الفصل السابق
انصدمت ملامح لارا لتقول : يعني هتسيبه من غير ماتاخد موقف منه
قال عمار بحزم : اظن انك اللي المفروض تعتذري لحاتم
.......!
نظرت لارا لعمار بصدمه فهذا ليس ماتوقعته : اعتذر
اومأ لها قائلا بهدوء :انتي تجاوزت حدودك قدام مديرك ومع ذلك انا شايف ان الإجراء اللي اخده في حدوك صلاحياته وانا مقدرش اتدخل
قالت بعدم تصديق ;متقدرش تتدخل
اومأ لها قائلا :حاتم مدير المستشفى وانا ماليش اي صفه
; انت صاحب المستشفي
: قولتلك ادم صاحب المستشفي وانا وعثمان اوصيا عليه وحاتم هو المسؤل وطالما احنا بنحاسبه علي اي غلطه فبالتالي مقدرش اتدخل خصوصا انه متجاوزش حدوده في تصرفه معاكي
هتفت باحتدام : يبقي انا مستقيله
قال بهدوء وهو يتطلع للطريق امامه: براحتك
شعرت وكأن دلو من الماء البارد سكب عليها
لتنظر له بحده فهي لم تظن ان هذا سيكون رد فعله... ظنته سيقلب المشفي راسا علي عقب ويطرد حاتم من أجلها ولكن ان يكون بهذا البرود معها لا
قالت بغضب : وقف العربيه ياعمار
التفت لها : ايه
قالت بحدة مهدده : بقولك وقف العربيه
اوقف عمار السيارة جانبا والتفت لها ليجدها تسحب حقيبتها : رايحه فين.؟
: مروحه
:ماانا هروحك
: متشكرة
:بلاش عناد
هتفت بسخط ; انا مش بعاند واظنك وضحت وجهه نظرك يبقي اتفضل
قال عمار بانفعال : لارا انا ورايا شغل ومش، فاضي للدلع ده
هتفت بسخط : دلع......!! واضح طبعا مين اللي بيدلع فعلا انا ولا مرات اخوك
انصدمت ملامحه ; مرات اخوك
هتفت بحقد واضح : اه طبعا اصل انت فاضيلي ساعه وانا عندي مشكله وبستنجد بيك انما طبعا فاضي لمرات اخوك
عقد حاجبيه باستهجان من كلماتها : انتي بتقولي ايه
هتفت بنفس الانفعال ;بقول انك عادي تفضل يومين في البيت وسايب شغلك إنما ساعه عشاني لا وحتي لما استنجت بيك رفضت تقف جنبي
هز راسه برفض لما تنطق به تلك الفتاه التي لايعرف كيف اخفي وجهها الجميل كل ذلك الطبع السئ :ايه الكلام الفارغ ده... أقف جنبك في ايه وفاضي لمرات اخويا ايه...
احتدت نبرته ورفع أصبعه محذرا : انتي اصلا ازاي تقولي كدة....
ده بدل ماكنتي المفروض تزوريها او علي الاقل تتصلي تتطمني عليها بتقولي لي يومين
مش عارف ايه.....
عاوزاني اسيب ادم واخويا في وقت زي ده
قالت بسخط : وهو ايه اللي حصل واحدة وتعبت خلاص توقف حياتك عشانها
هتف بحده : زي ماهي موقفه حياتها عشاننا
كلنا واولنا ادم اللي بقت امه
وبعدين انتي ايه اللي بتقوليه ده اصلا انتي بتحاسبيني
انت اللي بتحاسبني عشان الست ليلي
هتف بغضب : لارا الزمي حدودك واتكلمي عنها بطريقه كويسه... ليلي وآدم خط أحمر
هتفت بغضب : انا مقربتش منهم
صاح بحدة : ماهي دي المشكله
هزت راسها بعصبيه : لا انت عاوز تعمل مشكله من الهوا وواضح انك مش فاهمني
نظر لها متنهدا وهو يقول : للأسف انا فاهمك كويس اوي
لارا مش انا الراجل اللي بتحلمي بيه
احتدت ملامحها ; انت بتقول ايه
قال عمار باقرار : بقول اني مش خزنه ولا وسيله تحققي بيها طموحك..... انا محتاج واحدة تحبني وتهتم بيا و تفهمني.... إنما ابقي مجرد خزنه لا
انا مش شايفاك كدة
امال شافتني ازاي
لم تسعفها الكلمات ليقول : كنت هعملك كل اللي انتي عاوزاه لو بس شفت انك مش قاصده تعملي كل ده
كنتي هتحافظي عليا اوي لو مكانتش دي نيتك
...........
تحركت مروة بقليل من التوتر والعصبيه قبل ان تستعيد ثباتها المزيف حينما طرق العسكري الباب ودخل وهو يمسك بعماد الذي قيدت يده بالاصفاد الحديديه
اعتدل الضابط واقفا وهو يقول : فك ياابني الحديد من ايده
نفذ الحارس ماامره به الضابط الذي التفت الي عماد قائلا : عشر دقايق وبس ياعماد بيه
اومأ عماد له لينصرف الضابط فتتوتر دقات قلب مروة مجددا والتي اخفتها وهي تقول
بجمود : خير ياعماد باعت تقابلي ليه
نظر لها عماد لحظة لايعرف هل يثور عليها وينتقم ام يطلب منها المساعده فهي الوحيده الباقيه له وخلاصه بيدها
ليقول بعتاب من غدرها به : انا مقدمتش ليكي حاجة وحشه يامروة عشان تغدري بيا
احتدت نبرتها قائلة : انت اللي بدأت بالغدر ياعماد لما مشيت ورا كلام بنتك
: مكنتش ناوي ااذيكي
اومات باعتراف : انت اه بس بنتك لا
بنتك قدمت ليا كل الوحش والاذيه
غامت عيناه ليقاطعها بانفعال : معنديش بنات
عقدت مروة حاجبيها وتطلعت له لينكس راسه بانكسار قائلا مجددا : معنديش بنات.....!!
نظرت مروة لحالته لتجده يهز راسه قائلا : باعتني واختارت نفسها بعد كل اللي عملته عشانها
أخبرها بما حدث لتلوي شفتيها قائلة : وكنت متوقع ايه منها تضحي عشانك
خفض عماد راسه بانكسار فهو حاول حمايتها وسار بطريق خاطيء من أجلها وحينما سنحت لها فرصه الخلاص كان أول من داست فوقه لتنجو بنفسها
تنهدت مروة قائلة : انت عاوز ايه مني ياعماد
رفع عيناه اليها قائلا : عاوزك تقفي جنبي
ضيقت عيناها باستفهام : أقف جنبك
اومأ لها قائلا : عبد المحسن اشتري المحامي بتاعي وهيلبسني انا القضيه وانا من غير محامي هضيع وثروتي كلها في ايدك
رفعت اصبعها بتحذير ; لو جايبني هنا عشان تاخد مني قرش انا بفكرك اني في حمايه الباشا
زم عماد شفتيه قائلا بعصبيه : مش هاخد منك حاجة بقولك اقفي جنبي وقوميلي اكبر محامي في البلد بفلوسي وثروتي اللي انا سايبهالك بمزاجي
قالت مروة وهي تطالعه : وانا اضمن منين اني لما اقف جنبك متغدرش بيا
هتف عماد بعدم اكتراث: لو عاوز اخلص منك من يومها كنت عملتها....رصاصه بملاليم وكنت انتقمت منك
رفعت حاجبيها وسألته بشك : عاوز تفهمني انك سايبني بمزاجك زي مابتقولي
اومأ لها قائلا : كنت مستني اطلع من هنا ونتفاهم..... تنهد ونظر اليها قائلا : انا بحبك يامروة وانتي عارفه كدة كويس والا مكنتش اتجوزتك
هتفت بسخريه : عرفي..!
هتف بانفعال : عرفي ولا رسمي المهم انتي مراتي وانا لما نادين عرفت كان ممكن ارميكي بس انا نفذت كلامك وطلبتك من أهلك وكنت هتجوزك رسمي لولا اللي حصل
سحبت مروة نفس عميق وهي تفكر بكلماته ليعتدل عماد واقفا ويكمل : المحامي اللي النيابه هتوكله ليا هيجيب ليا مؤبد بعد اللي عبد المحسن ناوي يعمله ونادين هتخرج من هنا واول واحدة هتنتقم منها هي انتي يامروة وهتحاول تاخذ منك كل قرش اخدتيه من ثروتي
التفتت له مروة وهي تحاول إخفاء خوفها من ذلك السيناريو فنادين حيه ولدغتها قاتله
لتقول : ماانت لما تخرج ممكن تاخد مني كل حاجة
قال عماد وهو يهز راسه : مش فارق معايا ثروة ولا زفت كل اللي يهمني اخرج من هنا
وبعدين خلاص معنديش حد اورثهاله يبقي اعيش بكرامه الكام يوم الي فاضلين ليا بدل مااعيش في السجن
سألته بشك : يعني لما تخرج مش هتكون عاوز شركاتك ولا فلو..... قاطعها قائلا : قولتلك عاوز اخرج وبس
: ونادين.. ؟
: مالها..؟
: هتعمل فيها ايه..؟
هتف بسخط : مش هعمل فيها حاجة... انا هعترف بالحقيقه كلها وهي تتحمل نتيجه عملتها
ضيقت عيناها بتفكير : تفتكر اعترافك هيفرق في حاجة بعد ما حرقت الفيديو ودمرت الدليل الوحيد اللي يدينها
هز راسه بتفكير : مش عارف.... اعترافي واعترف يوسف هو الدليل الوحيد
قالت مروة بخوف : يعني احتمال فعلا تخرج
هز راسه قائلا : مش عارف... اللي اعرفه انها مش هتفضل هنا وهتخرج بأي طريقه وزي ماقولتلك محدش غيري هيحمكي منها
صمتت بضع دقائق تفكر قبل ان تقول : ماشي ياعماد انا هقف جنبك وهخرجك
بس بشرط
نظر لها بترقب لتقول : هتكتب عليا رسمي
قبل ان يتساءل كانت تقول : ودلوقتي عشان انا حامل ياعماد
...........
....
نظرت ليلي لعثمان بعدم تصديق حينما وجدته يدخل الي الغرفه وهو يحمل صينيه عليها طعام العشاء لها لتقوم سريعا وتتجه ناحيته : عثمان انت بتعمل ايه..؟
ابتسم لها قائلا :جايبلك العشا
قالت بعدم تصديق : بنفسك
هز كتفه قائلا وهو يضع الصينيه علي الكمود بجوارها : وفيها ايه... تعالي بس ارجعي السرير عشان انتي لسه تعبانه
رفضت وتعلقت بذراعه ووضعت راسها عليه قائلة بسعاده لاتصفها كلمات : انا كويسه جدا جدا ومبسوطة جدا جدا جدا
نظر لها قائلا : ايه اللي مخليك مبسوطه اوي كدة... شاكسها وتابع وهو يجذبها لتجلس بجواره : لو مكنتيش حامل اصلا كنت فكرتك فرحانه عشان كدة
ضحكت قائلة : لا ياسيدي انا مبسوطة عشان انت اتغيرت اوي كده عشاني
رفع حاجبه مرددا : عشانك
اومات له بثقه : طبعا
مال ناحيتها قائلا بمرح ; واثقه في نفسك اوي ياحرم الباشا.
هزت راسها قائلة : طبعا ياباشا
داعب شعرها بحنان : طيب يلا بقي تعالي عشان تأكلي وتشربي اللبن
هزت راسها : لا لبن ايه اللي اشربه.... مش بحبه اصلا
هز راسه ولمعت النظرات الشريرة بعيناه وهو يقول :ولا انا بحبه بس شربته من ايدك يبقي لازم تشربي انتي كمان
نظرت له وقالت بدلال : يعني هتشربني بإيدك
اومأ لها ورفع كوب اللبن الي شفتيها اتشرف ليلي منه القليل وسرعان ما مسحت شفتيها من اثاره لتهتز وتنفرج بصورة مثيرة سرعان مااجتذبت عيناه ليقول بخفوت وهو يحاول أبعاد عيناه عن شفتيها : اللهم اخزيك ياشيطان
سألته ليلي ببراءه حينما استمتعت له يهمس بكلام غير مفهوم : مالك ياحبيبي
تبعد عيناه عن شفتيها قائلا بمكر : ابدا بس بقول اشربي اللبن لوحدك احسن
عقدت جبينها كالاطفال لتقول بتذمر : احسن ليه بقي...... انت قولت هتشربني
عاد لينظر الي شفتيها المنتفخه مجددا وهو يقول : يالولو ده لمصلحتك انتي لسه تعبانه
نظرت له بعدم فهم : يبقي شربني
اقترب منها ومال ناحيتها بينما لم
تعد شفتيه تطيق صبرا للانقضاض علي شفتيها بينما تشرب من يده مجددا ثم تمرر طرف لسانها فوق شفتيها ليهمس لنفسه هي : اللي جابته لنفسها
وضع الكوب بجواره وعاد ايميل ناحيتها بينما لمع العبث بعيناه وهو يقول : انا مكنتش ناوي
توجست ليلي من نظراته العابثه لتقول بشك :ناوي علي ايه ..؟
ضحك عليها بينما تتراجع للخلف ولكن الي اين تذهب وقد وجدت نفسها سريعا اسيرة ذراعيها القويه التي قربتها لصدره بينما حاصرتها نظرات عيناه التي تكاد تلتهمها وهو يقول : هو في حد تعبان بيبقي حلو كدة
: عثمان
همس وشفتاه تزحف الي شفتيها موزعا قبلاته علي وجنتها... عثمان اتجنن علي ايدك خلاص
.......!
لم تفارق الابتسامه وجهها باليوم التالي ومن اسعد منها وهي تحطي بكل هذا الحب والحنان والسعاده معه....
عقدت حاجبيها وهي تسأل هدي :هو عمار فين.. ؟ لسه مرجعش
هزت راسها : اه
بقلق أخرجت هاتفها ليأتيها صوته والذي جهل دقات قلبها تهديء : انت فين ياباشا..؟ مرجعتش البيت ليه من امبارح
قال عمار : مش عثمان قالك ان عندي شغل
قالت ليلي : قال اه بس صدقت لا
ضحك عمار قائلا : ياقفشاني
ضحكت ليلي هي الاخري قبل ان تقول : طيب ايه بقي انت فين.. ؟
قال بهدوء : بخلص شويه شغل في المينا من امبارح
:ياعمار
: والله في المينا
اومات له قائلة : طيب خد بالك من نفسك
..............
....
أغلق عمار الهاتف وعاد ليكمل حديثه مع احد المستخلصين بالميناء وهو يبتسم لاهتمامها به متجاهل ماحدث بالأمس والذي جعل امينه توبخ ابنتها بشده ; كله من عمايلك...... عماله تتشرطي وتخططي اهو طفش وسابك
زمت لارا شفتيها بحسره : ماما كفايه بقي.... هتفت امينه بغضب ; هو ايه اللي كفايه... انا ولا انتي ياما حذرتك وقولتلك بلاش اللي بتعمليه بطلي غرور وعيشي عيشه اهلك بس اقول ايه..... اهو ضيعتي راجل البنات كلها بتحلم بيه من ايدك وياريت علي كدة وبس لا ده انتي كمان ضيعتي شغلك
تدخل جلال الذي كان جالس بكمد بعد ان طلب منه عمار بتهذيب ولياقه فسخ الخطبه ليقول : خلاص ياامينه
: خلاص ايه ياجلال لازم تعرف غلطتها
تهكم قائلا : وبعد ماتعرف هتتغير.... لا عشان بنتك الغرور عماها
هتفت بعدم رضي لابيها : انا مش مغرورة يابابا انا واثقه في نفسي
:لا يابنتي مغرورة.... غرورك خلامي تشوفي نفسك احسن من الناس عشان شهادتك.. غرورك خلامي تشوفي انه لازم يحقق كل أحلامك عشان يستاهلك....
قالت باتهام : بابا ده كان عاوزني ابقي زي مرات اخوه اسيب شغلي و اربي ابن اخته
: وفيها ايه يادكتورة يامتدينه لما تاخدي ثواب طفل يتيم
: انا مش فاضيه انا عندي شغل و... قاطعها ابيها ساخرا : وتقوليلي اتعلمت من غلطها
...........
... جن جنون نادين التي قادها الحرس وهي مكبله بالاصفاد أثر النطق بالحكم عليها لتقول وهي تهز راسها وتتمسك بعبد المحسن ; سبع سنين...!
لا ياخالو اعمل حاجة..... انا مقدرش اقعد هنا سبع سنين
قال عبد المحسن مهدئا : احمدي ربنا ان القضيه معقده بالطريقه دي وان القاضي اكتفي انها مجرد حادثه
هزت راسها برفض :انا مقدرش اقعد هنا
قال عبد المحسن مطمئنا : لسه النقض
قالت برجاء متجاله الحارس الذي يحاول سحبها : لا ياخالو انت لازم تتصرف
قال عبد المحسن : اهدي يانادين قولتلك
هتفت بسخط ونزلت دموعها وهي تتمسك بخالها قائلة بانهيار رافضه العوده لعذاب الحبي مرة اخري : مش ههدي... مش عاوزة ارجع هناك تاني.... اتصرف ياخالو خرجني من هنا بأي طريقه
......
قال مصطفي لابنه : اشكر ربنا انها رسيت علي كدة
اومأ له يوسف قائلا بانكسار ; انا اسف يابابا
قال مصطفي ;متتاسفش ليا اتاسف لربنا
تنهد يوسف ليقول ابيه بمواساه : هتعدي الايام وتخرج ان شاء الله
.......
قالت مروة لعماد وهي تربت علي يده المكبله بالاصفاد : كلها سنه وهتخرج ياعماد
اومأ لها قائلا : ان شاء الله.... خدي بالك من ابننا
ابتسم لها وانساق برفقه الحارس متجاهل النظر لنادين التي كانت ماتزال متمسكه بخالها بانهيار رافضه مما جعل الحارس يزمجر بها لتتحرك
..........
....
انتفض ادم علي صوت عثمان الجهوري وكذلك قفز قلب ليلي من موضعه بقلق لتقول هدي : في ايه ماله الباشا
قالت ليلي وهي تعتدل واقفه ; مش عارفه خدي ادم أوضته وانا هدخل اشوف في ايه
اومات هجي وتحركت للاعلي مع ادم
بينما دخلت ليلي الي مكتبه لتسمع بقايا حديثه الغاضب بينما يزمجر بعنفوان ; هقتلها ورحمه ندي هشرب من دمها.... حياة اختي انا تساوي سبع سنين
قالت ليلي وهي تتجه ناحيته بقلق :عثمان في ايه.؟
لم يجيب عليها بل ازاح ماعلي مكتبه بعنف لتتراجع خطوة للخلف وترتجف دقات قلبها بخوف من ثورته لتقول : اهدي بس وفهمني في ايه ياعثمان
لم يقل شئ بل اندفع الي احد ادراج مكتبه لتلتاع ملامح وجهها بفزع ماان رأته يخرج سلاحه الناري ويضعه بحزامه وعيناه تطلق الشرر اسرعت تجاهه لتقول بخوف وهي تتوقف امامه : عثمان في ايه..... انت واخد المسدس ده ورايح فين
قال في محاوله منه للسيطرة علي اعصابه ولكن عبثا فقد خرج صوته يفح النيران من الغضب الجحيمي الذي سيطر عليه ماان أبلغه المحامي بالحكم الذي صدر علي نادين ليقول بعصبيه ; اوعي من قدامي ياليلي
هزت راسها وثبتت اقدامها بالأرض قائلة : مش هوعي ياعثمان الا لما تفهمني انت رابح فين وناوي عليه
هتف بغل شديد : ناوي اخد صار اختي بأيدي
انصعقت من اجابته لتتقافز دقات قلبها بصدرها فهو ذاهب لقتل نادين..... ماان تحرك تجاه الباب حتي توقفت امامه باستماته هاتفه : مش هسيبك تخرج ياعثمان
زمجر بحده : قولتلك اوعي من قدامي
هزت راسها وتوقفت امامه في محاوله منها لأخذ سلاحه الناري من حزامه : لا ياعثمان مش هتخرج مش هسيبك تخرج تضيع نفسك
صاح بها بغضب شديد من محاولتها لمنعه : انتي اتجننتتي بقولك اوعي من قدامي
هزت راسها وهدرت بثبات : لا مش هوعي ومش هسيبك تعمل اللي في دماغك
زمجر بحده : متجننيش واوعي من قدامي هزت راسها ووقفت امام الباب بجسدها تمنعه قائلة : قولتلك مش، هسيبك
هتف بعصبيه شديدة : وانتي مين عشان تقوليلي اعمل ايه ومعملش ايه
هتفت بشراسه وثبات ; انا مراتك و ام ابنك و مش هسمحلك تأذي نفسك
زفر باحتراق : مالكيش دعوة بيا انا اعمل اللي انا عاوزة
هتفت بانفعال : ليا دعوة بكل حاج تخصك..... حياتك مش ملكك لوحدك ملكي وملك ادم وابنك واخوك كلنا محتاجين لك..... عشاننا كلنا هتهدي وتتصرف بعقل
هتف بسخط وهو يقبض علي ذراعها : لسه متخلقش اللي يقولي اعمل ايه ومعملش ايه.... اوعي من قدامي احسنلك
هزت راسها باصرار ومدت يدها تجاه سلاحه تحاول أخذه وهي تصيح به : قولتلك مش هوعي ياعثمان... مش هسيبك تخرج من هنا وترجع قاتل او مقتول
غاب عقله من الغضب الذي اعمي عيناه ليبعد يدها ويدفعها بقليل من القوة من امامه فتفقد توازنها وتقع بعد ان فشلت محاوله اللهيفه للأمساك بها بعد ان آفاق علي فعلته حينما انطلقت منها تلك الصرخه المتألمه ماان اصدم ظهرها بالأرض بقوة
.....!
عقد عمار حاجبيه بغضب شديد بينما يحاول المحامي شرح الوضع له بعد ان فقد الأمل في قول شئ لعثمان..... ياعمار باشا الموضوع لسه مخلصش... المجرمه دي اخدت سبع سنين في حادثه العربيه بس لسه خطف المهندس مصطفي ومحاولته خطف الهانم ولسه باقي القضايا اللي ابوها اعترف عليها انا مش هسكت
هدر عمار بحدة : هتعمل ايه ماهو اتحكم خلاص في قضيه ندي
: ياباشا للأسف مفيش دليل الا اعتراف يوسف وعماد الراوي وشهاده السواق والمحكمة ليها بالادله... لسه هتاخد كتم سنه تانين في باقي القضايا
هتف عمار بسخط وهو بكور قبضته : مش كفايه...
: ياباشا... قاطعه عمار قائلا : اقفل دلوقتي
اسرع يقود الي المنزل وهو يتوقع حاله أخيه الذي لابد وان جنونه...... وبالفعل قد جن جنونه بشده ماان رأها واقعه علي الارض تتألم بقوة...... جثي بلهفه علي الارض وعيناه تكاد تخرج من مكانها وهو يهتف بها... ليلي
ليلي
احاطها بذراعيه وحملها واسرع للخارج وهو ينادي بصوته الجهوري : حسااان هات العربيه بسرعه
قاد حسان بسرعه بينما تمسكت ليلي بذراعيه التي تحيط بها واغمضت عيناها التي انهمرت منها سيول دموعها ليس الما من وقوعها وإنما الما وخوفا عليه..... لن تتركه يفعل هذا.... لن تتركه يكون قاتل او مقتول ابدا
تألم قلبها باحتراق ورفضت ان تواجهه عيناها عيناه لتظل تبكي بصمت وهي متمسكه بذراعيه التي تحيط بها رافضة نطق شئ كلما سألها ان كانت بخير
.............
نظرت ليلي للطبيبه برجاء لتوميء الطبيبه قائلة : حاضر يامدام
اسرع عثمان بلهفه الي الطبيبه ماان خرجت من الغرفه : ايه مالها.؟
قالت الطبيبه باقتضاب : هتحتاج تفضل معانا في المستشفي كام يوم
قال بهلع : ليه.. حصل ليها حاجة
قالت الطبيبه وهي تتهرب من اجابه مباشرة بعد رجاء ليلي لها أن لا تخبره انها بخير وان الواقعه لم تؤثر عليها فهي بحاجة لان يبقي معها حتي يهديء ولا يخرج وهو بتلك الحاله ليرتكب تلك الجريمه
تكذب وتدعي المرض حتي لايتركها ويذهب للهلاك مضطره وستفعل اكثر من هذا لحمايته
دخل الي الغرفه ليتطلع الي عيونها التي انتفخت من البكاء خوفا عليه بينما ظنها تبكي من الوجع ليقول بخفوت وهو يتقدم ناحيتها : ليلي انا اسف مكنتش اقصد ااذيكي
اومات ونظرت له بحنان فلا تريده ان يشعر بالذنب لتقول : عارفه
ليتفاجيء بها تمد يدها له ليتقدم منها
ليقترب من فراشها لتقول وهي تأخذ يده وتضعها فوق بطنها ; المهم ان بنتك بخير مش كدة
لمعت عيناه بالرغم من كل هذا الغضب المشتعل بداخله احتراقا علي اخته
لتشعر ليلي بكل تلك النيران الملتهبه بداخله فتمرر يدا بحنان فوق يده وتهز راسها قائلة :طلعت بنت زي ماكان نفسك
غص حلقه فهي تجذبه لتلك السحابه الورديه لينسي ثأر اخته بينما تكمل بمغزي وصوت امتزج بالدموع : بنت زي ماكان نفسك.... ربنا كريم اوي
يفهم جيدا ماتحاولي فعله والذي يوافقها عليه قلبه ولكن عقله يرفضه ليعود الصراع المتحدم بين عقله وقلبه من جديد
هز راسه باقتضاب وسحب يده من أسفل يدها وقام من جوارها لتمسك بيده مجددا بسرعه وترفع عيناها اليه برجاء : متسبينيش ياعثمان
نظر لها قائلا باقتضاب : ارتاحي دلوقتي
هزت راسها برجاء : يبقي خليك معايا
قال وهو يبعد عيناه عن عيناها : هستني برا
تعرف انه يكذب وسيخرج ليفذ ماانتواه
لتمد يدها الي السيرم المغذي المعلق بذراعها تحاول نزعه فيهدر بها بانفعال : بتعملي ايه....؟
قالت بتحدي اضطرت له : لو مفضلتش معايا مش هفضل هنا ثانيه واحدة
قال من بين أسنانه : انتي تكيد اتجننتي الدكتورة قالت لازم ترتاحي
هزت راسها واجهته عيناها باتهام : ارتاح ازاي وانت ناوي تضيع نفسك
قال من بين أسنانه ; ليلي كفايه اللي حصل ومتدخليش في اللي ميخصكيش
قالت بانفعال : يخصني ياعثمان.....
بادلها الانفعال ليصرخ بها بعدم وعي وهو يهزها : ميخصكيش واوعي تفكري انك هتقجري تتحكمي فيا عشان بحبك.....
انا عثمان الباشا واعمل اللي انا عاوزة وثار اختي هاخده لو انطبقت السما علي الارض
تقف امام حائط صخري صلب لن يتزحزح او يتراجع امام تحدي او عناد ليتهادي لعقلها سريعا سلاح الانثي الفتاك والذي بالفعل جعله يتسمر مكانه ماان وحدها تنهار بنوبه بكاء ربما استخدمتها ضده ولكنها نبعت من قلبها المحترق خوفا عليه
زم شفتيه بحنق شديد بينما لم يستطيع قلبه تجاهل بكاءها ليعود اليها هاتفا بغضب : بتعيطي ليه
ظلت تبكي ولم تستطيع قول شئ من بين شهقاتها المتعاليه ليقول بقلق : حاجة بتوجعك.... ليلي كلميني وبطلي عياط
قالت بصوت مختنق بالبكاء : انا تعبانه اوي ياعثمان
نظر اليها بقلق لينادي بسرعه الطبيبه فتتمسك به : خليك جنبي ومتيبنيش
تمزق حرفيا بين قلبه الذي لا يستطيع تركها بتلك الحاله وبين عقله الذي انطلق من عقاله يدفعه لأخذ ثار
ليحسم قلبه الصراع ماان تمسكت به وقالت برجاء من بين دموعها : انا محتاجلك اوي ياعثمان متسبينيش.... عشان خاطري متسبينيش انا تعبانه وخايفه ومحتجالك
تنهد بغيظ وضيق من قلبه الذي لايطاوعه علي تركها بينما عقله يعرف انها تستخدم دهاء الانثي امامه ولكنها ليست اي انثي انها المرأه التي احبها وعرف وجود قلبه معها
جذب المقعد بقليل من العنف والقي بجسده فوقه ليزفر بحنق ... قعدت ممكن تبطلي عياط وتنامي بقي عشان ترتاحي
اومات له واخفت نظرات الانتصار بعيونها لتتظاهر بالتألم وهي تحاول الاعتدال
قال بقلق وهو يتجه اليها : انتي كويسه
هزت راسها وقالت بصوت ضعيف : ضهري واجعني ومش قادره اتحرك
قام من مكانه وهو يسب نفسه ويده التي دفعتها فكيف استطاع ان يؤذيها
أحاطهاا بذراعه ليعدل من وضعتها ويضع خلف ظهرها الوساده قائلا ; .. كدة كويس
اومات له ليعود مجددا الي مقعده ويخرج هاتفه يرسل بعض الرسائل التي عرفت محتواها بينما يداه تتحرك فوق شاشه الهاتف بهذا العنف فلابد وانه يعطي أوامر لرجاله
تعرف ان ماتفعله ليس إلا حل مؤقت وانه لن يبقي بجوارها طويلا ولكنها لن تيأس
.........
...
ارتبك الوضع وتعالا بضع صرخات مع أصوات مهدده ماان جن جنون نادين قبل دقائق والتي وقعت عيناها علي سلاح الضابط فأخذته منه مهدده..... محدش يقرب مني
صرخ الجميع وعم الهلع ارجاء المكان لتسرع مروة تختفي خلف احد الاعمده بينما تهدد نادين بجنون مطلق : محدش يقرب ليا
صاح بها الضباط الذي رفعوا اسلحتهم بوجهها : ارمي السلاح اللي في ايدك
صوبته امامهم ليقول عبد المحسن برجاء : نزلي السلاح يانادين متضيعيش نفسك
هتفت بجنون وهي تتذكر مقدار العذاب الذي رأته وستراه بالسجن ماان تعود مجددا : انا كده كدة ضعت... مش هرجع السجن تاني
خطت خطوة للخلف متجاهله تحذيرات الضباط لتلوح بالسلاح تجاه أحدهم وهي تنظر الي ذلك الدرج الضخم بوسط مبني المحكمه الذي امتليء بالضباط والعسكر والمتهمين : هقتله لو حد قرب مني
ببساله كان أحد الضابط يحاول تخليص زميله لتطلق نادين رصاصه طائشه أصابت احد الضباط بكتفه لتتلقي بنفس لحظتها رصاصه اخترقت جسدها....!!
.........
... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
الفصل التالي
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك