حكايه عمر الفصل الثاني والثلاثون

13


الفصل السابق
 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

التفت عاصم وسيف الي المحامي الذي خرج للتو من غرفه التحقيقات ليساله عاصم بلهفه :  ايه الاخبار يا عبد الحميد 

قال عبد الحميد بهدوء : خلاص صدر الأمر بالإفراج عن عمر وكلها ساعه او اقل وكل اجراءات إخلاء سبيله تخلص

قال عاصم وهو يهز رأسه : عبد الحميد انا عاوز اعرف كل حاجه عن الولد اللي حط لعمر المخدرات 

قال المحامي بشرح : هو حاليا وشه مش باين في الفيديو ... بس البوليس مش هيسيب الموضوع وهيوصلوا له 

نظر عاصم الي سيف باحتقان قائلا : انا عاوز اعرف مين اللي اتجرء يعمل كده مع اخوك يا سيف 

قال سيف بنبره مؤكده : متقلقش يابابا هعرف كل حاجه 

اوما عاصم ليقول له : دلوقتي خد شافعي معاك وروح المستشفي اللي فيها الولد المصور ده وخليه يتنازل بأي طريقه ....لو عاوز فلوس اديله اللي هو عاوزه 

: حاضر 

تدخل عبد الحميد قائلا : مفيش داعي الولد اتنازل خلاص 

عقد عاصم حاجبيه بدهشه : اتنازل !....من نفسه !!

اوما المحامي قائلا : اه 

هز عاصم رأسه : غريبه 

قال المحامي بنبره مطمئنه : ولا غريبه ولا حاجه ...جايز يكون عرف أنه هيدخل في مشاكل كتير مع سيادتك فأتنازل  

اوما عاصم والتفت الي سيف قائلا : حتي لو اتنازل ...برضه ياسيف انا عاوز اعرف كل حاجه عن الولد ده 

التفت كلاهما تجاه عمر الذي خرج ليتجه عاصم إليه يحتضنه  بلهفه : حمد الله علي السلامه يا عمر 

بادله عمر الاحتضان ظاهريا ولكن بداخله كان هناك حاجز بينهم وبرود شديد حاول اخفاءه وضغط علي نفسه لاول مره وهو يفعل شيء لا يشعر أنه يريد فعله ...فهو يريد أن يعاتب أبيه  ...يريد أن يخبره بكل ما في داخله حتي لو نشبت بينهم مشاجره ...لا يريد أن يتظاهر ولكنه مضطر فهو لا يحتمل أن يكون سبب في مرض أبيه مجددا لذا ابعد لأول مره شعوره وفضل شعور أبيه أو بالآخرين شعوره بالمسؤولية تجاه أبيه 

ربت عاصم علي كتف ابنه وقال بوعيد : متقلقش ياعمر ....اللي عمل كده انا مش هسيبه 

قال عاصم تلك الكلمات التي ظن انه بها سيخفف من وطأه شعوره بالذنب تجاه ابنه حينما تبين أنه كان بالفعل مظلوم وذلك الشك الذي تولد بداخله دون إراده منه بسبب ماضي ابنه كان لا محل له ولكنه ندم علي نطقها حينما رأي نظرات الغضب في عين عمر الذي قال : لا سيب ليا الموضوع ده 

عقد حاجبيه بأستفهام : يعني ايه ؟

قال عمر بنبره قاطعه : ده موضوعي وانا هعرف اخد حقي 

هز عاصم رأسه برفض : لا ياعمر مش هتعمل اي حاجه ....لانت نبرته وهو يتابع : انا مش عاوزك تدخل في أي مشكله تانيه كفايه اللي حصل 

فهم عمر كلمات عاصم بأنها توبيخ مبطن ليندفع قائلا : دي مشكلتي وانا هحلها ....انا مش صغير 

هتف عاصم بعنفوان : لا صغير ومحتاج ليا يا عمر 

التقت نظرات عمر بنظرات أبيه وهو يحدث نفسه بأنه كان نعم يحتاج إليه وكان يحتاج الي ثقته ولكنه الآن لا يشعر بأنه بحاجه لأي شخص سوي تلك التي وثقت به ثقه عمياء وسارت خلف ما شعرت به دون تفكير ليقول وهو يبعد عيناه عن عيون أبيه :  افتكر أن آن الأوان عشان اكون كبير واشيل مسؤوليه تصرفاتي 

مشاجرة وخلاف اتيه في الطريق وهو لا يريد أن يعود خلافهم مجددا ليقف بينهم ليقول عاصم بنبره قاطعه : عمر مش وقت الكلام ده خلينا نرجع البيت انت محتاج ترتاح 

هز عمر رأسه قائلا :  روحوا انتوا وانا هحصلكم 

قبل أن يقول عاصم شيء كان عمر يلتفت الي ايهم قائلا : ايهم خدني معاك لغايه عربيتي 

قال عاصم برفض : ارجع معانا دلوقتي وانت هبعت السواق يجيب عربيتك 

قال عمر وهو يتحرك بخطواته : هخلص مشوار واحصلك يا بابا 

لم يلتفت الي أبيه وتابع سيرة برفقه ايهم ليمسك سيف بذراع أبيه قائلا : سيبه يا بابا براحته ...كلها ساعه ويحصلنا 

اوما عاصم بشرود بينما عجزه عن فهم ما يدور بعقل ابنه يثقل كاهله ....أنه يشعر بقليل من الضيق لانه دون إرادته اوصل له عدم ثقته به وبنفس الوقت ظن أن الأمر مضي وهو يحتضنه بصمت ولكن كلماته كانت تناقض صمته ....زفر عاصم واتجه برفقه ابنه للخارج وما أن تحرك سيف حتي التفت له عاصم باستدراك : سيف انا عاوز اعرف اخوك كان بيعمل ايه في اسكندريه ! 

توترت ملامح سيف ولكنه هز رأسه دون قول شيء وتابع طريقه .


.....

........

التفت عمر الي ايهم الذي أشاد بما فعلته وسيله ليختم حديثه بابتسامه قائلا بمرح : لو في حاجه عدله عملتها في حياتك ياابن السيوفي فهي انك اخترت البنت دي ...عرفت تختار!

ابتسم عمر بثقه ليشاكس ايهم بمرح : طبعا ...ده انا عمر السيوفي ..يعني لما اقع بقع واقف 

ضحك ايهم مطولا وتمهل بسيارته وهو يوقفها بجوار سياره عمر ليلتفت إليه قائلا بمغزي : حيث كده بقي يبقي كمل ثقتك في اختيارك وقول لابوك 

تغضنت ملامح عمر بالقليل من الضيق ولكنه هز رأسه سريعا ونزل من السياره وهو يقول باقتضاب  : سلام 

تبادل ايهم معه النظرات ليعرف تهربه من هذا الحديث فيردد : سلام ...لما ترجع كلمني عاوزك 

اوما عمر واتجه الي سيارته ليتحرك بها وتسبقه دقات قلبه ....!

......

.......

زفرت وسيله بحنق وهي تنظر إلي تلك الفتاه التي وقفت تعد النقود التي لم تدع أخيها يوقع علي التنازل الا حينما ذهبت معها الي البنك وأخذت النقود بيدها 

: وهو البنك هيضحك عليكي 

هتفت الفتاه بسماجه وهي مازالت تعد الاوراق النقديه : برضه هعدهم 

زفرت وسيله بضيق : عديهم براحتك بس هاتي الوصل خليني امشي انا 

هزت الفتاه راسها وضمت إليها حقيبتها التي وضعت بها إيصال الامانه الذي صممت علي أخذه من وسيله لضمان حق أخيها : لما اخلص عد الفلوس .

هتفت وسيله بحنق من بين اسنانها : ده انتي حقنه ! 

......

......

عقد عمر حاجبيه وهو يتطلع الي بابها المغلق ودون إرادته تغزو تلك الدقات المتسارعة قلبه وهو يفكر أن كانت قد أغلقت بابها في وجهه مجددا ....هز رأسه وعاد ليطرق الباب من جديد وكل تفكيره استنفر بداخل عقله يعيد كلماتها له ....لا يعقل أن تكون ما تزال علي موقفها منه ...لقد اتت إليه دون تفكير....احتضنته وسعت لإثبات براءته فلا يمكن أن تكون قد أغلقت بابها في وجهه مجددا ! 

نزل مجددا الي سيارته يبحث عن هاتفه ويطلب رقمها بقلب متلهف لتتهلل ملامح وجهه ما أن أجابت علي الفور واتاه صوتها بلهفه تنافس لهفته في قوتها لتتسع ابتسامه وسيله وتمليء ملامح وجهها حينما أتاها صوته العاشق : وسيله حبيتي انتي فين ...انا قدام البيت 

اتسعت ابتسامه وسيله لتقول بصوت تراقصت به السعاده بينما كانت أول من يركض إليها بعد خروجه : حبيبي ياعمر انت خرجت الحمد لله

قال عمر بلهفه : اه ياروحي ....انتي فين ؟

قالت وسيله بتبرم وهي تنظر إلي الفتاه التي مازالت تعد النقود : في .. في البنك يا حبيبي ....هخلص حاجه بسرعه وجايه علي طول 

قال عمر سريعا : خليكي مكانك  انا جايلك !

........

..

هزت زينه راسها وأشارت الي شهد : لا مش عاوزة اكل حاجه ياشهد

التفتت إليها تينا قائله : ليه يا طنط ...حضرتك مأكلتيش حاجه من الصبح 

قالت زينه بقلق واضح : ماليش نفس يا تينا ....قلقانه عليهم 

نظرت لها تينا باستفهام : ليه بس ياطنط ....زمانهم راجعين 

هزت زينه راسها قائله بينما تقضم شفتيها : مش عارفه بس في حاجه ....ايه اللي يخلي عمر وعاصم وسيف يسافروا اسكندريه فجاه ...

تنهدت تينا وبدأت تقلق هي الأخري ولكنها قالت وهي تطمئن نفسها : هيكون في ايه يا طنط ...مش حضرتك كلمتي تيته شهيرة وقالتلك أنها كويسه 

أومات زينه وقامت من مكانها تتحرك ذهابا وإيابا وهي تفرك يدها : اه ...بس برضه قلبي مش مرتاح وحاسه في حاجه 

أمسكت تينا هاتفها تتصل بسيف لعله يجيب تلك المره لتقول بلهفه ما أن أجاب عليها : سيف انتوا كويسين 

قال سيف بهدوء عكس توتره في اخر مكالمه لهم قبل عده ساعات : اه يا حبيتي ....انتوا عاملين ايه 

قالت تينا وهي تنظر إلي زينه : كويسين بس طنط قلقانه عليكم 

قال سيف بنبره مطمئنه : ليه بس ...انا مش قولت لها اننا كويسين ومسافرين نخلص حاجه في الشغل .

أومات تينا قائله : طيب وخلصتوا 

: اه يا روحي وراجعين قي الطريق 

أغلقت تينا ونظرت الي زينه قائله : متقلقيش يا طنط راجعين في الطريق وسيف بيقولي أنهم كويسين .

.......

........

تحرك مراد بهدوء ظاهري لخطواته حتي لا تشعر جوري بوجوده ولكن بداخله كان يشعر بالضيق وهو يفكر كيف يراضيها أو يمتص ذلك الغضب المستجد عليها لدرجه اعجزته عن الوصول لطريقه يهداه بها ...فهي لم تغضب منه سابقا والآن هي غاضبه للغايه وهو لا يعرف السبيل لتهدئه هذا الغضب إلا أن يتقبله قليلا ....تراجع سريعا حينما استمع لصوت خطواتها وهي تخرج من الغرفه لتتجه الي المطبخ تأخذ شيء لتأكله ثم تعود الي غرفتها ....حك شعره وهو يتحرك بخطواته تجاه الغرفه بعد قليل ليتفاجيء بها تغط في النوم ...وقف قليلا يتأملها وبيدها تلك التفاحه التي أخذت منها بضع قضمات ويبدو أن النعاس سيطر عليها قبل أن تكملها ليبتسم ابتسامه واسعه وهو يهز رأسه مرددا لنفسه : عمرك ما عملتيها ....جوري تنام علي نفسها وهي بتاكل ... فين النظام 

امسك فمه قبل أن يضحك وخرج من الغرفه وبداخله فراشات تحلق بسعاده ....كل هذا التغيير بسبب حملها ...هو متاكد حتي لو لم تجري الاختبار!

اتجه الي الباب علي أطراف أصابعه وفتحه بهدوء شديد ثم خرج واغلقه خلفه .....تحرك بسيارته بضع أمتار ليتوقف أمام اول صيدليه ليجد نفسه بحماس طفولي يشتري اختبار حمل بل ويسأل عن تلك التفاصيل 

ليبتسم له الصيدلي معلقا : شكله اول بيبي

اوما مراد بابتسامه وهو يقلب العلبه بيده : يعني ده أدق نوع 

اوما الصيدلي قائلا : كل الانواع بتكون بنسبه كبيرة دقيقه .... طبعا الافضل اختبار الدم بس ده بيكون اشاره كبيرة 

اوما مراد وأخذ العلبه ودفع ثمنها ليعود للصيدلي مجددا ما أن تحرك بضع خطوات ليساله : يعني لو خطين يبقي حامل 

اوما الصيدلي بابتسامه وهو يجيب للمره العاشرة عن هذا السؤال : اه 

خرج مراد ووضع الكيس بجواره وقاد وتلك الابتسامه الواسعه لا تفارق ملامحه وكان بالخطوه التاليه يتوقف أمام أحدي محلات الورود والتي لا يفهم بها ولكنه وصف للبائع تلك الورود التي تحبها جوري وتعتني بها ليعطيه شيء مقارب في هيئه باقه خلابه ....ابتسم لنفسه وعاد للمنزل ليفتح الباب بهدوء ....كانت جوري ما تزال غارقه في نومها ليرفع مراد حاجبه باستدراك وهو ياخذ التفاحه من يدها ويرفع عليها الغطاء بينما غلبه حماسه قبل قليل وتركها كما هي ...بعد أن انتهي وضع بجوار جوري علي الكمود باقه الورود وبجوارها علبه الاختبار ....لن تقاوم تلك المره وهاهو لم يقطف وردتها المفضله واشتري باقه كامله ...أنها رومانسيه وستعشق تلك المبادره منه ! 

.......( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

............

بكلتا يديها دفعت سيلا بخصلات شعرها للخلف وهي تحاول أن تهندم منه وتعض علي شفتيها لتتورد بينما يدق قلبها بتلهف وهي واقفه بانتظار عمر الذي لم تمر بضعه دقائق وكانت تلمح اقتراب سيارته لتتجه بخطواتها سريعا تجاهه ....اتسعت ابتسامته وهو يلمح طيفها وكان هو الآخر يستجيب لدقات قلبه وسرعان ما أوقف سيارته ونزل منها باتجاهها ودون أي مقدمات كان يجذبها إليه ليضعها بين ذراعيه مستنشق رائحتها وهو يغمض عيناه بسكون للحظات لا يواكب حركه تلك الفراشات التي تطير حول قلبه وهو يرتاح بتلك اللحظه ويخبر نفسه أنه حقا لا يريد شيء آخر من تلك الحياه ...!

غابت وسيله هي الأخري محلقه بتلك السماء الورديه وهذا السؤال لا يبارك عقلها ....متي أحبته كل هذا الحب !

كانت مجرد لحظات علي كليهما ولكنها كانت دقيقه كامله وقفت تلك الفتاه أمامهم تتطلع اليهم لتحمحم بصوت عالي مقاطعه تلك اللحظه ..خفف عمر ذراعيه من حول وسيله التي وضعت يدها فوق صدره تبعده وهي تعود للواقع وتدرك أنهم بوسط الطريق لتبعد عيناها عنه بخجل وتنظر الي الفتاه التي مدت يدها إليها بتلك الورقه المطويه وهي تقول بينما تحتضن حقيبتها: الفلوس تمام ...خدي الوصل 

أخذته وسيله بسرعه وازدادت حمره وجهها بينما بداخلها شعرت بالخجل من أن يري عمر هذا المشهد فيظن أنها تريه وقفتها بجواره ....نظر عمر الي الفتاه التي اولتهم ظهرها وغادرت علي الفور ليدير وجهه باستفهام تجاه وسيله : مين دي ؟

حمحمت وهي تبحث عن اجابه لا تحرجه بها ولكن عيون عمر اتجهت الي تلك الورقه بيدها و بنفس اللحظه تحركت يداه أيضا مشيرا لها أن تريه محتويات تلك الورقه لتجد وسيله نفسها تفتح يدها له وتترك يداه تلتقط تلك الورقه التي لم يفهم لها سبب : مين زياد ده ؟!

بداخله عقده حديثه تدفعه للشك ...نعم هذا ما اكتشفه الان بتلك اللحظه !

تلك الملامح البريئه لا تدع أي شك يدور بداخله ابدا بينما بطفوليه كانت تخبره بموقفها الذي لا تصفه الا كلمه بطله ليردد بعدم تصديق : انتي اللي خلتيه يتنازل

قتلته بخجلها بينما تتملص من إظهار بطولتها وهي تهز كتفها دون أن تتحدث ولو بكلمه عن نفسها لتتهادي ملامح التقدير الي وجه عمر الذي أخذ يتطلع إليها مطولا بينما يري بها سند .... وقفت بجواره دون سؤال او طلب او حتي حاجه فأخري مكانها كانت ستقف بثقه متاكده أن أبيه لن يتركه ولكنها لم تنتظر أحد وسارعت وبادرت بالوقوف بجواره ...مجددا دون تفكير كان يستمع إلي دقات قلبه الهادره ويجذبها من كتفها يدفنها بين ذراعيه ....!

.....

..........

أوقف ايهم سيارته اسفل المنزل وبقي بها قليلا يفكر في تلك المصيبه التي تركها بيده بجوار ابنتاه 

بهدوء فتح باب المنزل وخطي تجاه تلك الأصوات الاتيه من غرفه المعيشه ....قبل دقائق كانت غرام للتو تستجيب لاصرار حلا علي أن تتناول الطعام الذي برد دون أن تمسه ....بينما قضيت الفتيات الوقت معا منذ الأمس يتحدثون بمرح وعفوية لطيفه و غرام تشاهدهم بصمت ولا تشاركهم حديثهم حتي ولو كان لها وتكتفي فقط بايماءه من راسها أو مجرد بضع كلمات بنعم او لا 

...نظرت لهم وهي تفكر كم هم فتاتان محببتان تستحقان حب اب مثله ....ويجتاح قلبها حنين جارف الي والدتها واخوتها...

افلتت تنهيده من صدرها لتنتبه هنا لها وتسألها بلطف : مالك يا غرام ....؟

هزت غرام راسها وقالت بصوت خافت : مفيش 

أشارت هنا الي الطعام الذي لم تقربه غرام : انتي مش بتاكلي ليه ..انا وحلا خلصنا اكلنا وانتي لسه مأكلتيش لقمه 

ابتسمت حلا لها قائله بتهذيب : كلي يا غرام ...انتي مكسوفه ليه 

ابتسمت غرام لها وابتلعت غصه حلقها وهي تتذكر إخوتها ومعها تتذكر حديث والدتها أنها ماتت بالنسبه لهم لتغيم عيناها بدمعه حارقه امسكت بها ولم تذرفها 

قالت حلا باصرار وهي ترفع يدها بقطعه البيتزا تجاه فم غرام : يلا كلي عشان خاطري 

أومات غرام وابتسمت لها وهي تاخد القطعه من يدها وترفعها تجاه شفتيها ولكنها لم تكد تبتلعها حتي توقفت بحلقها وهي تصطدم بنظرات عيناه ...!

.......

.........


قفزت الفتاتان من مكانهم ما أن رأوا أبيهم : بابي حمد الله علي السلامه....وحشتني 

احتضن كلتاهما قائلا بحنان وهو يدير عيناه عن غرام : وانتوا وحشتوني ...عاملين ايه 

ابتسمت حلا له : كويسين ....انت عامل ايه 

ابتسم لها : كويس 

نقل نظراته علي الطاوله التي وضعوا عليها علب البيتزا وبعض المشروبات الغازيه قايلا بتقييم : هي ام حسن مجتش ؟

هزت هنا راسها قائله : لا جت وجوه في المطبخ 

عقد حاجبيه باستفهام : امال بتاكلوا من برا ليه ؟! انا مش قولت لازم تأكلوا اكل مفيد وبلاش عك كل يوم 

قالت حلا بدلال وهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها تحيط عنقه بذراعيها : تغييير بقي يا ايهوم ...معلش سماح 

اوما ايهم لها وربت علي ذراعها : ماشي يا حلا ....يلا ادخلي ذاكري انتي واختك 

أومات له وتحركت هي واختها لتسرع غرام تقوم من مكانها وبيد مرتجفه تجمع الطعام متهربه من نظرات عيناه الثاقبه تنتوي ان تتجه الي المطبخ  ليوقفها ايهم بسخط مزمجرا : انا مش قولتلك متخرجيش من الاوضه 

قالت بصوت مرتجف وهي تهرب بنظراتها منه : ماهو ....ماهو حلا ...حلا قالت اقعد معاهم 

احتقن وجه ايهم بغضب وزمجر بها لمجرد حديثها بإسم ابنته : وانا قولت ايه ...!

ابتلعت غرام بخوف وقالت بهمس ممزوج بخوفها منه : اسفه 

هتف بها بحنق وهو يشير لتلك العلب التي تحملها : سيبي اللي في ايدك ...ام حسن هتنضفه 

هزت راسها ومازالت تهرب بعيناها من نظراته المخيفه لتقول وهي تحمل الاكواب والعلب : ...انا هنفضهم 

زفر ايهم واتجه إليها ليتوقف امامها بقامته المديده فيثير الخوف في قلبها أكثر وسرعان ما كانت تسقط من يدها أحدي العلب لتنحني سريعا برعب واضح تحاول أن تجمعها ولكن قبضه يده علي ذراعها اوقفتها ...رفعها ايهم لتقف أمامه ليضيق عيناه وهو ينظر إليها للحظه قبل أن يهتف بسخط : انتي مش بتسمعي الكلام ليه ؟!

دق قلبها بخوف لترفع إليه عيناها وتبرر : ماهو ...ماهو 

زفر ايهم وترك ذراعها هاتفا بسخط : ماهو تسمعي الكلام وانتي ساكته ....قولت متخرجيش من الاوضه 

اومات له دون جدال وبالسرعه التي استطاعتها ساقيها المرتجفه كانت تسرع خارج الغرفه بعيون غشتها الدموع الكسيرة.....توقفت فجاه حينما كادت تصطدم بحلا لتقول باعتذار وصوتها متحشرج بالدموع التي ملئت حلقها : اسفه 

نظرت لها حلا بجبين مقطب لتسألها : مالك ياغرام ..بابي ضايقك ؟

هزت راسها وسريعا من أدارت وجهها تخفي دموعها التي تجمعت بعيونها واسرعت تغادر من أمام الفتاه التي اتجهت الي ابيها الذي كان مازال يقف بوسط الغرفه بوجهه غاضب وملامح متوترة ....حمحمت حلا ليلتفت إليها ايهم وهو يبعد ملامح الغضب عن وجهه ويسألها : في حاجه يا حلا ؟

هزت الفتاه كتفها وأشارت حيث خرجت غرام : لا ابدا ....هو في ايه حضرتك زعلت غرام 

عقد حاجبيه ولاح الغضب المكتوم عيناه وهو يسألها بحده : هي قالت لك اني ضايقتها 

هزت الفتاه راسها سريعا وقالت بتبرير : لا خالص ...انا بس لقيتها رايحه الاوضه ومأكلتش 

لوح ايهم بيداه دون قول شيء لتتابع الفتاه بابتسامه : كانت مكسوفه مني انا وهنا ومرضتش تأكل حاجه من امبارح ....اخلي ام حسن تدخل لها الاكل يمكن تأكل ؟

لايحتاج المزيد من الشعور بالذنب تجاه الفتاه ليقول بلامبالاه مصطنعه : لما تجوع تبقي تأكل ...روحي شوفي مذاكرتك يا حلا 

زمت حلا شفتيها واومات واتجهت لتغادر الغرفه بينما جلس ايهم علي الأريكة بحنق وهو يزفر ....ارتمت غرام علي الفراش الصغير بتلك الغرفه تبكي بقهر شعورها بالاحتقار من جانبه ..عضت علي أصابعها بأسي شديد وهي تخبر نفسها انها تستحق ويجب أن ترضي شاكره بوجودها تحت سقف منزل بدلا من وجودها بالشارع كما تستحق اي فتاه مثلها !

....

........

أسرعت وسيله تمسك يد عمر توقفه عن إجراء تلك المكالمه لتحويل الأموال لها : لا ياعمر 

نظر لها وابعد يدها بلطف قائلا : لا ليه يا سيلا.... ؟

قالت وسيله بسماحه وهي تبتسم له : عشان مفيش فرق بينا ياعمر ....انا مش عاوزة الفلوس دي 

هز رأسه بإصرار : لا طبعا دي فلوسك ....

زمت شفتيها وهزت راسها : انا وانت واحد ....نظرت له وتابعت بدلال محبب : وبعدين ياعمر هو احنا هتفضل نتكلم في موضوع الفلوس ده كتير 

ابتسم لها وهز رأسه وسرعان ما كانت تشتبك عيناه بعيونها بنظرات طويله امتلئت بالحب وهو يقول : لا يا حبيتي هنتكلم في حاجات كتير اوي .....ازدادت ابتسامه اتساعا وهو يتابع بينما يحرك يداه تجاه خصلات شعرها يتلمسها : اصلا عندي كلام كتير اوي عاوز أقوله ليكي 

ابتسمت له وسيله بخجل بينما لمسه يداه لخصلات شعرها تأخذها الي عالم سحري  : كلام زي ايه  ؟

نظر لها بهيام بينما بدأت يداه تتجه لتتلمس وجنتيها برقه بالغه وهو يقول : اني بحبك اوي مثلا ....واني ماليش غيرك في الدنيا ...وانك مش بس حبيبتي ...انتي الانسانيه الوحيده اللي عاوز افضل معاها باقي عمري 

لمعت عيناها واجتاحت الحمره وجنتيها وخفضت عيناها بخجل بينما تهمس وهي تعض علي شفتيها : وانت كمان !

مال عمر برأسه تجاه وجهها ليتطلع إليها ولا يحرم عيناه من رؤيه جمال خجلها الذي خلب كيانه وجعل دقات قلبه تهدر بقوة داخل صدره ...برقه امسك ذقنها بأطراف أنامله ليرفع وجهها الي وجهه ويلتقط عيناها بنظرات عيناه وهو يسألها بلهفه : انا كمان ايه ؟

ابتلعت ببطء بينما سحرتها نظرات عيناه العاشقه كما سحرته نظراتها الخجوله وهي تقول بصوت متعلثم : انت كمان الوحيد اللي عاوزة افضل باقي عمري معاه 

ابتسم عمر برضى شديد ليسحب نفس عميق من صدره قائلا بحماس متوهج : حيث كده بقي يبقي يلا بينا 

التفتت له باستفهام بينما بدء يتحرك بسيارته : نروح فين ؟

قال وهو يمسك يدها باحدي يداه ويرفعها تجاه شفتيه يلثمها برقه جعلت دقات قلبها تزداد وتلك الرعشه تسري باوصالها : انا مش عاوز ابعد عنك ولو ثانيه وانتي كمان يبقي هنقضي اليوم مع بعض ....اختطف نظره إليها ثم عاد ليتابع طريقه وهو يقول بتلقائيه :  تعالي نروح البيت عشان أنا محتاج اخد شاور واغير هدومي وبعدها نخرج عشان أنا جعان جدا كمان 

برق للحظه ضوء احمر بعقلها ولكن نبرته وعفويته وشعورها بأنه لا يفتعل مشاعره ولا تصرفاته جعلها تتغاضي عن هذا الانذار للحظه ولكنها لم تستطع طويلا لتقول بتردد : طيب ...يعني روح انت ارتاح وبعدين ...قاطعها عمر برفض وهو يهز رأسه : لا راحتي وانتي جنبي 

ابتسمت وسيله وبدأت تلك المشاعر التي تتولد بداخلها من معسول كلماته تنحي ذلك الضوء ...مجددا رفع يدها التي لم يتركها تجاه شفتيه يلثمها وهو يقول بصوت محمل بمشاعره : انا مش عاوز ابعد عنك ولو لحظه واحده .

.........

...

.....

تلفتت ثراء يمينا ويسارا بارتباك قبل أن تستدير بمقعدها وتقوم سريعا علي أطراف أصابعها تجاه باب المكتب تتطلع الي الخارج ثم تعود مجددا لتجلس الي مكتبها ....مالت بجسدها تجاه حقيبتها الموضوعه علي الأرض بجوارها لتمد يدها الي داخلها تخرج ببطء تلك الرقاقه الفضيه ....تلفتت مجددا حولها قبل أن تتحرك بعجلات مقعدها تجاه المكتب المجاور لها وباصابع مرتبكه ولكن غلبها التصميم كانت تضع الفلاشه بالمخرج المخصص لها بجهاز الكمبيوتر الخاص بزميلتها .....دق قلبها بسرعه شديده داخل صدرها حتي كادت تسمع صدي دقاته بينما تتطلع الي شاشه الكمبيوتر وباناملها تضغط علي بضع ازرار .....وضعت يدها علي صدرها تحاول تسكين دقات قلبها وهي تتطلع الي شاشه الجهاز بانتظار انتهاء تحميل ذلك البرنامج .....بضع دقائق مرت عليها كأنها ساعات قبل أن تعلن الشاشه عن اكتمال التنزيل وسريعا ما كانت ثراء تسحب الفلاشه وتغلق الجهاز وتتحرك مجددا بعجلات المقعد تجاه مكتبها ....!

بقيت بضع دقائق حتي بدأت دقات قلبها تهدأ ثم قامت من خلف مكتبها واتجهت للخارج وبيدها تلك الرقاقه تخفيها بين قبضتها .

......

.........

لمح عمر تردد وسيله وهو يفتح باب منزله ليدير رأسه إليها وبلا تفكير أو تجميل كان يسألها بوضوح : انتي خايفه تدخلي يا سيلا 

هزت راسها بنعم ثم بلا بينما ارتبكت كل مشاعرها واختلطت ذكرياتها بتلك المره التي حملت ذكري سيئه لها معه بهذا المنزل ليبتسم عمر ويرفع حاجبه بينما تهز راسها بنعم ولا بنفس اللحظه : وانا افهم ايه كده ؟! 

ليتها كانت تستطيع أن تصيغ مشاعرها بنفس الوضوح لتقول بارتباك : بصراحه مش عارفه 

خطي خطوه تجاهها وسألها وهو ينظر لعيونها. : مش عارفه اذا كنتي خايفه مني ولا لا ؟

هزت راسها بنعم ليبتسم لها وبرقه بالغه يمسك بيدها ويدخل بها الي المنزل قائلا بحنان : مفيش حاجه تخافي منها ....انا مش هضايقك خالص ....انا بس عاوز افضل معاكي 

تغلبت علي ارتباك مشاعرها وهي تحدث نفسها بأنها بعد كلماته لا تحتاج لأي حذر أو خوف ليتابع عمر طمأنه مشاعرها : اصلا انتي حبيتي ومراتي يا سيلا ولا نسيتي !

هزت راسها بخجل لتتسع ابتسامته ويشير لها : طيب يلا ادخلي 

أومات له وتقدمت للداخل وهي تشجع خطواتها ..... جلست علي الاريكه التي قابلتها بأول البهو ليقول عمر بابتسامه وهو يجلس بجوارها : تعرفي انك وحشتيني اوي يا سيلا 

نظرت له بخجل : بجد ياعمر 

اوما لها ونظراته مسلطه علي عيناها: اوي ...اوي 

تحدثت عيونهم بالكثير والتقت يداه بيدها التي امسكها باحدي يداه بينما أنامل اليد الأخري كانت تتحرك برقه فوق بشره يدها يرسم حروف كلمه بحبك لتأخذ حركته تلك المزيد من قلبها ....غامت عيناه بالسعاده التي فاضت من كل قلبه بينما لم يكن يوما مرتاح أكثر حتي أنه بجوارها ينفصل عن كل عالمه حرفيا ولا يبقي في عقله سواها وكم كانت من راحه التي يكون بها بقربها ولا يفكر بأي شيء آخر : وسيله انا عمري ما حسيت كده الا معاكي ....عمري ما حسيت اني محتاج حد الا انتي 

وجودك في حياتي خلاني انسي حياتي كلها وافكر فيكي انتي وبس .

.....

.......

انزعجت ملامح جوري التي بدأت تفيق من نعاسها علي رنين هاتفها الذي تعالي ...تراجع مراد سريعا حينما بدأت تستيقظ ليقف قريبا من باب الغرفه يستمع إليها 

: الو ..... طنط نور 

انا كويسه الحمد لله وحضرتك واونكل سيف 

قالت نور بابتسامه : الحمد يا حبيتي ....

توقعت جوري بالتأكيد أنها تحدثها بشأن خلافها مع مراد لتتفاجيء بها تسألها : هو مراد كويس ... عقدت جوري حاجبيها بعدم فهم بينما زم مراد شفتيه بحنق وهو يخرج هاتفه المغلق من جيبه وينظر إليه بغباء مطلق فكيف فات عليه أن يتصل بوالدته يطمئنها 

: اصلي بتصل بيه تليفونه مقفول فقلقت عليه 

بدأت جوري تستنكر بملامحها وللحظه تشعر بالقلق عليه فأن لم يكن بمنزل عائلته منذ الأمس فأين هو ...؟!

ولكن عيناها وقعت علي باقه الورود بجوارها لتتنهد بقليل من الارتياح وتعود لتتحدث مع نور : هو كويس يا طنط متقلقيش .... كان عنده شغل مهم وتلاقيه عشان كده قفل موبايله ...متقلقيش اول ما يرجع هخليه يطمنك عليه !

ابتسم مراد لأنها طمأنت والدته بينما ضيقت جوري عيناه بمكر وهي تربط الأحداث بعقلها .... ذلك الماكر لم يغادر المنزل ! 

كيف لم تلاحظ ! 

يتلاعب بها ويظن أنه الاذكي ...فليري ذكاءها 

أغلقت مع والدته ليسود الصمت ارجاء الغرفه الا من حركه جسدها تغادر الفراش وتتلفت حولها تتذكر اخر ما كانت تفعله قبل أن تغفو فتتاكد ظنونها فهو أخذ التفاحه من يدها ووضع فوقها الغطاء ....!

بخبث حاولت جوري أن تدقق السمع لتشعر بخطواته ولكنها تظاهرت بأنها مازالت لا تدري بوجوده ....وقف مراد بتأهب ينتظر رد فعلها ما لمسته الرومانسيه وتلك الابتسامه النارده ترتسم علي شفتيه ولكن لم تكد تبزغ حتي سرعان ما انمحت وتبدلت الي الانزعاج الشديد وهو يري رد فعلها ليزم شفتيه بحنق وهو يري من خلال الباب الموارب أن اول ما فعلته هو انها التقطت اختبار الحمل والقته بسله المهملات وتبرطمت بصوت مسموع : مهما تعمل مش هتضحك عليا تاني !

أمسكت بباقه الورد بحنق والقتها هي الأخري ليزداد انزعاج ملامح مراد وبلا تفكير يتجه بخطواته الي باب المنزل الذي انتفضت جوري علي صوت إغلاقه ..!

سجلت نفس عميق وهزت راسها بعدم رضي عن ما فعلته بينما انقسمت حرفيا الي شطرين ...أحدهما يبغض تصرفاته ويريد أن يعاقبه عليها  والآخر يبغض تصرفاتها ويريدها أن تقبل بادره الصلح بينهما ....بعقل مشتت اتجهت لتلتقط باقه الورود وترفعها من سله المهملات وتضمها الي صدرها تتأملها بعيون حالمه تفكر أنه لاول مره يحضر لها باقه ورود ! 

......

..........

غفت غرام من الانهاك وهي جالسه مكانها متكومه علي طرف الفراش تقسو علي نفسها لدرجه ان تحرم عليها الراحه ولو بفرد جسدها أو حتي بالشعور بجوع أو عطش فهي لا تستحق الا العناء ...!

مررت زينب يدها بحنان علي ظهره ابنتها التي غفت علي ساقها لتترك العنان لتلك الدموع التي كبحتها داخل عيونها طويلا وتتنهد بحرقه وهي تحدث ابنتها النائمه : غصب عني قسيت عليها ....اللي عملته كسرني !

ازدادت دموعها انهمارا وهي تلكم صدرها جهه قلبها بقبضه يدها وتتابع : وجعت قلبي عليها ....دمرت نفسها ودمرتني ...كنت فاكراها سندي وعكازي في الدنيا الغداره بس لقيتها غدرت بيت 

ازداد نحيبها وهي تهز راسها بقوة : انا مستاهلش منها ابدا كده ......عقدت حاجبيها وتابعت بقهر : جايز قسيت عليها بس قسوتي كانت خوف .....الام عمرها ما تقسي علي عيالها ابدا .....كنت زي القطه اللي بتحط عيالها بين سنانها عشان تحميهم والناس فاكراها بتاكلهم بس ولادها عارفين انها بتحميهم ....اه حاره انبثقت من صدرها وهي تقول بعويل : اااااه ياغرام ...اااه ياوجع قلبي منك وعليكي ....ليه يا بنتي تعملي كده في نفسك ....ضربت قلبها مجددا لعل الالم الشديد بين ضلوعها يخف وهي تخرج مكنونات قلبها : اااه يا بنتي يا سندي ....ليه ياغرام 

....طيب كنتي قوليلي ...كنتي اقفي قدامي وقولي ليا تعبت من المسؤوليه وانا كنت هفهم ...طيب كنتي شاركيني وجعك زي ما شاركتك همومي طول عمري وفاكره انك قادره تشيلي معايا .....اااه يا بنتي ياللي ضيعتي نفسك وضيعتيني معاكي ....ليه يا غرام 

ده انا كنت بحرم نفسي من اللقمه عشانك انتي وأخواتك ....مرضتش ابهدلك ولا اخليكي تشتغلي وقولت تساعديني في مسؤوليه اخواتك....ازدادت دموعها قهرا : اتاري حملي تقيل عليكي .....ليه يا بنتي متكلمتيش ....! 

ليه سكتتي وروحتي في سكه اللي يروح عمره ما يرجع زي ما كان .....رفعت عيناها للاعلي تناجي ربها : يارب انت شاهد اني عملت كل اللي اقدر عليه عشانهم ...يارب لو انا قصرت في حاجه عاقبني انا ...يارب طمن قلبي عليها واحميها من شر نفسها ....يارب برد قلبي من ناحيتها عشان اعرف اخدها في حضني تاني ....يارب سامحني اني ماخدتهاش في حضني بس غصب عني مش قادره وانا قلبى قايد نار من اللي عملته ..!

......

.........

وقف عمر أمام المرأه يصفف خصلات شعره التي ما تزال عالقه بها قطرات المياه بعد أن انهي استحمامه ليصفف شعره الاسود الغزير بعنايه ثم يلتقط زجاجه عطره ينثر منها فوق عنقه وهو يبتسم لانعكاس صورته بالمراه بانتشاء يعكس سعادته وراحته بينما كان وكأنه يضغط زر 

يفصله عن كل شيء حوله ما أن يكون معها ....خرج من الغرفه تسبقه رائحه عطره الاثره ولكن هناك رائحه أخري جذبته ليتجه الي مصدرها وسرعان ما تتسع ابتسامه ويستند الي إطار باب المطبخ بينما وقفت وسيله أمام الموقد تقلب ذلك الإناء الذي خرجت منه تلك الرائحه الشهيه ....وقف يتأملها للحظات بينما عكصت خصلات شعرها بفوضويه فوق راسها وعكست وضع ساقيها برشاقه وهي واقفه أمام الموقد ... قادته قدماه لااراديا ناحيتها ليجد نفسه يقف خلفها تماما ويحيط خصرها بذراعيه يسحب رائحتها الي أنفه ....ارتبكت دقات قلب وسيله بداخل صدرها ما أن شعرت بتلك الحراره المنبعثة من صدره تلامس ظهرها بينما اكتسي وجهها بالحمره التي امتزجت مع ابتسامتها الخجوله وهي تشعر بتلك الفراشات تحلق داخل معدتها بينما أنفاسه تتحرك علي جانب عنقها حيث أسند رأسه الي كتفها وبقي يحتضنها من الخلف ...أغمضت عيناها بينما اسكرتها رائحه عطره واخذتها تلك المشاعر التي يولدها بداخلها الي جنه لم تعرف بوجودها من قبل ....خلبت عقله نعومه بشره عنقها المرمري وارادت شفتاه أن تتذوقها ولكنه سيطر علي اندفاع مشاعره واكتفي بأن تلامس شفتاه بشره عنقها وهو يهمس بجوار أذنها : حبيتي بتعمل ايه ؟

عضت وسيله علي شفتيها تحاول استجماع بعثره مشاعرها وهي تستدير إليه ليضيع مجددا ثباتها وهو يغرقها بنظرات عيناه لتعض مجددا علي شفتيها وهي لا تدرك كم تقتله بحركتها العفويه تلك ....!

قالت بصوت متهدج من فرط أنفاسها : انت قولت جعان وانا عارفه انك مش بتحب اكل برا فقولت اعملك اكل 

ماذا فعل بحياته لينال فتاه بريئه جميله القلب مثلها .....كان ايهم محق بأنه لو فعل شيء جيد في حياته فإنه اختياره لها ولن يكون مغرور ويقول إنه اختارها بل يعترف بيقين أن القدر من وضعها في طريقه !

بخجل وبلطف أبعدت وسيله ذراع عمر من حول خصرها ليبتسم ولا يقبل بالابتعاد وكانت تلك المره الفريسه هي يدها التي امسكها بيداه ورفعها الي شفتيه يلثمها برقه قبل أن يفتح كفها ويضع قبلات صغيره بداخله وهو يهمس بنبرته الاثره :تسلم ايدك!

.....

........

عقدت ثراء حاجبيها وهي تلتفت الي زميلتها باستفهام : في ايه يا روضه ؟

هتفت الفتاه بملامح وجه مشدوده الي الجهاز امامها بينما يدها لا تتوقف عن الطرق علي الماوس بحركه عصبيه : مش عارفه يا ثراء ..... الكمبيوتر !

نظرت ثراء الي الفتاه ثم الي الجهاز تتظاهر بخبث شديد بالمفاجاه : ايه اللي حصل ؟

هزت الفتاه راسها بضياع بينما لا يستجيب الجهاز لأي شيء لتقوم من مكانها وتهتف بصوت متوتر : مش عارفه في ايه .....شغلي كله علي الجهاز ! 

بخبث نعم لا نراه علي الوجوه ولكنه يكون واضح وضوح الشمس بالقلوب كانت ثراء تقف بجوار روضه وتحاول تخفيف الصدمه عنها حينما هتف أحدي مبرمجي ال I t بالشركه : للاسف فيرس محي كل اللي علي الجهاز ...!.

بتأثر زائف هتفت ثراء : لاحول ولا قوة الا بالله

قبضت روضه علي يدها واتجهت الي جوار المهندس تسأله بيأس : مفيش حل .....ده كل شغلي عليه 

هز الرجل رأسه وهو يردد : للاسف لا 

كانت اعذب معزوفه موسيقيه تسمعها ثراء تلك الخبيثة التي لابد وأن كل مننا قابل مثلها في عمله ...تلك التي ترتدي ثوب الفضيله وهي ليست أكثر من غادره تتسلق سلم وظيفتها علي أكتاف ضحايا غدرها وليست تلك الحقيقه البشعه بل الابشع أنها مثل ثراء بالضبط تقف بجوارك تواسيك ليس وكأنها السبب فيما تعانيه فليعافينا الله من أمثالها ! 

......

........

باستمتاع جلس عمر يتناول الطعام الذي أعدته وسيله والذي بكل حماس وقف يشاركها في إعداده ليحملا سويا الاطباق ويخرجون الي غرفه المعيشه يجلسون وهم يتابعون حديثهم الذي يتدفق بلا توقف 

ضحكت وسيله وهي تجيب عن سؤاله كيف استطاعت أن تحل الأمر بتلك السرعه : سهله اوي ياعمر ومهروسه مش محتاجه ذكاء ...دي لسه اصلا جايه في مسلسل جعفر العمده 

رفع عمر حاجبه : مين !

قالت وسيله بحماس وهي تلتقط قطعه من اللحم بين شفتيها : ده مسلسل كان بيجيى في رمضان ...البطل 

ضحك عمر بينما تشرح له المشهد ( كان راجع من السفر وواحد حط له كيس المخدرات في الشنطه )

اجتذبت ضحكتها عيناه كما جذبه كل شيء بها إليها أكثر واغرقه بسحرها ليتزحزح قليلا من مكانه باتجاهها يقترب منها بينما عيناه تتلكأ فوق شفتيها الضاحكه ليمرر طرف لسانه ببطء علي شفتيه وهو يسألها بمكر : وهو كان مسافر ليه 

تابعت تخبره عن احداث المسلسل ( كان راجع من شهر العسل ) 

راقه كثيرا ما نطقت به ليتزحزح أكثر إلى جوارها ومازالت عيناه لا تفارق النظر إلي شفتيها ليميل ناحيتها مقرب وجهه من وجهها فيشعر بانفاسها الرقيقه تداعب وجهه الذي قربه من وجهها ومد يداه الي أحدي خصلات شعرها من الاسفل يحركها بين أصابعه وهو يسألها بنبره خافته ممزوجه بالمكر : طيب واحنا ايه ؟

احتبست انفاس وسيله بصدرها من قربه واندفعت الحمره الي وجهها وهي تسأله بأنفاس متبعثره : احنا ايه ؟

مال عمر عليها أكثر لتتغلغل رائحته الرجوليه الخلابه بانفها وتزيد من اندفاع الدماء بعروقها من قربه الشديد منها بينما يهمس مباشره أمام شفتيها التي اكت

نزت بحمره قتلت اعصابه : احنا مش هنبدا شهر العسل !

ولم يكن هناك عسل اطيب من شفتيها التي التهمها بين شفتاه بينما نفذت كل ذره صبر لديه ولم يعد يحتمل الانتظار لتذوق شهد شفتيها ! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 







تابعة لقسم :

إرسال تعليق

13 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تسلم ايدك
    إن شاء الله تنكشف ثراء وتاخد جزاءها

    ردحذف
    الردود
    1. تحفه يا رونا ويارب نشوف نهايه ثراء الخبيثه ديه بكره اوى شخصيات الى زيها لانها موجوده حوالينا وبتمثل علينا طيبه وهى شيطانه اتوصى بقا فى نهايه بتاعتها

      حذف
  2. بجد متشوقه اعرف ايه اللي هيحصل لغرام

    ردحذف
  3. ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️🦋🦋

    ردحذف
  4. رائعه ❤️❤️

    ردحذف
  5. تسلم ايديك اللي زي ثراء موجود حوالينا كتير واخرتهم باكون سيئة جدا بالعادة

    ردحذف
  6. تسلم ايدك يا حبيبتي تحفه بجد

    ردحذف
  7. البارت راااائع تسلم ايدك ♥️🥰

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !