القاسي الفصل الثامن والثلاثون

0

الفصل السابق

وقفت لارا بابتسامه واسعه وعيون لمعت بالسعاده تتابع عمار وهو يغادر من أسفل منزلهم بسيارته الفارهه لتطلق امها بعدها عده زغاريد جعلت جميع جيرانهم يعرفون بخبر خطبه ابنتها ..... نزلت ساره صديقها وجارتها من الدور العلوي بابتسامه واسعه وهي تهنئها : مبروك يارورو
قالت لارا بسعاده : الله يبارك فيكي
جلست لارا بسعاده تحكي لساره عن فارس الأحلام الذي تحلم به كل فتاه وها قد حصلت عليه لتقول ساره بمشاكسه ; اه يامحظوظه.... واحد من عيله الباشا نفسها... وقعتي عليه ازاي ده يارورو
قالت لارا بثقه عاليه : ومقعش علي واحد زيه ليه.... انا دكتورة وحلوة وصغيرة واي واحد يتمناني
ضحكت سارة قائلة : طول عمرك مغرورة
قالت لارا بتعالي : اسمها واثقه في نفسي مش مغرورة
ضحكت سارة ومن يعرف صديقتها اكثر منها لتقول ; لا يااختي مغرورة وكلنا عارفينك.... ولسه لما تتجوزي الباشا هنشوف هتعملي ايه
تنهدت لارا مطولا وهي تحتضن يدها التي تحمل ذلك الخاتم الثمين : هعمل كل اللي كنت بحلم بيه... هبقي صاحبه المستشفي مش بس مجرد دكتورة بشتغل فيها
أوقفت سارة  جموح خيال صديقتها قائلة :حيلك حيلك صاحبه المستشفى مرة واحدة
اومأت لارا بتأكيد : طبعا.... مش بتاعه جوزي
هزت سارة راسها قائلة : اه بس واحدة واحدة احسن يفكرك طمعانه
ضحكت لارا بثقه : طمعانه في حاجتي وحقي
معتقدش..... وبعدين ياسارة لو تشوفي بصته ليا هتعرفي انه بيموت فيا....
نظرت الي انعكاس صورتها في المرأه وتابعت بثقه ; ده حبني من اول ماشافني..... واهو كان كام يوم وجاب أخوه يخطبني
اومات سارة بجديه : عموما واحدة واحدة عشان ميفهمكيش غلط
...........
....

نظرت ليلي الي عثمان الذي سرعان مااخفي مايحمله الخزانه لتسأله : بتحط ايه في الدولاب ياحبيبي
قال عثمان ببراءه : ابدا حاجات شغل
اومأت له ليقول : هروح اطمن على ادم وارجعلك تكوني جهزتي
: برضه سر ومش عاوز تقولي احنا رايحين فين
اومأ لها ليتقدم منها قائلا بهمس مثير : بطلي اسئله ويلا اجهزي
..............

خرج عثمان متجها الي غرفه ادم لتختفي الابتسامه من علي وجه ليلي التي جاهدت لتزيفها امامه منذ الصباح وهي تحاول مجاراته بعدم فهم لما يفعله فهي توقعت شئ اخر لهذا اليوم... فاليوم هو ذكري وفاه اخته وتوقعت ان يكون بحاله سيئه بعد ان اختفى طوال اليوم بالعمل
لتتفاجيء به حينما يعود يخبرها ان تجهز للذهاب معه لمكان لا تعرفه
وضعت يدها فوق صدرها تستشعر انقباض دقات قلبها بينما القلق يتسرب لاوصالها بسبب هدوءه وتظاهره بأن اليوم كأي يوم اخر...... بعد عده ساعات ستكون قد مرت سنه علي اسوء ذكرياته وهي متوقعه سوء حالته ولكن هذا الهروب الذي يتعمده ويتظاهر به وكأنه يوم يشبه اي يوم آخر هو مايقلقها..  ... لذا مهما  حاولت مجاراته بابتسامتها فأن قلبها يتألم بشده من أجله بينما مازال يشيد الاسوار حول وجع قلبه ولايدعها تري حزنه ليتألم وحده..
عاد اليها بعد قليل ليجدها مازالت جالسه مكانها شارده ...
: انتي لسه مجهزتيش ياليلي
قامت من مكانها واتجهت اليه لتنظر الي عيناه قائلة : مش هتقولي رايحين فين
هز راسه قائلا بابتسامه هادئه :  لا
سألته وعيناها لا تفارق النظر لعيناه لعل نظراته تخبرها بما لا يريد قوله : ليه.؟
ربت علي كتفها قائلا : بلاش اعملك مفاجأه يعني  في يوم زي ده
اقتربت منه ورفعت يداها لتحيط وجنته قائلة  بحنان : انت احسن مفاجأه في حياتي.... كفايه عليا انت وبس انا مش عاوزة غيرك
نظر مطولا لعيونها بينما استشعر بأنه شعرت به مهما جاهد ليخفي مشاعره ليحيط خصرها بذراعه قائلا بتنهيده عميقه : انتي مش متخيله انا محتاجلك اد ايه النهارده
مررت يدها برفق علي وجنته وتابعت ; انا جنبك علي طول
ابتسم وسرعان مااخفي غصه حلقه وهو يقول : يبقي يلا اجهزي مش عاوز افضل هنا كتير
تألم قلبها من انفلات تلك الكلمات من بين شفتيه..... فهو بالفعل يهرب... نعم يهرب من تلك الذكري.... يهرب من تلك المكالمه التي أتت له بعد منتصف الليل تخبره بهذا الخبر المشؤوم .... يهرب ولا يجد مكان سوي احضانها للاختباء به من ذكراه المؤلمه...!
ارتدت ملابسها لتجده يقف خلفها ويمد يده ليأخذ بضع ملابس لها ويضعها بتلك الحقيبه الصغيرة.... استدارت اليه وسألته ... احنا مسافرين..؟
هز راسه وهو يضع ذلك الكيس الورقي الانيق بالحقيقه قائلا ; قولت متسأليش
طوال الطريق وهي تنظر لجانب وجهه وتحاول بجهد إخفاء شفقتها عليه بينما يبذل مجهود مضني للهروب من ذكرياته والتظاهر انه بخير ...وهي تدرك جيدا انه ليس بخير ابدا فكل مايفعله الان ليس بمحله بيوم كهذا خاصه مع تلك المشاعر التي لابد وانها تذبحه كل لحظة تمر ولن ينساها بتلك السهوله مهما حاول لذا فهو يجلب علي نفسه المزيد من الألم والوجع.....
وضعت يدها برفق علي ذراعه قائلة  : عثمان حبيبي انا عارفه ان الذكري دي وجعاك و..... قاطعها قائلا وهو يوقف السيارة : هششش مش عاوز اتكلم ولاافكر في اي حاجة....
نظر الي عيونها برجاء قائلا : عاوز تكوني في حضني وبس ياليلي
اومات له وحاولت مجاراته لتبتسم بحنان قائلة : حاضر
سارت برفقته حينما أوقف السيارة 
بباحه احد الفنادق الضخمه المطله علي البحر بالساحل الشمالي والذي امتليء بمظاهر  الاحتفال بقدوم العام الجديد...... انوار متلألأه وحفل ضخم تعالت منه أصوات الموسيقي وأصوات ضحكات صاخبه
نظرت له بشفقه فهو يهرب من مشاعره ويدفن نفسه وسط صخب الحياه لعله ينسي
سحبت نفس عميق وهي تفكر كم كانت تريد أن تكون بجواره وتخفف عنه حزنه
متوقعه ان يترك العنان لحزنه الذي تجدد اليوم ولكنه وجد الهروب سبيل لذا ستكون بجواره بأي طريق يختاره.....
قال وهو يمسك بيدها ويدخل بها الي بهو الفندق الضخم ; تحبي نسهر شويه هنا ولا نطلع الاوضه علي طول
قالت وعيناها تتطلع اليه : زي ماانت عاوز
هز كتفه قائلا : انا مش بحب الدوشة بس لو عاوزة تسهري معنديش مانع
هزت راسها ; انا كمان مش بحب الحفلات  خلينا نطلع فوق احسن
لم تفارق يداه احتضان يدها  وهما يصعدان
لذلك الجناح الضخم الذي حجزة لهم فهو بحاجة اليها اليوم أكثر من أي يوم... لا يريد أن يكون وحده في مواجهه ذلك الحزن الذي يقتل قلبه ويجعله عاجز عن التنفس.... يريد أن يرمي حزنه بين ذراعيها كطفل يلقي بهمومه وينساها بين أحضان امه  .... وضع العامل الحقيبه وانصرف لتلتفت اليه ليلي بابتسامه رقيقه بينما قال : انا عارف انك بتحبي البحر فقولت نقضي ليله رأس السنه هنا
ظلت عيناها تتطلع الي ملامحه ليسالها :
ايه ياليلي مالك ساكته ليه..... المفاجاه مش عجباكي
هزت راسها ; لا طبعا مفاجأه حلوة جدا  .... ربنا يخليك ليا
نظر لها داعب شعرها بحنان فكم يشعر قلبه بالراحه لمجرد النظر اليها وكأنها امانه وطمأنينته ليقول : كل سنه وانتي طيبه
قالت بحب وهي تضم نفسها لصدره ; وانت طيب وفي حياتي ومعايا وجنبي
رفعت يداه لتضع قبله بداخلها قائلة : ربنا يخليك ليا ياحبيبي
قاطعتهم تلك الطرقات علي الباب ليقول وهو يشير لها :  ده اكيد العشا
اتسعت عيناها بعدم تصديق وهي تري تلك الوليمه الضخمه من الأسماك التي احضرها النادل علي احدي الطاولات....
لتقول بدهشة : عثمان ايه كل ده....
ابتسم لها وهو يجر الطاوله : العشا
: هتتعشي سمك وجمبري وانت اصلا مش بتتعشي... ضحكت وتابعت : ايه قلبت علي الزبادي والفاكهه
ضحك بضخب قائلا بمكر ; لا زبادي ايه انتي عاوزاني انام جنبك.....الليله دي سمك وجمبري بس
اتسعت عيون ليلي بعدم تصديق واحمر وجهها من مغزى كلماته الوقحه
بينما تتطلع لعثمان الذي غمز بعبث : النهارده راس السنه.... لازم نحتفل
.....

جذبها من يدها لتجلس بجواره يتناولون العشاء سويا بينما عمار اختار قضاء تلك الليله بمفرده ليوصي هدي بأدم ويغادر بعد انصراف عثمان وليلي
......
كطفلها الصغير كانت عيناها تتأمل بقلق تفاصيله....فالبرغم من انه يتحدث معها ويضحك ولكنها تري حزن قلبه الذي يخفيه.....
وضعت في فمه قطعه من الجمبري الذي قشرته له لتلوح ابتسامه علي جانب شفتيه ويشرد للحظات بعدها يضع الشوكه من يده ويمسح يده وفمه بالمنديل لتنتبه ليلي اليه : ايه ياحبيبي مالك كمل اكلك.؟
نظر اليها متنهدا لتلك الذكري الحلوة والتي امتلئت مرارة بالرغم من حلاوتها ومهما حاول الهروب فهاهي تلاحقه ليقول :  تعرفي ان بقالي كتير اوي مأكلتش جمبري
نظرت له قائلة ; ليه... انت مش بتحبه. ؟
هز راسه قائلا : لا بحبه .... بس طول عمري مش، بحب اقشره وماليش خلق ابدا
الوحيده اللي كانت بتقشره ليا زيك كدة كانت ندي الله يرحمها
لمعت الدموع التي جاهدت طوال اليوم لإخفاءها بعيونها بينما لا تعرف كيف تزيل وجع قلبه ولا كيف تجعله يفيض بمكنونات قلبه لها ليرتاح بدلا من كل الهروب ليجدها ترتمي علي صدره وتنساب دموعها بغزاره متأثره بمقدار قسوته علي نفسه وعدم إظهار حزنه.... ربت علي كتفها بحنان : شششش مش عاوز عياط النهارده خالص
هزت راسها وحاولت ان تتوقف عن البكاء ولكن دموعها ازدادت انهمارا لتدفن راسها بصدره و تبكي دون ان تستطيع السيطرة علي دموعها
غالب حزنه الذي يجاهد للهروب منه ليرفع ذقنها اليه بحنان ويمسح دموعها التي بعثرت مكياج عيونها لينظر الي قميصه بمرح مغاير لذلك الحزن الذي لايريد ان يتركه يتسرب اليه   : كدة بوظتي القميص بتاعي بالكحل بتاعك
نظرت اليه والي قميصه لتمسح دموعها وهي تقول باعتذار : معلش ياحبيبي..... هات هنضفهولك
اومأ لها ليعتدل واقفا امامها بينما
فكت ازرار القميص  لتشعر بأنفاسه تداعب وجنتها بينما يحيط بخصرها ماان فكت كل ازار قميصه وبدأت تخلعه عن صدره العريض
ليمسك بها ماان تحركت : تعالي هنا رايحة فين
رفعت يدها قائلة : القميص
ضحك قائلا : قميص ايه.... فداكي مليون قميص.....
نظرت له ليغمز لها بعبث :انا بس كنت عاوزك تقلعيني مش اكتر
قبل ان تقول شئ كان يحملها ويتجه بها الي الغرفه انزلها برفق قائلا وهو ينظر في ساعته الانيقه ; فاضل نص ساعه على السنه الجديده البسي اللي في الكيس ده وانا هستناكي برا
اتجهت الي ذلك الكيس الورقي الانيق بفضول لتعرف محتواه لنتدفع الدماء الخجوله لوجهها نظرت اليه بعدم تصديق..... انت بجد اشتريت ده ازاي
ضحك قائلا : اون لاين
هزت راسها وهي تنظر الي محتويات الكيس : لا طبعا استحاله البس كدة
نظر في ساعته قائلا بتنبيه : ضاع خمس دقايق من النص ساعه
رفعت حاجبيها : انت بجد عاوزني البس ده
اومأ لها قائلا بمكر  :امال جايبه ليه  ..... اه طبعا عاوز اتجنن اكتر ماانا مجنون بيكي
لم تعترض ولن تفعل فهي اليوم ستحقق له كل مايريد ان كان بتلك الطريقه سيتجاوز حزنه
ارتدت مااحضره ووقفت امام المرأه ليحمر وجهها وهي تتأمل نفسها بهذا الطقم المثير  ذو اللون الأحمر وذلك القماش الذي لايخفي شئ بينما حاوط جسدها الفاتن الذي
ارتدت فوقه روب من الستان الأحمر قصير للغايه أبرز ساقها الممشوقه ثم ارتدت حذاء بكعب عالي ووضعت احمر شفاه ناري وتركت شعرها منسدل علي كتفيها..... خرج من الاستحمام وهو يجفف خصلات شعره ليتوقف مكانه ويفكر.....
هل ندم للتو علي مااحضره لها بمجرد رؤيتها فهي جسدت قنبله من الاثاره خلبت أنفاسه ودقات قلبه بينما افترست عيناه كل انش بها
قالت بجرأه لتغالب خجلها من نظراته التي تفترسها : مالك.... ساكت ليه.... مش عاجبك
هز راسه قائلا وعيناه تتجول فوق كل انش بها : مش لاقي كلمه توصف جمالك
مد يداه اليها لتاتي اليه..... لتقترب منه ببطء فتتحرك عيناه بتمهل من الأسفل للأعلى يتطلع لها باعجاب شديد..... بينما أحاط ذلك الروب خصرها النحيل دون أن يشوب جسدها شائبه بالرغم من انها بشهرها الرابع..... امسكت بيده ليجذبها اليه هامسا بعبث بجوار اذنها..... .. امال لما اشوف اللي تحت الروب هيحصل ليا ايه... انا خلاص اتجننت بجمالك
رفعت نفسها علي أطراف اصابعها قائلة : بعد الشر عليك من الجنان
أحاط خصرها واخذها ليخرجا سويا الي تلك الشرفه الشاهقه الارتفاع ليتطلعون ان الي الألعاب الناريه التي ملئت السماء ماان أصبحت الساعه الثانيه عشر.....
قبله متمهله تناول بها شفتيها كانت النهاية او البدايه لتلك الليله التي اضافتها الي قائمه سعادتها برفقته بينما ترك العالم واختار الهروب من حزنه بين احضانها لتعطيه من حنانها وحبها بلا حدود وهو لم يتوقف عن النهل من عذوبه حبها..... افترس شفتيها بقبلاته بينما يتراجع بها الي ذلك الفراش الوثير لتمتد يداه بصبر نافذ الي حزام ذاك الروب الحريري ويفك عقدته ومعه تنفك عقده مشاعره التي اثارتها بجمالها الافخاذ لتنجح في سحبه بعيدا عن تيار حزنه ويسبح بأمان في بحر حبها..... احاطت ليلي كتفه بذراعيها بينما شفتاه تتجول فوق عنقها الناعم بقبلات مثيرة وهو يهمس بكلمات الحب والغرام لها قبل ان تعود شفتاه الي شفتيها فلا يصبح للكلام محل......
كان يريد الهروب من تلك الذكري السيئة بحفر ذكريات سعيده برفقتها وقد ظن نفسه قد نجح بينما يختطف السعاده بين ذراعيها ولكن عبثا فكلما تقدمت الساعه كلما شعر بأن أنفاسه تضيق اكثر وتمر الذكريات امام عيناه وكانه حدثت قبل لحظات.... ابتعلت ليلي غصه حلقها وهي تقاوم شعورها المضني بالاسي والحزن تجاهه فهي تشعر بما يختلح قلبه الذي وضعت راسها فوقه..... ولم تحتمل ان تتركه ماان قام من الفراش وخرج الي الشرفه وهو يمرر يداه علي عنقه يحاول التنفس..... لم تتردد في الخروج خلفه لتجذب روبها الحريري وتضعه فوق جسدها العاري وبلحظة وجدها تحيط بظهره وتحتضنه بقوة بينما دقات قلبها يعتصرها الألم من أجله.... ظل بضع لحظات مكانه لحين استطاع السيطرة علي نفسه ليلتف بعدها ناحيتها توقفت امامه ورفعت عيناها التي لمعت بها الدموع ولم تقل شئ ولكن نظراتها ولمساتها طبطبت علي جروحه..... امسكت يده دون قول شئ لتعود به الي الداخل وتضع راسه كطفل صغير على صدرها وتمرر يدها بحنان فوق خصلات شعره لتنفلت تنهيده حاره من بين ضلوعه تبعها بكلمه واحده :
وحشتني......
كلمه تبعها فيضان من الدموع منها مع دمعه عاصيه منه تمردت وغادرت جفونه سرعان مامحتها اناملها الرقيقه
نام بين ذراعيها وقد استطاعت بحنانها جعله يعبر تلك الليله الصعبه لتكون الوحيده التي تجرد امامها من قسوة مشاعره وغادر قلبه من قشرته الصلبه لتري حزنه ودموعه وتحتويه
...........
.......

اتجهت نجوي الي عمار حينما استيقظت فجرا لتصلي الفجر
قالت برفق : اسفة ياابني اني بتدخل بس قلقت عليك لما لقيتك قاعد لوحدك
انت كويس
هز راسه بحزن شديد قائلا ;مش كويس خالص
اقتربت منه نجوي بحنان وربتت علي كتفه قائلة ; ليه بس ياابني..
دون وعي وجد نفسه يخبرها بهذا الحزن الذي يكتسح قلبه علي فراق اخته الصغيره والذي لم يجد احد بجواره يشاركه به وقد تمني ان تكون لارا ولكنه أعطاها العذر فهي لاتعرف شئ
...........
في الصباح استيقظ عثمان قبل ليلي ليجلس بجوارها يتأملها قليلا قبل ان ينحني ويقبل جبينها بمشاعر لاتصفها كلمات لتفتح عيونها فتزدهر حياته وهو يتأمل ازدهار لون  عيونها الصافي لينطق بصدق : بحبك
ابتسمت له برضي وقربت نفسها الي دفيء جسده قائلة : وانا كمان بحبك ونفسي اخليك اسعد راجل في الدنيا
قبل راسها قائلا : طول ماانتي في حياتي وجنبي انا مبسوط
.......
... أصرت علي العوده للمنزل حتي لاتترك ادم وحده والذي ماان دخلت الي المنزل حتي  ركض الي الدرج دون أن يتجه اليها         
نظرت الي هدي باستفعام لتقول :  أصله
صحي بليل وعيط وزعلان انك وعثمان باشا مكنتوش هنا
اسرعت ليلي خلفه لتحاول مراضاته....
ولكنه قطب جبينه واحاط جسده بذراعيه : مخاصمك
احتضنته بحب واغدقته بالقبلات : انا مقدرش ابدا علي خصام الباشا... حقك عليا
هز راسه بعناد يشبهه عثمان لتظل ليلي تراضيه وتقول : طيب ايه رايك ان
النهارده اليوم كله بتاعك.... هنعمل كل اللي انت عاوزة
نظر لها بشك ;كل حاجة انا عاوزها
لتهز راسها له : طبعا ياباشا

......
تنهد عمار بارتياح وهو يدخل بسيارته الي بوابه المنزل الحديديه فكم ارتاح للتحدث مع تلك المرأه الطيبه.... نزل من السيارة ليجد لارا تتصل به : صباح الخير
قال بهدوء ; صباح النور
:كل سنه وانت طيب
: وانتي طيبه
قالت بتساؤل : انت  زعلان مني
هز راسه فهو اتصل بها كثيرا لأنه كان بحاجة للحديث معها ولكنها لم تجيب ليقول ; لا
: اصلي نمت بدري
اومأ لها  : محصلش حاجة
: طيب هتعدي علينا النهارده
قال عمار : لو عاوزة نخرج اوك
قالت بقليل من المكر ; لا في البيت
عقد حاجبيه : ليه..؟
: عادي بس مينفعش نخرج لوحدنا
قال عمار باستهجان: ليه مش مخطوبين
: اه بس بابا..... قاطعها قائلا : اكيد هستأذن منه
: مش الموضوع بس لو سمحت خليني مرتاحة.... هستناك في البيت
اومأ لها وسحب نفس عميق ودخل للمنزل
سألتها سارة صديقتها ; ايه يابنتي مخرجتيش معاه ليه
قالت لارا : لازم يعرف ان الموضوع صعب عشان يجري ورايا
قالت ساره بعدم رضي : بس ميصحش وبعدين انتي عارفه ان سنويه اخته كانت امبارح وكان المفروض تردي عليه
هزت كتفها ببرود : وانا اعرف منين
قالت سارة بتوبيخ ; هتستهبلي مااحنا عرفنا عنه كل حاجة من النت
اومات لها ; اه عرفت معلومات لنفسي بس هو لسه مقالش حاجة ليا عن نفسه
قالت ساره بعدم فهم : ايه كل الخطط دي هو انتي داخله حرب
قالت لارا بخبث : ده ذكاء مني....لازم احسب خطواتي كويس.... وخصوصا لما عرفت انه مطلق وواضح انه دنجوان فأنا لازم اكون ذكيه في تعاملي معاه
قالت سارة بجديه ; لارا انتي بتتكلمي جد
: اه طبعا
: طيب لو موضوع طلاقه مضايقك ماتساليه احسن وهو هيجاوبك بدل اللف والدوران وبعدين انتي لسه مخطوبه من كام يوم و الراجل دخل البيت من بابه وهيتجوزك اخر الشهر.... في ايه بقي... ؟
قالت لارا بجديه : ساره انتي ياحبيتي علي نياتك شويه وده مينفعش..... انا عاوزة أنجح جوازي وده مش بيحصل بالهبل بتاعك بيحصل لما اخليه يحبني وميقدرش يستغني عني.... هو فاكر انه خلاص لما خطبني وصل ليا بس لازم يعرف ان الموضوع صعب ويتعب عشان يوصل ليا عشان يفكر الف مرة قبل ما يسيبني زي ما ساب مراته بعد كام شهر جواز
: وانتي مالك ومالها اكيد في سبب خلاه يسببها
قالت لارا : او انه زهق..... انتي لازم تعملي زيي بدل ماانتي بقالك سنتين مخطوبه من سي محمد اللي ولا علي باله ومسافر وسايبك
: سايبني عشان بيبني مستقبلنا والاجازة اللي جايه هنتجوز ان شاء الله
قالت لارا ببرود : براحتك بس انا لو منك اسيطر من اول يوم
قالت سارة بجديه : يابنتي هسيطر بحبي مش
بالخطط
قالت لارا بثقه : بالاتنين.... الذكاء والحب ولازم هو يحبك اكتر عشان تعرفي تتحكمي فيه
قالت سارة بتهكم: وانا اتحكم فيه ليه... ده راجل يابنتي
قالت لارا بثقه ; خلاص انا غلطانه اني بنصحك.... خليكي انتي في أحلامك عن الراجل المثالي وانا خليني في أحلامي اللي بقت واقع
........
....
ارتشف عثمان القليل من قهوته قائلا لاخيه
: عمار انا اه عملت الخطوة دي بس ده ميمنعش اني نوعا ما مش مقتنع
عقد عمار حاجبيه : مش مقتنع بأيه..؟
هز عثمان كتفه وجلس امام أخيه قائلا : يعني المرة الأولى قولت تتجوز بعقلك واخترت بنت من عيله وتعرفها وحلوة و.. و... واخر الأسباب عشان ادم وانا قولت مفيهاش حاجة طالما انت مقتنع إنما المرة دي مش ملاحظ انك اخترت بنفس الطريقه
رفع أصبعه وتابع : وده مش معناه ان لارا شيرين ولا اني معترض بس مستغرب
تنهد عمار قائلا : ايه المشكله في اختياري
شفت بنت عجبتني وهتجوزها هنعمل بيت هاديء ولطيف.... وهحبها
قال عثمان برفض : وهو الحب بقي بالنيه
هز عمار راسه بجديه قائلا : لا السعاده هي اللي بالنيه وانا ناوي ونفسي اعيش حياة هاديه وسعيده مع بنت كويسه ومع ولادي ان شاء الله امك سابت ليا عقده انا كمان ياعثمان
رفع عمار عيناه الي أخيه وردد مجددا :  جايز مش زيك مكرهتش الستات بس مش عاوز ولادي يعيشوا زي اللي انا عيشته.... من وانا صغير وانا ناوي يكون لولادي حياه هاديه و سعيده
رفع عثمان حاجبه ; وده مش هيحصل لو اتجوزت وانت بتحب
ضحك عمار قائلا : الباشا بقي بيتكلم في الحب
; عمار إتمام بجد وبطل هزار... انت مقتنع بالجواز دي
اومأ له : اه جواز تقليدي وانا أن شاء الله هعمل كل جهدي عشان ينجح
وبعدين هي كل الرجاله عندها الفرصه تحب... ياعثمان حكايتك انت وليلي حاجة كدة مش بتحصل كتير وانا راضي جدا ومبسوط
اومأ له قائلا : اللي يهمني تكون مبسوط ياعمار
هز عمار راسه قائلا : مبسوط ياعثمان ..
سأله عثمان بتردد : وشيرين.. ؟
قال عمار بقطعيه : صفحه واتقفلت

  ........
عقد ذلك الرجل المهيب حاجبيه وهو يتطلع الي حاله ابنه اخته المذريه لترتمي نادين بحضنه ماان رأته وتنهار بنوبه بكاء : خالو شفت اللي حصل ليا
نظر لها اليها خالها بنزق وربت علي كتفها قائلا : اهدي يانادين وفهميني اية اللي وصلك لهنا... انا جاي من لندن علي ملي وشي لما عرفت
قالت ببكاء : مش قادره ياخالو هموت في المكان ده.... انا ضعت ياخالو
تنهد عبد المحسن الأسيوطي قائلا ; قولت واحدة واحدة وفهميني ازاي كل ده حصل عشان اعرف اساعدك
اخبرته نادين بماحدث وكعادتها كان كل اللوم يقع علي قائمه طويله وهي ليست منهم..... رمت بكل شئ علي يوسف وابيها وبالتأكيد اولهم عثمان ليقول عبد المحسن  : متقلقيش انا هقوملك اكبر محامين في البلد ومش هسيبك ابدا
قالت برجاء : خالو انت لازم متسبنيش هنا.... انا بتعذب كل يوم.... نظرت الي ساقها المتضرر بتحسر : انا هموت لو فضلت هنا اكتر من كدة
: متقلقيش انا هتكلم مع المحامين وفي جلسه المحكمه هحاول اخرجك بأي تمن

...........

طرقت شيرين باب غرفه ابيها الذي تابع النظر في الأوراق التي امامه دون قول شئ
لتقول بخفوت : بابا تسمح اتكلم مع حضرتك
ظل علي حالته دون قول شئ لتتقدم منه بضع خطوات بالرغم من تجاهله لها كالعاده لتقول بصوت واهن : انا عارفه ان حضرتك مش عاوز تبص في وشي ولا تسمع صوتي وليك حق بس انا لازم افضل اعتذر لحضرتك واقول اني غلطت وغلط كبير اوي وماليش عذر ولا مبرر.... لازم اطلب من حضرتك كل لحظة تسامحني
لمعت الدموع في عيونها وسرعان ماانهمرت علي وجنتها الحمراء للغايه وهي تتابع برجاء ; ارجوك يابا سامحني..... انا عارفه اني استحق اكتر من كدة بس ارجوك سامحني انا مش لاقيه لنفسي عذر ولا مبرر بس طمعانه في سماح حضرتك ..... جايز بيني وبين نفسي عارفه ان هو ضحك عليا واستغل سذاجتي بس مقدرش اقول كدة لان ده مش عذر
انا ماليش اي عذر
تحشرج صوتها من كثرة البكاء بينما
جثت علي قدمها امامه وهي تتابع :  انت اديتني حريه ووثقت فيا بس للأسف انا اخترت اكون وسط دنيا وناس غلط عشان كنت فاكرة اني بعمل شخصيه لنفسي
انحنت لتحاول تقبيل يده برجاء وهي تقول : من غير رضاك عني مش قادره اعيش.... انا كل يوم بدعي ربنا ياخدني عشان اريح حضرتك من العبء اللي حطيته علي ضهرك
عقد كامل حاجبيه واجتذب انتباهه تلك النيران التي انبعثت من وجهها ماان لامسته
ليمسك بذراعيها بلهفه وقلق وينظر الي وجهها.... وقد رق قلبه فهو الاب بكل الاحوال : انتي كويسه
وضع يده بقلق علي وجنتها الحمراء ليجدها ساخنه للغايه وبلحظة يقفز قلب الاب من بين ضلوعه ويختفي الغضب ويحل محله القلق واللهفه وهو يحيط بذراعيه جسدها الذي التهب سخونه مناديا امها.... عبير....
عبيرر
...............
.....

دخلت ليلي الي مكتب عثمان حيث جلس هو عمار منذ اكثر من ساعتين يتحدثون ليركض ادم ويسبقها إليهم
رفع عثمان عيناه اليها بينما تزداد جمالا كل يوم كلما طغت روحها الحلوة عليها واثرت في حياتهم اكثر فهي أصبحت الام والأخت والصديقه والزوجه..
: يلا الغدا جاهز
قال عمار :  لا بالهنا والشفا اتغدو انتوا انا خارج
عقدت ليلي حاجبيها : لا طبعا مفيش خروج من غير غدا
ضحك عمار ونظر الي أخيه الذي تظاهر بالانشغال مع ادم فلن يتدخل امامها : طيب اصلي معزوم عند لارا
هزت ليلي راسها قائلة : اه.. اذا كان كدة تمام
شاكسها عمار قائلا : يعني افراج
اومات له ليأخذ هاتفه ومفاتيح سيارته ويتجه الي الباب...... اوقفته ليلي : صحيح ياعمار التفت لها لتقول : المفروض تعزم لارا وأهلها  هنا عشان تشوف البيت ولو حابه تغير حاجة
قال عمار بعدم اكتراث : مفيش داعي انتي خليهم يفضوا ليا اوضه في الدور اللي تحت   وهاتي فرش جديد وخلاص علي ذوقك
رفعت حاجبيها : انا.. وانا مالي انتوا اللي هتتجوزا مش انا وبعدين ده حقها انها تختار علي الاقل الفرش بتاع المكان اللي هتعيش فيه
شاكسها عمار قائلا : وهو انتي اخترتي حاجة
ضحكت ليلي وهي تنظر الي عثمان : انت تعتقد أن الباشا هيسيبني اغير الوان اوضته المشرقه دي
ضحك عمار بضخب :  عندك حق... مشرقه جدا اسود ورمادي
قال عثمان بنزق : شيك
قالت ليلي بمرح : ومالها ياحبيبي باقي الألوان ماهي شيك برضه... طيب تصدق ان عمار طلعها في دماغي وفعلا بفكر اغير الوان الاوضه
نظر عثمان لاخيه بغيظ قائلا من بين أسنانه  : لا بقولك ايه اطلع برا وكفايه كدة..... خلي خطيبتك تنقي الوان براحتها
التفت الي ليلي وهو يعتدل واقفا ويحمل ادم قائلا بمرح عكس عادته :  الاوضه حلوة وزي الفل صح يالولو
نظر عمار له بعيون متسعه مرددا  : لولو..!!
وكزة عثمان بكتفه : بس يلا
التفت عمار الي ليلي التي احمر وجهها خجلا من دلاله لها امام عمار الذي قال ; ليلي هانم انا لو منك استغل الموقف واغير الالوان
قال عثمان بثقة : لا... انت لو مني تسيطر من الاول
نظرت له ليلي بطرف عيناها بينما يقول :مش انا مسيطر ياروحي
ضحكت قائلة ; طبعا... يلا الغدا عشام ادم جاع
مدت يدها لتحمل منه ادم ولكنه قال : لا خليه عشان ظهرك
نظر عمار في اثرهم بابتسامه واسعه فلو كان أحد اخبره قبل عده أشهر ان هذا مايكون عليه عثمان لما كان صدق... والان هاهو زوج محل هاديء حنون
............
...

استقبلته امينه والده لارا بالترحاب وهي تأخذ منه تلك الأشياء الكثيرة التي احضرها ببذخ قائلة ; مكنش له لزوم ياابني تكلف نفسك
قال بتهذيب : ابدا حاجة بسيطة
رحب به جلال قائلا : اتفضل ياابني
بعد قليل دخلت لارا بجمالها الافخاذ قائلة برقه : اهلا ياعمار
نظرت بطرف عيناها الي تلك الأشياء التي احضرها من أشهر المحلات لتبتسم لنفسها بثقه وتجلس ليتركهم والدها بعد قليل يجلسون وحدهم بينما اتجهت والدتها لتجهيز الغداء
لتقول لارا برقه : مع اني زعلانه منك كان المفروض انك جاي امبارح نحتفل برأس السنه
اومأ بقليل من الشجن قائلا :  معلش مش بحب احتفل لانه ذكري وفاه ندي
قالت بتأثر مزيف :  بجد.... اسفه ياعمار انا مكنتش اعرف
اومأ باسي قائلا :ماتت ليله راس السنه في حادثه
تحدثا قليلا عما حدث لتزيف لارا حزنها بينما عيناها تتطلع اليه فهو بالنسبه لها هدف يجب أن تعرف كيفيه الحفاظ عليه خاصه وقد قرأت الكثير عن كونه ما زوجته الاولي سريعا في مواقع التواصل الاجتماعي كتفسير لطلاقهم السريع لتحاول قدر الإمكان تركيز اهتمامها علي كيفيه ضمانه بحياتها بينما لاتعرف شئ وان عمار ليس بهذا الرجل الصعب وكل مايطمح له هو مشاعر حقيقيه....
قال عمار اخيرا :  ليلي كانت بتقول انك تيجي تشوفي البيت وتختار الفرش والحاجات دي رفعت حاجبيها : ليلي.. ؟!
اليس هو من المفترض أن يطلب منها وليس زوجه أخيه بينما تابع عمار :هي ذوقها حلو وكنت ناوي اخليها تفرش الجناح بتاعنا وخلاص بس هي قالت انه انتي لازم تختار علي ذوقك
شعرت بالغيرة من حديثه العفوي بينما رأت من خلاله كم هي مسيطره تلك المرأه وكم هو يهتم لرأي زوجه أخيه اكثر منها وبنتها سيطرت علي انفعالها لتقول بهدوء مصطنع :
عندها حق انا اللي لازم اختار طبعا مش بيتي
نظر عمار لنبرتها لحظة قبل ان يقول : اه طبعا
...........
....
انتهي الطبيب من إعطاء بعض التعليمات للممرضه وخرج ليترك عبير برفقه ابنتها بينما كان كامل بالخارج يقطع الممر ذهابا وايابا بقلق... ايه يادكتور طمني..؟
قال الطبيب : حمي شديده.... اضطريت اعلق لها محاليل عشان اعوض جسمها عن سوء التغذيه ونقص السوايل واضح انها مش مهتمه بالأكل
اومأ كامل قائلا بقلق : هتبقي كويسه
قال الطبيب : ان شاء الله...بس هتفضل معانا كان يوم
..............
....

قبلت ليلي ادم بعد ان نام ودثرته جيدا بالاغطيه ثم نزلت الي عثمان الذي كان جالس بمكتبه يعمل لتأخذ له قطعه من الحلوي التي اعدتها مع فنجان من القهوة
طرقت الباب ليرفع عثمان راسه من الأوراق التي امامه قائلا بنبرته الرجوليه : ادخل
دخلت لتتهادي الابتسامه الي وجهه قائلا :بتخبطي ليه انا افتكرتك هدي
قالت برقه وهي تضع الصينيه امامه : انا قولت انك اكيد مشغول
ابتسم لها قائلا : تعبتي نفسك ليه
: مفيش تعب
نظر الي وجهها قائلا : ده التعب مرسوم علي وشك اهو... ادم باشا طلع عينك النهارده
ضحكت برقه قائلة : هو اللي تعب جدا النهارده من كتر اللعب
نظر لها قائلا :  نام
تنهدت بابتسامه : اخيرا
مد يداه لها قائلا : طيب تعالي اقعدي عشان عاوزك في موضوع مهم
اتجه الي الاريكه الجلديه الانيقه الموضوعه بجانب مكتبه واجلسها بجواره لتنظر له ليلي باستفهام عن هذا الموضوع الهام........
عقدت ليلي حاجبيها باستفهام : اشتغل..؟!!
اومأ لها عثمان ببساطه قائلا : اه مالك مستغربه ليه..؟
نظرت له بشك : ومستغربش ليه..... انت مش شايف انها حاجة غريبه انك بنفسك بتقولي اشتغل 
ضحك قائلا :  لا ياستي ولا غريبه ولا حاجة انا
بقولك هفتحلك شركة خدمات ملاحه
نظرت له بعدم تصديق ;شركة مرة واحدة.... لا طبعا مفيش داعي ياعثمان
هز راسه بجديه قائلا ; لا طبعا في داعي..... انا عاوز انك تكون ليكي حياة وشخصيه ورأس مال بتاعك
امسكت بيده  قائلة : ياحبيتي انا مش عاوزة اي حاجة وبعدين دي فلوسك حرام تضيعها وبعدين انا اصلا مفهمش اي حاجة في الشغل ده ده غير طبعا ان وقتي كله لآدم  والبيبي ان شاء الله وانت
تغير الموضوع كليا ورفع حاجبه قائلة بغيره واضحه : ادم والبيبي وانا اخر واحد
قالت باستدراك ;  لا طبعا مش قصدي ياحبييي انا قصدي  ان كلكم أولوياتي ومعنديش وقت خالص للشغل الغريب اللي طلعت فجأه بيه ده
قال عثمان بجديه ; بس انا مصمم ومش هيكون في اي تعب ولا هيحتاج منك وقت  انتي بس هتابعي وتمضي شويه ورق و من البيت كمان
نظرت له بعدم فهم : اتابع ايه ياعثمان انا مش عارفه انت ليه مصمم وبعدين انا بقولك مبفهمش حاجة في اللي بتقول عليه ده .... حتي دراستي ملهاش علاقه بيه
تظاهر بالتفكير وهو يقول : بسيطة نشوف حد بيفهم....
نظرت له بحيره من هذا الأمر الذي لاتفهم سببه ليبدا كل شئ يتضح بينما قال وهو متظاهر بالتفكير : اعتقد الباشمهندس مصطفي بيفهم كويس في شغل الملاحة.... ايه رايك تكلميه يمسك لك الشركة وانتي يادوب هتتابعي زي ماقولت لك
سريعا ما غزت الدموع عيونها وظلت تتطلع اليه دون قول شئ..... فماذا يمكنها ان تقول بالأساس مع رجل مثله لا يغفل عن أي تفصيله..... يعرف حاجة عمها للعمل وانه لن يقبل بأخذ أموال فيخترع ذلك الأمر باكمله حتي لا يجرح كبرياءها
ومن قال انه لايفعل اكثر من هذا من أجلها فهي تستحق ان يهبها كل شئ بمقدوره لاسعاجها كما تسعده هو وابن اخته وأخيه تفاجيء بها تقترب منه وترتمي بحضنه ليرفع  أحدي يداه ببطء ويحيط بها بينما يمرر يداه الاخري  علي ظهرها بحنان قائلا : ممكن اعرف بتعيطي ليه
قالت بصوت متحشرج من البكاء ; انت... انت انا مش لاقيه كلام اقوله
قال برفق : ليه بس وانا عملت ايه...؟
رفعت عيناها الجميله اليه بينما احمرت وجنتها وانفها وانتفخت شفتيها التي جذبت نظراته بينما يحدث نفسه بأنها أجمل امرأه تبكي رأها بحياته ليشرد تفكيره بتأمل ملامحها قبل ان يقول وهو يزيل بانامله دموعها :اول حاجة مش هتكلم الا لما تبطلي عياط..... تاني حاجة ودي اهم حاجة ده تاني قميص سيادتك تعيطي عليه ويبوظ من الكحل بتاعك
اتقن رسم الجديه بيننا نظرت ليلي الي قميصه الذي تركت عليه بقايا مكياج عيونها  بينما يقول  ; انا عاوز تعويض حالا
قالت بأسف :  هجيبلك قميص تاني
هز راسه : لا مش ده التعويض اللي انا عاوزة
لتجده يفك ازار قميصه الواحد يلو الاخر قائلا بوقاحه بينما عيناه تتطلع الي عنقها الظاهر من فتحه بلوزتها.... انا عاوز تعويض تاني خالص
تراجعت بجسدها للخلف بينما مال ناحيتها  ويداه امتدت الي ازار بلوزتها لتقول بخجل شديد وهي تضع يدها فوق يده  ;علي فكرة انت بقيت قليل الادب اوي 
قال ويداه تتابع فتح ازار بلوزته الواحد يلو الاخر بينما عيناه تتطلع اليها بوقاحه  ; وماله ماهو دي شغلتي
رفعت حاجبيها بعدم تصديق ;شغلتك قله الادب
هز راسه وهمس امام شفتيها  :شغلتي احبك
اتسعت عيناها قائلة بشفاه ارتجغت من فرط تأثيرة عليها ; لا بجد انت اتغيرت اوي
:علي ايدك.... بين شفتيها كان ينطق بآخر خروفه قبل ان يتنفس أنفاسها العطره وتجوب شفتاه زوايا عنقها ملتهم كل انش به بينما هدرت الدماء الساخنه بعروقه وهو يجذبها اليه اكثر وتتحرك يداه بجراه تستكشف خريطة جسدها الفاتن..... غابت ليلي عن العالم بين ذراعيه للحظات قبل ان يسب من بين شفتيه حينما أخرجه رنين هاتفه من ذلك العالم الوردي...
ليزفر بضيق مزمجرا :في ايه ياحسان
  ؟؟
: طيب..... جاي
نظر اليها باعتذار قائلا : معلش ياليلي انا مضطر اخرج عشان في حاجة مهمه في الشغل بس كلها  ساعتين بالكتير وراجع
اومات له وهي تحاول بيد مرتعشه تعديل ملابسها : ولا يهمك ياحبيبي شوف شغلك
قال بوقاحه بينما عيناه تفترسها : كان نفسي اشوف حاجة تانيه
خفضت وجهها الذي احمر خجلا من جرأته الشديده بينما انحني عثمان ليلتقط قميصه من علي الارض وهو يتبرطم 
لتوقفه ليلي : استني ياعثمان انت  هتخرج بالقميص ده ازاي
عقد حاجبيه باستدراك لتقول سريعا :استني  هطلع اجيبلك قميص تاني
اسرعت للغرفه لتقف امام ملابسه تنتقي له قميص اخر غير المتسخ ولكن ماان مدت يدها لاحد القمصان حتي شهقت بفزغ ماان وجدته خلفها لتجد نفسها محشورة بين الخزانه وبين جسده الضخم الذي التصق بها.. عثماان
بتعمل ايه انا كنت هنزلك القميص
غمز بمكر وعيناه تجوب انحناء جسدها المثير والذي ازداد فتنه مع تقدمها بالحمل ;هاخد شاور قبل ما اغير القميص
بلحظة كان ينقض علي شفتيها بصبر نافذ وقد جاهد للتحكم بنفسه ولكنه لم يستطيع أن يخرج دون أن ينهي ما بدأه بالأسفل
قالت ليلي بصوت متهدج من فرط المشاعر وهي تضع يدها علي صدره : عثمان الشغل
قال بعدم اكتراث وهو يجذبها لفراشهم : مش مهم... يستنى
...... نوبه عاتيه من جنون عشقه اغدقها عليها بينما كل انش بجسده يخبرها انه بات يعشقها لا يحبها فقط وكذلك كان جسدها الذي انصهر بين ذراعيه من فرط حبها له
ضحك بعبث وهو يقوم من الفراش بجوارها بينما وجنتها تكاد تنفجر حمرة من جراته الزائده ليتطلع الي اثار جنونه التي تركها علي كامل جسدها فتدفن راسها بالوساده : بس بقي
وضع قبله متمهله علي كتفها العاري قائلا :علي فكرة مش هتاخر
ممكن تستنيني زي مانتي بصراحة
رفعت عيناها المتسعه اليه ليقول ببطء وعيناه تلتهم كتفها العاري ومقدمه صدرها التي احاطتها بالعطاء الحريري ; شكلك مغري جدا  
وكزته بصدره : بطل بقي
غامت عيناه بينما تحرك الغطاء قليلا من قبضته ليقول :تتخيلي بقي ان انا مصمم جدا تستنين كدة...... رفع أصبعه وتابع بحزم :عارفه لو اتحركتي من السرير  لغايه ماارجع مش هقولك هعمل فيكي ايه
قالت بخجل ; بطل بقي تكسفني ياعثمان  وبعدين اكيد  هقوم اكيد عشان ادم
بتتكلي
قالت ببراءه : لا
همس بجوار اذنها بأنفاس ساخنه بينما صدره العاري يلامس جسدها ; قومي براحتك بس  ارجع الاقيكي مستنياني كدة
اتسعت عيناها بصدمه ; كدة ازاي يامجنون
همس بوقاحة بجوار اذنها ; بالغطا وبس
لكنته في صدره المعضل : قليل الادب
اسرع للاستحمام قائلا... انا قولت اللي عندي وانتي حره بقي
ضحكت في اثره بخجل بينما باتت تعشق جنونه ولا تصدق ان هذا هو نفس الرجل الذي عرفته قبل أشهر..... خرج بعد قليل ليجد النوم قد زحف لجفونها... مال ناحيتها وطبع قبله رقيقه علي كتفها قبل ان يغادر الغرفه بهدوء
.........

هل بدأ عمار يشعر بالشك وهو يغادر منزل لارا.... نعم لا ينكر بأن كلام عثمان بدأ يتردد في اذنه وذلك الشعور بعدم الراحة يجتذبه مهما حاول تجاهله......
الانطباع الاول عنها كان انها فتاه جميله جذبته قد بدأ يتلاشي وهو يري شخصيتها التي غلفها القليل من الجمود والزيف الذي يستطيع تمييزه مهما حاولت الا تبديه
فقد  شعر انها تتحدث معه وكأنه باستجواب بكل اسئلها عن زوجته السابقه وطلاقه فهي ليست فتاه تغار علي خطيبها من زوجته السابقه بل انها تجمع معلومات لااكثر
انطلق بسيارته وهو يتجاهل كل هذا التفكير في تحليل شخصيتها متعللا انه لم يفهمها بعد
....... لتعود اسئلتها تتردد في اذنه 
Flash back
: مش غريبه إنك تطلق بعد شهور قليله كده
قال باقتضاب :مرتحناش مع بعض
قالت لارا بخبث : اكيد كانت بنت مش مريحه
قال عمار برفض ; كانت كويسه جدا بس انا مرتحتش
اغتاظت من رده المقتضب واحمر وجهها لتقول : كلامك عنها بيقول انك مهتم
هز راسه قائلا : لا بس انا بكن ليها ولعيلتها احترام وعشان كدة ياريت يالارا نقفل كلام عن اسباب طلاقي وخلينا في حياتنا... لازم نتكلم عن نفسنا عشان نفهم بعض
نظرت له قائلة بثقه :  انا فهمتك من اول ماشفتك بس اكيد انت لسه مفهمتنيش
ضحك بقليل من المجامله : واضح انك ذكيه
قالت بغرور : طبعا
عاد عمار من شروده وهو يبعد تلك الأفكار عن راسه وخاصه تلك المقارنه التي اندلعت فجأه بين لارا وشيرين ليوقف بحزم كل ذلك التفكير ولا يسمح لعقله بالانجراف به
......
...
نظر كامل بضيق شديد وعيون محتده الي أمجد الذي خطي باتجاهه وبجواره اخته وهو يحمل باقه من الورد ماان علم بمرض شيرين ليتجه للمشفي في محاوله منه لاستغلال الموقف لعله ينجح في اقناعها بالموافقه علي الزواج به ... بينما اخته لا تترك يوم دون الإلحاح علي عبير التي جاهدت مع ابنتها  لاقناعها ولكن شيرين رفضت رفض تام
قال أمجد بتهذيب : انا عارف ان سيادتك واخد موقف مني وطبعا بيك حق بس انا اتغيرت فعلا ونفسي أصلح غلطتي.. ارجوك ياسياده اللواء اسمحلي اتكلم معاها جايز اعرف أقنعها
نظرت له عبير برجاء ليكمل أمجد بصدق ; صدقني انا اتغيرت ومعنديش اي نيه غير اني اكفر، عن غلطتي
تدخلت سلمي قائلة : ارجوك يافندم توافق... صدقني أمجد اتغير وهو فعلا ندمان وبيحب شيرين ونفسه يعوضها عن كل اللي حصل
نظرت له عبير برجاء ليقول كامل باحتدام ;انا عند رايي انك غير مؤتمن ولكن لو هي واقفت تأمنلك تاني مش همنعها
دخل امجد اليها لتعتدل جالسه وتقطب جبينها مزمجره : انت ايه اللي جابك
وضع امجد الورد الذي احضره بجوارها قائلا : الف سلامه عليكي
نظرت له بازدراء ودفعت بالورد علي الارض هاتفه بسخط ;مش عاوزة منك حاجة   ولا عاوزة اشوفك
قال بهدوء :ممكن تسمعيني  وتهدي
قالت بانفعال شديد : اسمع ايه منك بعد ما دمرت مستقبلي وحياتي و كسرتني
قال بأسف ; كنت بحبك
هتفت بعصبيه : اخرس ومتجيش سيره حب علي لسانك.... حب ايه اللي يخليك تعمل فيا كدة بدل ما تخاف عليا..... انا كنت عيله عندي 19 سنه و مش فاهمه حاجة انما انت كنت عارف بتعمل ايه كويس الليله دي..... انت ضحكت عليا واستغل يا سذاجتي  انت والحقيرة التانيه اللي قعدت تزن عليا ان لما اسمع كلامك انت هتحبني اكتر وانا زي الهبله وافقت وفضلت اعاند مع اهلي لغايه ماضعت..... انت قصدت تعمل كدة مش اندفاع حب زي ماقلت والا كنت ندمت وقتها وحاولت نصلح غلطتك
مش تهرب.....
اقترب منها قائلا بتأثر : شيرين ارجوكي اديني فرصه أصلح غلطتي
دفعته في صدره بغل وغضب صارخه : في غلطات استحاله تتصلح.... غور من وشي منك لله
خرج أمجد لينظر الي اخته بخزلان
بينما ينظر كامل بكبرياء لامجد الذي طأطأ راسه وانصرف
لقد احب موقف ابنته بالرغم من كل ماحدث فهي اختارت كرامتها
......
........
عاد عثمان كما قال بعد ساعتين ليجد ليلي مازالت نائمه كما تركها ليخلع ملابسه ويلقيها بعدم اكتراث علي الارضيه ويتوسد الفراش بجوارها.... فتحت ليلي عيناها الناعسه ماان لامست يداه الدافئه جسدها وهو يجذبها اليه لتقول بصوت ناعس.. انت رجعت ياحبيبى
اومأ وعيناه تلمع بالعبث بينما دفن راسه في تجويف عنقها قائلا بوقاحه ... شطورة انك سمعتي الكلام واستنيتي زي ماانتي

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

اقتباس
وقفت امامه باستماته : مش هسيبك تخرج ياعثمان
زمجر بحده : قولتلك اوعي من قدامي
هزت راسها وتوقفت امامه في محاوله منها لأخذ سلاحه الناري من حزامه : لا ياعثمان مش هتخرج
غاب عقله من الغضب الذي اعمي عيناه ليبعد يدها ويدفعها بقليل من القوة من امامه فتفقد توازنها وتقع بعد ان فشلت محاوله اللهيفه للأمساك بها بعد ان آفاق علي فعلته.....

الفصل التالي

 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !