بعد البدايه الفصل الثالث عشر

0


 الفصل السابق

غرقت فريده بالخجل لاتعرف كيف ستنظر له بينما رآها بتلك الهيئة.... اسرعت الي غرفتها لتلتقط بسرعه ستره رياضيه وبنطال وضعتهم فوقها ونزلت اليه مجددا ومازال الاحمرار يكسو قسمات وجهها.... 

حاول بدر السيطرة علي اعصابه بينما قفز قلبه من بين ضلوعه ماان نزلت وراي ذلك الخجل مرتسم علي وجهها الجميل.. 

حمحمت بحرج وهي تعيد له هاتفه الذي أخذته معها من فرط ارتباكها.. 

:التليفون... انا... قصدي شكرا 

اومأ لها بابتسامه خفيفه ليقول : سليم كويس 

اومات له : اه الحمد لله 

هز راسه قائلا  :تمام... لو احتاجتي اي حاجة قوليلي 

ابتسمت برقه :شكرا... 

اقتنص نظرة من عيونها الفاتنه قبل ان يستدير مغادرا :تصبحي علي خير 

:وانت من اهله 

سار بضع خطوات قبل ان يستدير اليها قائلا :انا بكرة نازل القاهرة عندي شغل.... لو حابه تجي معايا تشوفي سليم بيه 

تهللت ملامحها فهي بالفعل اشتاقت لابيها كثيرا وكانت تريد أن تسافر لرؤيته..... بجد يابدر  

اومأ لها بابتسامه حينما رأي سعادتها ليقول :الصبح هكون جاهز علي الساعه  سته... كويس ولا بدري 

قالت بحماس : لا كويس اوي انت عارف انا بصحي بدري 

اومأ لها لتبتسم له ابتسامتها الحلوة قبل ان يغادر 

............ 

..... 

انتهي بدر من الاستحمام وخرج ليتمدد علي فراشه وابتسامتها لاتفارق خياله.... تنهد بهيام فكم يحبها ويتمناها يوما بعد يوم...!

ليتذكر كلام  والدته عن زواجه بها... نعم يريدها ويتمنى منذ أن رآها ان تصبح زوجته ولكن ليس بتلك الطريقه وليس بعد طول صبر يقايض زواجه بها ببقاء طفلها معها فهو ليس الرجل الذي يجبر امرأه علي الزواج به لأي سبب...،! 

تنهد بينما يحاول إيجاد اجابه علي تساؤلات قلبه الذي يسأله متي اذن ستكون له فأمه محقه فربما يوما ما يأتي من يخطفها منه كمل حدث مع هاشم.....! ولكنه لا يستطيع  مصارحتها بمشاعره قبل رؤيه علي الاقل بداية تقبل لتلك المشاعر         .... 

ابتسامتها امتزجت مع جمال الصباح هذا اليوم فقد بدأت الشمس تشرق علي استحياء بينما تعالت أصوات العصافير لترسم لوحة جميله مريحة للاعصاب.... 

انحني امام سليم الذي كان يسير بعدم اتزان بيدها بضع خطوات قائلا : صباح الخير ياسليم باشا.... بقينا رجاله كبيرة وبنمشي

ضحك بدر وداعب وجنه سليم الذي حمله وقبله لتقول فريده بسعاده : شفت بقي جميل ازاي... بابا هيفرح اوي لما يشوفه بيمشي 

ابتسم لها بدر قائلا : هو من جهه هيفرح فأكيد هيفرح لما يشوفك طبعا   

ضحكت بمرح قائلة : كان زمان.... دلوقتي سليم اكل الجو مني خالص 

فتح لها باب السيارة بعد ان وضع سليم بالخلف بمقعده... : بيتهيالك 

قالت بابتسامه : هنشوف.. 

مضي الطريق مابين ضحكات وكلمات 

بدر سعيد وهو يقترب منها شئ فشئ بينما فريدة كانت لا تتوقف عن الكلام والضحك ولا تنكر ان رؤيتها له بمثل تلك الراحة والسعاده استغربتها فهي عهدته جامد حمول لمسؤليه العائلة قلما تراه يضحك... وكان هذا شئ اخر تضيفه للاشياء التي بدأت تعرفها عنه...!

........

.... 

تغيرت ملامح وجهه فاديه وانذرت بشر ماان وقفت فتحيه امامها بتعلثم حينما ارادت إرسالها لإحضار سليم... :الست فريده.. سافرت مع بدر بيه من الصبح 

:سافرت..، 

اومات فتحيه لتهز ايمان قدمها بعصبيه هاتفه : غوري انتي 

نظرت ايمان لفاديه التي وقفت مكانها ولكن تجمعت شرور العالم بعيونها وهي تتحدث بانفعال : اية ماليش وجود.... رايحة جايه علي مزاجها وفاكرة نفسها هتلوي دراعي بالولد 

قررت ايمان استغلال الفرصه لاطفاء نيران غيرتها ماان عرفت بسفرها مع بدر.. لتقول 

: متضايقيش نفسك انتي ياماما.... 

: مضايقش نفسي يعني ايه..... دي كل كام يوم واخده الولد من حضني ورايحة لابوها وحتي من غير ماتقولي... بتتحداني

قالت ندي لتلطيف الأجواء : لا طبعا ياماما اكيد ده مش قصدها.... هي بس تلاقي باباها واحشها وعشان كدة سافرت مع بدر 

قالت ايمان بسخريه : وانتي بقيتي المحامي بتاعها ان شاء الله.... لا طبعا دي قاصده وفاكرة نفسها بحته العيل ده هتذل ماما... 

وبعدين العيب مش، عليها العيب علي اللي مطاوعها 

نظرت لها ندي بغضب قائلة : وبعدين ياايمان لو عندك كلمه كويسة قوليها بدل ماانتي بتولعي الدنيا 

اندفعت ايمان بغضب : ....انا بولع الدنيا عشان زعلانه علي ماما .. ولا عاوزاني اعمل زيك و ادافع عنها وانا شايفه اللي بتعمله في ماما ولا كأنها مقدره ان الولد ده الحاجة الوحيده اللي فاضله ليها من هاشم الله يرحمه والمفروض متحرمهاش منه ولا تلوي دراعها 

لعبت علي وتر فاديه الحساس ليغلبها الغضب بينما تقول بوعيد : لسة متخلقش اللي يلوي دراعي... أما وريتها مين اللي يلوي دراع التاني مبقاش انا  

قالت ايمان بخبث بينما نظرت لها ندي بغضب : لا ياماما بلاش تضايقيها احسن تاخد الولد وتمشي

انفجرت البراكين بعقل فاديه التي هتفت بحدة : تاخد مين...طيب تبقي تفكر تعملها  ؟! و انا ورحمه ابني اخده منها واحرق قلبها عليه 

قالت ايمان بخبث : بصراحة ياماما ده اللي المفروض كان يتعمل.... لازم ناخد سليم منها وترجع هي بيت أهلها 

نظرت لها فاديه بينما تابعت : هي هتبقي عامله زي مسمار جحا طول مالولد معاها... عشان كدة انتي جدته وأولى بيه 

اندفعت ندي بدون تفكير ; اية اللي بتقوليه ده حرام عليكي... عاوزة تحرمي الواد من أمه مش كفايه انه محروم من ابوه.. اية الافترا اللي انتي فيه ده ياشيخة 

نظرت ايمان اليها بغل تتوعدها : اتكلمي معايا بأدب ياندي 

  قالت فاديه بنبرة قاطعه . ; وبعدين انتوا الاتنين... امشوا من قدامي مش طايقه اشوف حد 

......... 

ضحكت فريده بمرح ومالت تجاه بدر قائلة :مش قلتلك كان زمان 

اشارت لوالدها الذي وضع سليم بحضنه منذ وصولهم ولم يتوقف عن تقبيله ومداعبته

ابتسم لها بدر قائلا :واضح ان سليم الصغير واكل الجو فعلا 

نظر اليه سليم قائلا : واخباركم ايه يابدر ياابني 

: الحمد لله ياسليم بيه كله كويس 

: الحمد لله 

ظلا جالسين ساعه ليتساذن بدر للذهاب لانهاء اعماله قائلا ; هعدي عليكم بليل تكونوا جاهزين 

اومات له فريده بابتسامه ليقول سليم : هستناك علي الغدا 

رفض بتهذيب : لا اعفيني ياسليم بيه عندي شغل كتير يادوب ارجع بليل 

:ربنا يقويك 

............ 

... مضي اليوم مع والدها الذي بدأت صحته بالتحسن بينما اطمأن لرؤيه ابنته بخير وارتاح حينما سألها عن حياتها لتخبره ان الوضع حتي الآن جيد... : خلاص كلها اسبوعين بالكتير والدكتور يسمحلي ارجع الشغل وتلاقيني جنبك انتي وسليم. : ياريت يابابا... انا ببقي زهقانه اوي وانا لوحدي 

قال والدها بدهشه : لوحدك مع كل الناس دي يافريده 

هزت كتفها : ماانت عارف يابابا ماليش علاقه بيهم اوي.... 

: ازاي يابنتي انتوا عايشين في بيت واحد... فريده حبيتي سيبي نفسك واندمجي معاهم عشان الايام تعدي... دي عيله ابنك وتعتبر عيلتك 

امتعضت ملامحها لتفيض بمكنونات صدرها :بصراحة مش قادره يابابا.... كل مابدخل البيت بفتكر اد ايه انا اتعذبت فيه... بفتكر كل حمل راح مني وكل دمعه.. بفتكر اد ايه هاشم كان كداب وخاين وانا مكنتش حاسة.... كان شايفني بتدمر كل يوم ومكنتش، فارقه معها 

دمعت عيونها بينما لأول مرة تتحدث عن احاسيسها بتلك الطريقه :مكنش،بيحبني ابدا.... جرحني كتير اوي هو وأمه اللي كانت بتدوس علي وجعي اكتر واكتر ... كل واحد فيهم كنت بشوف في عنيه نظرات اني عاجزة وأقل منهم عشان مش قادرة اخلف طفل 

سحب سليم نفس عميق بينما لمعت نظرات الألم بعيناه ليربت علي شعر ابنته بحنان : انسي ياحبيتي كل ده

قالت بصوت مختنق بالدموع : مش قادرة يابابا.... كل مابدخل البيت ده بفتكر... غصب عني 

: فريده حبيتي.. ربنا عوضك بسليم عشان تنسي... بلاش تشوفي الوحش بس وتنسي 

الحلو... حطي نقطة ومن اول وحاولي تنسي وتتأقلمي مع حياتك الجديده مش هينفع تفضلي قافله علي نفسك وعلي سليم كدة.... علي الاقل سيبي سليم ياخد عليهم 

صمتت قبل ان تقول بتردد : خايفه... 

نظر لها سليم باستفهام : خايفه من اية؟ 

نظرت لابيها قائلة : خايفه علي سليم منهم 

قال باستنكار : من عيلته.؟! 

اومات له لتقول ; ايوه يابابا.... عندي احتمال ولو واحد في الالف ان اللي كان بيحصلي ده

مكنش من غير سبب وخصوصا اني لما بعدت عن هناك حملي كمل

هز سليم راسه بعدم استيعاب فهاهي قد عادت لهذا الحديث مرة اخري والذي يستبعده عقله فمن له مصلحة بايذاءها 

ليقول برفق : يافريده ياحبيبي انسي بقى اللي فات... وبعدين اللي كان بيحصل ده اختبار من ربنا بيشوف مدي صبرك والحمد لله عوضك 

... اكيد له حكمه احنا منعرفهاش

المهم انتي لازم تشيلي الافكار دي من دماغك وزي ماقلتلك بلاش تحرمي الست من حفيدها يافريده... حرام يابنتي 

  ........... 

.... 

أوقف بدر سيارته أسفل منزل والد فريده واتجه للاعلي..... 

فتحت له فريده الباب ليقول : كنت هتصل بس افتكرت ان تليفونك مكسور 

اومات له :اتفضل يابدر

هز راسه قائلا  : لا مفيش داعي... لو جاهزين يلا 

عضت علي شفتيها قائلة : بصراحة... أصل سليم وبابا في سابع نومه وخايفه ادخل اخد سليم اقلق بابا وهو كان تعبان وعاوز ينام 

نظرت له وتابعت : يعني بلاش أعطلك... ارجع انت وانا هفضل هنا للصبح وهبقي احصلك 

هز رأسه : لا طبعا مش، هسيبيك 

التقت عيناها بعيناه ليقول بتوضيح حتي لا تظنه يخشي ان لا تعود : مش عشان اللي في دماغك... لا.. عشان مش،هسيبك ترجعي لوحدك... مفيش مشكله نبقي نرجع بكرة الصبح 

قالت بحرج : بس يابدر... انا كدة هتعبك واعطلك عن شغلك 

ابتسم لها قائلا : ياستي اتعبيني براحتك 

ابتسمت له بعذوبه : انا بجد مش، عارفة اقولك ايه 

قال بدون مقدمات : تقولي موافقة 

.. نظرت له باستفهام ليقول : طالما سليم بيه وسليم نايمين... نتعشي احنا برا 

ارتبكت بينما تابع : بصراحة انا جعان جدا وكنت ناوي نتعشي في اي مكان قبل مانسافر... 

قالت بسرعه : طيب ماتدخل واجهز العشا 

هز راسه :لا متتعبيش،نفسك ناكل برا في اي مكان 

ترددت قبل ان يبتسم ;مش قلت قولي موافقه 

اومات له بابتسامه مماثله : طيب   ... هدخل 

اجهز بسرعه 

نظر لها قائلا : ماانتي جاهزة اهو يلا... 

نظرت لملابسها فهي بستره رياضيه وبنطال جينز لتقول : لا جاهزة اية... هلبس حاجة تانيه 

امسك يدها للخارج قائلا : كدة حلو 

نظرت له بعتاب ماان توقف امام ذلك المطعم الانيق.. هدخل كدة ازاي 

تفاجأت به يقول بابتسامه بينما تتلاقى عيناه بعيونها : انتي حلوة في اي حاجة 

ابتسمت برقه وخفضت عيونها بخجل.... 

قادها للداخل ودقات قلبه تعزف سسمفونيه حب خالص لها بينما بدأت تلك الالفه بينهم 

وقد مضي العشاء بين حديثهم عن أشياء كثيرة.. لترتسم ابتسامه واسعه علي شفتيها بينما يتلذذ بطعم الباستا بالجمبري الشهي لتقول :علي فكرة انا بعملها احلي 

رفع حاجبه : لا بقي المطعم ده احلي مطعم تاكلي فيه باستا بالجمبري 

قالت بغرور ; انت مجربتش بتاعتي.. ؟

ضحك قائلا : اعتبر دي دعوة اني اجربها 

اومات له : اه... بكرة هعملهالك

ابتسم وسع فمه قائلا : اتفقنا... بس لو عجبتني كل ما هحب أكلها هأكلها من ايدك

احمرت وجنتها خجلا بينما هزت راسها : بس كدة حاضر... 

..... 

.. ماتلك الابتسامه التي لا تفارق وجهها ماان عادت من الخارج معه بعد تلك السهرة اللطيفه.. وضعت فريده يدها باستغراب علي قلبها لتتساءل عن سبب تلك الدقات السعيده التي تتراقص بداخله... انها سعيده كما قالت له وهي تودعه :مرسي يابدر انا كنت فعلا محتاجة اخرج واغير جو

اومأ لها بابتسامه : العفو علي اية.... انا اللي متشكر انك وافقتي نتعشي سوا 

ابتسمت له قائلة :تصبح علي خير 

........ 

اوقف بدر سيارته ونزل منها ليحمل سليم ويدخله الي المنزل برفقتها... ثم يحمل حقيبتها الصغيرة ويضع أكياس ورقيه انيقه ليضعهم أرضا... 

سألته باستفهام : اية ده يابدر

قال وهو يقبل سليم : شوية حاجات لسليم.. 

ابتسمت له قائلة : مرسي مكنش في داعي تتعب نفسك 

: مفيش تعب... هسيبكم ترتاحوا من الطريق 

خرج لتنظر في اثره بابتسامه وتصعد بسليم لغرفتها لتفتح تلك الأكياس لتجد الكثير من الملابس والالعاب لسليم... نظرت لتلك العلبه الأخيرة الموضوعه بأحد الأكياس لتجده هاتف جديد... 

داعبت الابتسامه وجنتيها بينما عادت تلك الدقات لقلبها من جديد... انه رجل حنون للغايه يعرف كيف يهتم بمن امامه... سيطر علي تفكيرها لوقت طويل قبل ان تعتدل جالسه من مكانها وتهز راسها سريعا فماذا تفعل..! ؟ هل نسيت من هو... انه اخو زوجها الراحل....بل رجل متزوج... كيف تسمح لنفسها بأن تفكر بأي شئ سوي انه عم طفلها ويهتم لها فقط من أجل سليم...! 

........... 

.... 

دخل بدر الي المنزل ليصعد لغرفه والدته التي استقبلته بعتاب : كدة يابدر.. تسافر وتاخد سليم من غير ماتقولي 

قال بارهاق : معلش يا اني كان عندي شغل مستعجل واخدتها تشوف ابوها.... وجد سليم حقه يشوفه  

نظرت له باستنكار ; وانا مش جدته وليا حقوق عليه 

: وهو مش عايش معاكي 

: فين... هو انا بشوفه اصلا 

تنهد بدر بتعب قائلا : امي لو سمحتي انا جاي تعبان وعاوز ارتاح .... كلها ساعه ولا ساعتين وهجيبلم سليم لغاية عندك 

اومات له فريده علي مضض... فهي من ستتصرف..،! 


حمل بدر فارس الذي ركض اليه ماان راه وضمه اليه.... حبيبي وحشتني 

هتف فارس.. بابا.. 

حبيب بابا 

. تعالي شوف انا جايبلك اية... 

جثا علي الارضيه امام ابنه وفتح له الالعاب 

التي احضرها له ليلاعبه لوقت طويل قبل ان يأخذه بحضنه وينام.....! 

فتحت ايمان باب الغرفة بهدوء ودخلت لتنظر له بينما نام يحتضن طفله بذراعيه 

لتنفخ بضيق بينما تتطلع  باشتياق الي ملامحه الوسيمه بينما تفكر انه زوجها هي ولا تستطيع الاقتراب منه.....! لقد خسرت كل شئ بسبب حبها لهاشم... 

تقلب بدر بنومه لينسدل الغطاء الخفيف عن صدره العاري ماشفت عن عضلاته القويه لتتنهد ايمان فكم اشتاقت له ولاتنكر انها تكاد تجن  لوجودها بين ذراعيه مجددا.... اقتربت ببطء وهي متردده فهو سيصدها كعادته.... ولكنها لن تيأس... جلست بهدوء علي الفراش بجواره لتمد يدها برفق تداعب خصلات شعره شارده بعيون مشتاقه بمل انش بملامحه...!! 


........ 

... 

ابتسمت فريده افتحيه التي فتحت لها الباب : حمد الله علي سلامتك ياست فريده 

: الله يسلمك  .... ماما فاديه صاحيه 

اومات لها : اه فوق في اوضتها 

اومأت لها وحملت سليم وصعدت لتراه فاديه 

التي ماان دخلت فريده حتي نظرت لها بعتاب حاد قائلة :  للتو ماافتكرتي ان لسليم جده هتموت وتشوفه 

تجاوزت فريده عن نبرة فاديه الحاده عملا بنصيحة ابيها بينما نظرت ندي لفاديه برجاء الا تتشاجر مع فريده التي قالت بهدوء 

: معلش ياماما.. كنت بطمن علي بابا 

اومأت لها فاديه قائلة : عموما انا هخلي البنات تجهزلك الدور التاني 

نظرت لها فريده باستفهام : لية. ؟

قالت فاديه بثبات : عشان هتجي تقعدي فيه انتي وسليم هنا فيه معانا

عقدت فريده حاجبيها بدهشة ; لية. ؟

قالت فاديه بحزم ; من غير ليه.... انا مش شايفه لازمه لقعدتك لوحدك انتي وسليم 

قالت فريده وهي تحاول التمسك باعصابها : بس انا مرتاحة هناك 

قالت فاديه بنبرة مرتفعه : وانا مش مرتاحة مش كل ماهحب اشوف حفيدي هروح اخر الدنيا 

قالت فريحه باستنكار ; اخر الدنيا فين.... دول خطوتين 

قالت فاديه : اي ان يكن.... انا عاوزة اشبع من حفيدي  

قالت فريده : وانا ممنعتكيش

هدرت فاديه بغضب ; لا.. منعتيني وانتي عارفه كدة كويس 

رفعت اصبعها امام وجه فريده وتابعت : 

اسمعي يافريده انا مش عاوزة ازعلك مني ولا عاوزة  نتخانق.... من الاخر كدة الوضع ده مش عاجبني.... انا عاوزة سليم يكون في حضني طول اليوم زي ولاد بدر وفهد....

قالت فريده بدفاع : ماهو في حضنك 

قالت فاديه بغضب: في حضنك انتي وبتتعطفي عليا ساعه ولا ساعتين في اليوم    . اسمعب بقى.... سليم ابنك وحقك وانا عارفة انك تقدري تاخديه في اي لحظة..... وبرضه سليم حفيدي وحقي وانتي عارفة اني برضه اقدر اخده في اي لحظة غصب عن عين الدنيا كلها فبلاش نعاند بعض 

اسمعي كلامي عشان نفضل كويسين ولااضايفك ولا تضايقني واظنك عارفة كويس لما بتضايق بعمل ايه 

قالت فريده بنبرة غاضبه :انتي بتهدديني 

قامت ندي لتحاول تهدئة الوضع بينما قالت فاديه بحزم ; انا بتكلم معاكي بصراحة وبفهمك  

ابتلعت لعابها وشعرت بالعجز امام جبروت فاديه التي تهددها باخذ ابنها منها..... ستتشاجر معها ولن تصل لأي شئ لكا يجب أن تبتعد.... انحنت وامسكت بسليم لتغادر لتوقفها فاديه وتحتضن الطفل 

علي فين ؟ 

: تعبت وعاوزة ارتاح انا وابني 

قالت فاديه برفض : سيبيه معايا وروحي انتي ارتاحي براحتك سليم هينام معايا النهاردة 

تغيرت ملامح فريده لتقول بشراسه وهي تتقدم لأخذ طفلها من فاديه : 

مش همشي من غير ابني

قالت فاديه ببرود : يبقى خليكي قاعده معاه هنا 

تدخلت ندي قائلة :  تعالي يافريدة نقعد في الجنينه حبه وشوية ونطلع ناخد سليم من ماما تكون شبعت منه 

هزت فريده راسها بعناد : لا مش،همشي من غير ابني 

وضعت فاديه الطفل بوسط فراشها ونظرت لفريده بتحدي : وانا قلت سليم هيبات معايا النهاردة وريني هتاخديه ازاي 

فجأه شعرت نفسها ضعيفه بلا اي ظهر او قوة فقط صوتها هو كل ماتملكة..... لتلمع 

الدموع في عيونها ولكنها كبحت نزولها لتنظر لفاديه بكراهيه فهاهي ماتزال تتجبر عليها وتظلمها.... قالت فريده وهي تخطو تجاه الفراش ; انتي متقدريش تاخدي ابني مني 

قالت فاديه بجبروت : لا أقدر... بلاش تتحديني 

دخل فهد الي غرفه امه علي تلك الأصوات... في أية. ؟

أخبرته ندي باقتضاب بينما تعالت نبره فريده :انا عاوزة ابني .... محدش،هياخده مني 

قال فهد : محدش اخدة يافريده... سيبيه معاها شوية واهدي 

نظرت فريده لسلبيه فهد بينما قالت بغضب لفاديه : انت مش هتحرك خطوة من غير ابني

قالت فاديه بغضب مماثل : وانا قلت الولد هيفضل معايا....اية هتاخديه ازاي.. هتضربيني

نظرت لها فريده بقله حيله بينما تستنجد بفهد ;لو سمحت يافهد لنا عاوزة ابني.

قالت فاديه ; وهو مين هياخده مني ....اسمعي لمي الجور احسنلك وسيبي الولد في حضني النهارده بدل مااخده منك علي طول... 

هدرت فريده بحدة بينما تري سلبيه فهد : متقدريش تاخديه مني 

قالت فاديه بتهكم :. هنشوف كلمه مين الي هتمشي 

:يلا اتفضلوا  كلكم برا وسيبوني مع حفيدي 

تسمرت قدم فريده بالأرض لتمسك ندي بكتفها قائلا بخفوت : تعالي يافريده... 

هزت راسها لتقول : تعالي بس وسيبيها تهدي بلاش عناد عشان الموضوع ميكبرش

تمزق قلب ندي لرؤيتها نظرات الحسرة والعجز بعيون فريده التي تدفعها برفق لتخرج من الغرفة خوفا عليها من تحدي فاديه التي كانت تطالعها بنظراتها القويه كما اعتادت.... بينما قال فهد لامه : لية بس كدة. ؟

هتفت فاديه به بغضب ; عشان تتربي وتعرف ان ليا فيه زي ماليها بالضبط 

غشت الدموع عيونها بينما تمزق قلبها لترك سليم وحده ..لتحاول تشجيع نفسها التي شعرت بعجز فظيع فليس بيجعا شئ تفعله امام جبروت تلك المرأه... لن تصمت وستاخذ ابنها بأي طريقه... ستاخذه وستغادر هذا المنزل ولن تتواجد قوة علي الارض لمنعها... هذا ماظلت تردده لنفسها بينما تركض للخارج........ عقد بدر حاجبيه لرؤيتها بتلك الحاله بينما صاطدمت به وهي تحرج وهو يجعل للمنزل .. فريده..... فريده 

تجاهلت نداءة واسرعت لا تريد البكاء امام احد ليلتفت الي ندي بقلق .. في أية..؟ مالها فريده. ؟

أخبرته ندس بماحدث ليركض درجات السلم وبغضب اهوج يقتحم غرفه أمه : انتي اية اللي عملتيه ده ياامي 

قالت فاديه بثبات : عملت اللي كان لازم يتعمل... اخدت ابن ابني 

نظر لها بدر بغضب هاتفا : محدش هياخد الولد من أمه 

: ده حفيدي 

قال بدر وهو يتجه ليحمل الطفل : ده ابنها..! ومحدش هياخده منها 

نظر الي فهد بشر قائلا : وانت كان ايه دورك وامك بتعمل كده 

نظر له فهد بقله حيله فهو لا يستطيع أن يقف ابدا امام امه كما يفعل 

قالت فاديه : بدر سيب الولد 

قال بدر بغضب شديد : انا قلت محدش هيحرم سليم من امه ووعدتها ومفيش مخلوق هيقدر يعملها طول ماانا عايش... وقسما بالله ياأمي لو اللي حصل ده اتكرر هكون انا اللي واخد فريده وسليم ومرجعها بيت ابوها... 


......... 

.... 

غابت فريده بنوبه بكاء حارة وهي تحاول الاتصال بابيها فليس لها سواه ليقف بجوارها ولكن ارتعشت يدها وهي تتذكر حالته الصحيه التي لن تتحمل اخباره ان فاديه اخذت الطفل منها..... اتجه بدر للباب الذي وجده مفتوح لينتفص قلبه ماان رأها جاثيه علي الارض تبكي بتلك الطريقه... 

فريده.... التفتت له لتهب واقفه ماان رأت سليم بين ذراعيه ينظر لها بعيونه الجميله التي تشبهها.... اسرعت تحمل طفلها وتضمه اليها تاركه لدموعها العنان ليجد بدر نفسه لا اردايا يربت علي كتفها بحنان جارف... هشششش اهدي ومتعيطيش... 

لاتعرف كيف وجدت نفسها ترتمي علي صدره باكيه دموع قهرها وفرحها بنفس الوقت 

لم يقاوم ذراعيه التي احاطت بها بحنان لدقائق يهديء نوبه بكاؤها.... بس كفايه عياط... سليم اهو في حضنك 

رفعت عيناها له فهو دوما من تجده بجوارها بأشد حاجتها... ولكن مهلا.. هو ليس بجوارها هي بحضنه.... ابتعدت فجأه بعد ان قفزت الحمرة لوجهها.... انا.... انا... بدر

عادت لتبكي من جديد ليقول برفق وهو يتجرا ويمد يداه ليمسح دموعها : لية الدموع. ؟

قالت بشهقاتها : اخدت سليم مني

ربت علي شعرها بحنان : قلتلك محدش هياخد ابنك منك.... متخافيش


مازالت تنظر لابنها النائم بحضنها ولاتصدق انه عاد اليها لتتذكر هذا الرجل الذي دوما يقف بظهرها..! لاتجد له وصف سوي انه رجل بمعني الكلمه... رجل قوي حازم وحنون بنفس الوقت...! 

انتبهت علي تلك الطرقات علي الباب صباحا لتجدها ندي التي بالرغم من تعبها منذ الصباح الا انها جاءت لتطيب خاطر فريده 

: انا اسفه بس مقدرش أقف قصادها يافريده انتي عارفاها 

قالت فريده :ولا يهمك وانتي ذنبك ايه .... ؟

لاحظت تعب ندي لتقول : مالك انتي كويسة ياندي 

قالت ندي وهي تحيط بطنها بيدها ; مش عارفه حاسة اني تعبانه من امبارح.. 

امسكت فريده يدها برفق : طيب تعالي اقعدي ارتاحي 

جلست ندي برفقتها ولكن الألم ازداد ليشحب وجهها وتلمع حيات العرق فوق جبينها 

ندى .....انتي كويسة 

صرخت ندي من الألم... اااه فريده الحقيني مش قادره 

هلعت ملامح فريده وداهمتمها الذكريات السيئة... لترتعش يدها وتقف بلا حراك.... بينما تتعالي صرخات ندي التي قابلتها ضحكات ايمان المتشفيه بالاعلي وهي تستمع لسعاد التي قالت : كله تمام ياست ايمان.... 


ركضت فريده بأقدام هلاميه تصرخ بمن في للمنزل ليهب الجميع علي صوتها...... الحق يابدر ندي عندي وتعبانه اوي 

ركض بدر وفهد بسرعه وخلفهم فاديه..... 

وضعت فريده يدها علي فمها تكتم شهقاتها بينما حمل فهد ندي وأسرع بها للمشفي..... سرعان ماكان بدر وفريده يلحقون بهم.... 

بينما فاديه تبكي وتدعي الايصيبها مكروه.... 

اسرعت خيريه لغرفه ايمان... انتي عملتي ايه.؟ اوعي تكوني انتي عملتي حاجة لندي 

قالت ايمان بغل : تستاهل... عشام تبقي تقف قدامي 

هتفت خيريه بهلع : يانهار اسود.... فهد اخدها المستشفي لو اتعرف انك انتي اللي وراها مش هيرحموكي

قالت ببرود : وهيعرفوا منين.. ؟! متقلقيش البت فاطمه مظبطة كل حاجة ودكتورة سميحة هتنهي الموضوع زي كل مرة من غير ماحد يحس 

قالت خيريه بخوف : لا يا ايمان المرة دي الموضوع مختلف....انت خايفه 

: متخافيش... وبعدين احنا مالنا واحدة وسقطت زي اللي قبلها.... 


لاحظ بدر دموع فريده وارتجاف يدها بينما تذكرت ماكان يحدث لها.... 

اسرع الطبيب لفهد قائلا بانفاس لاهثه : الحمد لله عدت على خير 

قال فهد بلهفه : يعني هي كويسة 

اومأ له بارتياح ; الحمد لله... محتجاة تفضل بس معانا يومين ترتاح 

تنهد قائلا : الحمد للله.... 

...... 

تغيرت ملامح وجهه ايمان ماان تلقت فاديه الهاتف من فهد يطمئنها لتسرع لغرفتها تتصل بسميحه التي قالت بخفوت : اعمل اية يااايمان هانم.... كان في دكتور تاني ولحقها

هدرت ايمان بشر ; يعني ايه... امال الفلوس اللي اخدتيها دي اية 

:دي مقابل اللي عملته واللي ربنا ماارادتش انه يكمل... 

القت الهاتف بحقد لتصرخ بغل اااه

نفدتي ياندي.... بس ورحمه ابويا ماهرحمك


قال بدر برفق لفريده : تعالي اوصلك انتي تعبتي 

نظرت له ليهز رأسه بحنان مشفق علي حالتها بعد ان داهمتها ذكريات ماحدث لها.... 

......... 

.... 

عادت للمنزل ليقول : ادخلي وانا هجيب سليم من البيت 

اخذت طفلها منه ليتركها ويغادر بينما لم يبارح تفكيرها شهامته ورجولته بل الأكثر حنانه وقلبه الكبير.... لم تري رجل مثله يشعر بها ويقف بجوارها.... لذا وجب عليها ان تشكره.... 

بعد ان نام سليم نظرت من خلال النافذة لتجد نور غرفه مكتبه مضاء فتقرر الذهاب له وشكره علي كل مافعله من أجلها... 


...... 

قالت ايمان بخفوت بينما استغلت فرصه عدم وجود فهد أو ندي بالمنزل فهم بالمشفى لسعاد وهي تعطيها تلك الحبوب : فهمتي هتعملي اية؟ 

قالت سعاد ; ايوة ياست ايمان بس فاطمه قالت بلاش في القهوة وبدر بيه مش بيشرب غير  قهوة

فكرت ايمان قائلة .... طيب حطيها في الميه 

بدر بيشرب الميه قبل القهوة 

قالت سعاد ; ايوة عندك حق ياست ايمان ... قالت ايمان ; لما يطلب قهوة تنفذي وحاول تشوفي للزفته اللي اسمها سماح اي داهيه

لا اطمني النهاردة الخميس وهي وامها اتفقوا مع الست فاديه رايحين بيتهم 

: طيب حلو اوي يعني انتي وفتحيه بس اللي في البيت والزفته ندي وجوزها في المستشفي  

وفاديه مش هتنزل من اوضتها 

: تمام ياست ايمان.... 


القت ايمان نظره علي نفسها بالمرأه ثم نزلت لتوميء لها سعاد.. تمام 

انتظرت بضع دقائق تذرع البهو ذهابا وايابا 

بينما امسك بدر بكوب الماء وارتشفه دفعه واحدة ثم جلس علي مقعده الجلدي يريح ظهره للخلف 

تحركت فريده قليلا قبل ان تتشجع لدي رؤيه نور مكتبه مضاء 


التفت بدر لايمان التي دخلت واغلقت الباب خلفها قائلة بهدوء، :بدر عاوزة اتكلم معاك 

قال دون أن ينظر اليها : عاوزة اية 

تقدمت ناحيته تتظاهر بالجدية بينما تقول : انا خلاص هريحك مني وهسيب البيت وارجع بيت ابويا 

نظر اليها لتتابع بلؤم بينما تقترب منه وهي تري بدايه عدم سيطرته علي نفسه بسبب الحبوب لتي وضعتها له ; بس لو سمحت سيب فارس يفضل معايا 

فرك بدر جبينه بينما بدل مفعول تلك الحبوب يسري بجسده :

انتي عارفة اني مش، هوافق 

قامت من مكانها واتجهت ناحيته قائلة بنعومه :  لية يابدر  .... مش فارس ده ابني 

ابعد عيناه عنها ماان مالت ناحيته وقام ليسير بضع خطوات متجها بعيد عنها لتقترب منه.. قائلة بهمس :بدر..... انا عارفة ان مفيش امل تسامحني بس عاوزاك تعرف اني بحبك ومقدرش، اعيش، من غيرك 

جلس علي الاريكة يفرك وجهه بينما بدأت دقات قلبه تتسارع ليقطب جبينه بقوة مستغرب عدم سيطرته علي نفسه 

وتلك اللعينه تتفنن في اغواءة بصوتها وكلماتها..  انا مقدرش اكون لراجل غيرك 

انا بحبك ونفسي ترجع تاني تحبني زي زمان 

قال بجفاء وهو يجاهد السيطرة علي نفسه :انا عمري ماحبيتك 

نظرت له ايمان بينما يجاهد للبقاء في وعيه 

:بس مكنتش بتبعد عني... 

مدت يدها تجاه كتفه برقه قائلة : انت عارف بقالك اد اية مقربتش، مني يابدر... تجرأت يدها لتسير علي طول ظهره  ; موحشتكش

اية رايكم... توقعاتكم 

الفصل التالي




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !