وكأن الزمن يعيد نفسه وهي تخرج بوسط الليل من هذا المنزل باكيه بقلب متحطم ولكن تلك الليله بضراوة وقساوة اكثر....يأبي عليها النسيان ويريد ان يجهز عليها حتي تنتهي نهائيا فقد تركت كل الذكريات السيئة التي انحفرت بقلبها وعقلها وسارت لحاضر ومستقبل اعتبرته التعويض عن كل شئ سيء حدث لها في هذا الماضي لتكون السعاده التي عاشتها برفقته اكبر عذاب لها كلما تذكرتها..... انها تعود لابيها كما عادت اول مرة ولكن بجروح أشد... تركت قلبها ممزق أسفل نظراته التي لحقت بها وهي تغادر..... ضربها قلبها بقوة في صميمه وهي تتساءل كيف امكنها ان تكون سبب في وجعه والمه بتلك الطريقه...... ازدادت الدموع انهمارا من عيونها التي جفت من كثرة البكاء وهي تتذكر نظراته لها بينما صممت علي الرحيل ولايدري ان رحيلها أصعب عليها من عليه فهي تركت روحها برفقته ولكنها فعلا مجبرة لحمايه روحه ......!!
تركها سليم دون محاولته لسؤالها عن شئ بينما تمزق قلبه لسماع صوت بكاؤها طوال الليل....ساعات طويله قضتها تبكي بوجع وقهر.... تنتحب وتبكي أطفالها وحياتها..... حتي رفعت راسها اخيرا.....
البكاء هو فقط ماتقدر عليه..؟!
سألت نفسها باستنكار شديد اهي بهذا الضعف ليكون البكاء فقط هو أقصي ماتستطيع فعله.......!!
اتترك حقها بعد ما اعترفت تلك المرأه الشيطانه بكل جرائمها بحقها وعي تنظر بعيونها دون ذره خوف......!
اهي بهذا الضعف لتترك بدر وتبتعد عن حياته وتخضع لتهديدها...... ازدادت حرقه الدموع المنهمرة من عيونها وماذا تفعل..... ؟!
هل تخبره وتكون سبب بضياع حياته.... لن يكون عقلاني ابدا ان عرف انها كانت تحب أخيه وفعلت كل هذه الجرائم .....حتي وان كان عقلاني فتلك اللعينه حتما ستنفذ تهديدها الاخر وتعترف ان بدر قتل حامد متعمدا هو واخته بالاتفاق معها لإنقاذ هاشم من تلك الزيجة ....!
مسحت دموعها بظهر يدها وهل تحاول أن تري بصيص نور بتلك الهوه المظلومه التي القتها بها تلك الشيطانه ظنا منها انها لن تجد خلاصها...... هل تخبر فاديه ولكن هل تحتمل المرأه سماع تلك الحقائق.... ؟!
. درب من دروب المستحيل واليأس غلف قلبها ولاشئ امامها الا الصمت.... الان..؟!
الان فقط ستصمت وهي ضائعه وسط هياج قلبها ومشاعرها وعقلها الذي مازال لايستوعب ان ماحدث من تخطيط بشر ..... انفطر قلبها وتمزق الآلاف القطع وتدمرت مشاعرها واحترقت باللهيب وهي تعتصر قلبها المتالم بيدها وهي تتذكر نظراته لها وهي تغادر..... لتنهار مرة اخري بنوبه بكاء.....
تبكي..... نعم فلتبكي وتنهار..... طبطبت علي قلبها الموجوع وتركت العنان لدموعها لعلها تطفيء القليل من نيران قلبها المتلهبه فلتبكي وتقع وتنكسر لتقف بالغد علي قدمها فلتبكي ان كان بالبكاء القليل من الراحة..... فلتخضع الان حتي تأتي بحقها في الغد....!! فلتبكي وتغسل اوجاعها .....
فلتبكي من اجله فهو يستحق أن تضحي من اجل ان يكون بخير .... ان كانت هي فقدت اتزان عقلها فكيف به أن عرف بمقدار المؤمرات التي كانت تحاك من خلف ظهره ....!!
ايمان ليست غبيه ابدا ولم تخبرها جزافا بكل هذا ان كان لديها ذره شك في نجاتها فهي مؤكد آمنت نفسها جيدا.....!!
انها ليست ضعيفه أبدا ولكنها لديها ماتخسره
سليم وطفلها القادم و بدر وحتي فارس.....!
عرفت ايمان كيف تضربها بمقتل ومن يوجعها اكثرمن اذيه احباءها ..... ان سقط بدر تحطم الجميع خلفه ولذا لن تسمح ابدا بسقوطة حتي وان كان هذا يعني بعدها عنه !!
....
كان قراره بتركها تغادر أصعب قرار وافق عليه عقله ولعنه قلبه لفعله فكيف يتركها رضوخا لكلام الجميع انها بحاجة للراحة ليتساءل اتكون راحتها ببعدها عنه
قلبه الذي يهيم بها عشقا يتمزق ويتفتت آلاف القطع وعقله يكاد يخرج من عقاله بينما لايفهم شئ....!
لم يغمض له جفن واحترق قلبه وعقله آلاف المرات مثلما يحرق سجائرة حتي الصباح وهو يحاول التفكير بسبب لما حدث دون نتيجة فهناك ماتخفيه عنه.....!
مع أول خيوط الصباح كان يغادر الفراش الذي كان كالاشواك ببعدها.....
اتجه لغرفه ابنه يتطلع اليه وكأن الكأبه نالت المنزل باكمله وليس قلبه فقط ليري فتحيه بوجهه متجهم تضع يدها علي خدها حزنا علي مااصاب فريده وكأن الألوان اختفت من كل شئ باختفاءها....!
...........
التفتت له فاديه التي كانت جالسه بمكانها بوسط البهو بوجهه حزين وعقلها يكاد يشت هي الاخري من التفكير
: صباح الخير ياابني
تنهد قائلا ; ان شاء الله يبقي خير ياأمي
تمزق قلبها من أجل نبره صوت ابنها لتقول بأسي : هتبقي كويسة يااابني....
سيبها يابني تريح اعصابها يوم ولا يومين وهتبقى كويسة.....
هزت راسها وتابعت : بتحبك وتلاقي الغيرة جننتها....
وضعت يدها علي كتف ابنها وتابعت بأسف :
حقك عليا وحقها عليا مكنتش فاكرة انها هتعمل كدة
طاوع امه ولكنة في مقتنع ان ماحدث ليس بسبب موضوع رده لايمان..... لقد انهي الموضع معها وكانت سعيده قبل ان يتركها فلماذا تغار..... ؟،
نظرت الي فاديه الي حالته الواجمه بينما يجاهد لاستجماع نفسه فهو يكاد يجن لإيجاد سبب لتقول : اسمع يابدر..... انت لازم تجيب البت سعاد..... اكيد عارفة حاجة
ماان فتح فمه ليتحدث حتي تغيرت ملامحه حينما لمح بطرف عيناه خيريه تقف تستمع لحديثه مع أمه ليهز راسه قائلا بهدوء مصطنع : لا..... سعاد اية اللي اضيع وقتي وادور عليها
نظرت له فاديه بدهشة : امال مراتك هتعمل فيها كدة من الباب للطاق
قال بهدوء بينما بدأت الشكوك تحوم براسه :تلاقيها ردت عليها بقله ادب ولاحاجة سيبك منها ياأمي
نظرت له فاديه بعدم اقتناع لتساله : يعني هي فريده فجأه هتعمل كدة من غير سبب
قال ببرود ; عادي تلاقيها بتعمل كدة عشان مرجعش ايمان
قالت فاديه بعدم فهم : ياابني اذا كانت قايلة بنفسها رجعها
اشاح بيده ومازال يري خيريه التي تستمع له :كلام...!!
اتخانقت معايا وطلبت الطلاق لو رجعت ايمان فاكرة انها بتلوي دراعي
قالت فاديه باستنكار ; اوعي تطلقها يابدر
هز كتفه ; امال اعمل ايه.....ومن امتي اصلا حد بيلوي دراعي.... انا مش هجبرها طالما مش عاوزة تفضل علي ذمتي....
ستجن فماذا حدث له ليتغير علي هذا النحو ويتحدث بهذا الهدوء لتساله :وانت هترد
ايمان.... وهتطلق فريده
قال ; انا اعمل اللي انا عاوزة ياأمي.... من امتي واحدة بتمشي كلامها عليا.... فريده عاوزة ترجع اهلا وسهلا... مش،عاوزة براحتها بس هاخد منها سليم...... والتانيه عاوزة تبقي في البيت برضه اهلا وسهلا مش عاوزة بالسلامه بس فارس هيفضل هنا
كانت فاديه لاتفهم شئ ولكنها سايرته فهناك مؤكد شئ بعقله
نزل فهد بملامح وجهه متغيره بيقول بهدوء : صباح الخير
: صباح الخير
سأل أخيه : فريده عامله اية .... قاطعه بدر بحزم ; مش وقته يافهد يلا قوم عندنا شغل
سار بضع خطوات قبل ان يعيد راسه للخلف ليري خيريه بعد ان استمعت لحديثهم تستدير لتصعد للاعلي وقد لمحتها فاديه هي الاخري لتبتسم له بطرف فمها.... الان فهمت سبب ماكان يقوله...!!
شكوكة في محلها هناك شئ ما متعلق بايمان وخيريه وسعاد ومؤكد ماحدث لفريده....!!
ماان خرج فهد خلفه حتي قال بصوت خافت : بدر انا كنت عاوز اتكلم معاك في موضوع مهم
بس مش عاوز نتكلم هنا
اومأ له بدر فهو يجب أن يأخذ حذره ان كان هناك من يتنصت عليهم ليقول : ايوة عندك حق..... خلينا نروح نتكلم في المكتب...
التفت الي جسار الذي قال : بدر بيه الواد ابتدي يفوق
تهلل وجهه بدر قائلا : طيب يلا
تعالي رنين هاتفه قبل ان يركب سيارته ليجيب بسرعه حينما راي رقم سليم.....
: حاضر ياسليم بيه جاي حالا
سأله فهد بقلق : في حاجة
اومأ له : اكيد..... انا هروح اشوف في ايه وهحصلك علي طول
اومأ له ليقول :
فهد نبه علي رجالتنا تفتح عينيها وابعتلي اتنين منهم علي البوابة
قال فهد بدهشة : هنا.؟!
اومأ له واكمل ; اه وياريت تحذر علي ابنك مينزلش الاسطبل لغايه مانفهم في ايه
قال فهد : هو ده الموضوع اللي انا عاوزك فيه
قال بدر بتساؤل : موضوع ايه.. اتكلم
هز راسه : لا لما تشوف سليم بيه وترجع نتكلم علي رواقه.... ومتقلقش كدة كدة ندي مبتخرجش واحد منهم برا البيت...
اومأ له علي مضض فهناك شئ مؤكد في نبره فهد ولكن مكالمه سليم أيضا اقلقته
.......
....
قبل قليل تفاجيء سليم بمراد ليقول باستنكار : مراد.!! انت اية اللي جابك
قال مراد بأسف : عمي لوسحمت انا عاوز أقف جنبك وجنب فريده
هز سليم رأيه باستنكار ; فريده اللي اتهجمت عليها ولا كأنها بنت عمك ومن دمك ياحيوان
خفض راسه بخجل ليقول : انا اسف ياعمي.. بس غصب عني كنت فاكر اني كدة.... قاطعه سليم باشمئزاز : اسكت مفيش مبررر لعملتك
اومأ له : عندك حق ياعمي عشان كدة انا نفسي اكفر عن غلطتي وعاوز ارجع تاني اخوها وابن عمها
تنهد سليم قائلا : مراد انا تعبان وقلبي واجعني علي بنتي ابوس ايدك هي مش ناقصه لخبطة سيبها في حالها...
قال مراد برجاء ; والله انا بس عاوز اطمن عليها وعلي حضرتك ... انت عارف غلاوتك عندي انا ابنك ياعمي
اشاح سليم براسه قائلا بقله حيله: هي زي ماهي مش عاوزة تتكلم
قال مراد برجاء، : طيب تسمحلي ادخلها اتكلم معاها
هز سليم راسه بحزم : لا مش سمحلك ولو سمحت انت عملت اللي عليك اتفضل يامراد
بنفس اللحظة خرجت فريده من الغرفه لتقول باندفاع وبدون مقدمات
: مراد انت مش قلت عندك محامي هيضمن ليا حضانه سليم
اومأ لها مراد : اه طبعا
قالت بثبات جاهدت لتتحدث به :طيب لو سمحت كلمه يرفع قضيه حضانه سليم.....
غص حلقها وتابعت : وكمان قضيه طلاق علي بدر
انصعقت ملامح سليم الذي قال بعدم تصديق.... فريده انتي بتقولي ايه.... ؟! طلاق ايه... وحضانه ايه
تمسكت بثباتها الزائف وهي تقول : بابا لو سمحت دي حياتي
قال سليم بغضب شديد... حياتك اللي بتدمريها زي عادتك بقرارات مندفعه وترجعي تندمي
حاول مراد التحدث : عمي ..... ليصيح به سليم : انت تسكت خالص ومتدخلش ...
: بابا
أشار لها سليم بيده لتصمت : وانتي كمان اسكتي وانسي اني أوافقك علي التخاريف دي...
:بابا قلتلك دي حياتي
: وانا ابوكي ولازم أتدخل لما الاقيكي بتضيعي حياتك.....
امسك كتفها وتابع بحزم... اية اللي حصل عشان كل ده.. عاوزة تتطلقي من بدر ليه.. ؟! انتي كنتي مبسوطة معاه
: عادي.. فكرت ولقيت ان كدة احسن
هز راسه بحدة : مش احسن يافريده.... مش احسن..... قومي بصي شوفي نفسك في المرايه وقوليلي بتضحكي علي مين بكلامك ده....
بدون تفكير امسك سليم بهاتفه لتتفاجيء فريده به يتصل ببدر... بدر عاوزك حالا
قالت باستنكار : بابا انت بتعمل ايه
قال سليم :بحط حد لتصرفاتك قبل ماتعملي حاجة تندمي عليها
التفت الي مراد وقال بصرامه : وانت اتفضل يامراد مالكش مكان هنا
: عمي
أشار له سليم بغضب : قلت اتفضل.... و اوعي تكون فاكر اني نسيت اللي عملته في بنتي
; بس انا ندمت واعتذرت وعاوز أقف جنبها
: ميهمنيش ندمك ولا اسفك..... وبنتي مش محتاجة حد يقف جنبها قدام جوزها... يلا اتفضل
نظرت له فريده ليكمل بصرامه ; وانتي مش عاوز كلام لغايه ما بدر يجي
بابا
: قلت اسكتي خالص يافريده
احتقن وجهه بدر بالشرر بينما بدأ سليم حديثه ماان راه : انا حالا عاوز افهم ايه اللي حصل.... مش معقول كل ده من غير سبب..... عقلي مش قادر يستوعب اية اللي ممكن يحصل فجأه ويخليها في الحاله دي وبما انك انت جوزها فأنت اكيد عارف هي ليه فجأه عاوزة ترفع عليك قضيه طلاق
رفع بدر عيناه المنصدمه لفريده مردد... قضيه
طلاق
هتف سليم باحتدام فالصراحة هي الأفضل في تلك الحالات.. اه
قال بعدم تصديق : للدرجة دي عاوزة تتطلقي ...
اشاحت بوجهها الذي بهتت الوانه لتقول بصوت ضعيف : دي رغبتي وياريت تنفذها
هتف سليم بحزم : فرررريده.. قلت مفيش طلاق من غير ماتقولي سبب واضح
مررت يدها المرتجفه علي عيناها التي بدأت تتشوش رؤيتها بينما داهمها هذا الدوار القوي
: مش عاوزة اكمل معاه.... انا حرة .....
قال بدر بحدة بالغه وقد اغضبه مانطقت له وجعل اعصابه تنفلت : لا مش حرة
اية اللي حصل لكل ده....ومتقوليش مفيش... اتكلمي يافريده متجننيش.... قوليلي اية اللي حصل
... . تعلثمت وثقل لسانها بينما دار العالم من حولها لتترنح لحظة وهي تهز رأسها : مف.... غاب صوتها وقد بدأت تفقد وعيها.... سرعان ماكان بدر يلتقفها قبل ان تقع أرضا...... بينما سليم بقلق بالغ يطلب الطبيب
الذي فحصها وهو يستمع من بدر لما حدث لها خلال اليومان الماضيان......!
قال الطبيب ; الضغط واطي جدا بس انا افضل نعمل اختبار حمل قبل مااديها اي أدوية
تسمر بدر مكانه مرددا : حمل..!!
اومأ له الطبيب بابتسامه هادئة : اه... انا شاكك بنسب كبيرة ان المدام حامل
بعد فترة قليله مرت علي بدر وكأنها دهر كامل كان الطبيب يتلقى النتيجه بالهاتف... مبروك يابدر بيه
اتسعت عيون بدر الذي اجتاحت السعاده ملامح وجهه بينما يردد بعدم تصديق : حامل..!
اومأ له الطبيب ; اه... كل اللي بيحصلها ومش مفهوم بالنسبه ليكم بنسبه كبيرة بسبب لخبطة هرمونات الحمل... هز كتفه وتابع :
عادي جدا خليها تعيط من غير سبب وتكون عصبيه لاتفه الأسباب....
اومأ له بدر بتفهم بينما يقول بلهفه : بس هي حالتها كويسة
اومأ له الطبيب : يعني حاليا الوضع مطمئن..... مكنتش افضل انها تاخد الحقن المهدئة اللي الدكتور عطاها ليها قبل مايتاكد من الحمل بس عموما مفيش لها تأثير... انا حاليا بس هكتب شوية فيتامينات مش اكتر
ونهتم براحتها وأفضل تتابع مع دكتور متخصص اول ماترتاح...
اومأ له بدر وسليم الذي قال بسعاده : متشكر اوي يادكتور...
...... بقلم رونا فؤاد
اتسعت ابتسامه ايمان بينما تخبرها امها بكل ما سمعته : انتي متأكدة.. ؟
: سمعته بوداني
: كدة احنا وصلنا للي كنا عاوزينه... انا هدي للبت سعاد قرشين عشان تختفي للأبد واهي سمحيه كمان اختفت ومبقاش في اي دليل علينا
قالت خيريه بتحذير : انتي اليومين دول لازم تاخدي بالك من ابنك كويس وتكوني كويسة مع الكل وأولهم بدر فاهمه
...............
فتحت فريده عيونها بوهن لتداعبها اشعه الشمس التي غزت الغرفه من كل جانب لتتمني لو ان كل ماحدث مجرد كابوس وخاصه حينما شعرت بتلك القبله الرقيقه التي طبعها بدر علي جبينها قائلا بصوت هاديء : مبروك
رفعت عيناها اليه ببطء فهل انتهي الكابوس وها هي تستيقظ وهو بجوارها والسعاده تمليء وجهه وكان ماكان لم يكن......
ابتسم بدر بسعه بينما اكمل وهو يضع يده علي وجنتها ; انتي حامل ياحبيتي
التقت عيناها بعيناه لتري السعاده التي حلمت ان تراها بها
قالت بصوت مبحوح : انت عرفت منين.؟
ابتسم قائلا ; الدكتور قالي
أنزلت يدها بتقائية لتضعها علي بطنها
وسالته مجددا : متأكد
لتجده ينحني ويطبع قبله علي يدها ثم على بطنها قائلا : اه
كانت مشتته تري تلك الفرحة التي تخيلتها بتلك اللحظة والتي حرمتها مانطقت به بكل قسوة منها.... ليري بدر تغير ملامح وجهها ليقول بدهشة : حبيتي انتي مش فرحانه انا هطير من الفرح....
مرر يداه برفق علي وجنتها قائلا بحنان : فريده ياروحي الدكتور قال ان كل اللي حصلك ده بسبب الحمل....
خرج صوتها الضعيف : لا
عقد حاجبيه متساءلا : لا.. ؟!.. يعني ايه
قالت وهي تخفض عيناها من مرمي نظراته :يعني الحمل مش السبب.... انا عاوزة اطلق
استهجنت ملامحه مانطقت به ليهدر بها بعدم تصديق : فريده انتي واعيه للي بتقوليه
اومات له باصرار وعناد تراه صواب من وجهه نظرها : اه ..... لو سمحت يابدر احنا مش هينفع نكمل مع بعض
هتف باستنكار : وده اكتشفتيه فجأه ....
: بدر من فضلك انا اخدت قرار
صاح بغضب لا يصدق انها مازالت تنطق بهذا الجنون : بناء علي ايه...
نظر لها وتابع بانفعال شديد : فرررريده... انا مش حجر هفضل استحمل الي بتقوليه واللي مالوش اي مبرر
انا كنت معاكي..... فجأه حصل كل ده
فهميني اية السبب.....
قالت برجاء وتعب : بدر كفايه بقي قلتلك خلاص اللي بينا انتهى
صاح بحدة : مش بمزاجك
غص حلقها ليتابع بعصبيه شديدة : اللي بينا مش هينتهي قبل مااعرف ليه.... ؟
انحني ناحيتها ونظر اليها قائلا بانفعال : لوكرهاني ومش عاوزة تعيشي معايا قولي... انطقي.... وانا مش هجبرك.... إنما من غير سبب لا
ازدادت نبرته انفعالا بينما تابع بهياج : لية فجأه عاوزة تهدي اللي بينا
انتي مكنتيش كدة...... ؟!
في حاجة حصلت بعد ماسبتك و انتي مش عاوزة تقوليلها ليا
امي عملت حاجة ضايقتك
كبحت دموعها وهزت راسها بنفي بينما تراه بتلك الحاله والتي هي السبب بها ليكمل .. ايمان.. .. ميييين قولي متجننيش
لماذا لاتنطق وتخبره وتريحه من عذابه ولكنها وقتها ستاخذه لعذاب اكبر لذا فلتصمت..... قالت بوهن شديد : كفايه بقى انا تعبت
امسك ذراعها بقوة وهتف بها : تعبتي من ايه... انتي تعبتيني وتعبتي نفسك اية..... يافريده ارحميني وفهميني السبب ومتجننيش
ابعدت وجهها عنه وقالت باصرار :معنديش كلام اقوله... انا عاوزة ابعد انا وابني
انفلتت اعصابه من عقالها ليصيح ; مبقاش ابنك....... بقي ولادك واحد منهم ابني اللي في بطنك....
امسك بذقنها وجعلها تنظر اليه ليقول بحزم :
انا لغايه دلوقتي بحاول اكون صبور معاكي واديكي العذر ان الحمل مأثر علي أعصابك وهعتبر نفسي مسمعتش حاجة من التخاريف دي... عشان طلاق مش هطلقك الا لما اعرف السبب
اشاحت بوجهها : مفيش سبب... انا عاوزة ابعد
اومأ لها وهو يتمسك بآخر ذره عقل له : طالما مفيش سبب ومصممه تخبي انا بقي مسيري اعرف اللي انتي مخبياه بس وقتها مش هيكون ليكي اي عذر في اللي عملتيه...
زفر بعنف واتجه الي الباب ليغادر بعد ان التفت اليها قائلا بصرامه : انا هسيبك النهارده بس بكرة الصبح هتكوني راجعه بيتك.. فاهمه...
......
دخل الي مكتبه كالاسد الثائر لايري امانه من الغضب.... تريد الطلاق.... هناك شئ بالموضوع... انها تحبه هو متأكد.... لا تتركه بلا سبب.... انها حامل بابنه.... ايمكن ان تكون كل لحظات السعاده بحياته تحمل في طياتها تلك المشاكل ...
نظر الي فهد الذي تردد قبل ان يقول ; ايمان
عقد بدر حاجبيه : مالها ...؟
قال فهد : هي اللي حرضت مالك يخرج من البوابه
احتدت ملامحه بعدم تصديق : انت بتقول ايه.؟
قال فهد بسرعه : بدر لوسمحت اهدي انا مكنتش، عاوز اتكلم في الظروف دي بس لما عرفت كدة من ندي مقدرتش اسكت و لو اتكلمت معاها... قاطعه بدر بغضب شديد ;
لا سيبهالي... بس واحدة واحدة فهمني اية اللي حصل....
بدأ فهد باخباره بما قاله مالك لأمه عن ايمان التي جعلته يخرج من البوابه ليضم بدر قبضته بينما انكشف خيط اخر.... فالطفل قال ان الرجال الذين داهموهم ارادو خطفه تحديدا فمن أين علموا بخروجه....
هب بدر واقفا ليقول : قبل ما اتصرف ... الاول خلينا نروح نشوف الواد... هيكون عرف منين ان مالك خارج من البوابه في الوقت ده
..........
.....
لكمه قويه ادمت أنف هذا الرجل وجعلته ينطق سريعا : عوض يابيه..... هو عوض اللي حرضنا نخطف الواد
قال بدر بغضب وهو يشير لجسار بمتابعه ضربه ; عوض مين.؟ وهو يعرف الولد منين..؟
قال الرجل بانفاس لاهثه : قريبته بتشتغل عندكم يابيه
هدر فهد بعنفوان : قريبته مين.؟
: واحدة اسمها سعاد
انذهل بدر مما سمعه فما علاقه سعاد لهؤلاء الرجال ليهتف بجسار : ابعت رجالتك تجيب البت سعاد وقريبها من تحت طقاطيق الارض
: حاضر يابدر بيه
: وعملت ايه في الدكتورة
: متقلقش يابدر بيه قربنا نوصلها
: مش قربت انا عاوزها قدامي ياجسار
; خلال كام يوم ياباشا
: مش هستني اقلب عليها الارض.... خد الواد ده من هنا
التف الي فهد الذي قال... دكتورة ايه... ؟
ظل بدر صامت يدور حول نفسه ليكمل ;
بدر في حاجة كبيرة بتحصل من ورانا
البت سعاد هتخلي قريبها يخطف مالك ليه
قال بدر باحتدام ; ادعي ميكونش اللي في دماغي صح عشان وقتها مش هرحمها
.....ياريت تكون البت طمعت وكانت عاوزة فلوس من ورا خطف مالك وميكونش لايمان يد فيها عشان وقتها هخليها تتمني الموت.....
ضرب المكتب بقبضته والخيوط تتجمع براسه
لايريد استباق الأحداث
بينما فهد هز راسه فلابد ان الامر أخطر مما تخيلوا
فحينما أخبرته ندي لم يتوقع ان يتعدى الأمر اكثر من سخافه اعتادها الجميع من إيمان
ولكن ان تكون لها يد في محاوله خطف ابنه ناهيك عن تلك الطبيبه التي يبحث عنها بدر....
..... بقلم رونا فؤاد
اتخذت فريده قرارها فهي لن تترك حقها وايضا لن تعرض بدر للاذي....! ،
تسللت بخطوات هادئة لتطبع قبله علي جبين طفلها وتلقي نظره علي ابيها النائم بجواره قبل ان تخرج
........
ماان ألقاها رجال بدر امامه حتي هتفت بدموع ورعب : بدر بيه انا معملتش حاجة
صاح بدر بغضب شديد : اخرسي يابت انتي .... انا قلتلك اتكلمي لسه دورك مجاش
كان رجال بدر قد بداو بتقيد عوض الذي كان يصيح بخوف... انا معملتش حاجة....
انا معملتش،حاجة
تلقي ضرب مؤلم من رجال بدر الذي سأله
بغضب وهو يمسك بتلابيبه ; لو منطقنش مين زقك تخطف الولد هدفنك مكانك
حاول الكدب ليقول : ولد ايه... انا معرفش،حاجة
أشار لرجاله لإحضار الرجل الاخر ليرتعب عوض من رؤيه حالته بعدما فعله به رجال بدر ليقول بخوف : انا ماليش ذنب يابيه...
دي سعاد... سعاد اللي جابت ليا الشغلانه دي وقالتلي هاخد فيها ١٠٠ الف جنيه
لكمه بدر بقوة في أنفه : وهي سعاد هتجيب ١٠٠ منين منين
قال عوض بألم : من الهانم اللي بتشتغل عندها
اندفع فهد تجاهه بغضب : انطق يلا هانم مين
قال عوض ; معرفش اسمها يابيه... سعاد اللي تعرف
ارتجفت سعاد، رعبا فقد انكشف كل شئ، لتتعالي شهقاتها المرتعبه بينما تهز رأيها وتقول : متصدقهوش، يابيه انا ماليش، دعوة....
صاح بدر بغضب شديد ; جسااار..... هاتلي البت دي لوحدها وتعالى ورايا وخلي رجالتك تأدب ولاد الكلب دول
جذبها جسار بقوة من خصلات شعرها
قائلا بغضب ; ده انتي طلع وراكي موضوع كبير
ألقاها أسفل قدم بدر الذي قال : حالا هتنطقي وتحكي كل حاجة تعرفيها
قال بدموع خائفه : انا معرفش حاجة.... معرفش
أشار لجسار الذي هوي بقوة على ظهرها بحزامه الجلدي لتصيح بألم بينما لايتوقف جسار عن ضربها بقوة ليقول بدر بغضب اهوج....
عملتي اية لفريده خلتيها تعمل فيكي كدة....
انطقي
قالت بانفاس متقطعه من الألم وقد استسلمت : ... هتكلم.... هتكلم يابدر بيه بس ارحمني ابوس ايدك
ساحة من التعبيرات ارتسمت علي وجهه بينما يستمع لتلك الحقائق التي زلزلت كيانه
الواحدة تلو الاخري وأولها ان ايمان جعلتها تجهض فريده وأنها من حرضت عوض علي حريق الارض ثم خطف مالك و... و... و.....
صاح بدر بجنون ;
اااه يابنت الكلب.... ااااه... كل ده يطلع منك
صفعات متتاليه نالت وجهها ليسرع جسار يجذبها بعنف قائلا ; عنك ياباشا متوسخش ايدك بيها
هز فهد رأيه بعدم استيعاب :
.... بدر اللي سمعناه ده حقيقي.....
ايمان
ايمان تعمل كدة.... هي السبب في موت عيال اخوك..... هي السبب موت هاشم
هي ازاي انا مش قادر استوعب
قال بدر وهو يضرب الحائط بقبضته يبحث عن عقله مما سمعه.... اكيد عملت حاجة لفريده خلتها تخاف كدة .... اكيد
اسرع جسار الي بدر قائلا :
بدر بيه رجالتي شافوا الست فريده بتتسحب وداخله البيت مرضتش اخليهم يتصرفوا من غير مااسأل سيادتك
قال بدر وفهد بنفس اللحظة.... اكيد رايحة لايمان
ركض للخارج قائلا : ورايا بسرعه ياجسار
........
...
......فتحت ايمان عيونها حينما شعرت بهذا الشئ الثقيل فوق جبهتها لتتسع عيناها بعدم تصديق حينما رأت فريده امامها وتصوب السلاح علي راسها
انتي..... قاطعته فريده قائلة : شششش قومي معايا والا هفجر دماغك
حاولت ايمان الاعتدال لتتفاجيء بيدها مقيده
:انتي هتعملي فيا ايه....؟
قالت فريده وهي تزجرها لتعتدل جالسه : هاخد حقي
حاولت ايمان ان تتملص منها ولكن فريده
وكزتها بقوة في كتفها بفوهه المسدس الذي أخذته من احد الإدراج حيث يخبأه بدر
بعد ان تسللت للمنزل وقد انتوت ان تجعل ايمان تعترف بكل ماقالته لها وتسجله لتحمي بدر وتحمي نفسها واطفالها منها
قالت فريده بغل : اية فاكراني مش ،هعرف اخد حقي منك....
جذبتها بعنف من فكها وضغطت عليه قائلة :
غلطتي.... وغلطتي اوي كمان لو فكرتي انك هتقدري تفلتي بعمايلك.... انا هاخد حقي منك..... هاخد حق ولادي اللي قتلتيهم واحد واحد..... هاخد حق البنت اللي قتلتيها
وهاخد حق هاشم اللي مات بسببك وبدر اللي استغفلتيه السنين دي كلها....
هتعترفي بكل اللي عملتيه
ضحكت ايمان لتستفزها لتصفعها فريده بقوة مزمجرة.. اخرسي بدل مااخلص عليكي
صرخت ايمان بقوة لتكممها فريده بيدها
قبل ان يدخل فهد وبدر الباب بنفس اللحظة....
اية رايكم وتوقعاتكم
اقتباس
عقدت حاجبيها تنظر اليه ليهز كتفه قائلا : انتي مش قلتي عاوزة جمبري
اومات له : اه بس ده
هأكله ازاي... اعملهولي
قطب جبينه باستنكار : اطبخ.؟!
اومات له بدلال : ااه وفيها ايه... وبعدين ابنك اللي عاوز الجمبري مش انا....
اقتربت منه لتتخلل رائحة عطرها أنفه تحاول أن تقضي علي حصونه التي يشيدها بوجهها بينما قالت بهمس اثار اعصابه بينما تضع يدها علي بطنها : طالع بيحب السمك زي ابوه
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك