القاسي الفصل الاربعون والاخير

0


 الفصل السابق
ماان تحرك عثمان حتي فتحت ليلي عيونها التي غفت دون ارادتها لتقول وهي تعتدل جالسه : رايح فين

هتف عثمان بحنق : رايح الحمام ولا بلاش
قالت وهي تشير للحمام الملحق بالغرفه :ماهو الحمام قدامك
نظر لها بغيظ ليقول بتحذير شديد : ليلي انا فاهم اللي انتي بتعمليه متزوديهاش
قالت بتحدي : ولما انت فاهم قاعد معايا ليه
قال بانفعال :عشان حاسس بالذنب اني زقيتك
هزت راسها قائلة ; ماهو دي هحاسبك عليها بس مش دلوقتي
رفع حاجبه ; تحاسبيني..؟!!
اومات له وهي تتطلع لعيونه : اه طبعا امال فاكر هسكت
زفر لتقول بتحدي : وكمان هحاسبك علي كل كلامك دلوقتي
ضيق عيناه بتساؤل : كلام ايه..؟
قالت بعتاب : كلامك انك قاعد معايا عشان حاسس بالذنب مش عشان خايف عليا ولا اني قولت محتجالك..... ابعدت عيناها عن عيناه وتابعت باتهام ; فعلا مشاعرك الحقيقه بانت
رفع حاجبه بغيظ قائلا :انتي شايفه ان ده وقته
اومات له بعناد : حياتنا ملهاش وقت مناسب ياعثمان.. مفيش حاجة اهم من حياتنا
اتجه ناحيتها وانحني امامها لبهتف بعناد وهو يضغط علي أسنانه ; لا فيه .....نظرت له ليكمل :ثار اختي
تعرف مايعانيه ولكنها لاتستطيع تركه يفعل ماانتواه لتقول بهدوء وهي تمسك يده لعلها تفلح بترويضه بالحنان ; عثمان حبيبي
نزع يده من يدها قائلا بحزم : متتكلميش ومتقوليش حاجة عشان مفيش حاجة هترجعني عن اللي في دماغي
نظر الي عيونها وتابع بقطعيه : ولا حب ولا ابن ولا عيله ولااي حاجة هتمنعني
تخازلت نظراتها امام عنفوانه لتوميء له قائلة بصوت امتزج بالدموع : يبقي روح ياعثمان.......اعمل اللي انت عاوزة بس اعرف انك لو خطيت في الطريق ده هيبقي نهايه طريقنا مع بعض
تهادت القسوة لملامح وجهه منا نطقت به ليمسك ذراعها بقوة مزمجرا :متهددنيش
تجاهلت ألم ذراعها من قبضته لترفع عيناها الدامعه اليه قائلة :انا بخيرك .... ياروح تقتل وتوسخ ايدك بالدم وتتسجن ياتكمل مشوارك مع ابنها ومتخليهوش يفقد تاني حد بيحبه
احتقن وجهه بالغضب : واسيب اللي قتلت اختي
قالت بصوت اجش من فرط الحزن : هتسيبها لربنا يحاسبها..... انت مش ربنا عشان تعاقبها
هتف بغضب وهو يضغط علي ذراعها ;متتجاوزيش حدودك
قالت بتحدي وهي تتطلع لعيناه بعيونها التي امتزج خضارها بالاحمرار: انا ماليش حدوك عشان اتجاوزها
هتف بتحذير : ليكي واعرفيها كويس
هزت راسها ونزعت ذراعها من يده قائلة :انت اللي تعرف حدودك ياعثمان وحدود حبي وقلبي مش هتسمحلك تمشي في الطرق ده
هتف بغضب : امنعيني لو تقدري
قالت باستسلام ظاهري : انت عارف اني مقدرش.... بس انت كمان متقدرش تجبرني اكمل معاك....... لو نفذت اللي في دماغك
انا وآدم هنسيب البيت ومش هرجعلك مهما تعمل
اهتاجت اعصابه من تهديدها له بتركه والذي لم تعنيه ولكنها مضطرة ان تضغط عليه ليقول وقد اتخذ قراره ; اعمليها لو تقدري
تبعته عيناها التي انهمرت منها الدموع ساخنه وهوويتحر تجاه الباب ولم تفلح في منعه بينما قلبها الذي يكاد يتوقف يطلب من الله معجزة
بنفس لحظة فتحه للباب كان عمار يفتح من الجهه الاخري ليعقد حاجبيه قائلا :انت رايح فين
هتف عثمان بعنفوان : مالكش دعوه
امسكه عمار قائلا : استني بس وخد رد علي المكالمه دي
ابعد عثمان الهاتف بعصبيه قائلا : في ايه.... انت هنلعب بيا
قال عمار مهدئا : اهدي بس يااخي واسمع
هز عثمان راسه وتحرك تجاه الباب رافض النظر الي دموعها التي احرقت وجنتها
فتح عمار مكبر الصوت سريعا وهو يقول : اتكلم يامتر عثمان سامع
قال المحامي بضع كلمات قلبت كل الموازين وكأن الله قد استجاب لدعاءها وأرسل لها المعجزة : نادين الراوي اتقتلت ياعثمان باشا وهي بتحاول تهرب من المحكمه.....!!!!
.........
....
كور كامل قبضته بضع مرات قبل ان يستجيب لنداء قلبه ويقوم من مكانه ويتجه الي غرفه ابنته للاطمئنان عليها...... طرق الباب وحينما لم يتلقي رد اسرع بفتح الباب بقلق ليتوقف مكانه ماان وقعت عيناه عليها وقد سجدت بينما دموعها سبقت شهقاتها المتعاليه انهمارا علي سجاده الصلاه....
ظل واقف مكانه ليسمع صوتها المختنق بالدموع وهي لاتتوقف ككل ليله عن الطلب من الله السماح فيختلج قلبه الاسي والحزن علي حالتها والتي كانت السبب بها
رفعت راسها لتلمح ابيها وهي تنهي صلاتها نظرت له برأس منحني وعيون كسيرة
ليقول كامل بتردد : قولت اطمن عليكي قبل ماانام
قالت بصوت خفيض ;الحمد لله انا كويسه
ظل واقف مكانه بينما استمعت له يتمتم :وانا عاوزك دايما كويسه
رفعت عيناها الي ابيها الذي خطي تجاهها ليتوقف امامها مباشرة فيرفع وجهها اليه برفق بينما تمتد يداه ليمسح دموعها
قائلا بحنان : كفايه عياط عشان تكوني كويسه
اختلج الاسي قلبها لتقول ;بابا انا... قاطعها قائلا برفق :ششش عارف كل اللي عاوزة تقوليه
رفعت عيناها اليه برجاء : هتسامحني
نظر لها قائلا ;هتتعلمي من غلطتك
قالت ببكاء وهي تهز راسها ; اتعلمت وندمت والله
اومأ كامل وربت علي كتفها : ده اللي يهمني انك متقعيش في اي غلط تاني وتعرفي كويس ان نفسك دي امانه عندك لازم تحافظي عليها من كل حاجة من الغلط والكذب والخداع
تنهد ونظر لها قائلا ; انا جايز اكون شديد عليكي انتي واخواتك بس ده من خوفي عليكم من الدنيا اللي احنا فيها
نظر اليها وتابع : شيرين انتي واخواتك اغلي حاجة عندي وقسوتي عليكي كانت عشان اتكسرت
قالت بصوت مختنق بالبكاء ; اسفه
هز راسه وربت علي كتفها قائلا : خلاص ياشيرين الموضوع ده لازم تعتبريه صفحه واتقفلت..... المهم دلوقتي انتي لازم تقفي مع نفسك وتقرري هتعملي ايه في حياتك مش هتفضلي واقفه مكانك
قالت برجاء : لو حضرتك هتقف جنبي وتسامحني هقدر اقفل الصفحه دي
قال بحنان ; انا جنبك دايما انا وامك واخواتك
...............
......

عقد عمار حاجبيه حينما خرج الي الحديقه ليجد عثمان جالس علي احد المقاعد
ليقترب منه وبجلس في المقعد المقابل له قائلا بمرحه المعهود : ايه ياباشا ده انا قولت هتعطف طول الليل
نظر له عثمان بطرف عيناه واشتح بوجهه دون قول شئ فقد عادوا من المشفي قبل ساعتين وهي قد أعلنت عليه الحرب وبالفعل نفذت تهديدها له بأنها ستحاسبه علي كل مابدر منه واول الحساب كان تركها الغرفه ونومها بجوار ادم
قال عمار : ايه ياباشا بكلمك
هتف عثمان بضيق :ورحمه ابوك اسكت بقي انا مش، رايق لك
قال عمار : هي القيامه قايمه ومعرفتش تصالحها ولاايه
نظر له عثمان دون قول شئ ليقول عمار ; زعلانه انك زقيتها
تنهد عثمان فياليتها كانت بسبب دفعه لها فقط لتتسع عيون عمار ماان اخبره عثمان بكلامه الاخير لها
: مالكش حق ابدا ياعثمان وهي كانت بتعمل كده ليه مش عشان خايفه عليك تقوم تحسهها انها ولاحاجة
ضغط عثمان علي قبضته قائلا : مكنش ينفع تدخل في موضوع زي ده
رفع عمار حاجبه باستهجان : عاوزها تسيبك تضيع نفسك ومتتدخلش
: مكنش في حاجه هتمنعني اخد تار ندي
; واهو ربنا اخد بتارها وماتت زي الكلبه
اومأ عثمان متنهدا فكم كان العقاب من جنس العمل
قال عمار وهو يضع يده فوق يد أخيه برفق : يلا قوم صالحها.... هي عارفه انك عصبي ومكنتش تقصد
اشاح عثمان بوجهه قائلا بضيق : انا عارف انها عنيده ومش هتعديها بالساهل
ضحك عمار قائلا : والله ربتك من اول وجديد ليلي دي
نظر له عثمان بغيظ : ما تتلم يلا وبطل سخافه انا بس ساكت لها عشان حامل
تمالك عمار ضحكته قائلا : طبعا عارف
: طيب قوم بقي ياسخيف
اعتدل عمار واقفا وهو يغمز له قائلا : بدل ماانت قاعد في البرد ده ماتقوم تراضيها بكلمتين وتنام في حضنها .... وبعدين ماانت في الاخر هتنخ يبقي وفر علي نفسك
قذفه عثمان بالمنفضه الزجاجه الموضوعه علي الطاوله امامه : غور يلا من هنا
........
...........
عقدت ليلي حاجبيها باستهجان وهي تتحدث في الهاتف لتغلق قائلة : طيب انا هتكلم معاه
دخلت كالعاصفه الي غرفه المكتب حيث جلس عثمان وعمار لتتجاهل عثمان تماما كما فعلت منذ الامس وتوجه حديثها لعمار... انت سبت خطيبتك
تغيرت ملامح وجهه عمار ليقول باقتضاب : اه
قالت بعيون مصدومه منذ أن هاتفتها لارا واخبرتها بمشاجرتهم بسبب حاتم وانه تركها لهذا السبب : ليه..؟
تجاهل سؤالها ليقول لعثمان : انا هروح اخلص اللي قولت عليه ياعثمان
اوقفته قائلة : عمار انا بكلمك
زفر قائلا : وانا مش عاوز اتكلم يا ليلي
قالت برفق : ليه بس ياعمار تاخد خطوة زي دي بسبب مشكله بسيطة
قال عمار وهو يهز راسه : ليلي لو سمحتي الموضوع انتهي
اتجه للباب لتسرع خلفه فتوقفها نبره عثمان الحازمه : سيبيه براحته
التفتت له بغضب ورشقته ببضع نظرات غاضبه ثم خرجت وصفقا الباب خلفها ليقوم عثمان من مكانه بغضب ينتوي ردعها عن إثارة غضبه ولكنه تراجع حتي لايزيد الخلاف بينهم ليتنهد ويتمسك بالصبر فهي ستهدأ مؤكد.....!
............
في اليوم التالي ظن ان العاصفه بالفعل قد مرت وأنها قد هدأت حينما عاد في المساء ووجدها بغرفتهم.... داعبت الابتسامه قلبه وهويتطلع لها بتأمل فهاهي حبيبته هادئه لطيفه جميله للغايه وقد جلست تستند الي ظهر الفراش وبيدها روايه تقرأ بها... تفهمه وتسامحه كان متأكد من هذا
تأمل خصلات شعرها التي رفعتها اعلي راسها بينما ارتدت تيشرت قطني باللون الأخضر لائم لون عيونها ليبتسم بهدوء قائلا :مساء الخير
قالت دون أن ترفع عيناها اليه :مساء النور
تجاهلها له اثار حفيظته ولكنه مررها لها ليدخل ويغلق الباب خلفه فهو كان سنتوب ان يصالحها وهاهي قد أتت اليه..... خلع جاكيت بدلته والقاه علي ظهر الاريكة التي بجانب الغرفه وتبعها بازار قميصه وهو ينظر لها بين الحين والاخر فكم اشتاق اليها وينتظر منها ان تتفهم موقفه كما تفعل دوما
انهي استحمامه وخرج يجفف شعره بالمنشفه ثم ألقاها جانبا ووقف يمشط شعره الفاحم وينثر من عطره الاخاذ فوق عنقه وكتفه قبل ان يتجه الي جوارها.....
رفع الغطاء لتلتفت له ليلي قائلة :بتعمل ايه..؟
قال بعدم فهم ; هنام.... هكون بعمل ايه
هزت راسها قائلة وقد بينت نيتها انها لم تهدأ ولم تفهم ولن تمررها له ككل مرة فهي ستعطيه درسا وبما انه تركها تبتعد فهي ستعذبه بقربها : اه بس مش هينفع تنام هنا
عقد حاجبيه ; يعني ايه مش فاهم..؟
اغلقت الروايه التي كانت بيدها ووضعتها جانبا قائلة : انا عاوزة انام لوحدي
نظر لها باستهجان لتتابع وهي تضع يدها علي بطنها : الحمل تاعبني ومحتاجة انام واتقلب براحتي وهضايقك.... روح نام في اوضه تانيه
اغمض عيناه لحظة وقد فهم ما تنتويه له تلك الشريرة التي تتلبسها بين الحين والاخر ليفتح عيناه ويقول بهدوء مصطنع : ماانتي بتتقلبي كل يوم ومش بشتكي
اومات له قائلة : اه بس انا بقيت اتنين ومش عاوزة انام جنب حد
أفلتت ضحكته علي مانطقت به تلك القصيرة التي تثير جنونه بتصرفاتها الغير مألوفه فهي ليقول بمكر وهو يجلس علي طرف الفراش بجوارها : انا مش حد... انا جوزك وابو القمر اللي في بطنك وتعباكي دي عشان كدة هسيبك تاخدي راحتك
رفعت حاجبيها بغيظ من مكره الذي فاق دهاءها ليتابع بعبث : و بعدين السرير كبير وهيكفينا متقلقيش اتقلبي براحتك حتي لو نمتي فوقي مش، هعترض خالص....
قالت بغيظ... لا والله انام فوقك
ضحك بوقاحه قائلا : بلاش... انام انا فوقك
لكمته في صدره بغيظ : بطل سفاله وقله ادب
دفعته في صدره وتابعت : يلا قوم من هنا انا عاوزة انام
رفع حاجبه متصنعا الجديه ; ليلي....! مش عثمان الباشا اللي يتطرد من اوضته وسريره
هزت راسها ; مش بطردك
قال بغيظ : امال اللي بتعمليه ده اسمه ايه..؟
قالت بهدوء وهي تتوسد الفراش وتضع راسها علي الوساده : اسمه طلب واحدة حامل وروحها في مناخيرها
أفلتت كلماته ; علي نفسك... رفعت راسها من علي الوساده ونظرت له بحنق ليستدرك قائلا : قصدي براحه علي نفسك..... العصبيه مش كويسه عشانك
جذبت الوساده المجاورة لها واحتضنتها بحنق قائلة بتحذير : يبقي بلاش تعصبني
هدرت الدماء، بعروقه بغيرة واضحه حتي لو من مجرد وساده احتضنتها وهو لا...!
ليتذمر كطفل وهو يجذب الوساده من بين ذراعيها ويتوسد الفراش بجوارها قائلا ; مش هسيب سريري
هبت جالسه وهي تقول : يبقي اسيبه انا
امسك بيدها قبل ان تقوم من جواره ليقول بصبر نافذ ; الموضوع ده يخلص بأيه..؟
رفعت حاجبيها فهاقد بدأ بالمفاوضات لتقول :والله..... بالبساطه دي
قال بنفاذ صبر لانهاء الخلاف بينهما بأي طريقه فهو لا يحتمل بعدها ولا يحتمل ما تفعله به...... خلصت ياليلي..... انا عارف انك زعلانه مني.... شوفي ايه يرضيكي وانا اعمله
مقدار ما تعشقه بكل طباعه مقدار ما تشعر بالغيظ من كونه طفل مدلل يستغل حبها ويصبرها عليه بتلوي شفتيها قائلة : ماتشوف انت.... ولا انا ازعل وكمان اشوف ايه يراضيني
تهادت الابتسامه لوجهه بينما احتوت كلماتها علي قبول لفظي للصلخ بينهما ليقول بعبث بينما يقترب منها ; والله انا شايف تعقلي وتجي تنامي في حضني وتسبيني اصالحك بطريقتي
رفعت حاجبيها متبرطمه وهي تضع بدها علي صدره تبعده : سافل...!
وضع يده فوق يدها يثبتها فوق صدره ومال ناحيتها وعيناه تتلكأ امام شفتيها بينما يهمس بخفوت وخبث بجوار اذنها.... انتي دماغك راحت فين..... انا كنت هبوس راسك
أفلتت ضحكتها وتبعها ضحكته لتلكمه في صدره بغيظ.... والله
اومأ لها وهو يجذبها اليه قائلا : اه طبعا امال هبوس الشفايف الحلوة دي مثلا
قبل ان تنطق بشئ كانت شفتاه تقتنص قبله من شفتيها التي اشتاق لها حد الجنون.... اغمضت عيناها واستسلمت لقبلته باشتياق مجنون لدقاءق طويله قبل ان تتمهل شفتاه وتبتعد ببطء عن شفتيها ولكنه ظل يحيطها بذراعه....تركها لتهدا أنفاسها لحظة و مد يداه الي هاتفه وامسك به قائلا
: عاوزاها ايه...؟
عقدت حاجبيها : هي ايه.؟
قال باغراء وهو يرفع اليها تلك الصور الشهيه : البيتزا
نظرت بشهيه لتلك الصوره لتقول برفض واهي : هتضحك عليا ببيتزا
قام من مكانه واتجه الي جاكيت بدلته الذي القاه علي ظهر الاريكه قائلا : عندك حق...
اخرج علبه صغيرة من القطيفه السوداء وفتحها امامها ليخلب انظارها ذاك الخاتم الذي لمع فوق ارضيتها الداكنه قائلا : خاتم الماظ وبيتزا وبكرة اخرجك في المكان اللي يعجبك.... موافقه علي الصلح
اجتاحت الابتسامه وجهها قائلة : موافقه
ضمها اليه واغدق راسها بالقبلات وهو يقول : هبله بسهوله كدة ضحكت عليكي
عقدت حاجبيها كالاطفال : انا هبله ياعثمان
: انتي قلب وروح وحياه عثمان

...........
...
نظرت ام سلمي الي ليلي التي جلست شادره وعلامات الحزن علي وجهها..... قلبها سعيد والحياه تسير جيدا بينها وبين عثمان ولكن مايحزنها هو عمار فقد مر قرابه الشهر منذ انفصاله الكي عرفت كل اسبابه منه وقد ايدت موقفه ولكن وحدته تحزنها ولاتعرف ماذا بإمكانها ان تفعل له لتسعده فهو يستحق أن يعيش برفقه امرأه تحبه وقد خانه الحظ لمرتين ليخرج منهما محطما بالرغم من ذلك المرح الذي يبديه..... انها بالفعل كأم تحمل هم ابنها
قالت أم سلمي برفق : مالك يابنتي..؟
تنهدت قائلة : ابدا ياام سلمي سرحت شويه
ابتسمت لها قائلة : سرحانه في ايه بقي.. ؟
قالت بتنهيده عميقه : ابدا بس زعلانه شويه علي اخو جوزي.... ميستاهلش ابدا كده
........ تغير مزاجها قليلا وهي تجتذب الحديث مع ام سامي بينما انهت تنظيف منزل عمها برفقه نعمه ليعود عمها من أداء صلاه الجمعه بعد قليل فتجلس معه كما اعتادت كل جمعه وتطمئن علي احواله التي بدأت تتغير للأفضل وقد ساعده العمل علي تجاوز كل تلك الأحداث ثم تعود للمنزل الذي اصبحت به الام والزوجه والأخت والحبيبه.....!
...........
.....

سعل عمار بشده بينما أحاط به كل هذا الدخان ليقول لليلي...
ايه ده ياليل بتعملي ايه...؟
قالت وهي تدور حول راسه بتلك المبخره :
ببخرك..... ام سلمي قالت كدة
قال عثمان وهو ينزل ادم من فوق كتفه ويأخذ المبخرة من يدها ; سيبي ده بس وتعالي بعيد هتتخنقي كدة
سعل عمار مجددا ليقول بمرح ; انا اللي بتخنق وهي زي القرده علي فكرة
قال عثمان يزجرة ; أعوذ بالله من عينك هتقر عليها
ضحك عمار قائلا : خايف عليها اوي.... ياسيدي علي الحب
وكزة عثمان قائلا : بس يلا مالكش دعوه بأم بنتي
قال عمار بتوبيخ : بقي دي اخرتها....ماشي ياسيدي عموما لولا نصايحي بنتك دي مكانتش جت ولا نسيت مين اللي قالك بوسها
اندفعت الدماء لوجهه ليلي من وقاحتهم
لتزجرهم : احترموا نفسكوا انتوا الاتنين
قال عمار بمشاكسه : حاضر ياماما ليلي
وكزته ليلي ; بدل ماتتريق عليا قولي رايك ايه في البنت اللي قولتلك عليها
هز راسه برفض : انتي عارفه رايي وياريت يالولو تطلعيني من دماغك وتخليكي في جوزك احسن انا كدة مرتاح
قالت بعدم رضي : مرتاح ازاي بقي.. ؟
قال عثمان لينهي الجدل الذي لابد وان تفتحه كل يوم : ياستي هو مرتاح ولاانتي هتحسي بيه اكتر من نفسه
نظرت له بغيظ ليحمل ادم ويضعه علي ساقه قائلا : ها ياباشا قولي عملت ايه في التمرين النهارده
قال ادم بحماس : كنت شاطر جدا حتي اسأل مامي
ابتسمت له ليلي بحنان وداعبت شعره الكثيف قائلة : طبعا ياروح مامي
...............
........
..
في المساء كانت ليلي جالسه تعبث بهاتفها بعد ان انتهت من وضع ادم في فراشه وجلست بانتظار عوجه عثمان لتعقد حاجبيها وهي تتطلع بشاشه الهاتف قبل ان تلوي شفتيها بوعيد سرعان ماازداد حينما عاد عثمان لتقول ماان فتح باب الغرفه ودخل ;عثمان النهارده ايه...؟
نظر لها بغباء مطلق : ايه... النهارده الأتنين ليه... ؟
هتفت بجبين مقطب وعيون تطلق شررا : انت مش عارف..؟
هز كتفه بنفس الغباء وهو يحاول ان يعرف سبب تلك الحاله والتي تخبره ان هرمونات الحمل هبت تلك الليله : في حاجه مهمه
رفعت هاتفها امامه قائله بتأنيب : النهارده عيد الحب....!
نظر لها ببلاهه مطلقه فهو يحبها ولا يحتاج لعيد ولكن نظراتها تخبره انها تنتظر منه شئ ليقول :
كل سنة وانتي طيبة يا حبيتي
انفجرت بغضب ; نعم..! بس كدة
تبرطم وهو يرسم ابتسامه... شكلها الليله مش هتعدي والهرمونات عاليه النهارده
قبل راسها ووجنتها وكرر كلماته ; كل سنه وانتي طيبه عقبال مليون سنه
دفعته بصدره بغيظ متبرطمه : وهو عيد ميلاد...!
هز كتفه ببلاهه وبراءه : طيب اعمل ايه
قالت بغضب ; تجيب ليا دبدوب احمر
رفع حاجبه باستهجان : دبودب اييه.... بتهزري
قالت بحنق : وفيها ايه لما تجيبي دبووب احمر.... مش زي كل البنات انا
حسنا فيبدو ان عصبيه الهرمونات لن تهدأ لذا لابد أن يحتويها..... جلس بجوارها علي طرف الفراش وجذبها اليه قائلا : هو اولا يالولو انتي مبقتيش بنت
غبي ومن قال له ان يتحدث من الأساس...!! توحشت نظراتها ونظرت له شرزا.... نعم..!
قال ببراءه : ايه ياحبيبتي مش دي الحقيقه..... انتي متجوزة وحامل... بنت ازاي بقي
لكمته بصدره بغيظ : وهي لازم شرح بمعني الكلمه
رفع حاجبه باستدراك قائلا : اه طيب يعني قصدك مجازا... طيب يالولو انتي كبرتي علي الدباديب والحاجات دي
هنا كان اغبي الرجال حقا لترشقه بنيران نظراتها بينما تصيح به : كبرت
زاد الطين بله ولا يعرف كيف يتصرف وليس امامه الا حل واحد ليقول وهو يخرج حافظته الجليدي الانيقه....
طيب متزعليش..... حاضر هجيب دبدوب
عقدت حاجبيها : اية ده بتعمل ايه.؟
أعطاها احدي الكروت البنكيه قائلا : اتفضلي ياستي انزلي بكرة اشتري محل دباديب مش دبدوب واحد
رفعت حاجبيها :أنت بتهزر صح
هز راسه بقله حيله وقد انتهي كل ما في جعبته من محاولات : حبيبتي انتي اللي بتهزري بصراحة وانا راجع تعبان ونفسي انام
وهرومونات الحمل عاليه اوي النهارده
عقدت حاجبيها كالاطفال لتقول بتأنيب : طبعا نام وارتاح وانا مش عارفه انام
اقترب منها ومرر يداه بحنان علي كتفها ; ليه بس يالولو
قالت بدلال لاق بها كثيرا ; الحمل تاعبني
وكله بسببك
ضحك واحاطها بذراعيه قائلا بوقاحه : عندك حق ياستي.... انا السبب في كل حاجة واستاهل تطلعي عين اهلي كمان وكمان مش انا اللي قليت أدبي وخليتك حامل
اومات له واستكانت فوق صدره : ايوة طبعا انت السبب
مرت بضع دقائق ويجاه تعبث بخصلات شعرها بحنان قبل ان يستشعر استكانتها ليقول : لولو انتي نمتي
هزت راسها بينما اغمضت عيناه باستمتاع بحضنه واصابع التي تعبث بخصلات شعرها ليقول بمكر : كويس عشان انا عاوز اقولك كلمتين
رفعت عيناها اليه لتري نظراته الخبيثه فترفع اصبعها في وجهة : لا اوعي تفكر انا تعبانه
مال فوقها بعبث بينما يقول بوعيد مرح ; مين دي اللي تعبانه... ده انتي بقالك ساعه بتتخانقي معايا ولازم تعوضيني
ولا فاكره بعد العذاب ده هسيبك تنامي بالساهل
أفلتت ضحكتها الناعمه بيننا دغدتها أنفاسه التي لأمست عنقها لتقول : بس بقي يامجنون...
اقتنص شفتيها هامسا بوعيد.... هوريكي حالا الجنان اللي علي أصله

....
عبرت الصفحه الحزينه والشتاء بكل تقلباته وسماءه الداكنه لتبدأ نسمات الربيع الهادئه تهب ومعها وصلت ليلي لشهرها السابع
......
....
: اتاخرت ليه..؟
نظر عثمان في ساعته قائلا ; فين بس التأخير انا خلصت اجتماع وجيت علي طول
تلفت حوله قائلا : هو ادم نام بدري
اومات له : اه
ليقترب منها قائلا : طيب منمتيش ليه
غمز لها وتابع :وحشتك قله الادب بتاعتي ومستنياني
وبخته بجبين مقطب :فايق وبتهزر
فك ازرار قميصه قائلا : ومهزرش ليه
قالت بضيق : عشان انا زهقانه
مرر يده علي حملات قميصها الحريري الرقيق قائلا ; من ايه ياحبيتي.. ؟
قالت وهي تشير لبطنها المنتفخه ; طول اليوم بنتك مش مبطله ترفيس
داعب وجنتها بحنان قائلا ; معلش شقيه لأمها
قالت ببراءه : دي امها غلبانه
ضحك عثمان بصخب قائلا : لا ده الي كنت مخدوع فيها..... دي امها مطلعه عين اهل ابوها
قالت بدلال : ياسلام
; اه طبعا تنكري.... ده انا حاسس ان انا اللي حامل مش انتي من اللي بتعمليه فيا
قالت بدفاع عن حالتها المزاجيه المتقلب منذ بدايه حملها ; انا مش بعمل حاجة دي هرمونات الحمل طبعا
مرر يداه باغواء علي طرف شفتيها قائلا ; والله انا كل اللي اعرفه عن الهرمونات هي قله الادب وبس
قالت بابتسامه خجوله... انت بقيت سافل اوي علي فكرة
ضحك واحاطها بذراعه قائلا : وانتي جننتي اهلي علي فكرة
..........
...
ابعدت شيرين خصلات شعرها الحريري خلف اذنها بينما وقفت تهندم من ربطه عنق ابيها الذي ربت علي كتفها بحنان : شكرا ياشيري
ابتسمت له واسرعت الي طاوله الزينه ليتمايل ثوبها الصيفي المشرق حول جسدها النحيل بينما مدت يدها لتلتقط قنينه العطر وتعود لابيها قائلة : استني ياسياده اللواء
قال كامل وهو يبعد يدها التي نثرت العطر فوق عنقه وكتفه : خلاص يا شيري كفايه
هزت راسها قائلة : لا طبعا ياسياده اللواء لازم تبقي قمر النهارده
ابتسم لها بحنان قائلا ; متشكر ياحبيبتي بس يلا بقي عشان منتأخرش

وقفت بعيون فخورة تلتقط الصور لتكريم والدها في ذلك الحفل المهيب الذي امتليء بتلك الرتبات العسكريه المختلفه لتبتسم لوالدتها التي وقفت بجوارها طوال تلك الاشهر وساعدتها وهاهي عملت بأحد البنوك وبدأت تسير بضع خطوات ثابته بعيدا عن تعثرات الماضي.....!
بتردد مع نهايه الحفل كان ذلك الشاب يقترب تجاهها وقد اختطفت نظراته منذ أن وقعت عيناه عليها ليغالب تردده ويتجه ناحيتها قبل ان ينتهي الحفل ولا يعرف كيف السبيل اليها مجددا
: مساء الخير
ابتسمت شيرين برقه قائلة : مساء النور
: انا الرائد يحي سالم
نظرت شيرين الي ذلك الشاب بمنتصف الثلاثينات من عمره ذو وسامه وشخصيه مهيبه بينما تجتذب معها بضع أحاديث عن والدها والحفل
احمرت وجنتها بينما خفضت عيناها بخجل ماان ختم كلامه قائلا ; له حق سياده اللواء يخبي عننا ان له بنت حلوة كدة
تحركت خطوة لتبتعد ليسرع يحي خلفها باعتذار : انا متأسف مقصدش احرجك... انا بس... يعني... يعني كنت بعبر عن إعجابي بيكي
عادت لتتحرك مجددا ليسرع يحي خلفها مجددا وهنا انتبه كامل ليتجه ناحيتها فتنصدم ملامحه ماان قال يحي له بجون مقدمات : سياده اللواء تسمحلي اطلب ايد بنت سيادتك.....!

.......
زفر عمار قائلا : يابنتي انتي مبتزهقيش
هزت مي رأيها قائلة : لا... انا وراك وراك
قال عمار ضاحكا : يخريبتك ايه الصراحه اللي انتي فيها دي....
: الف وادور ليه.... انا عاوزة اتجوزك
عاد ليضحك مجددا وهو يراها لاتكل ولاتمل من ملاحقته ليقول : ريحي نفسك انا مش هتجوز ولا ناوي اصلا افكر مجرد تفكير
عقدت مي حاجبيها ليقول ; بصي يابنت الحلال بلاش تضيعي وقتك معايا....
الشركه مليانه شباب كويسين
هزت راسها : انت وبس
نظر لها بقله حيله قبل ان يمسك بهاتفه ويتصل بسكرتيرته قائلا :
هاله هاتي ليا بيانات الشباب اللي في الشركه كلهم من الhr
نظرت مي بعدم فهم لتلك الملفات التي وضعها عمار امامها قائلا ; اتفضلي اختاري منهم واحد وحلي عني بقي
............

انصدمت ملامح كامل ونظر الي يحيي بعدم تصديق بينما اسرعت شيرين تبتعد بخطوات متعلثمه
ليقول كامل بدهشة :  ايد مين اللي بتطلبها ياسيتده الرائد
نظر الرائد يحيي الي كامل بحرج من اندفاعه فكيف يخطوه كتلك بلا مقدمات بل والادهي انه طلب فتاه لم يراها الا اليوم لبضع ساعات..... ليرفع عيناه ويتابع بتبرير ;  متأسف يافندم بس انا قولت ادخل البيت من بابه
اومأ كامل بتقدير ثم بدأ بنبره هادئه يلفت نظر يحيي الي أبعاد خطواته ; وهو مش المفروض قبل ما تدخل باب تعرف الاول ايه اللي ورا الباب ده
فرك يحيي يداه بحرج وتابع بتقدير ; يافندم كفايه انها بنت سيادتك
ابتسم كامل بهدوء  قائلا : متشكر يايحيي  بس ياابني برضه مينفعش تطلب ايد واحدة كل اللي تعرفه عنها أنها بنتي
خفض يحيي عيناه فلن يقول لابيها انها اجتذبت انتباهه منذ أن وقعت عيناه عليها ليكمل كامل : شيرين ليها ظروف معينه وانت متعرفهاش
نظر له يحيي ليتنهد كامل ويكمل ; واكيد الوقت والمكان مش مناسب خالص لطلبك ده
اومأ يحيي قائلا : متأسف يافندم انا بس.....قاطعه كامل بحزم ; مفيش بس
........
... التفتت عبير الي شيرين التي كانت ملامح وجهها بلا تفسير لتسالها بقلق :
في ايه مالك ياشيرين..؟
قالت وهي تهز راسها : مفيش ياماما
جلست شيرين بجوار  امها ونصف ساعه وانتهي الحفل..... لم يقل والدها شئ وهي لم تتحدث في شئ..... ولكن حينما دخلت الي غرفتها جلست مكانها تتذكر تلك الرجفه التي سرت في عروقها من تلك النظره بالاعجاب التي رأتها في عيون ذلك الظابط الشاب لتنفلت منها تنهيده بحسره والم في قلبها فهي كانت تتمني ان تري مثل تلك النظرة بعيون عمار..... تنهدت مجددا وبدأ عقلها بالتدخل بينما استسلمت لفكرة انها مازالت تكن المشاعر لعمار....!!!
ومن لا تفعل بعد موقفه الرجولي معها
وهنا توقف عقلها ليرجع الي كل ما مر عليها من ذكريات..... كلامه ... نظراته....احتقاره
اشمئزازه منها..... تنهدت باحتراق اكبر وقد تتابعت الأفكار والذكريات...... ابدا لم تري تلك النظرة بعيناه وستكون واهمه ان ظنت انها ستراها.... تلك النظرة جعلت تفكيرها يتغير....!! فتلك النظره بالاحترام والإعجاب تصل لأي انثي خاصه من كانت تحمل كل تلك الجروح ومن لم تري بنظرات الجميع الا الاحتقار..... انتفضت من شرودها علي صوت امها ; شيري
: ماما
عقدت عبير جبينها قائلة ; انتي لسه مغيرتيش هدومك
قالت شيرين بتعلثم ; هقوم اهو
اغلقت عبير الباب وسألت شيرين بفضول لم  تستطيع اخفاؤه :  هو ايه اللي حصل في الحفله..... مين يحيي  ده..؟
قالت بتعلثم وحمرة وجهها تفضحها : مين يحيي..... مش عارفه
رفعت عبير حاجبيها : والله ياشيري.... انتي ناسيه اني ماما.... يعني مباحث اكتر من سياده اللواء وطالما مش هتقولي مش هقولك انا كمان
هزت شيرين كتفها واخبرت امها : ابدا ده تقريبا ضابط كان في الحفله و......
تهادت الابتسامه لوجهه عبير بارتياح من تعب قلب ابنتها
لتقول : عشان كدة بقاله ساعه بيكلم ابوكي في التليفون
اتسعت عيون شيرين بصدمه ; انتي بتهزري
هزت عبير راسها ; لا وانا ههزر ليه..؟
قالت شيرين وهي تحبط فرحه امها : متفرحيش اوي ياماما.... اصلا انا مش بفكر في الموضوع ده
قالت امها باهتمام ; امال بتفكري في ايه.... ؟!
ظلت شيرين صامته بينما لاتعرف بالفعل في ماذا تفكر او تشعر بينما مازالت كل أحداث الماضى تؤثر عليها... جلست عبير بجوارها قائلة بقلق واهتمام ; شيري حبيبتي شاركيني في تفكيرك وتتكلمي معايا وخدي رايي
تنهدت شيرين وهي تتطلع لأمها التي قالت باستفهام :  شيرين...... انتي بتحبي عمار..؟
هزت راسها قائلة بحيرة : مقدرش انكر ان لسه عندي مشاعر ناحيه عمار.... حبيته لما قربت منه وشفت شخصيته ورجولته وكل صفاته الحلوة.... بقالي شهور مش،بحلم بحاجة غير انه يسامحني.....بس النهارده لما شفت نظرت يحيي ليا حسيت اني  متلخبطه..... نظراته كلها إعجاب واحترام عمري ماشفتيها في عيون عمار وده خلاني اتلخبط
اومات عبير لتقول بهدوء : اسمعي ياشيرين انا كنت ضد ابوكي في رفضه لامجد ومكنش عندي مانع تكملي معاه لان الي خلاه يرجع ويحاول انه يتجوزك بعد كل اللي حصل هو انه بيحبك وعشان كده كنت موافقه جدا تتجوزي أمجد...... بس للاسف لو عمار فكر يرجعك ويسامحك زي ماانتي مستنيه فأنا هقولك  لا والف لا
.....نظرت شيرين الي امها باستنكار : لا اومات عبير قائلة ; ايوة ياشيرين عشان مكنش هيجيلك من وراه غير وجع القلب......الراجل كل مايحب.... عمره ما يقبل حد يبص لحبيبته..... الغيره دايما من طبع الراجل  واللي غير كدة مبعترفش بيه..... هما ربنا خالقهم كده... يحبوا اوي يغيرو اوي
والمفروض ان الست بتحب غيرة جوزها عليها إنما انتي في كل غيرته عليكي هتكرهيه عشان هتكون شك مش غيره......!
شيرين ياحبيبتي قلبك هيوجعك مع نظراته وكلامه
قلبك هيوجعك لما تحسي دايما ان فرحته بيكي مكسورة.....
قلبك هيوجعك عشان دايما هتحسي انك ناقصه قدامه مهما كنتي مثاليه
قلبك هيوجعك وانتي عايشه في بيت راسك مش مرفوعه فيه.... نظره اخوه ليكي اتغيرت.... مش هتقدر ترفعي عينيكي في حد وأولهم هو.....!
دايما هتحاولي ترضيه ولو علي حساب نفسك ولو علي حساب كرامتك...... دايما الغلط دي هتفضل بينكم.... وهتاخد من سعادتك لغايه ماتقضي عليها
عشان كدة مهما تكوني بتحبيه هقولك لا ياشيرين اوعي تتجوزي واحد عينيك مكسورة قدامه عشان الحب مش كل حاجة في الجواز.... في راجل عشان بيحبك وبيعمل كل حاجة عشان يسعدك يخليكي تعشقي تراب رجليه وفي راجل تكوني بتحبيه بس من كتر جرحه قلبك يموت....
وضعت عبير يدها فوق يد ابنتها برفق وتابعت ; يحيي البدايه اللي ربنا بعتهالك انسي كل الماضي وإبدأي من جديد 
نظرت شيرين لأمها بشك : ولو عرف الحقيقه
عقدت عبيرر جبينها ; حقيقه..؟!
اومات شيرين قائلة : انا مش ناويه اخدع حد تاني 
هزت عبير راسها :مش خداع ياشيرين... ربنا غفور رحيم وستار.... واذا بليتم فاستتروا ومش شطاره انك تجاهري بذنبك وتقولي مش بخدع حد... ظالشطارة انك تحافظي علي توبتك وتستغفري وتاخدي عهد علي نفسك ان الماضي صفحه واتقفلت
اومات شيرين قائلة : كلام حضرتك صح ياماما بس حاليا.... انا لسه مش مستعده
فتح كامل الباب قائلا ;  كنت واثق انك ماصدقتي ياعبير وجريتي تقوليلها
قالت عبير : انا ياكامل
قال كامل بحزم : عبير سمعتي بنتك قالت ايه...... ده بالضبط الي انا قولته ليحيى انها مش مستعده
نظرت له عبير بعتاب ليكمل : انا قولتله علي ظروفها وأنها مطلقه من كام شهر والراجل تفهم انها لسه محتاجة وقت وده اللي شيرين محتاجاه دلوقتي انها تاخد وقتها لغايه ما تتخطي كل اللي حصل
..... مش اي حد تكمل معاه حياتها وخلاص  المرة دي لازم تختار صح
........
....
ماان طرقت مي الباب ودخلت لمكتب عمار حتي قال سريعا : مي وحياتى ابوكي انا مش رايق لهزارك النهارده.... عندي صداع هيفرتك دماغي
قالت بلهفه وهي تندفع اليه ; ليه بس بعد الشر عليك
اوقفها مكانها باشاره من يده : مكانك وروحي مكتبك
: عمار
أشار لها بحزم ; بس يابنتي بقي قولتلك طلعي الموضوع من دماغك
قالت بمرح ; علي فكرة طلعته واستسلمت بس ده ميمنعش انك عزيز عليا ولازم اطمن عليك
قال وهو يفرك راسه : اطمني وروحي علي مكتبك
قالت وهي تشير الي الملفات التي تحملها :  جبتلك ملف الضرايب اللي طلبته امبارح
قال بجبين مقطب : ضرايب ايه بس.... بقولك عندي صداع
قالت باهتمام ; تحب اجيبلك دوا للصداع
دخلت هاله بنفس الوقت قائلة ; انا جبت الدوا
التفتت مي الي هاله ببرود لتبادلها هاله نفس النظرة البارده فهي سكرتيرة عمار وجاده للغايه بعملها وتري مي مستهتره وليست كفء واغلب الوقت تقضيه في محاوله جذب انتباه عمار
قالت وهي تاخذ من يدها الملف الخاص بالضرائب  : هاتي ده وتفضلي انتي ياانسه مي انا هشوفه مع عمار باشا
قالت مي ببرود : لا يامدام هاله اتفضلي انتي وانا هشوفه
احتدت نظرات المرأتان ليزفر عمار بضيق فهو ليس بمزاج لشجارهم اليومي فهاله تريد إثبات حقها بالشركه بأنها اقدم من مي ومي تريد إثبات حقها بعمار نفسه ; مي سيبي الملف لهاله وروحي شوفي شغلك
نظرت هاله بانتصار لمي التي تحلت بالبرود وهي تعطيها الملف الذي لم يعي عمار منه شئ بينما أراح رأسه للخلف وترك لهاله مهمه مراجعته واعطاءه نبذه عما يكون بداخله
...........
...
تحرك عثمان بخفه بينما يكمل ارتداء ملابسه ليقول : ليلي لو سمحتي هاتيلي الكرافت السودا من عندك
لم يتلفي منها اجابه بينما شردت وهي ترتب الملابس بالخزانه ليتحرك ناحيتها.... استدارت له ماان شعرت بيداه تطوق خصرها... مالك سرحانه في ايه ... ؟
هزت راسها ورفعت يدها اليه بهاتفها : ايه رابح في البنت دي
نظر لها بعدم فهم... لتساله ;  حلوة.... ؟
نظر لها بخبث : ايه يالولو انتي عامله ليا كمين ولاايه
هزت راسها : لا دي عروسه لعمار
نظر لها بصدمه بينما تابعت : انا اتعرفت علي كذا بنت لطيفه جدا في النادي وبقول.... قاطعها بعدم تصديق : انتي بتتكلمي بجد
: وانت شايفني بهزر... ده انا بعد التمرين بتاع ادم كل يوم لازم اقعد ساعتين عشان اشوف له عروسه مناسبه
هز راسه قائلة : لا ده جنان رسمي.... انتي قلبتي علي دور الام ليه كدة
: الله مش خايفه عليه
: تقومي تعملي خاطبه وتروحي تدوري علي عروسه علي اساس انه عنس مثلا
قالت برفق : ياحبيبى لا طبعا بس خايفه من صدمته انه فعلا ميتجوزش
: لا ياستي اطمني هيتجوز لما يبقي عاوز يتجوز
: وده امتي... ؟
: لما يحب
: ماانا باختارله بنت يحبها.....
رفع حاجبه ; لا ياشيخه
اومات له ليمسك كتفها بذراعيه قائلا : قوليلي ياليلي انتي حبيتيني ليه
لمعت عيونها ونظرت له مطولا قبل ان تقول بدلال : من غير سبب... لقيت نفسي بحبك
: يعني مش عشان انا حلو
هزت راسها ليتابع ; يبقي بطلي بقي دور الام اللي عاوزة تحوز ابنها واحدة حلوة وخلاص وسببيه هو هيتجوز لما ربنا يريد
وضعت راسها علي ذراعه قائلة : عندك حق بس هو صعبان عليا
: لا ميصعبش عليكي اللي بيعمله هو الصح لازم ياخد وقته
اومات له وظلت تحيط ذراعه بيدها وتستند براسها اليه قبل ان تتذكر قائلة : طيب انت حبيتني ليه بقي ياباشا...
شاكسها وهو يتطلع اليها بشغف بينما ارتفع فستانها الأزرق القصير فوق بطنها المنتفخه وحدد منحيات جسدها بنعومه ليقول : عشان حلوة.
: ياسلام
اومأ لها واحاط خصرها بذراعيه قائلا بمشاكسه : اه طبعا... محبش ليه بنوته حلوة بعنين خضره وخدود حمرا وشفايف تجنن ولا جسمها..... قاطعته بجبين مقطب وزجرته قائلة : بس ياقليل الادب.... بقي هو ده بس اللي اتجوزتني عشانه
ضحك بصخب علي غضبها ليداعب وجنتها بظهر يده قائلا ; امال عشان طيبه وحنينه وقلبك ابيض وعندك كبرياء وشجاعه وجدعنه  مثلا
ضحكت ليضمها اليه ويقبل راسها قائلا : خطفتي قلبي ياليلي من اول ماشفتك
: وانت كمان خطفتني كلي مش قلبي بس
ضحك قائلا : طيب ايه رايك اخطفك تاني
نظرت له باستفهام : تخطفني فين..؟
غمز بعبث : في اي أوتيل نقضي الليله مع بعض احسن ادم كابس علي نفسي ومش عارف استفرد بيكي
ضحكت بنعومه ; كل ده عشان بقاله يومين بينام جنبنا
قال باشتياق وهو يضمها اليه ; وهما يومين شويه يامفترية.... انا مقدرش علي يوم واحد بعد عنك
نظرت له بطرف عيناها شزرا قائلة : ياسلام... ماكنت بتقدر زمان... فاكر اول ماتجوزنا لما سبتني عشر ايام .... هز راسه سريعا وجذب ربطه عنقه وسترته من الخزانه قائلا : لا مش فاكر
اسرع يأخذ جاكيته ويختفي من الغرفه قبل ان تبدأ نوبه جنون هرمونات حملها ويبدو انها اليوم تريد تذكيره بافعاله السيئه
ضحكت ليلي في اثره واسرعت خلفه.... استني
هز راسه : لا ورحمه ابوكي مش ناقص خناق
اسرعت تمسك بذراعه قاءلة: مش هتخانق
نظر لها بشك لتبتسم له برقه قائلة : هربطلك الكرافت
سرعان مااستجاب لدلالها ووقف امامها بطوله الفارع لتبدا بعقد ربطه عنقه له بينما تتحرك اصابعها برقه ودلال وهي تتطلع له بعيونها الحلوة ليقول بأنفاس متمهله..... ماتجي تربطيهالي في الاوضه
هزت راسها وقالت بدلال : توء
تلكأت عيناه فوق شفتيها ليقول بشغف وهو يحيط خصرها بذراعه : توء ليه بس... جوه هتركزي اكتر
قالت بمكر انثوي وهي تبعد يداه عن خصرها : بطل اللي بتعمله وانا اركز
انتفض من مكانه ماان ارتطم ذلك الشيء الاسود بظهره ليلتفت الي مصدره فتتعالي ضحكه ليلي ماان رفع ادم تلك البندقيه الكبيرة وعاد ليسدد طلقه اخري مجددا تجاه عثمان الذي قال بعيون متسعه : انت بتضرب عليا ياباشا
اومأ ادم قائلا : اه عشان كل شويه بتاخد مامي ليلي مني
رفع عثمان يداه بطريقه مسرحيه ; ابدا محصلش ياباشا دي بس كانت بتربط ليا الكرافت
قال ادم بتذمر ;  وهو انت بيبي مش، بتعرف تربطها...اذا كنت انا بعرف اربط الشوز بتاعي
أفلتت ضحكتها علي لماضه الصغير الذي ستاكله بيوم من الأيام من فرط جماله
بينما تعالت ضحكه عثمان الصاخبه واتجه اليه يحمله ويضمه اليه.... انت باشا فعلا
قال ادم بجبين مقطب : بطل تاخدها مني عشان متزعلش منك ياعثمان
رفع عثمان حاجبه بصدمه مرددا : عثمان
قال ادم وهو يلوي شفتيه : قصدي خالو عثمان
ضحك عثمان قائلا ; حاضر ياباشا أوامر تانيه
: اه عاوزك تجي معايا التمرين زي مامي
اومأ له بحنان : اجي حاضر
قال ادم وهو يغمز لليلي ببراءه : وتاخدني انا وهي ناكل بيتزا ونلعب
ضحك عثمان قائلا : طبعا هي اللي موصياك
ضحك اجم وهز راسه لتقول ليلي بعتاب :  كدة ياباشا بتعترف عليا
:.........

عقد عمار حاجبيه قائلا : نعم...!
قالت الفتاه بجديه : رنا مأموره الضرايب
عاد ليكرر بعدم تصديق... فهل تلك مامورة الضرائب التي بقي يومان يستعد لها هو و كل محاسب بالشركه... تلك التي لاتتخطي المتر نصف هي مأمور الضرائب ....!
:نعم
قالت رنا بضيق : بقول انا رنا الشافعي مأموره
حدث خطأ بالتاكيد فلم يستطيع عمار التمسك بجديته ليقول بمرحه المعتاد وهو يتطلع اليها :  مأموره ولا أمورة تفرق حرفين
احتدت نظرات رنا لتهدر بغضب : لا ده انت شكلك بتهزر..... فين صاحب الشركة..؟
قال عمار  وهو يتطلع لغضبها بتسليه فهو لن يتوقف عن استفزازها بينما كل ذلك التعب والمجهود متوقع مأمور ضرائب مهيب ليجدها فتاه لم تتجاوز الرابعه والعشرون
: انا
التفتت له بجديه متسائله ; عثمان 
ضحك قائلا : عمار تفرق حرفين
قالت بضيق وهي تعدل من وضع نظارتها الطبيه : رنا الشافعي مأموره الضرايب
قال عمار : عمار الباشا
وضعت رنا حقيبته الجلديه فوق المكتب بقليل من العنف هاتفه بجديه:
فين المحاسب..؟
............
...

... رفعت شيرين  عيناها الي ذلك الشئ الاسود الذي حط امام مكتبها.... انت..!
قال يحيي متصنع البراءه : ايه الصدفه دي..؟
نظرت له شيرين بشك ليقول : انا كنت بأمن البنك ومعرفش انك بتشتغلي هنا تخيلي
حاولت إخفاء تلك الابتسامه من علي وجهها ولكن لم تستطيع منع مرحها الذي بدأ يعود الي شخصيتها بعد ان غاب عنها طويلا لتقول : بتأمن البنك لوحدك
ها قد امسكت به وهو من لم يتوقف عن التفكير بها ليجد نفسه يجمع معلومات عنها وهاهو لم يستطيع مقاومه رغبته بفتح الحديث معها مجددا
  هز راسه قائلا : لا ازاي بقي.... سعد العسكري معايا برا
أفلتت ضحكتها الناعمه وهي تهز راسها قائلة :دمك خفيف
تهادت الابتسامة لوجهه وهو يتأمل ضحكتها المشرقه :الله يحفظك
نظرت له وتابعت معلقه علي كلمه الله يحفظك  ; وقديم اوي
اومأ لها قائلا : طبعا قديم ماهو احنا الضباط غلابه مقفول علينا ومعرفش ايه الكلام الجديد
عادت بتضحك مجددا فهو لا يشبه الضباط الذي كانت تراهم مع ابيها....
بالرغم من هيبته الواضحه الا انه مرح للغايه :غلابه
اومأ لها قائلا :طبعا غلابه حتي اسألي سياده اللواء...
: غريبه عمري ماشفت ضابط غلبان
قال ببراؤه : مظلومين..... واكبر مثال قدامك اهو ضابط غلبان بريء عنده خمسه وتلاتين وعنده اختين ووالده لواء علي المعاش ووالدته ست لطيفه جدا وعنده شقه في جليم  بس مش علي البحر ولسه ملقاش، بنت الحلال
بصعوبه سيطرت علي ملامح وجهها الذي احمر خجلا من مغوي كلماته المرحه للغايه وقد عرف الطريق لقلبها بعفويته التي اخترقت تلك الجدران التي شيدتها وعزلت نفسها بها عن العالم طوال سنوات بعد ماحدث
قالت بحرج وهي تثلت نظرها علي شاشه الحاسوب امامها حتي لاتنظر اليه ; ان شاء الله تلاقيها
تنهد قائلا بمكر ; ماانا اهو بعمل اللي عليا وجاي ادور
هزت كتفها : بتدور في البنك.. انت مش كنت بتأمن البنك من شويه
اومأ لها قائلا :  أأمن وادور... ماهو الضباط بتوع المهتم الصعبه
كتمت ضحكتها وحاولت التحلي بالجديه وهي تقول : طيب هو... هو يعني.... في حاجة اقدر اساعدك بيها
اومأ وهو يفكر في حجة لسظل يتحدث معها  ليقول ; عاوز افتح حساب في البنك ده
رفعت حاجبيها بدهشه : فجأه كدة
هز راسه قائلا : اه ارتحت له جدا..... والبنك المريح رزق
أفلتت ضحكتها والتي اجتذبت نظر زملائها لتمحيها سريعا من علي وجهها وتتظاهر بالجديه وهي تقول بتعلثم : طيب ممكن بطاقتك ياسياده العميد
قال وهو يخرج حافظته الجلديه من جيب سترته : يسمع من بوقك ربنا انا لسه رائد
قالت بابتسامه :يبقي ان شاء الله تبقي عميد
أعطاها البطاقه الشخصيه قائلا : بس اوعي في الصورة
ضحكت قائلة : كل صور البطاقات في مصر  كدة
ضحك قائلا :منه لله العسكري
قالت بعفويه : سعد
ضحك قائلا : لا هو ايه سعد بتاع كله.... اكيد عسكري تاني
زمت شفتيها سريعا وهي تقول بخفوت : علي فكرة انا هترفد بسببك
تغيرت ملامح وجهه ليقول : شاوريلي مين يقدر يعملها وانا اتصرف معاه
اشارت بطرف عيناها لهذا المدير المهيب الذي كان يسير بأخر الرواق ليقول يحيي متراجعا بمرح :  انا بقول نكمل فتح الحساب
ضحكت في الخفاء وبدأت تدون البيانات وهو لايتوقف عن النظر اليها وتأملها...... مطلقه حسنا لايهتم فمن هذا الابله الذي طلق فتاه مثلها مؤكد مجنون فهو منذ أن رأي ملامح وجهها البريء وتابع تصرفاتها وهو لايتوقف عن التفكير بها.... تعود من عملها الي منزلها الذي يبعد بضع شوارع وهي تضع سماعات الأذن... تذهب للنادي احيانا برفقه والدتها... فتاه مريحه هادئه الطباع اجتذبته من اول وهله
قالت شيرين وهي تعيد له بطاقته الشخصيه ;اتفضل
قال بجبين مقطب ; ايه ده كده خلاص
هزت راسها :اه
قال بعيون متسعه :انا قولت فتح الحساب بياخد شهر
هزت راسها قائلة :لا طبعا..... كدة خلاص
قال بتردد : خلاص يعني اقوم امشي
اومات له : اه.
عاد ليجلس مجددا وهو يقول بمرح : طيب مش بتقدموا حاجه للعملاء
أفلتت ابتسامتها والتي سرعان ما ابعدتها وتظاهرت بالجديه قائلة : اتفضل عند مدير البنك اشرب اللي انت عاوزة... عندي لا ممنوع
اصطدمت عيناها بعيناه والتقت لأول مرة ليتطلع يحيي للون عيونها قائلا بصوت هاديء :طيب مينفعش اتفضل عندكم في البيت
........
....

نظرت مي بتشفي لهاله بينما تعالي صوت عمار.... ده تهريج ازاي الشغل ميخلصش.... حالا تعملي ليا اجتماع مع المحاسب القانوني فاهمه
ظلت هاله مكانها دون قول شئ تستمع لصياح عمار بهدوء مستطير جعل مي تستغرب لتنظر لها هاله بتشفي مماثل..... فهاهو يماطل مأمورية الضرائب وليس لهذا تفسير الا ان تلك الفتاه التي تدعي مي قد ضاع منها صيدها الثمين....
قالت هاله بتمثيل بارع : حاضر يامستر عمار بس سيادتك ياريت تحاول تاخد لينا ميعاد تاني من الضرايب عشان شغلنا يكون كامل
اومأ عمار وهو ينظر لهاله التي تفهمه بطرف عيناه قائلا : تمتم يامدام هاله
عاد لداخل مكتبه وهو يقول بغضب مزيف ; متأسف يافندم انا مش عارف ازاي الملف مش جاهز كل ده
زمت رنا شفتيها قائلة : مع ان للمحاسب بلغني ان كل شئ جاهز للمراجعه
: انتي عارفه ان مجموعه الباشا كبيرة ومتفرعه اكيد ملحقش يجمع كل الملفات
اومات علي مضض ليقول سريعا ; تسمحي اكلمك اول مايكون الشغل جاهز
اومات له قائلة ; تمام
..............
....
.........
تململت ليلي في جلستها قائلة ; سوق براحة شويه ياعثمان
قال عثمان وهو يخفف سرعته : مع اني ماشي علي مهلي بس حاضر
قالت وهي تضع يدها علي بطنها ;
معرفش بقى.... اهو حركة العربيه تعباني وخلاص
اومأ لها قائلا بحنان : معلش انا حاسس بيكي تعبانه شويه زياده من امبارح
هزت راسها ليقول : طيب ايه رايك بعد ما نوصل ادم المدرسه نطلع علي المستشفى
: لا مفيش، داعي هروح ارتاح وهبقي كويسه
هز راسه باصرار ; لا نروح المستشفي احسن اهو الدكتورة تديكي مسكن ولا حاجه
اومأت له فهي تشعر بالفعل بألم متزايد جعلها تعجز عن النوم منذ الامس
............
...
ركن عثمان السيارة بمكانها وسار بجوارها الي داخل المشفي ليتجه الي غرفه حاتم الذي رحب بهم.... فينك ياراجل بقالي كتير مش بشوفك
قال عثمان : مشغول شويه الفتره دي ياحاتم
: الله يعينك.... ازيك يامدام ليلي
: الحمد لله ازيك يادكتور
: تمام
قال عثمان ; ليلي تعبانه شويه من امبارح كلم الدكتورة بتاعتها خليها تجي تشوفها
اومأ واتصل ليقول ; الدكتورة  مستنيه في غرفه الكشف
اومأ وخرج برفقه ليلي التي سبقته بضع خطوات  باتجاه المصعد للدور السفلي ولكنه توقف و التفت الي تلك المرأه التي كانت تأتي تجاههم..... ونادت اسمه : عثمان باشا
نظرت ليلي لتلك المرأه التي تقدمت منه بخطوات متغنجه وقد اتسعت ابتسامتها :عثمان باشا
قال عثمان باقتضاب المعهود : اهلا يامدام .... فهي مروة والتي تقدمت في شهور حملها وقد أتت لمتابعه حملها ولم تستطيع رؤيته وعدم التحدث معه بعد ما فعله من أجلها ووفاءه بوعده بحمايتها وهاهي قد تزوجت عماد رسميا وبانتظار انقضاء الشهور وخروجه من السجن بعد انتهاء كابوس نادين الذي حطم عماد ولكن حملها نوعا ما عوضه عن فقدان ابنته التي بالرغم من سوء صفاتها الا انها لما الأحوال ابنته
قالت بدلال : غلبت احاول احدد ميعاد عشان اقابلك واشكرك بس السكرتيرة بتاعتك دايما تقول انك مشغول
اومأ لها قائلا : فعلا كنت مشغول جدا 
ضحكت مروة لتشتعل نيران غيره ليلي وتتراجع ناحيتهم بنظرات مستفهمه عمن تكون ليقول عثمان وهو يشير اليها : ليلي الباشا مراتي
اومات مروة وقالت وهي تصافحها بحراره : فرصه سعيده اوي يامدام.... بجد يابختك بالباشا راجل اي واحدة تتمناه
احتدت نظرات ليلي والتي فهمت مدح مروة به بصورة خاطئه...
استأذنت مروة ليمسك عثمان بيدها ولكنها دفعت يده وسبقته بخطي غاضبه الي المصعد ليدخل خلفها وهو يهز كتفه بقله حيله... ممكن افهم ايه اللي حصل لكل ده
التفتت له بعيون تتقد غضبا ليتفاجيء بها ترفع اصبعها في وجهه محذره : احسنلك ياابن عبد الحميد الباشا متسألش عشان انا عفاريت الدنيا بتتنطنط في وشي
رفع حاجبه بعدم تصديق مما نطقت به ليسحب نفس مطول وهو يتحلي بكل طاقته للصبر عليها ليزفر نفسه بضيق متبرطما : يارب صبرني
وكأنه فتح أبواب الجحيم بتلك الكلمات لتتقد نظرات ليلي الغاضبه وتنفجر به : طبعا يصبرك ماهو انا خلاص مبقتش عاجباك
قال ليهدئها :وايه لازمته الكلام ده.... اهدي بس  ياماما
رفعت حاجبها بغضب شديد وصورة تلك الفتاه التي كانت تتدلل عليه تتراقص امام عيونها : ماما...! ؟
امسك بذراعيها يهدئها : لا مش قصدي طبعا ياحبيبتي
ابعدت يداه عنها :اوعي كدة انا مش حبيبتك....
جذبها مجددا  اليه ليقول بحنان : لا حبيبتي طبعا
ابعدته عنها بعصبيه ولم تفلح نبرته الحنونه في تهدئه نيران غيرتها : قولتلك اوعي كدة..... ضغطت بعصبيه علي ازرار المصعد هاتفه بحنق : والزفت ده مش بينزل ليه
اتسعت عيناها بصدمه ماان توقف المصعد بعد تحركه بلحظة واظلمت انواره تماما..... عثمااان
قال ليهدئها وهو يحيط كتفها بذراعه : اهدي متخافيش
عادت الانوار لتعمل من جديد ولكن المصعد ظل مكانه لتنظر له.. هو في ايه..؟
مقدار قلقه مما يحدث مقدار مااستمتع بهيئتها الخائفه ليقول ببرود يرد به علي عصبيتها التي تفرغها عليه بسبب تقدم حملها  : ابدا واضح النور اتقطع...!
: نعم..! نور ايه اللي اتقطع..... واتقطع دلوقتي... لا... لا.. انت بتهزر
هز كتفه : وانا ههزر ليه
رفعت حاجبيها بوعيد ; يبقي انت اللي قطعته
هز كتفه متهكما: وهقطعه ليه.... مراتي مثلا مدلعاني فهعمل لها مفاجأه... ولا طول الوقت متعصبه وبتزعق
رفعت حاجبها بتحذير : بقولك ايه انا.... قاطعها بتهكم محبب : عارف عفاريت الدنيا بتتنطنط في وشك
زمت شفتيها بغيظ ليرسم الجديه علي وجهه ويميل ناحيتها قائلا من بين أسنانه : بس تعرفي بقي ياحرم الباشا.... انا اللي ناوي اطلعهم عليكي عفريت عفريت بس تولدي وتبطل حجتك ياليلي
نظرت له بعدم تصديق : حجة....!!
انا بتحجج ياعثمان
اومأ لها  : اه... امال انا
قطبت جبينها كالاطفال وهي تنظر له بعتاب قطه وديعه بعد ان كانت تزأر وتثور منذ لحظة ليجن جنونه  بينما تقول : ايوة انت مبقتش تحبني
ظل لحظة يحدق بها وقد طار مابقي من عقله من تصرفاتها الجنونيه المطلقه كلما تقدمت في الحمل ولكنه عاشق متيم بها بكل حالاتها حتي وهي بتلك العصبيه بينما زادها الحمل جمالا وفتنه ليبتسم لها بحب وقد انتفخت وجنتها الحمراء  ليميل ناحيتها بينما عيناه تتجول ببطء فوق شفتها ليقول بأنفاس متهدجه : انا بموت فيكي مش بحبك بس يامجنونه....
أحاط خصرها بذراعيه وقربها اليه وانتي إسكات شفتيها بالطريقه التي نصحه بها عمار وكم هي نافعه معها خاصه تلك الأيام...!
...... مال ناحيتها ليهمس بحب :اعقلي بقي
ماان اقترب بشفتاه من شفتيها حتي شهقت بهلع صارخة... اااااه
اتسعت عيناه بينما امسكت بقميصه.....شكلي بولد ياعثماااان
وكأنها سكبت عليه دلو من الماء البارد ليغيب كل تفكيره بتلك اللحظة ويردد بعدم استيعاب.... بتولدي..... هنا... ؟!!
نفض توتره وحاول تهدئتها وهو يحيطها بذراعه قائلا برفق .. طيب اهدي واتنفسي براحه وانا هتصرف
صرخت بألم وهي تعتصر قبضته فوق قميصه  : وانا لسه هستني لما تتصرف
نظر لها بطرف عيناه بحنق فهي تتمرد بهذا الوقت .... خلاص بلاش تستني اتفضلي اولدي..!!
زجرته ليلي وهي تتألم : انت بتهزر 
هتف بقلق وهو يحيطها بذراعه : اهدي بس
تمسكت بقميصه وهي تتألم..... ااه ياعثمان
خلع جاكيته بسرعه ووضعه علي الارض واجلسها فوقه ومرر يداه برفق علي وجهها الذي لمعت فوقه حبات العرق البارده يمسحها قائلا : متخافيش، ياحبيتي...
اومات له بوهن لينظر لعيونها قائلا بحنان وقلق : استحملي معلش
اتجه الي المصعد وهو يطرق الباب الحديدي بقوة لياتيه صوت عمال الصيانه... الاسانسير واقف بين دورين..... في عطل بنحاول نصلحه
صرخت بألم لتتأهب كل قوته بينما يحاول فتح المصعد وقد تجمع عمال الصيانه ليهتف أحدهم.... احنا بنحاول نحرك الاسانسير متقلقش
صاح عثمان بغضب اهوج : هطربق الدنيا فوق دماغكم لو متصلحش حالا دلوقتي
بذل الجميع طاقتهم وبعد دقائق كان المصعد يعود للعمل ومعه تنقلب المشفي راسا علي عقب اسر صياح عثمان بهم وهو يحمل ليلي ويتجه بها لغرفه الولاده.....
قال حاتم ; اهدي ياباشا
صاح عثمان بغضب يخفي به قلقه عليها : لو جرالها حاجة.... قاطعه حاتم بابتسامه هادئه :يااخي وهيجرالها ايه.. دي بتولد
كلها ساعه بالكتير وتلاقيها خرجت قدامك زي الفل... تعالي بس نقعد في المكتب شويه ويكلموني اول ماتولد
هز راسه برفض : لا بس كلم عمار خليه يجي
: حاضر ياباشا
ماان تحرك حاتم حتي خرجت احدي الممرضات بابتسامه واسعه : الف مبروك
قال بلهفه : ولدت
هزت الممرضه رأيها ليقول : ليلي كويسه
: الحمد لله كويسه والبنت كويسه
ضحك حاتم مهنئا : مبروك ياباشا بنتك شرفت بالسلامه وواضح ان معندهاش صبر زي ابوها....
اجتاحت الابتسامه وجهه عثمان لايصدق انه اصبح اب ليقول بلهفه : عاوز اشوفها
اومأ له : استني بس نص ساعه وتشوفها هي وامها

...............
.....
وقف عمار بلهفه امام بوابه مدرسه ادم لياخذه ويذهب لرؤيه ابنه أخيه التي علم من عثمان بقدومها قبل قليل... اسرع تجاه ادم الذي ابتسم لرؤيته ولكنه سرعان مارفع راسه.... أمورة الضرايب
نظرت له رنا بعدم تصديق : انت... ؟
قال عمار ضاحكا : ايه صدف الأفلام دي....!!
طبعا جايه تاخدي ابن اختك وهيطلع سبحان الله صاحب ابن اختي الانيم
لوت رنا شفتيها متهكمه : ده ايه خيالك الواسع ده... شكلك بتتفرج علي أفلام كتير
نقل اجم بصره بين خاله وبين تلك الفتاه التي رفعت راسها وهي تحدثه لطول قامته وقصر قامتها
رفع عمار حاجبه قائلا بمرح : امال جايه هما ليه.... اوعي تكوني بتراقبيني.... ؟
قالت رنا باستخفاف : واراقبك ليه أن شاء الله
.... انا جايه في شغل....
تجاهلت والتفت لأمن المدرسه قائلة : بلغ المدير ان مأمورية الضرايب جت حسب الميعاد
............
....
فتحت ليلي عيونها بوهن لتقابل عيون عثمان المتلهفه لها لينحني امام وجهها ويقول بحنان جارف وهو يقبل جبينها : حمد الله علي السلامه ياام ندي
ابتسمت له بوهن وسألته : حلوة.. ؟
: قمر شبهك
رفعت يدها المعلق بها السيرم المغذي لتضعها علي وجنته قائلة :كنت عاوزاها شبهك انت
امسك بيدها برفق وقبلها قائلا : لا طبعا بنت وشبههي ازاي بس يالولو.... لما نجيب الولد
ابتسمت له ليمرر يداه بحنان علي وجنتها قائلا : مبروك ياحبيتي
............
.......
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اقتباس من الخاتمه

: انتي تنسي موضوع مأمورة ده خالص هنا انا الباشا المأمور.... غمز وتابع بوقاحه وهو يقربها اليه : والباشا المأمور عاوز بوسه


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !