اختطفها ولكن الفصل الثاني والعشرون

0


 الفصل السابق

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

جذبت دقات قلب سليم الذي عاد ليلا ووجدها نائمه ليقف بجوارها يتأملها للحظات قبل ان يداعب النوم جفونه فتجذبه فتنتها التي لبي نداءها وسرعان ما كان يغفو بجوارها ...!

ليس عليه أن يتردد أو يفكر وكل شيء بكيانه يدفعه للاقتراب منها ....أنها حوريه صعبه المنال تماما كحوريات الاساطير ليقترب منها خطوة واحده فقط عليه أن يفكر كثيرا خشيه ان تدفعها تلك الخطوة بالابتعاد والعودة سريعا الي قوقعتها ولكن تلك المره لم يفكر ولن يفعل فهو سيلبي نداء قلبه .... بهدوء توسد الفراش بجوارها ليستمع الي صوت أنفاسها الهادئه والتي تخبره أنها مستغرقه تماما بالنوم براحه كالتي يشعر بها بينما يري أنه بالفعل يقترب منها ويبعد كل بدايتهم السيئه بعيدا .... مد يداه الي خصلات شعرها الفاحمه التي اوقعته بغرامها 

ليتلمسها باستعذاب قبل أن يمد ذراعه الاخر برفق من أسفل راسها لتتوسده وهنا لم يعد للتفكير أو الكلام مجال فقد غفي وهو قرير العين بجوارها يستشعر قربها الذي طال تمنيه له ولا يريد استعجاله بالرغم من تلهفه له إلا أنه لايريد أن يخيفها ويريدها أن تقترب منه برويه ..

...........

....

نظر فهد تجاه فارس الذي ينظر في ساعته كل بضع دقائق ليقطب جبينه قائلا : مالك يااخي كل شويه تبص في الساعه وراك ايه  ؟!

قال فارس وهو يهز كتفه  : اية مالي مانا قاعد اهو؟

نظر له فهد لحظه وعاد ليكمل حساب باقي الاوراق التي أمامه وهو يضغط علي ازرار الاله الحاسبه ليجد فارس مره اخري يتطلع الي ساعته ليهتف به : في ايه يافارس ؟! 

هز فارس رأسه : مفيش ياسيدي بس خلص بقي

اوما فهد قائلا : ماهو احنا اهو مستنين الرجاله تخلص تخرين البضاعة واقفل الحساب وهنمشي علي طول

قال فارس باصرار: طب خليهم يخلصوا بسرعه 

نظر له رافعا حاجبه قائلا بمكر : شغفتك دي مش طبيعيه..في ايه 

قال فارس بتعلثم : لا ابدا بس عاوز انام... الساعة عدت عشرة

قال فهد بمكر : اية وراك مدرسة الصبح بدري ولااية

وكزة فارس بكتفه : لا ياخفيف...

نظر له فهد بخبث : امال اية ؟

فرك فارس شعره قائلا بخفوت: مفيش يافهد... بس بتاخر معاك كل يوم في الشغل وارجع الاقي وهج نامت.... ارتحت بقي

تعالت ضحكة فهد الصاخبه ليلقيه فارس بأحد الأقلام قائلا : انا غلطان اني اتكلمت معاك 

امسك فهد بفمه يخفي ضحكته قائلا : خلاص.. خلاص متزعلش اهم الرجاله خلصوا

دخل فتحي قائلا : تمام يافارس باشا الرجاله خلصوا وقفلوا المخازن... أوامر تانية

قام فارس من مكانه مسرعا : لا تمام يافتحي يلا اتكل علي الله

انهي فارس العمل مع أخيه سريعا واتجه الي السيارة قائلا : هبقي اعدي بكرة علي ابوك نتغدي كلنا سوا 

اوما له فهد ممازحا : طيب علي مهلك هي كده كده هتلاقيها نامت 

التفت فارس اليه قائلا بغيظ : حظك اني مش فاضيلك

عاد فهد الي المنزل واتجه الي غرفة والده ليطمئن عليه ليجد فرح جالسة معه... حمد الله على السلامة  قالتها بنعومه

ليقول بابتسامة : الله يسلمك يافروح

طبع قبله علي يد والده ; عامل اية النهاردة يابابا

: الحمد لله يابني ...

جلس برفقته قليلا ليقول عدنان: اختك عامله ايه يافهد ...وحشتني ومجتش النهارده 

تنهد فهد قائلا : كويسه ....سالت فارس قالي كويسه 

نظر إليه عدنان بشك ليوميء له فهد ويربت علي يده : ورحمه امي كويسه وسليم بيعاملها كويس اوي 

نظرت إليه فرح بطرف عيناها بابتسامه لتقول بتهذيب : متقلقش ياعمي سليم طيب اوي 

اوما لها عدنان وربت علي يدها قائلا : انتي بنت حلال يا فرح 

ابتسكت فرح له قائله : شكرا ياعمي 

التفت عدنان الي ابنه قائلا :  يلا يافهد خد مراتك وتصبحوا علي خير انتوا....

: خلينا معاك شوية ياعمي

: لا يا فرح انتي قاعده معايا من بدري 

قال فهد : ماشي يابابا تصبح غلي خير

: تلاقوا الخير


.........

...


فتح فارس باب الغرفة بهدوء ليتقدم من الفراش حيث نامت وهج وهي تحتضن سليم الصغير... رفع يدها ببطء من حول الصغير وحمله برفق لياخذة لغرفته .. دخل غرفة الصغير ووضعه بالفراش ودثرة جيدا بالاغطية وطبع قبله علي جبينه ثم خرج قائلا بخفوت لزهرة الشغالة : خدي بالك من الولد يازهرة وخليكي جنبه عشان لو صحي بليل

: حاضر  يافارس بيه

......

خرج فهد بعد انهي استحمامه يجفف شعره بالمنشفه ليقف متسمرا مكانه .... تطلع بعدم تصديق نحو الغرفة المضاءه بالشموع وقد جهزت فرح العشاء علي طاولة صغيرة وعليها بضع شموع ليقترب تجاه فرح يتطلع نحوها بانفاس مبهورة وقد ارتدت ذلك القميص ذو اللون الزهري الذي أبرز جمال بشرتها تحت روبها القصير وقد تركت شعرها منسدل علي كتفيها... اطلق صفيرا معجبا بها لتحمر وجنتيها خجلا وهي تقول: فهد..!

أحاط خصرها بذراعيه وتناول شفتيها قائلا بهسيس: عيون فهد وقلب فهد...

ضحكت بنعومه ليدفن راسه بعنقها طابعا العديد من القبلات عليه فيما عبثت يداه بكل انش بجسدها لتقول بخفوت من بين قبلاته: فهد... العشا

انحني ليضع يديه خلف ركبتها يحملها قائلا بعبث: هحلي الأول........

.......

عاد فارس لغرفته بعد ان اطمئن علي طفله ليجلس بجوار وهج يداعب شعرها فيما بدأ بنشر قبلاته علي وجهها وعنقها.... فتحت عيونها حينما شعرت به يقبلها هامسا : وحشتيني

ابتسمت له مستمتعه بقبلاته علي كل انش بوجهها قائلة : بجد يافارس

اومأ لها وقد تناول شفتيها الممتلئة قائلا بعتاب: انتي نستيني خالص من وقت مارجعنا

احاطت عنقه بذراعيها قائلة بدلال : انت اللي بقالك كتير مصحتنيش كدة

غمز لها بمكر: بس كدة.. خلاص كل يوم هصحيكي كدة

ضحكت برقة ليذوب قلبه فيما داعبت ذقنه قائلة : بتحبني يافارس

: نعم ياختي... ده انا خاطفك و متحدي الدنيا كلها عشانك و مدمر عيلتين وجاية تقوليلي بحبك...

افلتت منها ضحكة متغنجة وهي تقول : ميمنعش اني بحب اسمعها منك

نظر اليها بعبث قائلا : وانا بحب انفذ.... انهي جملته وانحني نحوها يقبلها بشغف كبير جعله لايبتعد الا وقد تورمت شفتيها من آثار قبلته ليمرر يداه علي جسدها يحرر ازرار ملابسها وهو يهمس لها بكلمات الغزل لتغمض عيناها مستمتعه بحبه الذي يغدقها به منذ أن تزوجها..... لا ليس فقط منذ أن تزوجها بل منذ أن شعرت بنظراته العاشقة لها منذ صغرها.. ليخطفها بالنهاية ويتزوجها ويصبر عليها طويلا قبل ان يجعلها زوجته فعليا.. فقد كانت صغيرة وهو راعي ذلك.....تزوجها فقط لانه أراد أن يجعلها له ولكن هذا لم يجعله يستغل الفرصة ليظل عام كامل  يقربها منه ويجعلها تعتاد عليه الي ان شعر باستعدادها لتصبح زوجته دون أن يظلمها لصغر  سنها

... ورفض فكرة انجابها بهذا السن الصغير ليجعلها تنهي دراستها اولا ثم انجبوا سليم... بعد وقت ليس بقليل وضع فارس راسه علي صدرها لتلفحها انفاسه الاهثة وتشعر بدقات قلبه الغير منتظمة فتمرر يدها بين خصلات شعره بحب شديد تتنهد بسعادة فحياتها معه قصة حب لاتنتهي... انه كان كل شئ بالنسبة لها ابيها واخيها وصديقها... احبها وفعل المستحيل من أجلها... لذا ان عاد الزمن فليختطفها مجددا فهي لاتمانع...!

..............

رفع فهد فرح بيديه القوية ليضعها فوقه قائلا بهيام : انا بعشقك يافرح... انتي فرحة حياتي

ابتسمت لكلماته الرقيقة لتجده ينفجر ضاحكا فجأه ويبعثر شعرها بخفه قائلا : انتي رافعه راسي قدام فارس وسليم

نظرت له بعدم فهم ليقول بشماته عابثة : حور مجننه سليم... وفارس كمان وهج قايمة بالواجب معاه يلا مش خسارة فيهم...

وكزته فرح بصدره قائلة : حرام عليك..انت شمتان فيهم

ضحك بصخب قائلا: اه خليني اذلهم شوية... عاملين فيها اسود وطلعوا بيقلبوا قطط في الاخر

قطبت جبينها : حرام عليك.. سليم طيب اوي

قال ببراءه: وانا قلت انه شرير...

لكمته بصدره قائلة :طيب اوعي بقي

شدد ذراعه حولها فيما داعبت يده الأخري ظهرها العاري قبل ان يستدير بها ليصبح فوقها قائلا : سيبك منهم وتعالي نكمل كلامنا......

...........

.....

تحركت حور في نومها الذي طال وأخذها لاحلام هادئه لتتقلب الي الجهه الأخري وتكمل نومها ولكن شعورها بهذا الثقل علي خصرها جعلها  تستدير مجددا الي الجهه الاخري بكسل .... غالبت نعاسها وفتحت عيونها فجاه حينما شعرت بتلك الأنفاس تداعب بشرتها لترفع وجهها ناحيه مصدر تلك الأنفاس وتهب جالسه ما أن رأت وجهه سليم امامها  لينتفض من نومته الهنيئه علي انتفاضتها ليعبس بملامحه ويقول بنعاس :  في أية ياحور مالك ؟!

ضيقت حور عيناها وهتفت به : انت بتعمل ايه جنبي ؟

قال بعدم فهم وهو يبعد النوم عن عيونه :عملت اية ..؟! مانا نايم في حالي اهو

قالت بتوتر وهي تسحب جسدها لطرف الفراش  : وانت ازاي تنام جنبي اصلا 

رفع سليم حاجبه وقال بعفويه : زي ما اي راجل بينام جنب مراته 

اندفعت الحمره لوجهه حور بينما تلاعب المكر بعيون سليم وهو يميل ناحيتها ويكمل بغزل : بصراحه مقدرتش اقاوم 

توترت انفاس حور لتقول وهي ترجع بجسدها للخلف : تقاوم ايه 

قال سليم بنفس نبرته المتغزله التي تناغمت مع نظرات عيناه : جمال الحوريه اللي كانت نايمه

اندفعت الدماء بعروق حور لتحمر وجنتيها فتخفض عيونها سريعا وهي تتلفت حولها تبعد الغطاء من فوقها وتنتوي أن تقوم لتجد سليم يمسك بيدها ....اجفلت وسرت القشعريرة بكامل جسدها من لمسه يداه لتنظر له بعيونها الحلوة تسأله ببراءه عن سبب إمساكه بيدها فتتهادي ابتسامه متأمله علي شفاه سليم الذي قال بنبره هادئه : رايحه فين ؟ خليكي جنبي 

هربت بعيونها منه ليجذبها سليم برفق ناحيته ويسألها وعيناه تقرء الجواب في عيونها : ايه ياحور هتفضلي تهربي مني لغايه امتي ....تحرك صدرها صعودا وهبوطا بانفاسها المتسارعة بينما نظراته لا ترحمها بينما يتابع : انا بحبك ياحور ومش عاوزك تبعدي عني اكتر من كده بس قبل كل ده عاوزك انتي كمان تكوني عاوزة تقربي مني وتكوني مبسوطه 

نظرت حور اليه بشرود تفكر في اخر ما نطق به وهو رغبته أن تكون سعيده وهي لاتنكر أن هذا هو ما المفترض أن تكون تريده بعيدا عن تلك الطاقة السلبية التي تملكت منها نحو الجميع فهي بدأت بالفعل تشعر براحه وهي تترك لمشاعرها العنان تجاه كل من حولها بعيدا عن تركيزها علي ماحدث  فقط والذي يجعل صدرها يضيق عكس تفكيرها بكلام سليم بأن الجميع يحاول مراضاتها و قد بدأت تتخلي عن تلك الأفكار وكل ماارادته وفكرت به اليوم هو أن لايتحكم احد بمصيرها مرة أخرى ويدرك الجميع خطأهم في حقها ... ماتزال تحمل الغضب من فهد وفارس وسليم ولكن كانت الايام تقلل هذا الشعور شئيا فشيئا خاصة وهم قد اعترفوا بخطاهم ويبذلون جهدهم لتعويضها 

حرب طاحنه كرت في لحظات بين قلبها وعقلها... قلبها الذي يصدق مشاعر من حولها بصدق بأنهم نادمين ويكتفي باتخاذ ماحدث علي انه سبب لبدءها حياة جديدة تقوي فيها شخصيتها وبين عقلها الذي لاينفك يتذكر يتذكر ويعيد كل الذكريات السيئة لها...

لاتعلم لما راودتها فجأه صورة ادم..!

لتتساءل هل لو كانت تزوجته ولم يحدث شئ من هذا هل كانت لتبقي سعيدة.؟

لتجد تفكيرها ياخذها لمقارنه بين ادم وسليم ..!

هزت راسها لاتريد التفكير بتلك المقارنه خاصة الان وهي تحمل هذا الحقد لسليم... لانه بالرغم من مشاعرها النافرة منه إلا أنه سينتصر وهي تكره الاعتراف بهذا.....

ارتسم الامتعاض علي شفتيها وهي تتذكر ذلك الندل اول من تخلي عنها في حين انه لو تبادلت الأدوار لم يكن سليم ليتواني لحظة عن قتله ان تعرض لها.... سليم..! نظرت إليه ليتطلع سليم إليها يريد معرفه سبب صمتها وشرودها بينماكان وجهها مرتبك مليء بالمشاعر الغير مفسرة وبدت غارقة بعالم لانهاية له لدرجة انها تناست  سليم الجالس امامها يتطلع اليها طويلا يحاول معرفه ماتفكر به يتمني فقط لو تخبره بما يدور بعقلها لتبدو بهذا الحزن والشرود وكم يخشي أن يعود معها لنقطة الصفر... هز رأسه لنفسه فهو لا لن يسمح لها بهذا.. لن يدعها لهذا الحزن البائس مجددا فهو قد راي ابتسامتها ولن يسمح لها بالعبوس مجددا طالما هو بجوارها ..

انتفضت حينما مرر يده برفق علي ذراعها... فابعدت يده عنها واعتدلت واقفة وهي تقول بارتباك بينما كل ما إرادته هو أن تختلي بنفسها : انا ..انا جعانه 

اتسعت عيناها وهي تنطق بتلك الكلمات 

الطفولية ولكن سليم لم يمانع ليقول هو الآخر بابتسامه : انا كمان جعان جدا..

ابعدت شعرها للخلف قائلة بارتباك وهي تراه يجاريها في تهربها منه : انا مش بعرف اعمل اكل...

نظر اليها وكانه طفل صغير يستعطف والدته : اعملي اي حاجه ...اكيد ذكيه نامت 

هزت راسها سريعا لتقول : طيب انا هروح المطبخ واشوف اي حاجة ينفع تتعمل..


نزلت حور سريعا بينما قلبها يدق بقوة وهي تفكر في كلماته بأنه يريدها سعيده وهي كذلك كما أنها لن تعد تشعر بأنه عدو لها بل بالعكس هو يفعل كل ما يسعدها لترتسم ابتسامه هادئه علي شفتيها وهي تتذكر تفاصيل اليوم حينما كانت معه هذا الصباح ....أخرجت بضع اشياء من الثلاجه كانت ذكيه قد أعدتها لتضعها بالفرن وتحاول تسخينها ومازالت تلك الابتسامه مرتسمه علي شفتيها  .....أيضا كانت شفاه سليم تحمل نفس الابتسامه بينما يدرك أنه قد قارب الوصول إلي قلبها وفقط بقي بالوسط خجلها وارتباك خطوتها الأولي تجاهه 

وقف لدي باب المطبخ يتطلع اليها وابتسامة سعيدة علي شفتيه وهو يراها بتلك الفوضي... شعرت بوقوفه خلفها من رائحة عطره التي تخللت انفها لتنظر نحوه

وتشعر بتوتر شديد وهو واقف امامها بهذا القرب لتقول بارتباك وهي تتراجع خطوة : انا لقيت اكل كانت ذكيه عملاه..

قال بمرح وهو يشير إلي الفرن  :اه شامم ريحته بيتحرق..

اسرعت نحو الموقد تطفيء النيران ليسرع نحوها يبعد يدها التي مدتها لترفع الطعام بعيدا  غافله عن حرارته هاتفا بخوف : خلي بالك

ابتعدت ليقول برفق وهو يبعدها تجاه الطاوله  : انا هشيله سيبيه 

أومات له قائله : هتاكل هنا ولا فوق 

اشار تجاه الطاوله بوسط المطبخ : خلينا نأكل هنا عشان بعد الاكل اخدك نتمشي شويه في الهوا 

ارتسمت ابتسامه واسعه علي شفتيها وكأنها طفله وعدها ابيها بالخروج ليقترب سليم منها ويقول بخبث وهو يدرك سعادتها : ده لو مش عاوزة تنامي 

هزت راسها سريعا : لا مش عاوزة 

اوما لها لتتحرك حور تجاه الخزانه وتخرج منها الاطباق وتضعهم علي الطاولة الكبيرة الممتدة بوسط المطبخ ليحمل سليم الطعام ويضعه ويجلس في احد المقاعد بجوارها...

جلست في المقعد بجواره وبدأ سليم بتناول الطعام الذي احترق اغلبه ولكنه لم يبدي اعتراض لتضحك بسرها على تعبيرات وجهه اثناء ابتلاعه للطعام علي مضض فقط ليرضيها..

نظر لها قائلا : مش بتاكلي ليه؟... انتي مش كنتي جعانه الاكل مش عاجبك .. افلتت منها ضحكة خافته علي تعبيرة ثم هزت راسها : لا حلو ...نظرت له بمرح وتابعت :  انت الاكل فيه مشكله

قال بامتعاض وهو يضع الطعام المحترق في فمه : لا كويس اوي

اخفت ابتسامتها علي تعابير وجهه لتقول : في كيك شيكولاته لو بتحبه...

ابعد الطبق من امامه قائلا بترحيب : طبعا... ياريت

اغمض عيناه براحة وقد توقف عن تناول الطعام المحترق فيكفي انها حاولت لايريد ان يضايقها...

كانت تلك الكعكة شهيه لتتناول حور قطعه كبيرة منها باستمتاع فيما اكتفي سليم بقطعه صغيرة فيما ظل يتطلع نحوها وهي تتناول الشيكولاته بهذا الاستماع وهي تقول : اية الكيك مش عجباك

: هي حلوة بس انا مش بحب الشيكولاته

اوي

نظر نحوها وقد تلطخت شفتيها بالقليل من الشيكولاته لتبدو مغرية تدعوه لالتهامها وقد فرغ صبره من الانتظار ليميل تجاهها قائلا بهمس : بس شكلي هحبها...

انهي جملته وباغتها دون تفكير بشفتيه تغزو شفتيها بجرأه متذوق كل انش بها باستمتاع  لترتبك حور وتنفلت من يدها الشوكه المليئة بالشيكولاته لتسقط لدي فتحة عنقها وملابسها ..... ابتعد عنها سليم ببطء حينما دفعته بيدها راضخا لارادتها المزيفة فهو يدرك انها لم تعد تكرهه مثل سابق ولكنها خجلت من فعلته لذا أبعدته بغضب مزيف هاتفه بكلمات متقطعه : انت ....انت ...قليل الادب  تظاهر بتصديقها ليبتسم بعيون تشع افتتان بها ليتطلع لها  ببراءه مزيفه بريئه من المكر الذي مليء نبرته وهو يقول : كنت بمسحلك الشيكولاته

..اكتسي وجهها بالحمرة وهربت منها الكلمات ليخفض عيناه نحو عنقها من خلال فتحه عباءتها المنزليه ليقول ممازحا بايحاء وهو يمد طرف انامله تجاه عنقها : لسة في شيكولاته هنا

وضعت حور يدها علي مقدمه عباءتها وهتفت بسرعه مقطبه جبينها وهي تهب واقفه : بطل قله ادب

تعالت ضحتكة الصاخبه في اثرها وهي تندفع خارج المطبخ تعض علي شفتيها بغيظ من تصرفه الجريئ

بينما كان سليم مايزال يضحك بسعاده علي مشاكستها حينما عادت بعد لحظة من مغادرتها وهي تمسح طرف عباءتها بالمنديل قائلة بتنمر : انت مش قولت هنتمشي 

اوما لها وهو يمسك بضحكته : حاضر يا حوريه ....يلا بينا 

............روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

.....وقفت مني امام المرأه تصفف شعرها وتتطلع لعيونها العسلية وشعرها الاسود الطويل تتساءل متي ستتغير حياتها ولاتعود مني ابنه الخادمة...

قالت والدتها بتهكم: مش كفاية وقفة ادام المراية وتيجي تساعديني نجهز العشا اخوكي علي وصول

قالت مني بعصبيه وهي تلتفت لوالدتها : هو انتي لازم تشغليني.. اييية حرام تلاقيني قاعدة مرتاحة شوية لازم تخليني خدامة زيك

قالت سعاد بغضب : ومالها الخدامة يامني... مش الخدامة دي اللي ربتك انتي واخوكي ....تبرطمت سعاد بسخط وهي تغادر : صحيح بنت جاحده

زفرت مني بحنق شديد والقت بالفرشاة علي طرف الفراش تحدث نفسها بحقد  ; لية مكنتش مكان حور ....ليه ابقي انا بنت الخدامه...!!

مسحت سعاد وجهها وجلست الي الأرض حيث وضعت صينيه الطعام ليأتي حمدي ابنها قائلا وهو يجلس : امال فين البت مني ؟مش هتاكل

قالت سعاد بحنق :  ....كل انت ياحمدي انت شقيان انشالله عنها ما اكلت 

نظر حمدي لوالدته باستفهام : مش ناويه تقوليلي البت دي زعلتلك في ايه ؟

زفرت سعاد هاتفه : ولا زعلتني ولا حاجه 

ابتلعت لقمتها ونظرت الي ابنها وتابعت : اسمع يا حمدي .... انا موافقه اختك تتجوز حسين 

اهلا وجه حمدي : بصحيح يا اما 

أومات سعاد : أيوة ....بكره تقوله اننا موافقين 

نظر لها : ومني موافقه ؟

هتفت سعاد بحزم : انا أمها وادري بمصلحتها وانا موافقه .

تراجعت مني بعيون مشتته تتطلع في أرجاء الغرفه حولها بغضب وضيق أن تنتقل من منزل كهذا الي اخر بنفس بقعه الفقر ...هزت راسها بغضب واندفعت الي الباب تنتوي أن تصرخ برفضها ولكنها تراجعت وتمسكت بعقلها فليس عليها أن تقف امام أخيها الان او تثير غضب والدتها التي فاض بها الكيل لذا وافقت علي هذا الزواج   ....يجب أن تهديء وتفكر بحل .

........

كورت حور كلتا يديها تفركهم ببعضهم وهي تسير برفقته تجاه الحديقه الخلفيه بينما مازالت تلك الرعشه الخفيفه تنتاب أوصالها وهي تتذكر تلك القبله وما تذكره أكثر هو عدم نفورها من قربه بل فقط كل ما شعرت به هو تلك المشاعر الغريبه تسري بكامل جسدها وتجعل الخجل يسري بعروقها ..... نظر سليم الي يدها التي تفركها ليمد يداه ويمسك بيدها ...رفعت حور عيناها إليه ليزيد من احتضان يدها بين يداه الدافئه وهو يقول : شكل ايدك سقعانه خليني ادفيها 

بخجل تركت حور يدها بيده وهي تقنع نفسها بكلماته ...أنه فقط يدفيء يدها ....ولكن مهلا ...هل بالفعل هذا هو السبب أو أنها استعذبت ذلك الشعور الجديد عليها والذي يدغدغ مشاعرها بامساك يدها ....

..........

ابتسامه هادئه ارتسمت علي شفاه وهج التي كانت واقفه بشرفه غرفتها ولمحت سليم يسير برفقه حور لتتنهد بسعاده وتعود للداخل بنفس الابتسامه. ....

كان فارس واقف يجفف خصلات شعره بالمنشفه بعد ان انهي استحمامه حينما عادت وهج الي الغرفه ليسالها : ايه ياحبيتي الضحكه الحلوة دي 

ابتسمت له قائله : مبسوطه عشان شوفت سليم وحور بيتمشوا 

....تنهدت وتابعت : انت مش متخيل انا مبسوطه عشانها اد ايه ونفسي تكون مبسوطه عشان ارتاح من الذنب ده 

جلس فارس بجوارها علي طرف الفراش وقبل جبينها قائلا : أن شاء الله ....انا بسمع كلام فهد ومش عاوز اقرب منها عشان متضايقش

أومات له قائله  : الصبر ياحبيبي وهتلاقي التلج اللي بينكم داب 

........................

.......


التفتت حور الي سليم ورفعت حاجبها : يعني ايه ؟

قال سليم ببراءه وهو يشير إلي تلك الحقائب والصناديق التي ملئت ارضيه الغرفه : يعني مفيش مكان علي الأرض انام فيه ....نظر إلي الفراش خلفها بنظرات ماكرة وهو يتابع بنفس البراءه : معلش بقي اتحمليني انام جنبك الليله دي 

اندفعت الدماء لوجنه حور بينما تتعاقب تلك المواقف التي تقربهم وهي فقط تشعر بالخجل ...خجل شديد من اندماجها معه بتلك المشاعر لذا تهرب وتتمسك بغضبها الزائف مما حدث سابقا وهو يدرك ذلك ويتظاهر بتصديق موقفها ويراعي خجلها .....ابتلعت حور ونظرت حولها لتهز راسها باستسلام وتهرب بعيوها منه قائله : ماشي بس نام بعيد 

اوما لها بابتسامه ملئت وجهه وفضحت شوقه ولهفته لهذا القرب الذي طال تمنيه ....فهو سعيد بتلك القفزات في علاقتهم 

تثاءبت حور بكسل ليتجه سليم الي الخزانه يخرج لنفسه ملابس وياخذها معه ليستحم ويترك لها مساحتها لتستبدل ملابسها بحريه .....خلعت حور عباءتها وارتدت أخري وامسكت بخصلات شعرها وجمعتها بفوضويه فوق راسها ثم اتجهت الي الفراش وسرعان ما أغمضت عيونها وغرقت بالنوم قريرة العين .....

ابتسامه هادئه وملامح متورده كانت بهم حور تفتح عيونها في الصباح التالي والذي كان مختلف فهي تجرأت وتركته لينام بجوارها ....نظرت حور الي سقف الغرفه الذي انعكست عليه اشعه الشمس التي ملئت الغرفه لتدير راسها ببطء تجاه الطرف الآخر من الفراش لتتسع عيونها الناعسة فجأه حينما وقعت عيناها علي صدره العاري .. اندفعت الدماء الي ملامحها البتول وهبت جالسه قبل ان توكزة في كتفه بحدة وهي تهتف بينما تبعد عيونها عن عضلات صدره العاريه  : انت.. قوم

انتفض سليم من نومه عابسا من وكزتها : في أية ياحور ؟

هتفت به وهي مازالت لا تنظر تجاهه : اية اللي انت عاملة ده ؟

قال بعدم فهم وهو يبعد النوم عن عيونه :عملت اية ..؟! انا نايم في اخر السرير اهو 

التفتت له بوجهه احمر هاتفه وهي تشير الي عضلاته التي ظهرت اكثر حينما انسدل الغطاء  من فوقه وهو يجلس : وانت ازاي تنام كدة اصلا...

نظر لنفسه لايفهم شئ... هل فعل شيئا ما وهو نائم..؟! لتقول بغضب وهي توكزة بصدره بطرف اصبعها  : فين هدومك ازاي تنام كدة ؟!

تنفس سليم مطولا يلعن بجميع الألفاظ بسره اليوم الذي فكر به باختطافها لتعذبه باقي حياته فكل هذا لانه عاري الصدر ليقول بحاجب مرفوع وعيون ملئها العبث  :انتي مصحياني كدة عشان تقوليلي فين هدوومك

أومات بارتباك من نظراته : ايوة طبعا... مش كفاية اني سبتك تنام جنبي ..... كمان نايم كدة...

انقلبت نظرته للمكر وهو يراها بتلك الحمرة الخاجله ليقول وهو يلوح بيداه : الجو حر... انا مش عارف انتي مستحمله الهدوم دي ازاي

قال هذا وتجرأت يده نحو ازرار عباءتها المنزليه ليشهق فجأه حينما القت حور نحوه ذلك الشئ ليجده ريموت المكيف وهي تقول بغضب طفولي : حران تشغل التكييف مش تنام كده 

قالت كلماتها وغادرت الفراش وهي تضرب الأرض بقدماها وتقطب جبينها كالاطفال تتبرطم بخفوت ; قليل الادب صحيح

اختفت خلف باب الحمام غارقه في تلك المشاعر التي تنتابها ليضرب سليم كفاه هاتفا :مجنونه والله.. دا انا جوزها...آمال هتعمل ايه بعد كده .....

................

جمعت حور خصلات شعرها المبلله اسفل المنشفه ثم أكملت باقي ارتداء ملابسها لتخرج من الحمام ....كان سليم مايزال جالسا في الفراش مستندا بظهره الي الوساده يعبث بهاتفه الذي تركه من يده فور خروجها وتطلع إليها بتلك النظرات التي تنفذ الي قلبها ....خفضت عيناها واتجهت الي الفراش تمد يدها لتهندمه وهي تقول له : يلا قوم عشان تبقي تفضي باقي الاوضه

اوما لها وقام من الفراش قائلا  : حاضر ....خلينا نفطر الاول وبعدين انا هخلي ذكيه تفضي كل حاجه متقلقيش 

هزت راسها ليتجه الي الحمام ولكن قبل أن يدخل التفت لها قائلا : حور ....عجبتك الحاجات اللي جبتهالك 

رمشت بعيونها وهي تنظر إلي ذلك الكيس الورقي الذي أهداه لها قبل بضعه أيام ويحتوي علي العديد من مستحضرات التجميل والعطور التي اعجبتها كثيرا لتهز راسها بابتسامه : حلوين ...شكرا 

ابتسم لها وغمز بشقاوة : طيب محطتيش منهم حاجه ليه ... 

هزت كتفها بخجل دون قول شيء ليبتسم لها ويدخل للاستحمام ..... اتجهت حور لتمسك بذلك الكيس وتخرج البعض من محتوياته وتقف أمام المرأه تجرب بعضهم بايدي ليست خبيرة لتنتقي احمر شفاه بلون الكشمير الهاديء وتضع بعض من احمر الخدود ....ابتسمت لنفسها وهي تري انعكاس صورتها في المراه ليخرج سليم بتلك اللحظه ويبتسم بسعه وهو يراها بتلك الهيئه السعيده اتجه ليقف خلفها ويهندم من ملابسه قائلا 

: اية رايك في الهدوم كدة ياحور 

نظرت لانعكاس صورته خلفها وهو يغلق ازرار سترته لتتطلع اليه من راسه حتي قدميه ببنيته الضخمه ووسامته التي بدأت تلاحظها لتتلاقي أعينهم للحظة استغلها سليم بمكر وهو يتعمد التطلع اليها لتخفض حور عيونها بارتباك قائله  : البس اللي يعجبك بس لما تنام تبقي تلبس

توقف امامها سريعا ما أن استدارت لتغادر قائلا بمكر : لولا عارف انك بتكرهيني كنت قلت خايفة عليا

نظرت له وهي تهز راسها  : انا... لا طبعا مش خايفه عليك 

ارتسمت ابتسامه عابثه علي جانب شفتيه ليغيظها قائلا :اه... ما انا عارف....

التقطت عيناه عيناها التي تتطلع اليه لبضع لحظات قبل ان يقول : طيب اية... شكلي مظبوط؟

هزت كتفها قائلة بعدم اكتراث : وانا مالي؟

قال بتبرير :  انا جوزك يعني يرضيكي اروح الشغل وانا مبهدل

حسنا بحديثه بتلك النبرة عرف كيف يجعلها تلتفت اليه لتتطلع نحوه بتأفأف وهي تراه بهذا الكمال فعن اي بهدله يتحدث...؟! قالت وهي تبعد عيناها عنه ; كويس 

قبل أن تتحرك من امامه مد يده حول خصرها مستغل قربها منه ومال نحوها مقبل شفتيها بنعومه شديدة باغتتها وسحبت أنفاسها المبهورة للحظات جعلتها غابت بقبلته الناعمه قبل ان تنتزع نفسها منه بانفاس مرتبكه وتلكمه بصدره تبعده قائلة بغيظ : انت...

غمز لها بعبث قائلا : قليل الادب.. عارف

زفرت بغيظ منه فهو يتغلغل بداخلها كالزئبق لا تستطيع ايقافة......وتلك المشاعر التي يولدها بها أيضا تتسلل إليها كل يوم اكثر وسليم يسير علي الدرب الصحيح ليصل إليها وهاهو بعد ما يراه من تجاوبها معه أيقن أنه اقترب كثيرا 

مضي وقت الافطار وهو يتطلع اليها بطرف عيناه كل بضع لحظات... وهي تجاهد لاخفاء تلك الابتسامه الخجوله المرتسمه علي شفتيها... فهو بالتاكيد داهيه ماكر يحيك كل مرة سيناريو ليقترب منها متظاهرا بالبراءه.. .. وينجح كل مرة باختطاف جزء من قلبها الذي يبعثر دقاته باقترابه...!

: حور.... التفتت اليه حينما لمس كتفها ليخرجها من شرودها... : نعم

أشار تجاه فارس قائلا : اخوكي بيكلمك 

انتبهت حور لتنظر الي فارس الذي قال برفق : انا بقولك اني رايح لبابا لو تحبي اخدك في طريقي 

هزت حور راسها دون قول شيء لتتدخل وهج قائله : النهارده عندنا شغل كتير ...هنفرش الأوضه سوا ...بكرة أن شاء الله نروح كلنا لعمي 

اوما فارس واعتدل واقفا ليغادر وكذلك فعل سليم ورسلان لتبقي حور برفقه وفاء ووهج التي قامت معها بحماس يبدأون بتوضيب كل شيء ....

...........

....

ربت فهد بحنان علي ظهر تلك المهرة الصغيرة ناظرا لفرح وهو يقول : اية رايك فيها يافرح تفتكري هتعجبها

مررت فرح يدها ببطء علي ظهر الفرسة الناعم وهي تقول بابتسامه : اكيد ياحبيبي دي حلوة اوي..

تناول فهد يدها ورفعها لشفتيه يقبلها قائلا :انتي اللي حلوة ياقلبي

مال تجاه شفتيها لتبتعد قائلة : فهد احنا في الاسطبل

جذبها اليه متناول شفتيها قائلا : وأية يعني.. ؟

شهقت فرح ودفعته بعيدا حينما رأت فارس قادم تجاههم لتسرع مغادرة بخطوات مرتبكة من الخجل تتوعد لفهد الذي وضعها في هذا الموقف..

عض فهد علي شفتيه بغيظ من مجيء فارس بتلك اللحظة قائلا :اية اللي جابك دلوقتي

غمز له فارس قائلا : طبعا مش عاوزني اجي ..في الاسطبل يافهد

... طب راعي ان في مهره لسة مدخلتش دنيا واقفة قدامك.... افرض مكنتش جيت كان زمانك عملت اية... لكمه فهد بكتفه يسبه بخفوت ليضحك فارس بصخب قائلا : خلاص خلاص متضايقش نفسك هستر عليك...

القاه فهد بلجام المهره قائلا بغيظ : خد اربطها...

شهق فارس من اصطدام اللجام به ليدلك كتفه قائلا : ماشي يابن الهاشمي..

............

كانت فرح ماتزال وجنتيها مصبوغة اللون الأحمر حينما دخل فهد اليها لتقطب جبينها فور رؤيته : شفت بقي..

جذبها اليه قائلا بمزاح : والله انا لسة مشفتش حاجة بس عاوز اشوف.... داعبت يداه جسدها لتبعده عنها : اوعي بقي...

عاد ليجذبها اليه : فروح مالك بس

لفت ذراعيها حول صدرها : اية اللي مالي... شكلنا ايه قدام فارس دلوقتي..

انحني نحو شفتيها قائلا بهمس : شكلنا بنحب بعض

.........

..........

نظر سليم الي فهد الذي كرر سؤاله بنفاذ صبر : ها قولت ايه يا سليم ... موافق علي الشراكه دي ولا ايه 

حك سليم ذقنه وهو يتطلع الي فهد الذي تفاجيء به يعرض عليه شراكه في العمل وكانت بالأساس فكرة فارس لتقريب المسافات وصادفت هوي في نفس فهد هو الآخر وهاهي تلقي نفس القبول لدي سليم الذي اوما بعد لحظه من التفكير : موافق 

اوما فهد وابتسم فارس ليدخل بعد قليل المهندس طارق صديق فارس والذي اتي ليتحدث معهم في تلك الشراكه 

سليم فيما قال : اية رايك في الشغل ياسليم بيه؟

ليمد يداه تجاه سليم قائلا  : دي فرصه اني اتعرف عليك ياسليم بيه سمعتك سبقاك

: متشكر يا طارق بيه

: لا بقي احنا نشيل الالقاب لأننا هتبقي شركاه 

مد يداه تجاه فهد قائلا : وطبعا كان نفسي من زمان اتعرف عليك يا فهد من كتر كلام فارس عنك 

رحب به فهد  ليتابعون الحديث في العمل : انا هورد بنسبه ٢ ٪ اقل من اي شركة تانية

تهلل وجهه طارق قائلا ; نمضي العقود امتي؟

صافحه سليم وفارس وفهد قائلين : اي وقت تحبه...

..........

انتهت سميحة من تدوين جميع طلبات الفلاحين لتطوي الورقة وتضعها بجيبها قائلة ;خلاص ياجماعه انا هحاول اوفر لكم السماد وكل اللي انتوا محتاجينه

قال أحدهم : بس بسرعه ياباشمهندسه ربنا يكرمك

: متقلقش ياعم سعيد كلها اسبوع واخلص كل حاجة

: متشكرين ياباشمهندسه

وضعت سميحة نظارتها الشمسية وخطت بقدمها خارج الأرض لتسير بمحاذاه الطريق كما اعتادت....

..........


عقدت سميحه حاجبيها بانزعاج علي صوت البوق الذي تعالي بجوارها ليخرج ذلك الشاب رأسه من زجاج السيارة قائلا : ماتمشي علي جنب ياانسة

التفتت له بحده هاتفه  : ماتمشي انت علي جنب

رفع حاجبه : انا برضه

قالت بحدة : ايوة انت... امال انا

تطورت الخناقة بينهم ولم ينهيها الا وقوف سيارة سليم الذي نزل علي الفور

لتقول سميحه بانفعال : شوف الراجل السمج ده ياسليم

... هم طارق بالرد عليها ليتدخل سليم : اية اللي بتقوليه ده ياسميحة.. والتفت تجاه طارق :.. انا اسف ياطارق هي اكيد مكانتش تقصد

: لا اقصد.... نظر اليها سليم لتصمت قائلا : دي سميحة بنت خالتي...

ابتلع طارق لعابه قائلا : انا متأسف ياسليم بس والله انا ماعملت حاجة بس قلتلها تمشي علي جنب وهي فتحت فيا

ضحك سليم قائلا : معلش هي خلقيه شوية... التفت اليها طارق قائلا: وعموما انا متأسف..

قالت ببرود : عادي

اغتاظ منها ليقول سليم ; يلا ياسمحية تعالي اوصلك..

ركبت معه ليقول : فين السواق؟ ازاي تمشي كدة لوحدك..

: كنت زهقانه قلت اتمشي واشوف طلبات الفلاحين

.............

....

تنهدت حور بتعب ولكنه كان تعب جلب علي قلبها السعاده بعد أن رأت نتيجه تعبها هي ووهج وذكيه في فرش اثاث الغرفه الجديد ....ابتسمت وهج وهي تري السعاده في عيون حور التي وقفت تتأمل تلك الغرفه التي تبدلت كليا وأصبحت أخري جلبت علي قلبها السعاده 

قالت وهج بسعاده : حلوة اوي ياحور ...مبروك عليكي

ابتسمت لها حور وهزت راسها لتتفاجيء الفتيات بوفاء تدخل من الباب المفتوح 

توترت ملامح حور قليلا حينما وقفت وفاء تتطلع الي أنحاء الغرفه بتقييم قبل أن تنظر إلي حور قائله: حلوة يجعلها قدم السعد عليكم

نظرت حور إليها تتبين أن كانت تقصد كلماتها ام انها تسخر لتزداد مفاجأتها حينما اقتربت وفاء منها ووضعت حقيبه صغيرة علي طرف الفراش قائله : انا جبتلك شويه حاجات شوفيهم كده 

ترددت حور لتشجعها نظرات وهج : افتحي ياحور 

فتحت حور الحقيبه ليحمر وجهها حينما وجدت تلك الملابس الحريريه ذات الالوان المختلفه التي امتلئت بهم الحقيبه .....مدت وفاء يدها الي أحد القمصان الحريريه ذات اللون الوردي لتقول بابتسامه علي خجل حور : شوفي كده المقاس مضبوط 

بسرعه جذبت حور القميص من يد وفاء واخفته بداخل الحقيبه قليله بتعلثم : حلو 

نظرت لها وفاء ضاحكه : هو انتي لحقتي تشوفيه ....يا بنتي انتي عروسه لازم تلبسي الحاجات دي 

شعرت حور بالدماء تتفجر في وجنتيها لتتدخل وهج قائله : خلاص ياماما بلاش تكسفيها 

حملت الحقيبه قائله : انا هوضبهم في الدولاب وابقي شوفيهم براحتك ياحور 

أومات حور لتقول وفاء : عاوزة حاجه تاني ياحور

نظرت لها حور لحظه بينما نطقت اسمها لأول مرة دون أن تلقبها بابنه عدنان كما اعتادت لتهز حور راسها بابتسامه هادئه وهي تقول : شكرا 

.............

.....

لم تتردد مني في أخذ تلك الخطوة مجددا ولكنها تلك المره لديها خطه جديده ....تلفتت حولها وهي تطل برأسها من خارج غرفتها لتجد أخيها يغط في النوم ...سحبت نفس عميق وسارت على أطراف أصابعها الي أن وصلت إلي باب المنزل لتفتح قفله بهدوء بعد أن أخذت المفتاح من جيب أخيها ....لحظات وكانت خارج المنزل لتتلفت حولها ثم تركض متواريه خلف بضعه أشجار نخيل علي جانب الطريق ومنها الي ذلك المنزل الذي هي متاكده أنه لن يصدها ...! 


.........

.....

عقدت وفاء حاجبيها ونظرت تجاه مني التي وقفت امامها تبادلها النظرات بجرأه استهجنتها وفاء التي وجدتها تطرق الباب وتطلب حور لتسألها بنبره صلبه : وعاوزة حور في ايه !؟

قالت مني ببرود وهي تتطلع لوفاء : انا مني صاحبتها وجايه ازورها 

رفعت وفاء حاجبيها متشدقه : صاحبتها 

أومات مني وزفرت بقله لياقه لتتأهب ملامح وتهم بالحديث لولا التفاتها الي توقف سيارة سليم اسفل الدرج ....نظر سليم الي مني ثم الي والدته قائلا باستفهام : في ايه ؟

قبل أن تقول مني شيء كانت وفاء تقول وهي ترمق مني التي لم ترتاح إليها ابدا بنظرات تقيميه : بتقول صاحبه مراتك وجايه تزورها 

علي الفور التفتت مني تجاه سليم لتقول بنبره ناعمه : انا مني صاحبه حور فاكرني 

هز سليم رأسه لتنظر له وفاء بانزعاج حينما قالت مني : انا بقالي كتير مشوفتش حور وعاوزة اطمن عليها ممكن 

هز سليم رأسه لتستهجن ملامح وفاء حينما نادي علي ذكيه قائلا : تعالي خديها عند الست حور 

قالت مني سريعا وهي تدخل : انا هطلع لها 

وبالفعل اتجهت الي الداخل ومنه للدرج لتتسع عيون وفاء متشدقه : شوف البت قليله الحيا جريت ازاي من غير استئذان 

تنهد سليم قائلا : صاحبتها يا امي سيبيها تطلع لها 

نظرت له والدته باستنكار : صاحبتها ايه دي بت سعاد 

اوما سليم : وماله يا امي ...برضه صاحبتها ....

زفرت وفاء ليتابع سليم برجاء : امي قولتلك قبل كده بلاش تضايقيها 

قالت وفاء بدفاع عن نفسها : وانا عملت ايه ....البت دي شكلها مش مريح وجايه في وقت زي ده 

أشار سليم لها بعدم اكتراث : معلش خليها تشوف صاحبتها 

تبرطمت وفاء وهي تسير برفقه سليم للداخل : والله ما عارفه آخره دلعك لمراتك ده ايه ...؟!

لم يرد سليم ليتجه الي مكتب ابيه قائلا : انا هدخل اشوف شويه ورق علي ما تجهزي العشا يا امي 

............

...

عقدت حور حاجبيها بتأثر بعد أن أخبرتها مني بما انتوته لها والدتها لتقول وهي تربت علي يدها : وانتي ناويه علي ايه يا مني ؟

هتفت مني بصرامه وهي تهز راسها : لا طبعا استحاله اتجوز اللي اسمه حسين ده ....هتفت بغضب وهي تتابع : ده مين عشان اتجوزه وازاي واحد جاهل زيه يتجرأ يبص لفوق 

لم تنتبه حور للحقد ولا الغرور بنبره مني التي تابعت : انا لما اتجوز هتجوز واحد شبهي مش فلاح جاهل 

تنهدت حور بتأثر : طيب هتقنعي ازاي مامتك واخوكي

نظرت لها مني ورفعت حاجبها : مش هقنع حد ...انا ههرب 

اتسعت عيون حور لتتابع مني : أيوة ههرب علي مصر واشتغل هناك 

تعلثمت حور لتتجه مني وتجلس بجوارها هاتفه برجاء مزيف  : انتي لازم تساعديني ياحور ....انا ماليش غيرك 

أومات حور بدون تردد : طبعا ....قوليلي اساعدك ازاي 

.........

....

زفرت وفاء وعيناها لا تتوقف عن النظر تجاه الدرج حيث طالت جلسه تلك الفتاه لينظر لها رسلان : في ايه يا ام سليم مالك 

أشارت وفاء بحنق : في أن البت بقالها ساعتين 

قال رسلان بعدم اكتراث : وماله ...ايه هنطرد الضيفه من بيتنا  

زمت وفاء شفتيها هاتفه : ابدا بس عاوزين نتعشي 

اوما رسلان قائلا : جهزي السفره ونادي علي مرات ابنك وضيفتها يتعشوا 

قامت وفاء علي مضض قائله : هقوم اشوف سليم 


............

....

نظرت مني الي حور بلهفه : موافقه ياحور افضل عندكم هنا كام يوم 

أومات حور دون تفكير. : طبعا ....

نظرت لها مني بخبث : يعني سليم هيوافق

لم تتردد حور وهي تهز راسها بثقه : مش هيرفض طلبي .....دون إرادتها خانتها ابتسامتها وهي تقول : ده طلع طيب اوي يامني وبيعاملني كويس وبيتمني ليا الرضي

أشارت تجاه الغرفه قائله : شوفي عمل ايه عشان يفرحني 

بحقد أدارت مني عيناها في أرجاء الغرفه الانيقه للغايه لتزداد ضراوة الحقد بداخلها وهي تستمع من حور عن أفعال سليم معها والتي قصتها عليها ببراءه قلب وعقل فتاه لم تحتك بالعالم فلم تري ما خارجه من خداع ومكر وحقد 

لتحاول مني السيطره علي الحقد في نبرتها وهي تسألها  : وانتي ناوية علي اية ياحور ؟ ايه خلاص هتنسي اللي فات 

هزت كتفها بحيرة قائلة : مش عارفة يامني... كل أفكاري متلخبطة خصوصا بعد كل اللي بيعمله

قالت مني باندفاع : وانتي هتصدقي الحركات دي... تلاقيه بيعمل كدة عشان تسلميله

نظرت لها حور وبوغتت بما نطقت به لتتابع مني بتبرير : ايوة ياحور وانتي فاكراه حبك ولا اية 

نظرت لها بحقد وتابعت بمغزي خبيث : انتي هبله اوي ياحور .... ايه يعني غير عفش الاوضه  ....كده خلاص رضيتي ونسيتي اللي عمله فيكي 

تغيرت ملامح حور لتبتسم مني بداخلها بشماته وهي تري وقع كلماتها علي حور التي ازداد حقدها عليها بعد أن حولت كل أحلامها من نيل صيد صعب المنال كفهد لتضع عيونها علي صيد آخر بإمكانها اصطياده بينما تلك الحمقاء حور تفتح لها كل الابواب وتسير وفقا لما ترسمه لها ...! 

لاتعلم لماذا شعرت حور بغصة حينما قالت لها مني تلك الكلمات لتلاحظ مني فتربت علي يدها قائلة باستدراك : انتي ياحبيتي متعرفيش حاجة....بقي سليم الهاشمي هيحبك في كام يوم كدة... ده بيمثل عليكي عشان يوصل للي عاوزة وتنسي وبعد كدة خلاص اهو زيه زي اخواتك كل واحد عايش حياته ولا فارق معاه انتي 

وبكرة لما يبطل الشويتين اللي بيعملهم عليكي

تقولي مني قالت.....

ارجعت حور خصلات شعرها للخلف بعصبيه بينما نالت منها حلمات مني  : هو مش فارق معايا اصلا... انا بكرهه

قالت مني باصرار وهي تتابع بث السم في أذنها : لازم تكرهيه وتنتقمي منه و منهم واحد واحد علي اللي عملوه فيكي وهما عايشين مرتاحين.. ده حتي الحرباية اللي اسمها فرح طردتني من البيت 

تفاجات حور لتعقد حاجبيها : طردتك 

أومات مني وهي تكتم حقدها : اه بقت هي ست البيت ومحدش بيراجع ليها كلمه واولهم فهد اللي كان بيشخط وينطر بقي بينفذ كلامها 

وضعت يدها علي يد حور وتابعت برفق مزيف : يا عيني عليكي أنتي يا حبيتي اهو مضطره تقبلي اي فتافيت يرموها ليكي وال ايه بيصالحوكي 

رفعت راسها بغرور وتابعت : انتي مضطرة تقبلي إنما أنا 

مستحيل اقبل اتجوز كده 

ابتلعت حور وتغيرت ملامح وجهها كما تغير داخلها الذي كان قبل وصول تلك الحرباء كصفحه ماء هادئه والان تعكر بتلك الكلمات المسمومة .....نظرت مني إليها بشماته في داخلها وهي تري تأثير كلماتها عليها لتقول : ها ياحور هينفع افضل هنا ولا امشي اشوف حته تانيه وقعد فيها 

هزت حور راسها وقالت بملامح باهته : هتفضلي ....انا هكلمه وهيوافق 

...........

....

رفع سليم رأسه تجاه حور التي دخلت اليه ليقول بابتسامه اشتاقت لرؤيتها : تعالي ياحوريه ....وحشتيني 

داعبت قلبها نبرته وابتسامته وكلمته لتتجه إليه بلا اراده بينما تشتت كل أفكارها .... 

ابتلعت حور حينما قام من مقعده من أن اقتربت منه ليميل تجاه وجنتيها يقبلها ...تحرك قلبها وفقا لمشاعرها التي مالت تجاهه ولكن عقلها بقي مقيد بتلك الكلمات التي قلبت عالمها ...نظر سليم إليها باستفهام هاديء : مالك ....صاحبتك مشيت ولا هتتعشي معانا

هزت حور راسها وخرجت من تفكيرها لتخبره بما طلبته منها مني لتتغير ملامح وجهه سليم الذي تركها تخبره بكل شيء قبل أن يقول باستنكار : ايه الكلام الفارغ ده .....تهرب ايه وقله ادب ايه 

عقدت حور حاجبيها من نبرته الحاده لينتبه سليم إليها ويحاول افهامها بهدوء : غلط ياحور اللي صاحبتك ناويه تعمله ....مفيش بنت متربيه تعمل كده 

نظرت له حور بسذاجه : تتجوز غصب عنها 

هز سليم رأسه : مقولتش كده بس برضه مش بقول تهرب

امسك بكتفها برفق وتابع : امها وأخوها عاوزين مصلحتها 

هزت حور راسها : وهي مش موافقه 

اوما سليم : يبقي بأدب تقول رايها مش تهرب من أهلها اللي ياعالم عاملين ازاي دلوقتي 

زفر قائلا : اطلعي قولي لها ترجع بيتها وتسمع كلام امها ....الست شقيانه عليها طول عمرها 

هزت حور راسها وفركت يدها بينما بدأت الكفه تميل مجددا بكلام سليم العقلاني : مقدرش اطردها 

هز سليم  رأسه : مقولتش اطرديها ...بقولك كلميها بالعقل 

تنهد وهو يري طيبتها وبرائتها ليقول : طيب انا هكلم اهلها 

نظرت له حور باستفهام :تكلمهم ؟ 

اوما سليم قائلا : أيوة .....هاخد صاحبتك ارجعها بيتها واتكلم مع اخوها واخليه ميغصبش عليها 

...........

....

زمت مني شفتيها بغيظ بينما ذهبت خطتها ادراج الرياح برفض سليم بقاءها بل وتدخله في الأمر لتقول لها حور برجاء : متقلقيش يا مني هو وعدني مش هيخليهم يغصبوا عليكي 

نظرت لها مني بكراهيه وجذبت حقيبتها : شكرا ياحور 

تبعتها حور : مني استني 

تابعت مني طريقها للاسفل دون الإنتباه لنداء حور التي توقفت مكانها بنظره من سليم طمأنها بها أنه سيحل الأمر ....

عقدت وفاء حاجبيها باستفهام : علي فين ؟!

قال سليم وهو يشير إلي مني أن تتبعه : مشوار صغير وراجع علي طول

لم تبقي لوفاء راحه الا حينما عرفت من حور سبب خروج سليم لتقول وفاء متبرطمه : وماله حسين ابن السبعاوي واد زي الفل ....هي تطول المعرقبه دي 

وكزت وهج والدتها وهمست من بين اسنانها : ماما 

هزت وفاء كتفيها وتابعت بصراحتها المعهودة : ماما ايه ....بقول الحق ...الواد زي الفل والبت دي انا مرتحتش ليها خالص 

قالت حور بسذاجه مدافعه عن مني : لسه بس دي مني غلبانه وطيبه 

رفعت وفاء حاجبيها متبرطمه ؛ والله ما في غلبانه الا انتي .....اهو بكره يبان 

..........

....

بغل شديد جزت مني علي اسنانها بينما اعتدل سليم واقفا يصافح حمدي بعد أن تحدث معه مطولا : وانا بكره باذن الله هاجي واقعد معاك نتكلم مع الراجل ونشوف رأي اختك مره تانيه 

اوما حمدي له : تشرف يا سليم بيه ... تعبناك معانا 

هز سليم رأسه : مفيش حاجه دي زي اختي ... هي بس تكون موافقه وراضيه وكل لوازم الجواز عليا هديه 

قالت سعاد بسعاده : تسلم يا سليم بيه ...نورتنا 

انصرف سليم لتنظر سعاد الي ابنتها بغل ولكن قبل أن تفتح فمها كان حمدي يرمق أخته بنظرات اتهام : رايحه تشكينا للناس يا بنت ال...

قالت مني سريعا : انا كنت قاعده مع حور بفضفض معاها وهو سمع وصمم يجي يكلمك

نظر لها حمدي وضيق عيناه : بقي كده 

أومات قائله بجراه : اه واياك تمد ايدك عليا والا هشكي له المره دي بجد 

قبل أن يندفع اليها حمدي كانت سعاد تمسك بذراعه توقفه : سيبك منها ياحمدي .....اهو بكره تتجوز ومرتاح منها 

............

.....

فتح سليم باب الغرفه لترفع حور وجهها إليه بينما وقف لدي الباب لحظات يتأمل ما آلت إليه الغرفه بعد التغيير ليطلق صفيرا مرحا : الله الله 

اختطفها من تفكيرها لتبتسم : عجبتك الاوضه 

دخل واغلق الباب خلفه واتجه إليها قائلا : المهم تعجبك انتي ياحوريه 

اختطف ابتسامتها الخجوله ليميل سليم تجاه وجنتيها ولكنها سرعان ما وضعت يدها علي صدره قائله بتعلثم : عملت ايه مع مني ؟!

استجاب سليم لممانعتها قائلا : اتفقت مع اخوها نشوف العريس بكره ونتكلم معاه 

استنكرت ملامح حور لتعقد حاجبيها بانزعاج : تتكلموا في ايه ....انت مش قولت هتخليهم ميغصبوهاش

هز سليم كتفه : وهو فين الغضب ....قولت نتكلم مع الراجل ولو مناسب وماله لما تسمع كلام أهلها وتتجوزه 

ماج صدر حور بتلك الكلمات لتتغير ملامح وجهها وتهتف به : وهي ملهاش رأي  ....

نظر سليم الي نبرتها وملامحها التي تغيرت قائلا : ليها بس أهلها كمان عداهم العيب ...عريس كويس ومتقدم لها ليه ترفض مازيها زي اي بنت توافق طالما الراجل شاري 

لاتعرف حور سبب اندفاع تلك الكلمات الساخره من شفتيها : عندك حق ....لازم توافق طالما هو شاري 

أو يخطفها واهلها يوافقوا ...! 

بوغت سليم بما نطقت به لتحتد نظراته تجاهها ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !