بعد البدايه الفصل الرابع والعشرون

0


 تحبه ومن اجل حبه مستعدة للتضحيه بروحها وهو روحها وستستمح لأخرى بمشاركتها به...هذا هو ماكانت تفكر به بينما الألم والنيران تجتاح قلبها..... فهي تموت من مجرد التفكير ولكنها تريد له ان يرتاح من المشاكل التي لا تفارقه فهاهي ايمان تضغط عليه وليست هي فقط بل امها وفاديه فلن تكون هي أيضا....... 

رأي في عيونها كل الألم الذي تشعر به مهما قالت بلسانها غيره... : بدر... رجعها... قاطعها قائلا وهو يمسك بوجهها بين يديه  :هشششش.... فريده  متتكلميش ومتقوليش اي حاجة لان اصلا مفيش حاجة تتقال واعرفي كويس ان لو انطبقت السما علي الارض انا مش هردها 

انطلقت الفرحة بداخلها بسبب كلماته ولكنها قالت : بس فارس..... اوقفها قائلا وهو يهز راسه ; ولا حتي عشان فارس ولا اي مخلوق..... نظر اليها وتابع بحزم : دي صفحة واتقفلت خلاص 

بالرغم من السعاده التي نشبت بداخلها فهو يحبها ولايتخلي عنها مهما كانت الظروف لتقول بأسي وهي تتذكر ان فاديه لن تمرر الأمر : بس مامتك 

قطب جبينه وقاطعها بنبره قويه قليلا : وبعدين يافريده..... اية مش متجوزة راجل وله كلمه ولاايه 

خفضت عيونها قائلة ; مش قصدي انا بس مش عاوزة احطك في مشاكل 

ابتسم لها قائلا بتدليل : ياستي حطيني في جهنم مش في مشاكل...... انا راضي

أفلتت ابتسامتها التي يعرف كيف يرسمها علي وجهها الذي نظر اليه يتطلع الي ملامحها دقائق طويله جعلت الحمرة تسري بوجنتها الذابله قبل ان يقول بابتسامه :  انا بحبك يامجنونه وعمري مااقدر ابدا اضايقك او اجرحك لأي سبب....

نفذت نظرات عيناه الي قلبها بينما تابع : انا وعدتك اني عمري ماهجرحك ولا اضايقك ابدا واستحاله بعد مابقيتي ليا وعشت السعاده دي معاكي اغدر بيكي او أوجع قلبك 

اغمضت عيناها بينما ارتجف قلبها بداخل ضلوعها.. هل يمكن أن يكون هناك رجل مثله..... الن يبرر الن يختار الطريق السهل الن يفعلها كما هاشم فعلها.....!! كل يوم تحبه وتذوب به عشقا اكثر وليس كل يوم بل كل لحظة تقضيها برفقته تعتبر عمرا لم تعيشه ولم  تشعر بطعمه الا علي يده....! 

فتحت عيناها تنظر اليه لتري نظرة عتاب بعيناه بينما قال : ولا انتي مش بتحبيني زي مابحبك ومعندكيش مانع غيرك تشاركك فيا 

هزت راسها بسرعه قائلة : بحبك اكتر من نفسي يابدر... انا بس..... قاطعها وهو يهز راسه قائلا : مفيش بس.... انا مش عاوز اسمع غير كلمه بحبك وبس 

اومات له قبل ان تقول بعتاب :انا بحبك اوي ومع ذلك انت كنت قاسي عليا اوي الايام اللي فاتت وزعلتني.... 

تغيرت ملامح وجهه وبدات بالأنفعال ولكنه حاول السيطرة علي انفعاله قدر الإمكان وهو يقول... فريده بلاش تتكلمي في الموضوع ده تاني... كلامي فيه معاكي هيزعلك

عقدت حاجبيها قائلة بدفاع : المفروض تسمعني الاول يابدر... 

هز راسه بقليل من العصبيه : مش عاوز اسمع حاجة يافريده.... مش عاوز اسمع انك اتكلمتي مع الحيوان ده بالرغم من انك المفروض حتي متبصيش في وشه بعد كل اللي عمله.... مش عاوز اسمع كلمه انك عملتي كدة عشان كنتي خايفه عليا عشان حمايتي مش مهمتك حمايتكم انتوا كلكوا مسؤوليتي انا..... مش عاوز اصلا اسمع اسم الحيوان ده اللي همحيه من علي وش الارض انه اتجرأ وعمل عملته وخطفك 

اتسعت عيناها بصدمه ايظن ان مراد هو من قام بخطفها لتهز راسها بنفي بسرعه ; لا يابدر مش مراد اللي.... ماتت الكلمات علي شفتيها وانتفضت بخوف حينما هدر بعصبيه : قلت متنطقيش اسمه 

دارت الدنيا من حولها لتتحامل علي نفسها بينما لا تستطيع أن تصمت وتتركه لظنونه فهو عصبي برأس يابس وقد يقتل مراد بالفعل.... حاضر.. بس اسمعني يابدر عشان خاطري.... والله ماهو 

هدر بعصبيه : وانتي عرفتي منين.... ؟

قالت بتعلثم بينما عصبيته وذلك الدوار الذي تشعر به لايساعدها.... محدش خطفني.... مكنتش انا... ازدادت نبرته تعلثم وارتباك بينما بدأ العالم يدور من حولها مجددا ليقطب بدر جبينه بينما يراها بتلك الحاله.... 

اغمضت عيناها لحظة وسحبت نفس عميق قبل ان ترتب كلماتها قائلة : بدر... مكنتش،انا المقصودة.... كانوا عاوزين مالك ولما معرفوش، يوصلوله عشان هربته جريوا ورايا... 

هل تحاول أن تكذب عليه لإنقاذ ابن عمها نفث أنفاسه الساخنه لتمد يدها تمسك يده وتنظر اليه عيناه قائلة : دي الحقيقه والله يابدر.... مكنتش،انا كانوا عاوزين ابن فهد... 

ارتجفت يدها البارده التي وضعتها فوق يده لينظر الي ملامحها الشاحبه قائلا بقلق : فريده انتي كويسة 

اومات له : اه كويسة 

يعرف انه قسي عليها كثيرا ولم يكن عليه أن يتعصب عليها خاصة بعد ماعاشته بالأمس ليقول بحنان وقد هدأ تماما امام قلبه الذي لايتحمل رؤيتها متألمه او حزينه : لية يافريده بتخليني ازعلك 

ليميل تجاهها ويقبل طرف شفتيها بنعومه ويضمها اليه متنهدا بقوة يستنشق رائحتها وكأنها الأكسجين الذي يبقيه علي قيد الحياة 

بعد دقائق ابعدها قليلا عنه ليتطلع الي وجهها قائلا :انا بحبك ومقدرش ابدا اشوفك زعلانه مش اكون السبب في زعلك بس غصب عني الغيرة جننتني.... 

رفع وجهها لتنظر اليه قائلا : متزعليش مني

اومات له بابتسامه باهته بينما غابت الدماء من وجهها ليقطب جبينه قائلا : 

حبيتي انتي شكلك تعبانه بلاش، نتكلم في اي حاجة دلوقتي وخلينا نروح للدكتور 

كانت علي وشك نطق شكوكها ولكنها تراجعت سريعا فلتتأكد اولا حتي لاتعلقه بأمل زائف يحبطة... 

قالت بهدوء ،: مفيش داعي لدكتور... انا كويسة 

عقد حاجبيه يتطلع اليها بامعان فهناك شئ ما بعيونها التي تبدو متعبه وذابله ..... 

ليسالها بحنان : متأكدة 

: اه... 

اومأ لها وقبل وجنتها بحنان و امسك يدها واتجه بها الي الفراش ليجلسها عليه ويضع فوقها الغطاء الناعم قائلا : طيب ارتاحي شوية ومتفكريش في اي حاجة 

ابتسمت له ليغمز لها بعبث ويكمل : فكري فيا انا وبس.... 

مال ناحيتها وقبل وجنتها هامسا بعبث : عاوزك بليل لما ارجع تكوني بقيتي كويسه عشان اعرف اصالحك 

أفلتت ضحكتها لتنظر له بحب فيقبل راسها قائلا : ايوة كدة اضحكي... مبحبش اشوفك زعلانه 

قالت بدلال : يبقي متزعليش تاني يابدر 

اومأ لها بانصياع وقبل جبينها بحنان قائلا : حاضر ياقلب بدر.... 

داعب شعرها بحنان وهو يقول بخفوت : يلا بقي نامي واحلمي بيا لغاية ماارجعلك 

وهل هو بحاجة ليطلب فهي لاتفكر ولا تحلم  الا به هو وابنه الذي تحمله بداخلها ان صحت شكوكها....!! 

لاتصدق ان كل مايمر عليها من مصاعب ينتهي بكلمه حنونه منه..... ان حضنه هو الأمان والاطمئنان لها  .....! وضعت يدها حول بطنها بينما بدأت الاوجاع تسري بها مجددا 

لتسحب نفس عميق تهديء نفسها 

انه محق ليس عليها ان تفعل شئ إلا أن ترتاح ولاتفكر بأي شئ قد يؤثر عليها..... انها تشعر بأنها محقه وأنها حامل وذلك الوجع الفظيع الذي كانت تشعر به بالامس كان بسبب المجهود الزائد الذي بذلته وحينما ارتاحت ونامت زال الألم  والان حينما توترت عاودها من جديد لذا عليها ان تنتبه جيدا لنفسها حتي تتأكد من حملها....!.. 

.......... بقلم رونا فؤاد 


فتح بدر باب غرفة ايمان بحدة لتنتفض من مكانها ولكنها سرعان ماتهدا حينما تقع نظراته علي فارس الجالس يلعب بكل تلك الالعاب التي احضرتها خيريه لالهاءه..... فهي تنفذ كما قالت إنها وتحاول تعليق الطفل بها وخاصة وانه معتاد علي سعاد التي كانت تهديء من بكاؤه ماان يطلب فريده وتلهيه بأي شئ فهو طفل بالتاكيد التهي بالألعاب دون أن يبالي لوجود ايمان التي كانت جالسة تتحدث مع سعاد التي هبت واقفه ماان رأت بدر واسرعت تنصرف  ... 

نظر لها بدر بغضب شديد فهاهي تظن انها نفذت منه بسبب وجود فارس

قال بنبرة حازمه : خدي فارس اوضته وتعالي علي مكتبي 

شعرت انها  وقعت كالفأر بالمصيده لتنقذها امها التي وقفت خلفه قائلة : خير  يابدرر

التفت لها رافعا حاجبه لتقول خيريه بنبرة لاذعه  :طبعا جاي و عاوز تديها كلمتين 

احتدت ملامحه لتكمل خيريه بهجوم ;  لا.... لو عندك كلام قوله ليا انا 

قال ببرود :  انا لما احب اقول حاجة بقولها مش مستني اذن من حد.. واظن كلامي واضح انا عاوزها هي 

تركها واستدار لينصرف بينما قال بلهجة أمره :   خدي الود اوضته وانزليلي 

.......... 

ماان غادر حتي اوصدت خيريه الباب وقالت بهمس :  اثبتي علي موقفك ومتخافيش منه عشان تعبنا ميضعش علي الارض 

...... خلاص الزفته اللي متجوزها قالت إنها موافقه يردك....... 

قطبت ايمان جبينها بعدم تصديق : انتي بتقولي اية... مستحيل 

ضحكت خيريه بخبث :واهو المستحيل حصل....... بتحبه وصعب عليها توقفه قدام امه....... المهم انزلي دلوقتي شوفيه عاوز ايه  وتقوليله نفس اللي انا قلته 

توقعت ان تثور فريده وتطلب الطلاق مثلما فعلت مع هاشم  ولكنها تفاجأت بها توافق لتقول باحباط : يعني مش هخلص منها 

قالت خيريه : المهم يردك وفورا تحاولي تحملي تاني ووقتها نحط لها الحبوب 

هزت راسها : ومين هيحطها.... البت سعاد  عينه عليها عشان كدة خايفة اخليها تعملها 

قالت خيريه : هاتيهم انا هتصرف 

ااتجهت لتخرج عليه الحبوب من داخل احد الإدراج قبل ان تتوقف وتقول بتفكير : طيب ومن غير وجود سميحة مين هيساعدنا 

تنهدت خيريه بتفكير قائلة  : ازاي فاتتني دي..؟ 

طفرت ايمان بغضب لتقول خيريه : طيب سيبك من بعد كدة خلينا في دلوقتى....هي لما تتنيل يحصل لها النزيف وقتها فاديه هترجع لها الذكريات وهي تكمل عليها بقي....... وبعدين يمكن تجي من عند ربنا ومتحلمش اصلا.... ماهي لو كانت هتحمل كانت حملت..... اديله اكتر من تلات شهور معاها 

اومات ايمان بغل : عندك حق 

: طيب يلا بقي انزلي واعملي زي ما تفقنا 


.............. 

... 

جلس بدر الي مقعده الجلدي الوثير وهو ينظر في الفراغ الممتد امامه يفكر ان الامور بدأت تبدو له غير مقنعه....! مراد منصور.... عدو اخرر

هناك شئ وحلقه مفقودة ان وصل لها ستنكشف الأمور عن هذا العدو الذي يحيك الأمور من خلفه ولكن الآن فليحل الأشياء شيئا فشيئا...... 

سحبت ايمان نفس عميق قبل ان تفتح الباب وتدخل لتقابلها نظراته الحارقة بينما 

اشعل سيكارته ونظر لها ببرود حارق لتقول باقتضاب ;  نعم يابدر 

قال بنظرات ثاقبه ; اية آخرة الأفلام اللي كل شوية تعمليها 

هزت راسها قائلة : انا معملتش أفلام..... انا قلتلك مليون مرة اني خلاص مش قادره استحمل الوضع ده.... وبعدين انت بنفسك قلت هتطلقني وتسبني اتجوز...

نظرت له وتابعت بخبث : و لا غيران 

ضحك بتهكم ونفض غبار سيجارته قائلا : لا خيالك ميروحش لبعيد.... انا اللي فارق معايا ابني 

قالت باحتدام مزيف : وابني انا كمان لو ناسي 

اومأ لها باحتقار : للأسف..

نظرت له واحتقن وجهها ليكمل باحتقار :  لو بأيدي اغير الحقيقه دي كنت عملتها ومسحتك من حياته 

سحق سيجارته بغضب وتابع باشمئزاز : ازاي متخيله انك لما عتضغطي عليا اني ممكن اردك...... انا مش طايق اشوفك اصلا مش أقرب منك  واحدة قاتله زيك

احتقن وجهها بالغصب من عجرفته الزائده واحتقارة لها لتقول بحدة :  علي فكرة انت متفرقش عني كتير..... 

رفع حاجبه ناظرا اليها لتكمل بانفعال : 

اوعي تكون فاكر انك سكت عشاني لا انت سكت عشانك وعشان اسم عيلتك قبل مايكون عشاني... القاتله دي انت زيك زيها داريت عليها وسكت وخليت التهمه تلبس حامد اللي انت قتلته....! 

قطب جبينه واستشاط غضبا ليهدر بها : قتلته عشان كنت بدافع عن اخويا اللي مات بسببك..... 

اتجه ناحيتها وامسك ذراعها بعنف وتابع : 

لو مكنتيش قتلتي البنت حامد مكنش هيتجنن ويقتل هاشم...... 

نزعت ذراعها من يده قائلة : قلتلك كنت بدافع عن نفسي

امسك ذراعها بقوة اكبر وهتف بها بحدة :بتدافعي عن نفسك من  ايه...... انتي مالك اصلا...... فارق معاكي انه يتجوز مين ولا ليه

تراجعت خطوة للخلف بخوف تحاول التخلص من قبضته بينما ازدادت نظراته رعبا وهو يتابع بنبرة خطيرة : انتي كل مرة الظروف بتساعدك وبتنفذي من تحت ايديا بس غلطتك اللي جايه اتأكدي اني هحاسبك فيها علي كل اللي فات.... 

تعالي صدرها صعودا وهبوطا من مغزى كلماته هل بدأ يشك بها ام انه يلقي الكلمات فقط هكذا ولكنها بكل الأحوال أظهرت قوة بينما قالت : متهددنيش تاني يابدر عشان انا خلاص معنديش حاجة اخسرها...

هزت راسها ونظرت له بتحدي : ماشي انا واحدة قاتله يلا روح سلمني للبوليس..... يلاةقول للناس كلها اني قتلتها

ولا اقولك.... انا هخرج واروح اسلم نفسي مبقاش فارق معايا

رفع أصبعه امام وجهها بتحذير شرس :متتحدنيش

قالت بانفعال مزيف : انت اللي متهددنيش تاني

رفعت عيناها اليه وتابعت : وطالما انت جبت اخرك وخلاص قطعت كل الخيوط اللي بينا ... انا كمان جبت اخري.... ماشي يابدر انا هعيش، في البيت ده لابني وبس ومش هطلب منك انك تردني تاني ولو بموتي... بس 

افتكر بقي ان انت عندك اللي تخسره إنما  انا لا..... شوف احساس امك ايه لما تعرف انك خبيت عليها اني السبب في موت ابنها زي مابتقول وانك كل السنين دي بتحميني......! 

شوف فريده هتعمل ايه لما تعرف انك كنت عارف باللي عملته وساكت عليه 

اندفعت الدماء، بعروقه ليشتعل غضبا فيمسك بذراعيها بغضب اهوج قائلا : 

انا مبيتلويش دراعي 

قالت بهدوء : وانا مش بلوي دراع حد انا بقولك هعيش، لابني وانت من هنا ورايح تعاملني باحترام اني ام ابنك 

نظر لها بطرف عيناه تلك اللعينه كيف تجرأت للنطق بماقالته.. لينتبه انها أخطر مما يتوقع... ليس عليه ابدا الاستهانه بها بعد مانطقت به

قال بغضب وهو يرفع اصبعه امام وجهها ... لو نطقتي بالكلام ده تاني انا هخلص عليكي واخلص منك... فاهمه 

اومات له بطاعه مردده :  فاهمه 

....... 


عقد فهد حاجبيه بينما بكي مالك قائلا : الحرامي قال عاوز ابن فهد الطحان... بس فريده مرضتش تسبيني... 

ازداد بكاء الطفل خوفا بينما يري تغير تعبيرات وجهه بدر وفهد حينما سألوه عن ماحدث بالتفصيل ليظن الطفل انه سيتلقي العقاب ليقول بأسف شديد من بين بكاءه : انا اسف... انا اسف اني خرجت مكنتش اعرف ان في حراميه برا.... 

قال بدر وهو يجذب الطفل الي حضنه ; متخافش يامالك.... انا مش زعلان منك 

قولي ايه اللي حصل واوعي تكذب عليا 

نظر اليه الطفل والي ابيه الذي قال مؤكد : ولا انا... انت بس احكي اية اللي حصل... ؟

اخبرهم الطفل بماحدث ليرفع بدر عيناه الي أخيه ويسحب نفس عميق قائلا : الواد لما يفوق هو اللي هياكد لنا اذا كانوا عاوزين مالك ولا فريده 

اومأ له ليربت علي كتف ابنه قائلا : انا المرة دي هسامحك انا وعمك بس لو كررتها حسابك هيكون عسير 

هز  الطفل راسه وأسرع يركض خارج الغرفه لتحتضنه ندي.. اية اللي حصل يامالك بتجري كدة ليه. 

قال الطفل بخوف : بابا... وعمو بدر... 

اردف يخبر امه بخوف لينطق اخيرا : انا مش جبان..... انا كنت عاوز أوري طنط ايمان ان انا شجاع 

قطبت ندي جبينها باستفهام : ايمان...!! 

اومأ مالك لها لتضعه فوق ساقها وتساله برفق عما حدث من البدايه ...! 

..... 


لم تستطيع فريده  أن تنام بينما التفكير لايتوقف بعقلها اتمسك هاتفه وتتصل بأبيها : بابا حبيبي عامل اية..؟ 

قال سليم بحنان : انتي ياحبيبه بابا عامله ايه قلقت عليكي امبارح اتصلت بيكي كتير بدر كل شوية يقولي نايمه.... انتي تعبانه يافريده 

هزت راسها قائلة : لا ابدا انا بس شكلي واخدة دور برد 

قال بقلق : سلامتك ياحبيتي.... انا هاجي بليل اشوفك 

هزت راسها بنفي : لا يابابا انا هاجي 

قال بسعاده : تنوري 

صمتت لحظه قبل ان تقول : طيب ممكن يابابا تتصل ببدر وتقوله 

عقد سليم جبينه متساءلا : 

اية ياحبيبتي هو مش راضي يجيبك عندي 

قالت بسرعه : لا ابدا..... بس هو شايف اني تعبانه وعشان كدة لو قلتله انا ممكن ميرضاش اخرج...

قال سليم بعقلانية ; طيب ماهو عنده حق يابنتي وخايف عليكي 

اومات له : ايوة طبعا يابابا بس بصراحة انا  مخنوقه ومحتاجة اخرج 

اومأ لها بحنان قائلا : حاضر ياحبيبي هكلمه واقوله انك انتي والولاد واحشني واطلب منه يجيبكم عندي  

قالت بسعاده : شكرا يابابا ربنا يخليك ليا 

ابتسمت فهي ستاخد الأطفال وتذهب لزيارة ابيها وهناك تختطف نصف ساعه تجري بها اختبارالحمل لتتاكد.....!! 

خيالات كثيرة و ابتسامه لاتفارق وجهها حينما تتأكد من هذا الخبر الذي ستطير فرحا حينما تتأكد منه...... لتاخذها تخيلاتها تفكر كيف ستخبره..... ستنتظرة بالاستراحة وتعد عشاء رومانسي لكليهما بعدها تخبره..... هزت راسها... لا لا لن تستطيع الانتظار هي بالكاد تمسك لسانها وتحاول الا تخبره بشئ منذ الان.... حسنا ماان تتاكد ستترك الاولاد مع ابيها وتذهب اليه في الشركة لتخبره..... اتسعت ابتسامتها بينما تتخيل رده فعله..... 

سيطير من الفرح هي متأكدة..... هل سياخذها بحضنه... يحملها ويدور بها بسعاده سينصدم ويتسمر مكانه.... سيقبلها....! تراقص قلبها بينما لاتتوقف عن تخيل سعادته.....! 

وضعت يدها علي قلبها تهديء ضرباته فربما تكون مخطئة ولا تكون حامل من الأساس 

هل تحبط كل تلك السعاده المنطلقه بداخلها..... . 

رفعت عيناها لايمان التي فتحت باب الغرفه   

لتعقد حاجبيها بدهشة متساءلة : في ايه..؟ 

قالت ايمان بنبره مريبه وهي تدخل خطوة وتغلق الباب خلفها : عاوزاكي في كلمتين

عقدت فريده حاجبيها قائلة : كلمتين اية مفيش بينا كلام 

قالت ايمان بخبث : اه..... بس في بينا راجل واحد 

هدرت الدماء، بعروق فريده تعرف انها تستفزها لا أكثر فهي أصبحت متأكدة ان بدر لن يردها اليه.....! 

ولكن كان تفكير ايمان ينافي العقل والمنطق بعد ان علمت ان لاشئ سيسير كما خططت لذا قررت أن تهدم المعبد علي الجميع....!! 

ضحكت ايمان بسخريه لتثير أعصاب فريده قائلة : غريبه.....انا مصدقتش لما عرفت انك وافقت بدر يردني...... بقي مناخيرك اللي كانت في السما ومش راضيه هاشم يعملها تتنازل وتخلي بدر يعملها 

نظرت لها ايمان بشماته من تغير ملامح وجهها ماان نطقت بتلك الكلمات لتتابع بتهكم ; .... صحيح الحب بيذل

احتقن وجهه فريده وارادت ان ترد عليها وتخبرها ان بدر لن يردها ولكنها لاتريد ان تنفعل لذا نظرت ببرود لايمان التي تابعت حديثها   : بس عموما انتي مش اول واحدة تعمل كدة عشان اللي بتحبه...... ااه لو تعرفي انا عملت ايه عشان اللي بحبه....... 

نظرت لها فريده ظنا منها انها تتحدث عن بدر لتغيظها ولكن فجأه انصدمت ملامحها ماان تابعت ايمان وقد عمتها رغبتها بالانتقام بأي شكل

انا قتلت عشانه....!!! 

نظرت لها فريده بصدمه ظنا منها انها تتحدث عن حبها لبدر... عن أي قتل تتحدث.....! هل فقدت عقلها.. ؟! ماذا تقول...؟! 

غرقت ايمان بذكريات حبها لهاشم منذ أن كانت طفله.... لقد كانت لاترى سواه لتتابع بتنهيده حارة : اااه لو تعرفي انا عملت ايه عشان اللي بحبه...... انا قتلت عشانه 

قطبت جبينها وبدت الصدمه جليه علي وجهه فريده لا تفهم شئ من إيمان التي بدت علي حافه الجنون وهي تتذكر أفعالها من أجل هاشم..... نظرت ايمان بصدمه فريده بنظرة ذات مغزى بينما تسالها ببرود : اية مش مصدقه 

ظلت ملامح فريده المصدومه بلا تعبير لتهز ايمان راسها وتضحك قائلة : لا صدقي..... انا قتلت مرة ومستعده اعملها تاني وتالت ورابع عشانه...

نظرت لعيون فريده بنظرة شيطانيه بينما القت قنبلتها : لما عرفت انه رايح يتجوز الخدامه اتجننت وقتلتها......!! 

بهتت ملامح فريده وتجمدت مكانها بينما هربت الدماء، من عروقها...... انها لاتتحدث عن بدر وانما عن هاشم.....! 

ضحكت ايمان بشر وكانها تشاهد فيلمها المفضل وهي تري تغير ملامح فريده وصدمتها لتهز راسها وتقترب من فريده قائلة بفحيح ; ايوة هاشم مش بدر.....! 

ازدادت نبرتها قتامه التي شابهت فحيح أفعى سامه بينما تابعت : هاشم هو الراجل اللي انا بحبه... طول عمري وانا بحبه 

ازدادت ملامحها شرا بينما تقترب من فريده خطوة اخري وقد بدأت تفقد عقلها اثر تلك التخيلات التي تفتك براسها عن ترك هاشم لها وزواجة بفريده ; انتي اللي اخدتيه مني...... 

تفاجأت فريده التي تجمدت مكانها من هول ماتسمعه بايمان تقترب منها وتضع يدها علي بطنها فجأه و تعتصرها بقبضتها قائلة 

:وانا اخدت منك عيالك واحدة ورا التاني 

توقف العالم من حولها لحظة فهي لاتستطيع تصديق ماتنطق به تلك المرأه او الشيطان بمعني أصح.... ماتقوله خارج عن نطاق استيعاب بشر..... نظرت ايمان بعيونها ببجاحة وشر وهزت راسها مؤكدة ; ايوة انا اللي كنت بسقطك وبقتل عيالك عشان اخدتي هاشم مني.....  

ازدادت قبضه ايمان حول بطن فريده والتي هدرت بها رغبتها بالدفاع عن طفلها القابع أسفل يد تلك الشيطانه لتدفعها بعيدا عنها  بحماية لطفلها وتحاول الركض من الغرفه كرد فعل لخوفها وصدمتها.... لتتفاجيء بأيمان تمسك بخصلات شعرها وقد جن جنونها لتهدر بشر رهيب جعل الخوف يسري بوجدان فريده التي انحبس صوتها ولم حتي تقوي علي الصراخ من هول صدمتها..... علي فين..... 

جذبتها بقوة جعلت ظهرها يلتوي لتنساب الدموع من عيونها  بينما تابعت ايمان بحقد شديد : اية.... هتجري تقوليله علي اللي سمعتيه .....نظرت لعيونها الباكيه وتابعت بضحكة شيطانيه :  طيب مش تسمعي الباقي الاول..... 

انسابت دموع فريده بألم بينما ازدادت قبضه ايمان علي خصلات شعرها وهي تتابع ببجاحة شديدة : من اول يوم دخلتي فيه البيت ده وكل المصايب اللي حصلتلك بسببي انا...... انا اللي كنت بخلي سعاد تحطلك الحبوب ومش، بس كدة لما الدكتورة كانت بتجي وتلاقي ان في امل كانت بتدخلك العمليات وتنزل ابنك.....وانا اللي يوم ماهربتك كنت باعته البت لهاشم عشان تشوفيه في الوضع ده وتغوري من وشي..... ضيقت عيناها وتابعت بغل شديد..... مكنتش اعرف انك هتخلفي 

عادت لتضع يدها علي بطن فريده بغل من جديد لتبعد فريده يدها وتصرخ بها تحاول تخليص نفسها ... ابعدي عني

سرعان ما كممت ايمان فمها مستغله حاله فريده الواهنه بالاضافه لصدمتها لتقول : شششش اخرسي... 

زادت من يدها التي تقبض علي خصلات شعرها ويدها الاخري التي تكمم فمها بينما تابعت : اخرسي خالص وكل اللي سمعتيه ده هتخرسي ومش هتنطقي بكلمه منه..... 

هزت فريده  بعنف جعل الألم يصرخ بداخل احشاءها وهي تتابع : عارفة ليه هتخرسي.... عشان انا قلتلك الحب بيذل وبيخلينا نعمل حاجات مكناش، نتخيلها..... انتي هتخرسي ومش هتنطقي بكلمه وكل يوم عينك هتجي في عنيا وانتي عارفة اني اللي قتلت ولادك 

عشان بتحبي بدر ومش هترضيله الاذيه..... 

انسابت دموع فريده علي يد ايمان التي تابعت بشماته فظيعه وكم انتشت لرؤيه فريده بتلك الحاله وكم استمتعت بتحطيمها الان..... 

اية هتجري تقوليله اني بحب هاشم..... وماله وقتها هيقتلني وانا اروح لهاشم وهو يروح بحبل المشنقه... ..... هتقولي له قتلت البنت هو عارف وساكت....هتقوليله قتلت ولادك برضه مش فارق... في كل الأحوال هيقتلني ويضيع نفسه.... انتي بتحبيه وهتسكتي عشانه غصب عنك... 

دفعتها بيده بقوة لتسقط فريده علي الارض بينما هزت ايمان راسها بهستريا بتضحك متشفيه وهي تقول : انا كدة اخدت بتاري منك 

اشعبي بيه وعيشي عمرك مقهورة وانتي شايفني قدام عنيكي ومش قادرة تنطقي بكلمة..... زي مانا عيشت شايفاك واخده هاشم مني  ومش قادره انطق  

نظرت لها فريده بعيون حمراء باكيه...لتتابع ايمان لو بوقك اتفتح بكلمه وفكرتي نفسك ذكيه بزياده اعرفي اني في اللحظة اللي بعدها هخلصك من بدر..... . انا مبقاش عندي حاجة اخسرها... هخرج واروح اسلم نفسي واقول اني انا اللي قتلتها ومش بس كدة هقول اننا اتفقنا نخلص منها ومن اخوها...!

وكدة هيشرف معايا في حبل المشنقه... كل الخيوط في ايديا وانتي مفيش قدامك غير انك تنفذي كلامي وبس لو عاوزة حبيب قلبك يفضل معاكي.... 

جثت علي ركبتها امام فريده التي نظرت لها بشراسه من عيونها الغاضبه تتوعدها ; هقتلك..! 

ضحكت ايمان وهزت كتفها ببرود : وماله... 

اقتليني ياااقتلك ياتدخلي السجن وتسيبي المحروس ابنك بعد ماتتشنقي... 

نظرت لها فريده بعجز قاتل فكيف استطاعت ان تكون بكل هذا الجبروت لترفع ايمان حاجبيها قائلة بثقة : مش قلتلك هتنفذي كلامي وبس... 

ضربت وجنتها بخفه وتابعت : وعشان بقي ياحلوة تهديدك ليا انا بقى رجعت في كلامي ومش هتجوز عاصم....... نظرت له

ا وتابعت بس انت هتتطلقي من بدر....!! 

بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !