الفصل السابق
كانت فرح تفرك يداها بتوتر لدي عوده فهد لتسأله بلهفه ما أن دخل الي الغرفه : عملت ايه يافهد
قال لها بهدوء وهو يخلع عباءته : متقلقيش ...مفيش حاجه حصلت
نظرت له بتلهف تريد أن تعرف ماذا حدث ليخبرها فهد بما دار لتقول براحه : الحمد لله....اتجهت ناحيته لتقول : والله يافهد سليم طيب اوي ومش هيضايق حور
اوما فهد وبداخله لا يتمني شيء أكثر
عادت فرح لتصمت وهي تقرر أخباره بما حدث من مني ليقول فهد بجبين مقطب وهو يتطلع اليها
; مالك يافرح.. من ساعه مارجعت وانتي مش علي بعضك
اخذت نفس عميق ثم قالت بتوجس: فهد... بصراحة.. كنت عاوزة اقولك
قال فهد بنفاء صبر ; قولي في أية يافرح
قبل أن تفتح فمها كانت سعاد تطرق الباب لتتجه إليها فرح تفتح ..
وقفت سعاد أمام فرح برأس مطأطأ وهي تقول باعتذار بصوت خافت : ست فرح ممكن كلمه
أومات فرح وخرجت إليها وأغلقت الباب خلفها
لتقول سعاد : حقك عليا ياست فرح ..... عيله وقالت اي كلام ... لو ليا غلاوة عندك بلاش تقولي حاجه لفهد بيه ....غص حلقها وهي تتابع : وقتها عيشي هيتقطع
أومات فرح قائله بتهذيب : محصلش حاجه ياست سعاد ....اطمني مش هقوله حاجه بس لو سمحتي مش عاوزة اشوفها في البيت تاني
هزت سعاد راسها بتأكيد : حاضر
انصرفت سعاد لتزم فرح شفتيها بضيق بعد أن وعدت تلك المراه الطيبه أنها لن تخبر فهد بأي شيء مما حدث
التفت فهد إليها بتساؤل عما أرادت قوله : في ايه يافرح ؟!
تعلثمت قائله : ابدا ....بس يعني ...يعني كنت هقولك بلاش تتخانق مع سليم
رفع فهد حاجبه : هو ده اللي عاوزة تقوليه
هزت فرح راسها واتجهت الي خارج الغرفه قائله : هروح اجهزلك العشا
.............
...
تحركت حور في نومها ليسقط رأسها من فوق تلك الوساده الصغيرة مصطدم بالأرضيه الصلبه لتتأوه وهي تفتح عيونها وعلي الفور كانت عيناها ترتفع تجاه تلك الضحكه التي لم يستطع سليم كبحها حينما رأي ماحدث ...فهي عنيده للغايه ورفضت النوم علي السرير
اعتدلت حور جالسه وهي تهتف به بغيظ : بتضحك علي ايه ؟!.
هز سليم كتفه واتجه إليها ليميل علي ركبتيه امامها قائلا وهو يتطلع اليها : مش بضحك ياحور .....انتي صاحيه تتخانقي
نظرت له بغيظ لتنتفخ وجنتيها بطريقه محببه اجتذبت عيناه ولم يستطيع منع يداه التي امتدت لتتلمس خدها بينما بنبره ناعمه للغايه كان يقول : الناس بتصحي تقول صباح الخير مش تتخانق
تحركت تلك الفراشات بمعده حور للمسه يداه الدافئه لوجهها لتبعد وجهها عن يداه سريعا وتدير عيونها عنه بينما لا تريده أن يري ابدا تأثيره عليها لتعتدل واقفه وتجذب الاغطيه وتبدأ في طيها ووضعها بالدولاب
ارتجفت حينما شعرت بتلك الأنفاس الساخنه لتستدير سريعا بوجل من وقوف سليم خلفها بهذا القرب وعلي الفور تزمجر به : انت بتعمل ايه ؟
قال سليم ببراءه مزيفه وهو يرفع تلك الاغطيه من يدها الي الرف العلوي ....بساعدك
زفرت حور واسرعت تجاه الحمام لتقف أمام المراه تتطلع الي نفسها وتنفخ بغيظ وهي تسأل نفسها هل أخطأت ببقاءها ... مؤكد يظن الان أنه محق في حديثه معها عن رؤيته لتلك المشاعر التي أصبحت تكنها له ولكن لا أنها مجرد سذاجه منها وليست مشاعر .... غاضبه نعم ولكن غضبها أصبح من نفسها أكثر من غضبها منه أو من الجميع وهذا أكثر ما أصبح يضايقها ...وهو تمرد مشاعرها علي إرادتها الرافضه لهذا الوضع
خرجت بعد قليل وهي مازالت تتعكز قليلا علي ساقها ليلتفت إليها سليم الذي كان واقفا يهندم من ملابسه أمام المرأه قائلا وعيناه تنظر تجاه ساقها : رجلك لسه بتوجعك ياحور ؟
زفرت حور بغيظ غلي بداخلها من استعذابها لنطقه اسمها ومن ضربات قلبها التي تهتز لهذا الاهتمام العفوي من ناحيته وكأنها جزء منه فيخرج تجاه قلبها مباشرة ...
لتقول ببرود وهي تجبر عيناها علي عدم التطلع الي هيئته بتلك البدله الانيقه التي تخالف ما اعتاد ارتداءه: انا كويسه
هز رأسه واتجه ناحيتها قائلا بنفس نبرته الهادئه : طيب
يلا ننزل نفطر
هزت حور راسها قائله باقتضاب : مش عاوزة انزل
عقد حاجبيه باستفهام : ليه ؟!
هزت كتفها ونظرت إليه قائله بعصبيه : معنديش استعداد اسمع ولا اشوف كلمه او بصه من الست وفاء
اتجه سليم إليها وقد تعمدت استفزازية ولكنها وجدته يقول بنفس النبره الهادئه : انزلي وانا مش هخليها تضايقك
زفرت وهزت راسها ليتنهد قائلا : حابه يعني تفضلي حابسه نفسك في الاوضه
رفعت إليه عيناها الثائرة : ولا كمان حابه افضل في الاوضه دي ....ازداد انفعال نبرتها وهي تهب واقفه وتكمل : اللي كل شبر فيها بيفكرني بالكابوس اللي عيشته
رشقته بالفعل بسهم غضبها الحارق ليبتلع سليم بوجل للحظات وتهرب منه الكلمات لترمقه حور بنظرة شرسه من عيونها وتندفع الي الشرفه ..... استجمع سليم نفسه بعد قليل وخرج خلفها ليجدها واقفه أمام السور الحجري وعيناها عادت لتمتليء حزن
استمعت الي خطواته خلفها قبل أن تأتيها نبرته الحنونه بينما يقول : لو حابه تروحي تطمني علي عمي تعالي اوصلك في طريقي وقضي اليوم معاه عشان متفضليش لوحدك ....انا عندي شويه شغل في اسكندريه وجايز ارجع متأخر
لم تعترض بل رحبت الخروج لعلها تجد سبيل لخروج ضيق نفسها من داخلها التي تتمرد و تقاوم هذا الكمد الذي تشعر به وتريد أن تتمسك بكلماته وتدع مركب الحياه يسير بها ولكن روحها الثائرة أيضا تحارب وتقاوم ولاتريد أن تمضي بوضع فرض عليها .
.............
.....
بغضب شديد حاولت مني مجددا فتح باب المنزل الذي اوصدته سعاد عليها منذ الأمس بلا جدوي لتعود الي جلستها وهي تغلي من داخلها .....بعد لحظات هبت من مكانها واندفعت تجاه الباب الذي استمعت لصوت مفتاح قفله يفتح وقد ظنتها والدتها لتندفع إليها بهجوم مات بعيونها ما أن رأت أخيها هو من يدخل من الباب
عقد حمدي حاجبيه حينما وجد أخته بالداخل ليقول بدهشه : انتي هنا يا مني ....امال قافله الباب ليه
تعلثمت وهي تقول : امك قفلته ...أصلها ... أصلها بايته في بيت عدنان بيه وانا هنا لوحدي فخافت عليا
اوما لها وهو يبعد ذلك الشال الصوفي من حول عنقه قائلا بارهاق : طيب يلا اعملي ليا لقمه انا جعان
زفرت مني قائله بسخط وهي تتجه الي المطبخ : طيب
قام حمدي من مكانه وهو يخلع جلبابه ويتمدد فوق الفراش المهتريء بارهاق نال منه كما حاله كل ليله بعد ورديه عمله كحارس طوال الليل بينما حاله كحال والدته يجاهد لكسب لقمه العيش ..... ازداد سخط مني علي حياتها وهي تعد ذلك الطعام للبغيض أخاها بينما تراه كوالدتها بلا طموح خادم وسيظل هكذا عكسها وهي من اختارت وتشبثت بأن تتعلم لتشق لنفسها حياه أخري ولكنها لم تكن بتلك الفضيله بأن التعليم سبيلها بل التعليم سبيل لتزيد من ميزتها أمام رجل كفهد ...
وضعت الاطباق علي صينيه نحاسيه منبعجه أطرافها ثم حملتها الي أخيها لتضعها أمامه بقله لياقه جعلته يرفع عيناه إليها متبرطما : في ايه يا بت انتي مالك بترمي الاكل قدامي كده ليه
زفرت مني بسخط : امال عاوزني اقولك اتفضل الاكل يابيه
اهتاجت اعصاب حمدي ليهب من مكانه وسرعان ما كان يلوي ذراعها خلف ظهرها مزمجرا بغضب : اتكملي عدل يابت انتي
صرخت مني وحاولت دفع أخيها : اوعي ايدك
دفعها حمدي بغضب ليتوقف كلاهما حينما استمعوا لصوت اغلاق الباب وقد عادت سعاد
: في ايه ؟!
زفرت مني واسرعت تغادر الي غرفتها بينما تبرطم حمدي : بت قليله الربايه
أومات سعاد بداخلها ولكنها لم تبدي شيء لحمدي الذي قال برفق : سيبك منها يا اما وتعالي كلي لقمه
رفعت سعاد طرحتها السوداء من حول عنقها ورأسها قائله : لا يا ابني بالهنا والشفا انت انا فطرت ....
تركت ابنها واتجهت الي المطبخ تفرغ محتويات الأكياس التي أحضرت بها بعض الخضراوات للمنزل لتلهي نفسها بإعداد الطعام بينما عقلها مازال يغلي من تصرفات ابنتها ....انتظرت إلي أن اطمأنت أن ابنها قد نام لتغلق الباب عليه وتتجه الي ابنتها لتتفاجيء بها تعد تلك الحقيبه ....رفعت مني وجهها الذي امتليء بنظراتها الساخطه تجاه والدتها التي قالت باستفهام : بتعملي ايه يابت انتي
قالت مني ببرود : بحضر شنطتي مسافرة الكليه ولا عندك مانع
نظرت لها سعاد بوعيد هاتفه : اتكلمي عدل يابت انتي احسنلك
نظرت لها مني بجحود وتحدي : مالكيش دعوة بيا
انا حره اعمل اللي انا عاوزاه
اتسعت عيون سعاد بصدمه من قله تهذيب ابنتها لتزمجر بها : انا الظاهر معرفتش اربيكي عشان تتكلمي مع امك بقله الادب دي بعد عملتك مع الست فرح
انتفخت وجنه مني بحقد شديد فور سماعها لاسم فرح لتهدر بوالدتها : ستك انتي إنما أنا لا ....انا احسن الف مره من اللي اسمها فرح دي
نظرت الي والدتها باحتقار وتابعت : دي طردتني قدامك وانتي واقفه ولا فتحتي بوقك بكلمه
لوت مني شفتيها : زعلانه اوي اني مطلعتش شبهك بقول حاضر ونعم .... ازداد حنقها لتتابع باحتقار : اهو عندك ابنك خدام زيك ....
اغتلت ملامح سعاد لتندفع تجاه ابنتها تنقض علي ذراعها وتهزها بعنف : انتي لسه بتردي وبتطولي لسانك
أومات مني : اه عشان أنا مش خدامه زيك اسكت وخلاص ....انا أحسن منكم كلكم وبكرة لما فهد يسببها ويتجوزني هتقولي مني قالت
رفعت سعاد قبضتها تمسك بشعرها وتهتف بها بغل : اه منك ياقليله الربايه.... بقي عاوزة تختطفي الراحل من مراته ....انا هقتلك واخلص منك بدل ما تجيبي ليا العار
اندفعت تضرب مني التي تعالي صراخها ليهب حمدي من نومه علي تلك الأصوات ليدخل الي الغرفه بوجه متجهم يسأل والدته : في ايه يا اما ....
دفعت سعاد مني لتسقط علي الأرض هاتفه : بت قليله الادب وبترد عليا
نظر حمدي الي أخته بسخط : بتردي علي امك ياقليله الحياء
بصعوبه زمت مني شفتيها عن نطق شيء حتي لا ينقض عليها أخيها ويزيد من ضربها
اخذ حمدي بيد والداته يهدئها برفق : تعالي يا اما ومتضايقيش نفسك ...لو ضايقتك تاني انا هيكون ليا شغل معاها
جلست سعاد علي الاريكه الخشبيه بكمد وكلمات ابنتها تتردد في أذنها ....تلك الفتاه كبرت ومعها كبرت طموحات واحلام غير مشروعه ستتخذها الي طريق لا تعرف نهايته بينما يغمي عيونها الحقد والغل ولا تري شيء إلا رغبتها في أن تكون حياتها مثل حياه حور التي تكرهها بشده ....مسحت مني دموعها بظهر يدها وجلست تضم ركبتيها الي صدرها وعيناها شارده تفكر في هروبها من قمع والدتها ....!
...............
.....
نزلت حور برفقه سليم لتقابلهم ابتسامه وهج المشرقه كما حال اسمها : صباح الخير
ابتسمت لها حور : صباح النور
احب سليم ذلك الود بين أخته وحور التي لم تبتسم الا لها بينما عادت لتمحو ابتسامتها ما أن ظهرت وفاء التي كانت تحمل حفيدها سليم الصغير لتقول موجهه الكلام لابنها : تعالي قول صباح الفل لخالك يا سولوم
ابتسم سليم علي الفور وحمل الصغير ليتجه فارس خطوة تجاه حور ويقول وعيناه تتطلع الي وجهها : صباح الخير ياحور
أومات حور دون أن ترد لتنظر وهج الي فارس برجاء أن يتحملها ....التفت الجميع تجاه رسلان الذي كان ينزل الدرج قائلا : صباح الخير عليكم يا ولاد
اجاب الجميع لتقول وفاء : صباح النور ياحاج ..... يلا الفطار جاهز ...دي وهج عامله الفطار بأيديها
هزت حور راسها ولكن قبل أن تنطق شيء كان سليم يمسك بيدها وياخذها تجاه تلك الطاوله التي تجمعت حولها العائله ..... ظلت صامته وكل ما تناولته كان بضع لقيمات بينما وهج لم تتوقف عن محاوله اجتذاب أطراف الحديث معها ..... انهي سليم افطاره قائلا بتهذيب : تسلك ايدك يا ام سليم الصغير
ابتسمت له وهج قائله : بالهنا والشفا ...يارب يكون عجبكم
قال سليم وهو ينحني يقبل راسها : ده حاجه عظمه اوي .... تسلم ايدك
ابتسمت له وربتت علي يده لتنظر وهج الي حور قائله بحماس : ايه رايك ياحور نجهز ليهم الغدا سوا
نظر فارس بترقب الي رد فعل حور التي تري محاولات وهج لجعلها تندمج وسطهم لتقابلها بكلمات مقتضبه وهي تخفض عيناها : انا مش بعرف اطبخ
قالت وهج بحماس : وايه يعني أعلمك
هزت حور راسها ليقول سليم برفق : سيبيها براحتها ياوهج
أومات وهج لتتبرطم وفاء بسخط : وهي قالت ايه ...الحق عليها انها ...قاطع كلماتها صوت سليم الذي قال : امي خلاص محصلش حاجه سيبي حور ووهج يتفاهموا
لوت وفاء شفتيها بحنق : يعني اطلع انا منها .....مجددا قاطعها صوت رسلان الحازم الذي نطق قبل سليم : وفااااء وبعدين
زفرت وفاء وصمتت علي مضض ليقول سليم باقتضاب : انا مسافر وهرجع متأخر
رفعت وفاء عيناها تجاه حور حينما وجدتها هي الأخري تعتدل واقفه فلم تستطيع أن تمنع تبرطمها : علي فين ؟!
كملي أكلك انا مش هعضك لو سليم مشي
قبل ان تجيب حور كان سليم يمسك بيدها قائلا لوالدته
: انا هاخد حور تقضي اليوم مع عمي عشان مسيبهاش لوحدها
بسرعه قالت وهج : حيث كده هبقي اخلي فارس يوديني انا كمان واحصلك ياحور اهو فرصه عمي يشوف سليم الصغير واقضي اليوم معاكي انتي وفرح
بقلب صافي وابتسامه هادئه تابعت بمرح : واهو برضه هناك نطبخ انا وانتي وفرح الغدا
التفتت الي فارس قائله : موافق يافارس تاخدني لعمي ؟
اوما فارس دون تردد : حاضر اللي يعجبك
احتدت ملامح وفاء التي قالت بامتعاض : يعني كلكم هتسيبوني لوحدي
نظر لها رسلان بطرف عيناه لتزفر وفاء وتصمت بينما قالت لها وهج برفق : هو النهارده بس يا ماما ....علي بليل هنرجع أن شاء الله
اشاحت وفاء برأسها الجهه الأخري هاتفه علي مضض بينما تتابعها عيون رسلان : اعملي اللي يعجبك
لم يبقي سليم لسماع المزيد ليأخذ بيد حور تجاه الباب. ..... جاري بخطواته خطواتها المتعكزة إلي أن اوصلها الي سيارته التي انطلق بها ومجددا عيون الطفله الصغيرة تلمع وتتعلق بكل ما تراه من النافذه .....التفتت إليه حينما أوقف السيارة أمام ذلك المبني لتنظر له باستفهام سرعان ما أجاب سليم عليه وهو ينزل من السيارة : قولت اخدك للدكتورة تشوف رجلك
قالت حور : انا كويسه
لم يمهلها الوقت لتجده يفتح الباب ويمد لها يده لتستند إليها
شردت عيونها به بينما جلس علي هذا المقعد وعيناه تتابع الطبيبه التي تفحص ساقها لتغزو قلبها تلك الدقه مجددا وهي تري اهتمامه
نظر إلي الطبيبه التي قالت : التورم راح وبقت احسن ....
مفيش حاجه تقلق
قال سليم باستفهام : بس هي مش بتعرف تدوس عليها لسه
قالت الطبيبه وهي تبتسم لحور : جايز عشان خايفه توجعها ....لا تنكر حور صدق كلام الطبيبه بينما خوفها من الالم جعلها تخشي المحاوله ولكن هذا لا ينطبق علي ساقها فقط بل علي ما تعيشه برفقه هذا الغريب الذي تخشي أن تتعلق به فيخزلها كما فعل ابيها واخيها
أخرجها كلام الطبيبه من شرودها لتقول لها : جربي تدوسي علي رجلك في حدود احتمالك ومتقلقيش كلها يوم ولا اتنين والوجع هيروح لوحده
اوما سليم الي الطبيبه واعتدل واقفا لتقوم حور برفقته وطوال طريق العوده وكلام الطبيبه يتردد في أذنها وهاهي بحرص شديد تخرج راسها خارج صدفتها الصلبه وتبدأ في الامتزاج مع العالم حولها بينما لم تتدخر وهج ولا فرح جهد في محاولتهم الاقتراب منها لتجد فتره الظهيرة قد مرت وهاهي تضحك بينما يلاعبون سليم وقد افترشوا ارضيه الحديقه اسفل اشعه الشمس ..... وضعت سعاد طبق الفاكهه بجوارهم لتسألها حور بعفويه : امال فين مني ؟!
تعلثمت سعاد ولكنها سرعان ما قالت : بتذاكر يا بنتي
أومات حور قائله : سلمي عليها
أومات سعاد وغادرت بينما ترددت فرح في اخبار حور بما حدث حتي صمتت في النهايه بينما لا تريد تعكير صفوهم ....
..
.........
بابتسامه هادئه وقف فهد يتطلع إليهم بينما تردد أن يقترب أكثر وظل واقف تلك الدقائق منذ عودته من الخارج ومفاجأته باندماج حور مع وهج وفرح
ليتراجع بخطواته ويدخل الي المنزل أخذ معه فارس الذي قال : في ايه ؟!
تنهد فهد قائلا : سيبها معاهم ....لو شافت واحد فينا هترجع تكشر ...خليها مبسوطه
اوما فارس قائلا وهو يرفع حاجبه : اختك عنيده اوي
هز فهد رأسه : راسها انشف من الحجر بس قلبها ابيض وطيبه ...هي بس حبستها السنين دي خلت طبعها حامي
نظر فارس الي فهد بعتاب : انت مش هتبطل تقطم فيا كل ما تشوفني يا اخي
اشار فهد بيده : انا مش بقطم فيك ولا حاجه انت اللي الذنب ناقح عليك
اوما فارس : منكرش بس خلاص بقي ياأخي .. خلينا ننسي
جلس فهد ومدد ساقه أمامه قائلا : ماهو احنا اهو نسينا
.....وقدامك حور لو تقدر تقولها انسي اتفضل
هز فارس رأسه : لا طبعا ....دي متتقالش إنما تتعمل
نظر له فهد باستفهام : قصدك ايه ....؟
قال فارس : قصدي اننا نفرحها بأي حاجه ....قولي هي بتحب ايه ولا نفسها في ايه ونعمله
اشار له فهد قائلا بعد قليل من التفكير : ماشي بس مش دلوقتي ....سيبها بس اليومين دول ولما تهدي هقولك نعمل ايه
.............
.....
التفتت سعاد تجاه هدير تلك الماكينه بينما قطعت الطريق الساكن وسط جنح الليل وهي تهرول بأقدام لا تحملها بينما نفذت مني خطتها وهربت بالفعل ليجن جنون سعاد ما أن عادت مساء ولم اجدها بالمنزل ......أسرعت بخطوات لا تعرف الي اين تذهب بينما كل ما جال بخاطرها أن تذهب وأخبر ابنها ولكن الخوف من رد فعل ابنها أوقفها ليلهمها تفكيرها أن تذهب الي محطه القطار علها تجدها بينما أخبرتها جارتها أنها رأتها تحمل حقيبتها وتغادر قبل ساعه
اوقف هذا الرجل تلك السيارة القديمه بجوارها ما أن رآها قائلا: السلام عليكم يا ست ام حمدي ...خير
قالت سعاد بتعلثم : وعليكم السلام يا ابو هناء ...مفيش حاجه يااخويا انا كنت .... كنت.....كنت رايحه المحطه
اوما الرجل قائلا : طيب تعالي اخدك في طريقي مش هتلاقي مواصله بليل كده
ركبت سعاد سريعا برفقه الرجل الاشيب الذي قال بود : حمدي كيف حاله ومني
قالت سعاد بلسان ثقيل وقلبها ينتفض داخل صدرها وهي تفكر أن ابنتها هربت منها ولن تجدها : بخير يااخويا ...تشكر
اوما لها الرجل وتابع طريقه بينما عصفت الظنون براس سعاد وفتكت بها طوال الطريق بينما تابع الرجل بابتسامه : هناء هتتجوز الجمعه اللي جايه
هزت سعاد راسها وخرج صوتها صغيف مكسور : مبروك يااخويا تعيش وتشيل ولادها
قال الرجل بود : ...عقبال مني
غص حلق سعاد التي هزت راسها دون قول شيء ....أوقف الرجل السيارة جانبا لتترجل منها
سريعا وهي تشكره: شكرا يا ابو هناء
أسرعت سعاد تخطو تجاه رصيف المحطه بخطوات متعثره وعيناها تنظر بلهفه وجنون في كل وجوه الماره والمسافرين .... هدر صفير القطار ليكاد يصيب أذنها بالصمم بينما تركض بين المسافرين وعيناها تلمع بها دموع الخوف من فقد ابنتها التي لمحتها امامها وهي تهم بالرطوبة الي هذا القطار الذي كان علي وشك التحرك لتركض بسرعه وهي تناديها : مني ...منيي
اشاحت مني بوجهها وتابعت صعودها الي القطار الذي ركضت سعاد تجاهه باقصي قوتها بينما انخلعت أحدي فردات حذاءها البالي من قدمها ولكنها لم تبالي لتميل تخلع الأخري وتمسك بحذاءها وتركض بقلب لهيف واقدام حافيه تحاول اللحاق بابنتها قبل أن تفقدها ....
.............
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك