اختطفها ولكن الفصل الرابع والعشرون

0


 الفصل السابق
هدرت الدماء الحارة بعروق حور التي نظرت إلي وفاء بشراسه توقفها عن جذب مني الي الخارج : انتي بتعملي ايه ....سيبيها ؟

أبعدت وفاء يد حور التي تمسك بمني وصاحت بها بلهجه أمره : اوعي ايدك عن بنت ال ** 

رفعت مني نظراتها بجرأه الي وفاء وابعدت يدها عنها صارخه : اوعي ياست يا مجنونه ايدك عني ....الحقيني ياحور 

اشتعلت عيون وفاء بالغضب الشديد من تجرأ تلك الفتاه عليها لتمسك بخصلات شعرها فوق حجابها مزمجره بغضب : انا مجنونه يا كلبه ...تعالي هنا ....

احتدت نظرات حور لتتجه إليهم وهج بهلع وتحاول ابعاد والدتها عن مني بينما تعالي صوت وفاء : ذكييييه بنت يا ذكيه 

هرعت إليها ذكيه بخطوات راكضه : نعم يا ست وفاء 

: خدي الزباله دي ارميها برا 

أسرعت ذكيه تنفذ كلام وفاء وكذلك أسرعت حور تهتف بذكيه : ابعدي عنها 

تدخلت وهج قائله برجاء : ماما لو سمحتي ...قاطعتها وفاء بحنق وهي تدفع بمني خارج الغرفه : اخرسي وانتي يابت يا ذكيه اعملي اللي قولت عليه .

نظرت مني الي حور بغل : انتي واقفه تتفرجي عليا وانا بتطرد من بيتك ....احتقن وجهه حور بالغضب بينما وقفت مكانها دون حراك أمام أوامر وفاء التي أصدرتها الي ذكيه بينما تابعت جذب مني الي الدرج لتتابع مني بحقد ساخره من حور : ده إذا كان ليكي كلمه ولا رأي اصلا 

زمجرت وفاء بغضب صارخه : ارمي البت دي براااا 

نظرت وهج الي حور التي كانت تتابع مايحدث وهي تكور يدها بشتات وكل شيء حولها يبعثر من تفكيرها ....ليحدث ما خشيت منه وهج وسرعان ما كانت حور تندفع تجاه الدرج ...أسرعت خلفها : حور

لم تكد تكمل كلمتها حتي تفاجات حور بوفاء تمسك بذراعها وتزمجز بها بصوت حاد : انتي رايحه فين ...؟

نزعت حور ذراعها من يده وفاء وهي بالكاد تمسك بدموعها التي لم تجد سواها في هذا الموقف الذي شعرت به بانكسار رهيب وهي واقفه بلا حراك أمام سطوة تلك المراه 

.......

...عقد سليم حاجبيه واوقف سيارته سريعا حينما تفاجيء بذكيه تخرج من الباب وهي تمسك مني بتلك الطريقه ليسأل بصوت أجش : بتعملي ايه يا بت انتي 

تركت ذكيه مني وقالت بتعلثم : أوامر الست وفاء 

التقطت مني أنفاسها ونظرت ببكاء الي سليم : يرضيك كده يا سليم بيه 

زم سليم شفتيه بحنق بينما توقع حدوث شيء بعد مكالمه والدته له لذا عاد سريعا وهاهو ما توقعه يبدو أنه حدث ليشير الي ذكيه بحنق : ابعدي عنها يا بت انتي ...اشار الي مني : وانتي روحي دلوقتي 

قال كلماته واندفع الي الداخل ليصطدم بحور التي كانت تقطع الدرج بخطوات مسرعه وخلفها وفاء تهتف بانفعال : رجلك مش هتخطي برا الباب ...

شهقت حور حينما اصطدمت بسليم الذي عقد حاجبيه بشده ونظر نحو الجميع بتساؤل سرعان ما أجابت عليه وفاء بغضب : كويس انك جيت ياسليم .....تابعت بصوت غاضب تخبره عما حدث بينما لم يسمع او يري سليم سوي الدموع المقهورة التي سالت من عيون حور ليشير 

الي وفاء قائلا بنبره قاطعه :  خلاص 

استهجنت نظرات وفاء اسكاته لها لتتفاجيء حور به يمسك بكتفها قائلا : اهدي واطلعي فوق وانا جاي وراكي 

تنهدت وهج بارتياح لهدوء سليم واحتواءه للموقف بينما اتسعت عيون وفاء بالغضب لموقف ابنها وكادت أن تتحدث ولكن وهج ترجتها بهمس : عشان خاطري ياماما اسكتي دلوقتي 

لحظات مرت وحور واقفه مكانها ومازالت دموعها تنهمر فوق خدها بحرارة بينما عجزت عن أخذ قرار ...تبقي ام تغادر الي منزل ابيها بعد ماحدث بينما بداخلها تعالي صوت أن هذا الرجل لن يدع أحد يأتي علي كرامتها ....دفعه رفيقه من يد سليم الي كتفها أبعدت ترددها لتتجه الي الدرج وهي تمسح دموعها بظهر يدها ...

انتظر سليم صعودها ليلتفت الي والدته بغضب مكتوم ويهتف من بين أسنانه : ايه اللي انتي عملتيه ده ياامي ؟

هتفت وفاء بغضب وصوت عالي : انت هتحاسبني ياسليم 

اوما سليم بلا تردد : لما تيجي علي كرامتها اه يا امي 

تدخلت وهج سريعا : سليم محدش جه علي كرامه حور 

هتف سليم بغضب : امال لما تطردي ضيفتها من بيتها بالطريقه دي يبقي ايه 

صاحت وفاء : وهي دي ضيفه ولا حربايه قاعده تتكلم علينا مع مراتك الهبله 

اتسعت عيون سليم بغضب لتوكز وهج والدتها : ماما ....

زجرتخا وفاء بحنق : ايه قولت ايه غلط ....يرضيك يا اللي جاي تحاسب امك البت دي تقول عليا حربايه وكمان الست هانم بتقولها تخليك تاخد لها بيت تاني ...بقي هي دي الضيفه 

التفت سليم الي وهج يتبين صحه كلام والدته لتنظر له وفاء باستنكار : بقي بتكذبني يا سليم. ...طيب يا سيدي نادي علي البت ذكيه واسالها اهي سمعت الكلام ده بودانها 

انفجر سليم بتوبيخ : ولا اسألها ولا تسألني .... الاولي بدل ما تخليها تتصنت علي مرات ابنك كنتي تبهدليها أنها عملت كده 

نظرت له وفاء باستنكار : انا خليتها تتصنت ولا قليلة الربايه اللي جابت سيرتي هي اللي تستاهل اللي عملته فيها وانا سمعاها بوداني بتقول علي اختك سوسه وكمان كانت عاوزة الست هانم مراتك تخرج من غير اذنك 

تدخلت وهج وهي تهز راسها تجاه والدتها بينما سليم ليس بحاجه لان يغضب من حور : خلاص ياماما ...التفتت الي أخيها وتابعت : محدش خلاها تتصنت علي حور يا سليم ...صدقني وبعدين موقف ماما انت تشوفوه من برا جامد بس البنت دي فعلا مش كويسه وقلت ادبها علي ماما 

نظرت وفاء الي ابنها بتهكم قاصده : متدافعيش عني ياوهج ...خليه يزعق فيا هو كمان 

هزت وهج راسها : ماما مفيش داعي للكلام ده ...

لو سمحتي اهدي وكفايه اللي حصل 

نقل سليم نظراته بين والدته ووهج لحظه قبل أن يتجه الي الدرج بخطوات غاضبه ...

فركت حور وجهها الذي احمر من كثره البكاء بينما كلام مني يدوي بأذنها ... أنها لا تملك بالفعل كلمه ولا رأي ولا حتي منزل ..!

رفعت وجهها تجاه سليم الذي أخذ نفس عميق يكظم به كل غضبه وهو يتجه اليها قائلا برفق : قومي اغسلي وشك ياحور وتعالي احكيلي علي اللي حصل 

هزت حور راسها وخرج صوتها ممزوج بالبكاء وهي تقول : انا مش عاوزة اقعد في البيت ده تاني ....مامتك طردت مني 

تمسك سليم بهدوءه وهو يجاريها برفق : وهي عملت كده من غير سبب 

ببراءه أخبرته حور بما دار : مكنتش تقصد تقول كده عن وهج بس مامتك مدتنيش فرصه اقول حاجه ....عادت لتبكي وتدفن وجهها بين يديها : انا مش عاوزة اقعد هنا تاني 

أشفق سليم عليها ليحيطها بذراعه ويربت علي ظهرها : طيب بطلي عياط واهدي ....خلاص متزعليش 

ازداد بكاءها من هذا الحنان الذي شعرت به يتدفق إليها منه وهذا الرفق الذي كانت بحاجه اليه وعي تشعر بتلك المهانه والانكسار ...ظل سليم يربت علي ظهرها وهو يضمها إليه حتي بدأت تهدأ ليرفع وجهها إليه ويقول بحنان : بطلي عياط ويلا ادخلي اغسلي وشك 

أومات حور لتدخل تغسل وجهها بينما يتنهد سليم مطولا وهو يجلس علي طرف الفراش واضعا رأسه بين كفيه ...أنها كطفله صغيرة تحتاج إلي معامله خاصه حتي تتعلم ابجديات الحياه ...يلتمس لها العذر في التحدث مع رفيقتها ويعزي كل الخطأ علي والدته التي تصنتت عليها فسمعت ما لا يرضيها ....لم يجد أي بد من الشده أو مراجعه ماحدث مجددا معها أو ما استمعت إليه من رفيقتها مادام لم يحدث شيء ....خرجت حور وهي تجفف وجهها ليرفع سليم وجهه وينظر لها برفق : خلاص هديتي 

هزت راسها والتقت عيناها بعيناه التي تنظر لها بحنان لتقترب منه وتقول بتبرير : مني مكنش قصدها و...قاطعها سليم برفق : خلاص ياحور انا فهمت اللي حصل 

أومات له ليشير إليها لتأتي وتجلس بجواره : تعالي ياحور 

اتجهت حور إليه لتجلس علي طرف الفراش فيستدير سليم إليها ويتطلع الي وجهها الذي احمر من فرط بكاءها وازداد جمالا ليبتسم لها بحنان وهو يقول : انا عمري ما هسمح لحد يزعلك ولا يجي عليكي والبيت ده بيتك  وإذا كان لامي حق فيه فده لأنها الكبيرة واحترامها واجب بس اعرفي انتي كمان أن ليكي حق فيه زيها وعشان كده مش عاوزك تقولي تاني انك هتمشي من بيتك 

خفضت حور عيناها وقالت بتأثر : ده مش بيتي .....بدون تفكير دوت كلمات مني في أذنها لتنطق بهم : انا عاوزة بيت لوحدي 

نظر سليم لها لحظه بينما صدقت كلمات والدته وهاهي تنفذ كلمات تلك الفتاه دون ادني تفكير منها حتي بعد حديثه الهاديء معها 

لينظر لها سليم رافعا حاجبه : وده ليه ؟! 

هزت كتفها وقالت بتعلثم : انا مش عاوزة افضل هنا وحقي يكون ليا بيت 

ضيق سليم عيناه وهو يسايرها : مطلبتيش حقك ده من زمان ليه ....أظنك كنتي راضيه وكمان مبسوطه لغايه ماصاحبتك جت 

اهتزت نظرات حور وبرق ذلك الضوء براسها وهو يضع قال قوسين ما حدث بأنها بالفعل كانت راضيه قبل حديث مني ولكن لم تسعفها الكلمات ليضغط سليم علي حروفه وهو يتابع : ده بقي كلامك ولا كلام صاحبتك 

عضت حور علي شفتيها من مغزي سؤاله لتشيح بوجهها وتهب واقفه وهي تهتف بإصرار دون تفكير بينما فهمت ما يريد قوله من بين السطور فهو يثبت لها صحه كلام والدته بأنها بلهاء تتلاعب برأسها تلك الفتاه : ده شرطي ...!

استنكرت كل ملامح سليم تلك الكلمه التي ندمت أشد الندم علي نطقها بينما لم يعد هناك عقال يمسك بأعصاب سليم الذي جعلته تلك الكلمه يستشيط بشدة ليقترب منها ويمسك ذراعها قائلا بعبوس : شرطك عشان اية؟

خفضت عيناها دون قول شئ لينظر نحوها بعتاب غاضب بينما دوما ما تختار الطريق الصعب فقط عنادا به : شرطك عشان اقربلك....

ظلت صامته ليقطب جبينه ناظرا اليها بغضب قبل ان يترك ذراعها مزمجرا بصوت حاد : انا ميتقالش ليا شرط ولا ليا دراع عشان تتلوي....ايييه فاكراني عيل هتلعبي بيه وتحطي قدامه شروط 

احتدت نبرته وهو يتابع :لا ياحور فوقي انا سليم الهاشمي.... سليم اللي مستعد يهد الدنيا ويبنيها عشانك... بس مش عشان اقربلك  ... لا عشان حبيتك..... انتفضت بينما يتابع بغضب : انا كل اللي عملته ومستعد اعمله كان عشان اعوضك عن اللي عملته عشان تحسي اني بحبك .. إنما انتي لو انتي فاكرة أن اللي كان مصبرني عليكي حقي .. فده كان زماني واخده من زمان..

رمقها بنظرة عتاب قاسية قبل ان يتجه الي باب الغرفه لتشعر حور بوقع نظراته أقصي من الصفعه ولكنها صفعه هي بحاجة اليها لتفيق من تلك الدوامه التي كادت تدخلها...!

خرج سليم من الغرفه بغضب اهوج من نفسه التي مالت إليها وجعلتها متأكدة انه سيرضخ في النهاية ويفعل اي شئ يقربها له فليس بيده شئ.... ولكنه لن يقبل شيء كهذا لتتفاجيء حور به يندفع مجددا من باب الغرفه فترفع إليه وجهها لتري ذلك الغضب القاسي بعيناه وهو يلقي اخر كلماته : انا صبرت عليكي كتير اوي ووصلت لآخري عشان واضح أنه مش فارق معاكي صبري ...اهتزت نظراتها بينما تابع بوعيد مبطن :  ....لما ارجع بليل هيكون اخر صبري معاكي 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !