القاسي الفصل التاسع عشر

0


الفصل السابق
 بمنتصف الليل قام عثمان من مكانه واتجه ليطمئن علي ادم.... 

توقف مكانه وفكر بالتراجع حينما فتح الباب ووجد ليلي نائمه بجواره ولكنه بنفس اللحظة انساق لقدمه التي قادته الي حيث فراش ادم فلم التراجع بالأساس فلا يوجد مايهرب منه هز راسه لنفسه وهو يقول هذا الكلام الذي يناقض الحقيقه فهو اصبح يخشى كثيرا الاقتراب من تلك الفتاه التي تجعله يشعر بأشياء غريبه لم يعهدها بنفسه من قبل ..... 

اقترب وانحني تجاه ادم ليتلمس وجنته ويري حرارته لتخونه عيناه ناحيتها وهاهي مخاوفه تتحقق فمهما حاول اقناع نفسه انها لاشئ وجدها تداعب فكره وعقله مجددا...! 

تحركت عيناه ببطء فوق ملامحها التي كانت هادئة وجميله للغايه وهي نائمه.....لاول مرة يكون بهذا القرب من فتاه ولأول مرة يسمح لنفسه بتأمل ملامحها.... تنهد وابعد عيناه وهو يفكر انها ماان تفتح عيونها لن تتواني عن إظهار مخالبها حتي وان لم يقترب منها او يفعل اي شئ فهي امامه دوما في وضع الاستعداد مرر يداه علي وجهه وتضايق من نفسه حينما عادت عيناه لتتأملها من جديد ولكن تلك المرة تذكر كل مايسمعه منها.... (واحد زيك.... اوعي تفتكر اني خايفه منك. هتعمل فيا ايه... انت ظالم ... انت جبار.... و.. و..) قائمه طويله من الكلمات التي لا يلومها عليها فهي كالجميع تراه وحش الحكايه بينما الوحش الحقيقي هي تلك الدنيا الظالمه

نظر لها مجددا يتساءل هل هي مختلفه عن النساء.....هل هي كما قال عمار ليست كأمه.... انها تبقي مع ادم بالرغم من كل مافعله بها وبالرغم من كراهيتها له....نعن يعترف انها ربنا ليست سيئة ولكن مالضمان انها لن تكون كأمه.... كتلك المرأه زوجه ابيها او كتلك المرأه فاتن التي تريد انتزاع ادم من أجل الميراث....... نزلت عيناه تجاه يدها التي امسكت بيد ادم الذي انكمش بحضنها وتنهد مجددا فتلك الفتاه لم تصل لأدم فقط بل ولأخيه أيضا وله حتي وان لم يعترف...!! 

تراجع خطوة للخلف ماان شعر بها تفتح عيونها وسرعان ماتظاهر بالجمود وهو يقول :ادم اخباره ايه دلوقتى..... انا جيت اطمن عليه

ارتبكت ماان فتحت عيونها ووجدته فاعتدلت جالسه سريعا وهي تقول بخفوت : بقي كويس 

اومأ لها واوقفها حينما همت بالانصراف 

: خليكي انا خارج من الاوضه انا بس كنت عاوز اطمن عليه

ماان خطي بضع خطوات للخارج حتي عاد مجددا يتطلع اليها من خلال الباب الموارب

ليجدها تنحني تجاه ادم بحنان تقبله وتمرر يداها بخصلات شعره الناعم  ليشعر بالاسي تجاهها فهي لن تكون ام..... بسببه..! 

تنهد ودار في دوامه مغرقه من صورتها..... صوتها.... حديثها..... حديث أخيه...! 

........... 

.... 

هرب كعادته منذ الصباح الباكر واختفي بمكتبه حتي لايلتقي بتلك العيون التي احتار في لونها فتاره يكون أخضر متوهج حينما تكون غاضبه وتاره يبهت خضاره متحولا للرمادي حينما تكون حزينه وتاره يلمع كغابه مشرقه حينما تبتسم...! القي القلم من يده بحنق فهل وصل به الأمر أن يحلل لون عيونها.... ماتعقل ياعثمان انت مكنتش كدة.....! هتف بنفسه بسخط وعاد ليركز علي عمله 

........ 

ابتسم عمار وهو يقبل راس ادم : 

صباح الخير ياباشا 

ابتسم له ادم : صباح النور 

داعب شعره بحنان ; عامل ايه النهارده... ؟

: كويس 

اومأ له عمار قائلا : ايوة كدة ياباشا لازم تبقي كويس عشان الحفله بكرة 

قال ادم بحماس : انا خفيت خلاص... 

ابتسم عمار وطبع قبله حانيه علي وجنته لتدخل ليلي التي كانت تحضر إفطار ادم ; صباح الخير ياعمار 

ابتسم لها : صباح الفل ياليلي.... عامله ايه..؟ 

وضعت الصينيه بجوار ادم وبدأت باطعامه لينظر لها عمار بامتنان ; انا مش عارف اقولك ايه علي اللي بتعمليه مع ادم 

هزت راسها : متقولش حاجة....ادم ده احسن حاجة حصلت ليا 

قال ادم وهو يعانقها : انا بحبك اوي 

:وانا بموت فيك وهبقي مبسوطة اوي لو خلصت فطارك كله 

تعالي رنين هاتفه ليجيب علي شيرين : اية ياحبيتي عامله ايه..؟ 

قطب جبينه ماان قالت بضع كلمات ; تاني ياشيرين....مشوار ايه.؟ 

قالت بتعلثم ;  ابدا ياحبيبي ده فاضل بس بروفه للفستان وهجيب شويه حاجات 

تنهد قائلا : .... طيب انا هعدي عليكى اوصلك

قالت بسرعه  : لا لا مفيش داعي 

رفع حاجبه بدهشه حينما رفضت ; يعني ايه لا.

; ابدا  ياحبيبى بس مش عاوزة اتعبك 

: مفيش تعب... وبعدين فرصه اشوفك بقالي يومين مش، عارف اتلم عليكى

..... تمام ساعه واكون عندك 

اعتدل عمار واقفا وهو يقول : انا خارج ياليلي محتاجة حاجة 

هزت راسها : شكرا 

............. 

..... خرج عثمان الي الحديقه يتحدث الي حسان قائلا : عملت اللي قولت لك عليه

اومأ له : تمام ياباشا تحركات اللي اسمه خالد كلها عندي 

: ومش بس هو... البت اخته وأمه.... اي حد منهم عاوز اعرف النفس، اللي بيتنفسه

: تمام ياباشا..... صمت لحظة ثم حمحم قائلا  : علي فكرة ياباشا.... الست مرات عم الانسه ليلي مش ساكته 

: عملت ايه..؟ 

: راحت المستشفى تسأل عن والد الانسه ليلي 

: وعرفت مكان المستشفى الجديده

: لا ياباشا 

اومأ له : وسامح

: زي ماهو 

: واللي اسمه يوسف 

طأطأ حسان راسه قائلا : كأن الارض انشقت وبلعته ياباشا.... ده حتي امه مفكرش يشوفها 

سحب عثمان نفس عميق يكظم به نيران غيظه فأين سيذهب.... سيقع بيده بالنهايه 

قال حسان بشك ; بس في حاجة ياباشا انا مش مطمن لها 

نظر اليه عثمان باستفهام ; الراحل اللي اسمه مصطفي....... صمت حسان حينما أشار له عثمان ان يصمت ماان لمح ليلي تخرج من الباب 

: روح انت ياحسان دلوقتى 

اتجه اليها بخطواته القويه يسالها باقتضاب :رايحة فين..؟

استغربت سؤاله ولكنها قالت بهدوء : لبابا

: ادم لوحده

: نام وهدى جنبه

اومأ لها لتتجه الي البوابه بينما ظل واقف يتطلع في اثرها 

......... 

بأيدي مرتعشه أخرجت شيرين هاتفها من حقيبتها وهمست بخفوت : عمار معايا ياريم 

قالت ريم بفزع ; معاكي فين.. ؟

قالت بيأس : صمم يجي معايا فاضطريت اكدب واقوله عاوزة اشتري حاجات ودخلت المحل وهو مستني برا .... 

: وبعدين ياشيرين انا في العياده والدكتور مستني 

قالت وقد لمعت الدموع المرتعبه بعيونها : مش عارفه ياريم.... ماما كانت رجلها علي رجلي ومعرفتش اتحرك لوحدي طول الايام اللي فاتت والنهارده لما عمار عرف اني خارجة صمم يجي معايا..... اعمل ايه 

قالت ريم بحيرة : طيب اهدي بس عشان محدش ياخد باله

قالت بيأس ممزوج بالخوف : اهدي ازاي ده الفرح بكرة... 

: هنلاقي حل..... صممت قليلا قبل ان تقول : طيب انت هتكام مع الدكتور انك هتجي متأخرة وانتي بعد مايناموا حاولي تخرجي 

قالت بهلع ; لا طبعا مستحيل اعرف اخرج بليل..... حراسه بابا علي الباب ولو عرف هيقتلني

: طيب وبعدين ياشيرين 

قالت وهي تبكي بخوف : مش عارفه ياريم.... انا هضيع 

...... قالت ريم بتفكير ; طيب انا هقابلك دلوقتي واحاول اقنع عمار اني هاخدم معايا نشتري شويه حاجات

: بجد ياريم..... طيب دي فكرة حلوة

:انتوا فين..؟ 

: في..... 

:طيب مشتقه السكه واكون قدامك 

........ 

نظر عمار في ساعته بملل.... ليتصل بها حينما طال انتظاره 

خرجت ليقول : ايه ياشيرين كل ده في محل واحد 

; معلش بقي ياحبيبي في،حاجات كتير لسه عاوز اجيبها 

عقد حاجبيه يتطلع الي يدها الفارغه : وفين اللي اشترتيه

انتبهت انها خرجت دون شراء شيء وتعالت دقات قلبها وهي تقول  بارتباك : ها... لا اصل ملقتش حاجة تعجبني 

:كل ده وملقتيش حاجة 

.............. 

.... نظرت ليلي الي ملامح وجهه الجانبيه بحيرة بينما وجدته يلحق بها بسيارته ماان خرجت من البوابه 

هل عادت لتراه مختلف... ؟! ازدادت حيرتها بينما تعلقت عيناها بملامح وجهه المنحوته بصلابه تماما مثله.... لتتساءل مجددا لماذا شعرت بهذا الغضب من رؤيه تلك الفتاه بمكتبه لتبرر غضبها انه من أجل قلقها علي ادم بينما من يرسم الجديه كان برفقه فتاه..... عقدت حاجبيها بدفاع عنه جعلها تغضب من نفسها فهو كان بمكتبه ولابد ان هناك سيب لمجيء تلك الفتاه اليه....ضاقت بافكارها فما شأنها به أو بتلك الفتاه لتزفر بصوت مسموع 

جعله يلتفت اليها 

: في حاجة..؟ 

التقت عيناهما لجزء من الثانيه قبل ان تبعدها قائلة : مفيش

........... 

... 

قال حاتم باستفهام ; وبتسأل ليه.. ؟

قال عثمان ببرود : انا حر 

ضحك حاتم مشاكسا : وانا كمان حر ومش هجاوب

زم عثمان شفتيه بنفاذ صبر : حاتم..! 

رفع حاتم حاجبه باصرار : مش قبل مااعرف ايه الحكايه بالظبط

قال عثمان بضيق وهو يشيح بوجهه : حكايه ايه اللي عاوز تعرفها.... 

: حكايتك مع البنت دي 

: مفيش حاجة 

: عثمان... لما فجأه الاقيها منتحرة وفجأه جايب ابوها في حاله خطر ورايح جاي معاها وانت عمرك ماعملتها قبل كدة..... 

اجتقن وجهه عثمان متهربا من الاجابه ليكمل حاتم بخبث : ده غير طبعا قلقك وخوفك عليها انها تعرف بحاله ابوها 

قام عثمان من مكانه بانفعال : شكلك فايق وعاوز تهزر وانا مش فاضيلك

قام حاتم يوقفه : استني بس رايح فين.؟ 

ابعد عثمان يداه بعصبيه ; اوعي كدة مش ناقصك.. انا غلطان اني جيت لك اصلا 

قال حاتم ضاحكا : ماشي ياباشا براحتك.... 

اتجه عثمان للباب ليقول حاتم بمكر : مش عاوز تعرف الاجابه 

التفت له عثمان وهو يحاول إخفاء ترقبه ليقول حاتم بابتسامه : اه ياسيدي تقدر تخلف....! 

بصعوبه بالغه حاول السيطرة علي انفعالاته امام حاتم الذي تابع : معتقدش اللي حصل أثر عليها 

خرج عثمان ليتنهد وترتاح ملامحه اخيرا وهو ينزل بعض حمل ظلمه لها من علي اكتافه 

  .....! 

عقد عمار حاجبيه قائلا : مشوار ايه.؟ 

قالت شيرين بتعلثم ; ابدا ياحبيبي... ده ريم كانت عاوزة تجيب حاجات وانا.... قاطعها بقليل من الانفعال : شيرين انا سمعت كويس اللي صاحبتك قالته بس سؤالي معناه انه مش عاجبني التنطيط والخروج من غير داعي... 

: ايوة ياعمار وفيها ايه..؟ 

: فيها ان الوقت اتأخر وانا هروحك مفيش خروج تاني

قالت بتبرم : بس انا لسه فاضل ليا حاجات كتير عاوزة اشتريها 

زفر بعصبيه قائلا ; اكتبى اللي انتي عاوزاه وانا هجيبه

: مش هتعرف.... أصل... قاطعها بعصبيه : شيرين.... الكلام انتهي 

.......... 

... 

التفتت الي عثمان الذي أوقف سيارته قائلا :عاوز اشتري بدله لأدم وأعتقد انك هتعرفي مقاسه

اومات له ودخلت برفقته لهذا المحل المشهور لتتسع ابتسامتها المبهورة بينما تعرض عليها العامله تلك البدل الانيقه للأطفال.... تحفه.... حلوين اوي

ابتسمت لها الفتاه فالبفعل رائعه اشياء الاطفال

كان عثمان يحضر بعض القمصان وربطات العنق لنفسه وتركها برفقه الفتاه لتنتقي لأدم ما تريد

انتهي ليتجه اليها بنفس لحظة سؤال العامله : هو انتي هتلبسي لون ايه في المناسبه... 

صمتت ليلي بتفكير فهي لا تنتوي الذهاب بالأساس لتقول الفتاه : اية رايك تختاري كرافت لابنك وباباه بنفس لون فستانك...هيكون حلو اوي 

انتبهت ليلي لوقوف عثمان لتقول وهي تشير لتلك البدله التي انتقتها : حلوة دي. ؟

اومأ لها وهو يتطلع للمعه عيونها بينما ظنتهم الفتاه عائلة.... حلوة اوي

اومات له أتعرض عليهم الفتاه بضع ربطات عنق كالفيونكة لتختاى منهم ليلي واحدة انيقه.... 

اتجه عثمان ليحاسب علي المشتريات لتتباطيء أقدام ليلي خطوتين بينما تتطلع لحظة لهذا الفستان الخاطف للانظار قبل ان تسبقه للخارج.... 

وضع الأشياء بالخلف وجلس امام المقود بتردد لأول مرة يشعر به قبل ان يتخذ قراره قائلا : استني لحظة وراجع... 

ظنته نسي شئ بالمحل لتدير راسها تجاه النافذة تتطلع الي انوار السيارات التي تعبر بجوارها فكم شوارع الاسكندريه فاتنه في الليل بينما تتلالاا تلك الانوار ويمر الهواء المنعش يداعب وجهها.... 

انتبهت لعودته ليقبض عثمان علي قبضه يده بينما يعطيها ذلك الكيس الضخم بيده الاخري وبداخله فوران من المشاعر....... فهو اشتري فستان لفتاه...!! 

لم يكن يتخيل باحلامه ان يفعلها وهاهو بنفسه فعلها بل ويمني نفسه الا ترفضه..! 

ماذا يفعل.... ماذا فعل.... ماذا ستفعل هي

فوران من المشاعر والأفكار انفجر بداخله ولم تكن هي بأقل منه عدم تصديق لفعلته .... اشتري لها فستان كالبلهاء حدقت به وبعد الفستان تتساءل كيف ومتي عرف انه اجتذب نظرها فهي تطلعت له لأقل من لحظة بينما هو بتلك اللحظة رأي تحول لون عيونها وهي تنظر لهذا الثوب بإعجاب....! 

لم تعرف ماذا تقول... ولا ماذا تفعل   .... 

اية ده... انت.... انت.... 

تتعلثم وهو مرتبك بالأساس فلا يوجد لدي أي أحد منهما رد أو تفسير ليقول وهو يدير السيارة 

: متتكلميش خالص 

رفعت حاجبها بغيظ وقد استفزها بجداره :يعني ايه متكلمش

قال عثمان ببرود استعان به ليخفي اي تبرير لن يعترف به لشراءه لها هذا الفستان : 

يعني متتكلميش ...... مش عاوز اتخانق 

انا خلاص حفظت كل اللي هتقولي..... عارف انك مش هتاخدي حاجة من واحد زيي وعارف اني ظالم و... و.... و...عشام كدة وفري علي نفسك وعليا الكلام 

اخرسها هو تلك المرة فلم يسعفها الرد بينما شعرت بقليل من الشفقه عليه بعد حديث عمار عنه ان الجميع يظلمه لأنهم لايعرفونه جيدا 

التفت عثمان لها بينما أوقف السيارة بالاشارة قائلا : اقولك ..... اعتبريه من ادم 

.......... : بس... بس انا مكنتش ناويه اروح 

عقد حاجبيه بانزعاج واشتبكت عيناه في اكتشاف أعماق عيونها : ليه..؟ 

: يعني دي حاجة عائليه وانا... انا ماليش وجود

سحب نفس مطولا فهي العنيده التي رفضت الزواج به وتقبل ان تعيش علي الهامش .... سرعان ما افرغ عصبيته بقائد السيارة خلفه الذي اطلق البوق له ليتحرك.... 

قالت وهي تضع يدها بتلقائيه علي ذراعه توقفه عن متابعه الشجار ; اهدي... 

التفت لها وقد تجمدت الدماء بعروقه من ملامسه يدها لذراعه.... اهدي محصلش،حاجة 

اومأ لها وحاول السيطرة علي جسده الذي كان كالمصعوق... ماذا يحدث له من مجرد لمسه منها....!! ليس طبيعيا ابدا مايحدث له

وعلي المقابل كانت ليلي غارقه في تلك الضربات التي تهدر بقوة بين ضلوعها فهي بالنهايه فتاه.... فتاه يناديها صوت بداخلها ان الدنيا ستبتسم لها واخيرا ولاتعرف هل تصدق هذا الصوت ام لا....! 


..... 

نظرت ليلى للفستان للمرة التي لاتعرف عددها وكل مرة لاتستطيع ان تخفي تلك الابتسامه البلهاء التي تظهر على جانب شفتيها.... حاولت جذب النوم لعيونها ولكنها عجزت بينما يبحث عقلها وقلبها عن إجابات لماتشعر به الآن وخاصه لهذا الرجل..!! 

.......... 

علق تلك البدله في مقبض خزانه ادم حيث يراها ماان يستيقظ ليتجه بعدها اليه يقبله ويمرر يداه علي شعره بحنان.... تفتكر هكون عايش لغايه مااحضر فرحك ياادم

شقت الدموع طريقها لحلقه وتجمدت داخل عيناه بينما يتذكر احلام ندى.... نفسي احضر فرحك انت وعمار بقي ياعثمان 

: عمار بس

عقدت حاجبيها برفض فمهما كانت تعرف بكراهيه أخيها للنساء الا انها دوما ماكانت تقول : في يوم من الايام هتجي واحدة نخطف فلبك مهما عملت وهحضر فرحك ياحبيبي 

شاكسها وهو يداعب خصلات شعرها : خليكي انتي في أحلامك وخليني انا اروح شغلي عشان متاخرش

اتبعه صوت ندى الضاحك : بكرة تقولي تعالي معايا يانودي اخطبيهالي

قبض علي يده بقوة كادت تحطم عظامه بينما يجبر عقله علي التوقف عن استرجاع ذكرياته المؤلمه ليقود مسرعا من جوار ادم ويغادر الغرفه متجها للنافذه يريد استنشاق الهواء...... سيموت من قهره بينما ضاعت اخته منه في غمضه عين..... احتدت ملامحه واستشرست وهو يتوعد من كان له يد بموتها.... لم يرحم احد...!! 

......... 

ابتسمت ليلي بينما تتطلع لآدم الذي كان أنيق للغايه..... هاكلك من كتر حلاوتك ياادم

قال ادم بمرح : ادم باشا 

ضحكت ليلى وهندمت من ربطة عنقه : باشا طبعا... مفيش باشا غيرك 

قال ادم وهو يركض من امامها.... خالو... 

رفعت عيناها ببطء تجاه عثمان الذي ظهر لدي باب الغرفه بكامل اناقته لتحاول السيطرة علي أنفاسها التي اختطفها بطلته الوسيم اليوم..... اية ياباشا جاهز 

اومأ له ادم ليسيطر علي انفعاله وهو يقول قاصدا : طيب يلا تعالي معايا لغايه ماهي تجهز

قالت بتعلثم : لا... أصل انا قلت امبارح اني مش هقدر اجي معاكم 

عقد ادم حاجبيه : مش هتجي

انحني عثمان امامه قائلا : روح انت شوف عمار جهز ولا لسه وانا جاي وراك

تراجعت ليلي خطوة للخلف حينما وجدته يتجه ناحيتها بينما نظرات عيناه عرفت الطريق لعيونها.... احنا في بينا اتفاق

قالت بخفوت بينما تتعالي أنفاسها من نظراته المسيطرة : اتفاق ايه..؟ 

: انك مراتي 

......!! 

للمرة الثانيه انخرست بل ونفذت ماطلبه منها حيث قال... قدامنا ساعه  ونتحرك ياريت تكوني جاهزة 

........ 

... 

فركت شيرين بدها بتوتر كبير بينما تجاهد للحفاظ علي ثباتها وهي تراجع كلام صديقتها المطمئن.... اهدي خالص وكل حاجة هتبقي كويسه 

كل الي محتاجاه بس كام يوم ميقربش منك وتقدري تتحججي انك عندك ظروف وهو هيفهم.... وبأي حجة تخرجي ساعتين نروح للدكتور 

: خايفه ياريم ومرعوبه

: متخافيش.... خوفك وتوترك ده غلط هيخليه يشك فيكى.... اتعاملي عادي خالص

جاهدت وحاولت وهي تخرج من غرفتها وتتجه للدرج حيث وضع ابيها يدها بذراعه بفخر ونزل بها تجاه عمار 

............ 

... 

نظر عثمان الي هاتفه يحاول أشغال عيناه بأي شيء غير النظر اليها ليسحب نفس مطولا ويزفره ببطء بينما منذ أن وقعت عيناه عليها وهو لايستطيع التنفس.... لأول مرة يراها بتلك الهيئة وكانها احدي حوريات البحر بهذا الفستان الفيروزي الذي تناسق مع لون عيونها التي حددتها بالكحل الاسود.... عادت مجددا لتخطف أنفاسه حينما انحنت تهندم من ملابس ادم الجالس بالوسط بينهم في مؤخرة السيارة لتنسدل خصلات شعرها الحريري علي جانب وجهها سارقه المزيد من دقات قلبه.... استغرب كثيرا تلك المشاعر الدخيله عليه بينما يتأمل كل تفاصيلها كفتاه جميله اجتذبت رجل...! 

ابعدت خصلات شعرها عن وجهها لتنبثق فجأه داخله تلك الرغبه بتمرير يده بين خصلات شعرها.... زفر وامسك بهاتفه واجبر عيناه علي النظر فيه ليلعن غباءه علي اخذ السائق معه بدلا من التشاغل بالقياده عن النظر اليها طوال الطريق كما يفعل الان... 

........! 

وقف عمار بابتسامه هادئة بانتظار شيرين التي نزلت برفقه ابيها الذي احتضنه.... الف مبروك ياابني

: الله يبارك في، حضرتك 

كان الحفل بسيط تقتصر علي العائلة وبعض المعارف ليجلس الجميع في صالون المنزل الفخم يشهدون كتب الكتاب..... وقفت ليلى في احد الزوايا وبجوارها ادم الممسك بيدها تتطلع الي عمار بسعاده فهو يستحق كل خير.... بدأت المراسم لتري نظرات عثمان لأخيه وتصدق بالفعل كم انه انتم إخوته يكون شخص آخر .... احتضن أخيه بحب وبارك له 

ليهمس له عمار ;  انا لو مكانك اشدها دلوقتي واكتب كتابي عليها من غير نقاش

ربت عثمان علي كتف أخيه وقام من مكانه يصافح بعض المدعوين لتتجه عيناه اليها ويتذكر كلام أخيه..... ولكن ليس هو  من يفعل هذا..! 

.......... 

... 

انتهي الحفل وعاد  عثمان وليلي الي المنزل من أجل ادم الذي نام بالطريق بينما بقي عمار وشيرين قليلا لاكمال الحفل 

....... 

خلعت ليلي ملابس ادم ووضعته في فراشه وقبلته ثم قامت من جواره وهي تلملم أطراف ثوبها الانيق وتتجه للخارج لتشهق بهلع ماان ظهر عثمان فجأه امامها... كادت تتعثر في ذيل ثوبها لولا يداه التي امسكت سريعا بها وطوقت خصرها لتشعر ليلي بأن قلبها واقع بقدميها.... تعالت أنفاسها وازدادت ضربات قلبها تنافس ضربات قلبه التي تعالي أسفل يجها التي وضعتها بتلقائيه علي صدره..... لحظة وابتعدت عنه سريعا ليستعيد كل منهم توازنه... كنت جاي اطمن علي ادم 

قالت بارتباك : نايم

اومأ لها واستدار تجاه غرفته لتستجمع شجاعتها وتقول : متشكرة علي الفستان 

ابتسمت ملامحه ولكنه سرعان مامحي تلك الابتسامه عن وجهه وهو يستدير اليها قائلا : متشكر انك قبلتيه

....... 

لا لا لا.... هذا اكثر من احتمالها.... هل هذا الباشا هو من نطق بتلك الكلمات.. 

لاتصدق وهو لايصدق فماذا فعلت به تلك الفتاه 

....! 


قبيل الفجر بقليل تهادت تلك الأصوات الي اذنها لتحاول فتح عيونها بينما تزداد حده..... 

هبت ليلي من مكانها علي بفزع حينما انطلق ذلك الصراخ المستغيث  لتخرج من باب غرفتها تنظر في الرواق تتساءل بخوف  ...... ماذا يحدث..... ؟! 


تعالت الأصوات الصرخات والتي كانت صادره من غرفه عمار الذي رج صوته الجهوري ارجاء المنزل.... 

قبل ان تتحرك كان عثمان يخرج من غرفته مسرعا ماان استمع لصوت هذا الصراخ الممزوج بصوت اخيه..... 

وقفت مكانها  بتردد مع تعالي الأصوات بالتاكيد لن تدخل الي غرفتهم ولكن الأصوات تزداد لأتعرف أهذا شئ عادي يحدث ام لا 

قال عثمان بجبين مقطب ; في ايه

نظرت له بخجل : مش عارفه.. ؟

اتجه الي غرفه أخيه لتقول ليلى سريعا توقفه عن الدخول إليهم بينما تتعالي تلك الأصوات بالداخل  : انت رايح فين..... 

مينفعش تدخل  

قال بانفعال بينما لايستطيع الوقوف صامت بينما يستمع لصوت صراخ وبكاء وغضب فهل يتشاجر أخيه مع زوجته...والواضح بالفعل ان عمار يضرب زوجته فليست ابدا أصوات طبيعيه لرجل مع زوجته .... . اوعي انتي

طرق الباب لمرة ولكن من علو الأصوات لم يتلقى اجابه ليهدر بغضب وهو يفتح الباب..... 

عمار في ايه

. ؟

تسمرت مكانها بينما وقعت عيناها علي تلك التي في الفراش بحاله مزرية.....نظر عثمان الي عمار الذي كان يلهث ويتصبب عرقا بصورة مقلقه وانحني يلتقط قميصه ويضعه فوق جدعه العاري ليضغط عثمان علي أسنانه وهو يحاول أن يتمهل و يتجاهل اول ماتبادرر لذهنه في مثل هذا الموقف.... 

في ايه.. ؟

لم ينطق عمار بكلمه فالصدمه اكبر من احتماله

استدارت ليلي مجددا  ماان ارتدي عمار قميصه

لتري نظرات عثمان التي لمعت بها قسوه مرعبه وهو يسأل مجددا باصرار ;   في ايه.؟ 

شهقت ليلي ماان نطق عمار : انتي طالق..! 


اية رايكم وتوقعاتكم 


عثمان وليلي 

عمار 


اقتباس 

انت جبان وحقير مش قادر تواجهه عشان كدة بتستقوي عليا انا 

صفعها بقوة.... اخرسي يابنت ال.... 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !