اختطفها ولكن الفصل التاسع عشر

0

الفصل السابق

 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

اقتحم سليم بوابة منزل عمه ليندفع خارج سيارته والغضب يعميه دون أن يلتفت الي ابيه الذي كان يهتف به أن يهدأ ..... 

التفت سلطان تجاه احد رجاله الذي هرع نحوه : الحق ياسلطان بيه سليم بيه جاي علي هنا

قال له سلطان بهدوء : افتحوا له البوابة ومحدش يقربله انا نازل

التفت الي ادم الذي هم بالنزول ليقول بغضب : رايح فين يا.....

قال ادم بغضب  : نازل لسليم وواحد فينا يخلص علي التاني 

أمره والده بحدة : مكانك.... نظر له بحنق وتابع : ما انت عارف ان هو اللي هيخلص عليك.. مش شايف عمل فيك اية... اقترب منه قائلا بتحذير : انا اللي هنزله وانت تفضل هنا وإياك تنزل انت فاهم

هتف ادم بغضب : هستخبي زي النسوان..

قال والده باشمئزاز وهو يغادر : ماهو اللي عملته.. مش عمله راجل..

نظر ادم الي ابيه بضيق هاتفا : وانا عملت ايه ....بقولك كنت بدافع عنها 

زمجر له سلطان مقاطعا : وانت مالك بيها ....؟! قبل ان يفتح ادم فمه كان سلطان يسكته بحزم : انت تسكت خالص وتخليك مكانك ...فاهم 

تركه ونزل مسرعا تجاه سليم الذي اقتحم البوابة.... ماان نزل سليم حتي أشهر سلاحه مزمجرا بغضب : ابنك فين؟

أشار سلطان لحراسه بالتراجع ثم قال مهدئا : نزل سلاحك ياسليم وتعالي نتكلم

قال سليم بغضب : مفيش بينا كلام..  ابنك غلط وهيدفع تمن غلطته أنه فكر يتكلم معاها 

اقترب منه سلطان قائلا :  حقك عندي بس نزل السلاح وتعالي نتكلم

اقترب سلطان منه يحاول اخذ سلاحه ليبعد سليم يده بعصبيه فيقول رسلان بحزم  : خلاص ياسليم اسمع كلام عمك 

تنهد سلطان قائلا  : كفاية اللي عملته فيه ياسليم   ...  وافتكر أنه ابن عمك ويعرف الأصول  

لوي سليم شفتيه بسخط هاتفا : فين الأصول أنه يروح ناحيتها 

تنهد سلطان قائلا : مكانش رايح لها ...نسي تليفونه 

اهتاجت اعصاب سليم : ووقف يكلمها ليه 

زمجرا بغضب وتابع بوعيد :  ده انا هشرب من دمه انه فكر بس يقرب ناحيتها ....اوعي ياعمي 

قال سلطان بحزم وهو يمسك بذراع سليم  :  ده ابني برضه ومينفعش اسيبك تأذيه اكتر من كدة

هز سليم راسه بغضب لاشئ قادر علي اخماد هذا الغضب المشتعل بداخله غيره عليها 

ليتابع عمه :هو خلاص كلها كام يوم وهيتجوز ويسافر مع مراته ومش هتشوف وشه تاني ياسليم..

تدخل رسلان قائلا لسليم  : خلاص ياسليم ....التفت الي سلطان وتابع بتحذير : لمرة دي كفاية عليه اللي حصله بس المرة اللي جاية يبقي يفكر بس يهوب ناحيتها  عشان وقتها انا اللي هخلص عليه مش سليم ياسلطان  

اومأ له سلطان ليقول رسلان : مفيش داعي حد يعرف حاجة عن اللي حصل مش ناقصين فهد وفارس يعملوا مشاكل 

لم يكد يكمل كلمته حتي دوي صوت بوق سيارة فهد ليسحب سلطان نفس عميق وهو ينظر إلي سيارة فهد هاتفا برسلان : رسلان ابني برا العداوة دي ...قولتلك مكانش يقصد حاجه وهي في الاول والاخر بنت عمه 

زمجرسليم بغيرة حمقاء : مالوش اي علاقه بيها من اللحظه دي 

اوما سلطان دون جدال ليلتفت رسلان تجاه فهد وفارس الذين غادروا سيارتهم بتأهب ليقول : مفيش حاجه حصلت يا ولاد ...يلا 

تبادل سليم وفهد النظرات لينساق فهد الي يد عمه الذي امسك بذراعه وهو يشدد : تعالي معايا يافهد 

نظر فهد إلي سليم باحتقان: حور فين ؟!

لم يقل سليم شيء واتجه الي سيارته ليقول رسلان بهدوء : حور في بيت جوزها .

توهجت نظرات فهد بالغضب ليقول رسلان : تعالي انت وفارس اطمنوا علي اختكم لو عاوزين 

نظر فارس تجاه عمه قائلا : وادم 

قال رسلان وهو ينهي الحديث : خلاص الموضوع خلص 

............

....ربتت وهج علي يد حور قائله بحنان : متقوليش كده ياحور ....انتي مش محبوسه ولا حاجه. ....انا فهمتك سليم عمل كده ليه ....ابتسمت لها ومررت يدها برفق علي خصلات شعرها : راجل وبيغير يبقي توقعي منه اي حاجه 

نظرت لها حور باستنكار من بين دموعها لتربت وهج علي يدها قائله برفق : اه والله ياحبيتي ....هو بس غيران إنما ولا قاصد يحبسك ولا اي حاجه ... البيت قدامك قومي واتحركي فيه زي ما انتي عاوزة وكمان لو عاوزة تشوفي اهلك محدش هيقدر يمنعك ولا حتي سليم ....هو بس رجعك عشان ده الطبيعي مكانك وسطنا 

نظرت إليها وتابعت : انتي بلاش بس تفضلي تقولي لنفسك كده واهدي وافهميه هتعرفي أنه معاه حق 

نظرت لها حور باستهجان ولكن غلبتها دموعها بينما مجددا عادت لتكون أسيرة بعد أن ذاقت هواء الحريه تلك الايام الماضيه ....الان عادت أسيرة مجددا وحلمها بالخلاص من أسرها قد تبخر مع حقيقه ان هذا الزواج واقع لا هروب منه  

سحبت وفاء نفس عميق بينما وقفت علي باب الغرفه تتطلع الي وهج التي جلست برفقه تلك الباكيه لتقول وهي تلوي شفتيها : كفياكي عياط معدش في عنيكي دموع يامرات ابني 

نظرت حور بكراهيه تجاه تلك المرأه لتضع وهج يدها فوق يد حور بحنان وتهمس لها : متشغليش بالك بكلام ماما ....لما تعرفيها هتعرفي أنها طيبه 

نظرت لها حور باستخفاف دون قول شيء وسرعان ما كانت نظراتها تمتليء بالشراسه ما أن لمحت سليم يظهر بجوار وفاء لدي باب الغرفه 

قالت وفاء بتعقيب ساخر : كويس انك جيت ياسليم ...شوف العيله اللي اتجوزتها هتفضل تعيط لحد امتي 

عاتبت وهج والدتها بنظراتها بينما قال سليم وهو يشير لوالدته : انزلي ياحاجه تحت فيه ضيوف ...

نظرت له وفاء باستفهام لم يجيب عليه وسرعان ما أشار لوهج : وانتي كمان ياوهج يلا اطلعي 

قامت وهج من جوار حور وهي تربت علي يدها وتهمس لها بنبره مطمئنه : متخافيش محدش هيضايقك 

للحظه ظلت حور مكانها تحاول سريعا ترجمه خطوتها التاليه لتقوم من مكانها ما أن أغلق سليم باب الغرفه بعد خروج أخته وتندفع ناحيته مزمجرة : عاوزة اروح عند بابا 

اوما سليم بهدوء وهز رأسه : حاضر 

نظرت له ليكمل سليم بغموض: بكره هاخدك  تشوفيه ونرجع سوا 

استنكرت ملامحها بعدم فهم : نرجع فين .....انت بتضحك عليا ؟!

هز سليم رأسه قائلا ببراءه مزيفه : وهضحك عليكي ليه ....عاوزة تزوري اهلك وانا قولت حاضر هاخدك بكرة ولو كان ينفع دلوقتي كنت اخدتك بس الوقت اتاخر واصلا انتي لسه كنتي هناك الصبح 

انفجرت الدماء بعروق حور التي لم تفهم منه شيء لتزمجر به بانفعال : انت بتقول ايه. .... مين قال اني عاوزة ازوهم 

رفع سليم حاجبه : امال عاوزة ايه ؟!

هتفت بلا تفكير : عاوزة ارجع بيت بابا 

سايرها للنهايه وهو يسألها : ليه ؟!

عقدت حاجبيها بسخط من مراوغته : هو ايه اللي ليه ....انت اخدتني من هناك وانا عاوزة ارجع 

قال ببرود : اخدتك عشان ده الطبيعي ....بيتك وفي يوم من الايام لازم ترجعي له 

نظر لها بطرف عيناه و تابع : و اظن انا سبتك وقت كفايه عشان تقبلي الحقيقه  دي 

تهدجت انفاس حور التي شعرت بأنه يتلاعب بها وأنه مجددا سيفرض عليها ما لاتريده لتنظر له بشراسه : مقبلتش ومش هقبل وحالا هتطلقني زي ما جدي قال 

تمسك سليم بهدوءه ليهز رأسه قائلا : فات الاوان 

رمشت باهدابها قبل أن تنظر له بعدم فهم ليوضح سليم وهو يتطلع الي عيونها بعمق بينما يواجهها بحقيقه تلك المشاعر بداخلها تجاهه : انتي مطلبتيش الطلاق و من جواكي عندك استعداد تديني فرصه ....اتسعت عيناها وهربت سريعا من نظراته وهي تهز راسها : لا 

هز سليم رأسه هو الآخر وامسك بذقنها ليرفع عيناها إليه : لا ياحور ... كان عندك استعداد وحسيتي ناحيتي بحاجه ....متنكريش واكبري وطلعي من دماغك العناد 

أبعدت حور يداه عن ذقنها وهربت بعيناها منه 

ليسحب سليم نفس عميق دون قول شيء فقط وقف مكانه يتطلع إليها لتنتفخ وجنتيها بالغضب من صمته وسرعان ما كانت تندفع تجاه الباب خلفه ولكن قبل أن تمد يدها الي المقبض كان يدير المفتاح به ويغلقه ....

احتدت ملامح حور وتأهب بشراسه واجهها سليم بهدوء لايدري من اين اتاه بينما يتحرك بضع خطوات وهو يشير لها قائلا : تعالي ياحور 

هزت راسها كطفله صغيرة عنيده وهزت راسها ليعيد سليم كلماته بإصرار : بقولك تعالي ياحور هنتكلم 

اتجهت ناحيته بخطوات متزمرة لتقف علي بعد بضع خطوات منه قائله : نتكلم في ايه ؟!

نظر لها سليم بصبر قائلا : في اللي بتعمليه ؟

عقدت حور حاجبيها باستنكار : اللي بعمله ؟!

قال وهو يهز رأسه : أيوة ....هتفضلي تعملي حركات العيال دي لغايه امتي ؟

استنكرت كل ملامح حور ما نطق به ليصل سليم بها الي قمه الاستفزاز وكأنه قاصد لتهدر حور بنبره هجوميه : وانا عملت ايه ....انا اللي خطفتك واخدتك من بيت أهلك وجبتك هنا ....

بهدوء شديد نظر لها سليم وأشار لها بيده حينما توقفت عن الكلام : كملي وايه تاني ؟

نظرت له بحنق من هدوءه ومن كلماته التي لاتدري لها سبب بينما سليم يدرك جيدا الي اين يصل : اكمل ايه ....؟!

قال سليم بنفس الهدوء : كملي كلامك 

زفرت حور بحنق وهي لاتفهم شيء ...ماذا يريدها أن تكمله لينظر سليم الي صمتها ثم يبدأ بالحديث : ماشي ياحور افهم من سكوتك انك خلصتي .....ارد انا بقي 

نظرت له بتأهب ليقول سليم : اولا مفيش حد بيخطف مراته .....اندفعت الكلمات لحلق حور ولكن قبل أن تقول شيء كان سليم يشير لها : انا اللي هتكلم 

أمسكت لسانها بصعوبه ليتابع : اخدتك من بيت أهلك وجبتك هنا ليه ....نظر لها وبدأت نبرته بالاحتدام وهو يجيب علي نفسه : عشان أنا مقبلش اللي شوفته 

زمجرت به بحنق : شوفت ايه ؟!

بادلها سليم النبره المحتده: شوفت اللي اي راجل مكاني مش هيقبله 

قبل أن تفتح فمها كان سليم يسكتها بنبره حازمه : خلصت ياحور .....من هنا ورايح مكانك الطبيعي في بيتك اللي هو بيتي أو أي مكان انا موجود فيه 

بطلي عناد 

زمت شفتيها ونظرت له بغضب لينظر سليم لها ويواجهه نظراتها الغاضبه بقليل من الانفعال في حديثه : انا اتكلمت معاكي قبل كده كتير وقولتلك لازم متقفيش في النص كتير وطالما انتي مسمعتيش الكلام يبقي تسمعي بقي كلامي ....احنا مش هنفضل كده كتير دي مش عيشه ومع ذلك انا كنت قابل وساكت وبراحه بحاول ارضيكي عشان اعوضك عن اللي عملته 

ازدادت نظراته لها بينما يتابع سرد تلك الحقائق : ومش انا بس ... كلنا ...الكل بيحاول يرضيكي وانتي مش شايفه كده وشايفه بس اني خطفتك 

تشتت نظرات حور من كلماته التي تجعلها تبدو كطفله صغيرة مشاكسه بينما في الواقع هي بالفعل طفله صغيرة عاشت بين جدران سجن وهاهي بدأت تتنفس الحريه ولكن من كلماته التي تبدو قاسيه قليلا إلا أنه يوضح لها أنا اساءت استخدام تلك الحريه وبالفعل كان هذا هو الوقت الصحيح لتدخل سليم بينما ليس عليها التمادي في الهجوم علي كل من حولها وعليها أن تبدأ في تقبل ما آلت إليه الأمور مادام الجميع يقدر ما تعرضت له واولهم هو ...!  

بغضب بالغ فتحت حور فمها لتعترض ولكنها لم تجد كلمات لهذا البحر الهائج بداخلها والذي تتقاذف به الكلمات هنا وهناك ....

أدرك سليم أنه قد استخدم قسوة الحقيقه معها والتي كان بحاجه اليها والان عليه أن يستخدم الرفق ليقترب منها خطوة ويضع يداه علي كتفها قائلا برفق شديد : حور .... انا مش هجبرك علي اي حاجه ولا كلامي معناه ده ....انا بس عاوزك تشوفي الواقع ....خلاص حياتنا وطريقنا بقي واحد ....وقفتك مكانك وعداوتك مع الكل انتي بس اللي هتتعذبي بيها ....خلي الكل يكفر عن غلطته في حقك واقبلي العوض بدل ما تفضلي تعيطي علي اللي راح لانه مش هيرجع ...!

أصابت كلماته شتات عقلها ولكن عنفوان روحها الأسيرة رفض الاعتراف لتتمزق لحظات ما بين الرضوخ من وجهه نظر روحها الكمده وما بين الاتفاق علي ما قاله ليبادر جسدها بالاعتراض اولا علي لمسه يده لتبعد كتفها عن يده بجفاء وتظل صامته بينما لم تكن مثله تعرف كيفيه ترتيب الكلمات 

نظر سليم الي صمتها بهدوء بينما توقع أنها مهما ثارت إلا أنها في النهايه ستدرك صوتي كلماته بالضبط كالطفل المشاكس الذي يدرك خطاه ولكنه يرفض الاعتراف به وهو ابدا لايريد منها اعتراف ولن يدفعها إليه بل سيدفعها لتعبر كل ماحدث في الماضي لتبدأ حياه جديده تعوضها عن سنوات عمرها السابقه .

أدارت حور راسها تجاهه بينما تحرك سليم براحه في الغرفه ليتجه الي الخزانه يفتحها ويقف امامها ويبدأ بإخراج ملابس له ....ابتلعت حور بغضب من صمته ومن حركته ومن كل شيء يفعله بينما سخط رفضها لتقبل كلماته جعلها تشعر بغيظ كبير منه وأدرك سليم هذا من سخونه أنفاسها التي شعر بأنها لو وصلت إليه ستحرق ظهره ولكنه تابع ما يفعله بنفس الهدوء ....

زفرت حور بسخط وهي تفرك يدها ما أن دخل الي الحمام لتدفع بيدها داخل خصلات شعرها بحنق وهي تفكر في كل ما نطق به. .... نعم هو محق ...لن تظل طوال العمر معلقه بتلك الطريقه وايضا لاتريد الاعتراف بانها كانت قد بدأت تميل إليه ...غاضبه حد الجنون وقد اخذها علي حين غفله بهدوء كلماته بينما توقعت أن تواجهه جنون غضبه كما فعل من قبل فتكون مهمتها سهله بالرحيل وهنا توقفت لتفكر هل بالفعل تريد الرحيل ليس من هذا المنزل بل من حياته ....عضت علي شفتيها بغيظ من نفسها ومن أنه واجهها بتلك المشاعر التي بالفعل بدأت تشعر بها تجاهه .... اخذها عنوه مجددا ولكن لديه تبرير ....اووووف زفرت حور بحنق من طاحونه أفكارها التي لا تتوقف ومن نفسها التي لا تأخذ قرار بينما الآلاف القرارات دارت برأسها ....تصرخ وتصميم علي أن يتركها ...تلجأ الي جدها أو أخيها لتعود إلي منزل أهلها .... تصمم علي الطلاق بعد أن رفضته من قبل وهي متاكده أن فهد سيدعمها ولكن ماذا تفعل حينما تشتعل مجددا العداوة بينهم ....! العداوة نعم هنا وجد عقلها التبرير الزائف الذي يريح عقلها وكرامتها الثائرة بأنها أن بقيت ستبقي فقط من أجل الا تشتعل تلك العداوة مجددا .....ليس لمشاعر أو سواه ...فقط لهذا السبب ...مع خروج سليم كانت تتنهد بارتياح وهي تخبر نفسها أنها ستبقي فقط لهذا السبب وليس لانه محق في كلماته ... وايضا ستخبره بهذا ..لتلتفت إليه وتنعكس نظراتها تجاهه في المراه حيث توقف يمسك بالفرشاة ويصفف شعره الذي مازالت به قطرات المياه 

لتراود الابتسامه طرف شفتيه بينما يستمع إلي نبرتها الحانقه وهي تقول : انا ممكن اقول لفهد اني عاوزة اتطلق منك وهو هياخدني من هنا ...بس انا مش هعمل كده 

عارف ليه ؟!

اخفي سليم ابتسامته وتظاهر بالجديه وهو يسايرها متساءلا : ليه ؟!.

هتفت به : عشان خايفه عليه اكيد 

اوما لها سليم واستدار يطلع لها بابتسامه ماكره : افهم من كده انك خلاص موافقه 

زمجرت حور وهي تهرب بنظراتها من عيناها : وافقت علي ايه ؟!

اشبع سليم نظراته منها بينما اكتسي وجهها بحمره الغضب قبل أن يقول بمكر وهو يزيف جديته : أنك تفضلي هنا 

قبل أن تقول شيء كان يسايرها بتفكيرها بينما لا يهم اي سبب أقنعت نفسها به المهم أنه يدرك أن بداخلها هي اقتنعت بحديثه : طبعا عشان العداوة بين العيلتين تخلص 

رفعت حور عيناها إليه بغيظ بينما تشعر أنها كطفله صغيرة يساير عقلها ولكنه أتقن رسم الجديه علي وجهه وهو ينظر لها ببراءه قائلا : احسن حاجه هتعمليها ياحور ....انا فهد ممكن نقتل بعض 

هز كتفه وتابع بخبث وهو يتطلع إليها بطرف عيناه : اصلا هو جه تحت ومعاه فارس وكنا هنقتل بعض لانه كان مصمم ياخدك 

نظرت له بعيون متسعه ليتابع بنفس الخبث وهو يحكي روايه من خياله تتوافق مع تفكيرها : الحاج رسلان أتدخل وقال الموضوع كله في ايد حور ....هي بس اللي تختار تفضل ولا تمشي 

ماكر وذكي للغايه وهو يعطي روحها السجينه تمام ماتريده بمتعه الاختيار حتي وان كان هو صاحب القرار إلا أن اصاغته للأمر علي انها صاحبه القرار والإختيار كان له مفعول السحر علي ملامحها التي ارتخت بينما توردت وجنتيها وهي تتنفس حريه اخذ قرارات حياتها لترفع راسها بكبرياء يليق بها وهي تحزم أمرها : هفضل عشان 

اتسعت ابتسامه سليم وسرعان ما كان يهز رأسه ويكمل كلماتها : عشان فهد طبعا 

أومات له ليشير إليها : طيب حيث كده خلينا ننزل عشان تشوفي اخواتك ويطمنوا عليكي 

......

......

لوت سعاد ذراع مني خلف ظهرها وهي تهتف بها بحنق وتوبيخ : ايه اللي عملتيه ده يا بنت ال**

حاولت مني تخليص ذراعها من والدتها : اوعي يا اما أيدي هتتكسر في ايدك 

زجرتها سعاد بغضب : ألهي تنكسر رقبتك مش ايدك بس ....ايه اللي خلاكي تنطقي بعد ما الست فرح نبهت علينا 

نظرت مني بغل تجاه والدتها وقالت بتحقير: وهي مين عشان تمشي كلامها عليا 

اتسعت عيون سعاد : هي مين ؟!

أومات مني لتندفع بحقد : اه هي مين .....فيها ايه زياده عني عشان يتجوزها هي وانا لا ...

انصدمت ملامح سعاد وكاد لسانها أن يصاب بالشلل مما استمعت إليه وشكت به ولكنها دوما كانت تكذب ظنونها بأن ابنتها تطمح في فهد لتندفع بغضب سرعان ما كبحته بداخلها حينما ظهرت فرح علي أعتاب المطبخ 

لتقول سعاد بارتباك ؛ ست فرح حقك عليا ....مني وقعت بلسانها ومكانتش تقصد 

نظرت فرح الي مني التي اندفعت بحنق : لا كنت اقصد 

اتسعت عيون فرح لتنظر لها مني بكراهيه وتندفع هاتفه بحقد : انا مش كدابه زيك واستحاله اخبي حاجه عن جوزي 

أسرعت سعاد تكمم فم ابنتها وتقول باعتذار لفرح التي وقفت مكانها لحظه تستوعب وقاحه تلك الفتاه : حقك عليا ياست فرح ...عيله مش عارفه بتقول ايه 

أبعدت مني يد سعاد عن فمها وهتفت بعنفوان احمق : انا مش عيله ...انا زيها ...هي كدابه 

نظرت لها فرح بثبات قائله : اخرسي يا بت انتي واياك تعلي صوتك قدامي 

تواجهنا نظرات الفتاتان لتنظر فرح الي سعاد وهي تقول : البت دي متدخلش البيت ده تاني ياست سعاد 

أومات سعاد لتهتاج مني بحماقه : انتي مين عشان تطرديني ....انا صاحبه حور ست البيت ده 

هزت فرح راسها وقالت بنبره قويه : قولت برا ....والبيت ده بيتي وحقي اعمل اللي انا عاوزاه ولو علي حور روحي ليها بيتها وهي حره تستقبلك فيه أو لا ...إنما هنا مش عاوزة اشوفك تاني ...فاهمه 

خرجت فرح بوجهه محتقن من وقاحه مني

التي أخذت تصيح في أثر فرح بصوت عالي : انا هقول لفهد بيه علي كل حاجه وهتشوفي هيعمل فيكي ايه ..... انا متربيه في البيت ده مش زيك جايه تخليص حق 

انقضت سعاد علي ذراع مني بتوبيخ ساخط : اخرسي يا بت انتي واياك تنطقي كلمه تانيه ...جذبتها بعنف تجاه الباب تدفعها امامها وهي مازالت تقبض علي ذراعها : انا هربيكي من اول وجديد .

حاولت مني تخليص نفسها من ذراع سعاد التي أحكمت قبضتها علي ذراع ابنتها واخذتها الي المنزل لتدفعها بداخله وتجذب الباب خلفها توصده وتعود بخطوات متعثره الي منزل عدنان بينما أدركت أن ابنتها فاقت الحدود ويجب عليها أن توقفها .

..........


...

التفت فارس تجاه فهد الذي خرج برفقته من منزل عمه ولكنه ظل واقف مكانه يتطلع تجاه الباب ليقول فارس : واقف كده ليه ....انت شوفت حور بنفسك وهي خلاص رجعت بيتها ومحدش جبرها 

نظر فهد إليه ليقول فارس بجديه : حور كبيرة وخلاص قررت و انت شوفت بنفسك ...

نظر له فهد بعدم اقتناع ليتابع فارس : خلاص ياأخي محصلش حاجه واللي عمله سليم أي واحد مكانه هيعمله ....احنا كل اللي يهمنا راحتها وهي قدامك اهي مرتاحه 

تأهبت نظرات فهد ليقول فارس وهو يشير له : قبل ما تقول اي حاجه تهاجمني بيها وخلاص اسال نفسك انت كل اللي يهمك ايه ....عداوتك مع سليم ولا راحتها مع راجل ياخد باله منها ....اختك كانت مش هتفضل العمر كله عند ابوك ...سيبها تعيش حياتها 

..........

....

بعد انصراف بعد فهد وفارس بقيت حور لحظات جالسه ليبتسم لها رسلان بترحيب وود : حمد الله علي السلامه يا بنتي ..نورتي بيتك 

أومات حور بابتسامه هادئه لعمها الذي بدأت تألفه  .. استندت حور بذراعها لتقوم ولكن سليم وضع يده فوق يدها برفق قائلا : استني ياحور هنتعشي كلنا سوا 

ترددت لتقول وهج بتشجيع : اه ياحور خليكي ...انا هطلع اجيب سليم الصغير وفارس هيطمن علي عمي ويرجع ونتعشي كلنا سوا 

..........

....

لم تجادل حور بينما بالفعل قررت أن تجرب مايدعوها سليم إليه كما لم يجادل سليم الذي تركها تسبقه للاعلي بعد العشاء ليجدها بعد أن صعد للغرفه قد أعدت لنفسها هذا الفراش الارضي والذي افترشته فوق الارضيه بعد أن وضعت غطاء سميك طوته ووضعت فوقه وساده وغطاء 

....دخل الي الغرفه بخطوات هادئه بينما وجدها تستقر فوق هذا الفراش ليقول بهدوء : اطلعي نامي علي السرير ياحور وانا هنام علي الأرض 

هزت راسها وقالت باقتضاب وهي ترفع الغطاء فوقها : انا مرتاحه كده 

عكس ما توقعت كان يقول بهدوء : وانا مش عاوز غير راحتك 

وبالفعل تركها لراحتها ....لتبقي حور مكانها تنظر إلي سقف الغرفه تفكر بينما سليم استبدل ملابسه بهدوء واتجه لينام وبداخله امل ان الطفله العاصيه بداخلها ستهدا ما أن تشعر أنها لم تعد مجبره علي شيء .

............

....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !