اختطفها ولكن الفصل الثالث والعشرون

0


 الفصل السابق
بوغت سليم بما نطقت به لتحتد نظراته تجاهها لحظه اشتعلت بداخله براكين من الغضب من تلميحها وغضبه الأكبر من ذلك الشعور البغيض باليأس أنه مهما يفعل ليس إلا مختطفها ..!

انتفضت حور مكانها بجزع حينما خرج سليم وصفق الباب خلفه بقوة دون قول شيء ....

ولحظه أخري وكانت تنتفض مجددا علي صوت التحطيم القوي الذي صدر من خارج الغرفه لتركض وتفتح الباب فتري ذكيه منحنيه تجمع تلك الأطباق المكسورة بينما سليم يضرب الأرض بقدمه وهو يتجه الي الاسفل .....خرجت وهج من غرفتها علي تلك الأصوات وسرعان ما كانت وفاء تصعد بجبين منعقد تسأل ذكيه بحنق : في ايه يا بت يا ذكيه ؟

قالت ذكيه وهي تجمع الزجاج المكسور : والله ما عملت حاجه ياست وفاء ...ده انا اخدت العشا أطلعه لسليم بيه زي ما قولتي ليا لقيته طالع في وشي والعفاريت بتتنطط قدامه واول ما قولتله العشا راح زق الصينيه من ايدي وقالي مش عاوز ونزل 

رفعت وفاء عيناها تجاه حور باتهام لتخفض حور عيناها وتتراجع الي داخل الغرفه ... زفرت وفاء وهتفت بذكيه بحنق : لمي الازاز يلا وحطي لسانك في بوقك ..

تابعت ذكيه جمع الزجاج معلقه بخفوت : وانا قولت ايه ...ماهو اللي العفاريت بتتنطط في وشه 

وكزتها وفاء بحنق : جاتك خمسين عفريت لما ينططوكي يابعيده ...اسكتي وخلصي اللي في ايدك 

اتجهت الي وهج لتسالها بفضول : ايه اللي حصل ؟

تظاهرت وهج بالغباء وهي تقول :حصل في ايه ياماما ؟

وكزتها وفاء بحنق : هيكون في ايه ....ايه اللي عصب اخوكي كده ؟

هزت وهج كتفها : معرفش 

ضيقت وفاء حاجبيها وهتفت من بين اسنانها : تلاقي البومه اللي متجوزها نكدت عليه 

رفعت وهج حاجبها برفض : ايه اللي بتقوليه ده يا ماما حرام عليكي ...

زجرتها وفاء بغضب : حرام عليا ولا حرام عليها هي النكد اللي عايش فيه من وقت ما اتجوزها ..ده يا حبه عيني متهناش بالاوضه اللي لسه جايبها 

نظرت وهج الي وفاء التي اندفعت خطوه هاتفه : انا هدخل لها وأشوف اخرتها 

أمسكت وهج سريعا بيد والدتها توقفها : لا ياماما بلاش 

نظرت لها وفاء بحده لتقول وهج برجاء : عشان خاطري يا ماما بلاش تتدخلي بينهم ....الله اعلم بينهم ايه خلينا احنا بعيد 

نظرت لها وفاء بطرف عيناها لتزيد وهج من ترجيها : عشان خاطري سيبيها دي غلبانه ولسه مش عارفه تتصرف سيبي سليم يحل أموره معاها زي ماهو شايف 

علي مضض تراجعت وفاء ليس لشيء إلا خوفا من افتعال مشكله بينها وبين ابنها أن تدخلت بينه وبين زوجته ....!

........

...............

بكمد جلست حور علي طرف الفراش تتطلع ناحيه زجاج النافذه بصمت كعادتها بينما المراجل تغلي بعقلها ....تشعر بلوم كبير لنفسها بعد تلك الكلمات التي لاتعرف لماذا عادت لتخرج من داخلها الذي كان قد بدأ يهديء .... أنها لاتعرف كيف تتصرف او تفكر أمام كل تلك الأشياء التي تعيشها لاول مره حتي أنها لا تدرك بأن كان عليه أن يتحملها قليلا وهذا هو ما أخبر سليم به نفسه ولكن كيف يطلب من نفسه المزيد من التحمل فوق كل ما تحمله منها حتي الآن ورضي به لأجل رضاها .....غضبه ليس منها قدر غضبه من يأسه أن شيء بينهما سيتغير ....يقول إن كان عليه الصبر ولكنه بشر في النهايه وقد فرغ مخزون الصبر لديه وكانت آخر قطره هي صبره وعدم قول شيء أمام ما نطقت به ....

سيطر الغضب عليه لدرجة اعجزته عن النوم ليبقي بتلك الغرفه بآخر الرواق والغضب بداخله لا يتوقف عن الاشتعال ..... !

.....

...........

بمزاج متعكر فتحت حور عيونها في الصباح التالي بينما تلك المشاعر بداخلها تفور فوران بعتاب من نفسها ..... انساقت بتفكير غاشم خلف كلمات مني والان تشعر بالندم ...قامت من فراشها تتلفت في أرجاء الغرفه وكأنها تتأكد أنه ليس موجود بالرغم من أنها تعرف جيدا أنه لم يعد فقد قضيت الليله كلها بدون أن تنام وتعرف أنه لم يأتي .... اخذت حماما واستبدلت ملابسها وهي تحاول اخبار نفسها انها لم تخطيء لتبعد ذلك الشعور من داخلها وتتشبث بكلمات مني أنه بالفعل لا يستحق غفرانها ولكن شعورها بالندم تملك منها وهي تتذكر محاولاته لارضاءها وليس هو فقط بل الجميع حولها ..... نزعت المنشفه من فوق شعرها المبلل ودفعته للخلف دون أن تمشطه وخرجت للغرفه لتجد سليم واقف أمام الخزانه يخرج ملابس له .... نظرت إليه وكأنها بانتظار كلمه تخرج من فمه يبادر بها ولكنه لم يفعل ليأخذ ملابسه بصمت ويتجه للاستحمام الذي أنهاه وعاد للغرفه يرتدي ساعته ويمشط شعره ثم يخرج بصمت كما دخل ..... لا ينكر أنه منزعج من كلماتها ولكن بداخله شعور اخر أو امل اخر وهو أنه يريد أن يري رد فعلها علي البرود الذي يتظاهر به

.....لا تنكر حور انها اغتاظت من جموده معها بعد ان كان ينتهز الفرص للتحدث معها او الاقتراب منها لتبقي بغرفتها وترفض النزول لتناول الإفطار معهم وهاهو تراه يغادر بسيارته دون أن يهتم لنزولها من عدمه ...!

أبعدت حور تلك المشاعر التي تملكت منها بحنين إليه وهي تهتف بنفسها بعناد فليبتعد كما يريد هي لاتهتم اصلا لقربه ولاتريد الا الانتقام منه ...

........

.....


خرجت صابحة بوجهه متهلهل تقول لفهد الذي كان يزرع الممر ذهابا وايابا :الف مبروك ياباشا... هيجيلك ولي العهد

قال فهد بعدم تصديق : انتي متأكدة..

قالت المرأه المخضرمه التي كشفت علي فرح بتأكيد : امال يافهد باشا ده انا ابص في وش الواحدة اعرف انها حبلي... وماشاء الله الست فرح حامل ادي لها شهر

اخرج فهد العديد من الأوراق النقدية ذات الفئة الكبيرة ليضعهم في يد المرأه التي علت زغاريدها أرجاء المنزل  قائلا بسعادة  :خدي ياصابحة

اخذت المرأه النقود ووضعتها بملابسها قائلة بسعادة : من يد مانعدمها ياباشا ربنا يقومهالك بالسلامة

دخل فهد الغرفة والفرحة تشع بعيناه ليحتضن فرح بسعاده ليقبل جبينها قائلا :مبروك ياحبيتي

قالت بسعادة : الله يبارك فيك ياحبيبي...

التفت عدنان الذي كان جالس في الحديقة حينما تعالت الزغاريد من حوله بتساؤل فيما تقدمت صابحة منه قائلة : الف مبروك ياباشا مرات فهد بيه حامل...

تهلهل وجه عدنان وناول للمرأة بضع أوراق ماليه هو الاخر لتتسع ابتسامتها قائلة :عقبال مااباركلك للست حور... دي هتبقي الفرحة الكبيرة انا عارفة غلاوتها عندك يابيه

اومأ لها متنهدا : ان شاء الله


...........

.....


اوفي سليم بوعده لحمدي ليذهب الي منزلهم بعد الظهيرة ويجلس مع حسين الذي كان يتطلع الي مني بعيون ملئتها السعاده بأنها وافقت علي الزواج به بينما عيون مني كانت لا تخلو من التكبر والغرور الزائف تجاه حسين الذي تراه ادني منها 

تحدث ذلك الرجل الاشيب والد حسين قائلا : طلبات العروسه كلها أوامر ياست ام حمدي 

قالت سعاد بتهذيب : ربنا يخليك يا حاج ...احنا ملناش طلبات 

نظرت مني بحده الي والدتها ولكن قبل أن تنطق بشيء كان حسين يقول بلهفه وحماس : انا جاهز لكل حاجه ....شقتي جاهزة فوق بيت اهلي ومتوضبه من كله و....توقف حسين عن الكلام والتفت كما التفت الجميع تجاه مني التي تدخلت في الحديث  هاتفه بنبره امره: اشوفها الاول واي حاجه فيها مش عجباني تتغير 

وجرت سعاد ابنتها بنظرات حاده وكذلك فعل حمدي ليتدخل سليم يهديء الوضع قائلا : وماله حقك ....اشار الي حسين : عندك مانع يا حسين 

هز حسين المفتتن بتلك الفتاه : لا يا سليم بيه 

اوما سليم ليتفاجيء الجميع بمني التي تشجعت بكلام سليم وعادت تملي شروطها : عاوزة اجهزه احدث حاجه والفرش اللي اختاره و...قاطعتها سعاد هامسه بحنق من بين أسنانها : اخرسي يا بت 

لم تبالي مني بكلمات والدتها ولا بنظرات أخيها المحذره بينما استنكرت ملامح والد حسين جراه الفتاه وعدم حياءها بينما في عرفهم لا تتدخل الفتاه في اشياء كتلك وان فعلتها لا يكون بتلك الطريقه التي تفتقر للتهذيب الذي لم يراه حسين بينما مازالت فتنته بها تعمي عيناه 

ليقول والد حسين موجهه كلماته لحمدي : اللي علينا هنجيبه بالأصول يا حمدي 

اوما حمدي بحرج : طبعا ياحاج واحنا هنجيب اللي اتفقوا عليه 

رفعت مني حاجبها بحنق ليحاول حسين مراضاتها بنظراته التي تخبرها أنه سيفعل لها ما تريد 

حمحم سليم متدخلا : متشغلش بالك ياحاج بأي حاجه ....اللي عليكم واللي علي حمدي عليا هديه جوازكم 

غامت عيون مني بالحقد وهي تتطلع الي سليم ....ذلك الرجل الذي لم تحظي مثله وحظيت برجل كحسين ...قالت سعاد بابتسامه مهذبه : تسلم يا سليم بيه 

اوما حمدي قائلا بعزه نفس : الحمد لله مستورة ياسليم بيه 

قال سليم وهو يربت علي يد حمدي : عارف يا حمدي بس دي هديتي 

قال حسين بلهفه : يبقي نقرء الفاتحه 

زفرت مني لتقول بتمرد قبل أن يبدأ أحد منهم قراءه الفاتحه : كمان يكون في علمك اوعي تيجي في يوم من 

الايام تقولي انزلي لاهلي ولا اعملي ايه لامي ....انا مش هخدم حد من أهلك انا مش خدامه ...!

أنزعجت ملامح الجميع بشده لتهب سعاد من مكانها وتمسك بذراع ابنتها توبخها : ايه اللي بتقوليه ده يا بت ؟!

حاولت مني الاعتراض : بقول حقي 

زجرتها سعاد بحنق من بين اسنانها : جاك كسر حقك 

التفتت إليهم باعتذار : حقك عليا ياحاج بت صغيرة متفهمش في الأصول 

كان والد حسين قد هم بأن يقوم من مكانه ليغادر ولمن ابنه امسك يداه ونظر له برجاء ليتدخل حمدي ويعتذر عن موقف أخته بتهذيب واخيرا فعل سليم الذي قال : نقرء الفاتحه يا جماعه ....نظر إلي حسين وتابع : الباقي ابقي اتفق انت عليه مع خطيبتك 

اوما حسين ليهمس لأبيه : معلش يا با عشان خاطري .... 

همس والده بحنق : عاجبك اللي قالته 

قال حسين باعتذار : متقصدش 

زفر والده وعلي مضض واكراما لسليم وسعاد وحمدي أتم  

الاتفاق ......بعد انصرافهم قام سليم من مكانه قائلا : الف مبروك ...بعد اذنكم 

أسرعت مني دون مقدمات قائله بينما تري نظرات أخيها ووالدتها التي ستفتك بها فور انصراف سليم : سليم بيه ....ينفع تاخدني معاك ...تعلثمت وهي تكمل بينما اتسعت عيون سعاد من جراه ابنتها : عند حور  ....نظرت الي والدتها التي اتقدت عيونها بالغضب : انا نفذت كلامك يا اما خليني اروح اقعد مع صاحبتي شويه 

هز حمدي رأسه بتحذير : وبعدهالك يا بت انتي 

قالت مني بنبره ضعيفه مزيفه ترجو سليم : عشان خاطري يا سليم بيه ...

نظر سليم الي سعاد يستسمحها : معلش يا ست ام حمدي 

خليها ساعه ولا اتنين مع حور 

انكسرت نظرات سعاد وغص حلقها من ابنتها التي تضعها في موقف اسوء مما قبله .....بابتسامه واسعه خرجت مني منتصره وخلفها نظرات أخيها المتوعده والي هتف بحنق ما أن غادر سليم : البت دي زودتها اوي يا اما 

قالت سعاد برجاء : حقك عليا يا ابني اهو كلها كام يوم ونرتاح من همها 

زفر حمدي متبرطما : يعني عجباكي عمايلها ....عماله تبيع وتشتري في الراجل بقله حيا

تنهدت سعاد : اهو بكرة الايام تربيها طالما انا معرفتش ...!

.........

باريحيه جلست مني في سياره سليم الذي كانت تأكله بنظراتها الحقوده التي تستكثر رجل مثله علي حور كما تفعل مع فرح وهي تلعن حظها الذي لم يرزقها أحدهم ....قالت بنبره ناعمه وهي تستدير بكامل جسدها تجاه سليم : انا مش عارفه اشكرك ازاي علي اللي عملته معايا 

قال سليم بتهذيب دون أن ينظر إليها بل ظل ينظر إلي الطريق أمامه : معملتش حاجه ....الست سعاد واخوكي يستاهلوا كل خير 

لوت مني شفتيها لحظه ثم عادت ترسم ابتسامتها المتصنعه فوق شفتيها : لا مش قصدي ...انا قصدي انك اخدتني معاك .....التفت لها لحظه وقطب جبينه لتقول باستدراك : لحور يعني ....تنهدت وتابعت بنبره ضعيفه : كانت اكيد امي هتبهدلني بعد ما انت تمشي ....هزت كتفها وتابعت : مع اني معملتش حاجه .... ده انا بطلب حقي وكفايه اوي اني رضيت بواحد جاهل زيه 

رفع سليم حاجبه وصمت لحظه قبل أن يقول بنصيحه : حسين راجل جدع ومفيش حاجه تعيبه...

اغتاظت مني من كلماته لتقول باندفاع : ولا انا حاجه تعيبني .... وحقي اقول شروطي زي اي بنت 

هديء سليم من سرعه السيارة وهو يدخل من بوابه المنزل بينما يقول اخر كلماته بمغزي : معلوم بس عندنا البنات مش بتتشرط ...أهلها اللي بيعملوا كده !

احتقن وجه مني بالغيظ من مغزي كلماته ليشير لها سليم أن تنزل لتجر مني أذيال الخيبه وتنزل من السيارة تجاه المنزل حيث عقدت وفاء حاجبيها باستنكار بينما وقفت خلف النافذه لتتفاجيء بنزول تلك الفتاه من سيارة ابنها ....دون تفكير اندفعت الي الباب ولكن ما أن فتحته حتي وجدت مني امامها وسيارة سليم قد غادرت باحه المنزل لتنظر إليها بحنق : خير 

هزت مني كتفها ببرود وهي تخطو الي المنزل بجراه وكأنها صاحبته : طالعه لحور 

احتقن وجه وفاء بالغيظ بينما أسرعت مني بخطواتها للداخل وهي تشعر بنظرات وفاء تكاد تحرق ظهرها .

............

.....

عقدت وهج حاجبيها وهي تخرج من المطبخ وخلفها يركض سليم الصغير : مالك يا ماما ؟

هزت وفاء كتفها بضيق : البت دي انا مش مرتاحه ليها 

نظرت لها وهج باستفهام : ليه بس ...؟!

هزت وفاء راسها بضيق : اهو كده وخلاص ...بت قليله الحيا كده 

أشارت وهج الي وفاء أن تصمت حينما وجدت حور تنزل وتتجه الي المطبخ ثم تعود وهي تحمل الحلوي والعصير لمني ...

هتفت وفاء بحنق من بين اسنانها وهي تشير لوهج : لما اشوف اخرتها ...اتصلي ليا باخوكي ...!

نظرت لها وهج : ليه بس ياماما ؟

هتفت وفاء بإصرار : اسمعي اللي بقولك عليه .. انا مش هقعد متغاظه كده ....بقي اللي مش بتطلع من اوضتها ولا بتناول جوزها كوبايه مياه نازله تخدم علي بنت زي دي ....لا انت مش هسكت 

........

....

كعادتها بقلب ابيض استقبلت حور مني وتبادلت معها الحديث بينما عيون مني تتحرك هنا وهناك في أرجاء الغرفه بحقد حينما تركتها حور ونزلت لتحضر لها شيء لتشربه حينما عرفت منها أنها عادت مع سليم ظنا منها أنه بالاسفل لتلبي رغبه بداخلها في رؤيته ولكنها فقط وجدت وهج ووفاء  ....وقفت مني بوسط الغرفه الانيقه تتطلع لها بعيون حاسده وشفتيها تلتوي بحقد .... أسرعت مني تخفي نظراتها حينما عادت حور لتضع الصينيه من يدها علي أحدي الطاولات الزجاجيه الصغيرة قائله : اتفضلي يامني 

رفعت مني حاجبيها : تعبتي نفسك ليه ....مش كنتي تخلي البنت الخدامه تجيب هي 

هزت حور كتفها : عادي 

جلست مجددا تتحدث مع مني : مبروك يا مني 

لوت مني شفتيها : مبروك علي ايه ...علي جوازه الهم دي 

نظرت لها حور لتتابع مني شكواها المملوءه لعدم الرضي علي قسمتها 

لتقضم شفتها السفليه وهي تستمع لكلام حور علي ماحدث بالأمس لتقول بعدم تصديق : انا مش مصدقة..!

قطبت حور جبينها : مش مصدقة اية؟

قالت بارتباك ; لا ابدا يعني سكت وبس ... متخانقش معاكي!

قالت حور : اتخانق اية بس يامني... بقولك سكت ومشي وانا حاسه بالذنب اوي ناحيته .

قضمت اظافرها بغيظ لاحظته حور وهي تقول بسخرية : ليه بقي أن شاء الله

قالت حور بعفويه : يعني حسيت ان كلامي مكانش له داعي بعد كل اللي بيعمله عشاني 

احمرت وجنتيها وهي تتابع بخجل : هو قالي بيحبني وبيعمل كل حاجه تخليني مبسوطه 

نظرت لها مني ساخره :  بيحبك اية بس... ماقولتلك بيمثل عليكي 

اختنقت حور بدفاعها عنه حينما رأت نظرات مني الساحره من سذاجتها : بس.. ده قال انه... لتقاطعها وهي تضع يدها علي كتفها باهتمام زائف: اه ياحبيتي شايفك ساذجة وبتصدقي فبيكمل الدور... وانتي جاية تقولي بيحبك....

ياحور ده راجل والراجل لما مش بيوصل للي عاوزة بيبقي مستعد يعمل اي حاجة عشان يوصل لهدفه... فهماني

هزت حور راسها بعدم اقتناع : لا يامني معتقدش... بيبان اكيد وانا حاسة ان سليم مش بيضحك عليا 

قالت بسخرية : وانتي تعرفي منين... كنتي عرفتي حد غيره

تضايقت حور من سخرية مني من مشاعرها واستغربت هذا الاصرار من جانبها علي جعل سليم بأنه كاذب لتقول : وهو هيمثل عليا ليه .... ليه معملش كدة وخلاص اية اللي هيمنعه... ؟ 

خجلت وهي تتذكر قبلته لها والتي جعلها تستجيب لها دون ادني مجهود لتخفض عيونها وتفرك يدها وهي تتابع : لو كان ده هدفه بس اعتقد انه كان اسهله بكتير ياخده بدل اللي بيعمله معايا... واللي بيستحمله مني

اهتزت نظرات مني وخشيت من حور ان تكشف حقدها عليها ورغبتها بابعادها عن سليم لتقول باستدراك : انا بس خايفة عليكي ياحور وعاوزاكي تاخدي بالك

هزت حور راسها وهي تتطلع لمني التي تبتسم لها ولكنها تخفي سمها خلف تلك الابتسامه التي تحاول حور تصديقها بينما تملك الحقد من مني التي بايدي حركتها الحقد كانت تدفع بهذا الكوب لتنسكب محتوياته علي الاريكه ذات اللون الابيض والتي اتسخت متلطخة بالعصير المنسكب لتهب من مكانها متظاهره أنها لم تقصد : معلش ياحور غصب عني 

أسرعت حور تجذب مناديل تحاول بها مسح العصير المنسكب وهي تقول بتهذيب : ولا يهمك 

وقفت مني مكانها تتطلع بشماته الي حور التي انحنت تحاول تنظيف تلك البقع وقد شعرت بالانزعاج لإفساد تلك الأريكة الجميله التي اختارتها ....لتقول مني باهتمام مزيف : قومي ياحور هو انتي هتنضفيها بنفسك ...خلي البت ذكيه تطلع تنضف

هزت حور راسها وتابعت محاوله التنضيف لتقول مني بلهجه أمره وهي تتجه الي باب الغرفه وكأنها بالفعل سيده المنزل : بت يا ذكيه ...انتي يا بت 

لم تتلقي رد لتقول لحور : انا هنزل اناديها ....

...........

...

استغربت وهج لتصر وفاء دون تبرير : بقولك اتصلي بيه 

نفذت وهج وما أن أجاب سليم حتي جذبت وفاء الهاتف من يد ابنتها : ايه حكايه البت دي يا سليم 

قال سليم بدهشه : بت مين 

قالت وفاء بانفعال : البت اللي رايحه جايه ولا كأنه بيت ابوها 

تنهد سليم قائلا : امي وبعدين ....قولتلك متضايقيش حور 

هتفت وفاء باستنكار : وانا ضايقتها في ايه ...؟

انهي سليم الحديث قائلا: خلاص يا امي انا هقفل عشان عندي شغل 

احتقن وجه وفاء لتقول سريعا : استني 

انتظر سليم علي الخط لتقول وفاء بمغزي : عرفت ان اختك فرح حامل

قال بسعادة : اه ياماما مبروك... 

تنهدت  وهي تقول بمكر : الله يبارك فيك بس فرحتنا الكبيرة بيك انت ياسليم

قال بمزاح : ايه هبقي حامل ولااية

كشرت من سخريته فهو يراوغ لتقول: لا ياحبيبي..انت فاهم قصدي... مراتك طبعا

قال سليم بتسويف وهو يتجنب الدخول بمناقشة : ان شاء الله

أصرت وفاء لتتابع حديثها : كله بأمره بس انت متجوز بقالك شهرين اهو ومحملتش

قال بنفاذ صبر : شهرين ياامي مش سنتين

قالت بسرعه : تف من بوقك... سنتين اية... وانت اية يخليك تستني.. لو ملهاش في الخلفه اتجوز غيرها اللي تجبلك بدل العيل عشرة

تنهد مطولا من هذا النقاش العقيم دون قول شئ لتغير وفاء من نبرتها وتقول برفق : طيب خلاص احنا نخلي صابحة تبص علي مراتك عشان نطمن

هتف سليم بانفعال : امي اقفلي كلام علي الموضوع ده ومتفتحيهوش تاني لو سمحتي وخصوصا قدام حور... انا مش مستعجل

: بس انا مستع.... قاطعها قائلا بغضب : من غير بس..سلام 

اغلق الهاتف لتنظر وفاء بحنق الي ابنتها لتبادلها وهج النظرات الغير راضيه : ايه ياماما اللي بتقوليه ده 

هتفت وفاء بغيظ : وانا قولت ايه ... توقفت وفاء عن الحديث حينما لمحت خيال تلك المتطفله التي وقفت باحد الأركان تسترق السمع الي حديثها هي وابنتها لتهب من مكانها وتتجه ناحيه مني بخطوات غاضبه بينما أسرعت مني تتظاهر بنداء ذكيه : انتي يا ذكيه 

وقفت وفاء امامها بعيون محتدمه: في ايه ؟

قالت مني : بقالي ساعه بنادي علي البت ذكيه 

قالت وفاء بحده : وانتي بتنادي عليها ليه .....مالك ومالها ؟!

هزت مني كتفها : حور عاوزاها 

أمسكت وهج بكتف والدتها قبل أن تنفجؤ بالفتاه لتقول : جيب اطلعي انتي وانا هبعت ذكيه 

التفتت وفاء الي وهج بحده بينما اسرعت مني  للاعلي هربا من وفاء 

اصطدمت حور بمني التي كانت تخرج من الغرفه لتأتي بمنظف تنظف به الاريكه لتقول مني سريعا :   استني ياحور ماتنزليش

عقدت حور حاجبيها : لية يامني في أية؟

قالت مني وهي تلوي شفتيها : اصل الحرباية حماتك علي آخرها 

قطبت جبينها متساءله عن سبب ما قالته لتتابع مني   : هي وبنتها مش مبطلين كلام عليكي وياريت علي كده وبس لا دي كمان كلمت سليم 

عقدت حور حاجبيها بعدم فهم : بيتكلموا عليا...!

خفضت مني نبرتها قائلة : ايوة ....الزفته فرح حامل وامه راسها والف سيف تخليه يتجوز عليكي عشان موضوع انك اتاخرتي.. في الخلفة... يعني

مصمصت شفتيها : متعرفش اللي فيها... وال اية كمان جيباله عروسة...

مررت حور يدها علي وجهها قائلة بعدم استيعاب : عروسه 

أومات مني بخبث وتابعت : اه وهي يعني وراها ايه الا تعذبك ...نظرت لها بتأثر زائف وتابعت : يا عيني عليكي ياحور ....يلا اهو متزعليش نفسك انا قولتلك انه بيمثل عليكي... المهم بلاش تنزلي عشان الولية دي متضايقيش..

والبت ذكيه جايه تنضف 

لايوجد لديها خبره لتقرء ما بين السطور ولا تفهم شيء من تلك المشاعر التي هبت بداخلها غيره من تلك الكلمات 

ومني تتطلع لها بشماته لتقول اخيرا بخبث : شكلك اتضايقتي مع اني لسه كنت بحذرك أنه بيكذب عليكي 

هزت حور راسها بكذب : وانا هتضايق من ايه ...

زمت مني شفتيها لتتابع : اسمعي يا حور ...انتي لازم تخليه ياخدلك بيت لوحدك بعيد عن الحربايه حماتك دي ..

اتسعت عيون ذكيه التي استمعت لتلك الكلمات وسرعان ما ركضت للاسفل مره اخري تهمس لوفاء : الحقي يا ست وفاء 

نظرت لها وفاء باستفهام : في ايه يابت ؟

قالت ذكيه وهي تشير للأعلي : صاحبه الست حور بتقولها 

....اتسعت عيون وفاء لتوكز وهج ذكيه بتوبيخ : وانتي بتتصنطي عليهم ليه يا قليله الادب يلا امشي من هنا 

نظرت وفاء الي وهج : وانتي مالك .... امشي ياذكيه وانا حسابي مع البت دي 

توعدتها بغضب : بقي انا حربايه يا بنت ال...طيب هوريكي 

أسرعت وهج توقف والدتها : ياماما استني 

زجرتها وفاء : اخرسي انتي ....والله ما هسكت لها ....بقي عاوزة ابني يبعد عني 

قالت وهج بعقلانيه : وانتي برضه هتصدقي كلام ذكيه 

قالت وفاء : تربيتي وعمرها ما كذبت عليا وبعدين هتألف يعني 

هزت وهج راسها : اي أن يكون برضه غلط أنها تتصنط 

عشان خاطري يا ماما ...

............

....

ترددت حور ولكنها وافقت علي طلب مني التي قالت بخبث وهي تزيد من الوقيعه بين سليم وحور بعد أن سمنت أفكارها تجاهه وهاهي تدفعها لاستفزازه أكثر ام خرجت دون علمه : عشان خاطري ياحور انتي عارفه أن أمي بتسمع كلامك ....تعالي معايا وكلميها 

نظرت لها حور بتردد لتحثها مني علي الموافقه : وبالمره  

تشوفي عدنان بيه هي هتلاقيها هناك دلوقتي 

وافقت حور لتقول : طيب هقوم البس ونروح سوا لبابا 

........

....

ضيقت وهج حاجبيها حينما دخلت الي غرفه حور ووجدت مني بمفردها بينما بصعوبه أقنعت والدتها أن تصمت ولا تتشاجر معها لتخبرها أنها ستتدخل وتتحدث مع حور ووفاء علي مضض انتظرت 

: حور فين ؟

قالت مني ببرود : بتلبس عشان خارجه

عقدت وهج حاجبيها باستفهام : خارجه فين ؟

هزت مني كتفها وقالت بكذب : معرفش 

هدات وهج من نفسها لتتجه الي الحمام وتطرق الباب : حور 

فتحت حور الباب لتسالها وهج بلطف: انتي رايحه فين ؟

قالت حور بعفويه : هروح لبابا شويه مع مني 

أومات وهج وتفهمت نيه تلك الفتاه الخبيثه بعدم اخبارها بهذا الحديث لتقول بهدوء : طيب يا حبيتي قولتي لسليم 

استدركت حور وفهمت وهج من نظراتها لتضع يدها برفق علي كتفها قائله : طيب ايه رايك يا حبيتي تستني شويه انا وماما كنا رايحين نطمن علي فرح نروح كلنا سوا 

اغتاظت مني من تحدث وهج الي حور بذلك الهدوء الذي سيفسد مخططها لتتعلثم حور ولكن نبره وهج الهادئه جعلتها تقول : ماشي 

ابتسمت لها وهج قائله : تمام يا حبيتي ...يلا اتصلي بسليم قولي له وانا هلبس 

خرجت وهج من الغرفه بينما نظرت مني تكاد تحرقها لتلتفت الي حور بهجوم : بقي ضحكت عليكي بكلمتين ....خايبه وهبله ياحور والبت السوسه ضحكت عليكي

عقدت حور حاجبيها بدفاع عن وهج : ليه يا مني بتقولي عنها كده .... دي وهج طيبه وبتحبني 

ابتلعت حور باقي كلماتها حينما تفاجأت بوفاء تقتحم الغرفه بعيون تهدد بالشر وتندفع تجاه مني بوعيد : بنتي انا سوسه يا بنت ال **** تعالي هنا 

انقضت وفاء علي مني تمسكها من ذراعها بغضب : اطلعي براااا

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !