( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
رفعت عزه حاجبيها بدهشه وهي تفتح الباب لتتفاجيء بأم مياده امامها ..: انتي !
أومات ام مياده وهي تراجع بعقلها الكلمات التي جعلها ايهم تحفظها لذا قبل أن تندفع إليها عزه بحقد وغضب كانت تقول سريعا : قبل ما تقولي اي حاجه اسمعيني يا ست عزه
نظرت لها عزه بحنق لتبتلع وتتابع وهي تشير الي راسها المربوط بالاربطه الطبيه والي الكدمات علي جانب وجهها
: الراجل منه لله ابوها ضربني وبهدلني وحلف ميه يمين ماهي متجوزه واخدني واخد البت وراح عند أهله في الصعيد وانا فضلت هناك غضب عني والبت مقهورة علي العز اللي راح منها بسبب ابوها منه لله .....المهم اني عملت نفسي موافقه كام يوم كده عشان يسهي عني واول ما صدق اني نسيت الجوازه قومت اخدت البت وهربت وجيت ليكي علي طول
رفعت عزه حاجبيها ونظرت الي المرأه بتقييم لصدق روايتها لتتابع ام مياده بدموع ورجاء : اوعي تقفلي بابك في وشي يا ست عزه ....ابوس ايدك انا ماليش غيرك
بعد ربنا
امتلئت نظرات عزه بالانتصار لتقول لها بتعالي : عاوزة ايه ؟؟
قالت ام مياده : تكملي الجوازه
تهكمت عزه : وهو الراجل هيقعد مستني بنتك أن شاء الله!
نكست ام مياده راسها بزيف وقالت : يعني خلاص
أومات عزه لتستدير ام مياده ولكن قبل أن تتحرك أوقفتها عزه : استني !
التفتت لها ام مياده بوجه متهلل : نعم يا ست عزه
قالت عزه بخبث : هكلم الراجل بس المره دي لو فكرتي تعملي ...قاطعتها ام مياده : ما انا قولتلك غصب عني
أومات عزه قائله : ماشي هعمل نفسي مصدقه ....دلوقتي تنزلي تجيبي البت وتيجي
هزت ام مياده راسها لتتابع عزه : وتيجيبي الفلوس اللي اخدتيها
قالت ام مياده بحزن مزيف : ماهو الراجل منه لله اخدهم مني
نظرت لها عزه بغضب ولكنها كتمته بداخلها فهي ستعوض خسارتها بالتأكيد حينما يرضي عنها الثري العربي
لتقول من بين أسنانها : هاتي البت وتعالي
وبالفعل نفذت ام مياده الخطه بقلب مرتجف خوفا علي ابنتها ولكن امام وعود ايهم لم تتراجع واستجمعت شجاعتها وهي جالسه أمام عزه وابنتها بجوارها وذلك الاشيب جالس أمامهم بعيون نهمه تتطلع الي ابنتها التي ينتوي اقتناص برائتها ....ابتسمت عزه وقالت : مبروك يا شيخ
اوما لها الرجل وامسك من جواره حقيبه جلديه وضعها أمامهم علي الطاوله وفتحها لتبتسم عزه برضي وهي تري الرزم الماليه بداخلها وتسرع تغلقها وتاخذها الي جوارها
تعالي رنين جرس الباب لتلتفت ام مياده سريعا الي عزه قائله : هفتح انا ياست عزه
أومات عزه لها لتلتفت بنظراتها الي الفتاه التي انكمشت علي نفسها بخوف من نظرات الرجل إليها لتقول عزه بمكر : مالك ياحلوه خايفه من ايه ....قومي اقعدي جنب عريسك ...!
هزت الفتاه راسها ليبتسم الرجل بخبث ويشير لها الي جواره : تعالي يا حلوة قربي ولا اقرب انا
تراجعت الفتاه بمقعدها حينما قام الرجل من مكانه ولكنه لم يكد يخطو خطوه حتي توقف مكانه حينما تفاجيء بقوات الشرطه تداهم المنزل بعد أن فتحت لهم ام مياده الباب ....عقدت عزه حاجبيها وقامت من مكانها بهلع : في ايه يا بيه !
قال الضابط بسخط : في بلاغ متقدم ضدك انك بتجوزي البنت غضب عن أهلها وانك خاطفاها هي وامها
اتسعت عيون عزه ولكن قبل أن تقول شيء كانت أم مياده تجثو علي ركبتها أمام الضابط ببكاء : الحمد لله انكم جيتوا ياباشا .....حبستني انا وبنتي ومصممه تبيعها لراجل اد ابوها ...والفلوس والعقد العرفي اهم
أشارت إلي الطاوله ليشير الضابط الي القوات خلفه : حرزوا كل حاجه واقبضوا عليهم ...!
خفق قلب ريم بقوة بينما جلست في سيارتها بانتظار عمر لتمر دقائق الانتظار وكأنها ساعات ....نظرت بترقب في مرأه سيارتها لتلمح سيارته اتيه من الخلف
توقف عمر بجوارها وظل داخل سيارته واضعا نظارته الشمسيه فوق عيناه ينظر أمامه ولا يلتفت إليها
وكالعادة يحصل علي ما يريد ليس لشيء إلا ثقته في ضعف من أمامه وامتثالهم لرغبته فكانت ريم تنزل من سيارتها وتتجه إليه ...مالت إليه من خلال نافذه السيارة بجواره لتقول بحنين وهي تتطلع الي ملامح وجهه الجانبيه : ازيك ياعمر
التفت عمر إليها بملامحه الواثقه ليقول بارتياح : كويس اوي زي ما انتي شايفه !
ابتلعت ريم ببطء ونظرت الي نبرته وملامحه البارده التي اعتادت عليها لسنوات ولكنها كانت تأمل نفسها بقليل من حراره اللقاء بعد مرور تلك الأشهر وكم كانت تخدع نفسها بغباء تماما كما قالت لميا عنها تركض خلف أذيه نفسها لتجد نفسها تقول بعتاب : شايفه انك كويس اوي ....مع اني مش كويسه
وكأنها تعزف سيمفونيه علي اوتار غروره وهي تتابع رثاء نفسها : عمر انا مش عارفه اعيش من غيرك ...كنت حاسه حياتي جحيم ..فضلت احاول اقنع نفسي اني هقدر بس كنت بضحك علي نفسي واول ما بابا قرر اني اسيب نديم حسيت اني زي المسجون اللي افرجوا عنه
التوت شفاه عمر بابتسامه ساخره : للدرجه دي !
أومات له بقلب ملتاع : واكتر من كده ياعمر
نظرت إليه بأسي وهي تقول : عمر هو انت بجد عرفت تعيش من غيري ؟!
مرت لحظات وهو صامت وهي بانتظار الاجابه لتجده يميل تجاه مقبض الباب الداخلي يفتحه وهو يقول بينما يتراجع مجددا الي مقعده : هجاوبك بس مش هنفضل نتكلم في الشارع
ابتلعت ريم بتوتر وبقيت واقفه مكانها أمام بابه المفتوح بتردد بينما للحظه أضاء ضوء تحذير قوي بداخل عقلها يذكرها بغدره بها اخر مره
متوقع منها إلا تمتثل ليهز عمر رأسه بمنتهي الهدوء ويميل ليغلق الباب قائلا بهدوء : سلام
ما أن إدار محرك سيارته حتي هتفت ريم بلا اي تفكير : عمر استني !
...........
......
يوم اخر مضي من عمرها الذي لم تعد تحسبه بينما حياتها كلها توقفت بعد تلك الليله التي أخطأت بها خطأ عمرها
لتحاول أن تتوقف عن لوم نفسها الذي لن يقدم أو يؤخر شيء وتفكر في حل وللاسف لا يوجد امامها اي حل اخر
رفعت عيناها تجاه ايهم الذي طرق باب الغرفه ثم فتحه
ووقف علي عتبته ...ابتلعت ببطء ليشير لها بحزم : قومي و تعالي ورايا !
أومات وتحركت بخطي بطيئه خلفه بينما قبل لحظات تأكد أن ابنتاه بالخارج وقد حان تنفيذ ما انتواه
سارت خلفه الي الخارج ليسحب ايهم نفس عميق قبل أن يقول وهو يسحب أحدي المفاتيح من جيبه ويمد يداه إليها بها : انا أجرت ليكي شقه صغيره تعيشي فيها وهشوف ليكي شغل لو عاوزة وكل شهر هبعتلك مصروف لغايه ما من نفسك تقولي كفايه حتي لو فضلتي سنين مش هقول لا وهفضل اصرف عليكي
هز كتفه وتابع باقتناع : ده اللي اقدر أقدمه ليكي
تهادت قطبه جبين غرام الي جبينها ببطء بينما ترتب كلماته وتصوغها بداخل عقلها حتي انتهت بأن هذا هو كل ما سيقدمه لها والذي بحسبه بسيطه يحل له مشكله وجودها ولكنه لا يحل لها مشكله ضياع مستقبلها
لينظر ايهم الي صمتها ونظراتها إليه قبل أن يقول بترقب : قولتي ايه ...مفتكرش عرضي يترفض
هزت غرام راسها وقالت وهي تتحلي بالجرأه : مش قابله !
عقد ايهم حاجبيه بقوة مستنكرا : قولتي ايه ؟
قالت غرام باقتناع أن اللحم الموضوع امامها لا يساوي شيء أمام كسره الخبز التي تترجاها منه والتي ستغنيها من جوع : قولت عرضك مش حل ليا
رفع حاجبه باستنكار : امال ايه الحل ؟
ابتلعت غرام ولم تيأس من طلبها : انك تتجوزني !
زفره قويه خرجت من شفتيه جعلتها تنتفض مكانها بينما يزمجر بها بغضب شديد : لا ....مستحيل ...قولتلك مش هيحصل
رفع إصبعه بوجهها بوعيد : اسمعي بقي يا بت انتي أنا صبري نفذ وحاولت اتعامل معاكي بالذوق لكن خلاص جبت اخري وكلمه كمان هوريكي الوش التاني
ارتجف داخلها بقوة من تهديده ولكن لسانها نطق بالعكس وهي تقول بوعيد لا تعرف ثمنه : يبقي انا كمان هوري بناتك وشك التاني .
فتحت علي نفسها ابواب الجحيم حتي أنها كادت تشعر بسخونه أنفاسه وهو يتجه ناحيتها لتتراجع للخلف بخوف واضح بينما ايهم يتقدم ناحيتها بثبات خطوتين قبل أن يتوقف مكانه يخبر نفسه أنها تهدد بلا تفكير لذا استعاد هدوءه ووقف مكانه يتطلع إليها بابتسامه مستخفه لم تعرف غرام سببها في البدايه الا حينما قال ببرود : اثبتي !
اتسعت عيناها بصدمه : ايه !
تراجع ليجلس علي أحد المقاعد ويضع ساق فوق الأخري : اللي سمعتيه ....اثبتي اي كلمه من كلامك ..!
انفرجت شفتيها وهي تنظر إليه بعدم استيعاب ليكمل ساخرا : كلامك كلام فاضي .....معروف انا مين ومحدش هيصدقك
عقدت حاجبيها وقبل أن تنطق بشيء كان يتابع : ولو فاكره عزه دليل فأحب اقولك أن عزه خلاص بح ....نفض يداه وتابع : عزه في السجن
انصدمت ملامحها ليقوم من مكانه ويتجه إليها بخطوات واثقه بعد أن نال مراده بزعزه جرأتها ليقترب منها ويهمس بجوار أذنها بفحيح : لو مش عاوزة تشرفي جنبها ...اسمعي الكلام واقبلي عرضي
ابتعدت غرام خطوة للخلف ورفعت عيناها تتطلع الي ثبات نظراته والذي اخفي خلفه ترقبه لنتيجه تهديده الذي ظن أنها ستخضع له للحظه وهو يري ذلك الخوف بعيونها وكانت بالفعل خائفه ولكن بحسبه بسيطه وجدت أنه لايوجد لديها ما تخاف عليه وأنها بالفعل خسرت كل شيء والقادم لن يكون اسوء مما مضي لذا هزت راسها وقالت بثبات : لا
انزعجت كل ملامحه لتتابع غرام بتحدي : انا معنديش حاجه اخاف عليها ولا بقي عندي حاجه اخسرها
زم ايهم شفتاه بحنق : مش خايفه من السجن
هزت غرام راسها وقالت بشجاعه : ما انا هفضل طول عمري قدام المجتمع مسجونه في دور البنت الزباله ....كله سجن ..!
قالت كلمتها واتجهت الي باب الغرفه بخطوات متعثرة ولكنها شجعت نفسها أن تمضي بها لتوقفها نبرته الامره: استني عندك !
توقفت مكانها والتفتت إليه ليرفع إصبعه أمام وجهها قائلا بنبره قاطعه : رفضك عرضي مش هيفتح اي طريق لحاجه تانيه في دماغك ولو فاكره بتهديدك هتوصلي لحاجه تبقي متعرفنيش
اتجه إليها ليتوقف امامها مباشره ويتابع : انا ماليش دراع عشان يتلوي وحتي لو قولتي للبنات محدش منهم هيصدقك ولا حد هيصدق اني اتجوزت واحده زيك .!
تفاجيء بها تردد بتحدي : مفهوم ....استدارت وتحركت خطوتين قبل أن تتوقف وتلتفت إليه مره اخري ترمقه بنظره طويله قبل أن تقول : وعندك حق انا فعلا معرفكش .....ابتلعت وتابعت : ولا انت كمان تعرفني !
ظن للحظه أنها تهدده ولكن نبرتها الكسيرة أبعدت ذلك الاحتمال وكانت بالفعل غرام تصل إلي هدفها بالمزيد من تأنيب ضميره بعد القاءها بالمزيد من كلماته المسمومه التي تقترن دوما بهذا الوصف ( واحده زيك ..! )
......
..........
تلفتت ريم حولها الي هذا الطريق الذي يقطعه عمر بسرعه غاشمه كما اعتاد في قيادته ولكن ما لم تعتاده هو صمته الذي أصبح مخيف بالنسبه إليها خاصه وهو ممزوج بتلك النظرات لتشعر بالندم الشديد يغزو أوصالها علي رعونه تصرفها وتوبخ نفسها علي قدومها له بقدمها بعد ما فعله بها ولكن الندم والتوبيخ لن يغير شيء الان لذا سألته : عمر احنا رايحين فين ؟
هز عمر كتفه بهدوء : هنتكلم !
أومات وهي تنظر للطريق السريع حولها : فين ؟!
قال عمر باقتضاب : هتعرفي
تمسكت ريم بالمقعد بيد مرتجفه وخفضت عيناها تجاه مقبض السياره لتري ضوء القفل مضاء فسخرت من نفسها لهذا التفكير فحتي لو كان الباب مفتوح فعل ستقفز من السياره .....شجعت نفسها وهي تلتفت إليه قائله : عمر انا وثقت فيك !
التوت شفاه عمر بابتسامه ساخره بنفس لحظه دورانه للمقود والتفافه الي طريق فرعي قائلا : ثقتك في محلها يا بيبي !
فركت ريم وجهها بينما بدء العرق البارد يتسرب علي طول ظهرها وهي لاتري نهايه لهذا الطريق
اخيرا بدأ عمر يهدأ من سرعه سيارته أمام أحدي البوابات الحديديه الضخمه التي توسطت سور منخفض نسبيا
بعد لحظات من إطلاق البوق كانت البوابه تنفتح
تقدم الرجل ذو الشارب الكثيف من السياره ليميل ناظرا الي عمر قائلا : اهلا يا عمر بيه
اشار له عمر : سيب البوابه مفتوحه يا عرابي
اوما الرجل وسرعان ما كان عمر ينطلق للداخل لتنظر ريم حولها بعدم فهم بينما وجدت نفسها في ارض فضاء شاسعه سار عمر بها بضعه كيلو مترات
قبل أن يتوقف ....ضمت ريم قبضتها بخوف حينما التفت وتطلع إليها بنظرات مبهمه
طالت نظراته قبل أن ينطق ببطء : عاوزة ايه ياريم ؟
نظرت له تبحث عن الاجابه فعليا فهي لا تعرف اجابه لهذا السؤال...فماذا تريد من رجل لم يقدم لها إلا الاذي كما قالت لميا ....رفع عمر حاجبه ساخرا : للدرجه دي الاجابه صعبه
أومات ريم : جدا
قال عمر باستفهام : امال جايه ليه ؟!
تنهدت ريم قائله بشتات : هتصدقني لو قولت لك مش عارفه .....ضيق عمر عيناه لتتابع ريم وهي تفرك يدها : معرفش حاجه الا اني بقول لنفسي من سنين انا بحب عمر ...بحبك ليه أو ليه جيت ووثقت فيك بعد اللي عملته أو ليه حتي غدرت بنديم معرفش.... غص حلقها وتابعت : جايز زي ما بيقولوا مرايه الحب عاميه
اوما عمر قائلا بتحقير : اكيد وانا كنت اعمي ونديم كمان كان ومازال اعمي
عقدت حاجبيها ونظرت له ليهز رأسه وتستشرس نبرته بينما يقول : طبعا ....انتي بتلعبي بينا احنا الاتنين وكأن كل واحد استبن للتاني
ابتلعت ريم وهزت راسها : لا ...انا ...قاطعها عمر بملل : مش عاوز اسمع حاجه
اشاح بوجهه تجاه نافذه السياره بجواره وهتف بها ببرود : انزلي
عقدت حاجبيها باستفهام : انزل !
اوما عمر بنفاذ صبر : انزلي
لم تفهم شيء وشعرت بالخوف يتدفق في عروقها أكثر
فماذا يخطط ....زفر عمر لحظه قبل أن تنتفض ريم علي صوته الجهوري الذي خرج فجأه هاتفا : بقولك انزلي !
ارتجفت ريم لتجده ينزل من مقعده ويتجه ناحيتها ويفتح الباب ويجذبها من ذراعها خارج السيارة
نظرت إليه بخوف : عمر انت هتعمل فيا ايه ؟
ترك ذراعها بقوة فتقهقرت للخلف تنظر إليه وهو يعود الي سيارته: عمر انت رايح فين .....انت هتسيبني هنا
اوما عمر ببرود : اه
اتسعت عيناها بخوف لتسرع تجاه باب السياره تحاول فتحه : عمر ....عمر انت بتعمل ايه ؟
قال عمر ببرود يخفي به غضبه الشديد من نفسه قبل من أن يكون منها فهو مثلها لا يعرف ماذا يفعل ...يريد أن ينتقم من نديم ولكنه للحظه أشفق عليه من وجود فتاه مثلها بحياته ...غادره خائنه !
نظر لها باحتقار وتابع : متخافيش يا بيبي مش هعمل اي حاجه ....انا هسيبك هنا وكمان مش كتير ...بس كام ساعه بعدها عرابي هيديكي تليفون تكلمي حد يجي ياخدك ....نظر لها ساخرا : شوفي بقي هتكلمي نديم ولا رشدي ....اهو في الكام ساعه دول رتبي هتقولي ليهم انتي هنا ليه
أطلق ضحكه ساخره علي ملامحها المصدومه ليتابع : افتكر ده عقاب مناسب اوي لواحده زيك
حك ذقنه وتابع : واه ....لو كلمتي نديم ابقي انصحيه يبعد خالص عن سكتي وانتي مش عاوز اشوفك ولا اسمع اسمك تاني عشان المره اللي جايه هتندمي فعلا ...
أطلق البوق ليسرع إليه عرابي فيطلق عمر زفره غاضبه يستجمع بها غضبه : عرابي الانسه كانت هتتفرج علي الأرض.....سيبها فيها كام ساعه ولما اكلمك اديها تليفونك تكلم حد ياخدها
اوما عرابي بالرغم من دهشته : حاضر يا عمر بيه
ليلتفت عمر الي ريم التي وقفت مكانها مصدومه ويتابع : واه يا عرابي متبقاش تقفل البوابه ولو الانسه عاوزه تخرج سيبها ...نظر لها ساخرا وتابع : بس ابقي خليها تاخد بالها احسن تتخطف في الطريق المقطوع برا ..!
.........
.......
قبضت لميا علي هاتفها بيدها وهي تزمجر بغضب ممزوج بالقلق الشديد : ردي بقي يا ريم ....مجددا تعالي رنين هاتفه ريم الذي تركته في سيارتها الواقفهعلي جانب الطريق ليدق قلب لميا بقوة وهي تكرر الاتصال للمره التي لاتعرف عددها خلال الساعه الماضيه ....
وقفت مكانها حينما دخل رشدي إليها ليعقد حاجباه ويتسائل عن سبب حالتها : في ايه ؟!
هزت كتفها بتوتر واضح : مفيش
اوما رشدي قائلا : طيب انا خارج
هزت راسها وعادت لتجلس ولكن قبل أن تمسك هاتفها مجددا كانت ترفع عيناها الي رشدي الذي كاد يغادر : رشدي !
التفت لها لتستجمع شجاعتها قائله : في حاجه لازم اقولك عليها !
......
........
تحرك مراد ذهابا وإيابا عاقدا ذراعيه خلف ظهره
بضيق ....نظر إلي باب غرفتها المغلق تماما كما حال كل الطرق بينهم الان ....تنهد واقنع نفسه أن تلك المره الاخيره التي سيبادر بها وبذلك يكون قد فعل كل ما باستطاعته
احتضنت جوري الوساده وبقيت مفتوحه العينان تحدق في الفراغ امامها تفكر مثله بالضبط في الطرق التي تنغلق بينهم الواحد يلو الآخر ....هل أخطأت حينما فجاه انتفضت من أسفل صمتها وكان عليها البقاء بنفس الطريق الذي اختارته وكانت تشعر به بالراحه أو الاحري بالأمان
وهي تختار جانب الصمت وتجاهل كل مايمر بينهما تقنع نفسها انها سعيده وتفعل الصواب لتجد بالنهايه أنها فقدت شخصيتها والان تبحث عنها بضياع وهذا الوضع جعله هو الآخر مشتت لا يدرك ماذا يفعل ...إذن هو ليس المخطيء وحده ..
نعم تعترف أن كلاهما مخطيء ولكن هل لديه نفس القناعه
شعرت بباب الغرفه ينفتح ومعه ينفتح أحدي الابواب بعقلها يخبرها أن عليهم الالتقاء بطريق وعليها أن تبادر مثله ...!
: جوري ...ناداها بصوته العميق لتستدير إليه وتعتدل جالسه تنظر إليه ....نظر لها مراد بغضب مكتوم فأن كانت تتعذب مثله فلما كل هذا العذاب فلتعود كما كانت وتعود حياتهم الي ماكانت عليه وكم كانت مفارقه ساخره رغبته بأن يعود كل شيء لما كان ينتقده سابقا
لم يبدر الي ذهنه اي بدايه أو مقدمه لحديثه فكان هذا السؤال الذي يضع به دفه الحديث بيدها : عاوزة ايه ؟
نظرت له لوهله بعدم فهم ...قبل أن تفهم مراده
فتنظر له طويلا تبحث عن اجابه ...حسنا ترك لها دفه الحديث وسألها عن ماذا تريد وكم كان كريما في ترك الأمر بيدها ....
التقت عيناهم للحظات قبل أن تخفضها جوري وتهز كتفها قائله : تخيل اني عمري ما سألت نفسي السؤال ده
نظر لها بعدم فهم لتتابع بغصه حلق : عمري ما سألت نفسي انا عاوزة ايه وطول الوقت كنت بهتم انت عاوز ايه فللأسف سؤالك مالوش اجابه عندي !
......
.........
انتفضت شهد بخوف وأسرعت تجاه النافذه الزجاجيه الضخمه تتطلع الي مصدر ذلك البوق القوي بالخارج
خرجت زينه الي شرفه غرفتها علي اثر ذلك الصوت وكذلك كانت تينا تخرج بينما لحقت خطوات سيف بخطوات أبيه الذي اسرع تجاه الباب الزجاجي يفتحه ويخرج الي الحديقه متسائلا بصوت غاضب : في ايه يا شافعي
قال شافعي سريعا بعد أن فهم من حارس البوابه : ده رشدي بيه برا ومصمم يدخل ولما مجدي قاله هيبلغ سيادتك الاول عمل زي ما انت شايف
اشار له عاصم : افتح له الباب
اشار شافعي لحارس البوابه الذي ضغط الزر لتنفتح البوابه الالكترونيه وسرعان ما كانت سياره رشدي تندفع الي الفناء ....وقف عاصم بحاجب معقود اعلي درجات السلم الرخامي ينظر إلي رشدي الذي غادر سيارته واندفع ناحيته وقبل أن يسأله عن سبب ما يفعله كان رشدي يهتف بصوت جهوري غاضب : ابنك عمل ايه في بنتي ياعاصم ..!
.......
.........
تركت وسيله اسر شفتيها التي ادمتها اسفل اسنانها من فرط توترها وهي تفكر بلا توقف في كل ماحدث وتلوم نفسها بلا هوادة علي ماحدث بينما ما تزال لاتصدق أنها فعلت شيء كهذا ....مهما أخبرها ومهما شرح لها إلا أنها بقراره نفسها تدرك أن ماحدث خطأ وكان لا يجب أن يحدث ....حتي ولو لم يكن حرام فهي تعتبره هكذا لأنها فعلته خلسه وانت ثقه جدتها بها وقبل كل هذا خانت ثقه نفسها وخذلتها ....أمسكت هاتفها الذي يرن برقمه لتجيب عليه وسرعان ما يشعر بالحزن بنبرتها ليقول بحنان : وحشتيني !
خانتها دقات قلبها ودقت له مجددا وهي تهمس باحتياج : وانت كمان ....انا محتاجالك جنبي ياعمر
ابتسم عمر قائلا بحراره : وانا محتاج ليكي اكتر يا روحي ....تنهد وتابع : انا مش قادر ابعد عنك ولا عاوز اشوف حد غيرك ....انتي الوحيده اللي برتاح معاها
ابتسمت بشجن : بجد ياعمر
قال بصدق : بجد يا قلب عمر
ولم يكن يكذب أو يزيف مشاعره بل كان صادق فهي تعتبر الجانب المشرق في حياته ....أصبح يكره كل شيء كان قبلها من نفسه وحياته وأصبح مستمر معه ....لا يريد شيء يذكره بماضيه الذي مازال يسيطر علي تصرفاته بل يريد أن يبدأ حياه جديده معها يكون هو وهي فقط !
.........
....
ابتلعت غرام بخوف وهي تتلفت حولها قبل أن تندفع علي أطراف أصابعها تجاه غرفه مكتبه فلابد أن تجد تلك الورقه التي تثبت حقها ...
تلفتت غرام حولها وهي تطل برأسها من باب غرفتها بينما خرج الجميع في الصباح ....انهكها التفكير طوال الليل في كلماته وطال رجاءها أن تجد فعلا ما يجعلها تقف أمامه ...لقد ظلمها كثيرا وهي من قبله ظلمت نفسها وظلمت والدتها والتي من أجلها ستفعل اي شيء لتجبره علي أن يتزوج بها فلن تكون الخاسره الوحيده وطالما هو بدء بتهديدها فلتهدده هي الأخري ان وجدت مرادها المتمثل بورقه الزواج أو أي شيء آخر يثبت علاقته بعزه ...عزه التي وقفت مكانها تفكر ماذا حدث لها أو ماذا فعل بها وهل حقا أصبحت مسجونه ....وبالفعل كان هذا ماحدث ولكنها لا تعرف شيء إلا ما قاله والذي لا تعرف ان كان مجرد تهديد يرهبها به ام حدث بالفعل وكم تمنيت بداخلها أن يكون كلامه صحيح لعلها تشعر بالقليل من العداله لأنها اقتصت من تلك المراه التي أضاعت مستقبلها وهي من ساعدتها بيدها لتلقي نفسها بهذا الطريق المظلم ...!
تراجعت خطوه للخلف بهلع حينما جاءها صوت ام حسن من خلفها والتي خرجت للتو من أحدي غرف الفتيات تحمل سله الغسيل : في حاجه يا بنتي ؟
ابتلعت غرام وهزت راسها : لا ...انا ...انا كنت رايحه اشرب
أومات لها ام حسن واتجهت امامها الي المطبخ لتجثو علي ركبتها أمام الغساله وتبدأ بوضع الغسيل بها
ارتجفت يد غرام وهي ترفع كوب الماء الي فمها ترتشف القليل بينما عقلها كان يدور بلا توقف تتساءل أن كان ممكن مازال يحتفظ بتلك الورقه التي تحفظ حقها أو اي شيء يربطها به لعلها تستطيع أن تضغط عليه بها
التفتت تجاه ذلك الصوت الذي أصدر رنين لتجد أحدي الخواتم يتدحرج علي الأرض الرخاميه مصدرا رنين مع كل حركه ...تابعته عيون ام حسن حتي توقف والتقطته بين أصابعها لترفع عيناها تجاه غرام بهذا الخاتم الذي يبدو أن أحدي الفتيات تركته بجيب سترتها
قلبت ام حسن الخاتم الثقيل بين أصابعها قبل أن تخفي حسرتها وهي تعطيه لغرام وقد ضاعت فرصتها ..!
قالت غرام وهي تاخذ الخاتم من يدها : تلاقي واحده من البنات نسيته في جيبها ....حطيه في اوضتهم أو لما يرجعوا اديهلهم عشان متحصلش مشكله تانيه
اهتزت نظرات ام حسن وهي تسأل غرام : هو في حاجه حصلت
بعفويه أخبرتها غرام بفقدان السلسله لتقول ام حسن وهي تخفي ارتباكها الذي لم تلاحظه غرام وقد انشغلت بتفكيرها : لسه بنات صغيرين مش عارفين قيمه الحاجه ....اهو تلاقيها نسيتها في اي حته ...هروح ارجع الخاتم وأكمل تنضيف الاوضه
أومات غرام واعطت للمرأه الخاتم لتعيده الي غرفه الفتيات ....مجددا تلفتت حولها قبل أن تنطلق الي غرفه مكتب ايهم مستغله انشغال ام حسن في تنظيف الغرفه
دق قلبها بجنون وخيل لها أنه جالس خلف مكتبه يتطلع إليها بعيناه ذات النظرات الحاده بينما تبحث بايدي مرتعشه بين الاوراق ....أغلقت الدرج يلو الآخر وهي تبحث بيأس بدأ يتملك منها بينما خدعت نفسها بأمل زائف أن تجد شيء ....أغلقت الإدراج وحاولت ترتيب كل شيء مكانه قبل أن تسحب جسدها بساقيها التي تحولت إلي هلام وهي تتجه الي باب الغرفه .....أطلت برأسها من الباب قبل أن تخرج سريعا وتمد يدها تجاه الباب تغلقه لتنتفض بهلع ما أن وجدت ام حسن تخرج امامها
نقلت ام حسن عيناها تجاه غرام وتجاه الغرفه بصمت ثم تابعت خطواتها للخارج لتضع غرام يدها علي قلبها الذي يدق بقوة وأسرعت الي غرفتها لتتهاوي مكانها بيأس ..!
......
......
مرت لحظات من الصمت بينما يتبادل مراد النظرات مع جوري التي ارهقته بتبدل أحوالها وبمغزي كلماتها الذي لا يصل إليه ولا يشعر بشيء إلا العجز أمام اتساع الفجوه بينهم يوما بعد يوم ....
إحساسه بالعجز وعدم الفهم كان مقيت لا يتقبله ولا يريد حتي التفكير به أو بأي شيء سوي قناعاته بأنها من تغيرت بلا سبب مفهوم بالنسبه له لذا هي من عليها العوده الي ماكانت عليه والا فهو من عليه إعادتها لذا سحب نفس عميق قبل أن يقول باحتدام : حيث بقي أن سؤالي مالوش اجابه عندك وأن كل اللي يهمك هو انا عاوز ايه فقومي معايا
عقدت جوري حاجبيها باستفهام لتجده يمد يداه الي ذراعها يوقفها وهو يقول : قومي البسي
لم تفهم شيء ولم يدع مراد لها اي فرصه للفهم أو التساؤل فإن كانت لا تدرك ما تفعله فهو يدرك جيدا ما يفعله وما يريده .....أوقفها مكانها واتجه الي غرفه الملابس ليخرج بعد لحظات يمسك ببعض من ملابسها لتزداد عقده جبين جوري ومعها يزداد إصرار مراد
تفاجأت به بلا مقدمات يتوقف امامها ويمد يداه الي ازرار بيجامتها يفتحها الواحد يلو الآخر ويبعد يدها التي حاولت ايقافه هامسا: هششش
وضعت يدها فوق يده : بتعمل ايه
قال بتلقائيه وهو يبعد يدها : هساعدك تلبسي
: رايحين فين
قال باقتضاب وهو يمد ذراعه حولها ينزع بيجامتها : هتعرفي !
لم تفهم ولم يعد لديها صبر لتوقفه بعصبيه : مراد انا مش لعبه في ايدك
واجهها مراد بنظراته : وانا مش عيل صغير بلعب .... هتكملي لبس ولا اكمل انا
بحنق أبعدت يداه عنها لتزفر بضيق : اوعي انا هلبس
اوما لها واتجه ليجلس علي طرف الاريكه الموضوعه بجانب الغرفه لتنظر له جوري بحنق : اطلع برا لغايه ما البس
هز رأسه بهدوء : واطلع ليه ...اكيد مش هتتكسفي انك تغيري هدومك قدامي
زفرت جوري بحنق واولته ظهرها وهي تجذب الملابس بعنف وتأخذها وتدخل الي الحمام الملحق بغرفتها بينما تشعر بفوران الدماء في عروقها وتسأل نفسها لماذا لا تعترض ....حسنا وان اعترضت ماذا سيحدث ؟!
الفضول يدفعها أن تري الي اين سياخذها هذا اولا
وثانيا أنها لم تعتاد أن تعارضه لذا تستصعب أن تفعلها وتعترض!
خرجت بعد قليل لتجده يضع هاتفه بجيبه بعد أن انهي مكالمته ليعتدل واقفا ويشير لها أن تتقدمه
سارت أمامه بخطوات حانقه لتتوقف باستدراك : نسيت شنطتي
قال مراد بهدوء وهو يفتح لها الباب : مش هتحتاجيها كلها ساعه وراجعين
....
.......
كاد راس عاصم ينفجر وهو يستمع لصياح رشدي ووعيده وتهديده الذي لم يأخذه علي محمل الجد بينما كل عقله أصيب بالشلل وهو يفكر أن كان ابنه اقدم علي فعله متهورة شنعاء كخطف الفتاه ...!
قال سيف باحتدام وهو يتوقف أمام رشدي : اظن كفايه تهديد لغايه كده يا رشدي بيه
هتف رشدي بغضب : انا مش بهدد وبس يا سيف انا مش هيكفيني اقتل اخوك لو مس شعره من بنتي
زم عاصم شفتيه بغضب مزمجرا : كفايه يارشدي
نظر له رشدي بغضب هاتفا : اظن كفايه دي تتقال لابنك من ليا ياعاصم ....نظر إليه وتابع بحده : انا عملتلك حساب بس ابنك هو اللي مش عامل حساب لحد
هتف عاصم بحنق : وانت تعرف منين أنه عمل اللي بتقوله ...؟!
نظر له رشدي باستنكار : امال بنتي فين ؟
صاح عاصم بغضب : معرفش ومش مشكلتي ...طالما مش متاكد من كلامك يبقي اياك تهدد ابني
أسرعت شهد بأقدامها الصغيرة تجاه الباب تفتحه ما أن استمعت لصوت سياره عمر تنتوي تحذيره ولكنها لم تلحق حينما اندفع رشدي خارج مكتب عاصم بخطوات غاضبه ما أن استمع لهدير سياره بالخارج وصدقت ظنونه وكان عمر بنفس اللحظه يدخل من الباب ليندفع إليه رشدي بهياج ينقض عليه صارخا : بنتي فين ....عملت ايه فيها ....خطفتها وعملت فيها ايه انطق
امسك عمر بيد رشدي قبل أن يلمسه ليرفعها بعيدا عنه مزمجرا : أنا مخطفتش حد
..بنتك جت ليا برجلها !
اتسعت عيون سيف وشهقت زينه واضعه يدها فوق شفتيها لتسرع تينا تحيط بكتفها وتحاول اخذها لاعلي الدرج الذي وقفت بمنتصفه تحاول معرفه ما يحدث بينما شعر عاصم وكأن العالم انهار من حوله وابنه بمنتهي البرود يقول لرشدي ساخرا : جت وقالت إنها خلصت من سجن نديم وانها بتموت فيا ومستعده تهرب معايا
ازدادت نبرته الساخره بتشفي وهو يري وقع كلماته علي رشدي والتي تابعها : وانا عشان جنتل مان نفضت لكل كلامها وخليتها بس تقعد مع نفسها شويه تراجع تصرفاتها نظر له ببرود ومغزي وهو يتابع : واهو فرصه انت كمان تراجع قصرت في ايه لما مربتهاش ....اكيد مكنش عندك وقت !
احتقن وجهه رشدي بغضب شديد بينما اسرع سيف بتاهب يقف أمام رشدي الذي أدرك أنه سيتهور بعد كلام عمر بينما عاصم لم يكن بحالته الطبيعيه التي تجعله يدافع عن ابنه وكيف يدافع عنه وهو يعترف بهذا البرود
هتف به رشدي من بين أسنانه : فين البنت ؟!
قال عمر ببرود وهو ينظر في ساعته : متقلقش ...كلها ساعه وتكلمك تقولك مكانها وابقي اسالها كلامي صح ولا غلط !
انهي عمر كلماته واستدار بظهره متجها الي الدرج ليندفع رشدي إليه يمسك بكتفه : مش هسيبك
ابعد عمر يداه عنه والتفت ليقف أمامه ببرود : انا قدامك ...!
استجمع عاصم نفسه ليمسك بذراع ابنه يسحبه من أمام رشدي ويقول من بين أسنانه : امشي .....وانت يارشدي متقلقش انا ....قاطعه رشدي بغضب جنوني : مقلقش ايه ياعاصم ....عاجبك كلام ابنك قليل الادب
هتف عمر ساخرا : مش لوحدي اللي قليل الادب ...افتكر بنتك ....قاطعه صوت عاصم الغاضب الذي صاح
: ولا كلمه ...امشي من قدامي
ببرود هز عمر كتفه واتجه للاعلي لتتسع عيون رشدي بصدمه وهو يقول لعاصم : انت بتقول ايه .....يمشي فين ....ابنك مش هيتحرك خطوه الا اما اعرف مكان بنتي والا هبلغ البوليس
زم عاصم شفتيه هاتفا : مفيش داعي للبوليس والفضايح يا رشدي ..... انا هعرف مكانها واروحها ليك بنفسي
هز رشدي رأسه : مش هستني ...انا حالا هبلغ البوليس
قال عمر ببرود : اوك وابقي بلغه ان بنتك جت معايا برغبتها وارادتها ....ولو مش مصدقني اسالها
تلفت اعصاب الجميع الا عمر الذي كان واقف أمامهم ببرود وثبات عكس داخله الذي يستنكر كل أفعاله بصورة لا تطاق
انضرف رشدي علي مضض بينما ثقه عمر زعزعت ثباته وجعلت كل الدماء تغلي في عروقه ليجد ابنته اولا ثم يعاقبه ثانيا
بعد انصراف رشدي اسرع الجميع خلف عاصم الذي اندفع بغضب غاشم تجاه غرفه عمر ودون مقدمات كان يدفع الباب ويدخل ينقض عليه معنفا : انت عاوز تعمل فيا ايه ...عاوز تقضي عليا ....انت ايه يا بني ادم ...هز رأسه بقوة وتابع : لا بني ادم ايه...! انت حيوان ....مالك ومالها
قال عمر بدفاع عن نفسه : باخد حقي
هتف عاصم باحتدام : قولتلك انا هجيب حقك .....وحقك لو عاوز تاخده ...تاخده من اللي عمل فيك كده مش منها
قال عمر بيقين : هي اللي جت برجلها
زم عاصم شفتيه بحنق بينما لا يري ابنه أنه مخطيء بشيء كعادته ليثير جنونه أكثر فيعجز لسانه عن نطق شيء : انت ...انت
تدخلت زينه تقف أمام عاصم تحاول أبعاده وإيقافه عن تعنيف عمر الذي وقف يتقبل بهدوء
لتقول بعتاب : ليه ياعمر تعمل كده .....صاح عاصم بغضب في زينه وهو يبعدها من أمامه : اوعي انتي ...انتي لسه هتسأليه عمل كده ليه ... اللي عمله ده عمله زباله تخرج من واحد زيه
...اطبق علي تلابيب ابنه بحنق وهو يزمجر بت : انطق فين البنت
صمت عمر ليدفعه عاصم بكتفه : بقولك انطق فين البنت
مجددا صمت وصمته يدفع أبيه للجنون بينما عاند عمر كعادته ليتدخل سيف قائلا : عمر كفايه و سيب البنت
بعنفوان صاح عمر وهو يلقي قراره الاخير بعناد ويستدير ليغادر الغرفه : مش هسيبها !
بقبضه غاضبه امسك عاصم بذراع عمر يوقفه : هتسيبها ياعمر
واجه عمر عيون أبيه وهز رأسه بإصرار : لا ومفيش حد هيجبرني اعمل حاجه انا مش عاوزها
نزع ذراعه من قبضه أبيه الذي وقف مكانه يفرك وجهه للحظه بعصبيه قبل أن يفرغ غضبه بكل شيء أمامه يحطمه وهو يصيح بصدر ضائق : يارب انا تعبت من الولد ده ....ارحمني ...مبقتش قادر عليه !
اسرع سيف خلف أخيه : عمر كفايه عناد بقي ياأخي .....انت ايه !
نظر له عمر ببرود دون قول شيء ليتجرأ سيف ويلكمه بكتفه بحنق متابعا : ياأخي مره واحده فكر في عواقب أفعالك ...البنت ذنبها اييييه !....تاخد حقك من بنت ليه ....ايه ياعمر اللي بتعمله ده فوق
نظر إليه وتابع : طيب بلاش تخاف علي ابوك خاف علي نفسك و علي مستقبلك
هتف عمر باحتدام : كان هيضيع بسببه
قال سيف بجديه : ودلوقتي بسبب تصرفاتك وطيشك
هز كتفه وتابع : ياعمر انت مش عايش في الدنيا لوحدك
...خفض صوته وتابع بهمس : لو وسيله عرفت حاجه زي دي تفتكر هترضي عن تصرفك ....بذمتك انت مش مستحقر نفسك
اغمض عمر عيناه وسحب نفس عميق هاتفا : أه ياسيف مستحقر نفسي ......ارتحت !
نظر عمر الي أخيه وهز رأسه : لا مرتحتش... ولا انت لازم ترتاح انت لازم تقعد مع نفسك وتشوف انت بتوصل اللي حواليك لأيه
صمت آذانهم صوت التحطيم القوي ليركض كلاهما الي الغرفه حيث تعالي صوت زينه الممزوج بصوت التحطيم حولها : عاصم اهدي
أبعدها عاصم لتتقهقر الي الخلف وتكاد تسقط ولكنها استندت الي الحائط بجسدها الذي ارتجف وتحاملت عليه ما أن وجدت عاصم بقوة يضرب رأسه بالخزانه بينما وصل لحافه اليأس
أمسكت بكتفه توقفه بينما غاب عاصم بتأنيب نفسه : يارب انا توبت عن كل افعالي ليه بتعاقبني كده....انا تعبت ومبقتش قادر عليه ...مش هقدر افضل عمري كله اتحسر عليه لو حصله حاجه بسبب تصرفاته ارحمني..!
اندفع سيف الي الغرفه وخلفه عمر الذي التاع لانهيار أبيه امسك سيف بكتفه : بابا اهدي
ابتلع عمر غصه حلقه واتجه ليمسك كتف أبيه قائلا باعتراف : انا اسف
تجلت الصدمه علي وجوده الجميع ليقر عمر : مكنتش عاوز كل ده يحصل ....هي اللي جت وانا مقدرتش اتحكم في نفسي كنت عاوز انتقم منه بس مأذتهاش
...انا هحل الموضوع بس انت اهدي
ابعده عاصم من امامه وكذلك فعل مع الجميع حينما اقتربوا منه يحاولون رؤيه جرح جبينه
ليصيح بالجميع : اخرجوا برا مش عاوز اشوف حد
هز عمر راسه وتقبل ابعاد عاصم عنه ليقترب من إليه باصرار يحاول أن يري جرح رأسه النازف
اشار عمر لوالدته : ماما كلمي الدكتور لو سمحتي
كان بالفعل سيف اتصل بالطبيب متجاهل غضب عاصم الذي صاح : مش عاوز دكاتره
قال سيف بهدوء : بابا ...عمر اعترف بغلطته
هتف عاصم بخزلان : بعد ايه .....نظر إلي عمر بعتاب وتابع : وعدتني هتتغبر ...ومفيش فايده !
نكس عمر رأسه بصمت بينما تهاوي عاصم علي طرف الفراش خلفه ووضع رأسه بين يداه ليتطلع عمر الي وجوه الجميع بخزي اول مره يشعر به فهو السبب في ايه كل من حوله ..!
.......
بعنف هوي رشدي علي وجه ريم بصفعه قويه وهو يجذبها الي سيارته وينطلق بها
لاحظ نديم تعلثم لميا وهو يسألها عن ريم : خرجت مع صاحبها ....و زمانها راجعه
هتف نديم بحنق : خرجت من غير ما تقولي وكمان بكلمها مش بترد
هتفت لميا بتعلثم : أصلها ...أصلها نسيت تليفونها وجائز عشان كده معرفتش تكلمك
متقلقش هخليها تكلمك لما ترجع
اوما نديم بحنق وتحرك بسيارته الي البوابه ليجد سياره رشدي تدلف من البوابه أمامه ...عقد حاجبيه وهو يري ريم بجوار ابيها
عقد حاجبيه باستفهام لحالتها الباكيه لتندفع ريم الي الداخلون قول شيء
ليستدير نديم الي ري متسائلا : في ايه يا اونكل
هز رشدي كتفه : ابدا
عقد نديم حاجبيه : ابدا ازاي .... انت مش شايف حالتها
هتف ري من بين أسنانه بعصبيه : عادي يا نديم بعدين نتكلم
نظر الي رشدي واندفع للخارج بينما الظنون تعصف برأسه
ليطلب رقمها ولكن قبل أن يضغط عليه كان يفكر بسبب عودتها دون سيارتها واين كانت ...!
لذا سرعان ما تعقب هاتفها ليعرف اين كانت بالساعات الماضيه ..!
..........
ليست اول مره تفقد ابنتاه أحدي اشياءهم ولكنها المره الأولي التي يفقد هو به شيء يخصه هكذا فكر ايهم وهو يبحث عن ساعته ...!
طرق بطرف أصابعه علي مكتبه وهو يبحث في الدرج يلو الآخر مع أنه متاكد أنه ترك ساعته علي طرف المكتب
عقد حاجبيه وهب من مكانه لتخرج ابنتاه علي صوته وهو ينادي علي ام حسن بغلظه
ركضت المرأه أمامه : نعم يا باشا
قال ايهم بصوت حاد : الساعه بتاعتي كانت علي مكتبي ...مش لاقيها
قالت ام حسن بخوف : انا مدخلتش اوضه مكتبك يا بيه ....بس الانسه غرام اللي دخلت ...!
......
......
سددت جوري نظرات غاضبه تجاه مراد بينما وجدت نفسها جالسه أمام الطبيب الذي يسألها عن بعض الاشياء قبل أن يقوم بفحصها ... قابل مراد نظراتها الغاضبه بهدوء جديد عليه حتي أنه بدأ يجيب علي الطبيب معها
لتنظر له جوري بطرف عيناها فيسدد لها نظره هدنه بينهما .....وكم كان لطيف مراعي وهو يمسك بيدها ويساعدها علي رفع ملابسها ليضع الطبيب الجل البارد فوق بطنها قبل أن يحرك جهاز السونار فوقه .....مرر مراد يده برفق فوق خصلات شعرها ونظر لها بابتسامه هادئه ازدادت حينما خرجت نبره الطبيب مرحه : ها عاوزين تسموا البيبي ايه ؟!
رقصت دقات قلبه داخل ضلوعه ولاحت فرحته في عيناه بالضبط كما حال جوري التي انتشلها ذلك الشعور الجميل الذي تعيشه لأول مره من أي شعور اخر بالغضب تجاه مراد الذي أظهر فرحته بصورة كبيرة
: حامل يا دكتور
اوما الطبيب بابتسامه هادئه : في الاسبوع السابع
مال مراد علي جوري يحتضنها : مبروك يا جوجو
داعب شعرها بحنان وساعدها علي النهوض لتتجاوب جوري مع مشاعرها بتلك اللحظه ولا تفسدها بأي غضب أو عتاب قررت أن تنحيه جانبا مؤقتا لتستمتع بتلك اللحظه .....
: دي قائمه بالاكل والفيتامينات اللي هتاخديها بانتظام ...وطبعا الراحه مطلوبه
هتف مراد سريعا وهو يمسك بيد جوري : مش هخليها تقوم من مكانها
ضحك الطبيب علي حماس الابوه ليقول بمرح : مش للدرجه ...طبعا تتحرك وتعيش حياتها بصورة طبيعيه .....بس تبعد عن أي مجهود زايد
واكيد راحه وهدوء الأعصاب مهمه جدا لان الضغط عالي شويه عند المدام
قال مراد : متقلقش يا دكتور انا ههتم بكل ده
ابتسم الطبيب : لما نشوف ...انا هستني اسبوعين وافحص المدام مره تانيه ونشوف الضغط
اوما مراد وأخذ الروشته من الطبيب وشكره ليضع يد جوري بذراعه ويخرجون سويا من عماره الطبيب
فتح لها مراد باب السياره وساعدها علي الجلوس لتستمع جوري بمكر باهتمامه الزائد
ابتسم لها قائلا : مرتاحه كده ولا اظبط ظهر الكرسي لورا شويه
هزت جوري كتفها : كويس
اوما مراد قائلا وهو يفتح روشته الطبيب : هنجيب الادويه وشويه حاجات تانيه ونرجع البيت ترتاحي ولا تحبي اروحك الاول
هزت راسها : عادي
تقبل مراد دلالها فهو سعيد للغايه ليمسك بيدها يرفعها الي شفتيه : مبروك يا جوجو انا مبسوط اوي
نظر لها بعتاب : انتي مش مبسوطه !
هزت جوري راسها وسحبت يدها من يده : مبسوطه بالبيبي بس اكيد زعلانه منك ..!
........
....
ببكاء هتفت غرام وهي تختم حديثها : والله ده اللي انا عملته ومأخدتش اي حاجه .....نظرت له بعيون باكيه وهي تتابع ': انا مش حراميه ....صدقني والله ما اخدت حاجه
نظر لها ايهم بغيظ وهتف من بين أسنانه وهو يقبض علي ذراعها : يعني لسه مصممه علي اللي في دماغك بعد كل اللي قولته ليكي امبارح
أومات غرام بانكسار : معنديش حل تاني
زم ايهم شفتيه بغضب انكسر أمام كلماتها التي تابعتها : انا مش عاوزة اي حاجه الا انك تعترف باللي حصل ....عاوزة اقدر ارفع راس امي ومش عاوزة حاجه تانيه ....ازداد بكاءها وهي تتابع : كل اللي بتعمله انا استحملته عشان استاهل وعشان امي تستاهل اني اصلح غلطتي ...!
زفر ايهم بضيق وترك ذراعها ثم خرج صافقا الباب خلفه بعنف ليفرك وجهه يحاول إخفاء ملامح الغضب من فوقه ما أن وجد ابنتاه أمامه لتساله هنا : في ايه يا بابي....غرام اللي اخدت الساعه
هز رأسه سريعا : لا طبعا .....انا تقريبا نسيتها تحت في العربيه
أومات حلا قائله : اكيد طبعا يا بابي ..غرام مستحيل تعمل كده
هز ايهم رأسه قائلا : انا خارج. ...عاوزين حاجه
هزت الفتيات رأسهم ليتجه ايهم الي الخارج وبعد دقائق سرعان ما اتجهت ام حسن الي حلا قائله : انا خلصت كل حاجه وهمشي يا بنتي
أومات حلا لتقول المراه بخبث : البيه لقي الساعه بتاعته
أومات حلا : اه بيقول نساها في العربيه
وضعت المراه يدها علي قلبها بارتياح : الحمد لله ...ربتت علي كتفها وتابعت : ابقي خدي بالك انتي واختك من حاجتكم ....انا لقيت الخاتم ده الصبح
قالت حلا وهي تلتقط الخاتم من المراه : طيب كويس. ... شكرا يا ام حسن
أسرعت المراه تستبدل ملابسها وتوضب حقيبه يدها وتتجه الي الباب تنتوي المغادره سريعا قبل عوده ايهم ليهوي قلبها بساقها حينما وجدته امامها ما أن فتحت الباب
ابتلعت ببطء وهي تقول : انا خلصت يا بيه ....عاوز حاجه
اوما ايهم وتقدم خطوتين للداخل لتتراجعهم ام حسن وهي تنظر إليه بخوف ممزوج بالترقب بينما لا تفصح ملامحه عن شيء ...!
اشار لها بهدوء : فين الساعه ؟!
ابتلعت المراه ببطء : معرفش !
زمجر ايهم بحنق وهو يصفق الباب بظهر ساقه : طلعي الساعه بدل ما مش هيعجبك تصرفي
أسرعت المراه بدموع تفرغ محتويات حقيبتها : انا مش حراميه يا بيه وادي شنطتي اهي ....ده انا حتي لقيت الخاتم الصبح واسأل الانسه حلا
التفتت هنا الي تلك الأصوات بينما كانت بغرفه غرام تطيب خاطرها بعد اتهام ام حسن لها
لتقول سريعا : ده شكل ام حسن اللي سرقت ...تعالي نشوف في ايه
قامت غرام خلف هنا بتردد لتتفاجيء بالمراه تبكي أمام ايهم : انا مش حراميه يا بيه
بانفعال هتف ايهم : لآخر مره بقولك طلعي الساعه ...!
تراجعت الفتاتان للخلف ما أن هتف ايهم بهم بغضب : أدخلوا اوضتكم
رجعت الفتاتان الي غرفتهم سريعا وكذلك فعلت غرام ولكن صوته أوقفها ....تعالي
نظرت له بخوف ليشير لها : بقولك تعالي
اقتربت غرام بخطوات متعثرة ليشير لها : فتشيها
اتسعت عيون غرام بصدمه وتوقفت مكانها تهز راسها
ليكرر ايهم حديثه : بقولك فتشيها ...!
توقفت غرام مكانها بخوف ونظرت الي دموع المراه الراجيه تتوسله وهي تمد يدها وتخرج الساعه من ملابسها : ابوس رجلك يا بيه سامحني ....غصب عني بنتي محتاجه عمليه
زم ايهم شفتاه بحنق ومال يمسك المراه من ذراعها بقوة يوقفها مزمجرا : تقومي تسرقي
بكت برجاء : غصب عني يا بيه
دفعها ايهم بغضب للخارج : غوري من وشي
ركضت المراه بعد أن لملمت حقيبتها وأسرعت للخارج لتنظر له غرام باستغراب بينما عفي عن المراه حتي دون أن يتبين صدقها من كذبها ...إذن لماذا لم يفعل معها المثل ..؟!
......
........
استجمع عمر ثباته بينما ترك الأمور تهديء يومين قبل أن يقرر أنه حان الوقت لينفذ وعده لوسيله لذا اتجه الي غرفه أبيه
: بابا ممكن اتكلم معاك في موضوع
اوما عاصم باقتضاب بينما كلاهما تجاوز ما حدث ظاهريا ولكن بداخل كل منهما شيء آخر فعمر بالفعل شعر برعونه تصرفه وعاصم عاد من جديد ليخشي تصرفات ابنه ..!
نظر عاصم الي عمر بصمت ليتحامل عمر علي نفسه بينما لايريد صدام مع أبيه لأول مره من أجلها .....فهو يريد أن يبتعد من كل شيء حوله وفقط يكون معها حيث الراحه التي يشعر بها
: بابا انا في بنت اعرفها وعاوز اطلبها ...!
بدأ يستعد بداخله للحديث عن وسيله ليتفاجيء بكلمه عاصم المقتضبه : لا !
عقد عمر حاجبيه بعدم استيعاب : لا
اوما عاصم بنبره قاطعه : أيوة لا يا عمر ....قبل أن يفتح عمر فمه بكلمه بينما بالفعل لم يتوقع أن يرفض ابيه
: وقبل ما تقول اي حاجه هقولك سبب رفضي ....انا مش واثق في اختيارك !
انصدمت ملامح عمر بينما تابع عاصم بجديه : انا ولا بتحامل عليك ولا بعاقبك انا بقول الصح ...انك تيجي في وقت زي ده وبعد اللي عملته في بنت المفروض كنت بتحبها وتطلب تتجوز بنت تانيه الله اعلم عرفتها ازاي
يخليني اكون مش واثق في اختيارك اللي هيكون زي اختيارك للبنت اللي قبلها واللي لسه حياتك متدمره بسببها
باحتدام هتف عمر : وسيله مش زي ريم ....!
عقد حاجبيه باستنكار : وبعدين انا مشكلتي مع نديم مش معاها ...انا اصلا مش بفكر فيها
واجهه عاصم بالحقيقه : كنت لسه من شهرين عاوز تتجوزها
هتف عمر بدفاع عن نفسه أمام اتهام أبيه له أنه لم يحسن الاختيار أيضا تلك المره : اتسرعت بس المره دي انا متاكد من اختياري
هز عاصم رأسه بثبات : وانا مش متاكد
اهتاجت اعصاب عمر ولكنه جاهد ليتحكم بها من أجل وسيله ليقول من بين أسنانه : بابا لو سمحت دي حياتي انا وانا الوحيد اللي ليا حق اختار مين يشاركني فيها
قال عاصم بهدوء وتحذير : وانا ابوك واكتر واحد عارف مصلحتي واي ارتباط في الوقت ده هيكون غلط لانك بتنسي بنت ببنت
نظريا وجهه نظر عاصم ربما تكون في محلها بينما لا يدرك شيء عن علاقه وسيله بعمر وكل ما يعرفه أنها ظهرت في حياه ابنه فجاه ...!
هتف عمر بانفعال : مش بنسي حد ....اصلا انا مش بفكر في ريم
اوما عاصم : يبقي خد وقتك وبعد كده فكر في موضوع الارتباط
زم عمر شفتيه برفض : انا واخد قراري مش لسه هفكر
نظر له عاصم رافعا حاجبه : وقرارك ده هتنفذه حتي لو انا مش موافق
نكس عمر رأسه بينما أخبرت عيناه عاصم باصراره ليهتف عاصم بحزم : لو فكرت تعمل حاجه من غير موافقتي يا عمر هتكون القاضيه بيننا ....هتخسرني وانا هعتبر ماليش ابن !
........
..
فرك عمر وجهه بينما شعر لأول مره بهذا العرق البارد يتحرك علي طول ظهره وهو يغادر غرفه أبيه الذي فشل في إقناعه .....هل سيستسلم ام يحارب
لن يتركها ولاول مره يشعر أن عليه أن يكون اهديء ولا يندفع فلولا اندفاعه لكانت موافقه أبيه موجوده ....!
بضياع تحدث مع سيف الذي ابتسم له وهو يراه يخالف طباعه ويحاول أن يتعامل مع الموقف ليقول له برجاء : اعمل ايه يا سيف ....مقدرش اخذلها
اوما سيف : متقلقش هنتكلم معاه تاني ...انت بس اهدي خالص وبلاش تعمل اي تصرف طائش تاني وهو يومين وهيرجع في كلامه لما يلاقيك مصر
فرك عمر وجهه : مفيش وقت يا سيف ....جدتها رجعت وانا مستحيل احطها في موقف زي ده
هز سيف كتفه : مفيش قدامك الا انك تصبر
افلتت الجده من نبره عمر : اصبر لغايه امتي ....ده رفض مجرد الكلام امال لو عرف اني فعلا اتجوزتها
زم سيف شفتيه باستدراك لتلك المعضله ....لو جدتها عرفت اني كنت بكذب هتعمل ايه .....لازم أقوله علي كل حاجه واللي يحصل يحصل
.......
....
عقدت زينه حاجبيها بينما حثها عمر أن تتدخل لعلها تغير قرار عاصم : يعني ايه يا عاصم ...
التفت عاصم الي زينه ثم رفع عيناه الي عمر وقال بحزم : يعني انا مش واثق في اختياره زي ما قولت له
قالت زينه بتلقائيه : بس البنت كويسه
نظر لها عاصم بحده : وانتي عرفتي منين ...كنتي تعرفيها
لوي عاصم شفتيه ساخرا وهو يتابع : اكيد الباشا هو اللي قالك
هزت زينه راسها : أيوة وانا عارفه عمر ...مش هيطلب يتجوز الا لو كانت بنت اقنعته بنفسها
مجددا سخر عاصم : جايبه الثقه دي منين ....هو مش بنت رشدي كانت برضه اقنعته بنفسها
قبل أن تقول زينه كلمه كان يقوم من مكانه هاتفا بحزم : زينه اقفلي كلام في الموضوع ده .....لغايه ما بنفسي اتأكد أنه بقي راجل مش هطلب له أي بنت ...!
......
.........
أجاب عمر علي هاتفه ليستمع الي بضع كلمات من أحدي رؤساءه وكان يجيب ببساطه : انا في إجازة يافندم
اهتزت يده الممسكه بالهاتف بينما زمجر الرجل علي الحرف الاخر بحنق : إجازة ايه يا حضره الضابط ... قدامك ساعه تكون قدامي ببدلتلك العسكريه
زفر عمر بحنق بينما تلقي ايهم نفس الهاتف ليتقابل كلاهما في هذا الاجتماع الذي أسفر عن مأموريه للجميع ....وكالعاده التفاصيل لا يعرفونها الا بأخر وقت
فلا يعرفون إلا أنها شيء جاد وسري
لايعرف الي متي سيغيب وبالاحري لا يعرف أن كان سيعود أو لا وكان بالماضي لايهتم ولكن تلك المره وجد نفسه لا يهتم بشيء إلا رؤيتها والتي قد تكون اخر مره .....
دمعت عيون وسيله حينما افلتت الكلمات من لسان عمر وهو يضمها إليه بوعد : وسيله انا هقف قدام الدنيا كلها عشانك ...متخافيش
ابتعدت قليلا عن حضنه ونظرت الي عيناه تسأله بشفاه مرتجفه : باباك مش موافق..صح ...!
دار ايهم حول نفسه بعد أن جهز حقيبته ليقف مطولا أمام غرفن ابنتيه ولاول مره يستصعب توديعهما
: غرام !
تفاجئت غرام بنطقه لاسمها لترفع عيناها إليه بذهول
اشار لها أن تتبعه : تعالي معايا
خرجت خلفه لتلمح حقيبته بجوار الباب
هتف بهدوء مصطنع : انا عندي ماموريه ومش هلحق اشوف البنات ....ابتلع بينما يستصعب ذلك الطلب منها ليصوغه بنبره أخري : لو فكرتي تقولي حاجه او تأذيهم مش هرحمك
طالت نظره غرام إليه بينما دون أن تتعمد ارتسمت ابتسامه ساخره علي جانب شفتيها وهي تسأله : انت مستكبر توصيني عليهم !
احتدت نظراته : اوصيكي انتي علي بناتي
لأول مره تتحداه بنبره قويه وهي تدافع عن نفسها : وفيها ايه ....انا شيلت مسؤوليه اخواتي سنين ...!
نظرت له تلك المره هي باحتقار : كونك شايفني بنظره معينه مش معناها اني كده ......انا من غير ما تطلب هاخد بالي منهم عشان حبيتهم مش عشان حاجه تانيه
اولته ظهرها ودخلت الي غرفتها وصفقت الباب خلفها بعنف
ليبقي ايهم مكانه لحظات قبل أن يغادر تاركا ورقه لابنته !ط
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
كل سنه وانتوا طيبين وبخير وعيد سعيد عليكم
اقتباس من القادم
: عمر انا خايفه
نظر لها بحنان : من ايه يا حبيتي
مالت تجاه أذنه تهمس ببضع كلمات بخجل ليعقد حاجباه للحظه قبل أن يرسم الهدوء علي ملامحه سريعا ويقول ببساطه : والشك ده يخليكي خايفه ....!
نظرت له وسيله بعدم فهم فهل يستوعب شكها بأنها قد تكون حامل ..!
دومتي مبدعه
ردحذف🥰🥰🥰🦋🦋🦋🦋🦋
ردحذفإنهيار عاصم كان صعب اوى
ردحذفكل عام وانت بالف خير بارت روووعه❤️❤️❤️
ردحذفجميل اوي وكل سنه وانتى طيبه
ردحذفتسلم ايدك
ردحذفكل سنة وانتي طيبه
تحفه جدا
ردحذفعمر دا بصراحه ملوش وصف دا عاوز معجزه عشان يتغير
ردحذفكل سنة وانتى طيبة يا حبيبتى وعيد سعيد عليكى الفصل جامد جدا ابدعتى
ردحذف