حكايه عمر الفصل الرابع والعشرون

18


 الفصل السابق

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

التفت الطبيب الي جميع تلك الوجوه القلقه والتي تجمعت بغرفه العروس ليقول بنبره مطمئنه تخللتها ابتسامه هادئه : متقلقوش يا جماعه ...زي عرايس كتير ضغطها وطي من التوتر واكيد نسيت تأكل اي حاجه من الصبح ....

دون بعض الفيتامينات في الروشته الخاصه به وتابع : دي شويه فيتامينات تاخدها بانتظام 

نظر إلي عمر الذي كانت عيناه متركزه علي وسيله التي كانت قد استعادت وعيها ولكن الوهن غلف ملامحها ليتابع الطبيب بقليل من المرح: وانت خد بالك منها ياعريس 

اوما عمر بلا تردد ليسلط نظراته مجددا علي وسيله ويتجنب النظر إلي امتثال التي مازالت عيناها تطلق الشهب كما كانت عيون أخيه الذي اختار جانب من الغرفه وبقي واقف به بصمت 

نظرت سندس الي الطبيب بقلق متسائله : يعني مفيش حاجه تانيه يادكتور 

اوما الطبيب قائلا : مفيش اي حاجه تقلق ....ترتاح بس نص ساعه وعادي تقدر تكمل الفرح 

ابتسم عمر ابتسامه هادئه لوسيله التي تطلعت إليه تري أنه الوحيد الذي ينظر إليها ويهتم بها بينما امتثال بالرغم من قلقها الاكيد علي حفيدتها إلا أن غضبها من عمر كان المسيطر علي ملامحها فلم تبدو كم كانت قلقه علي حفيدتها ....كان عمر قد حل ربطه عنقه وخلع سترته في خضم كل ماحدث ولكنه بكل الاحوال بقي وسيم يتطلع إليها بحنان أراد أن يكمله بأن يكون الجالس بجوارها والممسك بيدها بدلا من والدتها ....

اتجه ايهم مع الطبيب الي خارج الغرفه ليسود الصمت لحظات قليله قبل أن يخرج صوت امتثال الحازم وهي تقول بنبره أمره لطلعت : انزل يا طلعت بلغ الناس أن الفرح اتلغي عشان وسيله تعبانه 

التفت اليها طلعت باستنكار وبنفس اللحظه رفع عمر عيناه إليها باستهجان شديد بينما 

رمشت وسيله باهدابها لحظه قبل أن تفقد السيطرة علي دموعها التي سرعان ما لمعت بعيونها وانسابت بصمت علي وجنتيها بينما كان الامتعاض والرفض واضح علي ملامح سندس من هيمنه امتثال في وجودها 

وكان أول من نطق بالاعتراض عمر الذي قال بسخط واضح علي ملامحه : الدكتور قال انها كويسه ..!

التفتت له امتثال بحده ولكن قبل أن تنطق بشيء كان طلعت يدعم عمر بلا تفكير مترجم نظرات زوجته الغير راضيه عن تحكم امتثال في ابنتها ليتولي هو الدفاع : نلغي الفرح ازاي يا حاجه ...لا طبعا مينفعش 

هتفت امتثال بنبره قاطعه : اللي عندي قولته وكلامي هيمشي 

دخل ايهم مجددا الي الغرفه بتلك اللحظه التي قامت بها سندس من جوار ابنتها لتقف إمام امتثال هاتفه بانفعال : كلامك يمشي علي مين يا حاجه ...واضح انك نسيتي أن وسيله بنتي انا 

واجهتها امتثال بنظرات حانقه: بنتك تبقي حفيدتي وكلامي هيمشي عشان هو الصح 

تدخل عمر بغضب فشل في السيطرة عليه : صح في ايه ....هو تحكم وخلاص 

نظرت له امتثال بغضب : كلامي مش صح عشان مش علي هواك 

اشاحت بيدها بعنفوان وتابعت : انا بتكلم في الأصول والصح ولو انطبقت السما علي الأرض مش هتتجوزها ولا الفرح ده هيتم 

امسك ايهم بذراع عمر يحاول أن يوقفه عن الاندفاع قائلا بخفوت : اهدي ياعمر 

التفت عمر إليه هاتفا باحتدام : اهدي ايه .... بتقولي الغي الفرح !

نظر له ايهم نظره تخبره أن المراه معها حق ولكنه لم يتحدث وهنا عاد طلعت ليتولي الحديث بهدوء : ياحاجه 

اللي بتقوليه ده ...الأمور متتاخدش كده ابدا 

هتفت امتثال بعصبيه : امال تتاخد ازاي ....قولت مفيش جواز 

هنا هتفت سندس بانفعال : وانتي تقولي ليه ...فين رأيي ورأي صاحبه الشأن 

احتقنت ملامح امتثال وهمت بالرد ولكن طلعت تدخل بانتقاد ؛ ياحاجه انتي عاوزة الناس تتكلم علي وسيله ....ازاي نلغي الفرح 

نظرت سندس الي امتثال باحتقان لتواجهها امتثال بالمثل ولكن طلعت تدخل بينما يشير إلي وسيله ويقول برفق : بصي عليها يا حاجه ....مش صعبان عليكي كسره فرحتها في يوم زي ده ... دموعها هانت عليكي 

رفع سيف عيناه ببطء ينظر الي تلك الفتاه التي اكتفت بدموعها الصامته والتي كان وقعها أشد قهرا من اي حديث ليدير عيناه وينظر الي أخيه الذي لا يريد شيء إلا تسديد صفعه قويه له علي مافعله ليهز رأسه باستنكار يتساءل كيف بإمكانه أن يكون بتلك الانانيه وتفضيل الذات وبنفس الوقت يرسم أنه الضحيه بينما هو الجاني ولا احد سواه ....ابعد عمر عيناه عن نظرات أخيه المشتعله بالغضب ما أن لاحظ نظراته له ليعود بنظره تجاه وسيله وكذلك فعل سيف الذي أن كان صامت حتي الآن فهو من أجلها .....فهو أن تحدث سيكسر قلبها ويدمر سعادتها الان وان صمت فهو متأكد أن أخيه من سيكسر قلبها ويدمر سعادتها بعد ذلك !

نظرت امتثال الي حفيدتها بحنان جارف وقلب متمزق تبعته برجاء أن تستمع الي صوت العقل بينما تقول باحتدام : تعيط دلوقتي احسن ما تعيط بعدين ..!

انا عاوزة مصلحتها وجوازه بالطريقه دي مش هيجي من وراها خير 

نظر لها عمر باستنكار وهتف باندفاع بينما ضغطت كلماتها علي نزعته لذاته والتي ترفض أي تقليل منها : قريتي المستقبل وحكمتي يا حاجه .....ايه اللي مخليكي متاكده اوي كده 

ايه شيفاني قتال قتله ولا حرامي ولا عيل صايع ....انا عمر السيوفي ابن عاصم السيوفي مش عيل جاي من الشارع اخد بنت عشان اعذبها 

نظر لها وتابع بانفعال شديد : اسم ابويا لوحده كفايه حتي من غير وجوده .... ازداد غضبت ليمسح علي وجهه ويتابع بانفعال أشد  : انا لولا وسيله مكنتش هقف لحظه واحده واستني اسمع كلامك عن اني مش جدير بيها وكأني عيل صغير بتقوليله روح يا بابا هات ابوك معاك .....لا ياحاجه انا راجل ...راجل دخلت من الباب وطلبتها واهلها وافقوا 

التفت الي سندس وطلعت وختم كلماته بقله لياقه : واعتقد بعد موافقه أهلها مفيش كلام يتقال ! 

لا تهتم ولا تسمع بالرغم من اجابه عمر البليغه ظاهريا والتي تؤثر بشخصيه كطلعت أو تجعل امرأه كسندس تتشبث برأيها أمام استبداد راي حماتها السابقه ولكن بالنسبه لامتثال لم يتغير شيء  

تابع سيف تلك المحاضره الرنانه والتي يحفظها عن ظهر قلب من أخيه ذو الأنا العاليه والتي يزيد من اصداءها بارفاق اسم أبيه.   ... أبيه الذي دون ادني خجل يتغني باسمه وهو بالفعل قد لغي وجوده واقدم علي الزواج بدونه وبلا ذره خجل يعطي للمرأه محاضره لأنها تتحدث بالعقل والأصول والمنطق ...!

لا يستغرب ابدا أخيه فهو وصل الحدود القصوي في غايته بتلك الفتاه وكالعادة لن يتراجع دون تحقيق غايته 

نظرت امتثال الي سندس بعتاب : ايه رايك في كلامه يا سندس ....مش حاسه انك غلطتي لما وافقتي 

هزت سندس راسها وقالت بعناد وهي تتجه لتجلس بجوار ابنتها التي لا تتوقف عن البكاء الصامت : لا ياحاجه مش حاسه بأي حاجه الا بنتي 

اندفعت امتثال بغضب : بنتك انا اللي ربيتها 

نظرت لها سندس بغضب مماثل وهتفت بها : بعد ما ابنك اخدها مني ! 

تابعت امتثال الحرب في تحسين صورة ابنها : وهو انتي كنتي مسكتي فيها ولا ماصدقتي واتجوزتي وروحتي تربي بنات غيرك 

أغمضت وسيله عيناها تعتصرها من فرط البكاء بينما الجميع يحاربون تحت عنوان مصلحتها ولكن أحدهم لم يلتفت إليها لتجد عمر يتجه ناحيتها ويهتف بعصبيه يوقفهم عن حرب ليس وقتها بينما تمزق قلبه لرؤيه دموعها وكل منهم يشيد بدوره في حياتها بمعايره أمام الجميع  : كفاااايه بقي 

نظر إلي وسيله برفق شديد ومد يداه يكفف دموعها بيده لتفتح وسيله عيناها وتنظر له فتلقي نظراته لها حنان شديد وهو يقول برفق : متعيطيش ....اهدي وكفايه عياط 

نظرت وسيله له وازدادت دموعها انهمارا ليقول بعتاب : وسيله عشان خاطري كفايه عياط 

وكالعادة بارع في الانفصال عن كل ما حوله ليحدثها وحدها هي دون الالتفات لأحد : انا مش عاوز دي تكون ذكرياتنا عن يوم فرحنا .... بطلي عياط وبصي ليا 

نظرت له ولكنها لم تستطيع التوقف عن البكاء 

ليسألها عمر وهو ينظر لعيونها : انا مش فارق معايا اي حاجه من اللي حصلت ...انتي وبس اللي فارقه معايا 

داعب قلبها بنظراته التي كانت لطفل صغير وهو يناجيها : لو قولتي موافقه هقف قدام الكل واتجوزك غصب عن اي حد ....! 

نظر ايهم بطرف عيناه تجاه كل واحد بالغرفه يحاول تقييم الموقف الذي لا يدري كيف سينتهي بعد ما نطق به عمر 

بينما ركز سيف نظراته علي أخيه وللحظه توقفت سياط غضبه عن سلخه وهو يري حنانه مع تلك الفتاه .....تلك الفتاه التي ربما تكون المنشوده لإصلاحه ولكنه أفسد كل شيء في طريقه إليها ...! 

ماذا لو انتظر قليلا ...ماذا لو تراجع عن عناده وتحديه وتزوجها بعلم أبيه ....؟!

اسئله كثيرة دارت بعقله وهو يتابع اخيه بنظراته وهو ينظر إلي الفتاه بتلك النظرات ...تلك النظرات التي يعرفها جيدا ويتمنى لو تعرفها وسيله هي الأخري .....فهي وصلت إلي نقطه لم يصل إليها أحد سواها وما عليها إلا أن تتوقف عن السير خلفه وتاخذه ليسير هو خلفها بالطريق الصحيح ....كلمه واحده منها ستغير الكثير

كلمه تخبره بها أن كل شيء لايسير وفقا لإرادته وحده ....هناك آخرين حولنا وليس العالم هو وحده ...!

نظر لها سيف يريد منها أن تتشجع وتتجاوز خوفها من فقدانه وتنطق بالصواب

نعم لو فكرت للحظه ستدرك أنها الخطوة الصحيحه التي عليها اخدها..... سيثور ويغضب وتظن أنها فقدته بينما هو متاكد أنه سيعود إليها وستحتفظ به للابد ...!

تتحمل تلك اللحظه وبعدها ستفوز به ...!

تأرجحت نظرات الجميع ما بين وسيله التي تمزق نظراتها المشتته القلوب وهي تقف بهذا الموقف ....تنظر الي جدتها التي لا تستطيع وضعها بهذا الموقف ثم تنظر إلي عمر الذي يصعب عليها أن تخذله بعد كلماته وتمسكه بها بتلك الطريقه التي لم يكن لديها أي وقت لتفسير عميق لدوافعها ولا لوم عليها في هذا فهي تري رجل متمسك بها ....!

نظرت إلي والدتها التي تاهبت نظراتها تجاه امتثال التي بدأت تحصد نظرات الاستنكار من الجميع ولوهله ظنت أنها الجانيه علي سعاده حفيدتها قبل أن تنفض تلك الفكره وتصدق ثوابتها بأنها بالفعل تحمي حفيدتها وليس لها أي مصلحه أخري ...!

نظر ايهم الي عمر الذي يعرفه عن ظهر قلب حتي كاد يري جذوة اشتعال غضبه بداخله والتي تتأهب الانطلاق في أحدي طريقين ....أن اختارت الرفض ستحصد ثورة عارمة وسيحرق عمر الاخضر واليابس ويراها خذلته وتتجلي بداخله عقده الضحيه والتي ستدفعه لتصرفات هوجائيه ....وان اختارت القبول ستنطلق شراره غضبه أمام كل من يقف في وجهه رافض قبولها له...!

كان طلعت الاهدء بينهم ليرحم وسيله من تلك الحيرة بعيونها وهو يقول : يا جماعه الموضوع مش حرب

اتجه الي عمر ليمسك ذراعه برفق يوقفه قائلا : ياعمر يااابني قبل اي حاجه ...اعتذر للحاجه عن كلامك 

نظر له عمر باستنكار لينظر له طلعت بطرف عيناه راجيا أن يسير خلف كلماته : احنا مقدرين انك متمسك بيها وأنه صعب عليك كل ده يحصل يوم فرحكم بس برضه الحاجه خايفه علي وسيله ...مهما كان حفيدتها ...

نظر إلي الجميع وتابع بهدوء وعقلانيه من وجهه نظره : احنا نهدي كلنا ونقري الفاتحه الاول 

ساد الهدوء الغرفه ليجذب عمر من ذراعه برفق ويتحرك بخطواته به تجاه ايهم ويهمس بصوت خفيض للغايه لايهم : خليه يهدي وانا هحل الموضوع 

استجاب ايهم ليوقف عمر بجواره ويهمس له : كفايه يا عمر واهدي 

بعنفوان هتف عمر من بين أسنانه : هخطفها لو فضلت الست دي رافضه

اتسعت عيون ايهم ليهتف به بهمس : اعقل ياعمر 

هز عمر ولمعت في عيناه نظرات التحدي وهو يهز رأسه : واعقل ليه !

همس له ايهم وهو يوكزه بجنبه : تعقل عشان البنت اللي  حالتها زي الزفت قدامك 

استدار ليقف أمامه ويتابع بنفس الهمس : ازاي ياعمر تعمل فيها كده ..... انت مستوعب انك بتوقفها قدامك انت و أهلها  

هز راسها واشاح بعيناه بامتعاض متمتم من بين أسنانه : بجد حرام عليك ..!

رفع عمر عيناه تجاه وسيله التي لم تجد إلا الصمت فلا تستطيع لا اختياره ولا اختيار جدتها وهاهو طلعت يكمل دوره بينما يقول بصوت عالي وهو يمسح علي وجهه بكلتا يديه وهو ينهي قراءه الفاتحه : ولا الضالين امييين 

التفت إليهم وقال بعقلانيه : يا حاجه امتثال كلنا عاوزين مصلحه وسيله ...نظر إلي عمر وتابع   : وكمان مصلحه عمر ....زي ما هي بنتنا عمر ابننا والراجل عداه العيب ودخل البيت من بابه 

نظر إلي زوجته وتابع بدفاع : ومحدش فينا قصر ...سألناه عن عيلته والراجل قال أهله مسافرين واحتمال سفرهم يطول وهو مش عاوز ينتظر 

نظر إلي ايهم وسيف وتابع : والراجل جاب اخواته وده طبعا ينفي أي شك جواكي يا حاجه أنه بيتجوز من ورا أهله 

نظرت له امتثال بغضب ؛ ولما هو مش من ورا أهله هما فين 

كان عمر سيصيح بها بانفعال ولكن امساك ايهم بذراعه أوقفه ليرد طلعت بهدوء : قولنا مشغولين ياحاجه وهو ادري واحد بظروف أهله ....

هتفت امتثال بإصرار : مختلفناش ....نستني لما يرجعوا 

نظر لها طلعت بغيظ داخلي ولكنه استمر بهدوء مصمم علي ربح الجوله من أجل خاطر زوجته : خلاص ياحاجه الفرح اتعمل 

: يتلغي...!

نظر لها طلعت باستنكار : كده الموضوع عناد يا حاجه

والعناد مش هيحل حاجه 

قالت امتثال بثبات لم يتزحزح : اللي عندي قولته 

عقدت سندس حاجبيها وهتفت باحتدام : وانا امها وليا رأي ...الرأي مش رأيك لوحدك 

تدخل طلعت ليقول سريعا :  اهدي يا سندس ...انا مكملتش كلامي 

نظر له الجميع ليتابع بعقلانيه لإنقاذ الموقف :  

احنا هنمسك العصايه من النص ....نظر إلي امتثال وتابع :  بعد اذنك يا حاجه الفرح هيكمل ....هننزل ونكتب الكتاب التفت الي عمر وتابع : وبعد اذنك يا عمر هتستني شويه رجوع اهلك وبعدين نتمم الجواز 

.....ايه رايكم في الحل ده !

ساد الصمت لحظه بينما كان حل طلعت فيه القليل من العقلانية المناسبه للموقف لذا قبل أن يعترض أحد كان يلتفت الي سيف قائلا : انت محل أبوه وقدامي لو موافق انا هعتبر أبوه موجود وهكتب الكتاب 

ابتلع سيف لينظر له عمر برجاء الا يخذله ليجاهد سيف طويلا قبل أن  يهز رأسه ببطء وهو يقول : أبوه عايش وانا اخوه الكبير وواثق في اختياره 

ابتسم عمر له واتجه إليه يحتضنه ليجاهد سيف أن يخفي نظراته الممتعضه والرافضه لهذا الموقف الذي وضعه به أخيه .

لحظات بعدها تعالي صوت طلعت : حيث كده يبقي توكلنا علي الله ....اشار الي سندس وتابع : يلا ننزل احنا وهخلي صحاب العروسه يدخلوا يضبطوها 

اشار الي عمر وأيهم وسيف : يلا يا عريس ننزل 

اوما عمر والتفت الي سيلا بابتسامه واسعه وغمزة شقيه لينزل الي الأسفل ويجلس علي طاوله عقد القران بصدر منفوخ عكس سيف الذي امتلئت نظراته خزي وهو يشارك في مهزله كتلك 

............

....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظرت زينه إلي عاصم بملامح كللتها الفرحه بينما سمح له الطبيب بأن يتحرك في حدود الغرفه : هتبقي كويس يا حبيبي 

حاول ألا يستند إليها أكثر حتي لا يثقل عليها ليعود الي فراشه بعد بضع خطوات قائلة : كفايه كده يا زينه 

نظرت له باستفهام : تعبت يا عاصم 

هز رأسه بينما فهمت أنه لا يريد لها أن تتعب : لا ....شويه وهقوم امشي لوحدي 

هزت راسها برفض : هسندك واسمع كلام الدكتور ....يلا قوم يا حبيبي 

أسرعت جوري الي جوار عاصم من الجهه الأخري قائله : يلا يا بابي أسند عليا 

قبل أن يقوم عاصم كان الطبيب الشاب يدخل إليهم بابتسامته الهادئه : اخبار صحتك ايه ياعاصم بيه 

قال عاصم وهو يهز رأسه : احسن الحمد لله

قالت جوري بابتسامه هادئه : مرسي يا دكتور ...بابي اتحسن كتير اوي بفضلك 

قبل أن تتم باقي جملتها كانت ابتسامتها تتلاشي بينما كان من سوء حظها دخول مراد بتلك اللحظه وسرعان ما كانت ملامح وجهه تحتقن بالاحمرار ما أن رأي الطبيب وسمع شكر زوجته له ....

حاول الحفاظ علي هدوءه بينما نظر له عاصم بطرف عيناه بابتسامه شامته قليلا ليتقدم منه قائلا : عامل ايه النهارده يا عمي 

قال عاصم وهو يهز رأسه : احسن الحمد لله

نظر عاصم للطبيب الذي كان يقرء بعض التقارير الخاصه بحالته قائلا : هنغير بعض الادويه وهنستمر في الحركه في حدود الغرفه كل ساعه خمس دقائق 

اوما عاصم قائلا : متشكر يا دكتور 

خرج الطبيب ليزم مراد شفتيه وينظر الي جوري باحتدام وهو يهمس لها من بين أسنانه : انا مش قولتلك متتكلميش معاه 

نظرت له جوري بصمت بينما لم تريد لفت نظر ابيها والذي بالفعل كان يتطلع إليهم ....بقي مراد قليلا وبعدها انصرف بغضب أشد 

ما أن غادر مراد حتي نظر عاصم الي جوري قائلا باستفهام : مردتيش عليه ليه ؟!

عقدت جوري حاجبيها بعدم فهم : مين يا بابي 

قال عاصم بلا تفكير : مراد ....ليه سكتتي

هزت كتفها ولم تجد رد ليشير لها عاصم أن تأتي الي جواره بينما يرتب حديثه بعد تفكير ورؤيه متمعنه في ما يحدث بين ابنته وزوجها 

: جوجو السكوت مش دايما احسن حل ....هز رأسه وتابع : مينفعش تعيشي مع واحد خايفه تفكري تقولي ايه ولا تعملي ايه معاه ومينفعش برضه تعيشي خايفه تتكلمي أو تاخدي موقف عشان رد فعل اللي حواليكي

اوما وتابع : عارف انك سكتتي عشاني بس انا مش حته ازاز هتكسر لو عرفت انك متخاقنه مع جوزك ...لا يا حبيبتي 

تدخلت زينه بنظره اعجاب لحديث زوجها العقلاني : بابي عنده حق ياجوري ....مراد غلطان عشان انتي قبله شجعتيه علي الغلط بسكوتك ...اه يا حبيتي حافظي علي بيتك واختاري وقت مناسب تتكلموا فيه ولو في خناقه بينكم قدرتي تكوني الاهدي ده مش عيب ولا غلط بس ميكونش ده رد فعلك علي طول 

تابع عاصم حديث زوجته : سكوتك مره هيكون مستفز له اكتر من كلامك ...ومره تانيه هيكون سبب في أنه يمشي كلامه عليكي وكأنه أمر وهتضطري توافقي طالما ما اعترضتيش ...!

.............

....

تحمل سيف بصعوبه تلك الساعه التي مرت علي الجميع وكل منهم بمشاعر مختلفه وفي النهايه انقضت ولم يحتمل سيف البقاء أكثر لينسحب بخطوات حانقه لفتت نظر طلعت الذي كان يصافح عمر ويبارك له 

: الف مبروك يا عمر 

احتضنه عمر بامتنان : الله يبارك في حضرتك ...متشكر 

مال عمر يقبل جبين وسيله قائلا بهمس لطيف : مبروك يا حبيتي 

ابتسمت له بخجل بينما كانت عيناها ما تزال متورمه من البكاء : الله يبارك فيك 

اغلق باب السيارة لتنطلق بها بينما وقف يلوح لها لحظه قبل أن يستدير ويسرع خلف أخيه الذي كان ايهم يحاول إيقافه 

: سيف استني 

صاح به سيف بغضب : استني ايه ....لسه فاضل ايه يخليني استني !؟

امسك ايهم بذراعه يوقفه : اهدي ياسيف 

هتف سيف وهو يبعد يد ايهم عن ذراعه : ابعد ايدك 

نظر له ايهم بحده ليتابع سيف بانفعال وهو ينظر إلي عمر بغضب  : تلاقي انت اللي مشجعه علي المهزله دي

نظر ايهم الي عمر الذي قال : ايهم مالوش دعوه 

قال ايهم بضيق : متبررش يا عمر ....نظر إلي سيف وتابع بحنق : انا زيك واكتر منك مش عاجبني اللي عمله عمر بس خلاص اللي حصل حصل 

صاح سيف بانفعال : اللي حصل حصل دي اعمل بيها ايه ....التفت الي أخيه وضاح بانفجار : اييييه هتفضل لغايه امتي مستهتر ومش مسؤول عن تصرفاتك .....مين هيلم وراك مصيبتك المره دي ...ابوك اللي لغيته من حياتك 

احتقن وجهه عمر ليتدخل ايهم :  سيف مالوش لازمه كلامك قولنا خلاص اللي حصل حصل 

نظر له سيف باستخفاف ثم التفت الي أخيه وقال ساخرا : طالما اللي حصل حصل. ...مستني  مني اعمل ايه ...اقولك مبروك 

انتفخ وجه عمر بالغضب ليصيح سيف بغضب شديد وهو يركل سيارته يفرغ بها جزء من غضبه : انت ايييبه ياأخي.... 

انت مجنون بتعاند مين ؟! 

ازاي تتجرأ وتعمل كده ....ازاي تلغي ابوك وامك 

ابوك اللي مرمي في المستشفي بسببك 

انصدمت ملامح عمر ليردد بنبره لهيفه : بابا ...

انت بتقول ايه يا سيف ؟! 

نظر له سيف بغضب شديد هاتفا بتوبيخ : بقولك انك بارد ومعندكش دم واناني 

مش شايف غير نفسك 

تجاهل عمر كل ما يكيله له أخيه من نقد لاذع وكل ما ظل يردده بقلب تقافز بين ضلوعه : رد عليا ياسيف بابا ماله ...؟! ازاااي ...ازاي بابا يبقي تعبان ومحدش فيكم يقوله 

نظر له سيف بغضب شديد وانفجر به : وهو انت فكرت تسأل عليه ولا علي حد فينا 

نظر له بتأنيب وتابع : ماما كلمتك تقولك وكالعادة ولا حسيت ولا فرق معاك الا نفسك وبس ...

نظر له وأشار بيده بغضب : زي اللي حصل من شويه ...مكنش فارق معاك حد الا نفسك و البنت اللي قهرتها هتبقي ضحيه تانيه ترميها وراك ...

ركز نظراته عليه وتابع بسخط : وفي يوم من الايام هفكرك بكلامي ده ...! 

واجهه عمر كلمات أخيه بصمت بينما كان حرفيا لأول مره كمن تلقي صفعه قاسيه تنتشله من حقيقه حبه لذاته المجرده بينما تكالبت أمامه تلك الحقيقه مع كل تلك الأحداث .... لم يكن صمته برود كما اعتاد منه الجميع ...بل كان بدايه وقفه مع النفس لم يحن وقتها ولكنها بدأت تلوح في الأفق 

نظر سيف الي صمت أخيه وهز رأسه بحنق وتابع وهو يلوح بكلتا يداه : انا بقول ايه ولا ببرر ايه ولمين ....نظر له باحتدام وتابع : انت زي ما انت عمرك ما هتتغير وانا اللي غلطان اني فكرت فيك وجيت زي الاعمي وراك وسبت مراتي تعبانه 


.........

....

استجمعت غرام نفسها وهي تتظاهر بالقلق أمام عزه التي كانت تتحرك ذهابا وإيابا وكل لحظه تنظر في ساعتها 

بطرف عيناها تطلعت غرام الي الساعه التي قاربت الرابعه عصرا لتطمئن نفسها أنه قد مضت قرابه الساعه علي ذهاب سهير لذا بدأت تطمئن 

التفتت عزه الي غرام قائله : اتصلي بيها كده يا غرام 

أومات غرام وامسكت هاتفها ليتعالي رنينه بلا اجابه 

حاولت مره اخري الاتصال لتقول بعدها بهدوء : تلاقيها مش سامعه التليفون ....شويه وهتيجي 

نظرت عزه في ساعتها وهزت راسها قائله : شويه ايه ...الراجل علي وصول 

هزت غرام كتفها وقالت ببرود : يستني شويه مش هيجري حاجه 

نظرت لها عزه بحده لتقول غرام باستدراك متظاهره بالقلق : قصدي يعني قوليله أن البنت في الكوافير ومامتها راحت تجيبها

زفرت عزه بحنق وهي تلوم نفسها انها سمحت لسهير بالمغادرة قبل ساعه بحجه إحضار ابنتها والتي تحججت أيضا بأنها منذ الصباح في صالون التجميل تستعد 

طرقت عزه باصابعها علي ساقها وهي لا تبارح النظر إلي الساعه بينما مع مرور ساعه أخري كانت قد بدأت تشك بوجود خطب ما .....لتسأل نفسها هل خدعتها المراه وأخذت المال وهربت ...! 

............

....

نظر نديم الي ريم لحظه قبل أن يرفع رأسه ويضيق عيناه ناظرا إليها : يعني ايه ؟!

قالت ريم بثبات : يعني موافقه يا نديم ادي حياتنا فرصه مع بعض بس بشرط

اوما لها قائلا بهدوء : سامعك 

نظرت له قائله :  توعدني اننا لو مرتحناش مع بعض ننفصل بهدوء ومن غير مشاكل 

مرر نديم يده علي وجهه ونظر لها مطولا بينما يتساءلىمن اين له الهدوء بعد ما اعترفت له انها كادت تهرب !

نظرت ريم الي صمته بصمت هي الأخري بينما تلك المره هي واثقه من خطوتها ....نعم ستبدا حياه جديده وتعطي حياتهما معا فرصه ولكنها لم تكذب تلك المره وتخدعه بشيء لا تشعر به بل أخبرته بحقيقه مشاعرها وأنها لم تنسي ما فعله ..!

تنهد نديم ونظر الي وجهها وهز رأسه : ماشي يا ريم موافق 

.............

...

بكمد وعيون لم تفارقها الدموع كانت زينب تسند راسها الي النافذه وعيناها لا تفارق النظر الي الشارع وقلبها الملكوم يردد : ياتري روحتي فين يا بنتي ؟!

لم تتوقف لحظه عن التساؤل عن ابنتها وحالها .... قلبها ينتفض قلقا عليها وينقبض حزنا منها وعليها ...صكت وجهها عشرات المرات وهي تتساءل في ماذا قصرت لتكون تلك عاقبتها ....حتي وان أخطأت في حق ابنتها فهل تخطيء ابنتها في حق نفسها بتلك الطريقه ..؟!

اهه حاره انبثقت من صدرها كما سالت دموعها الحارقه علي وجنتيها وهي تنطق اسمها بوجع وقهر : يا تري روحتي فين ياغرام ....روحتي فين يا بنتي ! 

.............

....

خفضت وسيله عيناها وهي تتطلع الي جدتها ما أن دخلوا الي المنزل لتفرك يدها وهي تقول بتعلثم : تيته!

قالت امتثال دون أن تنظر إليها : ادخلي اوضتك ارتاحي يا وسيله انتي تعبانه 

هزت وسيله راسها واتجهت إليها قائله : تيته انا اسفه لو زعلتك ....التفتت لها امتثال بعتاب تقاطعها : انا عمري ما ازعل منك ولو هزعل في يوم هيكون عشانك مش منك 

هزت راسها وتابعت بحنان : انتي حفيدتي الغاليه وسعادتك هي الحاجه اللي بتمناها وعشان كده عملت كل ده 

غلبت وسيله العبرات لتضمها امتثال إليها وتقول برفق شديد بعد كل ما نالها اليوم : كفايه عياط يا حبيتي ...ادخلي ارتاحي ومتفكريش في حاجه 

نظرت لها وتابعت بحنان : اول ما ارجع من السفر انا هكلم اهل عمر وافهم كل حاجه 

نظرت وسيله لها لتهز امتثال راسها : انا جنبك ولو سعادتك معاه يبقي يستاهل اني اديله فرصه بس نكمل صح طالما البدايه كانت كده 

أومات وسيله لتحتضن جدتها بامتنان : ربنا يخليكي ليا يا تيته 

ربتت امتثال علي كتفها لتقول وسيله : انا هغير هدومي عشان اوصلك المطار 

هزت امتثال راسها : لا ادخلي ارتاحي لسه بدري علي ميعاد الطيارة ووقتها هاخد تاكسي 

........

....

همست غرام بينما تحاول السيطرة علي دقات قلبها : كويس اوي ....الساعه كام 

قال الرجل : بكرة الساعه سته 

أومات غرام قائله : هكون في الميعاد يا حاج شكرا 

كاد الهاتف يسقط من يدها وهي تغلق حينما استمعت لصوت رنين جرس الباب ....اتجهت للخارج علي أطراف أصابعها لتستمع لترحيب غرام بهذا الاشيب الذي كادت تلقي له بتلك الصغيرة لتنظر إليهم باشمئزاز وتدخل الي غرفتها ولكن سرعان ما كانت عزه تلحق بها 

: غرام ...الحقيني الراجل وصل والبت لسه مجتش

نظرت غرام الي قلقها بتشفي ولكنها اخفته ببراعه وهي تسألها : طيب وبعدين هتعملي ايه ....اكلمها 

هزت عزه راسها بحنق: قفلت التليفون 

اتسعت عيون غرام بصدمه مزيفه : ايه ؟!

صكت عزه اسنانها بقهر وهي تبث شكوكها الي غرام : شكلي اتنصب عليا ياغرام ....ام البت اخدت المهر وهربت  ...!

..............

.....

لم يتوقف عمر لحظه بل سرعان ماكان يجهز حقيبته ويتصل ليحجز تذكره سفر الي أبيه و بالرغم من أنه لايتوقف عن الحركه إلا أنه شعر بأن الوقت ثقيل للغايه لا يمر .....أوقف ايهم سيارته أمام المطار  والتفت الي عمر قائلا : ابقي طمني ياعمر 

اوما عمر ونزل وهو يسحب حقيبته من الخلف ويدخل الي المطار .....!

عقدت وسيله حاجبيها بينما وقفت برفقه جدتها تودعها  لتتفاجيء بعمر يمر من الجانب الآخر .....

.........

............

هز عبد الله رأسه قائلا : انتي عارفه ياست زينب أني مقاطعها ....فيفي هي اللي كل وقت والتاني تسال عليا 

تنهد وتابع : بس سافرت بقالها كام يوم 

أومات زينب بانكسار : شكرا يا استاذ عبدالله 

قال الرجل سريعا يوقفها : لو عاوزة العنوان ضروري انا اعرف اجيبه ليكي 

قالت زينب بلهفه : يبقي كتر خيرك 

...........

...

عقد عمر حاجبيه بدهشه : وسيله ...!

كلاهما سال الاخر : بتعملي ايه هنا .....عمر انت مسافر 

قال عمر وهو يهز رأسه بينما لاول مره تري تلك الملامح القلقه علي وجهه : بابا تعبان ولازم اسافر اطمن عليه 

نداء طائرته لم يسمح له بقول المزيد لتختطف قلبه بتلك النظره التي نظرت له بها بينما تقول بصوت متحشرج بالدموع : خلي بالك من نفسك ياعمر ...طمني عليك 

اوما عمر ولوح لها ليسير تجاه البوابه وعيناها معلقه عليه  ...! 

..........

....

بقلق استقبلت تينا سيف : ايه ياسيف طمني ماله عمر ؟

رفض مجرد سماع اسمه ليتجاهل سؤالها ويقول بحنان وهو يحيط كتفها بذراعه ويأخذها لغرفتهم : طمنيني انتي عامله ايه دلوقتي 

ابتسمت له برقه قائله : احسن الحمد لله ياحبيبي 

خلع سترته والقاها علي الاريكه متنهدا بضيق وهو يحل ربطه عنقه لتكرر تينا سؤالها بقلق اكبر : سيف في ايه ...ماله عمر ؟

هتف سيف بحنق من بين أسنانه : انا مش طايق اسمع اسمه 

نظرت له تينا باستفهام لتتركه يهدا قليلا بعدها بدأ يخبرها بما حدث لتتسع عيناها بصدمه وهي تهتف بعدم تصديق : مستحيل يا سيف ....عمر اتجوز !

مين دي اللي اتجوزها يا سيف ؟!

التفت لها سيف بانفعال : بنت حظها الاسود وقعها في طريقه 

زم شفتيه بحنق وتابع بهياج شديد :  مش مهم مين ...المهم ازاي يتجرأ بعمل كده 

تنفس سيف بغضب شديد وهو يتحرك امامها ذهابا وإيابا بينما يهتف وهو نفسه مازال لا يستوعب : خطي كل الحدود ..... ليييه يعمل كده ؟!

ازاي اصلا يلغي بابا بالطريقه دي 

فرك وجهه بعصبيه لتقوم تينا من مكانها وتتجه لتمسك بذراعه تحاول تهدئته : اهدي طيب يا سيف 

نظر لها بانفعال : اهدي ازاي ...انتي متخيله لما بابا ولا ماما يعرفوا حاجه زي دي هيجري ليهم ايه 

عاد ليتحرك بعصبيه وهو يتابع بضيق شديد : انا مش عارف ازاي شاركت معاه في حاجه زي دي 

التفت لها وتابع بضيق من قله حيلته : بس كنت اعمل ايه ....غصب عني مقدرتش اخزله ...وقفته قدام الناس كانت صعبه عليا ومقدرتش مقفش جنبه .....عض علي شفتيه بغضب شديد وتابع وهو يكور قبضته : ليييه ياعمر ....لييييه تعمل كده !!

.........

...

لم يفكر في شيء إلا الركض خلف شعوره الخانق بالقلق علي أبيه والنابع من شعوره المقيت بالتأنيب لذاته وهو يفكر أن أبيه كان طوال تلك الفتره مريض وهو لا يعلم ....!

شعور مقيت بتأنيب الذات وهو يتذكر نظرات وسيله له بينما حتي لم يفكر بها لحظه ولولا صدفه لقاءهم لما كان ودعها ليتفاجيء بحقيقة انه حقا لم يفكر بها وليس وكأنه كان يقاتل قبل عده ساعات للزواج بها وكأن روحه ستفارقه إن لم تكن له بتلك اللحظه وهاهو ما أن نالها نساها بالأساس ...!

حقيقه مرعبه ...نعم ولكنه كالعاده لم يواجهها بل تجاهلها وركز شعوره علي أبيه الذي هرع فورا اليه بالمشفي ما أن وصلت طائرته  ..!

....

........


ارتسمت المفاجأه علي وجه زينه التي كانت أول من نظر إلي باب الغرفه الذي انفتح : عمر 

اثر ما نطقته كان عاصم وجوري يتطلعون بعدم تصديق لعمر الذي وقف لدي باب الغرفه واااه من تلك الغصه القويه التي راودت حلقه ماان رأي ذلك المشهد بينما عاصم يستند الي كتف جوري وزينه وهو يحاول التحرك لتغلف المرارة حلقه وهو يري أباه بتلك الهيئه التي لم يعتادها وعلي الفور كان قلبه ينسي كل شيء ويدق بالحنين والاشتياق وكعاده طبعه المرح الغالب عليه كان يندفع إليهم قائلا : اوعوا كده ....محدش هيسند عاصم باشا غيري 

سرعان ما انحني ليضع ذراع عاصم حول كتفه يسنده لينساق عاصم الي ذراعه بينما مازال بمفاجأته واااه من مفاجاه لرؤيه صغيره بعد كل ذلك الوقت ! 

ليطيل النظر إلي وجهه وهو مازال مستند إليه بينما عجزت ساقه عن الحركه وبقي يتطلع الي ابنه بعيون امتزج فيها العتاب مع الحنين والاشتياق البالغ ليشعر عمر بذراع أبيه تزداد حوله ليقربه إليه وسريعا ما يدفنه بحضنه هامسا بعتاب : كل ده متسألش عن ابوك ياعمر 

وقفت زينه وجوري يتابعون المشهد بعيون لمعت بها العبرات التي عرفت الطريق لعيون عمر الذي دفن وجهه في صدر أبيه يخفي دموعه ولكن عاصم شعر بارتجافه جسده ليضمه إليه أكثر ويحرك يداه بحنان علي ظهره وهو يهمس : وحشتني ياعمر ....وحشتني اوي 

تحشرج صوت عمر وهو يبادل أبيه حراره عناقه: وانت يابابا وحشتني اوي ...انا اسف 

لحظات طويله تركت زينه مشاعرها المشتاقه الي ابنها دون ارتواء مفضله أن يكون عاصم هو المرتوي الاول ....

لم يدع عمر الحزن يطرق إليهم بينما غامت عيون الجميع بالعتاب والدموع ليقول بمرح لعاصم وهو يرفع رأسه من فوق صدره  : ايه ياعاصم باشا ...احنا اتفقنا اجيبلك جلطه ....متفقناش علي السكر ده خالص 

بالطبع دون إرادتهم افلتت الضحكه منهم جميعا لتقول جوري وهي توكزه بكتفه : رخم اوي ...

كطفل صغير أخرج لها عمر لسانه : ولما انا رخم ضحكتي ليه 

نظرت له بغيظ طفولي  : عليك ياجاهل بابي عنده مقاومه انسولين مش سكر  

بمرح التفت الي عاصم الذي مازال يستند الي كتفه قائلا : بتقاوم الأنسولين ليه يا سيوفي ....ده الأنسولين جميل 

ضحك الجميع وهم يهزون رأسهم بينما كان هذا هو عمر ...عنوان لضحكه تدخل القلب بلا استئذان وحزن يطغي علي الروح أيضا بلا استئذان 

...........

....

تراجعت غرام للخلف بخوف حينما تعالت تلك الأصوات والتي تبعها تحذير ووعيد : بكرة البنت تكون عندي احسنلك يا عزه 

انتفضت علي صوت انغلاق الباب بتلك القوه لتتراجع مكانها سريعا وتفضل البقاء بعيدا عن عزه وهي تدعو الا تكتشف أن لها يد بهذا الأمر ...انتفضت غرام مجددا مكانها علي صوت رنين جرس الباب لتتسع عيناها بصدمه وهي تسمع صوت عزه تهتف : فيفي !

طلت من خلف الباب وأسرعت تختفي في الممر وهي تتأكد مما سمعته ...هل عادت فيفي 

وكان هذا سؤال عزه التي قالت بعيون مصدومه وهي تري هيئه ابنتها التي كست وجهها تلك الجروح والكدمات  : فيفي ايه اللي حصل ؟!

هزت فيفي راسها ببكاء لحظه قبل أن ترتمي في حضن عزه : ضربني وحبسني .....أشارت الي جسدها وتابعت بقهر : حرقني وعذبني ....

بكت وتابعت بكلمات مشتته تحكي لوالدتها عما أصابها تلك الأيام العصيبه: كان الزباله عاوزني اروح لواحد صاحبه ولما رفضت وقولت له ازاي يعمل كده في مراته قالب أنه طلقني وقطع ورقه الجواز ...حبسني وضربني واغتصبني ....اسبوع مشفتش فيه طعم النوم ولا الراحه لغايه ما عرفت اهرب منه 

أشارت إلي والدتها وهي تبكي بقهر : معرفتش اخد حاجه معايا الا الباسبور وتمن التذكرة 

عادت ترتمي في حضن امها تبكي بمراره شقت طريقها عبر حلق غرام وهي تتخيل المأساه التي عاشتها تلك الفتاه ...الم شديد اجتاح قلبها وسؤال واحد تردد في عقلها ...هل كانت الأموال تستحق ؟!

هل تعوض عن عيش تجربه كتلك ...؟!

قبل أن تجد اجابه لسؤالها كانت عزه تهتف بابنتها : ايه اللي بيحصل ده يا ربي ..... انتي يحصل فيكي كده وانا يتنصب عليا ؟! وياعالم الشيخ عوض هيعمل فيا ايه 

عقدت فيفي حاجبيها باستفهام : ايه اللي حصل ؟!

أخبرتها عزه بما حدث ليتحرك حدث غرام بخوف وسرعان ما تتجه لتجذب حقيبتها وتقف خلف الباب بتأهب 

: غرام فين ؟!

قالت عزه بدهشه : جوه ...ليه ؟!

قالت فيفي بفطنه : غرام عرفت كل حاجه ....اكيد ليها يد في اللي عملته ام البنت 

اتسعت عيون عزه وهبت من مكانها كالطلقه تتجه الي غرفه غرام ...!

أسرعت فيفي خلف والدتها لتتسمر مكانها وهي تري الغرفه خاويه بينما سريعا ما اتجهت عزه الي باب المطبخ الخلفي لتجده مفتوح علي مصراعيه ....

بأنفاس لاهثه واقدام راكضه أسرعت غرام تنزل الدرج ومنه تخرج من باب المنزل وهي تبتعد باقصي قوتها ....تركض وهي لا تدري الي اين ولكنها تتابع ركضها فهي تهرب من المجهول الي المجهول ...! 

...........

....


اخيرا لحظه من الصمت حظي عمر بها ربما من وقت طويل لم يحظي بمثلها ليطول شروده وهو جالس أمام نافذه غرفه والده ليلا بينما أصر علي البقاء وحظه مع والده وترك والدته واخته يذهبون لينالون ليله من النوم براحه بعد كل ما مر عليهم 

ليجلس بعد نوم أبيه أمام النافذه و عيناه تتطلع الي الفراغ أمامه وعقله يعمل بلا توقف يحاول تفسير ذلك الشعور بداخله ..... شعور واضح صريح مقيت بالندم ...!

: عمر 

التفت الي صوت أبيه الذي فتح عيناه ولاحظ جلسه ابنه الواجمه

قام واتجه الي ابيه سريعا : بابا انت كويس 

اوما عاصم واعتدل جالسا وهو يشير إليه : مالك قاعد كده ليه ؟

هز عمر رأسه ولكن فضحته عيناه وهو ينظر بشتات لأول مره تجاه أبيه الذي يريد أن يعترف أمامه ويقر بذنبه ببرود أو لا مبالاه كما اعتاد ولكنه تلك المره استصعب فعلها ولا ي

عرف السبب كما لم يعرف السبب وهو يغلق هاتفه متجاهل رسائل واتصالات وسيله التي تريد الاطمئنان عليه بشعور بالنفور جديد عليه امتزج مع شعوره بالندم وهو ينظر إلي أبيه ...!

ليلوح سؤال من بين شتات تفكيره المبعثر ....هل ندم أنه تسرع بالزواج منها ؟! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

18 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. اقسم بالله عندو تشيزوفرينيا بس

    ردحذف
  2. رووووعة ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف
  3. البارت روعه تعيشي وتكتبي حبيبتي

    ردحذف
  4. بارت روعه تسلم ايدك ♥️♥️

    ردحذف
  5. عمر مش عارفه اوصفه بايه ايه كميه الانانيه ده ظلم وسيله جدا ومامتها اخدت الموضوع عند انتقام من ابوها الكل ظلمها وهي ظلمت نفسها بضعفها قدام عمر بارت روووووووووووعه بجد

    ردحذف
  6. وسيلة غبية انها وافقت وكدة البداية غلط....وغرام ربنا يستر عليها من عزة.....

    ردحذف
  7. عمر دمر وسيلة

    ردحذف
  8. بارت رائع الاحداث حلوة مشوقة
    برافو غرام شفيتي غليلي من عزة وفيفي

    ردحذف
  9. الاحداث جميله بجد بجد
    روعه

    ردحذف
  10. خايفه علي وسيلة ومشفقه علي عمر من نفسه .. غرام يارب تقدر ترد حقها ..برافو يا رونا تجسيدك وكتابتك للشخصيات فوق الرائعه انا عايشة معاهم وبفكر فيهم

    ردحذف
  11. أمتي هينزل البارت 25 ؟

    ردحذف
  12. انانيه عمر فاقت كل الحدود وظلم نفسه وكل اللي حوليه

    ردحذف
  13. وسيله غلطانه زى عمر. ما حدش يرحص نفسه كده الا لو كانت مضره بس هى لا

    ردحذف
  14. روووعه الفصل يارونى
    عايزه اقولك حسيت بكل الشخصيات وصراعتهم الداخليه وشوفت كل مشهد ابدعتى فى تجسيده
    خصوصا مشهدهم وهما بيٱنبوا بعض قبل كتب الكتاب
    الاجمل بقى لما عمر دخل على ابوه الاوضه انا حرفيا بكيت معاهم .... وكمان ضحكت لما ضحكوا..
    تسلم ايدك ودومتى مبدعه وكاتبتى الجميله ❤️❤️

    ردحذف
  15. فصل جميل عمر حكاية تستحق المتابعة والتحليل
    الصمت باب المعاناه و الازمات النفسيه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !