بعد البدايه الفصل السابع والعشرون

0


 تسللت فريده من الباب الخلفي.... ليراها حراس بدر ولكنهم تجاوزوها بعد مكالمتهم معه..... سارت علي أطراف اصابعها وهي تعرف وجهتها جيدا.... فالليله ستاخذ حق السنوات التي دمرتها بها تلك الشيطانه بافعالها دون أن تدري .. الليله ستنتقم لكل مافعلته...! 

كان المنزل غارق بالسكون لتصعد علي أطراف اصابعها الي غرفتها....! 

نظرت حولها لتري ذكرياتها معه بكل جانب بالغرفه جعلتها مصممه علي اخذ انتقامها الم تكتفي تلك الحقيره من كل أفعالها وتدميرها لحياتها حتي اتت الان تجهز عليها علي الاخير..... تريدها ان تعيش بقهرها وهي صامته علي قتلها أطفالها وتترك بدر وتبتعد عنه.... ستفعلها ولكن بعد ان تاخذ حقها وليحدث مايحدث....  دمعت عيونها وهي تتذكر نظراته التي امتلئت بالخزلان لها ولكنها سرعان ما مسحتها فهي لن تبكي مجددا تعالت أنفاسها الغاضبه لتزيح الدموع من اهدابها وتتجه الي الخزان باصرار بحثا بين أغراضه تتذكر جيدا انه يضع سلاحه الاخر 

في احدي جيوب ستراته.....!


......فتحت ايمان عيونها حينما شعرت بهذا الشئ الثقيل فوق جبهتها لتتسع عيناها بعدم تصديق حينما رأت فريده امامها وتصوب السلاح علي راسها 

انتي....!! 

قاطعتها فريده قائلة : شششش قومي معايا والا هفجر دماغك 

حاولت ايمان الاعتدال لتتفاجيء بيدها مقيده

:انتي هتعملي فيا ايه....؟

قالت فريده وهي تزجرها لتعتدل جالسه : هاخد حقي 

حاولت ايمان ان تتملص منها ولكن فريده 

وكزتها بقوة في كتفها بفوهه المسدس 

وقالت بغل : اية فاكراني مش ،هعرف اخد حقي منك.... 

جذبتها بعنف من فكها وضغطت عليه قائلة : 

غلطتي.... وغلطتي اوي كمان لو فكرتي انك هتقدري تفلتي بعمايلك..زي كل مرة 

النهاردة انا هاخد حقي منك..... هاخد حق ولادي اللي قتلتيهم واحد واحد..... هاخد حق البنت اللي قتلتيها 

وهاخد حق هاشم اللي مات بسببك وبدر اللي استغفلتيه السنين دي كلها.... 

هتعترفي بكل اللي عملتيه 

ضحكت ايمان لتستفزها لتصفعها فريده بقوة مزمجرة.. اخرسي بدل مااخلص عليكي 

صرخت ايمان بقوة لتكممها فريده بيدها  

قبل ان يدخل فهد وبدر الباب بنفس اللحظة ويندفعون للاعلي .... في تلك الاثناء

قالت ايمان بغضب وهي تحاول تخليص يدها المقيده : اوعي تفكري اللي بتعمليه ده هيجيب معايا نتيجة..... فكيني احسنلك.. 

والا ورحمه ابويا ماهرحمك...

جذبتها فريده بغل وحقد من خصلات شعرها : انتي لسه هتهدديني...! 

نظرت ايمان في عيونها لتستفزها وضحكت ببرود قائلة : ومهددكيش ليه ياحلوة... ايه فاكراني هخاف من المسدس اللي في ايدك... وبسرعه هعترف..... ازدادت قبضه فريده علي خصلات شعرها لتتحمل ايمان وتتابع ببرود أشد : كلها شوية وحد من اللي في البيت هسيمع صوتي ويجيبوا يكسروا الباب وقتها بقي هيحصل ايه......  نعيد تاني.... هتقولي لهم الحقيقه بدر هيموتني ويدخل السجن بلاش دي تفتكري فاديه لما هتدخل و تلاقيكي ماسكه المسدس وانا اعيط واقولها انك عاوزة تقتليني عشان غيرانه عليه... وقتها وبسهوله هترميكي في مستشفي المجانين وتاخد ابنك اصلك بقيتي خطر عليه 

احتقن وجهه فريده من شرور تلك المرأه التي لا تنتهي لتنقض عليها بلاوعي بالرغم من شعورها بالدوار أثر المجهود الذي بذلته 

صرخت ايمان بخوف من هياج فريده وهي تحاول فك قيود يدها : سيبيني....يابنت ال... 

صفعتها فريده بقوة مرة اخري مزمجرة :  انتي اللي بنت... مش انا 

........... 


اسرع بدر وخلفه فهد تجاه غرفة ايمان ولكنه ماان وضع يده علي المقبض حتي وجد الباب موصد....

استمعت لصوته بينما يحرك مقبض الباب بقوة : فررريده... فريده افتحي الباب

صرخت ايمان :  بدر الحقني هتموتني 

خرجت فاديه من غرفتها وهب كل من بالمنزل علي ذلك الصراخ 

لتقفز نظرات الرعب من عيون خيريه خوفا علي ابنتها 

قالت فاديه بقلق وهي تري فهد وبدر امام باب ايمان التي تصرخ بينما تحاول أن تتخلص من قبضه فريده التي بدأت قوتها تخور  : في ايه

قال فهد فأمه لن تحتمل معرفه الحقيقه  :  جليله خدي امي علي اوضتها 

قالت فاديه باستنكار ; تاخدني فين.... في أية..؟! 

ايمان قافله علي نفسها ليه...؟! 

قال بدر بغضب وهو يحاول كسر الباب ; فريده افتحي الباب انا عرفت كل حاجة... افتحي وانا هاخد حقك 

سمع صوتها الذي غص بالدموع.... لا... انت لا.... متنفذش اللي في دماغها وتضيع نفسك حقي وحق ولادي انا هاخده 

انتفض قلبه قلقا وخوفا عليها ليقول بصوت اجش : فريده افتحي الباب وانا هتصرف والله هاخدلك حقك

هزت فريده راسها بينما سددت فوهه المسدس الي راس ايمان التي بدأت تشعر بالخطر لتصرخ بها فريده : انطقي قولي واعترفي بعمايلك... قولي انك اللي كنتي بتموتي ولادي... قولي انك السبب في موت هاشم... قولي انك قتلتي البنت الغلبانه قاصده..... قولي انك كل السنين دي عايشة تنتقمي منهم في حاجة محدش له ذنب فيهم...... محدش له ذنب ان هاشم ميحبكيش ويحبني انا...! 

احتقن وجهه ايمان بالغضب لتصرخ بغل شديد..... محبكيش ..... حبني انا.. انا وبس 

انتي اخدتيه مني.... ومش بس كدة..... اخدتي بدر.... زمان اخدتي حبيبي ودلوقتي اخدتي جوزي 

من خلف الباب كان الجميع مذهول كما يستمعون له لتتقهقهر فاديه للخلف تهز راسها بعدم تصديق... ايمان هي سبب كل تلك المصائب... ايمان التي طالما فضلتها علي الجميع...! 

ركل بدر الباب بقوة صارخا.... فررريده افتحي الباب 

انطلقت صرخة عاليه من فريده حينما جنت إيمان فور ما قالت فريده لتحرقها بنار الغيرة ; انتي مش مراته.... انا وبس اللي مراته ... بدر بيحبني وانتي  عمره ماحبك ولا شافك اصلا....زي هاشم بالضبط... عمرة ماشافك ولا حبك 

جنت ايمان لتقوم من مكانها وتباغت فريده بدفعها بقوة بكلتا يدها المقيده.... تعالت صرخة فريده التي وقعت من قوة الضربه 

انقض بدر علي الباب بهلع يحاول كسره صارخا.... فريده.... فرررريده 

جاهدت فريده لاستجماع قوتها بينما تري الشر بعيون ايمان التي ضحكت بشماته وهي تراها واقعه علي الارض تتألم ... اية فاكرة نفسك هتقدرى عليا.... 

انحنت ناحيتها تنظر لها بشرور العالم بأكلمه وقد استطاعت تخليص يدها المقيده  لتوقن فريده انها هالكه فهي لن تتركها وهي لم تعد تستطيع التحرك فقد خارت قوتها ..

حاولت فريده بيأس الإمساك بالسلاح الذي سقط من يدها ولكن ايمان كانت الأسرع... بدررر. 

بقوة ضرب بدر الباب بقدمه ليكسره بنفس لحظة امساك ايمان للسلاح وتوجيهه ناحيتها لتنساب الدموع المرعوبه من عيون فريده التي احاطت بطنها بحمايه .... 

اقتحم بدر وخلفه فهد ورجاله الغرفه بينما عيناه تهدر بالشر بالرغم من ان اول اهتمامه كان الاطمئنان عليها..... 

رفعت ايمان السلاح في وجهه ماان اقتحم الغرفه... فقد انتهي الأمر وهي هالكه....... مكانك  

اندفع بدر تجاه فريده الواقعه علي الارض  غير مبالي بالسلاح الذي وجهته ايمان له 

لتسرع تجذب فريده بقوة وتوجه السلاح لها

متقربش والا هقتلها

احتقن وجهه بدر بالغضب وسرعان ماكان خرج سلاحه  ... سيبيها والا هخلص عليكى 

قالت ايمان وهي تحاول بيأس الخروج من باب الغرفه وهي تسدد السلاح الي راس فريده : انا كدة كدة هموت فأخدها معايا واقهرك عليها 

نظرت له وانسابت الدموع من عيونها بينما تسحبها ايمان.... 

ليزمجر بدر وهو يخشى ان يصيبها مكروة ولايستطيع المغامره ; سيبيها احسنلك 

خرجت ايمان من الغرفه وهي تمسك بفريده 

لتنظر لها فاديه بغل وهي تقول :  اااه يابنت ال..... كل ده يطلع منك 

قالت ايمان بضحكة شيطانيه :  اه تخيلي 

زجرت فريده التي كانت مستسلمه تماما ولم يعد لديها اي قوة للمقاومه : مش دي اللي رحتي جوزتيهاله وانا لا 

انا بقي اخدت حقي.... موت عياله واحد ورا التاني عشان يعيش عمره مقهور.... ابنك اللي بعد كل ده اترمي في حضن الخدامه كان لازم دي تبقي نهايته 

بدون تفكير وبغريزة ام كانت فاديه بكل غل وحقد تتحرك من مكانها تنقض علي ايمان التي سرعان مااختل توزانها فيسرع بدر ليخلص فريده من قبضتها ويجذبها بقوة من خصلات شعرها ويسدد لها صفعات متتاليه مسقط السلاح من يدها..... 

ترنحت فريده للخلف وكادت تسقط من اعلي الدرج  بسبب يد خيريه التي دفعتها ولكن فهد سرعان ماانتبه لنيه تلك الحقيره ليمسك بفريده ويدفع خيريه بقوة لتهوي أسفل الدرج....!! 

أظلمت الدنيا من حولها بينما اخر ماامسكت به كانت يد فهد التي منعتها من السقوط... 

فررريددده.... 

سمعت صوت بدر الذي دفع ايمان بقوة لرجاله بينما اسرع ناحيتها بلهفه لتفقد الوعي بعدها....! 

.............. 

..... 

ماااااما.... صرخت ايمان بقوة بينما تري امها راقده أسفل الدرج وسط تلك البركة الكبيرة من الدماء.... 

اندفعت الدموع من عيونها وهي تحاول التخلص من رجال بدر لتري ماحدث لأمها ولكن جسار احكم قبضته عليها .......... صرخت بجنون بينما .. سيبيوني..... امي.... اميييي

بدر انا ام ابنك.... هتعمل فيا ايه... بدرررررر

كان بدر جاثي علي ركبته يتفحص فريده الفاقده للوعي بينما وقعت فاديه أيضا بجوارها تبكي بانهيار ليقوم ماان نطقت بتلك الكلمه ويجذبها بقوة ليصطدم ظهرها بالجدار بينما قبض بيداه علي عنقها هاتفا بغضب مخيف.... انا هعمل فيكي حاجات مكانتش تخطر علي بالك.... والله ماهرحمك 

حاولت التحدث بينما هربت الدماء من وجهها بسبب يده التي تقبض علي عنقها... بدررر

اخرسي متجبيش اسمي علي لسانك.... 

دفعها بقوة مزمجرا... خدوها من قدامي..... 

........ 


............... 

هلع سليم بينما قام بوسط الليل للاطمئنان علي ابنته ولم يجدها ليتجه الي سليم الغافي بجواره ويتسال بقلب لهيف.. 

. ياتري رحتي فين يافريده.... ؟

جن جنونه وهو يحاول الاتصال بها وببدر وبفهد بلا جدوي..! 

........... 

... 

غزت اشعه الشمس الغرفه من خلال النافذة الزجاجية الضخمه لتحرك فريده جفونها الثقيله تجاهد لابعاد هذا النعاس الطويل عن عيونها.... بثقل فتحت جفونها اخيرا لتلتقي بابتسامه فاديه المشرقه التي ماان شعرت بها تتحرك حتي اتجهت اليها لتربت علي خصلت شعرها بحنان قائلة :حمد الله علي السلامه

حاولت فريده التحدث بينما تشعر بجسدها باكمله يؤلمها لتبدا الذكريات تندفع اليها لتنظر حولها متساءله : انا فين.. ؟

قالت فاديه بحنان ; اطمني ياحبيتي.. انتي في المستشفي..... انتفضت فريده بهلع وهي تضغ يدها فوق بطنها.... ابني.... ابني.... سرعان ماارتجفت شفتيها واندفعت الدموع من عيونها لتضع فاديه يدها فوق كتفها قائلة بسرعه : اطمني ..... اطمني يابنتي ابنك كويس 

نظرت لها فريده بانكسار ورجاء ليتألم قلب فاديه وكأنها غرست بها سهم قاتل لتقول بأسف سامحيني يابنتي علي كل اللي كنت بعمله فيكى... 

هزت فريده رأسها لا تهتم لشيء الا ابنها لتقول برجاء.... ابني كويس... 

اومات لها فاديه بسرعه : اه اطمني 

: أحلفي 

ضمتها فاديه لحضنها تربت علي شعرها : ورحمه هاشم ابنك كويس وزي الفل.... 

غابت بين حضن فاديه الذي تحظى به لأول مرة لتبكي كلاهما لحظات تردد فريده بامتنان : الحمد لله.. الحمد لله 

استعادت فاديه ثباتها لتمسح دموعها وتقول بعتاب ; . كدة برضه يافريده متقوليش ليا ان الكلبه دي كانت السبب في كل اللي حصل

خفضت فريده عيونها لتكمل فاديه بغضب : كنت هاكلها بسناني بنت ال..... بس ملحوقه 

نظرت حولها بينما لاتريد تذكر اي شئ مماحدث لتقول :  بدر..... بدر فين

قالت فاديه بابتسامه ; كان هيتجنن عليكي طول الليل لما جابك بس الدكتور طمنا عليكي وعلي اللي في بطنك

مبروك ياحبيبتي 

ابتسمت فريده ووضعت يدها بتلقائيه علي بطنها لتقول : طيب هو فين.. 

;بعد مااطمن عليكي راح يخلص حاجة وراجع علي طول.   ...... نظرت فاديه لها وتابعت بعتاب : بس هو واخد علي خاطره من انك خبيتي عليه 

: كنت خايفه عليه

هزت راسها : بس كان لازم تقوليله

افرضي بنت الشياطين دي كانت اذتك.. 

: مفكرتش غير في تهديدها انها هتاذي بدر 

رفعت عيناها الي فاديه وسألتها :  هو ايه اللي حصل.؟ 

قالت فاديه بهدوء : متشغليش بالك... بدر اتصرف زي ماكان هيعرف يتصرف لو قوليله 

قالت فريده : غصب عني خفت عليه 

: غلطتي  .. وواضح ان بدر مش هيعديها

أفلتت الكلمات من فمها بهلع : هيطلقني..... 

هزت راسها قائلة : لا ياماما قوليله لا... انا كنت خايفه عليه.  ....انا مقدرش، ابعد عنه

قالت فاديه وهي تربت علي يدها وتنظر تجاه الباب الذي فتحة بدر ودخل : اهو جه قوليله اللي انتي عاوزاه 

.....

خرجت فاديه لتنظر له فريده بابتسامه قابلها بدر بلا تعبير وهو يسالها : عامله ايه دلوقتي..؟ 

: بدر... انا كنت خا.... قاطعها بهدوء، :انا بسألك عامله ايه..؟ 

قالت وهي تنظر اليه : بدر... انت بتتكلم معايا كدة  ليه.... انت زعلان مني 

قال ببرود لاذع وهو يهز كتفه : لا وانا ايه اللي يزعلني في اني زي قلتي وان مراتي مش بتثق فيا ودايما بكون في حياتها اخر من يعلم 

طفرت الدموع من عيونها لتهز راسها : لا والله 

قال بقسوة : لما هو لا.... امال تفسري بأيه تصرفاتك وانك عندك استعداد تثقي في اي حد وتعملي اي حاجة لدرجة انك تطلبي مني الطلاق  ولا انك تقولي ليا الحقيقه كأني مش، راجل هقدر احميكي .....

هزت راسها ولمعت الدموع بعيونها  فهي لم تفكر بالغاءه او انه غير قادر على حمايتها وإنما كل مافكرت به وتصرفت علي أساسه هو خوفها عليه 

لتقول برجاء : بدر انا اسفه... 

اشاح بوجهه قائلا بجمود : متأخر.... 

اتسعت عيناها باستفهام ليكمل بغضب جارف لكل ماجعلته يمر به بدلا من الوثوق به فيكفي رعبه عليها حينما رأها بين يد ايمان... يكفي رعبه وهو يفكر مجرد تفكير انها قد تعيش مرة اخري قهر فقدان طفل اخر بها..... : دي المرة المليون اللي أحذرك متخبيش عني حاجة والمصيبه المليون اللي تعمليها..... 

خبيتي ابن هاشم وسمتيه باسم غير اسمه...... هربتي بدل المره عشرة.... سكتي علي عمله الكلب ابن عمك..... وافقتي علي الجواز غضب عنك..... 

واخرتها رضيتي بتهديدها.... وكنتي عاوزة تطلقي 

نظر لها وهز راسه بقسوة واكمل ; حاضر يافريده انا هطلقك 

اتسعت عيونها بعدم تصديق... لتقول بهلع ;لا يابدر.... انت مش هتعمل كدة 

نظر الي عيونها قائلا بصرامه ; لا لية.... مش ده كان طلبك 

امسكت بيده قائلة برجاء : غصب عني..... سامحني يابدر

ابعد يدها عن يده قائلا بجفاء اضطر له حتي لاتعيد فعلتها : قلت لا.....انتي طلبتي الطلاق وصممتي عليه وانا كنت عاوز اعرف السبب ودلوقتي عرفته 

: يعني عرفت انه كان غصب عني 

: انتي اللي عصبتي علي نفسك لما موثقتكتيش فيا.... 

نظر اليها وتابع بقسوة جارحة :  طلاقنا  طول ماانتي حامل زي قلته... عشان كدة بعد ما تولدي انا هطلقك... 

شحب وجهها وانفجرت باكيه وهي تهز راسها غير مصدقه مايقوله فهل يتخلى عنها بتلك البساطه ليقطب جبينه محاول الثبات علي جموده وهو يقول : متعيطيش 

رفعت عيناها الباكيه اليه قائلة : امال عاوزني اعمل اية وانت بتقول الكلام ده 

التقت عيناه بعيونها التي لايتحمل بكاءها  ولكنه قال بثبات : الكلام ده رد فعل بسيط علي اللي عملتيه.... وفي الاول والاخر انا بنفذ طلبك اللي كنتي مصممه عليه... 

انهمرت دموعها بشده ليهتز قلبه ليقول بحزم ; قلت بطلي عياط.. 

نظرت له ليكمل وهو يحاول ان يكون بارد المشاعر ; بطلي عياط عشان الولد ميتاثرش..... 

........... 

... 

ربت فهد علي كتف أخيه قائلا.... ربنا يقومها بالسلامه 

قال بدر وهو يحتضنه : لولاك كان زمان ابني راح ... قاطعه فهد قائلا :  وانا عملت ايه يلا غارت في داهيه بنت الكلب... 

نظر بدر بطرف عيناه لأخيه بابتسامه وسرعان مااستعاد كلاهما وقفتها الرزينه يتلقون واجب العزاء في خيريه 

........... 

دخل بدر الي تلك الغرفه المظلمه من كل الجوانب ماعدا ذلك الشباك الحديدي الذي يسمح بدخول قدر بسيط من الضوء تسلط علي ايمان الملقاه وهي مقيده  علي الارضيه الاسمنتيه البارده 

قالت بلهفه ماان رأته : امي... امي اية اللي حصلها... 

قال بدر ببرود وهو يجلس على احد المقاعد يطالعها باشمئزاز : هيكون حصلها ايه... ماتت طبعا.... 

انصدمت ملامحها تردد بجنون : امي ماتت..... 

اومأ لها ووضع ساق فوق الاخري وأشعل سيجارته بينما تابع : غارت في داهيه.... 

واهو بناخد فيها العزا برا..... 

نظر لها باستهزاء وتابع :. ياعيني الست داخت وهي نازله تصلي الفجر ووقعت من علي السلم.....!! واهو الكل شهد بكدة والمحضر اتقفل وانتي كل اللي يسأل عليكي نقول منهارة عشان موت امها.....  

قالت بدموع مرعوبه : بدر 

: اخرسي انتي لسة هتتكلمي

قام من مكانه وانحني ناحيتها ينظر اليها بعيون تقذف شررا قبل ان يمسكها بعنف من خصلات شعرها لتقول بخوف : انت هتعمل فيا ايه..؟ 

قال بغضب شديد : هخليكي تتمني الموت..... هطلع منك كل اللي عملتيه.. اصبري بس عليا 

استعاد برودة وتابع بينما يدفعها للخلف : انا مش، مستعجل خالص اخد حقي منك والا كنت بطلقه في دماغك خلصت عليكي..... انا  هدفعك تكن غلطاتك غلطه غلطة علي اقل من مهلي لغايه ماتتجنني من اللي هتشوفيه

قبل ان تستوعب جديه تهديده صرخت بألم ماأن شعرت بلهيب سيكارته تلامس جسدها ليطفئها بها بغل وهو يقول : حرقتي قلبها كام مرة.... هحرقك كلك مش، قلبك بس.... 

بكت ايمان بألم شديد ليعتدل بدر واقفا وهو يشير لرجاله : طول الليل تفضل مربوطة وهي واقفه وكل ما تغمض، عينها تفوقوها فاهمين 

اومأ له رجاله ليطالعها باحتقار ويغادر......! 

....... 

.. قال سليم بعتاب :مش،بدر بس اللي زعلان منك انا كمان ولولا انك تعبانه انا مكنتش، كلمتك من الأساس يافريده 

: بابا..... 

قاطعها سليم : لو انا ابوكي وهو جوزك واحنا حمايتك وسندك كنتي اتكلمتي 

: يابابا والله خفت عليه.. وعليك.. كفايه صحتك 

اومأ لها سليم : ماشي يافريده حاليا ارتاحي ونتكلم بعدين.... 

....... 

.... طوال اليومين حيث بقيت بالمشفى تحت فحص وتدقيق مستمر من الاطباء بحالتها كما طلب بدر وهي تظن انه غير جاد بماقاله وانه كلام ناتج عن لحظة انفعال ولكن وقت خروجها تفاجأت به يقول بجمود : انا خليت 

فتحيه تنقل كل حاجتك في الملحق 

نظرت له بعدم تصديق ليتابع بقسوة : كل يوم في ممرضه هتجي تديكي الحقن ومتخافيش انا عيني علي كل حاجة ومفيش حد يقدر يقربلك او يأذيكي انتي او ابني....  فتحيه هتقعد معاكي 

غص حلقها وظلت تنظر له بعدم تصديق فهل يبعدها عن حياته بتلك القسوة لمجرد موقف خاطيء ارتكبته دون قصدها..... 

لو احتاجتي اي حاجة كلميني

انفلت لسانها لتقول بعتاب قاسي من بين دموعها التي لمعت أسفل اهدابها : هتبعد عني يابدر

هز كتفه قائلا وهو يغادر : انتي اللي اخترتي.

.

ارتمت علي فراشها حيث ساعدتها فتحيه بالصعود لتترك لدموعها العنان وهي ماتزال غير قادره علي تصديق انه استطاع الإبتعاد عنها بتلك القسوة..... لتندفع لذاكرتها كلماته.. حبه... وعوده... مواقفه معها... كل هذا ينتهي.. لا لا 

هزت راسها وهي تردد... انت زعلان بس مني إنما لسة بتحبني... استحاله تكرهني او تقدر تبعد عني 

دخلت فاديه اليها تحمل سليم لتمسح فريده 

دموعها وتاخذه منها تضمه اليها باشتياق

قالت فاديه بابتسامه : حمد الله علي سلامتك نورتي بيتك 

قالت فريده بتهكم مرير وهي تنظر حولها  : بيتي..! 

خلاص مبقاش ليا بيت وبدر هيطلقني 

ضحكت فادية وربتت علي كتفها  : ياعبيطة وانتي مصدقه اللي قاله....ده كلام بس عشان يعاقبك علي انك خبيتي عنه 

هزت راسها بتمني : لا ياماما.... بدر خلاص كرهني

ده حتي مرضيش يخليني ارجع البيت 

: عشان يفضل ثابت علي موقفه.... لو فضلتي قدامه ومعاه في نفس الاوضه هيضعف ماانتي عارفاه بيحبك 

: كان.. دلوقتي خلاص كرهني وقالي هيطلقني وأنا كرامتي.... 

تنهدت فاديه وقاطعتها قائلة : لا بقي.... بقولك ايه مش هينفع كرامتك تدخل خالص في الموضوع.... انتي جرحتيه وغلطتي يبقي تتحملي كام يوم وهو من نفسه هيصالحك


هذا ما تأملته ولكنه حرق اعصابها اسبوع وهي لا تتلقى منه إلا البرود كل يوم يأتي يطمئن عليها ويتركها...... 


ولكنها لن تتحمل اكثر من هذا..... نظرت من النافذه تجاه مكتبه لتراه مظلم فهو لم يعد بعد..... انها تكاد تجن من معاملته لها..... 

امسكت هاتفها وعي تفكر في انها يجب ان تحاول التحدث معه مره اخري.....! 

وضعت هاتفها جانبا حينما تعالي رنين الجرس، لتقوم من مكانها وتفتح الباب 

عقد حاجبيه ماان فتحت الباب ليقول : امال فين فتحيه

: اخدت فارس وسليم لماما 

اومأ لها ليقول : انتي كويسة 

هزت كتفها وهي تتطلع الي عيناه باشتياق أتساءل باستنكار كيف استطاع الإبتعاد عنها..... 

استدار ليغادر لتنتبه له وتقول سريعا : انت ماشي 

اومأ لها قائلا : اه عاوزة حاجة 

فركت يدها تبحث عن شئ لتقول سريعا.... ااه.. أصل 

... أصل انا خايفة افضل لوحدي 

التفت اليها لتقول : الولاد هيناموا مع ماما وفتحيه كمان وانا لوحدي ف.... ف... 

يعني خايفه 

رفع حاجبه قائلا :  والله 

اومات له ; اه طبعا... 

فجأها بتهكم : غريبه.... أمال كنتي عملالي سبع رجاله ورايحة تاخدي حقك وكان ناقص توقفيني ورا ضهرك تحميني 

أفلتت ابتسامتها لتهز كتفها قائلة بدلال وهي تقترب منه :  لا انا بحب أقف ورا ضهرك انت... 

نظر لها بطرف عيناه لتتابع بدلال : بحب الحركة دي لما بتعملها  اوي.... بحس انك حمايتي وسندي 

اشاح بوجهه بتهكم  : واضح 

قالت برجاء وهي تنظر لعيناه :  سامحني بقي يابدر والله خفت عليك 

هز راسه قائلا ; متنطقيش الكلمه دي تاني... ... كل شوية تعملي عمله اسوء من اللي قلبها وتقولي خايفه عليك 

توقفت امامه ونظرت لعيناه قائلة بعتاب :

بطلت تحبني يابدر 

استدار ليغادر قائلا : تصبحي علي خير

: بدر

جاهد للحفاظ علي سيطرته بينما تجاهلت فريده بروده وامسكت بيده لتوقفه قائلة برجاء : بدر.... انا خايفه خليك معايا

يااااه من نبرتها ومن دلالها الذي سيقضي عليه ليتمسك بموقفه ويتابع جفاءه ; 

متخافيش..... انتي مش محتجالي

هزت راسها وارتمت بحضنه قائلة : لا.. انا محتاجلك اوي

بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !