة ليصمت : بس يامراد

قطبت فريده جبينها باستفهام : في أية يابابا...! ؟ انت ومراد مخبين عليا ايه..؟ 

قال مراد بثبات : هاشم مات 

صرخ به سليم وانفطر قلبه لرؤيه صدمه ابنته التي فقدت الاحساس بكل شئ حولها من هول مااستمعت له بس... اسكت 

قال مراد بجمود ;اسكت ليه ياعمي.. ماهي لازم تعرف.... ان ربنا جاب ليها حقها وان اللي هي لسة زعلانه عليه بسبب افعاله اتقتل علي ايد اخو البنت اللي ضحك عليها 

ظن انه سيحررها من عماها بتلك الحقيقه ولكنه لم يدري انه بقسوة سكب زيت ساخن علي نيران قلبها المشتعله  

انخرس مراد ماان صرخت به فريده وهي تضع يديها علي اذنها لاتتحمل سماع المزيد : بسس اسكتتتت

انهارت علي ركبتيها تهز راسها بهستريا... بسسسس مش عاوزة اسمع حاجة تاني 

اسرع سليم ليجثو بجوارها يحتضنها بقلب لهيف.... فريده اهدي ياحبيتي امر ربنا 

نظر اليها مراد بغضب فهل تبكي عليه بعد كل مافعله بها ليتابع بانفعال :

بتعيطي عليه بعد اللي عمله فيكي 

صرخ به سليم وهو يحيط بابنته بذراعيه : اسكت وامشي يامراد...... امشششششي 

بعيون انهمرت منها الدموع كمطر غزير بشتاء عاصف نظرت الي ابيها مردده بلسان تقيل سؤالها الذي تتمني لو تكون الاجابه بلا 

:هاشم مات يابابا..؟ 

اومأ لها سليم بوجع وعيون لمعت بها الدموع 

قائلا بقلب منفطر : ربنا يرحمه يابنتي 

.......... 

...... 

مجددا رج الصراخ ارجاء هذا المنزل ولكنه لم يكن صراخ فريده وإنما صراخ فاديه الملكومه علي ابنها تشعر بروحها تفارق جسدها وجعا وقهرا.... لتشعر فاديه تلك المرة بوجع وقهر تلك الفتاه التي لم ترأف بها يوم....! 

تلك التي كانت تفقد جزء من روحها مع كل طفل تفقده بينما فاديه بلحظة فقدت روحها باكملها..... فقدت سنوات عمرها...... فقدت طفلها وابنها ورجلها الذي افنت عمرها بتربيته.... فقدت زهرتها التي رعتها سنوات وراته يكبر امامها....ذلك الذي كانت أصوات اقدامه تهز جنبات هذا المنزل بقي مجرد جثه أسفل التراب ولن تستمع لصوته مرة اخري 

مهما صرخت فاديه بهذا القهر والوجع لن تبرد نيراتها بل تستعر اكثر  .....!

حمل ثقيل وحزن خيم علي كل شئ بهذا المنزل وحول كل شئ الي لوحة الي الوان باهته فقدت بريقها فجأه .....! 

كم يتمني ان يبكي كما تبكي امه... ،! 

ان يصرخ ليخرج وجعه وقهره....! 

ان يصيح عاليا مطلقا اهه حارة من داخل صدره المحترق.....! ولكنه رجل لايستطيع الا الوقوف بثبات دافن كل مشاعره بداخله  بينما يودع أخيه الذي كان بمثابه ابن صغير له 

وضع فهد يده علي كتف بدر ولم يعد يدري من منهما يواسي الاخر علي مصابهم الفظيع...! تاره يستند بدر الي فهد وتاره اخري يستند فهد الي بدر فجزء من روحهما وضعوه بيدهم أسفل التراب...! 

اخيرا انتهت الإجراءات الثقيله ليجد بدر الوقت ليختلي بنفسه المقهورة يريد أن يترك العنان لضعفه الذي هو بحاجة اليه ليقف مجددا علي قدمه.. يريد أن يفرغ اطنان الحزن الذي سكن بجنبات صدره يجثم عليه بقسوة وكانها احجار لاتتزحزح ولا تتحرك... ليتهاوي علي مقعد مكتبه بتلك الغرفة المظلومه ويسمح لدموعه بالنزول.....! دمعة حارقة فرت من عيناه بينما يصيح بقهر ااااه 

كانت اهه متألمه حارقة ثقيله موجعه ولكن مهما انكتب فلا تصفها كلمات....! 

............... 

دخل سليم الي غرفه فريده التي منذ أن سمعت هذا الخبر بالأمس لم تكف دموعها عن الانهمار فلم تتخيل يوما ان تكون تلك النهاية 

... لم تتخيل يوما ان تكون النهاية بهذا الوجع والقهر والحزن...! كانت تتألم من الفراق والان تتجرع ألم فراق اشد وجعا  وقهرا...... جلس سليم بجوار فريده التي سرعان ماارتمت بين ذراعيه وانهارت بنوبه بكاء 

كانت تعلم أن لا سبيل لعودتهم وان فراقهم سيكون للأبد ولكنها لم تكن تتمني ابدا ان تعيش فقدانه 

فكم الموت حقيقه مؤلمه...! 

قالت بغصه حلق مؤلمه ; انا ليه بيحصلي  كدة يابابا 

ربت سليم علي كتفها بحنان قائلا : مينفعش تسألي سؤال زي ده ياحبيتي.....ده امر ربنا 

رفع وجهها الباكي الجميل اليه ليمسح دموعها بحنان جارف وهو يقول : صحيح ربنا اداكي شوية مشاكل بس كمان اداكي حاجات حلوة ولسة هيديكي.... 

حبيتي يافريده الحياة مش لون واحد... دايما في ألوان....الحزن بيجي معاه فرح ..حتي لو اتأخر.... مفيش حاجة اسمها حظي وحش ابدأ 

بس في حاجة اسمها نصبر علي مصابنا وربنا هيعوض.... 

ربت علي كتفها يبسلم جروحها بكلماته الحنونه بينما يبتسم بحنان وهو يعدها قائلا ;اصبري يابنتي..... اصبري هتشوفي عوض ربنا

............ 

.. 

طرق جسار الباب ليمسح بدر وجهه ويستعيد ثباته قبل ان سمح له بالدخول  

في ايه.؟ 

قال جسار وهو يخفض عيناه متألم لما الت اليه الأمور ; تمام يابدر بيه نفذت اللي قلت عليه بخصوص عيال حامد ومراته

الفلوس وصلت ليهم ونقلتهم البيت الجديد 

اومأ بدر له فليس هناك تعويض يستطيع تقديمه عن عدم وجود ابيهم ولكنه يفعل مابوسعه ليكمل قائلا : المحامي برا وعاوز يقابل سيادتك 

اومأ له ليدخل فايز ذلك الرجل الاشيب قائلا بأسف :البقاء لله يابدر بيه

اومأ له بدر وأشار له بالجلوس ليدخل خلفه فهد

: البقاء لله يافهد بيه 

: متشكر يامتر 

: اتفضل 

جلس فايز ليسحب نفس عميق قبل ان يقول ;التحقيق في قتل حامد اتقفل واتقيدت... دفاع عن النفس

كل الحرس شهدوا ان حامد هو اللي اتهجم علي البيت وان بدر بيه كان بيدافع عن هاشم بيه الله يرحمه

اومأ له فهد بينما تجدد المشهد امام عيون بدر ليغمض عيناه بقوة بينما صوت تلك الرصاص التي اخترقت صدر أخيه تتردد باذنه وتكاد تصمها...! 

صمت المحامي لحظة قبل ان يقول : بالنسبه لحادثة قتل البنت اتهموا فيها حامد 

لانه كان قبلها متخانق معاها وهددها بالقتل 

نكس بدر راسه بخزي فالقاتله جالسه براحة ولكن ماذا يفعل...؟! هل يسجن ام ابنه 

ماذا يفعل وهو يكاد يجن فاليوم يلو الاخر يجد نفسه مضطر لنصر الظلم وخزلان الحق بسبب حفاظه علي عائلته.... وقد أصبحت تلك حالته مؤخرا فهو مضطر لان يصمت عن الحق ويحيد عنه من أجل عائلته فهل يسلم ام ابنه.... ؟! وقبلها هل كان يترك أخيه فهو 

مضطر للصمت... كما صمت عن كل ماحدث لحمايه أخيه وليته استطاع ان يحميه فالأمر نفذ بالنهاية... 

ماان خرج المحامي حتي تعالت أصوات الرصاص برأس بدر مجددا ليفقد سيطرته علي نفسه التي تزأر بداخله كالوحش بينما يتجدد المشهد امام عيناه بفاصل لحظة عن إنقاذ أخيه..... ضرب الحائط بقبضته بقوة صارخا...... ياريتني قتلته....ياريتني عملتها قبل ما يقتل هاشم 

قام فهد يحاول ان يهدأ حالته.... بدر..... بدر اهدي 

صرخ بدر بينما يضرب الحائط مجددا وهو يصرخ بقهر .... كان قدامي ومقدرش احميه يافهد.. كان جنبي ومقدرتش امنع الرصاصه تجي فيه ..... ياريت الرصاصه كانت جت فيا انا وهو لا 

امسك فهد بكتفه يحاول ضمه اليه بعنفوان ;بعد الشر عليك 

... غص حلقه وتابع : متحملش نفسك ذنب يابدر... عمره خلص 

هز بدر راسه بأسي :لسة يافهد.... لسة كان لازم يعيش... 

لمعت الدموع بعيون فهد قائلا : متقولش كدة حرام.... ربنا يرحمه 

هز بدر راسه بجنون بينما لايفارق هذا المشهد عيناه   ..... هي السبب... هي السبب

لم يفهم فهد شئ بينما انسل بدر من بين يديه وانطلق كطلقه غاشمه ليقتحم تلك الغرفة حيث كانت ايمان متكومه علي نفسها تبكي باحتراق 

هبت سعاد من مكانها حيث جلست أسفل قدم سيدتها ليصرخ بها بدر : برااا 

خرجت سعاد بخطوات مرتجقه لتعتدل ايمان جالسة تنظر اليه بخوف ورعب بينما يوصد الباب 

قالت بصوت مرتجف وهي تتراجع للخلف تموت خوفا من نظراته ومن لهيب انتقامه 

بدر.... بدر انا مكنتش اقصد 

انقض عليها يمسك بخصلات شعرها فهو سيفقد عقله بينما يتذكر كلماتها انها من قتلت تلك الفتاه فبأي جرأه تفعلها ناهيك عن انها من تسببت بأستعار نيران حامد 

: قتلتيها ليه 

صفعها بقوة يحاول تفريغ نيران غضبه بينما يحاول بصعوبه ان يمنع نفسه من ان يطبق علي عنقها ويقتلها 

; انطقي ياكلبه قتلتيها ليه 

هتفت ببكاء : والله ماكنت اقصد يابدر..... انا كان قصدي خير 

امسك ذراعها بقوة يلويها خلف ظهرها صارخا بعنف : اخويا مات بسببك يابنت ال..... خيرررر ايه 

انا سكت علي قتلك للبت الغلبانه.. خيرررر ايه يابنت ال.... 

توسلته ببكاء : بدر ابوس ايدك ارحمني انا معملتش حاجة هي اللي هجمت عليا

زمجر بصوت جحيمي ; وانتي اية اللي وداكي عندها 

قالت بدموع : لقيت الخدامين بيتكلموا انها ضحكت علي هاشم و هتتجوزه.... افتكرت هاشم هيعمل كدة من وراك خفت علي ماما فاديه لو عرفت حاجة زي دي... خفت عليك وعلي اسم العيله 

رحت اديها قرشين عشان تبعد عنه 

اتهجمت عليا وكانت عاوزة تموتني حاولت ادافع عن نفسي زقيتها اتخبطت ... 

لفحتها أنفاسه الساخنه وكانها تخرج من فزه بركان ثائر بيننا يدها التي يلويها خلف ظهرها تكاد تنكسر لتتوسله.... ده اللي حصل يابدر... وحياة فارس ماقصدت... مكنتش اقصد حاجة تحصل لهاشم ..... سامحني يابدر وارحمني ابوس ايدك

....... 

اسرعت سعاد بهلع  : الحق يافهد بيه  

هب فهد من مكانه : في أية يابت انتي 

قالت بانفاس متقطعه : بدر بيه هيموت الست ايمان 

اسرعت خيريه خلف فهد الذي قطع الدرج ركضا تجاه غرفه أخيه 

طرق الباب الموصد بقوة : بدر..... افتح الباب يابدر 

صرخت ايمان بخوف فهو سيقتلها : فهد الحقني

صرخت خيريه ولطمت وجهها : افتح الباب يابدر.... اوعي تعمل حاجة في بنتي 

قبض بدر علي ذراعها بعنف يكاد يسكرها

هاتفا بصوت مرعب ; من اللحظة دي انت هنا في البيت عشان الواد وبس 

دفعها بعنف لتسقط علي الارض واكمل. 

مش عاوز اشوف وشك في اي مكان انا فيه

بنفس اللحظة كسر فهد الباب لتندفع منه خيريه تجثو بجوار ابنتها التي كادت تختنق بشهقاتها من رعب ماعاشته ولكنها نفدت منها 

امسك فهد بكتف أخيه وسحبه للخارج 

يسأله عن سبب هياجة بتلك الحاله : بدر في أية.... ؟

صمت بدر ليتابع فهد .... مين السبب.. ايمان مالها ومال موت هاشم 

قال بدر وهو يخرج من المنزل : فهد مش عاوز اتكلم. 

....... بقلم رونا فؤاد 


قال مراد بأسف : انت برضه مش عاوز تتكلم معايا ياعمي 

قال سليم بحزم : مراد لو سمحت كفايه اللي عملته 

قال مراد بدفاع : ياعمي انا بحب فريده وكان كل قصدي تعرف ان صفحته اتقفلت خلاص من حياتها.... مكنتش اعرف انها هتنهار كدة .. قاطعه سليم بغضب  : اوعي تقول بتحبها اللي بيحب مش بيوجع ولا بيشوف فرحة في قهر الي بيحبه 

نظر اليه سليم وتابع باتهام ; طول عمرك عاوزها تتوجع عشان تثبت انك احسن منه 

هز راسه بامتعاض واكمل ; بس في الواقع انتوا الاتنين اسوء من بعض 

قال مراد باستنكار ; عمي انت بتقارني بيه 

قال سليم وهو يهز راسه  : ولا بقارن ولا حاجة انتوا الاتنين ولاحاجة..... اللي يهمني بنتي 

قال مراد بتإثر ; وانا كمان ياعمي اللي يهمني فريده 

نظر سليم اليه قائلا  : متأكد 

اومأ له مراد قائلا : اه طبعا 

نظر اليه سليم وتابع. : فريده حامل يامراد... 

انصدمت ملامح مراد فهو لم يتوقع ابدا شئ كهذا لينظر سليم اليه وبكمل : ياتري لسه عاوزها وعندك استعداد تكون اب لابنها اللي من راجل تاني

صمت مراد ليقول سليم متنهدا ; انا قلت كدة 

قال مراد : عمي لو سمحت اسمعني ... انا بس اتصدمت 

انا مستعد اقبل اي حاجة عشان فريده بدليل اني مش فارق معايا انها اتجوزت غيري... بس... بس وجود طفل من راجل انتهي من حياتها مش في صالحها.... لازم تخلص من الحمل ده 

نظر اليه سليم باستنكار قبل ان يقول : حتي وانت عارف ان دي جايز تكون اخر فرصه لها انها تكون ام

صمت مراد ليتابع سليم : انت معندكش استعداد تضحي يامراد متضحكش علي نفسك....  وانا عارف كدة انا بس بثبتلك انك مش بتحبها  ....

ربت علي يده واكمل ; مراد ياابني انت عارف غلاوتك عندي... فريده حاليا متدمرة ومش ناقصها وجود راجل في حياتها ناقصها تجمع نفسها وتقف علي رجليها محتاجاك تقف جنبها زي اخوها وزي ماكنت طول عمرك... 

زم مراد شفتيه ليتابع سليم بحزم ;انا هاخد فريده ونسافر فترة يامراد.. 

هز مراد راسه برفض ليقول سليم ;كدة احسن للكل 

....... 

.... لم تعد تعلم فاديه في اي يوم هي... ساعات وايام واسابيع وشهور مرت بصعوبه لم تعبرهم الا بالمهدئات 

بينما مرت تلك الشهور ثقيله بطيئة علي الجميع والكل تجاوزها بطريقته..... بدر دفن نفسه بالعمل بينما فهد بين عائلته الدافئة وهناك مراد علي امل ان يصل لصيغه لتلك المشاعر التي تنتابه تجاهها والتي مهما حاول أن يكون لها اخ تغلبه.. أخطأ حينما كان اناني معها ولكنه سيعمل علي إصلاح خطأه 

بينما يوما بهد يوم يزداد سواد قلب ايمان المحترق بغياب هاشم الذي تبكيه يوميا 

وهناك فريده التي وجدت بذلك الطفل الذي يكبر بداخلها يوم بعد يوم  العلاج والسلوي لكل الجروح بداخلها فقد اضحي لها امل ان تستيقظ كل يوم وهي تجمع جزء من نفسها وتصعه بجوار الاخر... يجب أن تكون قويه حينما يأتي طفلها للحياة....! 

.......... 

بعد ثمانيه أشهر تهادت الابتسامه الي وجهه ذلك الطبيب الذي تحدث باللغه الانجليزيه وهو يحمل ذلك الطفل بينما مايزال مرتبط بحبها السري .. طفلك مدام فريده 

دموعها انسابت بغزاره وسط ابتسامتها فهي  صممت ان تري لحظة ميلاد طفلها والا تكون الا تحت تأثير المخدر النصفي...هاهي عاشت حلمها بأن تكون ام ... ليصرخ داخلها بامتننان لكرم ربنا فتلك الفرحة التي اتطلقت بداخلها محت كل أوجاعها السابقه فهي فرحة لاتصفها كلمات فاخيرا أصبحت ام....! 

........... 

.... 

بعد ان خرجت من غرفه العمليات سجد سليم شكرا لرحمه الله بقلب ابنته فهو حرمها من زوجها وعوضها بطفل 

وجاءت اللحظة التي طالما حلمت ان تعيشها حينما وضع الطبيب طفلها بين ذراعيها لتضمه اليها وتنهمر دموعها بينما تقول بصوت ممزوج ببكاء الفرح : بابا انا بقيت ام

بكي سليم من بين فرحته هاتفا وهو يقبل جبينها: الحمد لله يابنتي ربنا كريم اوي 

احتضنها هي وطفلها لتغمض فريده عيونها تخبر نفسها ان وجود ابنها بين احضانه بالفعل استحق كل ألم عاشته...! 

ابتسمت لابسها بعد ان هدا بكائها لتقول بسعاده :سليم الصغير 

لمعت عيون ابيها لتسميتها الطفل علي اسمه ليقبل جبينه قائلا :ربنا يباركلك فيه 

انفتح الباب ودخل مراد بابتسامه واسعه يحمل باقه كبيرة من الورد ليقول ممازحا : 

تمن التذكرة دي علي مين 

ضحك عمه وربت علي كتفه فهو بالفعل وقف بجوار فريده التي سامحته علي فعلته بعد ان اعتبرت يوم معرفتها بحملها بدايه جديدة لحياة جديدة..... 

ابتسم لها قائلا بمرح  : مش اتفقنا الاسبوع اللي جاي الباشا هيشرف جه بدري ليه 

ضحكت قائلة : متسرع زي أمه 

نظر مراد الي الصغير وحمله من يدها قائلا : لا ابوس ايدك ياباشا خليك عاقل زي اونكل مراد 

نظرت اليه فريده بامتنان فهو وقف الي جوارها كأخ وكما اعتادت دوما منه بالسابق بينما مراد قد جنب مشاعره حينما كانت علي شفا الانهيار فليس الوقت مناسب ابدا لها او له...لذا ترك لها الوقت حتي تستعيد نفسها وله ايضا ليقرر ان كان سيتقبل وجود طفل

رجل اخر  ام لا 

بينما هو متأكد ان فريده لم تكن يوما ستتخلي عن هذا الطفل ولو انه من هاشم.. فحلم امومتها لم يكن ليردعه اي شيء

......... 

بعد انصراف الجميع احتضنت طفلها تتمني ا

لو تستطيع أن تضعه داخل قلبها 

همست بينما تقبل يده : وعد مني هنسي ياسليم كل حاجة وحشه وهفتكر بس الحلو عشانك.... عشان لما تكبر اكلمك عن ابوك 

.......... 

... 

قطب سليم جبينه برفض بينما يسأل فريده باليوم التالي :فريده انتي متأكدة من قرارك 

اومات له ليقول سليم برفض :بس يابنتي من حقهم يعرفوا ان ليهم ابن

هزت راسها بانفعال : مش من حقهم اي حاجة

... ده ابني انا.... 

والوحيد اللي كان من حقه يعرف والله اعلم لو كان عايش كنت هقوله ولا لا هو هاشم الله يرحمه 

نظر اليها سليم رافض ماتريده لتقول باصرار :

بابا انا لما طلعت من البيت ده قررت مبصش ورايا وده اللي عملته طول الشهور اللي فاتت... العيله دي صفحة وخلاص اتقفلت

: بس يابنتي ابنك من حقه يعرف ان له اب واللي بتعمليه ده بتمحي بيه وجود ابوه 

ضمت طفلها اليها قائلة : انا بحميه يابابا

... ولما يكبر هفهمه انا عملت كدة ليه 

تدخل مراد قائلا : عمي فريده ادري بمصلحتها..... ده ابنها وحقها 

علي مضض وافق سليم لتنظر لمراد بامتننان فهاهو يكمل جميله ويساعدها علي الاحتفاظ بطفلها 

........ 

دخلت جليله تحمل الصينيه التي جهزت عليها الافطار لفاديه التي نهش الحزن قلبها وعقلها لاشهر طويله.... صباح الفل ياست الكل 

قالت فادية بخفوت ; صباح الخير ياجليله

وضعت جليله صينيه الافطار علي الطاوله واتجهت لتفتح الستائر ليغزو ضوء الشمس القوي الغرفه.. قالت فاديه بانزعاج :افقلي ياجليله

قالت جليله وهي تتابع فتح الستائر : اقفل ايه بس ياست فاديه... ده الجو حلو اوي النهاردة 

اشاحت فاديه بوجهها فلاشئ له طعم بعد فراق ابنها... اية رايك ياست الكل اخد الفطار وتنزلي تفكري في الجنينه تشوفي الشمس 

هزت فادية راسها : لا يا جليله خدي الفطار انا ماليش نفس

هزت جليله راسها : لا طبعا لازم تفطري ياست فاديه عشان تاخدي الدوا... الدكتورة ماكدة لازم تاكلي قبل الدوا 

اغمضت فاديه عيونها بحزن قائلة : اخد الدوا ليه ياجليله ياريت اموت واحصل هاشم 

قالت جليله بتأثر : بعد الشر عليكي ياست فاديه... حسك في الدنيا 

: ويفيد بأيه حسي وهو حسه غاب

: امر ربنا ياست فاديه... وبعدين عندك بدر وفهد بيه واولادهم ربنا يبارك فيهم 

واهي الست ندي حامل وجايلك حفيد تاني

غص حلقها وهي تتذكر انه حتي لم يترك لها ذكري منه لازوجه ولاطفل....! 

: انتي لازم تقومي وتقفي علي رجلك ياست فاديه.... عشان عيلتك

قطبت فاديه جبينها بينما تعالت تلك الأصوات بالخارج.. في أية ياجليله.. ؟

: هروح اشوف في ايه واجيلك حالا ياست فاديه 


... : اللي اقوله يتنفذ.؟ 

قالت فتحيه بتعلثم : بس ياست ايمان 

هتفت ايمان بحدة : انتي هتردي عليا يابت انتي كمان ولااايه... اسمعي انا هنا ست البيت والكلمه اللي اقولها تتنفذ.... فورا تفضي الدور اللي فوق ليا سامعه 

ماان تحركت فتحيه علي مضض حتي اوقفها صوت فاديه الذي غاب طويلا عن جنبات المنزل : فتحيه 

التفتت فتحيه الي سيدتها التي خرجت واخيرا من غرفتها وهاهي مهما كان واضح ماأخذ الحزن والزمن منها الا انها ماتزال تحمل نفس قوتها السابقه... : انتي من امتي بتنفذي كلام حد في البيت غيري 

ارتبكت ملامح ايمان بينما توقعت ان الساحة أصبحت لها منذ أن وقعت فاديه حزن علي ابنها لتصبح هي سيده المنزل خاصه وندي 

أضعف من ان تقف امامها.. 

قالت فتحيه بينما تتشفي نظراتها لايمان التي سرعان ماستحطم لها فاديه تلك الأجنحة التي بدأت بفردها عليهم

:العفو ياست فاديه.... بس الست ايمان أمرت 

ضربت فاديه يدها بالدرابزين مزمجرة : محدش بيأمر في البيت ده غيري انا

قالت بارتباك : ماما فاديه... انا 

قاطعتها فاديه بحدة : انتي تلزمي حدك وتعرفي كويس اني لسه ممتش عشان تاخدي مكاني

: لا ياماما انا عمري ماقصدت كدة.... أنا بس كنت برد علي الغبيه دي 

صاحت فاديه بغضب : ايماااان... لمي لسانك فتحيه دي انا مربياها اوعي تطولي لسانك عليها او علي اي واحدة شغاله في البيت سامعه 

زمت ايمان شفتيها بغضب بينما اسرعت تركض الي غرفتها وهي تري الشماته بعيون الشغالين الذين سرعان ماتجمعوا لرؤيه فاديه وهي تحطم غرورها تلك البغيضه   ...! 


....... 

... 

دخلت الغرفه المطلقه المشتعله تزمجر  بوعيد : ماشي يافادية انا هوريكي ازاي تهزأيني قدام الخدامين

قالت خيريه : قلتلك ياايمان فاديه مش هتخلصي منها بالبساطة دي

قالت بغل : ماكانت تموت وتريحنا منها 

تنهدت خيريه بحقد : تموت وتسيب كل ده لمين 

نظرت ايمان بغل وحقد زرعته بها امها طوال السنوات الماضيه عن ان كل هذه الثروة حقهم هم وليس عمها وحده.... لم تهتم خيريه بمن تتزوج ابنتها مادامت ستكون سيده هذا المنزل ولكن ايمان كانت تريد هاشم ومع كلام امها تزوجت ببدر... بدر هو الاقوى ومن بيده كل شئ ولكن ابنتها حمقاء لاترى الا حبها الارعن وتحمد الله انها تخلصت من هاشم بالوقت المناسب قبل فقدان ابنتها سيطرتها علي نفسها... 

: اسمعي ياايمان انتي لازم تهدي اللعب الفترة دي لغايه ماالامور تتصلح بينك وبين بدر... لازم تخلي فاديه في صفك 

هي الوحيده اللي هتخلي بدر يرجعلك فاهمه 

اومات لها علي مضض هاتفه بحنق : اكتر من سنه ونص مش سأل فيا 

: معلش ماهو اللي عملتيه مش شوية.... واحمدي ربنا انه مسجنكيش وانه داري عليكي عملتك السوده....ده غير ان موت هاشم رحمك من اللي كان ممكن  يعمله فيكي لو عرف بالكلام اللي قلتيه... 

يلا روحي صلحي اللي عملتيه مع فاديه... 

......... بقلم رونا فؤاد 

.... 

طرقت ايمان الباب ودخلت لتشيح فاديه بوجهها عنها... اقتربت من فراشها قائلة باسف زائف ; انا اسفة ياماما... انا مكنش قصدي أتجاوز وجود حضرتك 

زرفت دموع زائفة بينما تتابع : انا كل اللي قلته انها تفضي الدور بدل ماالخدامين رايحين جايين يلسنوا عليا بسبب هجر بدر ليا

ازدادت دموعها انهمارا بيننا تابعت : من يوم موت هاشم الله يرحمه وهو في اوضه وانا في اوضه وانا ساكته ومتحمله بس سيرتي بقت علي لسانهم شمتانين فيا... 

بكت اكثر لتلين نظرات فاديه بيننا تابعت : انا مقهورة ياماما وانا شايفه فهد في حضن ندي وانا بدر حتي مش بيرد عليا بكلمه... 

ذنبي ايه انا عشان بسبب حزنه على هاشم يقفل علي نفسه ويطردني برا حياته.... 

ذنبي ايه يعاملني كدة.... هو انا يعني مش زعلانه علي هاشم....ربنا يعلم انا مقهورة علي موته اد ايه...... ده كان اخويا

لانت نظرات فاديه لتكمل ايمان بقهر أحسنت رسمه : لو كرهني اوي كدة ياماما يطلقني بدل اللي بيعمله فيا ده 

قالت فاديه وهي تهز راسها : طلاق ايه... لا متقوليش كدة 

: طيب اقول اية ياماما 

انا اتحملت كتير.... اكتر من سنه ونص متحمله اعمل اية تاني 

تنهدت فادية فهي تري بدر تحول لشئ اخر بعد موت أخيه.... يؤلمها قلبها لرؤيته حزين بتلك الطريقه وتتمني لو هناك مايعيد له روحه.... انها تقبل ان تذبل وحتي تموت ولكن ابنها ماتزال الحياة امامه... ظنت فاديه والجميع ان هجران بدر لإيمان هو عقاب لنفسه بأن لايسعد ولايتمتع بينما يحمل نفسه ذنب عدم قدرته علي حمايه أخيه 

:انا هكلمه ياايمان 

نظرت اليها بعيونها الباكيه ; بجد ياماما

: ايوة طبعا وانتي حاولي تقربي منه وترجعيه تاني ليكي ولحضنك 

اومات لها بابتسامه منتصره بينما تمسح دموع التماسيح التي ملأت وجهها....! 


........... 

... 

: بدر 

التفت الي امه التي نزلت خلفه الدرج 

: نعم ياامي

قالت بحنان : لحد امتي ياحبيبي هتفضل حارم نفسك من متع الدنيا. 

: انا كويس ياامي

:بدر ياابني... اخوك الله يرحمه وانت مكنش في ايدك حاجة تعملها 

وغلاوته عندك ماتحمل نفسك فوق طاقتك

بيتك ومراتك ليهم حق عليك مينفعش تفضل هاجر مراتك كل ده 

هي ملهاش ذنب في حزنك

احتقن وجهه حينما ذكرت امه سيرتها ليقول : امي لو سمحتي محدش يتدخل في الموضوع ده

.......... 

... بقلم رونا فؤاد 

ابتسمت تلك الفتاه قائلة لبدر :  كدة الاعتمادات تمام يا مستر بدر فاضل بس التوقيع الاول..... اعتدلت واقفه وهي تقول : علي سيادتك تشرب القهوة اكون اخدت توقيع مستر سليم 

ترك القهوة من يده قائلا بلهفه ; هو سليم بيه رجع 

اومات له : ايوة يافندم 

: طيب اسمحي بلغيه اني عاوز اقابله 

:حاضر  يافندم 

ماان أخبرته جيهان ان بدر الطحان يريد مقابلته حتي قام من مكانه مسرعا واتجه الي الباب حيث دخل بدر بترحيب 

قال سليم بابتسامه واسعه بينما يصافح بدر :اهلا يا بدر ياابني 

صافحة بدر قائلا ; اهلا بيك يا سليم بيه 

حمد الله على السلامة 

أشار له سليم ليجلس في احد المقاعد المقابله لمكتبه قائلا : الله بسلمك

صمت لحظة ثم قال باحترام ;

البقاء لله ياابني ولو انها متأخرة 

اومأ له بدر بتاثر قائلا ; لا اله الا الله 

قال سليم :قهوتك اية؟ 

قام بدر من مكانه قائلا :لا متشكر مفيش داعي.... انا مش عاوز اعطلك انا بس مقدرتش اعرف انك رجعت من السفر ومسلمش على سيادتك 

. ابتسم سليم قائلا : طول عمرك راجل محترم يابدر ياابني 

لم يري منه إلا كل شئ جيد وحتي فريده لا تتحدث عنه الا بالخير... ليكمل سليم بابتسامه هادئة :فريده مش ناسيه ابدا وقفتك جنبها 

هبت فجأه عاصفه بداخله بمجرد سماعه لاسمها ليردد بهدوء عكس تلك العواصف بداخله ;انا معملتش حاجة... 

ان كانت عاصفة هبت بمجرد سماعه لاسمها فكيف ان رآها.... هذا مافكر به بمجرد ان قال سليم بابتسامه واسعه وهو ينظر الي الباب حيث دخلت فريده ;

بنت حلال لسة كنا بتكلم عليكي....! 


ابتدت اهي تنور تاني..... هنشرح ونحكي ازاي بدر شافها اول مرة وهي عدت السنتين ازاي كله هنشرحه بس واحدة واحدة

اية رايكم وتوقعاتكم

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !