بعد البدايه الفصل الخامس والعشرون

0


 ترتجف بخوف ورعب ومازال عقلها عاجز عن  استيعاب ماحدث..... ايحدث ماعاشته قبل قليل ام انها بكابوس وستفتح عيونها ويختفي كل ماسمعته من تلك القاتله  ...!! قتلت أولادها...!!  غاب عقلها ووصل لحاله الجنون فهي لا تتخيل او تستوعب وجود شر كهذا.. ماذا فعلت لها..؟! مالذنب الذي ارتكبته..... ؟! 

انها تزوجت برجل تقدم لها...؟! 

تقتل أولادها... تضع لها تلك الحبوب السامه وهي كانت تتناولها دون أن تشك.... أيعقل ان يكون هناك عقل بهذا التفكير الشيطاني.... أيعقل ان يكون هناك قلب بهذا الحقد..... تلك الطبيبه..... يااااه صرخت بوجع وقهر وهي تتذكر كل مرة كانت تفقد فيها طفل ومعه جزء، من روحها.... ألم تشفق عليها ولو مرة.... ألم يوخزها ضميرها..... تعالت شهقاتها كلما حاولت مجرد تخيل ماكان يدور خلف ظهرها...... قتلت تلك الفتاة سجده.... ؟! هاشم مات فى ريعان شبابه بسبب حقدها وغلها وهذا الحب المريض الذي تدعيه...!!

برعب وخوف تعالت دقات قلبها بجنون واتسعت عيونها بهلع وهي تفكر انها ان كانت فعلت كل هذا بل واعترفت به دون أن يرف لها جفن ستكون بمنتهي السهوله قادرة علي تنفيذ تهديدها...... قد تقتل ابنها وتؤذي بدر.....!! 

خفضت عيونها ببطء تجاه بطنها ..... قد تقتل طفلها كما فعلت باطفالها من قبل ..... هزت راسها بجنون بينما بينما انسابت الدموع الحارقه من عيونها وهي تفكر انها لا يجب أن يعلم احد بحملها.... لا.... لا 

لقد نجي سليم من هذا المصير لأن تلك الشيطانه لم تكن تعلم بوجوده...!! 

ستخبر بدر والجميع بكل أفعال تلك الشيطانه ليجعلها تدفع الثمن.....! نعم ستخبره وهو سيحميها منها.... لقد وعدها وهو رجل يقف خلف وعوده.....! ولكن ماذا اذا كان تحقيق الوعد فوق طاقته..... ماذا اذا نفذت تهديدها وتسببت بسجنه ان اتهمته انه اشترك معها بقتل الفتاة واخيها.... ماذا اذا تهور بدر وقتلها..... لا.... لا..... جرت الدموع بقوة من عيونها وهي تتذكر كل كلمه نطقت بها.... ستصمت..!! 

نعم لقد نظرت في عيونها واخرتها انها ستصمت من أجل حمايه  احباءها وقد كانت محقه.....! 

هل يوجد بشر بهذا الجبروت....!! 

..... جرت اقدامها وهي تستند الي الحائط تحاول أن تقوم من علي الارض وهي تخبر نفسها انها ستهرب ......!! 

يجب أن تحمي ابنها سليم وابنها الذي تحمله باحشاءها ... يجب أن تترك هذا المنزل....!! قامت باقدام خائفه مرعوبه لتفتح الباب بقبضه مرتعشة....! 

كانت حالتها لاتصفها كلمات وهي تخرج من غرفتها.....خصلات شعرها مبعثرة حول وجهها الذي يتصبب عرقا باردا بينما عيناها حمراء ككاسات الدماء ..

تلفتت حولها بخوف لم تعهده في نفسها ولكنها لاتلوم نفسها بعد كا ماعاشته ولن تكن تتخيل انه بفعل بشر......!! 

خرجت من غرفتها بخطي متعثرة  تتلفت حولها بجنون بحثا عن طفلها...... لتنزل الدرج وتتعثر خطواتها وكادت تقع .... بينما انتبهت لها جليله التي كانت تنزل خلفها لتسرع اليها  تحاول الإمساك تساعدها قائلة :   خدي بالك ياست فريده هتقعي

نزعت فريده ذراعها من جليله وصرخت بها.... ابعدي عني 

تفاجأت جليله برد فعلها العنيف ولكن فريده لم تكن تعي ولا تري شئ سوي ان الجميع حولها بهذا المنزل شياطين.....! تابعت النزول لتتفاجيء فاديه بحالتها علي هذا النحو 

..... وقبل ان تكمل كلماتها : اية يافريده يابنتي عامله اية دلوق.... كانت فريده تجذب  سليم من حضنها بقوة وتضمه لها.... قطبت فاديه بدهشة من حاله فريده ومن طريقتها في اخذ الطفل واحتضانه..... فريده مالك يابنتي..؟ 

اتسعت عيون فاديه اكثر حينما تفاجأت بها  لاتجيب عليها بل تضم سليم اليها وتتجه الي الباب.... 

فريده مالك يابنتي في ايه...

قامت خلفها هي وجليله لا يفهمون شئ..... انها..... مشتته.... وباكيه... خائفه..... حالتها غريبه وكانها فقدت عقلها.... وبالفعل كانت فريده بحاله لاتصفها كلمات فكل ماحدث لايتوقف عن التردد بعقلها الذي خرج من عقاله....!! 

صرخت فريده بفزع حينما اصطدمت ببدر الذي دخل من الباب ليتفاجيء بحالتها...... 

تراجعت للخلف خطوات وهي تضم طفلها بقوة اليها لينظر بدر الي هيئتها شعرها مبعثر حول وجهها الباكي.... ملابسها مبعثرة.... حافيه الأقدام وتحمل سليم وتتجه به الي الخارج.... ماذا حدث...؟! 

عقد حاجبيه بدهشة شديدة فهو لأول مرة يراها بتلك الحالة وقد ظن ان هناك شئ ما حدث...... لقد تركها بحاله جيده...،..! 

مد يداه اليها قائلا وهو يقترب منها : فريده مالك.... انتي واخدة سليم ورايحة فيه

خرج صوتها متقطع مختنق بالبكاء ; ماشيه

لايستوعب شئ بدء من حالتها الي مانطقت به

ليرردد بعدم فهم : ماشيه فين..؟ 

هزت راسها وقالت بلسان ثقيل بينما لاتتوقف عن التلفت حولها فلابد وأنها تراقبها الان.... ماشيه من البيت ده 

لايفهم شئ ولكن حالتها جعلت قلبه ينتفض.... مد يداه تجاه كتفها قائلا برفق 

حبيتي تعالي بس وفهميني.... في ايه... حد ضايقك..؟ 

تفاجيء بها تصرخ وتبعد يداه عنها : مالكش دعوة بيا

.... ازدادت نبرتها علو وهي تصيح : محدش له دعوة بيا

قالت فاديه بعدم فهم : مالك يابنتي

قال بدر بحدة : حد ضايقها 

هزت راسها وقالت : لا والله يابدر... 

قالت جليله مؤكدة : محدش نطق بكلمه يابدر بيه 

التفت لها بينما تتابع فريده خطواتها للخلف وهي تحمل ابنها.. 

اتجهت الي الباب ليمسك بدر بكتفها قائلا برفق ;  فريده اية اللي حصل.. ؟

ابعدت كتفها عن يده هاتفه بحدة : متلمسنيش

عقد حاجبيه : في ايه..... اية اللي حصل فهميني...؟ 

غزت الدموع عيونها بينما تقف عاجزة عن النطق بشئ او الارتماء بحضنه واخباره بكل مخاوفها ليحميها..... صعب أن تقف مرعوبه خائفة وأمانها علي بعد خطوة منها وتستسلم للخوف بدلا من الارتماء، بحضنه الأمن..... صعب أن تصمت والأصعب ان تتحدث...!! 

قالت بصوت مرتجف وهي تتلفت حولها : ... مفيش انا عاوزة امشي

قال بعدم فهم : تمشي تروحي فين بس..... امسك بكتفها قائلا بحنان : هاتي سليم و تعالي ارتاحي.... 

تفاجيء بها تدفعه بعيد عنها صارخة  محدش يقرب من  ابني

نظرت فاديه وجليله لبعضهما فماذا يحدث وماحالتها تلك فجأه...... خرجت ندي مسرعه من غرفتها علي هذا الصراخ لترتجف نظراتها ماان التقت بايمان هي الاخري تخرج من غرفتها......! قالت ايمان ببرود : هو في ايه ياندي... ؟

ابتلعت ندي لعابها قائلة : معرفش 

: طيب تعالي نشوف 


نزل فهد ركضا يتساءل : في أية..؟ 

قال بدر بصوت مهديء وهو يكاد يجن من حالتها... فهي ليست خائفه وإنما مرعوبه بجنون تبكي بهستريا وكأن احد سيؤذيها ويؤذي طفلها....  : فريده اهدي محدش هياخده منك.... انا بس هاخدك ترتاحي.... تعالي

هزت راسها وتابعت تراجعها للخف تهتف بجنون ولاوعي : محدش له دعوة بابني.... محدش هياخده..... محدش يقربله

لايفهم شئ ولكن حالتها كانت تبعث بالنفس القلق.... 

انها بالفعل علي وشك الجنون بينما نظرت في وجوه الجميع.... فاديه تلك التي كانت تراها الجبروت بعينه.... اذن ماذا تكون ايمان....؟!..... بدر أيعقل ان يحدث كل هذا دون أن يشك بها...؟! ومن شك بها من الأساس.؟! 

الجميع يروها انها قد جنت ولااحد منهم يتخيل مااوصلها لتلك الحاله فلو أحدهم مثلها لما ثبت عقله بمكانه....!! 

مد بدر يده برفق ليحمل سليم من بين ذراعيها لتصرخ بدموع وهي تبعد يده..... سيب ابني

لم يتوقف بل حمل الطفل الذي كان يبكي خوفا وأعطاه بسرعه لأمه التي احتضنته  

: ابني.... هات ابني.... محدش هياخده.... 

قالت فاديه بصوت مطمئن.... ابنك في حضني يابنتي متخافيش....

حملها بدر متجاهل ضرباتها ولكماتها...... محدش له دعوة بيا  ... انا مش عاوز ة افضل في البيت ده..... سبيني  .... 

انا بكرهك وبكره البيت ده...... سبيني

صرخ بدر بفهد وهو يصعد بها الي الغرفه   : هات دكتور بسرعه

تجاهل كل مقاومتها وماتفعله واخذ يضمها اليه ليحاول تهدئة ارتعاشتها..... انها خائفة بل مرعوبه ولكن من ماذا لايعرف..... 

حدثها بصوته المطمئن ويداه تحيط بها بقوة بينما تتلاقى دقات قلبها التي تهدر بجنون داخل صدرها بصدره.... اهدي يافريده.... اهدي ياحبيتي.... اهدي وقوليلي في ايه ... اية اللي حصل.... خايفه من ايه 

كانت الدموع الحاره وشهقاتها المتعاليه هي اجابته بينما لايصل الي عقلها شئ مما ينطق فعقلها خرج من موضعه من هول الصدمه التي لم تستوعبها بعد....! 


ارتجفت يد فاديه التي تحمل سليم : اية اللي حصل... البنت ايه اللي جرالها 

امسكت بها جليله مسرعه واجلستها بينما تقول :  اهدي ياست فاديه هتبقي كويسة

هزت فادية راسها بأسي علي حاله فريده.....يارب.... يارب يا جليله

قالت ايمان ببرود لندي... هي اتجننت ولاايه..؟! 

اخفت ندي تعبيرات وجهها دون قول شئ بل نزلت الي فاديه 

...... 

كانت حاله فريده واضحة للطبيب فهي مصابه بانهيار عصبي شديد.... لايعرف احد له سبب

..... سرعان ماجهز حقنه مهدئة ليتفاجيء بدر بها تسحب ذراعها وتصرخ به بجنون وقد تذكرت أفعال الطبيبه التي كانت تثق بها معها  : محدش يديني حاجة....ابني.... لا... مش هاخد حاجة.... 

كان بدر جالس بجوارها يحاول ان يضمها اليه وهو  يتمزق من حالتها يحاول ان يطمئنها مع انه لايفهم ما اوصلها لتلك الحاله...... 

اهتاجت بجنون وهي تري الطبيبه في هذا الطبيب الذي يحاول اعطاءها تلك الحقنه...   سيقتل ابنها كما كانت تفعل تلك الطبيبه.... كيف تثق بأحد بعد ماسمعته

بصعوبه شديده كان بدر يكبلها بحضنه ليسيطر علي عنف حركتها الهائجة حتي  يستطيع الطبيب غرس الحقنه المهدئة بذراعها....

........... بقلم رونا فؤاد 

... بدا مفعول الحقنه يسري بعروقها لتبدا شهقاتها بالانخفاض ويدها بالارتخاء بين ذراعيه بينما لاتتوقف دموعها عن الانهمار بصمت حتي انغلقت جفونها...... وضعها برفق علي الفراش وخرج برفقه الطبيب 

ليتنهد بقله حيله بينما يخبره بماحدث..... قال الطبيب بتخمين : جايز محاوله الخطف دي مأثرة عليها ومسببه حاله الرعب اللي هي فيها

قال بدر بعدم اقتناع : مكانتش خايفه بالطريقه دي.... 

: والله يابدر بيه ماعرف اقولك ايه غير انها في حاله انهيار عصبي شديد جدا وطول ماهي في الحاله دي ورافضه تتكلم بلاش تضغط عليها وهي من نفسها لما تهدي اكيد هتتكلم.... سيادتك لازم تحاول تطمنها بأي طريقه....

ابنها هي بتسأل عنه ياريت يكون قدامها واي حد بيضايقها بلاش يكون قدامها موقتا لغايه ما تعدي المرحله دي... متسيبوهاش لوحدها كمان... انا مش هقدر ازود في المهدئات لغايه مانعرف سبب الحاله دي.... ولو في اي حاجة كلمني فورا 

ماان انصرف الطبيب حتي تفاجيء بدر بفاديه تجذبه من ذراعه بقوة هادرة:  انت عملت فيها ايه..... انت زعلتها وخلتها توصل للحاله دي.... 

انطق يابدر انت اللي عملت فيها كدة

تدخل فهد بينما وقف بدر مكانه دون قول شئ فهل يستطيع   فعل اي شئ سئ لها

; ياأمي اكيد لا..... استحاله يكون بدر السبب 

هدر بدر بجنون : امال مين السبب..... ميييين 

قال فهد وهو يهز راسه : جايز افتكرت اللي  حصل وخافت....

هز بدر راسه  بعدم اقتناع فحالتها لم تكن هكذا حينما تركها قبل عده ساعات... لا... الموضوع ده عدي 

: جايز يابدر لية لا.... اترفع عليها سلاح وكانت هتتخطف اكيد خايفه.. يمكن هددوها 

احتدت ملامح بدر بشر مطلق وهو يتخيل ان يكون أحدهم ضايقها... مش،هرحمه.... اي ان يكون اللي عمل كدة مش هرحمه 


هزت فاديه راسها بينما قالت بندم  : يمكن  انا السبب يابدر..... انا لما قلتلك رجع ايمان..... انا اللي عملت فيها كدة..؟ 

لاول مرة يروا فاديه بتلك الحاله فهي نادمه وتعترف انها أخطأت..... من أجل فريده ولما لا فهل تلك الفتاه هي من كانت تقف لها.... الخوف علي احباءها جعلها بتلك الحاله... 

انا يابني..... 

قال فهد وهو يربت علي : اهدي بس ياأمي... هتبقي كويسة وتقولنا.... 

........ 


ليله صعبه اخري مرت عليها ولكنها كانت أصعب من كل الليالي فلم تتوقف تلك الكوابيس عن مداهمتها..... تري كل طفل فقدته وتشعر بنفس الوجع والقهر..... لم تتتوقف عن البكاء والانتفاض بنومها رعبا وخوفا وهو لم يتوقف لحظة عن احتضانها والهمس لها أن تطمئن انه بجوارها..... 

مسح دموعها بيده وهو يبعد خصلات شعرها يتطلع لنومها المرتب بينما يقول بعجز : 

.لو تقوليلي بس اية اللي حصل ومين زعلك 

........... بقلم رونا فؤاد 

.... 

بصعوبه شديده انتزعتها استعادتها لوعيها من تلك البقعه الداكنه من الكوابيس التي وقعت بها لتفتح عيونها بوهن شديد فتقابل عيونها سقف الغرفه لتتجدد كل الذكريات...... 

وضعت يدها فوق بطنها ونطق لسانها بنفس اللحظة.... سليم 

سرعان ماكان بدر يشعر باستفاقتها ليقول برفق 

سليم كويس اطمني عليه انا جنبك ومحدش هيقدر يقربلك ولا يقربله..... قوليلي بس في أية.

عودتها الدموع مجددا ليتمزق قلبه وسرعان مايجذبها الي حضنه قائلا بلوعه : فريده ياقلبي وعمري.... مالك

هل تظل بحضنه ام تبتعد... ؟! 

تخبره ام تصمت...؟! 

تلقي بكل مخاوفها واوجاعها علي كتفه الذي ربما لن يحتمل تلك المرة.... لاتستطيع فعلها وتلقي به الي مصير مجهول.....

قالت بصوت مرتجف وهو تبتعد عن حضنه    

عاوزة سليم

اومأ لها بقله حيله وخرج ليأتي لها بسليم

............ 

.. 

غلب القلق سليم طوال الليل بينما انتظرها ان تاتي هي وبدر كما وعده بالأمس ولم تأتي ليتجه اليها منذ الصباح للاطمئنان عليها ويتفاجيء بفهد يقول وهو يستقبله  : اتفضل ياسليم بيه 

: فريده كويسة 

قال بتعلثم :  متقلقش ياسليم بيه... 

هي بس تعبت شوية

........... 

تحاول ايجاد عقلها للتفكير ولكنها لاترى ولاتسمع شئ سوي الخوف... الخوف المطلق علي احباءها....! 

رفعت عيناها ببطء بينما اتجهت سعاد لتخبرها ان ابيها بالأسفل كما طلب منها فهد.... 

قالت سعاد وهي تحاول أن تفي نظرات الشماته في عيونها :  سليم بيه تحت وعاوزك ياست فريده 

لحظة مرت علي فريده قبل ان ينطلق بداخلها ذلك الشعور الموحش، بالكراهيه والحقد والغل من تلك الشيطانه التي تقف امامها... استسلمت فريده لرغبتها بقتلها كما فعلت باطفالها فقامت من مكانها بلاوعي واتجهت الي سعاد بينما هدرت ملامحها بالشر....وبشراسه انقضت عليها تضربها بكل قوتها فهي كانت تقتل أطفالها....!! تلك التي تضع لها الحبوب...... 

وقعت سعاد علي الارض حينما جذبتها فريده من شعرها بقوة وأخذت تلكمها بغل وقهر ماعاشته سنوات.... اربع أطفال.... اربع أطفال فقدتهم بسببهم..... لم تجروء سعاد علي لمس فريده او حتي الدفاع عن نفسها  فستقتلها فاديه وبدر ان لمستها لتكتفي بالصراخ الذي جعل الجميع يركضون  علي ذلك الصراخ المستغيث....... 

كان أول من وصل بدر للغرفه ليتسمر مكانه من هول الصدمه حينما رآها تضرب الخادمه بتلك الشراسه  وقد غاب عقلها بينما تتصبب دموعها وهي تصيح بقهر...... انتي السبب... انتي.... هقتلك..... مش هرحمك 

خرست سعاد برعب...... فهل اكتشفت فريده..؟ 

وقفت فاديه علي الباب بينما اندفع خلفها فهد وسليم الذي تجمد مكانه وهو يري ابنته

بتلك الحاله ...صرخ بدر... فريده

واسرع يعطي سليم لفهد ويتجه ليبعد فريده عن سعاد ولكنها قاومته وعادت لتنقض عليها من جديد صارخة.. هموتك..... انتي السبب

كانت تصيح بجنون وهستريا وكذلك سعاد تصيح باستنجاد : الحقني يابدر بيه 

الحقيني ياست فاديه

... 

كان الجميع متسمرون مكانهم من الصدمه.... ماذا يحدث وماذا حدث ...ماحدث لفريده...... فهي فقدت عقلها ومن مكانها لاتفعل..... 

.... أين قوتها أين تفكيرها أين عقلها..... لقد غاب كل شئ 

احاطها بدر  وحملها من فوق سعاد التي 

سحبتها جليله وفتحيه من أسفل يد فريده التي احتضنها بدر بقوة لايعرف مااوصلها لتلك الحاله.. 

اهدي ياحبيتي....... اهدي 

انسابت الدموع من عيونها بقوة بينما انخرس لسانها عن النطق.... وقفت ايمان بجوار الجميع تتطلع لها بشفقه مزيفه لتهتاج أعصاب فريده مجددا ماان راتها.... ولكنها تلك المرة رأت ابيها ووجهه ساحة من التعبيرات وهو يري ابنته بتلك الحاله حتي انه عجز عن النطق او الحركة...... جرت اقدامها وارتمت بحضنه تهتف ببكاء،قطع نياط القلوب..... بابا.... بابا 

ضمها سليم وغشت الدموع عيناه : فريده.... مالك ياحبيتي 

رفعت عيناها المتورمه من البكاء اليه : خدني من هنا يا بابا..... خدني من البيت ده 

قال سليم برفق ; اهدي حبيتي واللي انتي عاوزاه هيحصل 

بعد دقائق كان الطبيب يغرس حقنه مهدئه اخري بذراعيها لم يجد منها مفر وهو يري حالتها التي ساءت... 

برفق اخذ فهد سليم الذي لاتحمله قدمه ويتساءل بعدم فهم : مالها بنتي.... اية اللي حصلها 

: تعالي ياسليم بيه معايا وانا احكيلك 

هزت فاديه راسها بعدم استيعاب وهي تردد.....  اية اللي حصل يابنتي وعمل فيكي كدة.... انا السبب طيب....ياريت كان لساني اتقطع قبل ماتقول اللي قولته.... 

أشار بدر لجليله لأخذ امه والانصراف لتمسك جليله بيدها.... تعالي ياست فاديه... تعالي معايا وارتاحي... هتبقي كويسة ان شاء الله 


خرج الجميع بينما جلس بدر بجوارها يضم جسدها الهزيل بحضنه يحدثها بحنان وقلب متمزق... اية اللي حصل.... اااه لو تقوليلي مين زعلك 

مش هرحم اللي عمل فيكي كده.... هدفعه تمن دموعك دي غالي اوي... 

....... 

قال فهد  : صدقني ياسليم بيه مش عارفين ايه اللي حصل...... فجأه حصل كدة 

قال سليم وهو يهز راسه : كانت مكلماني امبارح وكانت كويسه 

تنهد فهد بقله حيله قائلا ;  اوعي تفكر ان حد فينا  مش قلبه موجوع عليها ولا اننا هنسكت لما نعرف مين ضايقها.... ان شاء الله 

هتهدي وتحكلينا 

نزلت فاديه الدرج تهتف بفتحيه :  البت سعاد فين 

هزت كتفها قائلة : اول ما اخدناها جريت برا البيت 

قطب فهد جبينه : يعني ايه جريت.... وانتوا ازاي تسيبوها 

قالت فاديه بغضب  : فهد انا عاوزة البت دي قدامي حالا...... فريده مش هتعمل كدة من الباب للطاق.. اكيد البت دي السبب في اللي حصلها

اومأ فهد لها : اطمني ياأمي.... 


...... تزامن مع أوامر فهد لرجاله بالبحث عن سعاد.... كان بدر يخرج هاتفه بهدوء  ويتحدث لجسار الذي قال : 

اطمن يابدر بيه احنا وراها من غير ماتحس فاكرة انها عرفت تهرب  مننا 

اومأ له بخفوت : تمام خلي حد من رجالتك وراها وسيبها تتطمن بس اوعي تفلت من تحت عينك 

: اطمن يابدر بيه

: تمام ومش عاوز حد يعرف... قول لفهد انكم بتدورا عليها 

: اوامرك ياباشا 

... 

ركضت سعاد بانفاس لاهثه لتجلس بمحطة القطار وهي تتلفت حولها وتلتقف أنفاسها ثم تخرج الهاتف 

ايوة ياست ايمان 

هدرت ايمان بهمس : بتتصلي بيا ليه ياغبيه 

: امال اعمل ايه 

: تغوري تختفي عند قريبك بتاع مصر لغايه ماانا اكلمك 

قالت سعاد بخوف : هي عرفت 

قالت ايمان بغضب : وانتي مالك عرفت ولا انتي تنفذي وبس فاهمه 

....... 

قالت خيريه بهمس : 

وبعدين ياايمان 

ضحكت ايمان ببرود قائلة : مفيش ياماما زي مانتي شايفه.. اهي اتجننت وخلصنا منها 

: تفتكري كدة خلاص 

هزت كتفها : امال..... احنا بس ندخل في دماغ فاديه انها اتجننت وهتبقى خطر علي الولد وقتها فاديه  هتاخده منها وترميها في اي مستشفى 

......... 

... 


ضمها بدر اليه بحنان ماان بدأت تفتح عيونها ليقول بحنان جارف قبل ان تعود الي نوبتها :فريده حبيتي انا جنبك.... اهدي خالص وقوليلي مالك.... اية اللي حصل ووصلك للحالة دي..... 

قولي كل حاجة واي حاجة وانا هفهم 

قولي وميهمكيش... ولو مين الي ضايقك همحيه من علي وش الارض 

ضم وجهها بين يديه يتطلع لعيونها قائلا :خايفه من ايه ياقلبي........ 

كانت نبرته ونظراته مشجعه ومطمئنه وحنونه بينما تابع وهو ينظر لعيونها علها تخبره بما لاينطق به لسانها 

اية اللي حصل يومهاخلاكي في الحاله دي 

حد هددك منهم ... قوليلي ومتخافيش..... متخافيش من حاجة ولا من حد 

قالت وهي تبعد عيناها عن عيناه : مفيش 

قال وهو يعاود رفع وجهها لتنظر اليه : فريده مفيش اية..... انتي مش شايفه حالتك 

عقد حاجبيه وتابع : عملتلك اية سعاد 

اغمضت عيناها بقوة واعتصرت قبضتها ماان أتي اسمها..... فريده  انا مش هقف اتفرج وانتي في الحاله دي 

.... طيب قوليلي  البت دي عملت اية خلاكي تعملي كدة؟ 

رفعت عيناها اليه بعد ان اتخذت قرار مخزيء كعادتها بالهروب : بدر 

تنهد ينظر اليها لتقول :  طلقني 

قفزت ملامحه من وجهه... ايييه 

عادتها مرة اخري وهي تجاهد للحفاظ علي ثباتها : انا عاوزة اتطلق 

هب من مكانه بجوارها يتطلع اليها بعدم تصديق فأن كان لا يستوعب ماحدث لها منذ الامس فما نطقت به الان درب من دروب المستحيل 

: انتي واعيه للي بتقوليه  

اومات له : اه... 

دخل سليم بتلك اللحظة ليسرع لاخذها بحضنه وسرعان ماهدرت الدموع من عيونها وهي تقول : 

بابا خدني من البيت ده.... انا مش عاوزة افضل فيه 

قطب سليم جبينه : في ايه بس يابنتي 

انفلتت اعصابها لتصرخ : مفيش..... محدش يسألني عن حاجه.... نفذو طلبي.... خدني من هنا يابابا وانت يابدر طلقني 

قالت فاديه برجاء وهي لاتصدق انها تطلب الطلاق من بدر الذي وقف يحاول استيعاب تلك الصدمات   : يابنتي  لو زعلانه مني حقك عليا 

هزت راسها : مش زعلانه 

... نظرت الي ابيها وامسكت بيده : باباا خدني من هنا... خليه يطلقني وخدني من البيت ده 

اخيرا تحدث بدر بنبره غاضبه : فريده اعقلي اية اللي حصل لكل ده متجننيش..... اقترب منها وتابع بحدة حينما قلت مفيش  : مفيش دي متنطقيهاش...... يعني اية فجأه يحصلك  كدة وعاوزة تاخدي ابنك وتمشي وتتطلقي 

وتقولي مفيش.... قولي حاجة افمهما 

قال فهد وسليم  : اهدي بس يابني 

قال بدر بهياج : اهدي ايه وهي بتقول الكلام ده ..... 

نطقت بجنون أشد : لو متطلقتنيش وسبتني امشي انا هموت نفسي

جنت على الأخير لينظر لها بعدم تصديق بينما تدخلت فاديه وقالت :  طيب اطلعوا وسبيوني معاها..... 

خرج الجميع لعلها تتحدث الي فاديه..... جلست الي جوارها : ها يافريده... قوليلي مالك 

قالت فريحه باصرار : قلت مفيش حاجة 

قالت فاديه برجاء ; قوليلي وانا ورحمه هاشم هقف جنبك ومش هقول لأي حد ... لو بدر زعلك هخليه يمشي وينفذ اللي انتي عاوزاه 

نظرت اليها بعيون دامعه فللاسف حتي مع قوتها وجبروتها الا ان ايمان الشيطانه استطاعت ان تؤذيها وتكون سبب بموت ابنها بعز شبابه وستكون سبب بهلاك ابنها الاخر... قالت فريده بصوت مختنق بالغصه :  لو بتحبيني زي ما بتقولي خليه يسيبني امشي

..... 

...... قال سليم برجاء :  يابدر عشان خاطري وخاطرها هاخدها عندي كام يوم تهدي  وبعد كدة نشوف 

قال بدر بلهجه قاطعه : لا 

قال سليم بعقلانيه : ياابني ماهو مش هينفع نعاند معاها وهي في الحاله دي.... ريحها وغلاوتها عندك  ....... 

علي مضض وافق بدر لتخرج من المنزل وتترك امانها بحضنه وتأخذ الخيار الصعب والذي خيل لها عقلها انه الصواب.....!!


اية رايكم وتوقعاتكم.... مهما تكون فريده قويه الا ان موقفها صعب وعقلها مستوعبهوش، عشان كدة انهارت بس اكيد مش هتفضل كدة 

اقتباس 

قال بانفعال شديد : فرررريده... انا مش حجر هفضل استحمل الي بتقوليه واللي مالوش اي مبرر 

انا كنت معاكي..... فجأه حصل كل ده 

فهميني اية السبب..... 

صمتت ليأخذ نفس عميق قبل ان يقول 

طيب عموما اللي انتي مخبياه عني انا هعرفه بس وقتها مش هيكون ليكي اي عذر في انك خبيتيه عني  


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !