حكايه عمر الفصل الخامس والعشرون

15

 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ضمت غرام كتفيها الي جسدها الذي ارتجف قليلا بفعل نسمات الهواء البارده التي تهب حولها بينما اتخذت من تلك الشجره الكبيرة ملجأ لها تختفي خلفه وتطمئن نفسها انها بأمان حتي وان كان امانها مجرد النظر إلي مبني منزلهم المتهالك الذي وقفت علي بعد بضعه امتار منه تتطلع إليه بحسره لم تفارقها طوال تلك الليله التي قضتها في الشارع.... صعبت عليها نفسها وهي بتلك الحاله ولكنها طبطبت علي نفسها تخبرها أنها تدفع ثمن خطيئتها وعليها أن تتحمل ....هي من لم ترتضي بحياتها التي عرفت قيمتها بعد فوات الاوان ....ازدادت لسعه الصقيع مع بزوغ الفجر والطل يلقي ببرودته فوقها لتضم كتفها إليها أكثر وتغمض عيناها تحلم بدفء فراشها البسيط ...!

بدأت انوار الصباح تعم حولها لتعتدل واقفه من علي الأرض وتتلفت حولها وقد بدأ بعض الناس القليله يتحركون في الشارع استجابه لصلاه الفجر لتقع عيناها علي تلك التي نزلت بهذا الوقت كعادتها متجهه الي عملها وبيدها تمسك إخوتها .... لتندفع الدموع بلا اراده منها الي عيونها وهي تري والدتها وربما لاول مره تراها عن قرب ...ليس قرب ملامحها ولكن قرب حالتها بينما ترتدي معطف بالي فوق ملابسها التي لا تدرك متي رأتها ترتدي شيء سواها بالرغم من أنها طالما حاولت إرضاء أطفالها وإدخال البهجة اليهم بشراء ملابس جديده كلما استطاعت ....لتري امراه مسكينه تجري خلف قوت اولادها ....رمشت باهدابها تحاول ايقاف نزيف دموعها الحاره بينما لسانها ينطق بأسم والدتها : ماما ...سامحيني 

الآلاف الاعتذارات لا تمسح ولو لحظه من القهر الذي عاشته والدتها علي يدها لتظل عيون غرام تتابع والدتها حتي وصلت إلي نهايه الشارع لتقف تستند الي أحد الاعمده حتي وصلت الحافله التي أمسكت زينب بحافتها بصعوبه وهي تجذب جسدها الهزيل لتستطيع أن تصعد إليها بعد أن ساعدت أطفالها ليصعدون امامها وتنطلق بهم ....مسحت غرام  دموعها بظهر يدها وهي تقول بصوت مختنق بالبكاء : حقك عليا يا امي ....سامحيني 

........

..


بجبين مقطب حرك عمر اهدابه قليلا قبل أن يفتح عيناه علي اشعه الشمس التي اخترقت زجاج الغرفه ....تمطأ بكسل وهو يحرك جسده يمينا ويسارا يعتدل من نومته الغير مريحه فوق الاريكه التي بقي بها طوال الليل في غرفه أبيه بالمشفي ...قام وهو يتثاءب ليضع قدمه في حذاءه ويتجه الي فراش عاصم قائلا بصوته الممتزج بتثاءبه : سيوفي ....اصحي ياسيوفي 

اتجه إلي فراش أبيه الذي استندت رأسه الي الوساده الموضوعه خلف ظهره ومالت الي اليمين قليلا ليناديه عمر مجددا حينما لم يستجيب لنداءه الاول : سيوفي ...يلا قوم ..!

عقد حاجبيه ونظر الي أبيه الذي مازال مغمض عيناه دون استجابه لصوته ليشعر بدقات قلبه تبدأ بالتسارع ليتحشرج صوته قليلا وهو يكرر نداءه ولكن تلك المره تباطأت خطواته وهو يهتف بتوتر  : بابا ....بابا 

خانته ساقه ورفضت التحرك خطوه أخري بينما اختنق صوته بداخل حنجرته وتركزت عيناه علي عيون أبيه المغلقه لتتكالب دقات قلبه بقوة داخل صدره حتي كادت ضلوعه تتحطم من فرط الخوف الذي انتابه للحظه خشي أن يفكر حتي بهذا الاحتمال ...!

تحرك صدره هبوطا وصعودا بقوة وهو يسحب خطواته  ويقفز بخطوتين تجاه فراش أبيه وبقوة يمسك بكتفه يهزه وهو يناديه بصوت ملتاع : بابااااا ...!

تجمدت عيناه علي ملامح أبيه التي انزعجت للحظه قبل أن يفتح عاصم عيناه بثقل ناظرا الي عمر وهو يقول بصوت رخيم : في ايه ياعمر ؟!

تنفس عمر بصعوبه ولم يستطيع اخفاء تلك اللمعه التي ظهرت بعيناه ليتفاجيء عاصم به ينقض عليه دون مقدمات يرتمي بحضنه وهو ينطق 

بصوت متحشرج : بابا 

لاحت ابتسامه علي شفاه عاصم الذي فهم خوف ابنه للحظه عليه ليتركه لحظات بحضنه قبل أن يغلف صوته بالمرح وهو يربت علي كتفه : في ايه يا جحش ...حد يصحي أبوه كده ؟!

ملئت الابتسامه وجه عمر الذي رفع جسده من فوق جسد أبيه ونظر له بمرح مماثل وهو يمسح وجهه سريعا : حقك عليا يا سيوفي 

وكزه عاصم بكتفه : قول بابا يالا

اوما عمر قائلا وهو يمليء عيناه من النظر إلي وجه أبيه

: حاضر يا بابا 

ابتسم عاصم وقال له بمكر : مالك ؟!

هز عمر كتفه وهو يمسح علي وجهه يخفي ملامح الخوف والهلع التي كانت ماتزال مرتسمه عليه: ابدا 

نظر له عاصم لحظه يمليء عيناه هو الآخر من رؤيه هذا الخوف من فقدانه بعيون ابنه قبل أن تخرج نبرته حنونه وهو يسأله :   خوفت اكون موتت يا عمر 

قال عمر سريعا وهو يمسك كتف أبيه: بعد الشر عليك 

ابتسم عاصم له بحنان وربت علي كتفه قائلا : متخافش 

نظر إليه وتابع بمرح وهو يرفع حاجبه : مش هموت أن شاء الله الا لما اربيك 

افلتت ضحكه عمر ليميل علي حضن ابيه ويضع رأسه فوق صدره يسمع دقاته كطفل صغير : يبقي مش هتربي عشان تفضل عايش 

ضحك عاصم وربت علي ظهر ابنه بحنان وهو يرفع وجهه إليه لينظر الي عيناه التي طالما جمعت شقاوة وحنان وجنون محبب ما أن يكون هاديء هكذا 

ليقول له بنبره هادئه : هتعقل امتي ياعمر ....تنهد وهو يتابع بعتاب لطيف : تعبتني معاك 

ابتسم عمر له وقال بمشاكسه يغالب إحساسه المضني بالذنب لانه من اوصل أبيه لتلك الحاله : تعبتك ايه يا سيوفي ...ماشاء الله عليك زي الأسد قدامي اهو 

نظر له عاصم بعتاب علي عدم اخده حديثه بجديه  : عمر انا بتكلم جد 

اوما عمر قائلا : وانا بتكلم جد يا سيوفي ...انت هتبقي زي الفل وترجع احسن من الاول ....نظر إلي أبيه بفخر دوما ما يشعره بداخله ويستمد منه قوته التي يريها للجميع لمجرد أنه ابن هذا الرجل الذي لاينافسه أحد في كونه مثله الاعلي : عاصم السيوفي اقوي راجل شوفته 

ابتسم عاصم الي ابنه وداعب وجنته بيده وهو ينظر إلي وجهه قائلا بحنان

: وانا عاوز ابني احسن راجل في الدنيا 

اوما عمر قائلا : من النهارده هتشوف عمر تاني 

ضحك عاصم وهز رأسه بينما بالرغم من كلماته المرحه إلا أنها حملت جديه وهو يقول بعتاب : كل مره تقول كده 

هز عمر رأسه بتأكيد : المره دي غير كل مره .....وهتشوف ! 

نظر الي أبيه وتابع بمشاكسه : انا مقدرش علي زعلك ياسيوفي ....وطالما انا السبب في اللي حصل يبقي انا هصلحه 

هز عاصم رأسه وقال بحنان : متلومش نفسك انت مش سبب تعبي ولا حاجه ........انا كل اللي يهمني انت وبعد كلامك ده بقيت كويس 

ابتسم عمر له ليربت عاصم علي كتفه بتشجيع ويتابع : انا عاوزك احسن واحد في الدنيا عشان نفسك مش عشان اي حاجه تانيه 

اوما عمر له ليري صفاء نظرات أبيه له والتي عكست طبيعه مشاعره تجاهه ....طفل مشاكس ولكن أبيه يحبه كثيرا ...!

لم يكن يجهل حقيقه حب أبيه له ولكنه كان يري دوما انه عبء عليه والان يري حب من أبيه لهذا العبء لتداعب عقله بجديه تلك الصورة التي أصبح يريد أن يراه الجميع عليها وليس وسيله فقط ....!

تغيرت ملامح وجهه قليلا ما أن أخذه عقله لتذكرها لتتقابل عيناه بملامح أبيه ويسأل نفسه هل يخبره ...؟! 

ظل سؤاله وتردده متلازمين لوقت طويل 

ولكن بعد تلك النظره وتلك السعاده بعيون أبيه وهو يتناول الإفطار برفقته اقصت اي تفكير له بنطق شيء عن فعلته ليهز رأسه برفض أن يكون مجددا ومجددا ومجددا السبب في تعكير سعادته أو سبب شقاءه لذا تراجع لاول مره متهربا من الوقوف خلف أفعاله كما اعتاد .

............

....

همست زينه تجيب علي مراد بخفوت  بعد أن أجابت قبل قليل علي هاتف جوري حينما رأته يتصل أكثر من مره وهي لم تستيقظ : صباح الخير يا مراد 

قال مراد بتهذيب : صباح النور ياطنط ....انا صحيت حضرتك 

هزت راسها قائله : لا انا كنت صاحيه بس جوري لسه نايمه 

اوما مراد قائلا : انا اتصلت بيها عشان قولت اعدي اخدها نفطر سوا 

قالت زينه بترحيب: ماشي يا حبيبي ...احنا في الاوتيل تعالي خدها 

بالفعل بعد وقت قليل كانت زينه تفتح له باب الغرفه 

ابتسم مراد لها قائلا : عامله ايه يا طنط 

ربتت علي كتفه وهي تميل لتضع هاتفها في حقيبتها التي علقتها فوق كتفها : الحمد لله يا حبيبي 

أشارت له : ادخل جوري لسه نايمه وانا مرضتش اصحيها وقولت اسيبها ترتاح 

اوما لها لتبتسم له بصفاء وتهز راسها: انا هروح لعاصم 

هز رأسه لتغادر زينه الغرفه بعد دخول مراد ...

دخل مراد بضع خطوات اتجهت الي فراشها حيث نامت بعمق ...جلس بجوارها علي طرف الفراش وعيناه تتطلع إليها وقد افترشت خصلات شعرها العسليه الوساده حولها مد يداه برقه يمررها فوق خصلات شعرها بينما تحركت كل مشاعره بالاشتياق لها وهو يتأمل ملامحها المحفورة بداخل قلبه .....منذ أن وقعت عيناه عليها وهو وقع في غرامها ....أنها صغيرة جميله هادئه مسالمه عهدها هكذا منذ أن رآها ... تابع تمسيد شعرها ثم تحركت أنامله برقه علي جانب وجهها بينما أدرك أنه قد مضي وقت طويل لم يتأملها فيه هكذا ليميل برأسه مقتربا من وجهها ليأخذ وقته وهو يتأمل ملامحها وتلك الابتسامه الهادئه تداعب وجهه بعذوبه ....عقدت جوري حاجبيها وهي تشعر بتلك اللمسات علي وجهها لتمد يدها الي وجهها بحركه تلقائيه تحكه ثم تتقلب الي الجهه الأخري ....ضحك مراد وعادت أنامله مجددا تداعب وجنتيها ولكن تلك المره شعرت جوري بتلك الأنفاس تلامس عنقها وتستمع من خلال نومها الي همس حميمي : حبيبتي ....جوجو اصحي 

تخللت رائحه عطره القويه أنفها لتفتح جوري عيناها الناعسه فتواجهه نظرته العاشقه والتي يتطلع لها بها بهيام مر وقت طويل لم تراه بعيناه لتنطق اسمه بصوت متفاجيء وهو تجده بجوارها : مراد 

ابتسم لها وهز رأسه هامسا وهو يميل ليقبل طرف شفتيها : صباح الخير 

ابتسمت له وهي تسند الي يدها وتعتدل جالسه ليظل مراد يتطلع إليها 

: انت جيت امتي ؟!

قال وهو يبتسم لها ويمرر يداه يبعد خصلات شعرها خلف أذنها ليري وجهها أكثر : من شويه ...كلمتك كنتي نايمه

أومات له وتمطأت بكسل : كنت مرهقه اوي 

هز رأسه وقال بحنان اندهشت له : معلش يا حبيتي 

ابتسمت له ولم تخفي دهشتها وهي تسأله : بجد 

نظر لها باستفهام : بجد ايه 

هزت كتفها وسألته بتلهف : بجد انت هنا وبتكلمني كده ومهتم 

ضحك مراد ورفع حاجبه : للدرجه دي مستغربه 

هزت راسها قائله : يعني  ...بقالك كتير

وضع إصبعه علي طرف شفتيها يوقفها عن متابعه الحديث قائلا وهو ينظر إلي عيونها : بقالي كتير مصحتش علي وشك الجميل ده 

ابتسمت له وتوردت وجنتها ليمد أطراف أنامله يداعبها برقه وهو يقول بعتاب لطيف : ليه مصالحتنيش زي ما عودتيني 

نطق عتابه بلا تفكير بل بصراحه يطالبها بما اعتاد عليه منها لتصمت جوري لحظه تساءل نفسها هي الأخري لماذا لم تفعلها لترفع عيناها إليه قائله : مكنتش عارفه اقولك ايه 

ابتسم لها وقال برفق ويداه مازالت تتحرك بين خصلات شعرها وعيناه لا تفارق النظر إلي عيونها : تقوليلي زي كل مره ... متزعلش مني مش هعمل كده تاني 

قالت جوري بلا تفكير بنبره هادئه حملت ماتشعر به وتدافع به عن نفسها لاول مره : بس انا معملتش حاجه 

نظر مراد إليها مطولا بينما كانت محقه فهي لم تفعل شيء لا تلك المره ولا قبلها ولكنه اعتاد منها اول خطوة 

ليبتسم لها ولا يطيل في عتابه بينما يقول : عندك حق ....انتي معملتيش حاجه بس انا غيرت عليكي 

توردت وجنتيها أكثر لترتسم ابتسامه حلوة علي شفتيها وهي تستشعر اعترافه بغيرته : بجد يامراد 

نظر في عيونها وهو يميل ليضع وجهه أمام وجهها مباشرة : عندك شك اني بحبك وبغير عليكي

أشارت باناملها الصغيرة أمامه بينما تقول بخفه ودلال : شويه صغيرين اد كده 

ضحك وضمها إليه يقبل جبينها : لا طبعا بحبك وبموت فيكي وكنت هتجنن من الغيرة 

استجابت لذراعيه لتضع راسها فوق صدره وابتسامتها الراضيه لا تفارق وجهها الذي رفعه مراد إليه وسرعان ما مال بشفتيه ليلتقط شفتيها يقبلها بشغف أغمضت جوري عيناها تستقبله بشغف مماثل قبل أن تزداد ضراوة قبلته وتتحرك يداه الي جسدها يعتصره بين جسده لدقائق هدرت بها كل دماءه في جسده ليبعدها قليلا عن حضنه وهو يمد يداه الي ازرار قميصه يفكها بسرعه وتلهف ويخلعه عن جسده ثم يعود ليلتهم شفتيها بين شفتيه وياخذها في نوبه حب عاتيه .

.........


انسحب عمر من الغرفه بعد مجيء والدته ليخرج هاتفه من جيبه وسريعا ما يتجاهل رسائل وسيله ويتصل بأخيه 

الذي ما أن استمع لصوته ينطق اسمه وكأنه طوق نجاته 

في حيرته : سيف 

حتي قال باقتضاب : عملت ايه ...قولت لابوك علي اللي حصل ؟!

هز عمر رأسه قائلا : لا ....خرجت منه تنهيده قويه بينما يتابع ترجمه شتات أفكاره في صورة كلمات مبعثرة : مقدرتش أقوله لما شوفت حالته .....عقد حاجبيه بقوة وهو يتابع يؤنب نفسه ولكن بمحاوله إلقاء اللوم علي الآخرين لعل وطأه الذنب تخف عن كاهله : لييييه يا سيف مقولتليش ...لييييه موقفتنيش عن اللي بعمله ؟! 

زم سيف شفتيه بحنق بينما لامس قلبه الضياع الذي استشعره بصوت أخيه ليقول بسؤال هاديء : كنت هتقف لو وقفتك ؟!

قال عمر بتأكيد دون البحث عن اجابه صحيحه : لو كنت عرفت حاله بابا كنت هقف 

قال أخيه بتأنيب مبطن بينما إجابته كانت بها منتهي التطرف : وكنت هتسيب البنت بعد ما وعدتها 

غامت عيون عمر بالضيق الشديد وانكمدت أنفاسه بصدره كالذي يغرق ليقول بصوت متحشرج ينم عن قله الحيله : اعمل ايه يا سيف .....قولي اعمل ايه دلوقتي ؟!

صمت سيف قليلا يفكر لتخونه الكلمات الصحيحه والتي يستحق عمر سماعها : تعمل ايه ده سؤال كان لازم تسأله قبل ما تعمل الخطوة مش بعد ما عملتها 

تنفس عمر بصوت مسموع قبل أن يقول بعتاب به القليل من الانفعال : سيف انا مش عاوز محاضره ....غلطتت  وبسألك اصلح غلطتي ازاي ؟

لوي سيف شفتيه وقال باستنكار طفيف : غلطت بس !!....انت عملت مصيبه يا عمر 

قبل أن يقول عمر شيء كان سيف يقول بحزم : قول لابوك علي اللي حصل مفيش قدامك الا انك تقوله 


كلما نظر إلي أبيه كلما ازداد شعور الجبن بداخله لم يكن أبدا جبان ولكن احساس الخوف من فقد كيان أبيه جعله يشعر بهذا الجبن يتغلغل بداخله ويدفعه لاول مره لكراهيه أفعاله ...!

نظرت زينه إلي شرود عمر الذي لم ينتبه الي رنين هاتفه لتاخذه من فوق المنضده بجوار أبيه حيث تركه وتتجه به الي عمر وقد وقع عيناها علي الاسم دون أن تقصد وهي تعطيه الهاتف ...انتبه عمر علي يد والدته التي قالت : تليفونك بيرن يا عمر 

اخذه منها وتشتت نظراته للحظه وهو يري هويه المتصل قبل أن تتبعثر بشده دقات قلبه حينما قالت زينه بابتسامه مرحه : مين وسيله دي ياعمر ؟!

ابتلع لعابه ببطء ونظر الي ابتسامه والدته المرحه ثم الي عيون أبيه الذي أحاط كتف والدته بذراعه وهو يجلسها بجواره ويقول بمشاكسه : اسمها حلو يا زوزو مش كده 

أومات زينه وهي تهز كتفها بابتسامه شقيه : واكيد هتطلع حلوة زي اسمها .....موري ذوقه حلو في البنات 

ابتسم عمر بزيف دون أن يعلق بكلمه بينما بداخله كل دقات قلبه كانت مرتبكه لاول مره ....لأول مره لايقف خلف أفعاله ويتمني التراجع عنها ..


..........

....

نظرت وسيله إلي هاتفها وتسلل شعور خفي بالخوف بداخلها ...الخوف من الندم علي تلك الخطوه 

لتطمئن نفسها بخداع أنه مؤكد هناك ما يشغله 

كان الصباح كئيب للغايه دون وجود جدتها ليتغلغل بداخل روحها شعور بالافتقاد لها ولعمر الذي حيرها اختفاءه وبدء القلق يساورها فهو لا يجيب علي اتصالاتها وكل ما اكتفي به رساله بها كلمتان ( مشغول هكلمك بعدين ) 

زمت شفتيها وهي تسير بمحاذاه رصيف البحر وعقلها يموج بأفكارها التي وقعت فريسه لها في وحدتها ليمر الوقت بطيء ثقيل ....حاولت شغل نفسها بأي شيء ولكن الوقت كان لا يمر. ..بلهفه أسرعت تجذب هاتفها ظنا منها أنه عمر لتجدها جدتها التي شعرت بوجود خطب ما بصوتها : مالك يا وسيله ؟!

قالت وسيله سريعا : ابدا يا تيته بس انتي وحشتيني اوي 

ابتسمت امتثال وقالت بحنان : انتي اكتر يا حبيتي 

ساد الصمت من وسيله بينما امتثال تسألها عن حالها لتقول اخيرا : انا كويسه 

ليأتي المساء ومازالت لم تتلقي منه اتصال او خبر 

وهاهي جدتها وكأنها تشعر بها تتصل لتطمئن عليها 

: عمر مضايقك ؟!

هزت وسيله راسها سريعا : لا خالص .... ده سافر

عقدت امتثال حاجبيها باستفهام لتجد وسيله نفسها تصوغ له عذر ومبرر لم يطلبه منها وهي تقول لجدتها : باباه تعبان وسافر يطمن عليه. ... شوفتي بقي يا تيته أنه كان مظلوم وان والده فعلا مقدرش يجيي عشان حالته 

هل هي بلهاء أم غبيه أم تخدع نفسها بتلك الكلمات التي قالتها لامتثال وكأنها تخبر نفسها بها بصوت عالي يغطي عن الصوت الذي يتساءل عن سبب عدم أتصاله بها ولو لبضع ثواني يطمئنها عليه ..! 

...........

....

دقت الساعه الخامسه والنصف ليدق قلب غرام بقوة داخل صدرها وهي تخطو بخطواتها الي مكتب السمسار وتحمل بيدها حقيبه سوداء جلديه اشترتها لتكمل رسم الصورة أمام الرجل الذي استقبلها بابتسامه 

قائلا : اتفضلي....تشربي ايه ؟

هزت راسها بهدوء وهي تراجع مع نفسها خطتها التي تتمني الا تفشل لتحين اول خطوة منها ما أن بدأت الساعه تقترب من السادسه ....نظرت في ساعتها وقلبت في هاتفها وهي تنظر إلي الرجل بطرف عيناها قبل أن تقول بمكر : مش عارفه المحامي اتأخر ليه ...؟!

قال الرجل بهدوء : زمانه علي وصول وبرضه يكون البيه صاحب الشقه وصل 

دق قلبها بقوة بينما اقترب اللقاء الذي لا تعرف كيف سيكون لتحين خطوتها التاليه فتعتدل واقفه 

رفع الرجل عيناه إليها باستفهام : علي فين يا هانم ؟

قالت غرام بثبات تخفي به توترها وهي تضع الحقيبه علي المنضده امامها : المحامي تقريبا اتلخبط في الطريق هنزل اقف له تحت ..خلي الشنطه يا حاج ..انا ثواني وطالعه 

اوما الرجل قائلا : في الحفظ والصون

نزلت غرام بخطوات هادئه ولكنها ما أن اختفت عن عيون الرجل حتي ركضت مابقي من خطوات للخارج لتتلفت حولها يمينا ويسارا قبل أن تنعطف الي الشارع الخلفي 

وتقف مختبئه خلف أحد الأشجار وعيناها مركزه علي باب العماره .....بعد بضع دقائق هدر قلبها بقوة بينما لمحت تلك السيارة السوداء العاليه تتوقف امام الباب ....ازدادت دقات قلبها بينما انغلقت انوار السيارو وانفتح الباب ونزل منها ايهم ....!

تعالت أنفاسها بخوف حينما وقعت عيناها علي هيئته التي تبعث علي الخوف بينما يسير بخطوات ثابته للداخل ...استجمعت نفسها وسرعان ما رفعت يدها تشير الي سيارة اجره ....نظر لها السائق الاشيب حينما سألته: تمام يا اسطي ....هتدفع اللي تطلبه 

قال الرجل بعدم فهم : مش لما اعرف رايحه فين 

قالت له وهي تجلس بالخلف : هقولك بس خلينا واقفين ثواني 

ظلت تنظر في ساعتها بترقب بينما مضت قرابه النصف ساعه ....عقد ايهم حاجبيه واعتدل واقفا ليقول السمسار سريعا : علي فين يا بيه ؟!

قال ايهم بهدوء وهو ينظر إلي ساعته : همشي واضح انها مش جايه 

هز الرجل رأسه ونظر الي الحقيبه : مش جايه ازاي ...دي سابت شنطه الفلوس 

اشار له ايهم بحزم : بقالي نص ساعه مستني ....لما تبقي تيجي ابقي خلص معاها وكلمني اجي امضي العقد 

نظر له الرجل بقله حيله ليأخذ الحقيبه ويضعها في الخزانه خلفه ويغلقها بينما خرج ايهم من العمارة بخطواته الواثقه ليدير سيارته وبنفس الوقت كانت غرام تقول للسائق : يلا يااسطي ورا العربيه دي 

نظر لها الرجل بريبه لتقول سريعا : ده جوزي ...تعلثمت وهي تتابع بزيف : شاكه أنه بيخوني يااسطي وعاوزة اتاكد لو سمحت امشي وراه 

نظر لها الرجل الاشيب لحظه بقله حيله قبل أن يستجيب لطلبها ويسير خلف سياره ايهم .....التفت لها الرجل حينما أوقف ايهم سيارته جانبا ونزل منها : تمام 

همت بالنزول ولكنها تراجعت سريعا ما أن لمحته يدخل الي هذا الماركت الكبير لتعود الي السيارة وتهز راسها للرجل قائله : لا لسه يا اسطي 

علي مضض بقي الرجل ينتظر وكذلك غرام التي كان لديها القليل من الذكاء حتي لا تواجهه بمكتب السمسار ولا الآن فهي لن تخدع نفسها وتصدق أنه سيستقبلها بالاحضان بل مؤكد سيتهرب منها لذا عليها أن تعرف طريق بيته ...!

خرج ايهم يحمل الكثير من الأكياس ليضعها في السيارة بالخلف ثم يتابع طريقه وهي خلفه 

........

...

عقد عمر حاجبيه وقال بمشاكسه لجوري التي لم تتوقف عن مناقشه ابيها بأحدي الامور الماليه :  بقالك ساعه لوكلوك اكلتي دماغ الراجل 

نظرت له جوري بجبين مقطب كالاطفال : انت رخم اوي 

زجره عاصم : بس يا جحش 

التفت الي جوري مجددا وقال بتدليل : كملي يا جوجو 

تابعت حديثها الجاد الذي كان كان بجديه كبيرة تفوق  فتاه برقتها 

لينظر عمر الي مراد الذي أسند رأسه الي يده وبقي يتابع حديث جوري ببعض الاهتمام لاول مره ليشاكسه عمر :  واضح انها فاهمه بتقول ايه وانا اللي كنت فاكرها واخده الدكتوراه بالواسطه

ضحك مراد قائلا بدفاع محبب عن زوجته : فاهمه طبعا مش دكتورة 

التفتت له جوري بابتسامه ثم رشقت عمر بنظره طفوليه غاضبه : الواسطه دي ليك انت 

ضحك عمر وقذفها بأحدي الوسائد الصغيرة التي كانت بجواره ليرفع عاصم يده بسرعه يحمي ابنته بتلقائيه اجتذبت نظرهم جميعا 

ليلتفت مراد الي عمر يزجره بمرح : بطل غلاسه يا جدع عليها 

قال عمر بسماجه : انا بحب اغلس عليها ...اطلع منها انت

اشار الي جوري بملل متابعا : هتخلصي رغي امتي ...الراجل تعبان مش حملك   

زجرته جوري : وانت مالك  ..التفتت الي ابيها وسألته 

: بابي انت متضايق مني 

هزت عاصم راسه وقال بحنو : لا ياحبيتي ...كملي 

تابعت الحديث وتابع عمر مشاكسته وهو يقول : بورصه  ايه وسوق مال ايه اللي واكله دماغه بيها ....عاصم السيوفي ملك السوق ماشاء الله علي قلبه اد كده متقلقيش 

ضحك عاصم : بتقر عليا ياابن السيوفي 

هز عمر رأسه ضاحكا : بقول ماشاء الله 

التفت الي مراد الذي مازال يتابع حديث جوري ليسأله : هي بتقعد معاك في البيت تتكلم كده

هز مراد رأسه بينما بالفعل لم يسمعها يوما تتحدث برأيها أو دراستها معه بالرغم من حماسها الواضح وهي تتحدث مع ابيها لينتبه الي سؤال مراد العفوي : انت مش بتستفيد منها ليه ...باين عليها فاهمه شغلكم 

تابعت جوري حديثها عن سوق المال ليهز مراد كتفه دون قول شيء فكان حديث جوري بابتسامه متحمسه : فاكر يا مراد لما سألتني عن seed Investment 

عقد مراد حاجبيه بعدم تذكر لترفع جوري حاجبها فكيف ينسي أول حديث بينهم : لما قابلتني صدفه في البورصه وسالتني ايه رأيي 

فرك مراد رأسه بتذكر لترجع ذاكرته سنوات لتلك الابتسامه الحلوة الوجهه الملائكي لفتاه قصيرة ترتدي حذاء كلاسيكي بكعب انيق للغايه دفعت بشعرها العسلي خلف ظهرها بحركه عفويه جعلت قلبه يهوي ويدق ليتقدم منها مقررا تلك المره أن يتحدث معها بينما خانته شجاعته عده مرات قبلها وكل مره يخبر نفسه أنه لا يهتم ولكن تلك المره لن يفوتها ليتقدم منها ويمد يداه مصافحا : مراد البحيري ...ازيك يا جوري ...مش كده ..!

كاذب فهو لا يخمن اسمها بل يعرفه كما عرف كل شيء عنها بفضول منذ أول مره رأها بها برفقه أخيها سيف ولكنه تظاهر بالعكس حتي لا تقرء اهتمامه 

ازدادت ضربات قلبه حينما لامست يداه يدها الناعمه بلطف شديد وتلك الابتسامه الهادئه ترتسم علي وجهها الجميل : جوري فعلا 

ابتسم وتابع : اتقابلنا كذا مره لما كنتي مع سيف 

أومات له بقليل من الخجل قبل أن تهز راسها وتهم بالمغادرة ليوقفها سريعا بتعلثم يبحث عن سبب لاطاله الحديث لتندفع منه تلك الكلمات التي اقتبسها من أحدي الاعلانات التي كانت تتحرك في أحدي شاشات البورصه ليقول : علي ما عرفت من سيف انك بتدرسي اقتصاد 

هزت راسها ليقول سريعا : كنت عاوز اخد رايك في seed investment 

فورا اشعل حماسها لتبدأ تتحدث وهو في عالم اخر يتابع حركه شفتيها ولكنه لا يستمع لحديثها الجاد بل يستغل الفرصه ليمليء عيناه من التطلع إليها بينما يتخذ بتلك اللحظه قراره بطلبها من والدها ....

عاد مراد من شروده بابتسامه غلبها الحنين وكالعادة لا يفكر مرتين ليقول بمرح : اه يا روحي ده انا كنت بتلكك عشان اكلمك 

رفعت جوري حاجبها بينما تعض علي شفتيها تحاول اخفاء ابتسامتها التي تجلت في نظرات عيونها وهي تتطلع الي عيناه التي تنظر لها بهيام بينما جددت الذكريات عشقه لها ....مرت اللحظه بين نظراتهم لبعض فغفل مراد عن نظرات عاصم له ولم ينتبه الا حينما هتف عاصم بغيظ : عمر ..امسك الواد ابن البحيري ده علي ما اقوم له ...!

انفجر الجميع ضاحكين علي مراد الذي قفز من مكانه وأشار لعاصم ببراءه  : وانا عملت ايه ياعمي 

زمجر عاصم بغيظ وهو يغادر فراشه : بقي كنت بتتلكك عشان تكلمها ده انا اصلا بتلكك عشان اضربك 

ضحكت زينه وجوري لتحاول امساك ابيها بينما غمز عمر بشقاوة لمراد : اجري احسنلك 

قال مراد ضاحكا : ياعمي ما انا اتجوزتها خلاص 

مرت ساعه وهم يضحكون ويتحدثون بجو أسري غاب عنه عمر كثيرا وافتقده بشده فاندمج معهم ولكن كلما واجهه عقله بما يخفيه عن عائلته شعر بالضيق الشديد 

كان عمر يعود الي غرفه أبيه بعد أن ذهب ليتحدث مع الطبيب عن حالته ليلمح ظهر مراد يتحدث مع جوري ...اقتربت خطواته منه ليستمع له يقول بصوت خافت : جوري وحشتيني بقي خلينا نرجع بيتنا 

: معلش يامراد مش هقدر اسيب بابا 

حمحم عمر وأصدر صوت بخطواته لتنتبه له جوري وسرعان ما يتنهد مراد ويلتفت الي عمر هو الأخر

: مالكم في ايه ؟!

صمتت جوري بينما قال مراد باقتضاب وهو يعود الي غرفه عاصم : ابدا مفيش 

........

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

دخل عمر الي غرفه أبيه بابتسامه مشرقه وسرعان ماكان يتجه ليجلس بجواره ويندثر بحضنه ويغرقه بالقبلات 

كطفل صغير ...وزكره عاصم بمشاكسه : كفايه بوس يا زفت 

ضحك عمر وهو رأسه وتابع تقبيل أبيه بسماجه : بحبك يا عصومي 

ضحكت زينه قائله : سيبه يبوسك ياعاصم 

ضحك عاصم قائلا : أيوة دلعيه يااختي كمان 

التفت عمر الي مراد قائلا بمكر : بقولك ايه يا مراد ما تاخد مراتك الرغايه دي وارجعوا بيتكم عشان زهقت من رغيها 

اخفي مراد الابتسامه التي لاحت علي وجهه بينما يقول وهو يتطلع الي جوري رافعا حاجبه : مراتي انا رغايه ..ياريت ...ده انا مش بسمع صوتها 

ضحك عمر لينظر عاصم الي مراد ويقول بمغزي لئيم : متقلقش من هنا ورايح هتسمع صوتها كتير 

التقت نظرات مراد بنظرات عاصم ليفهم مغزي كلماته بينما ينقل عاصم نظراته الي ابنته بتشجيع ويهز رأسه لها إلا تصمت مجددا وتعبر عن رأيها وماتشعر به دون أن تخشي اي عاقبه فهو بجوارها 

حمحم عمر واعاد كلماته : يلا بقي خدها وروحوا 

كتم مراد لهفته وقال بقليل من المكر وهو ينظر لعاصم يقرء رد فعله : لا بلاش نسيب عمي وهو تعبان 

قبل عمر عاصم مجددا بسماجه وهو يقول : عمك زي الفل وانا معاه متقلقوش 

أبعده عاصم ومسح وجهه مزمجرا بغيظ : يازفت كفايه بوس 

ضحك الجميع ليتفاجيء مراد بعاصم يقول له : عمر عنده حق ...انا بقيت كويس يلا احجز التذاكر وارجعوا انتوا وافقته زينه قائله : أيوة يا حبيبي ...اصلا احنا كلها كام يوم وراجعين أن شاء الله 

.............

....


أوقف سائق الاجره السيارة علي بعد بضعه أمتار كما طلبت منه غرام التي قالت وعيناها مركزه علي سياره ايهم التي أوقفها اسفل أحدي العمارات الكبري ونزل منها ينادي البواب ليأتي ويحمل منه الاغراض 

مدت يدها الي حقيبتها وأخرجت مبلغ مالي كبير أعطته للسائق قائله : شكرا يا اسطي ...الحمد لله رجع البيت 

ضحك الرجل الاشيب قائلا : ربنا يهدي سركم يا بنتي 

انطلق السائق بينما تمهلت غرام بضع لحظات وهي تستجمع شجاعتها قبل أن تخطو تجاهه 

التفت ايهم الي سعيد الذي هرع ناحيته قائلا : خد يا سعيد الحاجات دي طلعها فوق 

اوما سعيد وانحني وهويمد رأسه بمؤخرة السيارة يحمل الاكياس بينما يقول : لقيتلك شغاله كويسه اوي يا ايهم باشا 

التفت ايهم الي سعيد متسائلا : جبت ست كبيرة زي ما طلبت 

شرع سعيد في اخبار ايهم وهو يمسك بالاكياس بكلتا يداه ولكنه لم يكد ينطق بكلمه حتي لاحظ تغير ملامح ايهم الذي تجمدت نظراته أمامه .....

اتسعت عيون ايهم بصدمه وهو يراها أمامه ...!

التفت سعيد الي ما يجذب نظر ايهم الذي لم يدع له فرست وسرعان ما زمجر به : يلا خد الحاجه فوق وبطل رغي يا سعيد 

اسرع سعيد ينفذ ولكنه ما كاد يدخل الي مدخل العمارة الواسع حتي التفت بطرف عيناه مجددا تجاه ايهم الذي ظل واقفا مكانه تماما كما توقفت خطوات غرام وقد هربت منها كل شجاعتها أمام نظرات عيناه الحارقه 

لحظه اثنان وسرعان ما تغلب ايهم علي صدمته وتوحشت ملامحه وهو يزمجر بها بينما ينقض علي ذراعها : ايه اللي جابك هنا ؟! 

فتحت غرام فمها لتقول شيء ولكن انتفضت بخوف حينما زمجر بها بغضب مرعب وهو يدفعها باحتقار : امشي ! 

عقد سعيد حاجبيه بفضول وهو يري غضب ايهم من تلك الفتاه ولكنه اسرع للداخل ما أن رمقه ايهم بتلك النظرات الغاضبه....

اتجهت غرام إليه وهي تبتلع دفعته لها ونظرات الاحتقار بعيناه بينما تقول : انا لازم اتكلم معاك 

انكمش قلبها بداخل صدرها من الخوف من ملامحه وهيئته ولكنها حاولت التشجع فلا سبيل اخر امامها 

لتنظر له بثبات زائف ...زم ايهم شفتاه بحنق شديد وسرعان ما اشار لها بلهجه أمره : امشي من هنا 

هزت راسها ولم ينطق لسانها بشيء من فرط خوفها لتنتفض بخوف من زفرته القويه التي انطلقت من بين شفتيه بينما يأمرها : امشي واستني علي أول الشارع 

امتثلت غرام الي ما قاله ليتجه ايهم بخطوات غاضبه الي سيارته وسرعان ما يدخل إليها متجاهل صوت سعيد الذي عاد إليه مسرعا يتساءل : سيادتك خارج تاني يا ايهم بيه ...!

صرير اطارات سيارته وهي تتوقف بجوارها كاد يصيبها بالصمم ويزيد الخوف في قلبها بينما هتف بنبره أمره مليئه بالغضب: اركبي 

فتحت غرام باب السيارة بأصابع مرتعشه كما حال ساقيها التي ترتجف بخوف ازداد مع انطلاق ايهم بسيارته بتلك السرعه .....كانت كل ذرات الهواء بينهما مشحونه بتلك الكهرباء والتوتر بينما كلما فتحت غرام فمها لتقول شيء كانت تعلقه مجددا وتمرر طرف لسانها علي شفتيها بتوتر وارتباك ....ارتدت للخلف ما أن أوقف ايهم سيارته فجاه واستدار إليها بغضب موحش وهو يزجرها : عاوزة ايه ؟!

بلا مقدمات كانت غرام تقول بصوت مرتجف: عاوزاك تتجوزني رسمي  !

لم يصدق ايهم ما نطقت به تلك الفتاه بهذه الكلمات البلهاء الساذجة ليرفع حاجبه باستخفاف وينظر لها دون قول شيء بينما كانت نظراته أبلغ رد علي كلمات من وجهه نظره لا تستحق حتي عناء الرد 

لتزم غرام شفتيها تستجمع قوتها وشجاعتها بينما تندفع بتلك الكلمات .... عزه ضحكت عليا ...فهمتني انك عاوز تتجوزني وانا ...وانا زي الغبيه من غير تفكير وافقت 

وافقت وضيعت نفسي ....ماما هتموت من القهر وطردتني انسابت الدموع من عيونها بغزارة وهي لا تتوقف عن التحدث بكلمات مشتته غير مترابطة ولكنها تصف حالتها التي لم ترد منه إلا أن يرأف بها كأي رجل في مكانه ...هي اخطأت واعترفت بخطأها وهو الوحيد الذي بيده اصلاح ذلك الخطأ ....لن ينصلح شرخ حياتها  أو تعود كما كانت ولكنها راضيه بترقيع هذا الشرخ البالغ 

توالت التعبيرات علي وجهه ايهم وهو يستمع إلي كلماتها ويري دموعها إلي أن فرغت وانهت كلماتها : تعالي معايا لماما واتجوزني رسمي وانا والله مش هطلب منك .....ابتلعت باقي كلماتها وانتفضت من مكانها حينما قاطعتها تلك النظره في عيناه والتي ظنت للحظه أن بها رأفه لتتفاجيء به يميل ناحيتها ...تراجعت بظهرها بخوف ما أن مال بجسده الضخم تجاهها لتجده يفتح الباب بجوارها ويتراجع بظهره مجددا الي مقعده هاتفا بنبره قاطعه : انزلي !

نظرت له باستنكار ولم تفهم لتتسع عيناها بصدمه حينما مال الي جانبه وأخرج من جيبه حافظه نقوده الجلديه الانيقه ليخرج كل ما بداخلها من أوراق ماليه يضعهم امامها علي تابلوه السياره ويشيح بوجهه هاتفا ببرود : خدي دول وامشي 

بقيت غرام مكانها للحظات كالمشلوله تتطلع إليه بعدم تصديق ممزوج بالاستهجان الشديد   

لينظر لها ايهم ببرود : مستغربه ليه ....استخفاف شديد غلف نظراته بينما يتابع : ايه فاكره لما تحكي ليا المسلسل الهندي ده هصدقك واجري معاكي اطلبك من الست الوالده 

انصدمت غرام من رد فعله بينما كشف عن وجهه الحقيقي والذي لا يماثل تلك الصورة التي رسمتها له بخيال فتاه صغيرة تحلم بفارس من فرسان الروايات لتصطدم بصخره الواقع بينما يتابع وهو يصوغ ما حدث بينهما : فوقي يا ماما انا مغصبتكيش علي حاجه وكل اللي حصل حصل برضاكي ...احتدت نبرته وهو يتابع بينما يرفع إصبعه أمام وجهها : انتي جيتي معايا برضاكي. .سلمتي نفسك لست برضاكي وبشروطي اللي اخدتي تمنها فمتجيش دلوقتي تمثلي عليا دور البنت اللي اتضحك عليها

تحتقر نفسها ولكن كلماته ونظراته المحتقرة جعلتها تكره نفسها وتشعر بالدونيه وكأنها علقه تلتصق بملابسه الفاخره لتنساب الدموع من عيونها تعاتبه فكيف لايوجد بقلبه ولو ذره رحمه وكأنها تسأل الأسد لماذا هو قاسي مع فريسته بالرغم من الفريسه تعلم جيدا أن تلك قوانين الغابه التي تعيش بها والاسد ينظر لها بسخريه واستخفاف بعتابها فهي من كان عليها حمايه نفسها وليس الوقوف أمامه وانتظار رحمه لن تحصل عليها ....!

ختم نظراته المحتقرة بإشارة دونيه من يده الي تلك النقود التي وضعها امامها هاتفا وهو يشيح بوجهه عنها : يلا خدي دول وامشي انا مش فاضيلك 

بعزه نفس فات أوانها كانت تنحني غرام تجاه حقيبتها تخرج منها مابقي من الأموال التي اخذتها من عزه تمن لتلك الزيجه لتضعهم أمامه وتنظر له برجاء من عيونها التي لا تتوقف عن البكاء : خد الفلوس انا مش عاوزاها .....انا عاوزاك تتجوزني عشان ماما....انتفضت من مكانها حينما صدع صوته الجهوري : لا ....التفت لها واطلقت عيناه الشهب وهو ينقض علي ذراعها يمسكه بعنف ويهزها : لا مش هيحصل ....طلعي الكلام ده من دماغك واحسنلك تبعدي عن سكتي وتنسي كل اللي حصل 

ترد ذراعها بدفعه من يده وهو يزمجر بينما ينظر إلي عيونها بنظرات ناريه : عزه ضحكت عليكي انتي ضحكتي عليها مش مشكلتي ...مشكلتك انتي حليها معاها .!

بكت غرام بحرقه وقهر وهي تهز راسها وتميل تجاه يده التي وضعها علي المقود أمامه : مقدرش اروح لها ....انا مظلومه ...

اسمعني ابوس ايدك 

سحب يده بعنف ما أن اقتربت منه ليصيح بها بغضب شديد : ابعدي ....رفع عيناه التي تطلق شهب ناريه تجاهها وهتف بوعيد القي الرعب في قلبها : بت انتي احسنلك تبعدي عن طريقي والا هاذيكي وهتندمي 

التقت عيناه الغاضبه بعيناها المرتعبه لتلمس نظرتها قلبه بشفقه ولكنه سرعان ما اشاح بوجهه وتابع بغضب وكأنه يذكر نفسه : مفيش واحده تعمل اللي عملتيه وتقول علي نفسها مظلومه .....التفت لها وتطلع لها بازدراء متابعا : 

لو مظلومه فأنتي ظلمتي نفسك وانتي ماشيه قي سكه عزه واللي زيها ....تهكت شفتاه وتابع وهو يشيح بوجهه عنها : أظنك عارفه سكه عزه !

.............

...

وصلوا قبل قليل لتدخل جوري الي المنزل باشتياق تسبق مراد الذي حمل الحقائب ودخل خلفها ....تحركت جوري يمينا ويسارا في أرجاء المنزل باشتياق ليضع الحقائب علي الأرض وسرعان ما يجذبها إليه يضمها بحضن مشتاق وهو يهمس بجوار أذنها : نورتي البيت 

ابتسمت له وأحاطت عنقه بذراعيها : بجد يا مراد 

اوما لها ومال تجاه شفتيها يلتقمها بين شفتيه في قبله حاره ...استجابت جوري لحرارة قبلته وبادلته بالمثل وهي تزداد تشبثا باحضانه وهو يمد يداه الي ظهرها يفتح سحاب فستانها ويبعده عن كتفها ويدفن رأسه بعنقها ينهل المزيد من قبلاتها ....مع كل خطوة يخطوها مراد وهو مازال غارق في حرارة قبلاته كان يلقي بشيء من ملابسهم حتي وصلوا الي غرفتهم وكان سريعا ما يميل بها تجاه فراشهم يكمل نوبه عشقه التي غرقت جوري بها حتي أذنيها فتجاهلت كل ما كانت تفكر به سابقا بينما فوضي كالتي خلفتها ملابسهم كانت كفيله سابقا بإخراجها من لحظاتهم الحالمه ولكن الان تركت التفكير في أي شيء واستمتعت بسعادتهم ولحظاتهم سويا .....

بعد وقت طويل حرك مراد رأسه ببطء من فوق الوساده قبل أن يفتح عيناه وينظر حوله ...قابلته ابتسامه جوري الجميله ليسالها : صحيتي امتي يا روحي 

ابتسمت له وهي تكمل ارتداء ملابسها : من شويه 

اوما لها وابعد الغطاء من فوقه متجها الي الاستحمام ....بعد قليل خرج من الاستحمام ليقف أمام المراه يصفف خصلات شعره وعيناه تتطلع الي جوري الواقفه خلفه تفرغ محتويات الحقائب ...

لتترك جوري ما بيدها وتتجه الي باب الغرفه ليوقفها مراد 

: جوجو رايحه فين ؟!

قالت له وهي تنظر إليه : هروح اجهز الغدا 

اوما لها وهو يتابع تصفيف شعره طيب : لو سمحتي الاول جهزي ليا هدومي عشان نازل الشغل كمان شويه 

أومات جوري واتجهت الي الخزانه تخرج له ملابسه وهي تسأله : قدامك اد ايه عشان الحق اجهز الغدا 

هز كتفه قائلا : ساعتين ولا حاجه 

أومات له وبدأت ترتب ملابسه علي المقعد الطويل ليقول مراد وهو يتجه الي الفراش ويجذب هاتفه : جوجو هاتي الشاحن لو سمحتي 

اتجهت جوري إلي حقيبته الصغيره تخرج منها شاحن هاتفه وتعطيه له ليقول مراد وهو يأخذه من يدها : شكرا 

قبل أن تجيب كان يقول باستدراك : جوري معلش ياروحي ...طلعي اللاب توب من الشنطه واشحنيه هو وال  lpad  

أومات جوري ليستدرك مراد وهو يعبث بهاتفه دون أن ينتبه أنها مثله عادت من السفر وتحتاج للراحه وليس لسيل من الطلبات 

: اعملي حسابك علي الساعه سبعه هرجع اخدك نروح نتعشي عند ماما وبابا 

أومات جوري ليتابع : بس ابقي جهزي ليا طقم خفيف عشان هغير هدومي لما ارجع ...وابقي افتكري ناخد معانا الهدايا 

لا يتوقف عن الطلبات وهي تهز راسها وماكاد ينتهي حتي التفتت له جوري حينما بدأت نبرته تتغير بينما يقول : جوجو .....قبل ما تعملي كل ده .....اشار لها بنظرات عابثه وهو يتابع : تعالي عشان انتي وحشتيني اوي ....! 

لم تعترض ولم تعارض بل انساقت الي يداه التي قربتها إليه بينما هذا هو كل ما أراده ربما بكل تلك الطلبات ....أن يتأكد أنها ما تزال نفس الفتاه المطيعه له والتي لا تفكر مرتين أمام طلباته مهما كانت ....كلمات عاصم بأنها لن تصمت مجددا ذرعت الشك بداخله بأنها ستتمرد علي حبه فأراد أن يطمئن قلبه بينما بتلك اللحظه عجز عن تفسير صمتها ....فهي تقبلت بصدر رحب أن تنفذ طلباته كأي زوجه ولكن هل تتقبل أن تتطرف بقبولها لما كان عليه سابقا ...! 

..........


ساد الهدوء والصمت المكان حول عمر ولكن ضجيج تفكيره ازداد بقوة وهو ينقل بصره بين أبيه الذي غرق في النوم وبين هاتفه الذي يضيء باتصالها .....أخذ نفس عميق وهو يسأل نفسه ماذا يفعل بتجاهل اتصالاتها ورسائلها ...هل بتلك الطريقه سيمحي ما فعله وكأنه لم يكن ....!

قام من مكانه واتجه الي خارج الغرفه بخطوات هادئه 

حتي لا يوقظ أباه ليبتعد بضع خطوات قبل أن يتصل بها 

وعلي الفور كان صوتها يجيش بتلك المشاعر التي تحملها له من اشتياق وقلق وعتاب لتبدأ مشاعره التي ظنها زهدت بها بالتحرك ما أن استمع صوتها 

: عمر انت كويس ؟

فقط تمتمه من بين شفتيها هي ما استمعت لها بينما غطي ضجيج أفكاره علي صوته الذي لم يخرج وهو يسأل نفسه ...ماذا يفعل الان ...؟!

غص حلق وسيله ولم تفهم سبب لاقتضابه في الحديث معها لاول مره بينما اعتادت بينهما حديث لا يتوقف 

ليشعر عمر بوخزه قويه من ضميره ولكنه حقا كان ضائع لا يعرف ما يفعله لذا ظن انه بإنهاء المكالمه سيحد من الأضرار التي خلفها لها 

: وسيله معلش أنا بس متضايق عشان بابا ..... هبقي اكلمك بعدين 

بقيت وسيله ممسكه بالهاتف بين يديها بعد ان انهي المكالمه وعيناها تتطلع الي الفراغ امامها والألف الاسئله تدور بعقلها وقبلها الآلاف الإشارات التي تخبرها بوجود شيء خاطيء عليها تفسيره ...فهل طبيعي

الا حتي يسألها عن حالها وينهي المكالمه ....

( خدي بالك من نفسك) جمله تستمع لها كل بضع ساعات من جدتها بينما لم ينطقها هو ولو مره ....! 

أهذا طبيعي ام إشارة عليها الإنتباه لها وعدم التغافل عنها ...! ليمر يوم وراء الاخر وكل يوم تزداد قوه الإشارة 

حتي أصبحت كالانذار لا تقبل التغافل ...! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

15 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. جميل جدا ♥️

    ردحذف
  2. جميله جدا تسلم ايديك كل الرجال اللي في الروايه عبارة عن دوا رفع ضغط

    ردحذف
  3. تحفة يارونا بجد عاشت ايدك يا قمر بس كدة وسيلة اتظلمت اوى وغرام عندى احساس مش هاتسكت على كدة

    ردحذف
  4. روعة تسلم ايديك 💕 💕 💕 💕

    ردحذف
  5. ي عيني غرام قطعت قلبي 🥺♥️ كفاية عليها كده ي رونا بالله 🥺♥️

    ردحذف
  6. فصل غاية في الروعة و الاهمية و به ستتغير مجرا الاحداث على ما اعتقد طبعا.. ابدعتي يا رونا ❤️

    ردحذف
  7. لازم انسان يكون ذكي مهما يعيش لفقر لازم ميذلش نفس لازم يكون ذكي لعام هذا لازم عقلك يخدم دائما باه تقدر تسير حيتك موش بعض كلمات تخدع انسان

    ردحذف
  8. البنت ملهاش غير شرفها

    ردحذف
  9. بالنسبة لشخصية وسيلة هي شخصية متعلقة بطفولتها لما امها و ابوها مع بعض اي قبل الطلاق لهذا هي متعلقة بعمر لانها تعرفه في تلك الفترة فهو يمثل لها الطمئنينة و الذكريات الاسرية الجميلة

    ردحذف
  10. غرام غلطت وأيهم مش بالساهل هيصدق كلامها

    ردحذف
  11. متشوقة حيحصل ايه في غرام

    ردحذف
  12. انا حبيت تطرفك لموضوع غرام ودخولك في التفاصيل انا كنت ضد ام غرام وتعاملها معاها بي حقيقي حسيت اني مكان غرام ورؤيتها لحالة امها وبتتعب قد ايه عشان توفر ليهم عيشه كويسه علي حساب صحتها ونفسها بارت فيه كميت مشاعر رهيبه تسلم الايادي ♥️

    ردحذف
  13. ايهم واطي اوي وعمرجبان جدا

    ردحذف
  14. وسيله فعلا تستاهل...

    ردحذف
  15. تسلم ايدك ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !